روايات

رواية الشيطان وقع أسيرها الفصل الثالث 3 بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان وقع أسيرها الفصل الثالث 3 بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان وقع أسيرها البارت الثالث

رواية الشيطان وقع أسيرها الجزء الثالث

رواية الشيطان وقع أسيرها الحلقة الثالثة

الفصل الثالث(ضحية خداع )
-او ممكن بنتك تكون محظوظة وأخليها مراتي للأبد.
قالها عدي براحة وهو ينظر لشريف المتوتر ليسكت شريف تماما بينما كل ما كان يصرخ به هو ضميره …
تنهد شريف وهو يقول:
-تمام عيد ميلاد بيري بعد أسبوعين تقدر وقتها تشوفها وتتعرف عليها …
اتسعت ابتسامة عدي وقال برضا :
-جميل اووي يا شريف بيه ..اشوف الهانم الصغيرة واقرر اللي هعمله …
هز شريف رأسه ونهض وقال.:
-استأذن أنا دلوقتي .
-اتفضل .
ثم غادر شريف لتنمحي الإبتسامة من وجه عدي …أنه يحـ.تقر هذا الرجل …يحتـ.قره كثيرا …
……
كان شريف يقود سيارته وهو يشعر بالإختناق …لا يصدق أنه يفعل بصغيرته هذا …يسلمها للشيطا.ن بنفسه..اوقف سيارته وخرج منها ووقف أمام النهر وهو يشعر بالإختناق ..الشعور بالذنب يعصف به ….والخوف أيضا …هو يعيش صراع الان …صراع كبير وقلبه يتمز.ق في خضم هذا الصراع …صراع ما بين أن يحمي ابنته ويعوضها عن غيابه وما فعله بوالدته والخوف من السجن لذلك سوف يضحي بإبنته …لكي ينجو هو سوف يضحي بصغيرته !!!
كان يشعر بالقر.ف من نفسه …السوء والغضب ….هو يعرف أنه أناني …نعم يعترف بهذا ولن ينكر …لن يبرر تصرفاته …بل سيتحمل نتيجة أفعاله …فهو من عرض ابنته علي عدي رشيد …هو من استخدمها كبيدق لكي ينجو من السجن …هو لا يستحق لقب الأب …لا يستحقه أبدا …
أغمض عينيه والدموع تنساب علي وجنته بينما يقول بخفوت :
-سامحيني يا بيري …سامحيني يا بنتي !!!
ثم مسح دموعه وأتجه لسيارته ثم استقلها وأنطلق بها .
……….
في غرفة عبير….
كانت جواهر تشرب سيجارتها الرابعة وتقول:
-أنا خايفة …بحاول أبين لماما أن الموضوع سهل وهيعدي …بقولها أنها هتخف بس انا ذات نفسي مش مصدقة الكلام ده …أنا عارفة أن الموضوع مجرد وقت …
صمتت جواهر وفشلت في محاربة دموعها التي تدفقت بقوة من عينيها …مسحتها بسرعة عندما رأت نظرات عبير المشفقة وقالت مبتسمة بحزن:
-للاسف الكانسر دخل في المرحلة التالتة ..رغم العلاج الكيماوي بس للاسف مش قادرين نسيطر عليه والمشكلة أن جسمها مش متحمل…وانا ..أنا مش عارفة أعمل ايه ..مش قادرة أتقبل فكرة أني أخسرها …
انسابت.دموع عبير وهي تشعر بألمها …ألم الخوف من الفقدان …هي تعرف شعور عدم وجود الأم وجواهر تخاف من هذا الشعور ..نعم إنه مؤلم ..مؤلم للغاية…فهي منذ فقدت والدتها وهي ضائعة حرفيا …تحاول أن تتجاوز الأمر ولكنه مؤلم ..
مؤ.لم للغاية…هي تعرف أن لا أحد علي الاطلاق سوف يعوض فقدان والدتها …لا أحد سوف يشغل مكانها …لا أحد سوف يشعرها بالآمان كما فعلت والدتها …تعرف هذا ومتأكده منه مليون بالمائة….
