روايات

رواية لا افهمك الفصل الثالث 3 بقلم هدير محمد

رواية لا افهمك الفصل الثالث 3 بقلم هدير محمد

رواية لا افهمك الجزء الثالث

رواية لا افهمك البارت الثالث

رواية لا افهمك الحلقة الثالثة

* آسررر خرجني من هنا بقولك !
” مش هتخرج… هيجي ابوك دلوقتي… مهما عمل مش هتعدي بره الزنزانة دي غير بمزاجي يا معاذ… خلي الخم*رة تنفعك…
إلتفت آسر ليذهب… ضحك معاذ بخبُث و قال
* ماشي تعدِل على الناس و تحاسب ده و تحاسب دي و عامل فيها ملاك أبيض ؟! … شكلك نسيت انك اتولدت عن طريق الز*نا… يا اخويا !!
وقف آسر كأنه تسمَر مكانه… عيناه بدأت بالاحمرار من الغضب… إلتفت ل معاذ و على وجه غضب العالم كله… اكمل معاذ بإستفزاز
* هتقولي ما اللي بتتكلم عليهم دول اهلك انت كمان هقولك اني اتولدت بعد ما اتجوزوا… مش زيك اتولدت قبل ما يكتبوا الكتاب حتى… ف انت لو نسيت نفسك انا هفكرك…
غلى آسر من داخله… اقترب منه و امسكه من ملابسه و قال بغضب
” لو قولت كلمة زيادة تاني مش هخرجك… و هتفضل مرمي زي الك*لب هنا…
* كلامي وجعك ؟ اخص عليا… بس يا آسر انت مبسوط بالسلطة اللي في ايدك و ماشي تحرك الناس على مزاجك… كان لازم افكرك انت مين… انت ابن حر*ام يا آسر !!
بمجرد ما انهى جملته لكمه آسر في وجهه بقوة حتى وقع على الأرض… ضحك معاذ و مسح الدم الذي بجانب فمه…
* مهما عملت و مهما اتعصبت مش هتغير الحقيقة… هتفضل من ناتج ز*نا…
” معاذ اخرس !!
قالها آسر بغضب شديد… وقف معاذ و اقترب منه و قال
* لو مخرجتش من هنا… هوصل لرئيسك و هقوله… شوف بقا منظرك هيبقى عامل ازاي قدامه و قدام المنظمة كلها !
لم يتحمل آسر سماع ذلك… كان سيضر*به مجددا لكن تراجع… و إلتفت ليذهب… ضر*ب معاذ القبضان بيديه و قال
* هتخرجني غصب عنك يا آسر !!
ركب آسر سيارته و اقفل الباب… كان يتنفس بغضب لدرجة ان نفسه مسموع… صرخ و ضر*ب الدريكسيون كذا مرة… ظل على هذا الحال بعض دقائق ثم اسند رأسه على الباب بتعب و اغمض عينيه… بعد مرور نص ساعة فتح عينيه… اخذ، منديل مسح به العرق على وجهه… شغل السيارة و ذهب…
كانت رنا جالسة على السرير… هاتفها في يدها مفتوح على صورتها هي و ياسين و آسر… عملت zoom على وجهه آسر و ابتسمت تلقائيًا…
‘ ضحكته حلوة اوي…
إتكأت على الوسادة و ظلت تتأمله في الصورة و ابتسامتها مازالت موجودة… فجأة اختفت ابتسامتها و اغلقت الهاتف
‘ ايه اللي انا بعمله ده… هو اول واحد في العالم يضحك يعني… ما الممثلين التركيين الحلوين بيضحكوا برضو… انا سرحت ليه في صورته كده ؟ يمكن عشان مبيضحكليش زي ما ضحك مع ياسين ؟! … استغفر الله العظيم يارب… و انا منتظرة منه يضحكلي ليه ؟ انا مين بالنسباله اصلا ؟ انا مراته بالاسم… مش بشوفه غير ساعة واحدة كل يوم كأنه المستر بتاعي… ليه يا ربي متجوزتش واحد اجنبي مثلا و كان فضل لازق فيا مش يسيبني لوحدي أبداً… مش زي آسر باشا كده بشوفه بالصدفة هنا… جوازة نحس والله…
وصل آسر القصر… نزل من سيارته و دخل… وجد والداه جالسان في الصالون… قالت فاطمة
• نورت يا ابني… كويس انك جيت عشان نتعشى سوا… متبقي بس معاذ يجي…
” مش هيجي…
• ليه ؟
” اصل انا سجنته…
اتسعت عينا فاطمة من الصدمة… قام محمد و قال
* انت بتقول ايه ؟!
