روايات

رواية أترصد عشقك الفصل الثالث عشر 13 بقلم ميار عبدالله

رواية أترصد عشقك الفصل الثالث عشر 13 بقلم ميار عبدالله

رواية أترصد عشقك البارت الثالث عشر

رواية أترصد عشقك الجزء الثالث عشر

رواية أترصد عشقك الحلقة الثالثة عشر

السعادة لا يغتنمها سوى أصحاب راحة البال

والعشق يتسلل بخبث لمن لا ينتهجه

وتحظى بالحب من شخص تبغضه

والكراهية نصل قاتل من خنجر شخص عزيز عليك .

جسدها يرتعش بقوة ، رهبة موقف ما مرت به يكاد يقتلها حية .. العرق يتصبب بغزارة من منابت رأسها وعينيها تغلقهما بقوة .. الروح تبحث عن مخرج .. متنفس للراحة تتعثر في طريقها لتبقي مرهونة في قبضة العقل … تهز رأسها نافية والوعي يتداركها رويدا .. تهذي في نومها بـ كلا

لن تبخس من قدر نفسها لتلك الدرجة

هي من تستحق رجلا يحارب العالم بأسره ليظفر بموافقتها

نبضات قلبها تخرج عن مدارها في تهور وجنون لتسري رعدة في جسدها أدت إلي انتفاضتها من نومها وهي تخرج شهقة الحياة الثانية ..

عيناها تدور بتوتر وهلع شديد ،تتأكد من نفسها .. من المكان ،من ثيابها حتى الباب المغلق لتعود النظر نحو يديها المرتجفتين بقوة .. انفجرت باكية بهلع

أهذه نهايتها

طريق يأسها ، تبيع جسدها له

صرخ العقل وانتفض جسدها بلهجة صريحة نافية ، لن تفعلها أبدًا .. لن ترخص نفسها لتلك الدرجة لرجل لم يبادر في رغبته لها ، ضمت قبضتها بعنف لتنفجر صارخة بحدة

– ليه .. ليه

لما ذلك الحلم تحديدا ؟

لماذا الآن ؟

هل تلك رسالة مباشرة لعدم العبث والتورط ؟؟!! ، رسالة تكشف ما تحاول تجاهله ، تستعيد نظرة عينيه المحتقرة

كيف كانت نظرته محبطة ، بل منكسرة ، احتقار يلف حدقتيه الغامضتين .. انتفضت من مضجعها رافعة برأسها نحو السقف

تتساءل .. هل حقًا غشت عيناها عن الحقيقة المجردة التي طعنتها بأبشع صورة تتخيلها ، جذبت خصلات شعرها بعنف حتي كادت ان تجذب خصلاتها من جذورها وتنتزعها من شدة الغضب المندلع في جوفها

غاضبة من نفسها ، وغبائها ، بل وقلبها المستميل إلي قلب رجل جاحد لتلك الدرجة .. ما ذنبها هي أن تراه رجلها

وما ذنبه أنه لا يكن مشاعر لك ؟

صدح صوت العقل بتأنيب ، لتزمجر ساخطة وهي تمسح دموعها المتدفقة .. زفرت بيأس لتعزم نفسها وهي تتوجه نحو غرفة جدها

يجب أن تتحدث إليه ، تريد أن تستريح ولو قليلا .. بقدميها العاريتين لم تهتم بالبحث عن خفيها بل أسرعت تهبط الطابق السفلي بسرعة مجنونة .. تطرق باب غرفته ثلاث مرات ثم فتحته لتجده مستيقظًا في ذلك الوقت من الليل يقرأ كتابا

خلع غالب نظارته عابسًا من وجود حفيدته بذلك المنظر المزري في ذلك الوقت من المساء ، ارتجف قلبه بقلق مستمعا إلى صوتها الباكي

– جدو

اتسعت عيناه بهلع وهو يراها تركض لتسارع بالقاء نفسها في احضانه باكية بانهيار شديد ، همس بقلق شديد

– وجد

دفنت وجهها في صدر جدها ، متشبثه بثيابه.. صورتها برداء إمرأة فاسقة يرعد بدنها ، كيف ستتخلي عن كرامتها وأنوثتها وبيعها بثمن بخس ، وما ذنبه جدها

عضدها و صخرتها التي تستند عليها تجده خائر القوي والحيلة ، أبعاد الأمر يكاد يصيبها بالخرس .. تفكر في كل فرد في عائلتها ثم تعود لنفسها

هي ضعف إيمانها بنفسها سيصلها إلي ذلك الحد !!

اخرجت آهه ملكومة من شفتيها لتهمس بعذاب

– انا تعبت يا جدو

ربت غالب على ظهر حفيدته وقرة عينيه ، زهرته التي تفتحت بين أشواك الصبار ، يعلم ما يدور في عقلها ثم قلبها المحطم يشعر أنه سيلقيها في التهلكة ، سامحها الله جميلة ، عض على شفته وهو يغمغم إن لم يئد الأمر في بدايته لما وصل الأمر لذلك الحد الذي تبكي في صغيرته بطريقة فطرت قلبه ،غمغم بصلابة

– خدي اللي يحارب الكون علشانك ، متدخليش في علاقة عارفة نفسك انتي اللي خسرانة في الاخر

رفعت راسها والدموع تتساقط بانهيار يشبه انهيار روحها لتهمس

– بس يا جدو

قاطعها بقوة وصلابة اعتادتها منه

– ارمي كل اللي فات ، صدقيني انتي ملكة تستحقي اللي يحارب علشانك

شع من عينيها اليأس والإحباط ، من الفارس الذي سيأتي ليحارب من أجلها ، ماذا يظن جدها انه يعيش في عصور القديمة !!

الذي يريد المحاربة لحارب منذ وقت طويل

من سيرضى بفتاة مدللة اكتشفت بعد سنوات عمرها انها لم تفعل شيء تفتخر به ، شغفها الأوحد كان ماكينة الخياطة وسرعان ما توقفت واكتفت فقط بإدارة متجرها والإشراف على ورشة من فترة لاخرى .. انتبهت على صوت جدها الدافيء وهو يبث بها عزيمة ويشد من عضدها

– يلا يا روح جدو .. نروح ننام بقي عشان الوقت اتأخر

ابتسمت بضعف شديد لتميل مقبلة خده هامسه

– انا بحبك اووي يا جدو

ابتسم غالب في المقابل ليهمس بنبرة حنونة

– وروح جدو ميقدرش يستغنى عنك

استقامت مبتعدة لتعود بخطاها خارج الغرفة ، والجد مبتسم بهدوء حتي غابت عن ناظريه مع اغلاقها لباب غرفته ، انكسرت ابتسامته وبدأ قلبه ينقبض بخوف

لطالما كان أسدا لا يهاب شيئا حتى بلغ منه الضعف والمرض المصاحب لعمره ، احفاده قلق عليهم بجنون .. حتى حفيدتيه اللتان ضمتهما امها تحت جناحهما ، كان منذ سنوات قادرا على جلبهما تحت جناحه حينما عثر على طريق الأولي .. لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، تلقي خبر حادث موتها حتي الأخرى لم يقدر على الوصول إليها .. أو حفيده يمنعه من الوصول إليها !!!

*****

في الفندق ،،

بداية الأمر لم يكن بذلك السوء اطلاقا ، كان بدايته متلف لأعصابها ..لكنها استطاعت أن تلم شتات نفسها وتأخذ باقي اليوم فسحة من الوقت لها

رغم أنها ليست المرة الأولى تذهب لحفل بصحبة خطيبها ، لكنها المرة الأولى التي ستواجه بها عينة من المجتمع الذي تتجاهله ، استعادت شادية بعض من صلابتها وهي تتطلع الى ملامحها النهائية في المرآة

ليست معتادة على وضع مساحيق تجميل في وجهها بعكس شقيقتها ، تراه ملفت للنظر أكثر وهي من محبين الأنزاوء وليس الوقوع تحت الأضواء ، ابتسمت برضي شديد وكفيها تمران علي قماش فستانها الأحمر الناعم ، عادت تتطلع إلى المرآة نحو فستانها الشبه ملتصق بجذعها ذو فتحة سفلية من الخلف .. مبرزا نحرها وذراعيها مغطاة بقماش الفستان الناعم ، رفعت أناملها نحو خصلاتها الحرة تهدأ من تمردها لتزفر بهدوء وهي تتأكد أنها مثالية لحفلة الليلة ، سحبت حقيبتها وهي تتجه خارجا صوب المصعد ، استقلته وهي تغمض جفنيها طالبة القوة والصبر حتي تكون قادرة علي التمسك بقناع الصلابة تحت لسانهم المعسول بالسم .