ابتسمت جواهر بإنكسار وقالت:
-امي قالتلي أن جدتي ما.تت بنفس المرض …علي الأغلب المرض لعنة العيلة يعني أنا كمان معرضة اتصاب بيه …
نظرت إلي سيجارتها وابتسمت قائلة:
-واهو أنا بحاول أسهل علي نفسي الموضوع …يمكن أودع بدري وارتاح …
-متقوليش كده بعيد الشر عليكي يا جواهر…
أغمضت جواهر عينيها بتعب وقالت :
-العذاب الحقيقي ليا يا بيري أني اعيش من غير ماما …انا مليش غيرها ….أبويا اتخلي عني …ومليش أصحاب غيرك وأنتِ ممكن في أي وقت ترجعي فرنسا يعني حرفيا مليش حد أبدا …مليش حد غيرها …أنا بتمني فعلا أموت قبلها يا بيري …
وتلك الأمنية كانت أنانية للغاية منها فالمو.ت سوف يجنبها.الألم الذي ستشعر بها عندما تفقد والدتها …
اقتربت عبير منها وضمتها برفق إليها وقالت بنبرة ناعمة:
-كل حاجة هتكون بخير يا جواهر…ربنا كريم …
-ونعم بالله ..
قالتها جواهر وهي تشدد من احتضانها …ولكن فجأة شهقت وهي تبتعد عنها وتنظر الي الساعة وتقول:
-أتأخرت علي الشغل!
ثم ركضت بسرعة من الغرفة !
(بقلم سولييه نصار)
………….
في منزل كريم النجار …
كانت نسرين تتناول طعام الإفطار بهدوء قبل أن تذهب الي جامعتها …..
-كريم حبيبي … فؤاد جاي من الامارات بعد أسبوع وعايزين نجهزله حفلة بسيطة كده ونستقبله ممكن يا حبيبي …
تجهم وجه نسرين وهي تسمع صوتها ..أنها تكر.ه تلك المرأة ..تكر.هها كثيرا …
ابتسم كريم وقال:
-أكيد يا حياتي …ابنك هو أبني وهنعمله حفلة استقبال حلوة ..هو خلاص ناوي يستقر في مصر صحيح ..
هزت رأسها وقالت:
-أيوة حبيبي تعب من الغربة اووي يا كريم …..
-وطبعا هيجي يعيش معانا هنا !ما هو خلاص البيت بقا مفتوح لطنط نهي وقرايب طنط نهي وعيالها كمان …
نظرت نهي لطبقها بإحراج ليزعق كريم بها ويقول:
-نسرين احترمي نفسك وكلمي خالتك كويس …لو مش قادرة تعتبريها في مقام مامتك متنسيش أنها خالتك …
-كريم مفيش مشكلة .
قالتها نهي بإحراج ثم نظرت إلي نسرين وقالت؛
-فؤاد هيشتريله بيت متقلقيش يا نسرين مش هيجي يعيش هنا …
-الحمدلله ..
قالتها نسرين ببرود وهي تكمل إفطارها …نظر كريم إليها بإستياء …يغضبه تعامل نسرين السئ مع زوجته …ونهي تظهر صبر لا نظير له معها …لا تغضب ولا تشتكي له أبدا ..ولكنه لن يستطيع أن يتحمل ان تُها.ن زوجته في بيته …سوف يتكلم مع نسرين …
قطع رنين الهاتف شروده استل الهاتف من جيبه ووجد أن صديقه منير يتصل به …
رد علي الهاتف :
-ايوة يا منير يا حبيبي ..خير …
اتسعت عينيه فجأة وقال:
-بتقول ايه !!!!ماله يوسف ؟!!!يا خبر …
وقعت الشوكة من يد نسرين ونظرت لطبقها وتكونت طبقة خفيفة من الدموع ..كان قلبها يصر.خ في صدرها …وهي تسمع لصوت والدها المصدوم الذي يردد أن يوسف تعرض لحادث …يوسف حبيبها …يوسف …
-طيب يا منير أنا جاي المستشفي فورا…
نهضت نهي بقلق وسألت :
-فيه ايه يا حبيبي ؟!ايه الحادثة اللي بتقول عليها دي …
كانت كريم يرتدي سترته ويقول:
-يوسف صاحبي تعرفيه طبعا عمل حادثة عربيته خبطت في عربية واحد وراح المستشفي …منير بيقولي بسيطة بس انا لازم أروح وأطمن …
هزت نهي رأسها وقالت:
-عندك حق يا حبيبي روح…
-انا جاية معاك يا بابا عايزة اشوف ي…أنكل يوسف ..
