روايات

رواية تراتيل الهوى الفصل السادس عشر 16 بقلم ديانا ماريا

رواية تراتيل الهوى الفصل السادس عشر 16 بقلم ديانا ماريا

رواية تراتيل الهوى البارت السادس عشر

رواية تراتيل الهوى الجزء السادس عشر

تراتيل الهوى
تراتيل الهوى

رواية تراتيل الهوى الحلقة السادسة عشر

نظر تاج بعجز لسروة التي كانت تتشنج بشدة وحاول ضمها له ولكن زادت تشنجات جسدها كما أنها بدأت تغيب عن الوعي فابتعد عنها بسرعة وهو لا يدري ماذا يفعل وكيف يتصرف خصوصا في ذلك الوقت المتأخر، تذكر تاج أنه قد رأى على الشقة المجاورة لهم يافطة طبيب يعيش هناك، ركض تاج بسرعة خارج الشقة وطرق على باب شقة الطبيب بقوة من التوتر.
فتح الباب بعد دقيقة رجل يبدو في الأربعينات من عمره يظهر أنه قد استيقظ لتوه من النوم.
قال لتاج بانزعاج: إيه في إيه يا أستاذ لكل الخبط ده؟
قال تاج بتوتر: مراتي..مراتي أغمى عليها وشكلها غريب وأنا مش عارف أتصرف إزاي وشوفت من اليافطة أنه فيه دكتور هنا، حضرتك الدكتور؟
تيقظ الرجل فورا وقال باهتمام: أيوا أنا ثانية واحدة هجيب شنطتي وجاي.
كان تاج يقف بجانب الطبيب بينما يفحص سروة ثم يعطيها حقنة، كان ينظر لوجهها الشاحب وإحساس الذنب يسيطر عليه بشدة، يعلم أنه أخطأ في فعلته وقد أعماه الغضب لكنه لم يتوقع أن تكون ردة فعلها قوية لتلك الدرجة، زفر بضيق مع تزامن انتهاء الطبيب من عمله وقد أغلق حقيبته ونهض.
سأل تاج بقلق: مالها يا دكتور؟
رد الطبيب بجدية: هى اتعرضت لصدمة قوية سببت لها الحالة دي، يعني هى الظاهر كدة كانت تحت ضغوط نفسية شديدة ولما تعرضت للصدمة دي مقدرتش تتحملها فجالها انهيار عصبي ودخلت في حالة انفصال عن الواقع، التشنج وكل ده رد فعل منها على اللي حصل.
قال تاج بخوف: بس هى كان شكلها غريب وبتتشنج.
أومأ الطبيب موافقًا على حديثه: أيوا أيوا كل ده طبيعي بالنسبة لحالتها.
عقد تاج حاجبيه بقلق: طب أخبارها إيه دلوقتي يا دكتور؟
تنهد الطبيب: مش هنعرف غير لما تفوق، أنا أدتها حقنة مهدئة علشان ترتاح، هى محتاجة رعاية نفسية وجسدية، خصوصًا نفسية نظرًا لوضعها الحالي وعايز انبهك أنه ردود أفعالها وتصرفاتها ممكن تبقى غير متوقعة لما تفوق.
أومأ تاج وقال للطبيب بامتنان: شكرا لحضرتك جدا يا دكتور، أنت أنقذتني.
ربت الطبيب على كتفه: لا شكر على واجب، أنا جنبكم هنا وهعدي عليها بكرة علشان اكشف عليها تاني وأشوف وضعها.
ابتسم تاج للطبيب وأوصله ورفض الطبيب بشدة تلقي أجر على اتعابه ثم غادر فأغلق تاج الباب وراءه واستند بظهره عليه وهو يزفر بشدة.
أغمض عينيه متعبا من أحداث اليوم كله ولكنه استقام مجددا وهو يتوجه لغرفة النوم، وقف على باب غرفة النوم وهو يحدق إلى سروة النائمة، تقدم ناحيتها وجلس أمامها على السرير.
مد يده يمسح على شعرها بحنان والحيرة تظهر في عينيه بشدة، كان ينظر لها مفكرًا ماهى الحقيقة وأين عليه أن يبحث عنها؟ هل يسأل سروة ببساطة؟ هل ستعطيه الصدق؟ وما سبب حالتها الغريبة اليوم؟
يحيره كل مايحدث، وضع سروة، تصرفاتها، حتى استسلامها لأنه عرفها دائمًا قوية وشامخة كبريائها يتحدث عنها، لكنه قد أخبر نفسه أنها مستسلمة لأنها مخطئة أما الآن فهو لم يعد يتيقن من أي شيء أبدًا.
