روايات

رواية مرسال كل حد 2 الفصل العاشر 10 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 الفصل العاشر 10 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 البارت العاشر

رواية مرسال كل حد 2 الجزء العاشر

مرسال كل حد 2
مرسال كل حد 2

رواية مرسال كل حد 2 الحلقة العاشرة

صحيت وأنا بفتح عيني وبقفل التانية مش مستوعب “دي بي” بتقول ايه لحد ما قومت منفوض علي سريري بعد لحظات من استعيابي وأنا بقول: باريس؟!
بصيت لدي بي وأنا بقولها: اعرضلي التقويم بسرعة.. ببص عالتقويم: ده عدي شهر فعلًا.. عدي شهر وانا متناسي هدفي الاساسي لو مكنتش تكاسلت وأجلت سفري كان زماني دلوقتي قاعد مع رماح قد ايه انا غبي. اتنهدت وقومت من السرير كانت الساعة 7 لوهلة فكرت ألم كل هدومي علشان ألحق أسافر بس وأنا بفتح شنطنتي تراجعت, افتكرت مرسال ودينا أكيد هيزعلوا لما يلاقوني سافرت فجأة وبالأخص دينا يمكن مرسال وجود حد جمبها هيخفف عنها بعدي إنما دينا هي أكتر شخص هيتأثر بغيابي بعد ما أخدت علي وجودي. ركنت الشنطة تاني وأنا قاعد عالسرير مش عارف اعمل ايه, لحد ما سمعت صوت الباب بيخبط وطلعت مرسال, فتحت الباب ودخلت بابتسامة واسعة وفي ايدها شاي أخضر وهي بتقول: كنت واثقة إني هلاقيك صاحي.
قالت جملتها الاخيرة وهي بتحط الكوبة علي الكومدينوا وبعدين قعدت جمبي عالسرير وهي بتقول: أنا ملاحظة نشاطك خلال الفترة الي فاتت دي من ساعة ما بقيت تروح لدينا يعني مبقتش تنام اربع خمس ست مرات كالعادة وتتأخر علي جامعتك علشان مبقتش تروحها أصلًا.
ابتسمت: لا علي فكرة بروحها بس أخدتها فترة مسائية علشان الحق أقعد مع دينا ومعك.. علشان تعرفي بس أنا بتعب قد ايه علشانكوا.
بصتلي وقالت بنبرة سخرية: يا حبيبي هي الساعة الي بتروحها وبتجيها دي بتكون كدا خلصت جامعة؟
“أولًا هي ساعتين مش ساعة وثانيًا بقي بحضر المحاضرات المهمة وبكنسل للباقي الي هقدر أجمعه وثالثًا بقي كله بيتلم ليلة الامتحان.”
“ماشاء الله يا زين ما ربت بنتي..أنت عارف يا هادي أنا كنت بقعد قد ايه في الجامعة؟ من زقزقة العصافير وحتي بقبقة البومة.”
بصتلها وأنا بضحك بسأل: ايه بقبقة البومة دي؟
“دي كناية عن إني كنت برجع بليل يعني.”
“لا مش قصدي دي أنا قصدي بقبقة.”
“اااه.. مش البومة بتعمل صوت زي البوووو بو.”
“ثانية كدا.. هي البومة بتعمل بوووو بو؟!!”
“اه.”
“يعني صوت البومة مش نعيق؟!!”
“تؤتؤ.. بقبقة.”
“يعني البووو بو دي اسمها بقبقة يعني البقبقة دي مش صوت البق بق الي بتعمله الحلة وهي بتغلي عالنار ولا صوت الماء وهي بتتكب.”
“أنت هتعدل علي معلوماتي ولا ايه يا هادي؟ أنا قلت بقبقة البومة تبقي بقبقة البومة ثم تعال هنا انت ربيت بومة قبل كدا؟ هل انت ربيت بومة قبل كدا علشان تفتي زي مانت قاعد بتفتي دلوقتي؟”
ضحكت وأنا ببصلها مش قادر انطق.. كل ما احاول اتكلم وابص علي ملامحها اضحك اكتر, ضربتني في كتفي ضربة خفيفة وهي بتقول: تصدقي إنك عيل رخم زي أمك بالظبط أنا ماشية.