هز والدها رأسه وقال:
-لا طبعا يا نسرين قولتي عليكي أمتحان مهم النهاردة روحي الكلية وأنا هبقي اطمنكم عليه ..
-بس ..
-من غير بس يا نسرين قولتلك روحي كليتك ..
قالها كريم وخرج مغلقا أي فرصة للنقاش …ونسرين لم تصر …هي لا تريد أن يشك أحدهما في أمرها … أو علاقتها بيوسف لذلك أخذت حقيبتها كي تذهب فقالت نهي بنعومة :
-تحبي اوصلك يا نسرين ..
نظرت إليها وقالت بإنفعال:
-لا مش عايزة …مش عايزاكي لا توصليني ولا تتكلمي معايا اصلا …أنتِ ايه مبتفهميش…قدرتي تلفي علي بابا وتتجوزيه عشان طيب لكن أنا عارفة حركاتك دي كويس أووي ومش هتخيل عليا ..
ثم تركتها وغادرت لتجلس نهي علي المقعد ودموعها تتدفق من عينيها …لا تعرف ماذا تفعل لكي تنال حب نسرين مجددا…لما تفهمها بشكل خاطئ تماما …لما لا تستطيع أن تعاملها بإحترام …معاملة نسرين معها تقتـ.لها حرفيا …هي تريد أن تنال حبها وأحترامها …
مسحت نهي دموعها ونهضت لتنظف الطاولة
……
في سيارة الأجرة …
كانت نسرين تستند برأسها علي الشباك ودموعها تتساقط بقوة …قلبها يؤ.لمها علي يوسف …تتساءل بقلق عن حاله …القلق ينهش بقلبها …كل ما تريده الآن أن تذهب الي المشفي وتراه ولكن لن تخاطر أن يعرف احد بعلاقتها معه …لو علم والدها بالتأكيد سوف تخسر يوسف وهي ستفعل المستحيل لكي تبقي معه للأبد!!
(بقلم سولييه نصار)
……..
-أنا مجتلكيش أمبارح قولت اسيبكم شوية علي راحتكم .
قالتها والدة ورد وهي تمسك كفها بلطف بينما كانت ورد شاردة قليلاً … تعامل ياسين البارد معاها يستفزها …هذا الرجل يثير الرغبة في القـ.تل لديها …كم تريد أن تضر.به وتفرغ قهرها منه …لا تعلم لما هو بكل هذا البرود …وكيف بعد بروده يأتي ليلا ليأخذ منها ما يريد وهي لا تقاوم حتي !!!!
دعكت ورد عينيها بتعب لتتجهم والدتها قليلا وتقول:
-فيه أيه يا ورد مالك مش مبسوطة ؟!.
نظرت إليها ورد ببلادة لتشد والدتها علي كفها وتقول:
-ياسين فين يا بنتي فيه واحد يسيب عروسته في شهر العسل بتاعهم ويمشي ..راح فين ؟!
شردت ورد وهي تتذكر أنه أخبرها بأدب تفاجأت هي به أنه سوف يذهب إلي والدته ليري ابنته وكما أنه أخبرها أن بعد أسبوع سوف تأتي أبنته لتقيم معهما …هي فقط تتمني الا تكون الأبنة سليطة اللسان كوالدها فهي لن تحتمل نسخة آخري من ياسين …فيكفي هو ظلت معه يومين وكادت أن تفقد عقلها حرفيا …
-ورد مبترديش ليه يا بنتي قلقتيني عليكي ؟!
