Uncategorized

رواية بين ثنايا الألم الفصل الثالث عشر 13 بقلم دنيا رشاد

 رواية بين ثنايا الألم الفصل الثالث عشر 13 بقلم دنيا رشاد

رواية بين ثنايا الألم الفصل الثالث عشر 13 بقلم دنيا رشاد

رواية بين ثنايا الألم الفصل الثالث عشر 13 بقلم دنيا رشاد

ظلت تبكي لمدة لاتعرف كم مر من الوقت ولكن ماتعرفه أن الوقت لن يمر بعد موت والديها …
مسحت دموعها بيديها ونظرت للساعة واذا بها تقارب من الثانية بعد منتصف الليل .
تنهدت بتعب شديد وقامت من علي سرير والديها وذهبت توضئت وصلت العشاء التي فاتتها وبدأت تصلي قيام الليل حتي تهدأ وتناجي ربها وتشكي  له تعبها وهمها الذي اثقل قلبها وعكر صفو حياتها…
وقفت بين يدي الله تبكي وتلح في الدعاء أن يريح الله قلبها ويرحم والديها ويسكنهم فسيح جناته ويهدي أخيها ويوفقه بحياته وان يبعد عنها شر نديم …
ظلت لاذان الفجر وهي تدعي ربها الي أن أعلن المؤذن عن صلاة الفجر فصلت فرضها وبعدها ذهبت لبلكونة غرفة والديها وجلست علي احدي الكراسي الي أن بدأ النهار يدخل عليها معلنا عن يوم جديد …
نعمة أن تكون بجانب والديك حتي وان لم تكونو متفقين في الآراء ووجهات النظر أو بينكما مشاكل تظل نعمة لا ينكرها احد …
ظلت تتأمل في الفراغ أمامها الي أن غفت مكانها علي الكرسي …
__________
في المقابر …
يقف يوسف بجانب مراد يقراؤن الفاتحة لاختهم بعيون دامعة وقلب متلهف للانتقام …
مسك مراد احدي الازايز المملوئة بالماء وبدأ في سقي الزرع الموجود بجانب قبرها وهو يحدثها :
_ هانت ياحبيبة اخوكي وتستريحي في قبرك لما اجبلك  حقك انا زرعتلك ورد كتيير اهو انا عارف انك بتحبي يكون المكان الي انتي فيه مليان ورد وانا اهو زرعتلك وبهتم بيه كمان انا عارف انك مستريحة عندك وربنا هايسامحك  ربنا غفور رحيم ربنا يرحمك ويغفر لك كان نفسي تبقي موجودة معايا بس ربنا ماارادشي انك تكملي معانا ..
نظر يوسف لمراد التائه في كلامته التي يوجهها  لأخته كأنه فعلا يكلم اخته أمامه حقيقة ولكن احيانا نجسد الأشخاص في مخيلتنا حتي لانفقد عقولنا علي ارواح رحلت عنا وتركت فراغ بقلوبنا قبل حياتنا :
_ يالا يامراد .
وضع مراد الاشياء الموجودة في يده وذهب هو وأخيه الي شقتهم .
داخل الشقة …
جلس يوسف ومراد بجانب بعضهم بدون اي كلمة .
نظرت لهم فوزية الواقفة أمامهم واردفت :
_ مالكم ياولاد ايه الي عامل فيكم كده وشكم مكشر كده ليه ؟!.
تنهد يوسف ببتسامة واردف :
_ قوليلي يادادة واحنا صغيرين كنا عاملين ازاي قصدي كنا بنتعامل ازاي مع أمنية ..
جلست فوزية علي احدي الكراسي ببتسامة وهي تتذكر طفولتهم :
_ يااااه يابني دا انتو كنتو متعبين اوي ساعتها كنت انا لسه شغالة عندكم كنت في عز شبابي كنت بلعب معاكم انتو وأمنية الله يرحمها كنتو بتحبوها اوي وهي كانت بتحب الاكل اوي ولما تخنت شوي كانو صحابها بيتريقو عليها في المدرسة وساعتها قالت إنها مش هاتروح المدرسة تاني فقلنا بقا نخليها تعمل رجيم وماادراك مالرجيم اول ماعمليتوه كانت هاتكولنا كنت اول ماجهزلكم الاكل تعيط وتزعق …
