روايات

رواية ديجور الهوى الفصل السادس 6 بقلم فاطمة طه سلطان

رواية ديجور الهوى الفصل السادس 6 بقلم فاطمة طه سلطان

رواية ديجور الهوى البارت السادس

رواية ديجور الهوى الجزء السادس

ديجور الهوى
ديجور الهوى

رواية ديجور الهوى الحلقة السادسة

– قلبي يكاد يتفطر كلما عدتُ بالذاكرة إلى الماضي ورأيت إلى كثرة الوقت المبدّد عبثًا والمضيع في الضلالات والأخطاء والبطر وسوء تدبير العيش، وكيف أني لم أقدّر ثمن ذلك الوقت وكم خطيئة ارتكبتُ ضد روحي وفؤادي، الحياة نعمة، الحياة سعادة.
– دوستويفسكي 📚.
‏أرغب في الحديث عما حدث دون أن أذكر كم هو مؤلم
لابد وأن هناك طريقة لشفاء الجروح دون الحاجة لإعادة فتحها، أن أسمّي الألم دون أن أستشعره من جديد
– لورا ماثيس.
– الأمور الوسط لا يعرفها الحب، فهو إمَّا أن ينقذ وإمَّا أن يحطم، الحب حياة إن لم يكن حتفًا.
– فيكتور هوجو 📚.
___________
في الصباح..
فتحت فردوس عيناها بعد نوم عميق جدًا سقطت فيه بعد هذا المنوم التي تناولته فهي لا تحصل على نوم عميق بدونه، عدا تلك الليلة التي حينما تتذكرها تغضب من نفسها وهو نومها بجواره وقتها ذهبت في النوم ولا تدري كيف…
أعتدلت وجلست على الفراش ألتقطت هاتفها من على الطاولة لتكتشف بأن الساعة تقترب من الواحدة بعد الظهر يبدو أنها أطالت في نومها، الشكر لهذا المنوم التي اشترته من الصيدلية دون الذهاب إلى طبيب حتى.
نظرت على الغرفة التي كانت مضيئة قليلا بسبب النافذة التي لم تغلقها جيدًا نظرت حولها برهبة كما تفعل في كل صباح ينتابها قلق، فهي أصبحت ضائعة، هي ضائعة بحق…
الجميع يظن بأنها أمرأة قوية رُبما أو حتى مزعجة لكنها ليست كذلك… هي ببساطة شديدة أمرأة خائفة..
خائفة من أن تنهار يومًا بسبب مشاعرها العميقة تجاهه والتي تخفيها بحرص شديد، حتى أنه بات يشعر بأنها قد نست حبه استطاعت أن تجعله يشعر بهذا الشيء بنجاح ولكنها في الواقع ليست كذلك، هي في صراع تام وقعت في مأزق كبير منذ سنوات حينما فقدت شقيقها الوحيد المتبقي من عائلتها والذي كان أقرب شخص لها وحينما بحثت عن أقرب شخص لها للاحتماء والحزن معه وجدت أن الجاني يمتلك نفس دمائه…
فجأة نفضت تلك الكلمات من عقلها وتذكرت ما نسته أسفل الوسادة ليلة أمس يجب عليها أن تخفيه مرة أخرى..
وضعت يدها أسفل الوسادة لم تصل إلى شيء حاولت أدخال يدها أكثر في محاولة فاشلة جدًا فهو ليس شيء صغير جدًا حتى لا تجده أو يتحرك من مكانه…
نهضت في رعب وألقت الوسائد على الأرض ولم تجد شيء، أخذت تنظر بجانب الفراش تحسبًا أن يكن قد سقط وأخذت تعبث في أي شيء أمامها…
تبًا..
هي لا تجد شيء..
أرتدت إسدالها دون تفكير بعد أن شحب وجهها واستيقظت جميع حواسها، وخرجت من الغرفة والقلق والغضب في الوقت نفسه يحتلها….