” بقول اللي عملته… انا رميت معاذ في السجن !!
* انت ايه اللي عملته ده ؟! ده اخوك ازاي تعمل فيه كده !
” ده مش اخويا… و انتوا مش اهلي…
• آسر في ايه… انت بتتكلم كده ليه ؟ اهدى و قولنا ايه اللي حصل…
قالت ذلك ثم امسكت يده… سحب يده من يدها في الحال و نظر لمهما بغضب
* معاذ عمل ايه عشان ترميه في السجن ؟
” انا هقولك… بعد ما شرب خم*رة و سهِر مع بنات الليل المرة اللي فاتت و خرجته عشانك… عمل نفس القذ*راة ل تاني مرة و قولتلك ساعتها انه لو كررها يبقى متلومنيش على اللي هعمله فيه… و كررها تاني… حطيته في السجن بدم بارد و مهمنيش انه يبقى اخويا…
* انت ازاي تعمل كده ؟ ماشي هو غلط بس كنت جبته هنا انا احاسبه…
” تحاسبه ازاي قولي هاا ؟ هتقوله عيب كده يا معاذ متعملش كده تاني ؟! هتكرر نفس اللي عملته المرة اللي فاتت و اللي خلاه ميهتمش و يرجع يروح البا*ر تاني… يا محمد مصطفى… واجه الحقيقة… انت معرفتش تربيه و ابنك معاذ واحد صا*يع و قذ*ر…
غضبه والده و رفع يده ليصفعه لكن امسك آسر يده و قال
” اتعصبت طبعا لما غلطت فيك و في ابنك… بس دي حقيقة… انت معرفتش تربي… و متبصليش كده… انت مربتنيش… و جودك في حياتي لحد الآن ملهوش اي لازمة… تعرف ليه ؟ لان مهما حاولت تظهر اد انك أب حنين… هفضل انا غلطة اللي عملتها انت و هي…
* انت بفتح ليه في القديم ؟ احنا قفلنا الموضوع ده من زمان…
” متقفلش يا محمد… متقفلش بدليل انك ابنك معاذ فتحه من تاني… تعرف قالي ايه ؟ قالي انت ابن حرا*م يا آسر… هددني كمان انه هيقول رئيسي اني ناتج غلطتك معاها و اترفد في الحال…
* معاذ مستحيل يقول كده…
” لا قال… قال كده و هو بيبص في وشي بكل بجا*حة… مش مكسوف من اللي عمله لانه شايفني اقذ*ر منه… و بيهددني كمان !! بس انا مش هخاف من كلام حشر*ة زيه… و اللي عنده و عندك اعملوه… معاذ مش هيخرج من السجن غير بأمر مني… اعتبر اني بطلع فيه كل الغِل اللي جوايا ناحيتكم… عارف انك روحك فيه… عشان كده هيفضل في السجن…
نظرت فاطمة للارض… ف ابنها لم ينسى ما حدث و لن ينسى و لن يسامحهم… قال محمد بضعف
* اطلب اللي انت عايزه و هعمله… بلاش تاخد معاذ بذنب غلطتي… ارجوك يا آسر خليه يخرج…