في تلك اللحظة وجد نفسه متعاطف مع ضعفها البارز أمامها وهى نائمة غائبة عن كل ما حولها، تحرك رأسها وهى تأن في نومها وقد ظهر الانزعاج على وجهها فأسرع يهدهدها كالطفل الصغير وهو يحكم الغطاء حولها حتى استكانت من جديد.
خرج من غرفتها ثم أتصل على صديق له.
قال تاج بجدية: أيوا ازيك يا أمير ؟ معلش صحيتك بس محتاجك في خدمة ضروري.
استمع تاج لرده قبل أن يقول: لا صحصح وركز معايا كدة علشان دي حاجة مهمة جدا.
استيقظت سروة من النوم وهى تشعر بتعب في كامل جسدها وثُقل في رأسها فوضعت يدها على رأسها وقد عبست من ألم رأسها، نظرت جانبها لتجد تاج ينام على كرسي مجاور لسريرها، استعادت ذكريات الليلة الماضية كلها في رأسها فنهضت بسرعة وهى تنظر له بذعر وتضم الغطاء إليها ثم نظرت إلى نفسها تتفحصها حتى وجدت نفسها بكامل ملابسها، كانت محتارة فيما يمكن أن يكون حدث وغير واثقة خاصة أنها فقدت الوعي بعدها، بدأت ترتجف وهى تنظر لتاج لخوف.
استفاق تاج وقد لمح سروة متيقظة فقال باهتمام وهو يقترب منها: عاملة إيه دلوقتي يا سروة؟
صرخت سروة به وهى تنتفض مبتعدة: أبعد عني! أوعى تقرب!
رفع يديه أمامه حتى لا يُخِفيها أكثر وقال مهدئًا: أهدي أنا مش هعملك حاجة أنا بطمن عليكِ بس.
هزأت به سروة ونظراتها مصوبة بحقد له: تطمن عليا! لا ضحكتني! بعد اللي عملته فيا عايز تطمن عليا ولا تكمل عليا بعد امبارح!
تنهد تاج قائلا: سروة أنا صحيح اتصرفت غلط لكن ده من اللي شوفته وأنا معذور دي مش حاجة هينة على رجل يشوف صور لمراته بالشكل ده!
صرخت به سروة بألم: مهانش عليك تسمعني حتى! مسمعتنيش وحكمت عليا زيهم كلهم، ساعتها مكنتش قادرة أتكلم ولما قدرت أتكلم محدش سمعني!
قال تاج بنفاذ صبر: أسمع إيه ما كل حاجة واضحة قدامي هتقولي إيه!
أفصحت سروة أخيرا عما بداخلها وقد كتمته طويلا وهى تواجهه تصيح به وقد انهمرت دموعها بقهر : اغتصبني! أنا مروحتش ليه بمزاجي هو اغتصبني وهددني!
تجمد تاج مكانه وهو يحدق بها فتابعت وقد تهدج صوتها: علشان رفضته اغتصبني وكان بيهددني بالفيديو اللي أنت شوفته ده وأنا… أنا سكتت هددني بيه وأنا سكتت وفي الآخر بدل ما أكون ضحية بقيت أنا الجاني على نفسي.
كان تاج مازال مكانه بفعل الصدمة وعدم التصديق، لا يقوى على الرد بينما انهارت سروة في البكاء وهى ركبتيها إلى صدرها.
بصعوبة تحرك تاج ناحيتها وجلس بجانبها وهو يضمها إليه، حاولت أن تبتعد عنه بقوة ولكنه ضمها رغما عنها إليه حتى استسلمت وهى تريح رأسها على صدره فضمها تاج إليه بشدة وهو يلاحظ ارتجاف جسدها.
قالت سروة من بين بكائها بنشيج: والله كان غصب عني، والله ما ليا ذنب! أنا كل ده بتعاقب على حاجة أنا معملتهاش.
ضمها أكثر وهو يمسح على شعرها بحنان ونظراته عينيه الضائعة شاردة فيما سمعه حتى هدأت سروة بعد وقت ونامت، فوضعها على السرير برفق وغطاها جيدًا وهو يحدق إليها لبرهة ثم أغلق الباب وخرج من الغرفة.
أتصل بصديقه يقول بنبرة هادئة وعيناه تلمع بالتوعد: لقيت اللي قولتلك عليه يا أمير؟
استمع له وعيناه تلمع بالانتقام: تمام أنا جاي لك حالا.
وصل أمير وتاج أمام بناية سكنية قديمة فنظر تاج لأمير: أنت متأكد أنه اللوكشين هنا؟
أومأ أمير: أيوا ده المكان اللي لقيته لما تتبعت الرقم اللي بعتهولي مكانه موجود هنا.