هبطت إلى المطبخ لتسأل اول أمرأة تعمل في المنزل قابلتها:
-هو في حد دخل اوضتي؟.
هزت المرأة رأسها نافية قائلة بتحفظ فهي تعلم أنها تتشاجر مع أي شخص ولا تريد الاحتكاك بها:
-محدش دخل ولما خبطت على حضرتك ومردتيش قولت تبقي نايمة وأجلت تنظيف الأوضة لغايت ما تخلصي.
لو كان وقت أخر لكانت تشاجرت مع المرأة بلا سبب أو بلا داعي ولكنها مشغولة الآن في التفكير…
أين ذهب؟!!…
___________
أخذ نفس من السيجارة التي تتواجد بين أصابعه واليد الأخرى يمسك بها هاتفه الذي يتواجد على أذنيه يتحدث مع أحدى الرجال الذي يقوم بانهاء التشطبيات الخاصة بالفيلا.
-متقلقش والله أقل من اسبوعين وكل حاجة هتكون خلصانة هو بس اللي حالة الوفاة اللي حصلت لابراهيم هي اللي عطلت الدنيا.
قال له شيئا فتحدث ثائر في نبرة هادئة:
-شقة في حدود ١٠٠ متر عندنا؟! يعني مش غريبة يعني تكون عايش في ال**** وعايز شقة هنا؟!.
تفوه الرجل بشيء فعقب ثائر بنبرة عملية:
-استثمار قولتلي، تمام أول ما ألاقي حاجة كويسة هقولك علطول متقلقش، في رعاية الله نتقابل بعد أسبوعين ان شاء الله وأنا بسلمك مفاتيح الفيلا.
أنتهت المكالمة بينهما، تزامنًا مع انتهاء المكالمة أتت أفنان من الداخل وهي تقول:
-أنا نازلة اشتري شوية طلبات عقبال ما الباص بتاع فهد يجي اجيبه ونيجي.
هز ثائر رأسه بهدوء ثم غمغم متهكمًا:
-خلاص براحتك أنتِ غاوية تعب ما أنا بتصل والحاجة بتيجي لغايت عندك.
أردفت أفنان في سخرية:
-يعني شايفني بعمل ايه يعني ولا ورايا ايه على الأقل أمشي رجلي شوية وافضي دماغي، يلا سلام.
أنهت حديثها ورحلت بعد أن عقب عليها برفق “سلام” و أخذ ينفث دخان سيحارته بغل رهيب يتملكه منذ جلسته معها وعلم بأنه مغفل لا يهدأ قلبه أبدًا….
ولا يستطيع النوم حتى، مازال لا يصدق رغم أنه بات على يقين بأنها لا تمزح…
صدع صوت هاتفه يعلن عن اتصال منها؛ مهلًا هل خرجت من عقله؟!!…
لماذا تتصل به؟!!..
يا لها من أمرأة وقحة.
لم يجب عليها بل قام بحظر رقمها فن يكن له صلة بها أبدًا مهما كان يعشقها لن يسمح لنفسه بمعرفتها أو الاقتراب منها.
______________
يقوم بحظرها….
حتى لم يفكر في أن يسمع منها، لم يفكر في أنها تعشقه كالمجنونة لم ينتظر منها أي مبرر…
حسنًا هي نفسها لا تعلم ما الذي عليها قوله أو كيف تبرر له سبب عملها، وكأنه سيأخذها بالاحضان لو فعل؛ ولكن قلبها الأحمق كان يتمنى فرصة رغم أن عقلها يعلم جيدًا بأنها لن تأخذ منه أي فرصة ولو فعلت وقتها سيكون يراها أمراة للمتعة لا للزواج…
تبًا لحياتها لكل شيء.
خرجت شمس من غرفتها لتجد والدتها جالسة على الأريكة تقوم بتقطيع الخصروات بينما زوجها يتابع المباراة….
قالت شمس مقاطعة صمتهما مرة واحدة:
-أحنا لازم نعزل ونقفل البيوتي سنتر ده.