ضحك آسر بسخرية و ظل يضحك بهستيرية
” تصدق اتأثرت… ياااه محمد مصطفى بنفسه بيترجاني اخرج ابنه !!… الزمن ده غريب فعلا… للأسف انا قلبي مش بيشتغل و مش بحس… معاذ مش هيخرج…
• آسر متعملش كده…
قالت فاطمة ذلك بحزن… تغلغت الدموع داخل عينا آسر و قال
” انتوا عملتي فيا كده ليه ؟ ما تردوا عليا عملتوا فيا كده ليه هااا… ليه انا اشيل غلطكم انتوا ؟ ( نظر ل فاطمة ) مقت*لتنيش ليه انتي ؟ مقت*لتنيش ليه لما كنت في بطنك ؟ ليه خلتيني اعيش ؟ مبسوطة بيا يعني ؟ مبسوطة بيا لاني مش عارف اعيش طبيعي زي بقية الخلق… مفكرين انكم لما تز*ورا تاريخ قسيمة زواجكم يبقى كده عملتوا اللي عليكم بزيادة و كده غلطتكم اتصلحت ؟؟ طالما كان عندكم القدرة تتجوزوا… متجوزتوش ليه من الأول ؟
بكت فاطمة و اقتربت منه لكنه رجع للوراء
” متقربيش مني… انا مش بحبك… انتي مش امي و هو مش ابويا… كفاية تمثيل أنت و هي… كفاية تظاهر انكم بتحبوني… من و انا طفل شايف بعيني كُرهكم ليا… دايما معاذ و رغد هم اللي المُفضولين عندكم… مش عايز تعاطف منكم و لا عايز اي حاجة منكم…
نظر له محمد بحزن لكن نظراته لهم كلها غضب و كُره… إلتفت آسر و صعد لغرفته… قبل ان يدخل مسح دموعه و اخذ نفس عميق و دخل
كانت رنا تشاهد التلفاز… رأت آسر دخل الغرفة… لكن ما حالته تلك ؟ عيناه حمراء و عروق يديه و جبهته بارزة…
‘ هو حصل حاجة ؟
لم يرد عليها و توجهه للحمام… سمعت صوت المفتاح و هو يغلق به الباب…
‘ هو اتخانق مع اهله تاني ؟ ان شاء الله لا…
وقف آسر أمام المرآة… نظر لنفسه و تذكر كلام معاذ
” شكلك نسيت انك اتولدت عن طريق الز*نا… انت ابن حر*ام يا آسر…ف انت لو نسيت نفسك انا هفكرك ”
فلتت دموع آسر من عينيه… فتح الحنفية و غسل وجهه… لتختلط دموعه بالمياة و يكرر
” متعيطش… متعيطش… انت كويس… انت كويس مفيش حاجة…
قفل المياة و جفف وجهه بالمنشفة… فتح الباب و خرج… وجد رنا أمامه…
‘ هو في حاجة حصلت ؟ شكلك مضايق…
لم يرد ف قالت
‘ ممكن تركن خلافاتنا على جمب و نتكلم عادي…
” ابعدي عني…
‘ حصل ايه ؟ ليه متعصب ؟
” بقولك ابعدي عني !!