انتبهت علي رنين رسالة منه تنبئها بوجوده في قاعة الانتظار ، لتفرك شادية يديها بتوتر شديد حينما انفتحت ابواب المصعد وتتفاجأ بوجود أحد شخص مع زوجته يهم بالدخول ، سارعت بالخروج ودقات حذاء كعبها المرتفع ينقر على الأرضية الرخامية .. عيناها تبحثان عن شخص بعينه غير منتبهة لزوج من العيون أسودت قتامة سرعان ما اشتعل فتيل ناري يأجج بركانه الخامل

عينيه متصيدة لها ، يتابعها في كل لفتة وحركة حتي حرية خصلاتها المتمردة ، ضاقت عيناه والفتيل المشتعل يزداد تأججه وهو يهبط ببصره نحو خصرها ثم ردفيها إلي نهاية ساقيها .. ارتفع معدل نبضات قلبه وبدأت الحرارة تشتعل في جسده حينما رأي ساقيها تظهر بفتنة وهلاك يكاد يوديه صريعا مع كل حركة من ساقيها ، قبض على كوبه الحراري بعنف حينما رآها وجدت ضالتها لتسير بهرولة شديدة كشفت عن جزء ليس بقليل من ساقيها المهلكة لتقع أسيرة بين أنياب غول .. يد الغول مستريحة علي خصرها ليميل مقبلا جبهتها متمتما بشيء لتتسع ابتسامتها بتألق مجيبة عليه بهدوء …

ابتسم لؤي باقتضاب بعد شحنة مقابلته ب آسيا استهلكت بها جميع قوته ، لكن سحر خطيبته جعله ينظر اليها بانبهار شديد ، لم يكن يتوقع أن يكون اللون لائق بها بروعة .. ابتسم بلطف بعد قبلته على الجبهة وقال

– مبهرة يا شادية

اتسعت ابتسامة شادية لتهمس بنعومة

– الفستان هو اللي يجنن ، بجد مش عارفة اشكرك ازاي

ما زال محافظا على نفس ابتسامته ليجيب

– انا وانتي بقينا واحد مفيش داعي للشكر

ما زالت ابتسامة مزينة ثغرها .. لكن القلق يعصف بكيانها

هي لا ترغب بالفشل بالارتباط مرة أخري

يكفي أن الأول لم يكن رجلا ، بل كان دنيئا وتحمد الله أنها تخلصت منه ، لكن ذلك الصامت يرهبها

يثير رعبها

غمغمت بنبرة بها مسحة من القلق وهي تضع يدها على ساعده

– لؤي

التفت لؤي وبادرة التعجب تظلل عينيه ، يسكن في عينيها القلق

محقة ، هو الآخر قلق مما تضمره المطالبة بالثأر

انتبه على همستها الناعمة ليخرجه من ضباب شروده

– فيه حاجه مضيقاك .. حساك بعيد عن اللي لؤي اللي اعرفه

حاول شحذ شفتيه للابتسام ،لتخرج مقضبة ولكن كافية لتطمئن تلك الرقيقة أمامه ، على الرغم من أيام معرفتهما القليلة لكنه اكتشف بها شيء اعتقد غير موجود بها

يراها جائعة للاهتمام والحب ، اهتمام يعلم أنه قادر على تلبيته

لكن حب !! .. معذرة فهو زهد عن النساء واكتفي منهن

هي لا ترغبها صراحة ، لكن الأنثى تظل أنثي بالنهاية حتى لو تلبست بقناع الخشونة والغلظة .

امسك كفها ورفعها ليقبل باطنه مغمغا

– مفيش حاجه

لم يلحظ كلاهما البركان المندلع من عيني قاتمة السواد ليقبض بعنف على كوبه وهو يرى موضع أنامله لمسته غيره ، كيف تسمح بذلك !!!

غمغمت شادية بقلة حيلة

– اتمني كدا

تأبطت ذراعه مغادرة مع شعور كونها مراقبة ، تعلم ان الجميع يراقبوهم وبالأخص نجوي التي تخرج من عينيها قلوبا حمراء ، لكن رعدة سرت في جسدها تخبرها أن هناك شخص بعينه .. تعلمه يأكلها بعينيه ، نفضت سريعا تخاريف عقلها والتفت نحو لؤي الذي يشرح ببسط شديد عن ماهية الحفل الذاهبان إليه ، رغم كرهها للعودة تحت الضوء لكنها مجبرة كونها ستصبح زوجة من المجتمع الذهبي وواجهة له .

ران الصمت باقي الطريق ، استغله لؤي في التفكير بالجاحدة ذات عيون القطط تلك ، كيف تغيرت عن التي يعلمها ويحفظها كخطوط راحة يديه

لا يريد أن يظهر صورة الرجل الخائن ، خصوصا انه يفكر في امرأة أخرى غير خطيبته الجالسة بحسنها وبهائها كالقمر في ليلة تمامه ، لكن تلك مثل السم الزعاف .. انقبضت معالم وجهه وتجهم وجهه حتى جعل شادية تنظر بقلق بينما كانت تناديه للترجل من السيارة ، رفع عينيه المحتقنة بالغضب لتجفل شادية شاهقة مما جعل لؤي يسبها بسرعة قبل أن يسارع بالترجل .. ترجلت هي خلفه لتراه يمسك بمرفقها بلين لا يتناسب مع هيئته الضخمة ..

عقدت شادية حاجبيها من تبدل مزاجه ليقاطعها صوت رجل مرح

– لؤي المالكي وخطيبته اللي أشهر من نار علي علم شادية

اكتفت شادية بهزة من رأسها فقط وصافح الرجلين بعضهما برسمية ، ليقترب الرجل من لؤي هامسا بشقاوة

– مكنتش متوقع انك هتيجي

ابتسم لؤي بلطف حذر ليغمغم بهدوء وعيناه مصوبة نحو شادية الهادئة الملامح

– شادية هي اللي شجعتني أحضر الحفلات اللي من نوع ده

هز الرجل رأسه وقال بنبرة مرحة

– علي العموم خدوا راحتكم ، المكان مكانكم

الجو يزداد خنقة وفلاشات الكاميرات تكاد تعميها ، الجميع وإن كانوا في الظاهر متشاغلين بحديثهم إلا أنها تعلم أن النميمة تطعن ظهرها

ابتسامات منافقة مخادعة

مجاملات وتلمق زائف

يدسون السم في العسل بكل براعة تشهد بذلك ، حاولت التأقلم معهم إلا أن ما تجده نفور منهم جميعا ، غصة تحكمت في حلقها وبدأ يغادر الثقة  منها تدريجيا لتزيغ بعينيها باحثة عن الذي تركها بين الحشد الجم متخبطة بهم دون هوادة ، حينما رصدته علي بعد مسافة ليست ببعيدة اقتربت منه وهي تقطع أحاديث الرجال بنبرة معتذرة ، همست بصوت خافت .. تحاول منه أن يكون متفهما لها

– مش متعودة اكون هنا

غمغم لؤي بنبرة هادئة

– مش هنطول كتير ، كلها ساعة زمن ونمشي

ساعة ستكون هنا .. ستكون قد قتلت في وقتها

ارتجفت شفتيها لتضغط على حقيبتها وهي تهمس باضطراب

– لؤي انا بتخنق من الجو ده .. رايحة التواليت

اومأ متفهما ليراها تنسل بعيدا عنه ، تشق الزحام متجهه بطريقها نحو مكانها المنشود ، زفر متنهدًا بيأس وهو يفكر في طريقة للتعويض عنها قبل الغد .

ترجلت آسيا من سيارتها ، كعب حذاءها الذهبي يشق صمت المهيب خارج الحفلة ، مررت يديها على خصلات شعرها وهي تتأكد من زينة شعرها ثم ملابسها المغوية .. فستانها أسود يصل إلي بداية ركبتيها ، ذو حمالات رفيعة ومن الخلف ظهرها عاري .. وضعت إكسسوار على هيئة ثعبان كبير ذهبي أوصلت أطرافه علي حافة الفستان حتي نهاية خصرها ، مررت يدها على أسورتها الثعبانية ثم انطلقت تدخل الحفل دون أن يوجه كلا الحارسان سؤالا إليها ..

عيناها تلمعان بظفر وابتسامة مغوية تزين ثغرها ، وعقل المرأة داهية..

داهية …يعجز إبليس عن تفوق المرأة فى مكرها والمخططات التي تفوق قدرات الشيطان أضعافا

تقف كـ محارب شرسة ، عيناها تشبه عينا النمرة حينما ترى فريستها الضعيفة أمامها ، والفريسة أمامها لم يكن سوى جسد رجل ضخم يكاد يبتلع جسدها من ضخامته ، مررت أناملها بكل إغواء على خصلات شعرها المصففة بعناية وهى تهمس بخبث

-غريبة انك قاعد مع عشيقتك وسايب خطيبتك برا

جملة أخرجتها وهى تقف بين العديد من الرجال اللامعة ، وهو ينضم لتلك الفئة المنحطة .. اكفهر وجه وهو يدور بعينيه كـ لص يخشي أن يقبض عليه الشرطي ، ثم بكل عزم وعيناه المتوعدة الشرسة لم تحرك بها انشا من جسدها قبض بأنامله الخشنة على ذراعها العاري وهو يجرها خلفه كبهيمة .. أو سجين يجر إلى المقصلة

–      براحة

همست بها بأنين وهي تتلاوع معه ..تحاول نفض شباك أسرها منه ، أجفلت من ارتطام جسدها علي الحائط البارد وأشرف عليها بضخامة جسده ، عيناه تخبرها أنها تلعب في عداد عمرها

غمغم بصلابة شديدة وهو يقترب منها ، قابضًا بيده على ذقنها بقوة غاشمة

انتي بتعملي ايه هنا

عضت شفتها السفلى وهي تنظر إلى عينيه بصلابة شديدة ، لن تريه الضعف .. لن ترتدي زي الخضوع مرة أخري ، همست بنبرة ناعمة

–      بعمل ايه يعني يا بيبي .. بتسلي

وتابعت فعلتها باهتزاز خصرها المغوي علي ثوبها الفاضح ، الذي لا يدع للمخيلة شيئًا .. كز على أسنانه حتى كاد أن يستمع إلى صوت عظامها اللينة اسفل كفه الضخم ، صاح بصوت جهوري

-اتعدلى

رفعت حاجبها الأيسر لتقترب منه بخطورة واضعة يدها على صدره ، تمارس إغوائها وعملها على جسده الذكوري ،تؤجج نيران الرغبة وتشعله حتى ينصهر ويطلب انسجاما خاصًا

همست بنبرة لعوب

–      اصل انت استغنيت عن خدماتي الليلة قلت اشوف مين يسليني واسليه

رمقها باستخفاف شديد وهو يترك ذقنها لتحط بيدها الأخرى على جسده ، تشعله .. تفجره .. تدمره .. تريد السماع لأنفاسه اللاهثة .. أنفاس متحشرجة خشنة .. تطلب منها الخلاص

رفعت عينيها نحوه لترى الجمود وشيئا من عينيه يتصدع شيئا فشيء ، وكأن المتواري ينجلي علي يديها

