روايات

رواية ماتشو الفصل الثامن عشر 18 بقلم هدى مرسي

رواية ماتشو الفصل الثامن عشر 18 بقلم هدى مرسي

رواية ماتشو البارت الثامن عشر

رواية ماتشو الجزء الثامن عشر

ماتشو
ماتشو

رواية ماتشو الحلقة الثامنة عشر

 

ماجده : قولى يا حبيبتى موضوع ايه ده ؟
اخذت نفس وزفرته : انا عايز اسيب فهد .
صدمت ماجده قائله : ليه كده يا بنتى ده انتو لسه مخطوبين من فتره صغيره .
ترددت قائله : فهد مش بيحبنى بيتعامل معايا ببرود شديد .
حزنت ماجده لاجلها فهى تلاحظ طريقته فى التعامل معها لكنها تامل ان يتغير فيما بعد ففكرت قائله : يمكن ده طبعه يا بنتى .
ابتلعت ريقها وترددت قائله: لو ده طبعه يبقا انا مش عايزه، ولو مش طبعه يبقا بيعملنى كده ليه؟ لو مش عايزنى جه خطبنى ليه ؟ حاسه انى مش فارقه معاه، مجرد واحده تخدمه وبس .
اخذت ماجده نفس وزفرته وهزت رأسها قائله : طب يا بنتى انا هكلم ابوكى واقوله يكلم اخوه ويشوف الموضوع ده .
هزت راسها بخوف وقالت مترجيه: بس متخليش بابا يجبرنى اتجوزه انا مش ممكن اتجوز غصب عنى .
نظرت لها مستنكره: ايه الكلام ده ابوكى مش ممكن يعمل كده، ولا انا ممكن اوفق على حاجه زى دى متخافيش، انا بس مش عايزه اننا نتسرع يمكن مكسوف محرج، اهو لما ابوكى يكلم اخوه هيفهم وتبان الحكايه .
هزت رأسها دون كلام فهى خائفه من رد فعل والدها، وفى المساء عندما عاد ياسر جلست معه، نظرت اليه متردده، فلاحظ الامر قائلا : ايه مالك فى حاجه عايزه تقوليه ؟
ترددت قائله : بنتك عايزه تفسخ خطوبتها .
اومأ برأسه ونظر لها قائلا: شهندا صح ؟
تعجبت : ايوه فعلا انت خدت بالك من طريقة معملته معها ؟
هز راسه وهو يقول فى عقله : هو مش انا ده هشام امبارح فى الجلسه، لاحظ تعامله معها ببرود يوم الشبكه، وحذرنى وانه ممكن يعمل مشكله .

 

 

 

 

 

اكملت : طب وهتعمل ايه ؟
اخذ نفس وزفره قائلا: بكره هكلم عمر فى الشركه، وهخليه يتكلم معاه ويفهم منه ايه المشكله .
مطهزت راسها قائله: افضل كده برده انا قولتها تصبر لما تكلمه .
وفى اليوم التالى كان يجلس هو وحازم وعمر، استغل فرصة خروج حازم لامر ما وتحدث اليه واخبره بالامر، طلب منه عمر ان ينتظر حتى يتحدث الى فهد ويفهم منه الامر، وفى المساء جلس معه وبدأ يتحدث اليه قائلا: قولى يا فهد اخبار العلاقه بينك وبين شهندا ايه ؟
تعجب من سؤاله لكنه اجاب : تمام احنا كويسين .
تردد قائلا : اقصد يعنى بداتو تاخدو على بعض مشاعرك اتحركت ناحيتها .
نظر اليه : بابا انت بتسال ليه، عمرك ماكنت بتسأل فى الحاجات دى ؟
زفر قائلا : عادى يا بنى بس يعنى مش بشوفك تكلمها باليل زى اخواتك، وحتى لما بنروح مبحسش انك ملهوف عليها زيهم، ولا حتى مهتم بيها .
امتعض وجهه قائلا : بابا انا بتجوزها جواز عقلانى يعنى مفهوش حب وكلام فاضى وانا عايز كده .
نظر اليه مستنكرًا : ايه الكلام الفاضى ده؟! حتى لو جواز عقلانى بيبقا فى بينكم موده ورحمه والحب بيجى على مهله .
مستهزأ : مش فارق معايا يجى او ميجيش، انا عايزه واحده تسمع كلامى وبس منغير مناقشه ولت وعجن .
نظر اليه غاضبا : يابنى ماهى مش هتسمع كلامك الا بالموده والمحبه والرضا .
عبس قائلا : هتسمعه سواء بالرضا او من غيره، انا معنديش استعداد للحب والكلام الفاضى ده .
نظر اليه غاضبا : يابنى هو الحب كلام فاضى، وبعدين دى هتبقا مراتك، وامال انت هتتجوزها ليه ؟!
تافف : عشان لازم يبقا ليا زوجه وبيت، وبعدين انا قولتلك انى مختارها هى بالذات، عشان هاديه ومطيعه وده اللى يهمنى، موضوع الحب ده مش مهم يجى مايجيش مش مهم .
جز على اسنانه : لو اعرف كده مكنتش خطبتهالك من الاول، يعنى البنت عندها حق تشتكى منك .
نظر اليه مستنكرًا : هى اشتكت كمان تمام، وانا اللى مستغرب انك بتسأل هى هتبدأها من الاول، متقلقش يا بابا انا هظبت معها الدنيا( اكمل فى عقله ) لازم تتعلم تتعامل معايا ازى .