قالتها والدتها بقلق وهي تنظر إلي شرود ابنتها وأخذ عقلها يضع العديد من الاحتمالات المؤسفة …ما الذي حدث يا تري ؟!
تنهدت ورد وقالت بصوت باهت:
-راح لوالدته عشان يشوف بنته يا ماما زمانه جاي متقلقيش …
تنفست والدتها براحة و لكنها قالت بتوجس:
-طيب ايه الأخبار يا بنتي طمنيني
-أنا كويسة يا ماما بس مرهقة شوية …
نظرت والدتها إليها بشفقة وقالت:
-بس وشك مش بيقول كده يا ضنايا شكلك تعبان اووي يا ورد …شكلك زعلانة ومش مبسوطة هو ياسين زعلك ولا حاجة …
كانت تريد ورد ان تنفجر وتخبرها بكل شئ عن هذا المدعو ياسين …كانت تخبرها عن قلة ذوقه وبروده معها ولكنها لم ترد ان تقلق والدتها عليها … فبعد عدة سنوات والدتها أرتاحت أخيرا من همها وهي تزوجت. لن تعود كمطلقة كي لا تقهـ.ر والدتها!!نظرت ورد الي والدتها ورسمت ابتسامة لطيفة علي شفتيها وقالت وهي تشد علي كفها:
-صدقيني أنا كويسة اوووي يا ماما وياسين كويس معايا اووي …بس دي حياة جديدة …مسؤوليات جديدة طبعا في البداية لازم تكون مرهقة وعندي رهبة من حياتي الجديدة…هو ده الموضوع بس متقلقيش انتِ يا ست الكل …
وضعت والدتها كفها علي قلبها وقالت:
-ربنا يريح قلبك يا بنتي زي ما ريحتيني …متعرفيش أنا مبسوطة قد ايه عشانك …مبسوطة أنك فرحانة مع جوزك يا ورد أخيرا …بعد كل اللي عانتيه جه وقت أنك تفرحي …انتِ تستاهلي كل خير يا بنتي …
ابتسمت ورد لتضمها والدتها الي صدرها …شعرت بالذنب لانها كذبت عليها ولكن الراحة التي غشت وجه والدتها تستحق …هي تريد لوالدتها أن ترتاح ولا تحمل همها وهي من سوف تتعامل مع هذا البارد قليل الذوق …
توعدت ورد بداخلها وعينيها البنية تبرق بقوة !!…
ابتعدت ورد ما ان سمعت الباب يُفتح وظهر ياسين ..
-وأنا اقول البيت نور ليه اتاري حماتي سر سعادتي عندنا …
نظرت ورد بصدمة إليه وهي تفكر انه يستطيع نطق شئ جيد..عجيب ظنت ان فمه لا يقذف الا الإهانات ولكنه الآن رجل طبيعي …حسنا هذا غريب …
نهضت والدة ورد وهي تسلم عليه رفع ياسين كفها وقبله بإحترام لتتسع عيني ورد وهي لا تصدق ….لا..لا هذا ليس ياسين …لا بد أن قد أصابه مش شيطاني …لا يمكن أن يكون بهذا الادب…
اقترب ياسين من زوجته وقبلها علي رأسها وقال:
-وحشتيني يا عمري …بجد وحشتيني.
لقد فقد عقله حقا …هو ليس علي طبيعته فنظراته الباردة اصبحت دافئة الآن تنظر إليها بحب …
فرحت والدتها وقالت ببهجة:
-أنا دلوقتي اطمنت علي بنتي ان معاها راجل هيحطها جوا عينيها .
(بقلم سولييه نصار )
……………..
في المساء ….