انتظر حتي تنتهي محاولاتها المستميتة لرفع الرغبة في جسده وما إن شعر بهزيمتها حتى امسك بكلتا يديها ورفعهما فوق رأسه وجسده يعانق جسدها المغوي ليهمس بخشونة

-انا مستني ايه من واحدة قذرة زيك .. انتي مجرد حثالة

رفرفت بأهدابها والوضع الذي تختبره لم يكن أول مرة تتعرض له ولن يكون اخرا حتي وإن تزوج ، حدقت بعينيه طويلا لتهمس بثقة

–      صدقني الحثالة دي تقدر تخليك مجنون بيها

شعرت بأن يده المكبلة لمعصميها تراخت .. مما جعلها تلف يديها حول عنقه وشفتيها تلتصق عند عرقه النابض تقبله بجنون ، تشعل الفتيل ولتحترق معه .. غمغمت من بين أنفاسها الباردة

–      الحثالة بتقدر تخلي كل جسمك وعقلك معاها

لا هو اشتعل ولا هي احترقت

وكأنه حصن نفسه بقوة كي لا يفقد رشده في حضرتها

وما إن شعرت بارتجاف حلقه بعينيها المتربصة ، النشوة غمرتها كليا وهي ترفع بعينيها تثبتها على عينيه قائلة

-الحثالة دي مش هتقدر تستغنى عنها .. لأنها مرض .. مرض مميت بيقتل كل خلية حية فى الجسم .. تنشر سمومها وتخليك فى الأخر ميت

ألقت ابتسامة عابثة مع غمزة وقحة وهي تربت على صدره قائلة بغرور

–      عرفت الحثالة بتعمل ايه

ابتعدت عن جسده وهي تمرر ابهامها علي شفتيها ثم تمتمت بوقاحة

–      تخيل كدا خطيبتك شافت صورنا .. أو فيديوهات عن ليالينا .. تفتكر هتكتفي إنها تفضحك بين عيلتها وعيلتك

مستمع لها بصمت لما تتفوه به من تراهات ، لا يصدق أن القطة تحولت لـ لبؤة شرسة تدافع عن أحقيتها له !!! ، أ تدافع عنه ؟

كلا لا تدافع .. هي تثأر لنفسها ولأنوثتها .. وضع كلتا يديه في جيب بنطاله وأذنيه تتمتع برحابة صدر لكلماتها السامة

-الكل يتفرج ويقولوا خسارة .. الحثالة دي قدرت تدمر سمعته

انتهت من رسالتها التهديدية ، تنهد بجمود وهو يغمغم

–      هقتلك

أزال المسافة الفاصلة بينهما وهو يميل نحو أذنها هامسًا

–      بتعجبني شراستك .. بس اظن نخليها في وقتنا الخاص

تأكيده على آخر كلمتين جعلها تنظر الي عينيه .. تتوعده بالغرق في جحيهما الخاص ، لعبت في خصلات شعرها وهي تري من طرف عينيها للمرأة التي تقترب من المكان السري الذي جلبها إليه .. اتسعت ابتسامتها حينما علمت هوية المرأة .. وهل يوجد غيرها خطيبته التي تتسحب بساقيها ، تشاهد ولا تشاهد في آن واحد

مالت تقبل طرف شفتيه وهي تصل بكلماتها الفاحشة إلي خطيبته

هستناك بليل .. لو مجتش للأسف هكون مرتبطة بميعاد مع واحد غيرك

تعديل طفيف من هندامه بيدها وهي ترى نظرة خطيبته الذي يقابلها بظهره ، لعقت شفتيها ثم صاحت بمكر

–      هستناك يا بيبي .. متتأخرش

تقدمت بسيرها للخارج وهي تري خطيبته التي تخشب جسدها وتنظر الي بقعة في الفراغ بتيه شديد ، اقتربت منها وقالت بوقاحة

–      متفتكريش اني الوحيدة اللي بتدفي سريره يا حبيبتي

اتسعت عينا شادية بجحوظ وهي للحظة فقدت النطق ، هل هو مثلهم ؟! مثل خطيبها السابق الأرعن

هل للدرجة تلك استخفت به ، مرت بعينيها عليه ثم طيف المغادرة ولثواني عقل شل عن التفكير ، يحاول استيعاب صدمة أن المرأة لمسته بفجور مرحب له

انطلقت شهقة خفيضة ، كانت تبحث عنه حينما خرجت من استراحة النساء وحينما سألت عنه ياليتها لم تسأل ، قابلتها ابتسامة ماكرة من أحداهما وهي تشير بعينها نحو مكانه .. لم تعبأ بالحديث الدائر بين المرأة والتي بجانبها بل انطلقت اليه ويا ليتها لم تذهب !!

ارتجف جسدها وهي تغمغم بنبرة مؤلمة

-اللي قالته ده صح

لم يجب .. جزت علي أسنانها تطحن ضروسها بغيظ وغضب هائج لتنفجر صارخة

– لؤي رد عليا ، عندك عشيقة  .. وانا اللي كنت فاكرة انك مختلف عنه

بكل برود صاح

– شادية اسمعي

لكزته بقوة على صدره وعينيها ترمقانه باشمئزاز ، سقط من نظرها فورًا كرجل ، ما تراه الان فقط شخص عبد لشهواته  .. بصقت الكلمات من فمها

– مش عايزة اسمع حاجه منك يا قذر ، وانا اللي فاكرة انك مشغول بالشغل اتاريك مع عشيقة قذرة زيك

اطلقت شهقة مؤلمة حينما قبض بعنف علي ذراعها وعيناه بوابة من الجحيم ، عضلاته متشنجة بقوة هسهس بصوت صارم

– اوعك تتمادى يا شادية عشان صدقيني انتي الوحيدة اللي هتندمي

بتمرد ووحشية انطلقت الكلمات الساخرة من فمها

– اندم .. وهو ده اللي مخبيه عن الناس ، اخر واحد توقعته تبقى منهم

نزعت يدها بعنف عنه لتهمس بتقزز

– عن اذنك

عاجلها للذهاب خلفها قائلا

– رايحة فين

صاحت بشراسة شديدة وهي تخرج هاتفها من حقيبتها تتصل بمساعدتها لتجلب سيارة الشركة إلي موقعها

– ماشية ، ومش عايزاك تقرب مني

اختنقت أنفاسها وهي تعود من شرودها لما حدث قبل ساعات ، ارتفعت عيناها نحو خاتم خطبتها لتزمجر بغضب

– غبية

انتبهت على صوت نجوى القلق ، لا تصدق انها منذ الصباح كانت ستغادر مع العروسين وطاقم التصوير .. إلا أنها قبل سفرها الغت شادية سفرها ورشحت أخرى من طاقم عملها للسفر بدلا عنها ، على الرغم رغبتها في السفر إلا أنها تعلم شادية تعتبرها عضدها في العمل ، شهقت بعنف  من هيئتها المزرية لتهمس

– شادية

مسحت شادية دموعها لتهمس بنبرة متحشرجة

– صحيتك من النوم يا نجوى

عصف القلق في قلب نجوى لتقترب منها وهي متمسكة بذراعيها هامسة

– مالك فيكي ايه

ابتسمت بامتنان ، لا تعلم ماذا ستفعل وقتها إن جعلتها تسافر .. طمأنتها بنبرة هادئة

– هبقى كويسة ، جهزتي الشنط

عبست نجوى لتصيح بنبرة صارمة

– اهدي بس ، انا مش هسمحلك تسوقي وانتي بالحالة دي ، بكره هخلي السواق يوديكي على البيت بس دلوقتي لأ

صمتت شادية وهي تعض علي شفتيها ، لا ترغب بارعاب ابيها الذي سرعان ما سيتشاجر مع غالب ثم خطبة اختها ووسيم المرتقبة لا تريد أن تؤجلها أو تلغها ، تعلم أن شقيقتها وإن كابرت بالرفض إلا أنها ستشعر بالذنب لو كانت هي اليد في عدم ارتباطهم ، همست بهدوء

– نجوى اطلعي نامي ارجوكي ، عايزة ابقي لوحدي

نظرت نجوى بقلق نحوها ثم للسيارة لتهمس

– متأكدة

وضعت شادية مفتاح السيارة في كف نجوي لتهمس

-ادي المفتاح ، اطلعي نامي هقعد شوية هنا لوحدي وهطلع أنام

عضت شفتها بقلق ثم سرعان ما التفت نجوي مغادرة حينما شعرت ان وجودها غير مرحب به ، زفرت شادية بتنهيدة حزينة لتسير بكعب حذائها متعثرة قليلا بسبب الطريق الغير ممهد ، سارت في المساحة الفسيحة من الخضرة باحثة عن أي مقعد للجلوس .. اقتربت من احدي المقاعد التي وجدتها بسهولة لتجلس عليه معطية ظهرها لأي فضولي يقطع عزلتها

ثواني فقط كانت متماسكة سرعان ما انخرطت في البكاء

جسدها يرتجف بهوان شديد وهي تضم ذراعيها حول نفسها

تبحث عن ملجأ والدتها الدافئ ، تشعر بالوحشة والضعف منذ ذهبت روحها إلي بارئها .. تلوت بعض الدعاء لها بالمغفرة ثم استكان جسدها للحظات وهي تشرد قليلا في الماضي

كانت والدتها تمشط شعرها وهي تستمع الي دندنتها لأغاني قديمة في كل مرة حتي بدأت هي الأخري تقلدها وتشاركها الدندنة ، ابتسمت بحنين شديد حينما تذكرت أول اغنية غنتها أمامها وأمام والدتها ، رغب والدها لاشراكها في الأوبرا لكنها رفضت مخبرة أن الاوبرا لن تحتاجها هناك أصوات ثقيلة يحق لهم الانضمام لذلك الصرح ، بدأت تكتسب جرأة لتغني في الحفلات المدرسية ثم أصدقائها حتى الثانوية .. ثم انعزلت تماما بعد موت والدتها الفجائي ، أصبحت كل فترة وكبوة حزينة تخرج من حزنها لاغاني الشوق والفراق .. وكله نحو والدتها