فلاش باك …
يادادة يادادة فين الاكل ..
فوزية …جهز يالو كلو وانتي ياامنية مافيش اكل غير طبقك علشان نخس ماشي .
أمنية بطفولية … حاضر يادادة انتي بتامري ..
مراد …. هي هي انا بقا هاكل كل الي نفسي فيه .!
يوسف .. وانا كمان ..
جلس ثلاثتهم علي مائدة الطعام وبدأ كل طفل في تناول طعامه تحت تزمر أمنية …
_ انا ماليش دعوة انا عايزه اكل زيهم اشمعنا انا ؟!
يوسف …هو مش انتي عايزة تخسي .!
اومئت له براسها بطفولية وهي تلوي شفتيها واردفت :
_ اه عايزة اخس بس كمان عايزة اكل ذيكم واكل شوكولاته كمان انا ماليش دعوة هئ هئ 
مراد … خلاص متعيطيش يادادة خدي الاكل بتاعنا ده وهاتيلنا اكل ذيها احنا هنعمل معاها رجيم عالله يطمر فيكي .
يوسف … وانا موافق …
باك …
فوزية …كنتو بتحبو بعض اوي وبتعملو كل حاجة مع بعض كانت قريبة اوي منكم ومبتخبيش حاجة عنكم .
نظر لها يوسف بحزن وحدث نفسه بهمس … للاسف خبت يادادة خبت وخابت حاجة كبيرة كمان ..
فوزية … بتقول حاجة يابني .
يوسف ..لاء يادادة بقول تصبحي علي خير .
فوزية وهي تخرج من الصالون … وانت من أهله يابني .
مراد … بقولك ايه يايوسف انت عملت ايه بتلفون دنيا .
يوسف وهو يخبط رأسه بيده … نسيت خالص الموضوع ده من ساعة ماكنا في البيت عندنا هاشوفه دلوقتي دا احنا حتي ماسالناش عليها خالص ربنا يسامحك ياماما نسيتني وشغلتي عقلي .
مراد بحزن…. انا بروح كل يوم بيتهم بس محدش بيرد .
يوسف … مبتردش ازاي هاتكون راحت فين يعني بكرة نروح ونرجعلها تلفونها اكون انا خدت الصور منه .
________
في اسكندرية…
علي احدي الشواطئ تقف غفران علي البحر شاردة في الأمواج التي تتلاطم أمامها بالاحجار …
_ ياااه لو المايه دي تخبط في قلبي وتنضفه من الي فيه ذي مابتخبط في الحجارة كده …
_ هاينضف ياغفران ادام عندك العزيمة والإصرار على التغيير وانك تبداي حياة جديدة .!
_بابا حضرتك واقف هنا من أمتي ؟!.
_ لسه حالا اهو بس انا زعلان منك ؟!.
نظرت له بحزن وتساؤل :
_ ليه ؟!.
مسك يدها واجلسها علي الرمال وجلس بجانبها وتحدث بصوت مليئ بالحنية والحب:
_ علشان من المفروض تقفي جمب صحبتك في محنتها ومتسبيهاش غير لما ترجع ذي الاول واحسن كمان انما انتي سبتيها وصممتي نسافر .!
تنهدت بحزن كأنها تخرج جبل من علي قلبها واردفت بحزن ودموع تجمعت في عينيها :
_ مقدرش اشوفها طول الوقت قدامي حزينة ومنهارة علي موت ابوها وامها وانا عارفة اني سبب قوي في سوء حالتها النفسية لو مكنش نديم الزفت بعت لاخوها الصور واخوها راحلها البيت وعمل الي عمله مكنش طنط غالية تعبت وماتت ودنيا تعبت بعدها بسبب الضربات الي آماله تجلها ورا بعضها …
_ دا قدر يابنتي عمرها انتهي لحد كده كلنا هانموت 