قالها آسر بزعيق… ابتعدت من أمامه و قبل ان يذهب قالت
‘ على فكرة انا معملتش حاجة تستاهل انك تزعق فيا بالشكل ده… الغلط عليا لاني بحاول اتكلم معاك…
إلتفت لها و امسكها من يدها بقوة و قال بغضب
” ايوة انتي غلطتي لما حاولتي تتكلمي معايا… و متحاوليش تاني… انا مش بحبك ولا عايزك و انتي آخر وحدة افكر اتكلم معاها… اختصريني و متحتاكيش بيا بأي شكل…
نظرت له بحزن و قالت
‘ سيب ايدي… انت بتو*جعني… سيب ايدي يا آسر…
لاحظ آسر نبرتها الباكية… ترك يدها و ازاح شعره للخلف و يتنفس بغضب… نظر لها ف قالت
‘ انا كمان مش بحبك ولا عيزاك… و مش هحاول تاني اتكلم معاك… انت غريب و بني آدم لا تُطاق بالمرة… و بتعاملني وحش دايمًا… انت عندك مشاكل مع اهلك… متحاسبنيش انا و تطلع اسوأ ما فيك فيا انا… انا مليش ذنب و متحاسبنيش على حاجة مليش ذنب فيها…
نظر لها لوهلة ف اكملت
‘ انا حاولت و مش قادرة اعيش معاك… أنا عايزة اطلق يا آسر…
ضحك بسخرية و قال
” و يا ترى لما نطلق… هتعرفي تكملي علاج اخوكي ؟ و لو نفترض انك عرفتي تتدبري علاجه… هتعرفي كمان تتدبري تمن إقامته في المستشفى ؟ هتعرفي توفريله احتياجاته الشخصية ؟ مش هتعرفي تعملي كل ده… يبقى متقوليش طلقتي يا آسر بقلب اوي كده… و متقلقيش انا كده كده هطلقك بس لما انا اقرر يحصل ده… لكن طالما انا مقررتش يبقى متطلبتيش الطلاق من نفسك…
سقطت دموعها و قالت
‘ انا غلطت لما اتذليتلك… غلطت لما وافقت اتجوزتك…
” ايوة غلطتي… لاني قولتلك قبل كده انا مش عايزك… لكن انتي وافقتي على الجواز ده يبقى تستحملي…
‘ وافقت عشان ياسين و بس… يارب يا آسر تتحط في نفس الضيقة اللي كنت فيها… يارب تحس بالعجز اللي كنت فيه و انا بلف ب ياسين على المستشفيات عشان يتعالج و ملقتش ولا مستشفى رضيت تقبله بسبب اني مكنش معايا فلوس…
” مش عايز اسمع قصة حياتك…
قالها آسر بلامبالاه… نظرت له رنا بإشمئزاز و قالت
‘ أنا بكر*هك !!
اقترب آسر جدا منها حتى لا يفصل بينهم اي مسافة… نظر لعيناها و قال و هو يبتسم بشَر
” أحب اقولك اني بكر*هك اضعاف ما بتكر*هيني… صدقيني مهما كر*هتيني… انتي بالذات كُرهي ليكي أكتر !!
ابتعد عنها و خرج… وقفت رنا في نص الغرفة تستوعب ما قاله لها الآن… سقطت دموعها بشدة
‘ واحد وحش و كلامه اوحش… الغلط عليا لاني سمحت لنفسي ابقا تحت ايدك…
جلست على الاريكة و ظلت تبكي…
* آسر ممكن نتكلم شوية ؟
” بعدين يا رغد…
* هم كلمتين بس…
قالتها ثم امسكت بيده و اخذته على غرفتها و اغلقت الباب
” عيزاني في ايه ؟
عانقته و قالت
* هو غلط اني اقعد مع اخويا شوية… وحشتني… بقالي يومين مش عارفة اشوفك…
سعد آسر بوجودها… عانقها هو أيضا و قال
” كويس انك موجودة…
ابتعدت عنه و قالت
* آسر خلاص متزعلش…
” مزعلش ازاي يعني… انا وجودي في الدنيا غلط أساسا… كل ما بقول خلاص مش مهم و احاول انسى… يجي حد لازم يفكرني… خلاص بقا انا عارف اني ابن حر*ام…
* لا لا متقولش كده… مهما حصل انت اخويا الكبير… انا بحبك و بفتخر بيك قدام الناس كلها لان عندي اجمل اخ في الدنيا كلها… و ده مش مجرد كلام…
ابتسم و مسد على شعرها بحنان…