قالت تلك الكلمات أثناء جلوسها على الأريكة الأخرى ليعطيها عبده كامل تركيزة وكذلك والدتها التي توقفت عما كانت تفعله..
عقب عبده على حديثها باستغراب شديد:
-نعزل؟!!.
هزت شمس رأسها في إيجاب وهي تقول:
-أيوة نعزل أحنا ليه نفضل عايشين في المنطقة هنا وأحنا في أيدينا ومعانا الفلوس اللي تخلينا نعيش في أنضف وأحلى مكان ونكون في نفس الوقت قريبين من شغلنا ثم أحنا لا لينا أهل ولا غيره خايفين على سمعتنا من أيه يا حسرة؟!.
شعرت سوسن بالتوتر الرهيب وحاولت قول أي شيء قد يجدي نفعًا فيبدو أن ابنتها قد كبرت وتلك المبررات السابقة لم تعد تجدي نفعًا معها…
-هو أنتِ علشان ياختي حبيب القلب عرف أنك رقاصة مبقاش فارق معاكي بقيت الناس؟!.
تحدث عبدة بنبرة حكيمة:
-اعتقد فكرة مش كويسة بعد اللي عملتيه لازم الخطوة دي نعملها على الأقل لما نطمن أن شغلنا رجع أحسن من الأول لغايت دلوقتي محدش طلبنا في شغل.
نظرت لهما شمس بضيقٍ شديد…
فعلى ما يبدو والدتها مُصره على فتح جراحها دائمًا ومع ذلك حاولت شمس أن تتحدث في دبلوماسية:
– أنا شايفة أننا مش محتاجين نستخبى، كنت بفهم كده أه علشان أحنا قاعدين في منطقة شعبية والكل مركز معانا فعملنا شغل نتحامى فيه ومكنش معانا فلوس كفايا لكن أحنا اتعرفنا وبقينا نجيب فلوس ونقدر نقعد في أي حتة تعجبنا أنا زهقت من الحتة هنا، وهيجي يوم وأكيد هيعرفوا فيه إني رقاصة وساعتها الناس هتزفنا.
حاولت سوسن الاعتراض في ارتباك واضح ولكن تحدث عبده زوجها:
-معاكي حق يابت يا شمس، نشوف الحوار ده قريب أحنا فعلا مش لازم نقعد نشغل بالنا ببيوتي سنتر وغيره ولازم نقعد في حته كويسة.
نظرت له سوسن بريبة مما يقوله ولكنه كان يطلب منها الصمت بنظراته التي تعرفها جيدًا…
___________
أنتهت من أعطاء والدتها الأدوية التي تتناولها يوميًا، وأطمأنت أنها خلدت للنوم ثم خرجت للجلوس مع والدها وشقيقها الأكبر….
تمتم عزت بنبرة هادئة:
-ماما نامت؟!
هزت داليا رأسها بإيجاب ثم جلست بجانب والدها على الأريكة، فقال عزت بتساؤل:
-فكري مع نفسك علشان تشوفي نرد نقول أيه على كمال وعيلته.
تحدث والدها بنبرة دبلوماسية:
-لو حاسة انك مش موافقة تكوني زوجة ثانية وتتخلي عن قناعتك الغريبة دي وتحملي نفسك مسؤوليتنا ممكن من بكرا نقولهم أن مفيش نصيب ولا تأخدي وقت تاني ولا غيره.
صمتت داليا ولا تدري بما تجيب حقًا منذ ليلة أمس وهي تفكر في الأمر ولأول مرة تفكر بجدية تجاة رجل تقدم لخطبتها بعد تجربتها الأولى…
لا تستطيع أن تجد رد مناسب أو تفسير منطقي لشعورها فلم يمر الكثير على أي حال حتى تفسر مشاعرها ولكن الشيء الوحيد الذي تعرفه بأنها شعرت بالقبول تجاهه، لا تعلم هل هذا يكفي لطلب جلسة أخرى معه أم لا؟!!!.