-ماما أنا جيت …
قالتها جواهر بصوت مرتفع وهي تلج للمنزل البسيط بينما تحمل العديد من الحقائب البلاستيكية ..فبعد مقابلتها لعبير صديقة طفولتها ذهبت للعمل بمركز التجميل ثم الي السوق وها قد غربت الشمس وهي أتت أخيرا للمنزل كي ترتاح …
كانت والدتها تجلس علي الأريكة تقرأ القرآن …صدقت بعد أن انتهت وأغلقت المصحف ووضعته بجانبها وهي تقول:
-تعالي يا حبيبتي أنا هنا ..
اقتربت جواهر من والدتها وقبلت كفها وقالت:
-أيه الجمال ده يا سوسن بس …وشك بينور كده ليه كل يوم .
-عشان بصلي يا اختي عقبال ما ربنا يتوب عليكي وتصلي عشان وشك ينور زيي …
ابتسمت جواهر وقالت:
-أدعيلي ربنا يهديني يا ست الكل …المهم اني عديت علي السوق وجبت كبد وقوانص هعملها وهعمل مكرونة ونأكل لقمة علي السريع عشان جايبالك هدية …
ابتسمت سوسن لتقبل جواهر كفها ثم تتجه الي غرفتها البسيطة اولا وتغير ملابسها وترتدي بيجامتها وتدخل الي المطبخ وتشرع بالعمل ….
…….
بعد ساعة تقريبا …
كانت قد جهزت كل شئ …عملت الكبد بالطريقة التي تحبها والدتها والمكرونة أيضا …
وضعت الطعام علي طاولة الطعام المنخفضة ثم ساعدت والدتها لتجلس وبدأت تطعمها بنفسها كالعادة …
امسكت سوسن كف جواهر وقالت بتذمر:
-ممكن تأكلي يا بنتي …أنا ليا ايد واعرف اكل لوحدي ..
-جرا ايه يا سوسن حد يلاقي دلع وميتدلعش …بدلعك يا ستي …وانا اللي هأكلك بنفسي خلاص انتهي الكلام …
ثم بدأت تطعمها بيدها بينما استسلمت سوسن لها …تعرف كم أن ابنتها عنيدة …ها هي جواهر..تفعل المستحيل كي تدخل البهجة لقلبها ….تضحي براحتها من أجلها …إن كانت قد فازت في تلك الحياة بشئ فهي قد فازت بجواهر …جواهر التي أفنت حياتها من أجلها …رفضت أن تتزوج كي لا تتركها …ابنتها فضلت أن تعيش معها وتنسي أنها انثي تحتاج إلي الحب …أنها إمرأة تحتاج أن تنتمي الي رجل ما…ولكنها خائفة لأنها تعلم أنها سوف تمو.ت …هي تشعر بهذا …تشعر أن نهايتها قد اقتربت وابنتها المسكينة لن تتحمل هذا …قد تدعي جواهر الصلابة من الخارج وتخدع الكثيرين ولكن وحدها تعلم أن ابنتها هشة للغاية لن تتحمل فراقها وكم تخاف سوسن من تلك اللحظة …تخاف من إنهيار ابنتها!!! ….
-أنا شبعت يا بنتي …
قالتها سوسن وهي تبتسم لإبنتها لتقول جواهر:
-بالهنا علي قلبك يا أمي .
ثم شرعت جواهر بالأكل بهدوء …

انتهت جواهر من الاكل ثم نظفت الطاولة وغسلت الاطباق…ثم أخرجت قميص من القطن واتجهت الي الحمام وأخذت دش سريع …وارتدته …..
….
بعد أن انتهت خرجت من الحمام وهي تجفف شعرها
-هاتي يا بت الكريم والمشط وخليني اسرحلك شعرك أنتِ مبتعرفيش تسرحيه كويس …
ابتسمت جواهر بقلق …أرادت أن ترفض بسبب أن والدتها فقدت شعرها بسبب العلاج الكيماوي وهذا سبب صدمة لها لأنها كانت تعتز كثيرا بشعرها في تلك الأثناء أرادت جواهر التهوين عليها وقص شعرها وعندما فعلت هذا والدتها نهرتها بقوة وجعلتها تقسم أنها لن تفعل هذا مرة آخري.