قالت كلمتها الاخيرة وقامت من عالسرير بس قبل ما تتحرك خطوة انتبهت لشنطتي علي الجمب التاني مني فسألتني باستغراب: أنت هترجع البيت ولا ايه؟
“لا.”
“أمال ايه؟”
بصتلها بتردد وبعدين ميلت راسي تاني من غير ما انطق, مكنتش جاهز أقولها علي حاجة الصراحة , رفعت راسي وبصتلي بقلق: هو أنت لسه بتفكر تسافر باريس؟
هزيت راسي بأيوة من غير ما اتكلم, بصتلي لوهلات وبعدين خرجت من الاوضة من غير ما تنطق بس قبل ما تخرج من الباب قالت من غير ما تبصلي: الفطور جاهز وأنا وحد مستينك بر بس لو حابب تفطر مع دينا النهاردة عادي.
قالت كلمتها الاخيرة ومشيت, اترميت علي عالسرير وأنا بدثر راسي تحت المخدة بقول: اعمل ايه انا دلوقتي؟
اخدت نفس عميق وقومت جهزت نفسي بعد ما صليت. أخدت كوباية الشاي الي مرسال كانت عاملها, وطلعت بر اقعد معهم عالفطور, ولما طلعت لقيت مرسال قاعدة عالسفرة ومميلة راسها مش بتتكلم, وفي الوقت الي خرجت فيه كان حد هو كمان بيخرج من المكتبة.. اتقدم ناحية الكرسي الي كان جمب مرسال وهو بيقول: معلش أتاخرت علي… وقبل ما يكمل كلامه انتبه علي وضعها ده, قعد جمبها وهو بيسأل: مرسال أنتي كويسة؟
رفعت راسها وهي بتبتسم ابتسامة خفيفة بتقول: اه
“بس ليه حاسس عكس كدا؟”
ابتسمت وهي بتقدم طبق قدمه بتقول: اعملي الرومي بقي علشان جعانة جدًا.
قعدت جمبها من الناحية التانية وأنا بحط الشاي عالسفرة وباخد الطبق من حد بقول: أنا هعملهولك.
أخدت مني مرسال الطبق وحطيته قدام حد وهي بتقول: أنا قلت حد.. أنت تبقي حد؟
ابتسم حد وبصلي: يبقي مفيش غيرك مزعلها.. قلي هببت ايه المرة دي؟
سكت وأنا مش عارف ارد وقبل ما احاول ارد, اتدخلت مرسال وهي بتقول: من رأيي تقوم تمشي علشان شكلك اتأخرت علي دينا, يلا بقي قوم قوم.
“طب والفطور.”
“مفيش فطور.. يلا غور.”
قومت وأنا بقول: ماشي بس علي فكرة بقي دينا أكلها أحسن منك ومش بتحرق الكيكة. قلت كلمتي الاخيرة وجريت قبل ما أقلاي تحف البيت كلها بتترمي علي, بس سمعتها وهي بتقول: ماشي ماشي يا استاذ هادي طالما مش عاجبك اكلي روح عيش معها وشوف مين الي هيفتحلك الباب. كنت سامع صوت ضحكات حد والي بدات تختفي بمجرد ما خرجت من الباب, ركبت عريبتي وروحت عند دينا وقبل ما ارن الجرس لقيتها بتفتحلي الباب وهي بتبتسملي ابتسامة واسعة بتقول: كنت مستينك.
دخلت الفيلا وأنا بسأل: أتاخرت؟
“يعني خمس دقايق وعشر ثواني عن ميعادك.”
ابتسمت: دنا متراقب بالثانية بقي..
ابتسمتلي فكملت كلامي: هنفطر ايه النهاردة؟ لأحسن مرسال طردتني من البيت من غير افطر.
“وهو أنت كنت ناوي تفطر من غيري؟”
“أنتي اتعديت من هرومانات مرسال ولا ايه؟” قلت كلمتي الاخيرة وأنا بقعد علي السفرة.