حينما قصت لصديقتها المُقربة التي كانت ترفض الأمر منذ البداية فهي تريدها أن تجعلها تتخلى عن تلك الأفكار، أخبرتها بأنها مجنونة وهذا الرجل معتوه، لا تصدق حقًا أنها جلست معه تخبره بقناعتها وبدلا من أن يعجب بها أي رجل يريد الزواج مرة أخرى كان يحاول ردعها هذا شيء عجيب…
جلسة غير مفهومة حقًا وهي بدلا من القلق من جرأته الشديدة ترغب في الجلوس معه مرة أخرى وتشعر بالقبول أو الاستحسان لا تدري أي مسمى قد يناسب تلك المرحلة.
قالت داليا بخجل طفيف مخالفة كل التوقعات:
-يعني أنا حاسة أن المفروض أقعد معاه مرة كمان.
تمتم عزت بنبرة مختنقة:
-أنا شايف مدام من الاول أنتِ مش راسية على بر ومترددة ولسه عايزة تقعدي معاه مرة كمان بلاها خالص علشان منتحرجش مع الراجل وفي النهاية ترفضي.
غمغم والده بنبرة حكيمة بالرغم من عدم اقتناعه بتفكير ابنته التي تحمل نفسها رعاية والدتها بالأخص ثم هو إلا أنه شعر برغبة في عيناها:
-مفيش مشكلة لو فضلت لنهاية الاسبوع تفكر ولو لسه عايزة تقعد معاه قعدة تانية مفيش مشكلة ده حقها أنها تتعرف عليه أكتر قبل ما تقول رد حاسم يا عزت.
___________
من الصباح خرجت من المطبخ ثم ذهبت إلى الغرفة وقلبتها رأسًا على عقبًا ولم تجد شيء، لكنها ألتزمت الصمت وظلت في غرفتها على وشك الإصابة بالجنون حتى أنها طوال اليوم لم تتناول الطعام ولم تفكر في طلب شيء من الخارج حتى كما كانت تفعل في أغلب الأوقات، هي لن تشعر بالراحة قبل أن تعلم أين ذهب؟!!!…
خرجت من الغرفة مقرره الذهاب إلى منى لا تدري لما ولكن حينما تضيق ببها الدنيا تذهب إلى تلك المرأة وتجلس معها أحيانًا تجلس صامتة ولا تتفوه بحرف ولكن يكفي الجلوس معها حتى تشعر بأنها ليست وحيدة.
لكن استوقفها كمال الذي كان على وشك أن يأتي إلى غرفتها قائلا بنبرة خالية من التعبير:
-أيه يا أستاذة فردوس رايحة فين؟!.
أبتلعت فردوس ريقها ثم قالت بضيقٍ شديد وارتباك:
-رايحة أقعد مع طنط منى شوية، أيه المشكلة؟!.
-مفيش مشكلة ولا حاجة مدام أنتِ داخل حدود البيت.
جملة مفعمة بالغموض التي لم تفهمها لذلك عقبت فردوس بدهشة:
-أنا مش فاهمة يعني قصدك ايه بصراحة؟!.
ثم حاولت الحديث في فظاظة كما تعتاد في تلك الأوقات:
-وياريت تتكلم بوضوح أنا مبحبش الطريقة دي وأنتَ عارف الكلام ده كويس.
غمغم كمال مستجيبًا لرغبتها بعد أن أخرجه من الصندوق الذي كان يضعه به والتي لم تهتم للتركيز فيما يحمله من الأساس:
-وأنا بعشق الوضوح وسمعت أنك بدوري على حاجة طول اليوم فكنت جاي ارجعهالك.
شهقت فردوس وهي تجد (المُسدس) متواجد بين يديه وقد أسودت عيناه بشكل مخيف…
حسنًا كلمة مخيف كلمة لا تصف ذرة مما تشعر به….

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ديجور الهوى)

اترك رد

error: Content is protected !!