-انا هسرحه يا ماما مفيش …
قاطعتها والدتها وقالت:
-تعالي وبطلي تفكيرك المتخلف ده وخليني أسرح شعرك …
هزت جواهر رأسها ثم أخذت كريم الشعر وأتجهت الي والدتها لكي تمشط لها شعرها …كانت سوسن تمشط لها شعرها برفق وقالت:
-من صغرك وانا رافضة نهائي انك تقصي شعرك يا جواهر …كنت بحب شعرك أووي وبقول عليه شبه البت الحلوة اللي في الكارتون دي ام شعر طويل ..
-رابونزل يا امي …
قالتها جواهر ضاحكة لترد سوسن :
-ايوة هي اللي بتقولي عليها دي ..شعرك حلو يا جواهر اوعي تقصيه تاني يا بنتي …
استدارت جواهر وضمت والدتها ودموعها تنساب من عينيها ثم قالت بصوت مختنق:.
-مش هعمل كده تاني يا أمي …وعد!
ابتعدت عنها وهي تمسح دموعها وقالت:
-صحيح جيبتلك هدية حلوة …
ثم نهضت وركضت مخرجة شئ من حقيبتها ليتضح أنه شعر مستعار …
-أيه رايك يا سوسن …باروكة هتأكل منك حتة ..
ضحكت سوسن وقالت:
-أنتِ مجنو.نة والله .
ضحكت جواهر واتجهت الي والدتها وألبستها الشعر المستعار ثم جعلتها تنهض وقالت:
-زي القمر والله هنشوفلك عريس. يا هانم ..
ضحكا سويا ثم ضمتها سوسن إليها بحب…هذة هي جواهر…تصنع من المأساة السعادة!(بقلم سولييه نصار)
……………..
في منزل يوسف مالك …
-مرضيتش اخلي منير يبات معايا هنا لما عرفت انك هتيجي عشان خاطري ….
قالها يوسف وهو يمسك كفها ويقبل باطنه بعمق …ممتناً لوجودها معه ….شعت عينيها الزرقاء بالسعادة وهي تقبل كفه هي الآخري وتجلس بجواره علي الفراش بينما تغرق كفها الناعم في شعره الرمادي وقالت :
– كنت همو.ت من الرعب عليك يا جو …صدقني حسيت اني همو.ت الصبح …أصريت أروح مع بابا عشان ازورك بس بابا رفض عشان كان ورايا كويز مهم اووي في الكلية وخوفت أصر أكتر يكتشف علاقتنا …
امسك كفها وقال:
-انا مش زعلان لانك مجيتيش …اصلا الموضوع بسيط …العربية بتاعتي بس اتخطبت في عربية واحد تاني وجبيني بس اللي أتعور الحمدلله كانت بسيطة مكنتش مركز بس …
-ليه يا جو كنت بتفكر في مين ؟!
قالتها بعبث وهي تغمز له ليقول وعينيه العسلية تلمع لها :
-انا مبفكرش الا فيكي يا نسرين …أنتِ شاغلة كل تفكيري ..أنا بجد بحبك … بحبك لدرجة أني قررت أكون اناني لأول مرة في حياتي واتغاضي عن فرق السن ما بيننا …رغم اني عارف ان ده ظلم ليكي بس مش قادر اتخلي عنك ..مش قادر ..وأنتِ اوعديني أن عمرك ما هتتخلي عني ابدا يا حبيبتي …
ابتسامة رائعة شقت شفتيها وشعرت بقلبها يدق بإسراف وقالت:
-عمر ما ده هيحصل يا يوسف …عمري ما هتخلي عنك ولا أبعد …أنا مش هحب غيرك …ومش هتجوز غيرك …
قبل كفها مرة آخري وقال:
-وانا مش هسمح ان واحد تاني يأخدك مني يا حبيبتي …مش هسمحلك تتجوزي حد غيري …
-ده تملك؟!