” عاملة ايه في دراستك ؟
* يقطع الدراسة على اللي عايزها…
قالت ذلك بإنفعال… ضحك آسر و قال
” ايه اللي حصل ؟
* القانون المدني مش راضي يتلم و متبقي يوم واحد بس على الإمتحان…
” متبقي يوم اهو… لسه قدامك وقت…
* بجد المادة دي غتتة كده و مش عارفة ألمها…
” استهدي بالله يا سيادة المستشارة… خُدي رِست كده اتفرجي على مسلسل بتحبيه و بعد كده ابدأي برواقة…
* ماشي… انت رايح فين دلوقتي ؟ عندك مشوار ؟
” معنديش… بس مش طايق اقعد هنا…
* آسر… بطل تبقى قا*سي على رنا…
” انا مش عايزها…
* و هي كمان مش عايزاك… بس برضو مش ذنبها المشاكل اللي بينك و بين بابا و ماما… بعدين رنا دي نسمة… عمرها ما عملت مشكلة مع حد هنا ولا بنسمع صوتها و لا طلبت حاجة زيادة… بس ده مش معناه اننا ندوس عليها… بالعكس انا بحبها جدا و بعتبرها اختي… انت كمان حِبها…
ضحك آسر و قال
” احبها !! اممم… رغد تقريبا كده المسلسلات لحست دماغك… احب مين ؟
* تحِب رنا… طب ايه رأيك هتحبها… بكتب هنا اهو… الثنائي الامور ” آسر و رنا ” واااو الإسم حلو بجد…
” بقولك ايه يا رغد ؟
* اها ؟
” متتفرجيش على مسلسلات تاني… روحي لمِي القانون المدني بدل ما تسقطي…
* ماااا خلاص يا آسر… دي مكنتش كلمة قولتها… طب عِندًا فيك اهو… انت و رنا هتحبوا بعض… و انا هبقى عمتو قريب…
” روحي نامي يا رغد… و اتغطي كويس…
قالها ثم خرج… ضحكت رغد و عدلت النظارة على وجهها
* عمتو رغد المنتظرة… والله هبقى عَمة قمر…
تاني يوم….
ذهب محمد القسم عند معاذ… دخل عنده في الزنزانة… ابتسم معاذ و قال
• بابا حبيبي… هتخرجني صح ؟
نظر له والده بغضب ثم صفعه على وجهه… تفاجىء معاذ
* مكنتش متخيل انك ق*ليل الادب للدرجة دي…
• عملت ايه انا ؟
* كمان بتسأل ؟! ( مسكه والده من ملابسه و اكمل بزعيق ) ازاي تقول لآسر الكلام ده في وشه !!
• اااه هو جه اشتكالك… شكله زعل جامد… بس احسن يستاهل…
* انت معندكش دم !! كل اللي عملته اتهد بسبب كلمة هو بيحاول ينساها… ازاي تقوله كده !!
• عشان دخلني السجن بنفسه…
* انت غلطت و هو عايز مصلحتك…
• مفيش اخ يسجن اخوه… كده كده اصلا عمري ما حبيته… كُرهي زاد له لما عمل اللي في دماغه و قبض عليا كأني مجر*م و قَل بيا قدام صحابي…
* يعني انت مغلطتش خاالص ؟
• لا مغلطتش… كله بيعمل كده و كله بيروح الاماكن دي… ميعملش فيها شيخ عليا…
* آسر عمره ما مسك سجارة حتى… ولا يعرف الاماكن الز*بالة دي اصلا… بقالي سنين بحاول اخليه يحبني… جيت انت خربت كل حاجة…
• خلاص عرفنا ان آسر ملاك و طيوب… خرجني من هنا يا بابا…
* آسر طلع أمر بخروجك اصلا… بس هتدفع كفالة للقسم…
• مش مهم… المهم اخرج من المكان المعفن ده…
اقترب منه والده و أشار له بإصبعه بتحذير
* تعرف لو رئيس آسر وصله كلمة من اللي قولته ده… في اللحظة دي هتلاقيني انا بنفسي في وشك… هتبقى مش ابني ولا اعرفك… و هوقف الڤيزا بتاعتك و اطردك بره الشركة… هتبقى على الحديدة يعني و ابقا وريني هتصرف على نفسك ازاي….
• لا خالص مش هقول حاجة والله….
* تعالى معايا نكمل إجراءات الخروج…
• ماشي…
بعد اسبوع….