ابتسمت وهي بتقول: لا هو في الحقيقة مفيش ست من غير هرومانات أنا بس الي كنت مخبيهم لوقت عوزة.
ضحكت ومعقبتش فتابعت كلامها: وأنا قررت إننا هنفطر بر النهاردة.
“بر فين؟”
“في استراحة القهوة.”
“يااا أنا فاكر المكان ده ماما كانت ديما بتحكي عنه في حكايتها بس تخيلي رغم إني بجي هنا من زمان لكن عمري ما شوفته.”
“وهتحبه اوي لما هتشوفه. المكان ده محفور بذكريات كتير في حياتي.”
ابتسمت ومشيت معها لحد الاستراحة, كانت زي ما أمي حكيتلي عنها بس كانت متأثرة بعوامل الزمن شويتن. قعدت علي احد كراسيها وبمجرد ما قعدت حسيت بشعور غريب في المكان.. نوع من الحنين للذكريات الي معشتهيش بس كنت حاسس بنفس الم الحنين. مش فاهم ليه؟
قاطع شعوري وشرودي دينا بتبتسم وهي بتعملي التوست بزبدة الفول الي بحبها وهي بتقول: كنت ديمًا لما بخرج من البيت كنت بلاقي جدو هادي قاعد هنا وماسك كتاب وبيقرأ, كنت بقعد معه لحد ما جدك حد يصحي أو أن ادخل اصحيه بنفسي.. قالت كلمتها الاخيرة وهي بتضحك ضحكة خفيفة وبتمد ايدها لي بالتوست, اخدت منها التوست وأنا بقول: أكيد ورا الضحكة دي عمل شرير.
“علي فكرة مكنتش شريرة خالص أنا كيوت جدًا.”
“ماهو ده أكبر سبب يخلني أشك فيك الصراحة هم ديمًا فئات الكيوت دي بيبقي وراها تصرفات مشاغبين.”
“يعني كانت تصرفات مشاغبين بس مش اوي.. يعني يدوب بس كنت بصحيه بال120 مكعب تلج بكبهم عليه او ادخل الاوضة بشكل مفاجيء وانا بقوله: الحقي غزو فضائي هجم علي كوكب الأرض.. كان بيبصلي كدا بكل برود ويقولي ماشي لما يخلصوا غزو ابقي صحني ويلف وشه الناحية التانية ويكمل نوم فبكمل كلامي وأنا بقول: خلاص ماشي هيبقي اصحك بعد ما يخلصوا حرق كل كتبك. وكنت بولع بالولعة او عود كبريت قدام عينه وهي مقفولة بحيث اديله ايحاء ان فيه حريق فعلا فيقوم منفوض وهو بيقول: الكتب.
قطعتها وأنا بضحك: واضح إنك مكنتيش شريرة خالص.
“شوفت ظلمتني ازاي بس للصدق يعني من ساعة ما بدأ يعرف مرسال وهو بقي كل يوم يصحي من الفجر وأوقات كان بيطبق لتاني يوم لو حس إنه لو نام هيصحي متأخر.”
“مراهق وبيحب جديد بقي.”
ابتسمت وهي بتسأل: ويا تري ايه اخبار المراهق بتاعنا؟
“مين؟ انا؟”
“هو فيه مراهق في العشرين هنا غيرك؟”
“لا لا أنا وصلت لمرحلة النضج بدون ما اعدي عليها.”
“او قصدك إنك لسه في مرحلة الطفولة ولسه معدتيش عليها.”
“أهم حاجة ثقتكم وايمانكم التامة بي.”
ابتسمتْ فكملت: علي فكرة بقي عادي يعني اوصل لمرحلة النضج بدون مرحلة المراهقة وده نظرًا لأن قلبي فيه عطل وتقريبًا باظ من قلة الاستخدام.
ضحكت وهي بتتدني التوست التاني وهي بتقول: يمكن لانك مشغول بحاجات تانية عايز تحققها.