 

 

 

 

 

وتركه وصعد الى غرفته وهو غاضب، كان مهند واقف ولاحظ غضبه، فكر ان يصعد خلفه لكنه تراجع، فهو من البدايه لم يكن يريد ان يخطبها، لانه يفكر بطريقه خاطئه، راه رعد يقف شارد فاقترب منه وضع يده على كتفه قائلا : مالك واقف سرحان كده ليه ؟
نظر مهند اليه قائلا: مفيش كنت بفكر فى اخوك فهد، ودماغه اللى مش عايزه تتغير .
مازحا : هو انت عايزنا كلنا نتغير مش كفايا انت .
ابتسم : بس انت كمان اتغيرت حاسس ان طريقة تفكيرك اتغيرت .
اخذ نفس وزفره واومأ مبتسما: ده حقيقي بنت عمى علمتنى درس عمرى ماهنساه .
اتسعت ابتسامة مهند : اتمنى انك تعرف توصل لقلبها وتخليها تحبك .
زفر يائسا : للاسف الوقت اتأخر والموضوع خلص هى مسألة وقت وتنتهى القصه .
تلاشت الابتسامه من على وجهه قائلا : ليه كده اوعى يكون بسبب موضوع زياد ؟
نظر اليه متعجبا : هى شهد حكتلك ؟
ابتسم : ايوه انا وهى مش بنخبى حاجه على بعض .
نظر اليه متحديا : وحكيت لها عن البنت اللى انتحرت بسبب حبها ليك، واللى كانت سبب فى التغير الكبير اللى حصل ليك ؟
تنهد بحزن وابتسم: ايوه طبعا كان لازم اعرفها كل حاجه عنى، تعرف انى بدعى لها ديما فى كل صلاه لانها كانت سبب تغير حياتى كلها .
نظر اليه متعجبا : تقصد البنت اللى انتحرت ؟
هز رأسه : ايوه لان لولا انتحرها، كان زمانى زي منا ولد تافه، فرحان بلمة البنات حوليا، وكل ما واحده منهم تحاول تلمح لى بحبها، اقولها انها مجرد صديقه، وانى لس ملقتش الانسانه اللى احبها، تعرف لما انتحرت البنت دى فوقتنى، وخلتنى اعرف ان حكايات اننا اصحاب بس، دى اكبر كدبه الشباب بيضحكو بيها على عقول البنات، ويستغلو مشاعرهم ويلعبو بيهم .
نظر اليه مستنكرا : بس دى مش غلطتك لوحدك هما كمان غلطانين واكتر منك كمان .
زمت شفتيه وزفر قائلا: ده حقيقى انا لا بعفيهم ولا بعفى نفسي من الغلط، بس الحمد لله انى فوقت فى الوقت المناسب، ورجعت عن اللى كنت فيه، لكن فهد مش عايز يتغير للاسف وده اللى مزعلنى .
ربت على كتفه قائلا: سيبه بكره الايام تفوقه .