_ونعم بالله بس انا مكنتش هاقدر اشوفها كده وكمان كل ماشوفها في حالتها دي وبتعاملني كويس بحس اكنها بتقطع فيا ازاي مكنتش شيفاها كده قبل كده معقول كان قلبي اسود للدرجة دي شوفتها كانت بتكلمني ازاي في المستشفي اكني ماعملتش فيها حاجة وحشة خالص ساعتها كان هاين عليا ابوس ايديها علشان تسامحني .
طبطب عبدالحميد علي ظهر ابنته بحنيه واردف :
_ هي مسمحاكي بس انتي لازم تسامحي نفسك وتبداي من جديد وتلتزمي مع ربك علشان يسامحك.
_ يااارب يااارب هعمل كل الي في جهدي ..
اخذها ابيها بين زراعيه  وامسح دموعها بيده وهو يدعي بقلبه ان يهديها ويصلح حالها ويصبر بنت صديق عمره الذي تركها بمفردها بالقاهرة من أجل حالة ابنته…
_________
في منزل ولاء ..
الفت (والدة ولاء ) …ولاء ياولاء انتي فين ؟!.
ولاء … انا في المطبخ ياماما ..
_بتعملي ايه عندك مش من المفروض تروحي لصحبتك تشوفيها ..
_ بعملها اكل ياماما وهاروح علي طول .!
_ طيب ياحببتي خدي مروان معاكي علشان لو رجعتي متاخر .
مروان وهو يدخل من باب المطبخ .. جايبين في سيرتي ليه ؟!.
الفت … ولاء رايحة عن دنيا روح معاها وخاليك هادي 
رفع مروان حاجبه … ايه ياماما ماانا هادي اهو ..
الفت ببتسامة … طول عمرك المهم بقصد خاليك عاقل وبلاش شغل الولاد ..
مروان … ايه ده ياماما انتي بتكلمي عيل صغير دا انا ظابط قد الدنيا ..
الفت … يووووه روح وخلاص .
مروان بضحكة … هههه حاضر ياماما مش هاهزر علشان هي تعبانة ومش هاتتحمل هزاري .
الفت بغيظ … ماانت فاهم اهو اه يابن الفت ماشي حسابك معايا بعدين. 
مروان ببتسامة … مش هاتجوزيني بقا قربت اعنس جمبك ..
الفت … وهو انت بنت ياروح امك هاتعنس شيل الي في دماغك ده دلوقتي مش وقته .
ولاء وهي تاخذ حقيبتها … ياالله يامروان .
مروان وهو ياخذ حقيبة المأكولات … يالي يااخرة صبري ..
ولاء …صبري مين ده ياض .
مروان … بت مش فايقلك امشي قدامي 
ذهبت ولاء مع مروان الي منزل دنيا تحت مشاغبة مراوان لأخته الي أن وصلو أمام المنزل …
_ انزلي هاركن العربية وهاطلع وراكي .!
_ تمام
صعدت ولاء الي شقة صديقتها  ودقت الباب لأكثر من خمس دقايق ولكن لم يفتح لها أحد ظلت تدق الباب ولكن لارد ..
صعد مروان وراء اخته ورائها واقفة أمام الشقة لم تدخل بعد .
_ ايه ده انتي لسه واقفة طيب ياانصح اخواتك ماتفتحي بلمفتاح الي معاكي انتي مش اخدتي مفتاح منها لما رفضت تيجي معنا يوم دفن طنط غالية .
_ اه صح طيب امسك الشنطة عقبال ماشوفه بالشنطة .
_ هاتي ياختي اخلصي
اخذ مروان  الحقيبة وأخرجت ولاء المفتاح وقامت بفتح الباب ..
_ ادخل بس من غير صوت لحد ماشوفها اقعد هنا متتحركش .
_ طيب ادخلي انتي شوفيها .
_طيب طيب .
دخلت ولاء الي غرفتها لم تجدها وبغرفة والديها لم تجدها ايضا ولكنها وجدتها بالبلكونة نائمة ولا تدري بشيء مما حولها ..
قربت منها ولاء ببطئ حتي توقظها :
_ دنيا دنيا اصحي .!
فتحت عيونها سريعا كأنها مستيقظة أو شبه نائمة فزعت عندما وجدت ولاء أمامها .
_ خضتيني ياولاء ليه كده ؟!