سكت شوية وبعدين ابتسمت وانا بقول: بس للاسف محاولتش اسعي علشان احققها.
“ليه بتقول كدا؟ أنا شايفة إنك فنان موهوب وبحب رسمك جدًا وبحس روحك بتطبع علي كل رسمة بترسمها.”
“بس ده كله مالوش اي فايدة بدون ما احقق هدفي الاساسي واقابل رماح, لازم يرجع تاني للرسم ويعمل مدرسته علشان يفضل الرسم علي الوتير بتاعته بدون ما التكنولوجيا تقضي عليه خصوصًا إن الرسم الديجتال بقي متوغل في كل تفاصيل حياتنا .”
بصتلي في صمت لوهلات وبعدين ابتسمت وهي بتقول: أنا آسفة.
“علي ايه؟”
“يمكن لو مكنتش مضطر تجيلي كل يوم كان زمانك سافرت.”
“ليه بتقولي كدا؟ بالعكس يا دينا انا بحب الوقت الي بقضيه معك وبحب أجيلك وبقيتي جزء من يومي بس الفكرة انه من قبل من انتي حتي تجي انا الي مكنتش شجاع بشكل كافي علشان اخد خطوة زي دي واسافر, فوجودك مالوش علاقة بجبني او كسلي.”
“طب وناوي تعمل ايه؟”
“مش عارف بجد.. الموضوع بقي صعب الفترة دي جدًا خصوصًا إنكي بقيت جزء مهم في عيلتي زي مرسال بالظبط وبصراحة مش حابب اسافر علشانكوا بس…”
وقبل ما اكمل ابتسمت وهي بتقول: مفيش بس.. امشي ورا حلمك مهما كان فين وسواء انا او مرسال اكيد هنكون مبسوطين واحنا شايفينك بتحقق حلمك متحطش حد عائق في طريقك لحلمك.
“بس يا دينا…”
“قولتك متحطيش كلمة بس وامشي ورا الي عايزه وأكيد أنت مش هتقطع اتصالك بي لما تسافر مش كدا؟”
ابتسمت: ده الشيء الوحيد الي مستحيل أنسي أعمله.
ابتسمتلي وهي بتدني عصيرالبرتقال بتقول: لو حابب أنا ممكن أمشيلك في اجراءات السفر وفي خلال سبع ساعات بس هتكون في طيارتك للباريس.
“ده بجد؟ بس الي اعرفه إن اجراءات السفر لفرنسا بتاخد وقت أكتر من اي دولة تانية هي وانجلتر بسبب اجراءات الامان وأكيد عارفة فكرة الارهاب بسبب الهوية والجنسية الي لسه مترسخة في عقولهم لحد دلوقتي والي زادات في الفترة الاخيرة فهياخدوا معي وقت أكتر علشان يتحققوا من هويتي وإن مسافر بشكل سلمي.”
مدتلي ايدها بتوست تاني وهي بتقول: ولا تشغل بالك بكل ده أنا اعرف الي يخلصلك كل الاجراءات دي في ساعات قليلة ثم متقلقيش أنا مصدر ثقة هناك ليهم, انت ناسي إن سيدة اعمال هناك من قبل 46 سنة وكل شركاتي ومصانعي لسه مترسخة هناك ولي علاقات مع الرئيس نفسه.
ضحكت وأنا باخد منها التوست: مع الرئيس نفسه؟ واضح إن وسطتنا أكبر مما تخيلت.
ابتسمت وهي بتمدلي ايدها بالتوست الرابع, عقبت وأنا بزيح ايدها: لا ارجوك كفاية أنتي كدا هتعلفني زي مرسال.
“علشان خاطري.”
“متبصليش كدا أنا بضعف قدام ابتزازكم العاطفي ده..” كانت لسه بتبصلي بنفس نظراتها ابتسمت علي مضض وانا بقول: خلاص هاكله بس حسبي الله علشان لو انتي ومرسال مدخليني في مسابقة تسمين عجول ما كنتوا عملتوا..