في القصر… كانت رنا جالسة على ركبتيها على الأرض في الحديقة… ترتدي قفازين بلاستيك… و تزرع الورد في الأرض و تسقيهم… و في نفس الوقت آسر يقف في شرفة القصر يشرب قهوته ينظر لها… من خلال الفترة التي عاشها معها لاحظ حُبها الشديد للورود…
‘ بس كده اثبتت في التربة كويس…
شمَّتهم و قالت
‘ حلوين اوي…
” حلوين فعلا….
نظرت خلفها وجدت آسر واقف يضع يداه داخل جيوبه… لم تهتم و ظلت تلمس الورود بيداها… جلس آسر على ركبتيه بجانبها…
” بتحبي الورد ؟
‘ انا فاكرة كويس انك قولت اختصريني… بتكلمني ليه دلوقتي ؟
” انا بسأل سؤال مش أكتر…
‘ متسألش احسن…
” شايفك بتقلدي طريقة كلامي…
‘ عشان تعرف انها مزعجة و بتضايق…
نظر لها بتعجب ف اكملت
‘ بعدين انت جاي هنا ليه ؟
كان سيرد لكن قاطعته و قالت
‘ اه نسيت اني مش حقي اعمل حاجة هنا ولا اقعد في حالي لاني مجرد شحاتة بتتذل لحضرتك عشان علاج اخوها… انا مين عشان اقعد في الجنينة اشم شوية هواء ؟ انا اتعديت حدودي بزيادة… معلش آسفة… هرجع للاوضة احبس نفسي فيها…
انهت جملتها و نهضت… ذهبت للداخل… ها أدرك آسر انه كلامه معها بالأمس أثر عليها كثيرا…
* بقالي ساعة برن الجرس…
• كنت نايمة… ادخل…
دخل معاذ البيت و اقفلت ريناد الباب…
• تشرب ايه ؟
* مش عايز… بعد اللي عمله آسر ده هيجيلي نفس اشرب يعني…
• اه… بس هو حذرك من الأول… كان مفروض تسمع كلامه…
* انتي بتقولي كده عشان بتحبيه… اتحجبي بالمرة طالما بتحبيه كده…
• ملهوش لازمة كلامك ده… خلاص انا فقدت الأمل ان آسر يحبني…
* ايه ده ؟ انتي استسلمتي ؟
• يعني اعمل ايه يعني… مش راضي يبصلي بأي شكل…
* مش عارفة عاجبك في ايه أساسًا…
• تعرف مراته محظوظة بيه أوي… يعني آسر أمين اوي و مش بيخو*ن… عملت اكونت فيك… اكونت اي حد يشوفه يقول مستحيل ده يكون فيك… دخلت كلمته منه و قعدت اشده للكلام… عملي بلوك… و دي حاجة حلوة اوي… يعني لو آسر كان جوزي انا… مستحيل يخو*ني… بس خلاص اهو متجوز… هعمل ايه يعني…
* هو مش بيخو*ن بس مراته تخو*نه…
• يلهوي… هي رنا بتخو*ن آسر ؟؟
* لا طبعا… دي طيبة لابعد حد… مرة لقيتها بتلعب المزرعة السعيدة على تليفونها… ساعات بحسها طفلة بسبب طيبتها
• اومال ايه قصدك بقولك ان هي تخو*نه ؟
* احنا نخليها تخو*نه… مسرحية يعني… طبعا آسر لما يعرف هينهار و عُقده النفسية تزداد أكتر للأسوأ… ف انتي تدخلي و تبقي معاه… ساعتها هيحبك جدا…
• و هي رنا ايه ذنبها ؟
* مذنبهاش حاجة… انا عايز او*جعه هو عن طريقها هي… هاا قولتي ايه ؟
• لا مش موافقة… يعني رنا اخوها مريض… لو ده حصل آسر هيتخلى عن علاجه و الطفل هيمو*ت… و غير كده رنا معملتش حاجة وحشة ليا عشان اطلعها خا*ينة قدام الكل… بالعكس دي بتعاملني كويس جدا…
* كده آسر عمره ما هيبقى ليكي… بس براحتك يا ريناد…
تشوش تفكير ريناد بكلامه هذا… لكن نفضت تلك الفكرة بعيدًا…
في الليل الساعة 2….