تنفست عميقا ثم انطلقت تغني بصوت خفيض

فين لياليك .. عمَال بناديك

مشتاق لعنيك .. واحشني لقاك

بالي مشغول بهواك على طول

والليل يطول وانا مش وياك

وكل يوم يفوت .. كل يوم يعدي

بصحى فيه واموت يجي مليون مرة لوحدي

لو سامعني صوت .. قرَب خد بايدي يلي دايما ناسيني

روحت لفين وسايبني لمين

ده انا كلي حنين .. وفي قلبي غرام

نفسي الاقيك بقى .. وافرح بيك

ده انا مستنيك ترجع لي قوام

وكل يوم يفوت .. كل يوم يعدي

بصحى فيه واموت يجي مليون مرة لوحدي

لو سامعني صوت .. قرَب خد بايدي

يلي دايما ناسيني

أغمضت جفنيها وابتسامة ناعمة تزين ثغرها وهي ترى طيف والدتها المبتسم ، تشد من أزرها ..  متجاهلة وجود مسترق للسمع الذي وقف مشدوها لصوتها الرقراق ، كل ما بها حلو وعذب

يدفعه لتتذوق

و الشم ثم اللمس

اقترب منها وهو يغمغم بنبرة أجشة

– صوتك عذب

لاحظ انتفاضتها ثم سرعان ما همست بذعر

– أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

انفرج عن شفتيه ابتسامة ، عينيه متعمقين للنظر إليها

لعينيها و شفتيها ثم جسدها ، يقرأها بكل اريحية شديدة ، غمغم بنبرة ناعمة

– اهدئي يا برتقالية ، كل يوم تزدادين روعة عن اليوم الآخر وأرى شيء جديد بك

زفرت شادية بهدوء ، لا تريد الخروج من مزاجها الحسن بسببه .. ابتسامتها مزينة ثغرها لشعورها انها محيطة بين ذراعي والدتها .. همست بنبرة رقيقة

– لما لم تسافر ؟

جلس على نفس المقعد الخشبي محافظا على مسافة جعلتها تتعجب من فعلته ، ظنته وقح وفج ، غمغم سرمد بحنق شديد من تصرفات صديقه

– لا احب سفر القطار ، لا اعلم كيف يجاريها إلى تلك الدرجة من التهور .. كل اوامرها مجابة دون تفكير

ازداد اتساع ابتسامتها لتخرج ضحكة خافتة وهي تهمس

– يحبها ، وعلى العاشق إسعاد محبوبته

مشدوها هو من تصرفاتها ، كيف كانت على شفا جرف من الانهيار ثم مزاجها يتحسن من أغنية بها نبرة الشوق والحنين ، هل يوجد حبيب آخر غير خطيبها ؟

هل خانها لتلك الدرجة وهي ما زالت باقية علي حبه ؟ ، همساتها الناعمة وضحكتها كل ذلك يخبره المرأة التي أمامه انها جربته قبلا ، عقله يرفض ذلك نهائيا .. هو أول رجل يلعب في انوثتها بطريقة لم يصل احدًا قبله لها، احس بارتجاف يديها وجسدها ليعبس وهو يتذكر انه لا يرتدي سوى قميص قطني فقط ، غمغم بخشونة

– الجو بارد هنا ستصابين بنزلة برد

همست برقة شديدة وعيناها تلمع بحنين شديد لوالدتها

– لا يهم

خبط سرمد علي المقعد بعنف ، لا يحق لها أن تفكر في رجل غيره وهو امامها ، انتفضت بذعر لتنظر له بتعجب تحت نظراته السوداوية ، لمح سؤالا غير منطوق بشفتيها عن حالته ليزفر بحنق قائلا بهدوء

– أتعلمين انني احب عزف الجيتار

صمتت شادية لثواني من الوقت قبل ان تنفجر ضاحكة وهي قائلة بدهشة

– هذا كثير حقا ، تصوير وعزف جيتار وماذا بعد ؟

ثم بعدها انتِ ، ابتسم وهو يري عينيها يوجه اهتماما له فقط ليسترسل قائلا

– عملت لفترة من الوقت كعارض أزياء لشركات معينة

صمتت شادية للحظات ، عيناها لثواني مرت علي خصلات شعره المبعثرة علي جبينه ثم هبطت تنظر إلى صدره الصلب ، ازدردت ريقها وهي ترى بوضوح عضلات ذراعيه المفتولة ، اخفضت عينيها موبخه ثم ارتفعت للنظر اليه قائلة وهي مشيحة بعينها عن عينيه

– وهل هذا قبل التصوير  ؟

تلتمع عيناه بإثارة شديدة ، وهو يرى ذلك التورد الطفيف الزاحف نحو وجنتيها ، منكمشة على نفسها وهي تحاول التحكم في خصلات شعرها الحرة لأحكام قيدها

– بل معه .. بعض الشركات كانت تراني وجها لعلامة شركتهم لذا لم أرفض لكن الان التصوير هو شغفي

هو لأول مرة يتحدث عن عمله لأحد خصوصا لامرأة ، الجميع يعلمون مسيرته المهنية والنساء تتهافت عليه فقط من النظر إليه ، يرون به جسدا قادرا على امتاعهم .. أو صيدًا ثمينا ليشققن بطريقهن إلى عالم الأضواء

غمغم بخشونة شديدة وهو يحاول التعرف عليها عن قرب

– وانتِ

انطلقت بسهولة تقص عليه بنبرة بها حنين

– لم احب العمل في الشركة ، فضلت أن أشق بطريق لي وحدي  .. أمي كانت تعشق تنسيق حديقة منزلنا وحينما توفت أخذت تلك العادة منها بل وجدتني أهتم بتفاصيل دقيقة في اعياد ميلاد شقيقتي لذا قلت لنفسي لما لا أجرب هذا الطريق واصبح منظمة زفاف الأمر لن يكون صعبا

تجهمت تعابير وجهه للسماع الى حشرجة صوتها وتلك اللمعة في عينيها علم صاحبها ، غمغم بأسف

– آسف لسماع هذا

انزلقت دمعات من عينيها لتشهق بنبرة متحشرجة

– ماما توفت منذ كنت صغيرة ، صغيرة لأنني لم أشبع منها بعد ، كانت بوصلتي في الحياة وفقدت طريقي بعد وفاتها

عيناه تتابع بتوتر الى اهتزاز جسدها ، لا يرغب في بكائها مرة أخرى اليوم يكفي الصباح ومنذ قليل ، ود للحظات أن يفصل الانشات الفاصلة عنه بها ويزرعها بين ذراعيه ، لكنه يعلم نفسه لن ينتهي به الأمر سوي في غرفته.. لعن بسخط انحرافه ثم غمغم بنبرة بها حنق من نفسه ، بل من مشاعره الفائرة دون تحكم وكله بسببها هي البرتقالية !!

– لي شقيق  مغامر في سباق السيارات ، والدتي تكاد تسقط مغشية عليها حينما تسمع انه في مسابقة ، هو يخاف عليها ولا يخبرها انه مغادر للسباق لكنها تشعر لا اعلم كيف لكن تشعر به

ازداد ارتجاف جسدها ليسارع بإخراج كوبه الحراري وهو دافئا بمشروبه المفضل ليقربه منها قائلا

– اشربي هذا سيدفئك

ظهر القلق وهي تنظر إلى كوبه ثم إليه لتهمس

– ما هذا ؟

صاح بصرامة شديدة وهو يجري اختبارا لها

– تذوقيه

تأففت بحنق طفولي لتهمس اسمه بنبرة متوسلة

– سرمد

ضم قبضته بعنف وسواد عينيه تبعثان الخطر ، لثاني مرة تنطق اسمه بذلك الغنج والدلال الأنثوي بها هي ، بأنوثتها الناعمة وعيونها الناعسة ، يكاد يلسع نفسه بالنار كي لا يؤذيها وهي بذلك الضعف والاستكانة ، غمغم بنبرة هادئة

– ثقي بي

امسكت بكوبه وهي تشعر بتهورها ، تخشى أن يكون به خمر ، أو مشروب مضاف به خمر ، أغمضت جفنيها لثواني وهي تهمس لعقلها

ماذا تفعل هي ؟

ما ذلك الجنون الذي تفكر به ؟

اخر من تبغضه تتسامر معه بل يمد لها بكوبه ، شيء خاص به أحب أن تشاركه بها

كانت علي اخر لحظة ستعيد كوبه لكن روح المغامرة تلبستها ، أخبرها أن تثق به .. بها رجاء خاص بصرامة مخالطة جعلها تسم الله وترتشف رشفة واحدة

اتسعت عيناها بجحوظ حينما تذوقت لتهمس

– قرفة باللبن ، حقا صدمتني هذا اخر ما توقعته

ابتسم بهدوء ، وهو يراها ممسكة بالغطاء بيدها لترتشف بتمهل من الكوب ذاته ، علي رغم احباطه كونها لم تمس بشفتيها موضعه إلا أنه يشعر انها صارت له .. يكفي أنها تشارك كوبه الخاص وهي وحدها من مسته ، لا يعلم أي جنون يفكر به بل يدفعه للأقدام نحو تلك السمراء الناعمة .. لكنه أكيد أن تلك الناعمة ستحرقه يوما !! ، غمغم بأريحية

-مشروب والدتي المفضل ، ناهيك عن فوائده العظيمة لذلك المشروب يكفي انه يساعدني على التخلص من الارق في الليل

لم تشعر سوى انها انهت نصف الكوب ، مما دفع تورد وجنتيها حرجا لتعيد كوبه هامسه

– شكرا

بنبرة اجشة همس و شذى عبيرها يعربد وحوشه الداخلية للانطلاق

– اشربيه كله .. واصعدي للنوم ، اليوم كان حافلا

الا انها كانت عنيدة هي الأخري ، اعادت الغطاء للكوب ووضعته في المسافة الفاصلة بينهما لتهمس بنعومة