ضحكت ومعقبتيش وبعدين ابتسمتلي وهي بتحط القهوة علي النار بتقول: بتحب قهوتك سادة ولا سكر؟
“لا أنا مبحبهاش أصلا.”
“يبقي لازم تجربها..الموقد ده غير وبيطلع القهوة أحلي بكتير من القهوة العادية الي بتتعمل اليومين دول.”
“هو بصراحة الموقد ده انقرض من سنين.”
ابتسمت وهي بتقول: بس القهوة بتاعته تغا ديليسو ميسو(.Très délicieux monsieur)
ضحكت وأنا بأكل: فرنسية فرنسية مش محتاجة كلام .
ابتسمتلي وكملت القهوة الي بتعملها بس بصراحة كنت حاسس بمشاعر خفية من الحزن مش راضية تظهرها علشان متخلنيش اتراجع, أنا كمان مش عايز اسيبها وخايف عليها في غيابي من إنها تعيش تاني لوحدها, كنت حاسس إنها بتعتبرني ابنها الي فقدته من زمان علشان كدا كانت بتتدني كل ما تملك من مشاعر حب واهتمام للدرجة إني بصراحة أوقات مش بقبي عايز ابنها يرجع علشان ميشاركنيش في حبها واهتمامها بس في ذات الوقت كل اما بشوفها بتمني اعمليها اي حاجة علشان تكون مبسوطة وواثق إن عمرسعادتها ما هتكتمل الي في وجوده علشان كدا دوافعي تجاه فرنسا كانت بتزيد اكتر وبصراحة بقي ابنها ده مغفل كبير ازاي ممكن يسيب حد زي مامته وحنانها حقيقي مغفل لانه اتحرم من حب وحنان مش هيلاقيه عند حد تاني غيرها.. كنت ببصلها وأنا مش عارف اعمل ايه بس كنت بحاول أتجنب إني اتكلم تاني في موضوع سفري قدامها علشان متزعليش. وقتي معها عدي بسرعة ورجعت بيت مرسال تاني, كنت متوقع إني هيلاقها بترسم في الجنينة او المرسم لان دي عادتها لما بتزعل بس ملاقتهاش, دخلت المكتبة قولت يمكن مع حد بس لا لقيتها ولا لقيت حد, اتجهت ناحية اوضتي يمكن سايبة رسالة علي مكتبي وبمجرد ما فتحت الاوضة لقيتها, كانت قاعدة بترسم علي شنطة سفري, اتقدمت ناحيتها وأنا بسأل: أنتي هنا وأنا بدور عليك.
مرضتيش تبصلي وانهمكت في رسمها عالشنطة, ابتسمت وقعدت جمبها وانا بقول: هو لسه نانه زعلانة مني؟
بصتلي بقرف وهي بتملي وشي بالالوان الي في ايدها بتقول: بتبقي كلبوب اوي وأنت بتقول نانه فكرتني بواحد كدا الله يرحمه أو يحفظه لو لسه عايش يعني.
ابتسمت: ده عمر بتاع الكشكول؟
ضحكت وهي بتبصلي: أنت لسه فاكر.
“لا ما هو بنتك مكنتش بتسبلنا فرصة ننسي أصلا وكل شوية تحكلينا حكايتك مع حد.”
ابتسمت ومعقبتيش ورجعت ترسم تان وأنا حاسس برغرغة في عينيها, رفعت وشها وانا بقول: انا مش همشي لو قلتي متمشيش.
بصتلي في صمت لوهلات وبعدين بدأت تتكلم وهي بتحاول تتمالك دموعها من انها تنزل: لو انت فضلت هنا هتكرهني.
“أنا؟ اكرهك انتي يا مرسال؟ أنت عارفة إني بحبك اكتر من أمي نفسها.”