 

 

 

 

 

وتركه وصعد الى غرفته وهو يفكر فى كل ما حدث معه، وكيف انه فى وقت من الاوقات كان قد شعر ان قلبه قد مال الى لمار، لكن كبره وعنده جعله يتجاهل هذا الشعور، وفكر فى استغلال سر قد اخبرته به لإلمها، وكيف انه شعر انه صغير جدا امامها، عندما كشفت خطته الدنيئه،وكان حله الوحيد ان يتصنع انه يحبها، كى لا يظهر امامها كم هو نذل وجبان، فحتى بعد ان عنفه صديقه اصر على اكمال خطته، ولولا انها كشفته كان قد استمر بها، جلس حزينا فقد اضعها منه، لم يعد هناك مجال لان يستطع ان يدخل قلبها فقد انتهى الامر بينهم، ومحاولته اقناعه انه يحبها ماهو الا للحفاظ على علاقتهم كأقارب فقط .
وبعد مرور يومين ذهبو لزيارتهم فى المنزل، وتوديع لمار قبل سفرها هى ويزيد، جلس الجميع فى البهو بجوار الشرفه، وبعد الترحيب والسلام قام عمر وياسر ودخلا غرفة المكتب بحجة العمل، استأذن مهند ليدخل هو شهد الى الشرفه، فقامت شهندا معاهم، فالمعتاد ان يذهبا هما الاخران معهم، لكن فهد اشار لها بالبقاء دون ان يلتفت لها،
قامت ماجده لترى الطعام، وخرج يزيد يتحدث فى الهاتف، فقام ياسر وامسك الهاتف واتصنع انه يتحدث فى الهاتف بالقرب من باب المكتب،ليتابع ما يدور بينهم، جلست وهى متعجبه ونظرت له قائله : فى حاجه يا فهد انت من ساعت ما جيت وانت بتتعامل معايا اصلا بشكل غريب .
نظر اليها غاضبا ومعنفا: ايوه طبعا انت ازى يا هانم تشتكينى لبابا، وقال زعلانه عشان مش بقولك كلام حب، ايه التفاه اللى انت فيها دى ؟
صدمت من كلامه اخذت نفس وزفرته قائله: تفاه انى عايزك تقولى كلام حب امال انت هتتحوزنى ليه ؟
زفر متاففا : هتجوزك عشان انت بنت مؤدبه ومحترمه، وملكيش فى المسخره والكلام الفاضى ده .
نظرت اليه مستنكره : الحب مش كلام فاضى، ولا مسخره مدام بين اثنين متجوزين، ده شرع ربنا حلله .
نظر اليه ضاجرا : يبقا لما نتجوز يبقا يجى الحب انما دلوقتى لسه بدرى عليه .
نظرت الى الجه الاخرى وعاودت النظر اليه قائله : انا مطلبتش انك تقولى كلام حلو، انا بس قولت تتعامل معايا بأسلوب حلو مش اكتر، وبعدين ايه الطريقه اللى بتتكلم بيها معايا دى .
نظر لها غاضبا : انا بعقبك عشان متعمليش كده تانى، عشان تتعودى انك متبصيش لحد، وكمان اللى بينى وبينك محدش يعرف بيه، انما اللى حصل ده لو اتكرر تانى رد فعلى مش هيكون كويس .
نظرت اليه غاضبه : هتعمل ايه هتضربنى، يالا قوم اضرب منا حيطه مياله بابا هزقنى قدام الكل، كده بقا انا فهمت انت خطبتنى ليه .

 

 

 

 

 