كانت رنا نائمة… تتقلب على السرير كل دقيقتين… لم تستطيع النوم….
‘ اوووف… خلاص بقا نامي يا رنا… مكنش يعني خمسة سبعين كلمة وحشة قالهم ليكي… ما هو دايما كده ايه الجديد… منه لله… كلامه الغتت ده مش راضي يخرج من دماغي و مش عارفة اتخمد بسببه… و انا قال هتكلم و معاه و ابقا صديقته… والله خسارة اصبح عليه حتى… واحد نطع…
دخل آسر الغرفة… اغمضت رنا عيناها في الحال… نظر لها آسر وجدها نائمة… خلع البلوڤر و نظر لضهره في المرآة و قال
” والله لدفعكم تمن ضهري اللي تشو*ه بسببكم يا ولاد الك*لب…
تعجبت رنا بعد سماع هذا و قالت في سرها
‘ هو في حد عَذبه ؟ معقول يكون وقع تحت ايدهم… عشان كده غاب شهر عن البيت… شكله حوار كبير…
دخل آسر استحم و وضع المرهم على ظهره… خرج اخد وسادة من جانب رنا… وضعها على الاريكة و استلقى على بطنه…
بعد دقائق اعتدلت رنا و نهضت من السرير… نظرت إليه… الجر*وح التي بضهره كثيرة و منظرها صعب… فكيف هو يشعر الآن… مشت رنا على طراطيف أصابعها حتى لا تصدر صوتًا يُوقظه…
” مش لازم تمشي زي الخنفسة كده… امشي عادي… انا صاحي…
وقفت رنا مكانها بعد سماع صوته… لكن كيف… عيناه مُغلقتان امامها !
‘ انت صاحي ؟
” لا بلعب في الحلم ضد كريستيانو… غلبته بهدفين… داخلين على ضربة جزاء دلوقتي…
ضحكت رنا ثم اختفت ضحكتها في الحال و قالت بجمود
‘ متهزرش معايا…
” انتي اللي بتهزري… يعني بتكلم اهو و بوقي بيتحرك قدامك و ابقى نايم ازاي ؟!
‘ اوماال مش مفتح عيونك ليه ؟
” يمكن عشان انتي لابسة كات و هتتكسفي اشوفك كتافك…
نظرت رنا لنفسها… اللعنة كيف نسيت ان ترتدي الجاكت… سحبت الجاكت و ارتدته بسرعة…
‘ خلاص فتح عيونك ( اخفضت نبرة صوتها و اكملت ) عامل فيها مؤدب يعني… ما اكيد الساعات و الأيام اللي بتغيبها دي بتروح للتانية…
” لا يا رنا مش بروح للتانية…
تفاجئت رنا… كيف سمعها ؟! فتح عينيه و قال
” ما انا لو متجوز وحدة تانية… مش هخاف منك يعني و هجيبهالك هنا…
‘ انت سمعتني ازاي ؟
” محدش قالك قبل كده ان سمعي قوي ؟ بعدين صوتك واضح اصلا…
احست بالاحراج و قالت
‘ خلاص تمام… نام انت… كده كده مش بنكلم بعض اصلا عشان تفضل صاحي…
إلتفت لتعود للسرير ف قال
” حابة نتكلم عن ايه بالضبط ؟
ابتسمت رنا و اخذت وسادة… وضعتها على الأرض بجانب الاريكة… نظرت له و قالت
‘ عايزة اعرف اللي حصل في آخر مُهمة روحتها…
” دي معلومات سرية مش بتخرج بره المنظمة…
‘ طيب على الأقل اعرف… اتصابت في ضهرك كده ازاي ؟
” هقولك بس من غير تفاصيل واضحة…
‘ ماشي… يلا اتكلم…
تعجب آسر من إصرارها ذلك… تنهد و قال
” كنت رايح انا و فريقي الإمارات… نقبض على شخص معين كده مستخبي هناك بشخصية مزيفة… روحنا و عرفنا مكانه و حصل اشتباك… نتيجته ان انا اتاخدت رهينة عنده… طبعا هو عمل الواجب معايا بزيادة زي ما انتي شايفة كده… زعلان مني كل ده عشان أثناء الاشتباك قطعتله ايده… هو عمل فيا كده ردًا لايده اللي اتقطعت…
بهَت لون رنا بعد سماع هذا و قالت
‘ قعطلته ايده ؟
” كان نفسي اقطع رقبته… بس للاسف تصويبي مكنش صح…
‘ انت بتقول ايه !