“لو منعتك إنك تحلم هتكرهني ولما تكبر هتحس إني السبب في تدمير حياتك وحتي ولو مكرهتنيش يا هادي انا مش هسامح نفسي وانا بشوفك فاقد للشغف وإنك تحلم لأني منعتك..أنا مش عايزة اكتر من انك تكون مبسوط ولو فضلت هنا هتفضل حاسس ان فاتك حاجات كتير, هتزعل وهتتضايق غصب عنك لان مهما بلغ حبنا للشخص الي قدامنا هيجي علينا وقت ونزعل علشان احلامنا احنا بنعيش بالحلم زي ما بنعيش بالهوا يا هادي وفي سبيل الاحلام دي اوقات بنبقي لازم نضحي, اجري ورا أحلامك والمكان الي شايف فيه نفسك وانت لسه في شبابك علشان لما تكبر متندميش.. مش مهم تطلع بنتيجة مثمرة بس المهم إنك تخوض التجربة.. قالت كلمتها الاخيرة ورجعت ترسم تاني وهي بتتجنب تبصلي وهي بتقول: انا جهزلتك الشنطة علشان عارفة إنك متكاسل وهتخلي دي بي تجهزهلك وهي مش هتعرف تجهزهلك زيي ولا هتعرف ايه المهم بالنسبالك زيي برضو.” مع اخر كلمة قالتها لقيت دموعها نازلة علي الشنطة مكان الرسمة الي كانت لسه بترسمها, حضتنها وانا بقول: لو فضلتي تعيطي كدا كتير هقعد هنا بجد ومش همشي.
ضمتني اكتر وهي بتحاول تمسح دموعها بس متكلمتش, انفكت عنها بصتلي وهي بتقول: خد بالك من نفسك والبس كتير كتير اوي وكل كتير ماشي كل كتير علشان تتدفي.
ضحت وانا بقول: حتى وانا مسافر مصرة تعلفني.
ابتسمت ومعقبتيش فسألتها عن حد وقالتلي إنه راح لأمي يزورها وإنها مرضتيش تروح معه واتحججت انها مشغولة علشان تحضرلي الشنطة. حد الي الان ميعرفيش حاجة عن سفري بس مكنتش عارف هو المفروض يعرف واقوله علي اسبابي الحقيقية ولا مش مهم لان دي حياتي وأنا حر فيها.. مكنتش عارف الحقيقة خصوصَا إن كل حاجة جات فجأة انا كنت لسه بفكر اسافر وازاي اقنع دينا ومرسال بسفري فجأة اقلايهم الي بيدفعوني علشان اسافر. انا عارف إنهم مش عايزيني اسافر بس مرسال قالتها قالت إننا لازم نضحي في سبيل الي بنحبهم زي ما هم عملوا دلوقتي.. ضحوا بوجودي معهم علشان احقق حلمي.. وعلي الرغم إني كنت زعلان علي حزنهم بس ده كان دافع اكبر لي إني اسافر وارجع بحاجة تفرحهم, اكيد هيفرحوا لما انجح واكيد دينا هتفرح اكتر لو رجعتلها ابنها. عدي اربع ساعات وانا قاعد مع مرسال لاخر مرة بعد ما بعت لدينا كل بياناتي والحاجات اللازمة للسفر علشان تمشلي في الاجراءات بسرعة وعلي حسب الي قالته فده معناه إني مش قدامي غير تلات ساعات بس, وعلشان كدا كان لازم أروح بيتنا علشان اقولهم علي سفري. اخدت مرسال وروحنا خصوصًا إن حد كان لسه هناك وبمجرد ما رنيت الجرس فتحلي بابا الباب الي اول ما شافني ضمني وهو بيقول: أخيرًا قررت تمن علينا وترجع.
ابتسمت ومعقبتش علي كلامه غير ب: انت وحشتني اوي.
ضمني اكتر ليه وبنبرة هادي قال: وانت كمان.. وبعدين انفك عني وهو بيبعتر في شعري بيقول: وحشتني قلة تريبتك.
ضحكت وانا بدخل معه بقول: الشكر كله يرجعلك الحقيقة.
ضربني علي مؤخرة رأسي ضربة خفيفة وهو بيقول: لسه زي مانت قليل الادب.