– احببت شخصيتك الهادئة عن العابثة ، ان كنا سنستمر في العمل معا ارجوك دع لي متنفس ومساحة حرية تجعلني قادرة على التنفس و اعمل بهدوء

صمت لثواني وهو لا يصدق انها تصرح له بمشاعرها له وما يشغله من حيز كبير في حياتها

تعترف له انه يضيق انفاسها ، وهو يريد فقط أن يزهق روحها به

غمغم بما تبقي له من تحكم في اعصابه وهو يري جسدها اللين على بعد خطوات منه ، ذراعيها مغطاة بقماش فستانها الناعم الا انه اظهر بداية نحرها ثم العظمتين اللينتين تستفزانه للمسهما

– تصبحين على خير يا جميلة

استقامت من مجلسها دون شعورها بناره لتغادر إلا أنها بعد خطوات التفتت اليه هامسة

– متي موعد طائرتك ؟

امسك بكوبه يكاد يعتصرها هي بدلا من الكوب ليصيح بلهجة خشنة

– الثالثة صباحا

رمشت بأهدابها لتنظر الى ساعة هاتفها التي ستعلن بعد نصف ساعة عن منتصف الليل ، لتقول بهدوء

– تبقى القليل من الوقت ، هل جهزت اشيائك ؟

لا تعلم لما تسأله تلك الأسئلة ، ربما لأنه أظهر بعض من مروءته ولم يصطنع أي صدام آخر بعد الصباح ، رغم نفورها من شخصيته إلا أنها تلمست به جانبًا جديد

الرجل يتحدث عن والدته بفخر شديد وحنين ، وما كان لرجل غريب أن يتحدث عن عائلته بحميمية لامرأة غريبة عنه ، حتى هي لا تعلم ماذا يحدث لها ، لكن راحة كبيرة غمرتها حينما علمت  ما يحتوي بداخل كوبه .. ابتسم بهدوء ليغمغم بنبرة مشاكسة

– جهزتها يا فاتنة ، لا تقلقي .. اصعدي للنوم الآن وحين عودتي يجب ان اراكي أفضل

هزت برأسها وهي تغادر  دون النظر للخلف ، تابع سرمد سيرها المتهادي وما يظهر من ساقيها أثناء سيرها يحرق أطراف أصابعه ، ويثور بها بركانه المتفجر ، يمرر أصبعه نحو موضع شفتيها بدقة شديدة

بحميمية شديدة  قبل أن يرفع الكوب الي شفتيه وهو يرتشف من موضعها ، غمغم بنبرة تحمل وعدًا

– صبرا يا برتقالية .. ما تبقى القليل فقط ، اللعنة تبدو كآلهة الإغراء والفتنة بهذا اللون

استقام من مجلسه وهو يعود للفندق للتأكد من حقيبة سفره قبل الذهاب للمطار والعزيمة والاصرار في يديه تهدم أي حائط سد يعوقه عن هدفه .

****

– انا عايزك في حياتي

هكذا قالها

جملة واحدة تعبر عن شدة تشبثه وتمسكه بها ، هي رغما عما حدث وما سيحدث ، يرغبها هنا تكون طوع بنانه

بداية انطلاقها لحياة غريبة لا تعلم عواقبها ، تثير رعبه

بل جنونه

رفعت عينيها للنظر إلى عينيه المغلفة بعواطف عنيفة

بجرأة فكت أسر قبضتها من يديه لتضع كفها على مضخته الثائرة

تضخ بعنف وقلبها يغرد بفرح لتميل هامسة بحزن

– عايزاني ابقى ايه في حياتك يا نضال

تسأله عن دورها الجديد الذي يرغب في وضعه لها ، رفع يديه إلى عنقها يداعبها بلمسات ناعمة تستميل اليها بضعف شديد ، آنت بضعف شديد وقهوة عينيها تستلم للمساته الحسية ليتضخم صدره وهو يخرج زفيرا لاهبا

– كله يا فرح

لكنها لم تتخلص ولم ترحمه ابدا ، لتعيد سؤاله بكل عند

– مهمة عندك قد ايه يا نضال

صمت وترك عينيه تحكيان عن أهميته لها ، يتذكر كلمات أسرار وآخر لقائهما ، رغم سخريته من الأمر لكنه استشعر الخطر يقف مترصدا له

استمع الي همسها المتوسل ويديها تمران على لحيته المشذبة

– اتكلم يا نضال ارجوك

لجم لسانه عن التحدث ، ليري عينيها المتلألأة تنتظر كلمة باهتة لا معنى لها .. اشتد عضلة فكه حينما مرت اناملها لتعبث في عنقه تتحس عرقه النابض بخبث انثوي ليخرج صوته خشنا

– عارفاني مش بعترف بالحب ، بس حاجتي ليكي اقوي .. تكوني عايشة في بيتي ، شامم ريحتك فى البيت

ابتسمت فرح بضعف لثواني ظنت أنه سيقولها ، فكت زر من قميصه والتهور يقودها .. تعلم انهما في قارعة الطريق وهي حاليا جالسة علي ساقيه .. اتسعت عيناها حينما وجدت انامله تسللت اسفل بلوزتها .. اقشعر جسدها لتزجره بعينيها هامسة اسمه بضعف

– نضال

يعرف ذلك النداء منها رغم عينيها الرافضتين لكن نداء متوسل ليرفق بها، تابع عذابه الناعم كما تعذبه ، توقفت انمالها عن العبث لتدفن رأسها تزفر بحرارة وجسدها يختض بعنف لتتشبث بقميصه وهي تهمس

– انا مش عايزة وجودي يكون أمر واجب عليا اعمله ، انا عايزة ده يكون طالبني

أعادت وضع كلها برفق على مضخته الثائرة ، توقفت أنامله عن العبث وهو يسمع الي همسها المتحشرج

– بتأذينى بكلامك كتير .. بتحاول تخليني ابعد منك بس صدقني قلبي بيقل من مقدار حبه ليك

تثاقلت انفاسها والدموع تنهمر دون رادع أو توقف لتتسع عينا نضال وهو ينطق اسمها

– فرح

نداء يشبه الصرخة ، ليضع كلا كفيه محتضنا جانبي وجهها ، وبكاءها يؤلم وينغز قلبه لتهمس فرح بعذاب وعينين لائمتين

– كتير عليا تشوفني سعيدة يا نضال ، انا وانت حتى لو محتاجين بعض الا اننا هنأذي بعض

اسودت عيناه قتامة وبعثت بالشرر المستعر ليقبض على فكها وهو يصيح بنبرة عنيفة

– عايزة تمشي

تأوهت بوهن لخشونته لتهمس

– ده اللي انت بتحاول توصلني ليه

انفرجت عن شفتيه ابتسامة خطيرة ، شرسة .. زاد من قبضته المتحكمة المؤلمة لعظامها ليصيح بعنف شرس

– والهانم ناوية تعيش فين

رفعت عينيها المعذبتين لعينيه الخارجتين عن السيطرة ليخرج صوتها ثقيلا بعض الشيء

– في بيتك ، كأني ضيفة تقيلة على قلبك انت وبنتك تستحملوها فترة من الوقت

ضاق عينيه لثواني يري أي ضعف أنثوي خبيث تمارسه عليه

هل تلك الكلمة مهمة لتلك الدرجة ؟!

ألا يكفي شوقه الذي لا ينضب واهتمامه وأفعاله

هل هذا لا يكون شفيع لأفعاله !!!

ملاحمه صارت قد من الحجر وهو يسألها بنبرة صلبة

– ده كلامك النهائي

ازدردت ريقها وهي ترى سهام نارية ترشقها بكل غل في قلبها النازف لتهمس بضعف

– نضال ..مش وقت ما تقولي انا عايزك هبقي طايرة من الفرحة واجري عليك ، انا محتاجة احس اني مطمنة .. محتاجة احس اني فعلا مهمة للشخص اللي بيحبني لدرجة انه ميأذنيش بكلمة

– وانا هأذيكي

قالها بصلابة وعنفوان شديد

وما آثار رجفة جسدها أنه تابت بهمس خطر

– بأكثر من طريقة ، واصعبها

لا تعلم ماذا حدث إلا أنها وجدته اجلسها في مقعدها ليستوي مقعدها أفقيا و جثم عليها بضخامة جسده يحطم عظامها اللينة ، التورد اندفع يتسلل لخديها والحرج يكاد يقوله لتهمس لاهثة الانفاس

– نضاا

صرخت بفزع .. صرخة قصيرة كتمها بكفه ليميل نحو أذنها هامسًا

– لدرجة متقدريش تبعدي عني

صدرها يعلو ويهبط بسرعة جنونية ، وعيناها تنتظران غدر منه ، فك اسر شفتيها لتخرج همسا مغناجًا

– حبيبي ايدك بقت تقيلة

زفر ساخطًا وهو يمرر يده على خصلات شعره ليصيح حانقًا

– اوعك تلعبي بالنار يا فرح

ابتسمت بنعومة

ابتسامة ماكرة لتقول

– اول ما بقيت مراتك انا دخلت نارك

ثم رفعت رأسها لتقول بجمود

– يلا بينا نرجع البيت

مدت ذراعيها لتحيط عنقه لتهمس بنبرة أنثوية أودعت به اثارة

– مجهزالك ليلة تجنن

وعادا للمنزل

لكنها بالنهاية تحججت بإرهاق جسدي

وتركته محبطا جسديا ، يكاد من فرط غيظه أن يزهق أنفاسها !!

….