قالتها مازحة وهي ترفع حاجبيها ليرد هو بتأكيد:
-ايوة تملك يا حبيبي…أنتِ ملكي أنا بس ومش هسمح لأي حد يأخدك مني مهما كان …
-طيب وأنت ملكي ؟!
سألته وعينيها تبرق بهيام ليلمس وجنتها بأطراف أصابعه ويقول بنبرة عميقة:
-أنا كلي ملكك يا فراولة .
ضحكت هي ليخفق قلبه بتأثر …تلك الجنية التي أتت الي حياته وأنسته الخذلان الذي تعرض إليه من إمرأة عشقها من قبل …تلك الشابة الوحيدة التي أنسته مرار عشقه الأول وهو …هو يعشقها بقوة ولن يسمح لأي حد أن يسلبها منه …حتي والدها !!!!!
ابتعدت نسرين قليلا وقالت:
-هتصل بليان.وأجيلك اوك.
-ماشي يا حبيبي …
قالها وهو يرتاح علي الوسادة الناعمة بينما نظراته لا تحيد عنها …استدارت وهي تبتسم بينما تشعر بنظراته تخترقها …هو دوما ينظر إليها كأنها اجمل إمرأة علي الأرض وهي بالفعل تشعر أنها الأجمل …نظراته تغذي غرورها الأنثوي …كلماته تجعلها ترتفع للأعلي ..تشعر وكأنها تطير فوق السحاب …يوسف لديه تأثير كبير عليها وهي ترحب به …ترحب أن يكون لديه كل هذا التأثير …
رفعت هاتفها وأتصلت بليان …
-ايوة يا نسرين …
-ليان اسمعيني كويس أنا النهاردة بايتة عندك عشان لو بابا سألك ولا حاجة …
عقدت ليان حاجبيها وقالت:
-ليه يا حبيبتي أنتِ مين ؟!
ابتسمت نسرين وقالت:
-عند جو …
شهقت ليان لتقول نسرين بسرعة:
-اهدي.مفيش حاجة من اللي بالك هتحصل جو بيحبني ومستحيل يأذ.يني …أنا بس هفضل معاه النهاردة عشان عمل حادثة ومش هسيبه معلش يا ليان داري عليا النهاردة يا بيبي .
زفرت ليان بضيق …هي تخاف علي صديقتها فنسرين متهورة كثيرا …الا يكفي انها عشقت رجل في عمر والدها هي أيضا ستقضي الليلة بمنزله …هي تخاف عليها….ماذا أن إستطاع أن يغويها …يسلبها أغلي ما تملك …
أغمضت ليان عينيها بقوة وهي تدعو الا يحدث هذا فقالت بنبرة محذرة:
-خلي بالك من نفسك يا نسرين ..خلي بالك ..
-متقلقيش يا ليان..أنا واثقة في يوسف …واثقة أنه عمره ما هيأ.ذيني !(بقلم سولييه نصار)
………..
-بابا طلبتني؟!
قالتها عبير برقة وهي تلج لمكتب والدها وابتسمت له ولكن والدها لم يبادلها ابتسامتها بل ظل علي تجهمه وهو ينظر إليها ….عبست عبير وهي تري نظراته الغريبة له واقتربت منه وهي تقول :
-فيه حاجة يا بابا ؟!
أشار شريف علي المقعد وقال:
-أقعدي يا بيري حابب اتكلم معاكي في موضوع
-خير ؟!
قالتها وهي تجلس ..ليصمت شريف وهو يجمع أفكاره …كان يبحث عن طريقة مناسبة لكي يخبرها بالموضوع …بل قرر أن يحاول أن يقنعها بل سيترجاها لكي تنقذه من المصير المظلم الذي ينتظره …بالتأكيد إبنته لن يهون عليها أن تري والدها في السـ.جن …عبير لن تفعل به هذا ابدا …
-بابا انت قلقتني خير في ايه ؟؟؟
قالتها عبير بتوتر ليتنهد شريف ويقول:
-بيري بنتي أنا متردد شوية لأن الموضوع صعب …هو صعب عليا والله وهيكون صعب عليكي …بس والله الموضوع غصب عني يا بيري …والله أنا مضطر …
توسعت عينيها بدهشة ثم قالت بتوجس:
-بابا أنت خوفتني بجد فيه ايه ؟!ايه اللي حصل ؟!