ابتسم ببردو قائلا : ايوه انا خطبتك عشان كده، انا مش عايز واحده تتناقش معايا وترد عليا، تنفذ كلامى وبس، ولازم تفهمى ده كويس عشان اللى حصل ده ميتكررش تانى .
فقامت وخلعت الخاتم من يدها، وضعته امامه قائله: اتفضل يا استاذ دبلتك اهيه اللعبه اللى جاى تاخدها مش انا، ولو فاكر انى هقبل انك تتحكم فيا تبقا غلطان، البنت الضعيفه المكسوره اللى شوفتها هناك في بيت جدك، خلاص انتهت من زمان، ومش هسمح لحد انه يكسرنى ابدا .
زاد غضبه ونظر لها محذرا : بقولك ايه تكونيش فاكرنى عيل سيس، وهترسمى نفسك عليا، منا عارف اللى فيها، وبلاش تعملى لنفسك كرامه على حسابى، هاه مش انا اللى يتعمل معاه كده، والدبله دى زى ما قلعتيه هتلبسيها لوحدك .
نظرت اليه بغضب وامتلاءت عيونها بالدموع فهى تعرف ما يقصده، اخذت نفس وزفرته قائله : دبلتك عندك ولا انت ولا دبتلك تلزمنى .
اتت ماجده على صوت شجارهم قائله : اهدى يا بنتى بس ونتكلم بالراحه، ايه اللى حصل يا بنى فى ايه .
نظرت اليها وهى ترتجف وعينيها جاحظه : اسفه يا ماما هو مخلاش حاجه ابقا عليها .
اتى يزيد هو الاخر ونظر لها قائلا : انتِ صح وهو لازم يعرف انك مش لعبه هيتحكم فيها زى ماهو عايز .
نظر اليهم فهد غاضبا: ايه الكلام الفاضى ده اندهى لعمى يا طنط، عشان يديها قلمين يفوقها ويعرفها حجمها .
سمع ياسر كل ما دار بينهم، وفهم حجم ما فعله بهم، شعر انه هو من كسرها، فبدلا من يكن دواءها، اصبح هو سبب مرضها، اعتصر قلبه الما، تحرك نحوهم ولحق به عمر،
ارتجفت شهندا وشعرت بالخوف عندما رأت والدها يقترب منهم، كانت خائفه من يكسرها مره اخرى، حتى انها فزعت وتغير لون وجهها، نظر اليها محاولا طمأنتها، ونظر الى فهد محذرا : محدش يتحكم فى بنتى ولا يكسرها، واللى ميعرفش قيمتها مياخدهاش، بنتى غاليه قوى واللى ميغلهاش يبقا ميلزمناش، متفتكرش عشان ابن اخويا هسمحلك تبهدلها .
نظر اليه فهد غاضبا مستنكرا: ايه الكلام ده ياعمى، يعنى هى عاشت فى بيتك منغير قيمه وجاى تعملها قيمه عليا انا .
اسرع عمر ونهره قائلا : اتلم بقا كفايا كده عيب عليك ( نظر الى ياسر ) انا اسف يا ياسر امسحها فيا انا ( نظر الى شهندا ) انا اسف يا بنتى بس يظهر انى معرفتش اربى ابنى .
غضب فهد وخرج مسرعا من المنزل، نظر ياسر الى عمر قائلا : معلش بكره الايام تفوقه .
وضع عمر يده على كتفه قائلا : المهم انت متبقاش زعلان ولا انتِ يا بنتى، والشبكه دى هديتنا لها كأعتذار عن كلامه البايخ ده عن اذنكم .

 

 

 

 

 

نفخ ياسر قائلا: شبكة ابنك متلزمنيش خدها معاك، كرامة بنتى بالدنيا بحاله، ( وضع يده على كتفه) احنا اخوات ومهما يحصل مش هنفترق تانى، والايام كفيله انها تداوى الجراح .
هز عمر رأسه وخرج خلف فهد نظر مهند الى ياسر قائلا : معلش يا عمى انا هروح عشان اشوفهم، بس انا مليش دعوه وجوازى من شهد ماشى .
وخرج مسرعا خلفهم، كان الكل يدارى ابتسامته على موقف مهند وكلامه، حتى شهندا رغم حزنها على ما حدث، لكنها لاول مره تشعر بوجود والدها معها، تمنت ان تجرى عليه وترتمى فى حضنه، لكنها خافت من ان يصدها، رأى هو الاخر هذه النظره بعينها، وتمنى هو الاخر ان يحتضنها، لكنه لم يستطع فهو لا يستحق ذلك، فهو يلوم نفسه لانه تسبب فى ذلك من الاساس، دخلت لمار فهى كانت تجلس فى الحديقه هى ورعد، وعندما رأتهم يخرجون بهذه الطريقه فزعت ورعد لحق بهم، اقتربت من ماجده قائله : فى ايه هو حصل ايه خارجين كلهم يجرو ليه كده ؟
اجاب ياسر : مفيش حاجه اختك فسخت خطوبتها على فهد .
صدمت من اجابته قائله : ايه ده حصل ازى ؟
هزت ماجده راسها : مش مهم حصل ازى المهم انه حصل .
ياسر : هو ميستهالش اختك واحنا مشناه والموضوع خلص .
عم الصمت المكان للحظات فالكل متفاجأ من رد فعل ياسر، حتى اقتربت ماجده من شهندا وربتت على كتفها قائله : يالا يا بنات اطلعو اقعدو فوق، عشان ترتاحوا .
نظرت لها شهندا وهزت رأسها بالموافقه، اقتربت اختيها منها وصعدن معا، اقترب ياسر من يزيد نظر له وابتسم قائلا : برافو عليك يا بنى عايزك ديما تبقا سند لاخوتك، اوعى تيجى على واحده منهم فى يوم فاهم يا بنى .
هز رأسه وابتسم قائلا : فاهم يا بابا .
ربت على كتفه قائلا : اه وكمان لما تسافر مع اختك متسبهاش هناك لوحدها، خليك معها ومتقلقش على الشغل .
اتسعت ابتسامته : انا مش قلقان بس مش عايز اسيب حضرتك لوحدك، كل ما هلاقى فرصه انى اجى هتلاقونى هنا .
نظر اليه ياسر وابتسم فاحتضنه يزيد، احتضنه ياسر هو الاخر : هتوحشنى يا بنى بس المهم متسبش اختك .
يزيد : انت كمان هتوحشنى قوى يا بابا انت وماما واخواتى .
ربتت ماجده على كتفه : ربنا ما يحرمكو ابدا من بعض .