ابتسمت وانتبهت لحد وهدية قاعدين سوا في الصالون وكان حواليهم احمد ومريم, أمي بمجرد ما شافتن لحظت لمعة اشتياق في عينها وكانت لسه هتقوم وتحضني بس قعدت مكانها من قبل ما تقوم وتجاهلت النظر لي, اتقدمت ناحيتها وضمتها وأنا بقول: وحشتني يا هدايا.
كنت حاسس بايدها بترفعها وتنزلها عايزة تضمني بس تجاهلت رغبتها ونزلتها جمبها, قعدت جمبها وانا ماسكة ايدها بقول: لسه زعلانة مني؟
سكتت ومردتيش علي, قومت من مكاني وقعدت جمب حد وانا بحط ايدي علي كتفه بقول: ما تقول لبنتك حاجة متخليش قلبها قاسي كدا.
وقبل ما حد ما يتكلم نطت مريم في نص الكلام وهي بتقول: وانت من امتي بقيت مؤدب كدا مع جدك؟ اصلا من امتي وانت بقيت مؤدب؟
رميتها بالمخدة وانا بقول: ماهو برضو الرك علي اهلك الي معرفوش يربوك.
“انت عبيط يا ابني مااهلي هم اهلك ولو انا متربتش يبقي انت كمان متربتش.”
اتغظت وبصيت لابوي وانا بقوله: شايف.. شايف قلة ادبها وبعدين بصتلها وانا بقول: أنا بس عايزة اقولك إن فيه فرق شاسع بين تريبتي وتريبتك وتريبتي لا تسمحلي ارد علي امثالك لأنك تريبة امك وانا تريبة أبوي.
امي بصتلي بصدمة ولسه يدوب هشرح ولقيت الكتاب الي كانت بتقرا فيه مرمي في وشي وهي بتقول: أختك معها حق انت فعلًا متربتيش.. قالت كلمتها الاخيرة وقامت من مكانها.. بصيت لبابا وانا حاطط ايدي علي نص وشي بسأله: هي مراتك قفوشة كدا ليه؟ انا كنت لسه بتكلم.
شدني حد من ودني براحة وهي بيبتسم بيقول: ماهو تريبة مامتك دي تبقي تريبتي يا مغفل. انت غلطت في العيلة كلها دلوقتي.”
“ماهو انا مش قليل ادب برضو علشان اقول علي امي متربتش انا بتكلم علي مريم اختي انت مش شايفة قد ايه مزعجة؟”
“كل الي انا شايفه ان اختك مريم معها حق.”
“جدعان انتوا بتحسسوني ليه إني من بني قريضة ومش من باقي العيلة وكل مرة بتجوا مع النوغة بتاعتكم.”
ابتسموا ومتكلموش بس انا كنت منزعج بصراحة وكنت عايز ارميها قدام اي عريبة, مفيش ادني اعتبار إني اخوها الكبير حتي, بابا حاول يلطف الاجواء وبدأ يسألني عن الجامعة واخر اخباري مع إني كل يوم كنت بتصل به وبقوله علي تفاصيل اليوم لانه اكتر حد مقرب لي في اسرتي وبصراحة هو من صغري وهو معودني إني التجأ ليه ديما واحكليه كل حاجة , كل المصايب الي كنت بعملها محدش يعرف عنها حاجة غيره هو ومرسال اكيد بس رغم كدا كنت مخبي عليه موضوع دينا لأن محدش هنا يعرف إن دينا رجعت وبصراحة مكنتش حابب اسمع كلمة سيئة عليها وتساؤلات كتير ليه رجعت وفكرة إني احطها حتي في موضع تفضل تبرر فيه لاي شخص هي ليه رجعت, مع اني كنت واثق إن بابا غير امي في التفكير وإن تفكيره انضج بس محبتش احطها موضع اسئلة.. كدا احسن ليها ولينا.. عدي من التلات ساعات ساعة ونص وانا لسه متكلمتش عن سفري ومش عارف اقول لبابا ايه لحد ما خرجت عن خوفي واستجمعت قوتي وانا بقول: جماعة ممكن تبصلوي؟ علشان فيه حاجة مهمة لازم تعرفوها.

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مرسال كل حد 2)

اترك رد

error: Content is protected !!