ابتلع ريقه وقرر أن يقول كل شئ لها منذ البداية …لديها الحق بمعرفة التفاصيل …فهي منقذته الآن!!!
أغمض عينيه وهو يستجمع شجاعته …لحظة اثنين وهو ساكت مما جعل عبير تتوتر أكثر وهي تري والدها بتلك الحالة المخيفة …
-بيري …
اخيرا تكلم وهو ينتقي كلماته بعناية ..
-بنتي أظن أنك عرفتي اني اخر سنتين شركتي حصلها خساير كبيرة لدرجة اضطريت اني أبيع اسهمي في الشركة بتراب الفلوس …بعدها قررت اعمل مشروع بس المشروع كان عايز فلوس كتير وكان قدامي حلين أما أرهن الفيلا أو استلف وقررت أني اختار الحل التاني وأداين من عدي رشيد …اخدت منه مبلغ كبير اووي وكتبت علي نفسي شيكات بالملايين وللاسف المشروع خسر وانا يُعتبر أفلست …
وضعت عبير كفها علي فاها برعب ليغمض شريف عينيه لبرهة ثم يفتحهما فجأة وقد تكونت طبقة رقيقة من الدموع فيهما ..
-مش دي المشكلة يا بيري …المشكلة أن عدي بيطالبني بالفلوس أما أدفع أو أتسجن ..
-ياربي …ياربي …
قالتها عبير وهي تهتز برعب …لا تتخيل أن والدها يعاني بتلك الطريقة …
أطرق شريف وهو يقول بخجل :
-عشان كده انا عملت أسو.أ حاجة ممكن اي حد يعملها …
-عملت ايه يا بابا ؟!
قالتها عبير بتوجس ليشرد شريف قليلا ويقص ما فعله !!!
….
-عدي بيه أنا معييش المبلغ ده …انت عارف المشروع خسر وانا بعاني دلوقتي من الإفلاس ..
.اصبر شوية ..
هز عدي رأسه وقال:
-لا يا باشا حضرتك بنفسك اتفقت علي وقت معين فأنا عايز فلوسي والا هقدم الشيكات للشرطة هما يتصرفوا معاك…أنا عايز فلوسي …
احتشدت الدموع بعيني شريف وشعر أنه محاصر…اقترب من عدي وقال :
-انا هعمل اللي انت عايزه بس لو سمحت أصبر …
كاد عدي أن يرفض فقال شريف فجأة :
-مستعد اديك أغلي ما عندي بس اصبر عليا …
أمال عدي رأسه وقال:
-ويا تري ايه هو اغلي حاجة عندك تقدر تديهالي …
-أديك بنتي …بنتي بيري …تتجوزها لو عجبتك…
..
انتهي شريف من الكلام لتنهض عبير وهي تصرخ:
-نعم بيعتني ليه ؟!!انت اب انت !!
-يا بيري اسمعيني بس .
قالها شريف بتوسل لتهز عبير رأسها وتقول:
-مستحيل أسمعك …مستحيل أديك اي مبرر علي اللي عملته وده مش هيحصل يا شريف بيه ..أنا مش هتجوزه…مش هتجوزه حتي لو قتـ.لتني ..مش هنقذك من الحبس …أنا مش للبيع يا باشا …
تخلي شريف عن رجاؤه وقرر استخدام الشدة معها وقال:
-لا يا بيري هتتجوزيه ..أنا مش هتحبس بسببك …باسبورتك معايا ومش هتخرجي من البيت ده الا علي بيت جوزك.!!!!

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشيطان وقع أسيرها)

اترك رد

error: Content is protected !!