 

 

 

 

كانت الفتايات يقفن فى الاعلى وشاهدنهم، دخلن الى غرفتهم، نظرت شهندا الى شهد بحرج وطأطأت رأسها للاسفل، فاقتربت منها قائله : ارفعى راسك انت معملتيش حاجه غلط بالعكس هو ده الصح .
نظرت اليها بحرج : يعنى انت مش هتزعلى عشان هنفترق .
عبست بطفوليه : ايه العبط ده احنا عمرنا ماهنفترق ابدا بأمر الله، ديما هنكلم بعض ونكون مع بعض .
احتضنتها بحنان : كنت خايفه تزعلى منى .
نظرت اليها معاتبه : متبقيش عبيطه، انت هتتجوزى واحد مش عايزه، عشان منفترقش يبقا منتجوزش احسن وخلينا هنا مع بعض .
مازحتها : هو مهند يقدر .
ضحكتا الاثنتان وتذكرتا مهند وهو خارج، اقتربت منهم لمار واحتضنتهم قائله : ربنا ما يفرقكم ابدا هتوحشونى يا بنات .
عبست شهد قائله: اعملى حسابك كل يوم تكلمينا نت صوت وصوره مفهوم .
ضحكت : مفهوم بس يالا بقا احكولى ايه اللى حصل لحسن انا مش فاهمه حاجه .
ضحكتا وقصت عليه شهد ما حدث، نظرت لمار الى شهندا قائله : برافو عليكى هو ده اللى يستهله المغرور ده .
ابتسمت شهندا : انا كمان مبسوطه عشان اتغلبت على خوفى، الدكتور هشام قالى لو قدرتى تتغلبى عليه مره واحده، هينتهى تماما والحمد لله قدرت اتغلب عليه .
شهد بسعاده : وبابا كمان دعمك هو ويزيد .
نظرت اليها شهندا فرحه : مكنتش متخيله ان بابا يعمل كده، انا مش مصدقه لحد دلوقتى اصلا خايفه اكون بحلم .
ابتسمت لمار : بابا اتغير كتير مبقاش زى زمان الحمد لله .
ابتسمت شهندا : واحنا كمان كلنا اتغيرنا، ( تنهدت ونظرت الى شهد) بس انا فرحانه جدا عشان مهند بيحبك بجد، ربنا بتملكم على .