عادت فرح من ذكري يوم بعيد ، نضال أصبح ملاصق لها في تدريباتها بشكل يثير انفعال ناجي ، بل جميع العاملين وهي لا تمتلك سوى الابتسام بحلاوة له

يكفي عينيه الماكرتين تختفي ويحل محلها اهتماما صادقًا ورغبة تجعلها ترتفع لعنان السماء ، تتذكر حتى اليوم نظراته الشرسة التي تأكلها حية حينما رفضت النوم معه ، بل لأيام تركها وتعلم صمته هذا منبأ دائما بالخطر والنهاية هو من سيظفر بما يتمنيه

تلعب حرب أعصاب ،رغم إدراكها لعواقبها الوخيمة

اقتربت من جلسة الأب والأبنة لتسمعه يزفر حانقًا

– عايزة ايه تاني ادهولها

غامت عيناها وهي تستمع باهتمام الى صوت شمس الصغير المتعثر

– ورد .. ورد

انفجرت ضحكة وأدتها سريعا لتسمع تعليقه الخانق تلاه صراخ مستمتع من الصغيرة

– حتي انتي يا زئردة

استقام نضال وهو يكاد يصرخ في الحوائط عل المتوارية من خلف الحائط تتشجع وتهب له نفسها بدل أن يجرب طريقة خشنة لن تعجبها حتمًا

مرر يده على بطنه ليقول بازعاج

– انا جعان انتي مش جعانة

هزت له الصغيرة رأسها لترفع كلا ذراعيها بغية حملها ،لم يتردد وهو يحملها لتتسارع فرح الاختفاء عن أعينهما وسار مع صغيرته وهو يداعبها بمرح جعل الصغيرة تشق صمت البيت وهي تقترب بغنج تضع رأسها على كتفه ..

وقف نضال بتيه في المطبخ ، لا يعلم ماذا سيفعل والطعام معد يحتاج فقط لتدفئة .. إلا أنه وضع الصغيرة في مقعدها وقال بنبرة آمرة

– خليكي في مكانك

اتسعت عيناها الذهبية ولما تمرد طفيف الا عينا الأب ضاقت بخشونة ولمعة تصميم جعل ذهبيتها تبتسم بوداعة لترفع كلها على شفتها الندتين كعلامة صمت ورضوخ لأبيها .

أشعل الموقد لتسخين الطعام البارد ، وأخرج ثلاثة أطباق قدم على طاولة الصغيرة طبقها البلاستيكي وعاد ينظر الي الموقد ينتظر وفي يديه حاملا طبقين

-بدل ما بتبصي ساعديني

قالها بنبرة متسلية وعينيه ما زالت على القدر مما جعل فرح تشهق حينما قبض عليها متلبسة ، لثواني شعرت بالحرج وهي تتقدم نحوه لتمسك كلا الطبقين ووضعتهما على الرخام لتهمس

-اقعد انت وانا هصب الاكل

مال نحو أذنها هامسا

– الاكل سخن خلاص ، خليكي جريئة واستنيني

تنتظره !!

رفعت عينيها له لتري أي بوادر تسلية فقط إلا أنها وجدت تصميم

لن يتنازل تلك المرة ، تركها تلهو كما ترغب

لكن بالنهاية هو من يقدر على إعادة الخيوط بين أصابعه .

*****

أسبوع كامل مر بعد فرمان والدها

أسبوع أصبحت تتوارى خلف البيت

تخلت عن حياتها وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي

لا تجيب على رسائله ولا اتصالاته المتكررة بإلحاح

تريد حرقه ، بل كسر غروره هذا الذكوري ، المتسلط لحياتها الغبي .. العاشقة اه بجنون

طحنت ضروسها بغيظ شديد وهي تأكل الموزة وترمي القشرة بلا مبالاة على أرضية غرفتها ، التقطت موزة اخرى وهي تفتحها بعنف لتضعها داخل فمها تأكله بشراهة  ، تناهي على مسامعها صوت اختها المرح

– يا قردة هانم

دارت برأسها تنظر الي شاديه ، بداية من عودتها إلى المنزل وهي تتهرب من الجميع ، تغني في أوقات عجيبة ثم لؤي خطيبها أو من سيصبح خطيبها السابق باتت لا تطيق سماع اسمه بعدما علمت فعلته الوقحة .. لم تكن شادية ستنطق بشيء لولا الحاحها وأخذ وعد شرف منها بعدم التحدث لوالدها وكل ذلك كي يتم أمر خطبتها بخير  ، يبدو نظرة ابيها صائبة انها لن تتزوجه ولن يضطر إلى اختلاق مشكلة ، زفرت بسخط قائلة

– نعم

اشرأبت شادية بعنقها لتغني بحلاوة وبتلات ووردها متفتحة ومزاجها راقي في ذلك الصباح

من حبى فيك يا جاري، يا جاري من زمان

بخبي الشوق وأداري، لا يعرفوا الجيران

تقدمت نحو الداخل وهي ترى وجه شقيقتها العكر ، لتتابع وهي تسحب ملابسها المتسخة متابعة

وحياة حبك ما شبكنا، غير شباكّوا وشباكنا

وعيون تنده وتشاور وتدوّب شوقها ببسمة

وعيون تفهم وتحاور وتسلم ويّا النسمة

وأخبي الشوق وأداري أدراي، لا يعرفوا الجيران

طحنت الموزة بغل لتسحب أخرى وترمي القشر بلا مبالاة بجوار صديقه ، غمغمت بحنق

– غزالتك رايقة من فترة

زفرت شادية بسخط نحو قشر الموز لتتغضن ملامحها بضيق وهي تسحب كيسا وجدته ملقى على الاريكة لتضع به القشر ، تحاول النسيان .. بل الابتعاد عن أي شئ يجعلها تتشتت وتحظى ببعض السلام الداخلي الذي لم تحظى به منذ أسبوع

العمل يضغط عليها من جهه ومن جهه اخري لؤي الذي لا ينفك كل صباح يهاتفها حتى تجرأ وقدم إلى مكتبها في صباح تحمد الله لم تراه بل كانت في الفندق تشرف علي اللمسات الاخيرة في زفاف يتبقى له أيام معدودة ثم بعدها ستتجهزلخطبة نزار ورهف .. تمتمت شادية بشقاوة

– هخلص منك طبيعي هعمل فرح

ابتسمت جيهان ساخرة ، لترمي القشرة وبملئ فيها غمغمت

– لؤي باشا عمل فيكي ايه ليكون شربك حاجة اصفرا

صفعتها شادية بحدة حينما رمت القشرة على الأرض لتتوجع جيهان متأوه من تصرفات شادية الامومية الخانقة ، أكثر ما تكرهه ذلك النظام الذي تطبقه في المنزل ، مع تجهم ملامح شادية للجمود جعل جيهان تهمس بخبث

– لأ يبقي الايطالي شربك حاجة اصفرا

رعدة خفيفة سرت في جسدها وجلوسهما الهادئ منذ أسبوع يتكرر بخبث في عقلها ، تجهمت ملامحها للحنق

– جيهاان

مرت جيهان علي ملامح شادية المتهربة ، لتهمس بنبرة جادة

– عمل ايه استاذ لؤي

تذكرت رسالة الصباح التهديدية له ، انقلبت معالم وجهها للغيظ والحنق منه تجز على ضروسها ساخطة

– بيقول انه محتاج يقابلني

اصدرت جيهان صوت ساخر من شفتيها ، يبدو أن رجال عائلة المالكي قليلي الحيلة .. بل عديمو الذكاء والتفكير

هل تلك جينات وراثية بهم ؟!!

مثله كأبن عمه ، يكتفي فقط برسائل واتصالات ولا يحاول جاهدا في فعل شئ اخر ، غمغمت بسخرية

– لا والله بجد كتر خيره

جلست شادية علي الارض مثل جيهان لتسحب موزة وهي تقشرها لتهمس بحدة وهي تاكل الموزة بحنق

– مش طايقه اشوفه يا جيهان ،وبابا لو حس

قاطعتها جيهان بنبرات مشعة بالخبث

– بابا هيكون مبسوط اوي بالايطالي بتاعك

قرصتها شادية بحدة من خاصرها جعل جيهان تتأوه بتوجع ، لما كلما تحاول الخروج من مداره يعيدونها بكل حدة له

انفجرت شادية في وجهها هادرة بحدة

– جيهان

علي الرغم ان جيهان متوجعة من قرصتها إلا أنها تمتمت بهدوء

– اينعم هو مش من طموحاتك بس هو اكتر واحد يقدر يلمك ، عقبالي يارب

رفعت كلتا يديها نحو السماء وهي تتمنى رجلا يقدر علي تشذيب طباعها أو يختزل صفاتها المتهورة له فقط ، ستكون وديعة فقط يأتي ذلك العريس الغفلة وتقسم انها ستبهره ، إلا أن شادية قاطعتها بصلابة

– مش هتجوز ، هقعد هنا

عقدت جيهان حاجبيها مفكرة ذلك الإيطالي ، قال انه من أصل عربي لكن ما هو ؟!! .. صفحته على التواصل الاجتماعي بأول اسمه فقط حتى صوره عن أعماله وليست شخصية .. تمتمت بتفكير

– سرمد علي كدا نيته شريفة ناحيتك ، اصل لو عايز اللي بالي بالك مش بعيد معتصم يطخه بالنار

اقشعر جسد شادية وهي تتذكر لحظات جنونه عليها ، و انفراده التام بها  ، لن تكذب أنها قرأت الرغبة بهما ، غصة المت حلقها لتهز رأسها نافية قائلة بعنف

– لا لؤي ولا سرمد ولا أي حد تاني اهدي

تمتمت جيهان بنبرة ناعمة

– انا عايزة حد يربيني يا شادية ، يخاف عليكي يكون خشن في تعامله بس قلبه يرق لما يشوفني تعبانة

عيناها تلمعان بشغف مريب ، تريد الهرب من عشق بالي من طرف واحد

تريد رجلا يأتي مقتحما أبواب قلبها الصدئة ، ويقتلع وسيم من قلبها ويزرع نفسه بكل خشونة وعنجهيه يعلن عن ملكيته لها ، تبتسم بجنون لتهمس بجفاء لا يتناسب مع ابتسامتها