_ معلهش ياحببتي انتي الي نومك خفيف ايه الي نيمك هنا كده الجو بدأ يبرد .
_ انا كويسة ياولاء انتي عاملة ايه ؟!.
_ كويسة طول ماانتي كويسة !.
_ وآمال وغفران ومامتك 
_ كلهم كويسين .
جاء مروان من وراء ولاء ودفع رأسه من اتجاهها :
_ انا زعلان مسالتيش عليا ليه ؟!. هو انا بن البطة السودا؟!.
“حتى و إن تجاوزت كل ما يؤلمني لم أعد كما كنت.” 
– دوستويفسكي
ابتسمت له بحزن واردفت :
_ لاء طبعا ازيك يا مروان بيه 
رفع حاجبيه واردف بغرور مصطنع :
_ بيه ايه يابت اسمي مروان باشا وبعدين ايه ده بقا انتي عملتي كده ليه ..
_ كده ازاي يعني ؟!.
ولاء … قصده خسيني ووشك بقي دبلان ليه كده احنا مالناش في نفسنا حاجة انتي فاكرة انهم كده مرتحين وانتي دافنة نفسك كده عدي اكتر من شهر دلوقتي وانتي عايشة في عالم تاني …
تنهدت بضعف واردفت :
_ جايبين اكل معاكم ولا انت ياض يامروان هاتجبلنا اكل من بره 
جز علي أسنانه بغيظ :
_ بت اتعدلي ايه ياض دي مش قدام ولاء ياض دي بيني وبينك كده البرستيج يضيع وهبتي تقل يرضكي وبعدين انتي بحالات كده ازاي سبحان الله بس حلو  
_ اه يرضيني عادي روح بقا هات اكل انا كده شخصية متغيرة عندك اعتراض 
_ جبنا ياختي ولا اقولك سيبك من الاكل ده وتعالب ناكل بره وهو تخرجي معانا ..
وضعت يدها علي خديها بتفكير و اردفت :
_ ماشي بس عايزاك بعدها في موضوع كده هاا موافق 
_ انتي تامري ياباشا قدامك خمس دقائق وتكوني جاهزة ومش عايز محن بنات وتلبسي في ثلاث ساعات .
نظرت له بغرور وهي تمسك ملابسها بيدها … عيب عليك انا بالبس في خمس دقائق مش ذي اختك دي الي بتقعد بالخمس ساعات ..
ولاء …بقا كده بقيت وحشة دلوقتي طيب ماشي اخرجوا بقا لوحديكم وانا هاروح لامال ياندلة انتي وهو …
دنيا بحزن مصطنع … دا انتي السكر كله استنوني بقا وانا هاغير وهاجي …
بعد عشر دقائق 
ارتدت بنطال باللون الاسود وكذالك بلوزة وطرحة بنفس اللون وكوتشي ابيض ..
مروان … وجايه علي نفسك ليه ولابسة كوتشي ابيض ليه ايه الاسود الي انتي لابساه ده الحزن مش باللبس ليه بقا لابسة اسود …
_ اولا انا ماعنديش كوتشيات سوداء كلهم بيض مسلوق او مقلي معرفشي ههه وكمان انا مستريحة كده …
_ والله بيض مسلوق ماشي قدامي …
خرج ثلاثتهم من المنزل واتجهو الي احدي المطاعم ليتناولو الغذاء …
_________
في منزل انتصار …
تجلس علي مائدة الطعام بجانب ابنتها وهي تطلع علي احدي الملفات …
_ ماتسيبي الملفات دي دلوقتي ياماما وكلي الاول ..
وضعت انتصار الملفات جانبا وبدأت في تناول طعامها الي أن سمعت صوت هاتفها يعلن عن وجود مكالمة …
_ الوووو ايوه خير في حاجة حصلت ..
علي الجهة الأخري ..
_ مدام سميحة هربت من المستشفي من امبارح بليل ودورنا عليها وملقنهاش ..
يتبع…..
لقراءة الفصل الرابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عريس من ديزني للكاتبة ندى حمدي

اترك رد

error: Content is protected !!