قال تاج وهو ينظر للعمارة بنظرة ذات مغزى: تمام، أنا طالع خليك هنا.
سأل أمير بحيرة: هتعمل إيه يا تاج؟
ابتسم تاج بغموض: هتعرف بعدين.
ثم هبط من السيارة وصعد إلى البناية بعد محادثة سريعة مع حارس العقار الذي أخبره بأنه لا يسكن العمارة غير شقتين إحداهما عائلة مسافرة لبعض الوقت.
وصل تاج للشقة و الثانية وهو يتفحصها قليلا قبل أن يطرق الباب بقوة، لم يجيبه أحد فلم ينتظر واندفع بكامل قوته يكسر الباب، مرة ثم الثانية وانكسر الباب كاشفًا عن شاب يقف بعيدا في إحدى زوايا الشقة عند باب غرفة ينظر لتاج بذعر، كان مظهره غريب وعشوائيًا حتى أن هناك هالات سوداء تحت عينيه.
خطى تاج اتجاهه فركض الشاب لداخل الغرفة، لحقه تاج بسرعة وتكمن من الوصول قبل أن يغلق الباب فدفع الباب بقوة، حاول الشاب الهروب فأمسكه تاج بسرعة وهو يثبته على الجدار.
لكمه تاج على أنفه ثم سأله بغضب: هو فين؟
بصق الشاب الدم الذي دخل لفمه وقال بتلعثم: ه…هو مين؟
شده تاج من التيشيرت الخاص به قبل أن يدفعه للحائط مجددا قائلا بحدة: متستعبطش عليا يالا! بقولك هو فين؟ هتقول وإلا والله ما خلي حتة في وشك سليمة!
لمح تاج زجاجة خمر قريبة فانحنى بجانبه للإمساك بها وهو مازال يمسكه بإحكام ثم ضربها بالحائط بجانب الشاب الذي أغمض عينيه خوفًا من أن يطاله أذى فانكسرت الزجاج وتناثر البقايا.
قرب تاج عنق الزجاجة المكسورة من عنق الشاب وهو يقول بشراسة ممزوجة بالوعيد: أقسم بشرفي لو مقولتليش مكانه فين أنا هخلي الازازة دي دلوقتي في زورك!
رفع الشاب يديه باستسلام وهو ينظر للزجاجة بخوف: خلاص هقول والله.
صاح به تاج بعدوانية: أنطق أنا معنديش صبر!
قال الشاب بارتباك: عصام كان هنا ومشي امبارح قبلها كان خد موبايلي علشان موبايله اتكسر وقالي هيبعت من عليه حاجة مهمة هو كان معاه كارت ميموري حطه وبعت الحاجة بعدين مشي وساب الموبايل بعد ما كان هياخده، أنا معرفش هو راح فين والله.
رد تاج بنبرة محتدة وهو يقرب الزجاج من رقبته أكثر: يعني إيه متعرفش راح فين!
قال الشاب برعب وهو يكاد يبكي: والله ما أعرف هو بيختفي ويظهر كدة علطول، ملوش مواعيد هو مش عايش هنا أصلا.
رمى تاج الزجاجة من يده بغيظ وهو ينظر حوله بإحباط ثم أخرج من جيبه كارت مده للشاب وهو يقول بتهديد: خد ده فيه رقمي أي وقت عصام يكلمك أو يجي تتصل تقولي فورا فاهم؟
أومأ برأسه بطاعة بسرعة فزفر تاج بشدة قبل أن ينظر للشاب باشمئزاز ويلكمه على وجهه فتأوه الشاب بألم وهو يضع يده على فمه وقد التصق بالحائط، مرر تاج يده خلال شعره قبل أن يلتفت ليغادر، انكمش الشاب خوفًا على نفسه من أن يضربه مجددًا، لم يعيره تاج التفاتة ثم هبط لأسفل وصعد بجانب أمير وأخبره أن ينطلق عائدًا لشقته.
قال أمير بفضول: طب أنا مفهمتش أنت عملت إيه كدة.
رد تاج بضيق: هبقى افهمك بعدين يا أمير مش وقته.
تنهد أمير وقد أكمل قيادة السيارة بصمت.
رن هاتف تاج فنظر للشاشة منعقد الحاجبين لأنه كان رقم غريب عليه.
رد تاج ببرود: أيوا مين معايا؟
أتاه صوت روفان بمرح: تاج وحشتني أوي!
معقولة كل ده متكملنيش يعني روفي موحشتكش!
أنا وصلت مصر خلاص يا حبيبي!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تراتيل الهوى)

اترك رد

error: Content is protected !!