– وسيم قال لبابا ان عيلته هتشرفنا وانا مش عايزاه

مسحت دمعة سقطت خائنة وهي تدمدم بحرقة

– عايزة اللي يسعي ليا ، يتبهدل عشان اعترفله بحبي ، بس وسيم لا .. انا اللي هضعف

أوصلت له حبها صراحة ، ومتوارية

لا يوجد وسيلة إلا واستخدمتها لكنه يلفظها .. في كل مرة

كرامتها تأبي التذلل له ، والركض خلف ذيله

انتبهت نحو رنين هاتف شادية لتزفر ساخطة وهي تقترب من شقيقتها تعانقها بمؤازرة قبل أن تمتم بحدة

– رايحة اشوف باقي الشغل اللي ناقص في الفندق ، اعقلي

رغم حنقها من تصرفات شادية كوالدة ، إلا أنها دفنت وجهها للحظات متمسكة بساعدها ، رفعت رأسها تهمس بشقاوة لا يتناسب مع مزاجها العكر

– لما يوصل سرمد اديله سلامي يا شادية

ضربتها شادية علي رأسها وهي لا تصدقها ، غادرت وما زالت جيهان علي نفس جلستها

لثواني انبثق تفكير خبيث ، غمغمت بنبرة خبيثة

– لازم نفتح لبابا بقي موضوع فسخ الخطوبة ، ونضرب عصفورين بحجر واحد

****

في النادي ،،

تركض جيئة وذهابا وهي تسدد ضربات الكرة بسرعة وخفة اكتسبتها بعدة فترة من التمرين القاسي والعودة للصالة الرياضية ، حرارة الشمس تزداد سخونة لتلهب بشرتها ويتفصد العرق على جبهتها ، مسحت بالقماشة المربوطة علي ساعدها وهي تنظر نحو مدربها الذي يرفع الكرة عاليا ثم بمضربه ليوجه الكرة نحوها ، مرت اتجاهه الكرة وهي تعيد الضربة التي في تلك المرة المدرب تباطأ في تسديدها ، جعل المدرب يبتسم بمكر قائلا

– هايل يا وجد ، ابهرتيني بأدائك النهاردة

وقفت مرتخية في وقفتها لاهثة بعنف ، تقبض بعنف على مضربها مستمعة بذهن شارد لنبرة الحماس لمدربها

– لو هنستمر بنفس الاداء ده مش بعيد اننا ندخل الأولمبياد

منامها … بل كابوسها لا ينفك من مغادرة عقلها ، حتي في الليل أصبحت تخشى أن تفتعل في نفسها شيء فتوصد الباب وهي تدعو برجاء أن لا يأتي ذلك الكابوس مرة أخرى ، انتبهت على نداء المدرب الحانقة

– وجد

رفعت رأسها نحوه لتهمس بنبرة لا مبالية

– نعم

امتعضت ملامح المدرب ليهتف بضيق

– انتي مش معايا خالص

غمغمت باعتذار لطيف

– تعبانة شوية ، عن اذنك يا كابتن

توجهت نحو المدرجات لتأخذ حقيبتها ثم بعدها انطلقت الى استراحة النساء لتنعش نفسها قبل العودة للمنزل …

بعد فترة ….

تقود سيارتها بملل شديد وخصلات شعرها الندية بللت نسيج قماشها القطني ، لكنها لم تعبأ ، تابعت بطريقها نحو المنزل إلا أن هناك طريق آخر جذبها .. لوهلة تذكرته

صاحب العينين الخضراوين والجسد العضلي ، عقلها لم يفكر بل يديها غيرت مسلك الطريق نحو المؤسسة الخيرية !!

الأبواب فتحت على مصرعيها ونفس الابتسامة البشوشة قابلتها ، المشهد لم يتغير .. كله كما ذهبت إليه أول مرة ، إلا أن هناك ضجيج لبعض العمال تسمعه لكنها لم تهتم .. أوقفت سيارتها عند مقدمة الباب لتترجل منه وقدميها تتجهان نحو الداخل ، رائحة الطلاء شمتها حينما دلفت إلى البهو ، لتعقد حاجبيها .. تتذكر ان الطلاء السابق كان نظيف ، تابعت سيرها المتمهل وهي تأخذ جانبا كي لا تعوقهم عن العمل .

توقفت عند مدخل الحديقة وهي تنظر الي لهو الاطفال وعيناها تبحثان عن الصغيرة أو صاحب العينين الخضراوين

لا تعلم لما هي بحاجته

ربما لأنه طبيب نفسي ؟ .. أو الفه تشعرها بوجوده !!

من عري مخاوفها وقلقها من لقاء واحد

استمعت الى صوت لطيف من خلفها

– مساء الخير

دارت برأسها لصاحبة الصوت التي علمتها ، صاحبة الدار التي ابتسمت في وجهها ببشاشة قائلة

– وجد اظن ان دا اسمك

علي الرغم من الدهشة التي اعترت ملامحها من تذكرها لاسمها من مجرد مقابلة واحدة إلا أنها تمتمت بهدوء

– بالضبط يا مدام روفيدا

اتسعت ابتسامة روفيدا وقالت بامتنان حقيقي

– مش عارفة اشكرك ازاي ، كون انك حطيتي ثقة في تسبيح دي حاجة كبيرة جدا ، الناس فاكرة الدعم المالي كفاية بس لكن المعنوي والشغل ده اهم من الفلوس

رق قلبها وهي تتذكر تلك الصغيرة التي خطفت قلبها منذ أن رأتها ، غامت عيناها بعاطفة لتهمس

– تسبيح من حقها تشوف نفسها كاملة زي باقي البنات

زفرت روفيدا متنهدة بحرارة لتهمس وعينيها معلقة على الأطفال

– علي الرغم ان الميتم ده عدد الأطفال فيه قليل الا اني سعيدة جدا اني عرفت احطهم علي الطريق الصح وده كله بمساعدة عاصي

وها قد اتى صاحب مجيئها إلى هنا ، لم تدخر وقتا الا ورفيدا تعددت في محاسنة

– عاصي بجد انسان مبهر ، عطوف وحنين جدا  على الاولاد يا بخت اللي هتكون من نصيبه

بابتسامة مقتضبة ، ورد بارد همست

– ربنا يكرمه

صمتت روفيدا لثواني متحرجة مما هي مقدمة على فعله حينما علمت من عاصي هويتها ، لا تصدق امرأة مثلها التي برعت في مجال رياضة والازياء تراها تعيسة لتلك الدرجة ، غمغمت بهدوء وكأنها تتسامر معها

– فيه مساحة فاضية لملعب التنس للأسف بقاله فترة مهجور لاني مش لاقياه كابتن اقدر ائتمن عليه الأطفال

لم تتردد وجد التي سارعت تقول

– ممكن ادربهم ، انا عندي وقت فاضي ممكن اقدر استغله وادرب الاطفال اللي حابه تلعب تنس

لمعت عينا روفيدا وهي ترد بهدوء

– مش عايزة اكون بحرجك ، انا كنت بسألك عشان لو تقدري تديني شخص موثوق فيه وعلى المبلغ مش هنختلف

غمغمت وجد بهدوء شديد

– انا عندي قابلية للتعليم، الصراحة مجربتش قبل كده ادرب حد بس متقلقيش مش هخذلك واعتبريه عمل تطوعي هنا للمؤسسة بتاعت حضرتك

عيناها تبحثان عن شيء بعينه

لا تستقران في مكان محدد ، مما جعل روفيدا تهمس ولمعة ماكرة تزين حدقتيها

– طيب هستأذنك عشان بينادوا عليا

ابتسمت وجد بلطف وهي تفسح مجالا للسير

– اتفضلي

تقدمت الي الخارج لتجد عاملا صاعدا علي سلم خشبي طويل لم تري في ارتفاعه قبل يدهن الحائط ، لم تهتم بالشخص قدر اهتمامها بطول السلم ، ثم ازاحت عينيها نحو ملعب التنس الذي كان مهجور يحده أسلاك عازلة عن الحديقة .. استمعت إلى نداء عجيب يقع على اذنيها

– ميس وجد .. ميس وجد

شعرت بجسد يهجم عليها بمعانقة لساقيها ، لتغمغم بتعجب رغم ابتسامتها الناعمة التي وجهتها لتسبيح

– ميس !!

لوت شفتي تسبيح بضيق لتهمس

– دكتور عاصي قالي اناديكي ميس بدل ما انطق اسمك

الرجل سطوته غريبة علي المكان ، يشعرها كأنه هو صاحب المكان لا غيره ، اسمه يتكرر علي الكبير قبل الصغير ، لكن أين هو ؟ّ!!

هبطت وجد بجذعها وابتسامة حلوة زينت ثغرها قالت

– والانسة تسبيح طالبة من الميس ايه

جذبتها تسبيح من يدها واشرقت معالم وجهها فرحا

– تعالي نلون الاوضة جوا زي ما بيلونوا هنا

سارت معها حتي البوابة الدخلية الا انها توقفت لتقول بعبوس

– بس انا مش معايا هدوم للأسف ولو اتوسخت مش هعرف امشي بيها كده  ، ايه رايك بكره اجيب هدوم ونلون الاوضة

صمتت الفتاة وهي تحاول ان تفكر في المعضلة تلك ، مررت باصبع السبابة على ذقنها بتفكير قليل لتقول بعدها بنبرة يائسة

– هقول لميس روفيدا متلونش اوضتي

تمنت ان تراضي الصغيرة الا ان صوتا أجش لا تعلم من أين أتى ، صاح بها

– فيه هدوم تقدري تلبسيها عشان تدهني بيها

النداء لم يكن من جانبيها ولا من خلفها ارتفعت عيناها لاعلي لتجده هو .. معلقا في السلم الخشبي وبجواره علبة دهان يدهن منها ، زفرت متنهدة وهي تهمس برقة

– خضتني يا عاصي

هبط عاصي عدة درجات ليخرج صوتا خشنا مداعبا لاوتار انوثتها

– سلامة قلبك من الخضة

زمت تسبيح شفتيها بسخط حينما وجدت شخص اخذ اهتمامها ، لتغادر بحنق طفولي جعل عاصي يخرج ابتسامة تزين شفتيه

يعتذر للصغيرة حقا ، لكنه منتظر مبادرتها الثانية للمكان دون ضغط حتى يعلم أن الأميرة تهتم !!