 

 

 

 

 

ابتسمت شهد بخجل : امين يارب ويرزقك بواحد يحبك زيه .
مازحتهم لمار قائله : ايه ده ايه انت وهى شغالين تدعو لبعض، ونسيين اختكم الكبيره عيب كده .
ضحكن الثلاثه وظللن معا يمزحن لبعض الوقت، حتى رن هاتف شهد وجدته مهند اجابته قائله : ايوه يا مهند فى حاجه حصلت ؟
اجابها : لاء لسه احنا وصلنا البيت بس الكل على وشك الانفجار، قولت اتصل بيكى اطمن عليكو واطمنك عليا، هقفل معاكى بقا عشان سامع صوت بابا هروح اشوف وهبقى اكلمك تانى سلام .
انهى معها المكالمه واسرع اليه، نظر عمر الى فهد غاضبا : ممكن بقا تقولى ايه اللى حصل خلى البنت عملت كده ؟ وازى ترد على عمك بالطريقه دى ؟
نفخ غاضبا : الهانم زعلانه عشان بعاقبها على انها شكتنى لك، بس خلاص كده الموضوع خلص ومبقاش ينفع، وبعدين عمى هزقنى وانت بدل ما تجبلى حقى زعلان منى ؟
نظر اليه عمر مستنكرا : حق ايه اللى بتتكلم عليه اصلا،انت هزقتنى وخليت شكلى وحش قدام اخويا، وبعدين بأى حق تعاقبها اصلا، ده انت يادوب خطبها مش اكتر، وكمان هى بتشتغل عندك ايه تعقبها دى، يا بنى الجواز لازم يتبنى على الحب والموده مينفعش اللى بتعمله ده ؟

 

 

 

 

جز على اسنانه : وانا مش هحب عشان متجيش واحده تتحكم فيا، وترفع صوتها عليا كل شويه انا مقبلش ده .
فهم عمر انه يقصده بكلامه، فهم كان دائما يسمعو شجارتهم معا، وكيف كانت والدته تتعصب عليه، وهو لم يكن يغضب منها او ينهرها، زاد غضبه ونظر له قائلا : متخيلتش انك تفكر بالطريقه دى،ولا تشوفنى انا وامك بالشكل ده، يابنى انا كنت بتعامل مع امك بالموده والرحمه قبل الحب، لما كانت بتزعق وانا بسبها، ده لانى من وقت متجوزتها وانا عارف انها عصبيه شويه، وانا كنت بستحملها واصبر عليها،وده مش بس لانى بحبها، لاء ده عشان كلنا بنى ادمين، وكل واحد فينا له عيب وان مكناش نتحمل بعض، وكل واحد يصبر على التانى الدنيا هتقف، وبعدين انا كنت قادر اكسرها بس انا محبتش ده، انا عمرى ماكنت ضعيف قدمها، بالعكس ده هى دى القوه الحقيقه، انك تبقى قادر تكسر اللى قدامك، لكن تفضل انك تصبر عليه وتحميه حتى من نفسه، وامكم عمرها ما رفعت صوتها عليا قدام الناس، حتى هنا كان ديما خنافنا فى اوضة نومنا، وبعد كل خناقه ترجع وتعذر، لانها عارفه انى بعملها بالموده والرحمه قبل الحب، وهو ده اللين اللى أمرنا بيه ربنا ووصنا بيه حببنا محمد عليه الصلاه والسلام، يمكن غلطتى انى مفهمتكمش، بس مش معنى كده انكم توصلو لكده، يا خساره يا بنى يا خساره .

 

 

 

 

 

وتركه وصعد الى غرفته، اشاح فهد بنظره بعيدًا، فهو لم يقنتع بهذا الكلام، هز مهند رأسه حزينا عليه، وصعد الى غرفته هو الاخر، نظر اليه رعد قائلا : انت زى ما انت مفيش فيك فايده مش عايز تتغير ابدا، نموذج امينه اللى كان فى سي السيد ده نموذج وهمى، من خيال المؤلف وعمره مايكون موجود، فوق يا فهد قبل فوات الاوان .
وتركه وصعد هو الاخر دخل الى غرفته، امسك هاتفه وطلب لمار لحظات واجابت : ايوه يا كبير .
-: شهندا عامله ايه دلوقتى ؟
ابتسمت : متقلقش هى تمام وفهد ؟
ساخرا : لاء ده معندوش دم سيبك منه بكره الايام تفوقه، المهم هاجى بكره اوصلكم للمطار .
-: ملوش لزوم عشان متعطلش نفسك .
هز راسه مصرا : لاء هاجى سلام بقا روحى جهزى حاجتك .
ابتسمت : ماشى يا سيدى سلام .
انهت المكالمه واستلقت على سريرها تفكر فى كل ما حدث، فهو يوم غريب لاول مره ترى والدها كأب حقيقي لهم .

يتبع…

اترك رد

error: Content is protected !!