مسح عاصي العرق المتصفد جبينه ليغمغم حانقا

– متشعلق هنا بقالي ساعتين بدهن ، ومش عارف في الاخر هيأكلوني ايه

للحظة خيل لها أن السلم يتحرك وانه فقد اتزانه ، خرجت صرخة فزعة وهي تقول برعب

– حاسب

اتسعت شفتي عاصي ، ولثواني لا يعمل ما تلك التصرفات الصبيانية التي يقوم بافتعالها لكي يحظى باهتمامها ، فالبنهاية هي أميرة خرجت من سطور الحكايات

هبط من السلم برشاقة ليقول باطمئنان وعيناه تقابل عينيها بدون رداع

– متقلقيش عليا متعود علي التعليقة دي في منطقتنا لما بنعلق زينة رمضان

صمتت وجد دون رد ولسانها شل عن الحركة أثر تدقيقه لها ، هل يمارس علمه عليها ليحللها

أم نظرة اهتمام رجل !!!

رفعت عيناها لتتصلب ملامحها وهي تري الاطفال الصغار تقترب من الحائط ليلصقوا بعض الالوان عليه ، اتسعت عيناها جحوظا لتنتبه إلى صوته

– فيه ايه

تمتمت بكلمة واحدة

– الحيطة

قطب حاجبيه مستفسرا

– مالها

غطت بكفها علي شفتيها بعدما نطقت كلمتها

– اتوسخت

استدار عاصي على عقبيه وشخص واحد مر علي تفكيره يفكر بتلك الشيطانية ، صاح صارخا بهدر أدى إلى انتفاضة جسدها برعب لصوته

– مرواااان

جز على اسنانه مزمجرا بحدة  ، ليصيح بعنف وهو يرى الطفل يقف كمذنب جعل قلب وجد يرق له رغم فعلته

– زي الشاطر هتلون مكان اللي وسخته انت ومعتز والا ….

لم يكمل باقي جملته الا ووجدهم ينفذون ما أمر به ، ارتفع حاجبي وجد وهي تحاول معرفة العقاب الخاص به ، هل سيعذبهم ؟؟!!

نفضت تفكيرها الغبي لترتفع عيناها نحو صاحب العينين الخضراوين الذي وجدته يتفحصها بربكة ضخت به قلبها الساكن

غمغمت بارتباك شديد

– عاصي انت بتشتغل ايه بالضبط

ابتسم وهو يجيب ممازحا

– شغال كل حاجه معاكي من أول صبي القهوة لحد دكتور

رفعت عيناها نحو الاطفال التي تعيد طلاء الحائط ، نظرت نحوهم باشفاق لتمتم

– طب ما ممكن تجيب عامل يعمل

يعلم لمن توجه بحديثها لذا حجب عنها الأطفال بعرض جسده الضخم ، يعلم ذلك الخبيث مروان كيف يستميل قلوب النساء ، لكن لن تفلح توسلاته ونظراته البريئة تلك بخداعه ، غمغم ببرود

– الحيطة مكنش فيها حاجه مهمة محتاجة عامل ، ده غير ان العمال بيضحكوا علي مدام روفيدا وبيطالبوا بمبالغ خيالية لحاجات بسيطة عشان كدا باجي وقت لما يكون فيه تصليح لحاجة

توجه نحو صنبور مياة ليغسل يديه وهو يخلع قميصه ليظهر صدره العضلي الضخم وما حفظ حيائها وجود فانلة قطنية سوداء يرتديها اسفل قميصه ، تفجرت الحمرة في وجنتيها وهي تشيح بوجهها عنه بعدما حدقت به كبلهاء لم تري رجلا قبلا !!

لم يفته عاصي عيناها المتسعتين بجحوظ حينما خلع قميصه ليري حمرة خفيفة زينت وجهها ، لم يتوقع فتاة في طبقتها ان تخجل بالنهاية لم يكن عاري !!

عاد إليها وهو يحمل قميصه الباهت في يده ليجفف بها وقال بهدوء

– جعانة

تعجبت أن حول القميص الي منشفة لثواني همت بالرد عليه الا أنها تمتمت بدهشة

– ايه

ابتسم عاصي بهدوء شديد وهو يشيرها نحو الخارج

– يبقي جعانة ، يلا بينا ناكل لاني هموت من الجوع حرفيا

سارت معه وهي تعترض بلطف

– بس انا

قاطعها بصرامة شديدة يحب استخدامها جيدا

– لما بكون جعان ببقي فاقد اعصابي ، بدون كلام نتحرك

صمتت وتبعته حتى وصلا لخارج المؤسسة همت بالتوجه الى سيارتها الا انه تخطاها وتوجه إلى أخرى  مصطفة أمام سيارتها ، وقفت عند سيارتها لتمتم

– انا عندي عربيتي

– اركبي يا وجد

بنظرة واحدة صارمة جعلتها ترضخ له وهي تتوجه نحو سيارتها تأخذ حقيبتها قبل ان تصعد سيارته .. صمت وهي تجده يستقل مقعده ومازال مرتديا “الفانلة “، تفاجأت حينما قدم قميصه لها دون حديث .. نظرت له ثم لقميصه الذي حوله بريبة وعدم فهم إلا أن نظرته الصلبة جعل اناملها تتحرج إلا أنها امسكتها في النهاية ، عادت بخوف ملتصقة بباب السيارة حينما مد بجذعه للمقعد الخلفي جاذبا قميصا آخر نظيف ، بدون كلمة ارتداه مما جعل وجد تشعر بضيق المكان وقلة الاكسجين من حولها فجأة

ماذا تفعل هي ؟!!

انتبهت على صوته الهادئ

– بتحبي الكشري

– ايه ؟

همست بدهشة ولا تعلم انها تعصر اناملها بقوة علي قميصه دون الانتباه مما جعل عينا عاصي تلمع بوهج خاطف لم تنتبه له ، ليقول بنبرة هادئة

– يبقي نروح عند ابو طارق

لثواني تشعر انها تلبست بشخص آخر غيرها

لا هي بوجد القديمة ولا هي بوجد التي قررت أن تصبح عليها

أصبحت اخري تماما بوجود صاحب العينين الخضراوين !!

وعينا عاصي بين الفينة والأخرى تلقي عليها اهتماما

رغم تحاشاها للنظر اليه

لكن ما زالت متشبثة بقميصه دون نية في إعادتها له حتى تلك اللحظة!!

*****

بكل ثبات وجمود جلس علي المقهي الذي قابل به خطيبته منذ فترة ولثاني مرة يعيد لقائهما

وتلك الخبيثة ذات العينين الزرقاوين اختفت بكل جبن بعد تلك الليلة الكارثية مثل المرة السابقة التي أدعت بموتها !!

لا يعلم ماذا أصابه لكي يقع في حبها لتلك الدرجة ؟!!

رغم أنه كان له مهمة مكفل بها لكن للأسف أفسد كل شيء نتيجة تهور قلبه ، وضع فنجانه علي الطاولة وهو يزفر بسخط

كل شيء ينفلت من بين أصابعه ، لا يعلم ما هي الضربة الجديدة التي ستوجها له تلك المغلفة بالحقد والكره ، ومن جهة أخرى ظن أن خطيبته ستكون عاقله أكثر تحكما

لكن ظنه خاب

مجرد وجهه زائف لتخفي عاطفتها ، مال شفتيه بسخرية وهو لا يصدق انه هددها .. هددها لإثارة فضيحة في عملها إن لم تقابله ..

انتبه على وجود ظل امرأة تظلله ليقول بنبرة جامدة وهو يرفع عينيه نحوها

– اعتقد اسبوع قدرتي تكوني هادية

جلست بعصبية شديدة وهي ترمي حقيبتها وصرفت النادل باشارة من يديها ليعود مكانه لتقول بنبرة محتقنة بالغضب

– لؤي مفيش داعي نتكلم علي حاجه انتهت

ذكاؤه خانه تلك المرة ، ليست تلك المنشودة

لكنه بالنهاية يحتاج للتبرير ، لا يريد أن تضعه في صورة حقيرة أو تصوره كرجل عبد لشهواته ، صاح بنبرة قاطعة

– انا مطالب اني اشرحلك

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها لتقول بتقزز

– تشرح خيانة

انقبضت معالم وجه لؤي ليخبط بقبضته على الطاولة مزمجرا بغضب

-شادية

زمت شفتيها بحنق من نظرته النارية إلا أنه لم يطفئ غضبها ، غمغم لؤي بجمود

– استريحتي كدا

قاطعته نافية عاقدة ذراعيها على صدرها

– لسه

تنحنح لؤي في جلسته وهو يقول بجمود

– اللي شوفتيها

رفعت شادية حاجبها وقالت ببرود شديد

– عشيقتك مالها

رفع عينيه وما هو مستور سيكشف

لثواني ظل ينظر الي عينيها ونظرة عدم الاهتمام تظلل حدقتها ليقول

– تبقي مراتي

حل الصمت فوق رأسها والصدمة تظهر جليا علي قسمات وجهها السمراء لترفع عيناها نحو عينيه تنتظر منه تعديلا أو ضحك ليختبر غيرتها

إلا أنه لم يمزح معها ، تقاسيم وجهه الصلبة لم يكن هناك بها مجالا للضحك .

وفتح باب الخذلان للمرة الثانية وما عاد القلب يتحمل !!!

يتبع..

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية أترصد عشقك)

اترك رد

error: Content is protected !!