” مش انتي اللي عايزة تعرفي ؟
‘ بعد اللي قولته ده حاسة اني دخلت جوه فيلم رعب…
” يعني انتي مفكرة اني بروح مُهمات ألعب فيها ببجي ؟ بعدين آخر مُهمة روحتها دي من اسهل المُهمات… لولا انه عرف يبقض عليا كان زمان رقبته تحت رجلي…
‘ هو هرب ؟
” للأسف اه… بس هعرف اجيبه تاني… غبت شهر لاني اول ما عرفت أفلت منه… مكنتش كويس ولا قادر اقف على رجلي حتى… قعدت أسبوعين في المستشفى… و لما عرفت اقوم جيت هنا…
‘ ليه مقولتش لأي حد فينا ؟
” مبحبش اخد استعطاف من حد… و لا اظهر ضعيف قدام اي حد… و ياريت الكلام ده يفضل ما بينا احنا الاتنين بس…
‘ ماشي…. مش هقول حاجة لحد…
نظرت له ثم وضعت يدها على ذقنه و قالت
‘ حاسس بأ*لم ؟
تفاجئ آسر من يدها الموضوعة على ذقنه… نظر لها في عيناها و قال
” بطلت احس من زمان…
‘ ازاي ؟
” دي مش اول مرة اتصاب فيها… تقدري تقولي اني اتعودت…
‘ شغلك ده صعب فعلا… و خطر عليك
نظر ليدها… لاحظت و ابعدت يدها عنه…
‘ هتفضل مستمر في كده لغاية امتى ؟
” لغاية ما استشهد…
‘ ليه ؟
” وجودي في الدنيا غلط اساسا… ف خليني امو*ت و انا بعمل حاجة كويسة…
‘ ازاي وجودك في الدنيا غلط ؟
” مش ملاحظة اننا رغينا كتير ؟ ( اقفل نور الاباجورة ) روحي نامي…
‘ ايه البرود ده ؟!
” بتقولي حاجة ؟
‘ لا مش بقول… هو انا اتكلمت اساسًا…
” اه اتكلمتي…
‘ بيتهيألك…
قامت و ذهبت للسرير نامت عليه… نظر لها آسر و هي تعطيه ظهرها و ابتسم… قالت رنا في سرها
‘ يعني آسر قطعله ايده و هو اخده رهينه عنده و عمل فيه كده… و آسر قاعد عادي جدا… و انا لما صباعي اتلسع في حلة الرز قعدت يومين ابكي عليه !! يلهوي انا مش مصدقة… بحاول استوعب مش مصدقة برضو…
تاني يوم….
‘ هتفطر معانا ؟
” لا…
‘ ليه ؟
نظر لها بحدة ثم تذكرت والداه
‘ اه خلاص افتكرت… اجبلك الفطار هنا ؟
” لا… كده كده هخرج دلوقتي…
‘ رايح فين ؟
” بتسألي ليه ؟
‘ عادي…
” لا مش عادي… و لا انتي بدأتي تتقمسي في دور الزوجة المُهمتة ؟
‘ لا طبعا… انت فهمتني غلط خالص… بسأل عادي…
” متسأليش…
‘ ليه ؟
اقترب منها و قال
” هل نمتي في حضني قبل كده ؟
‘ ايه علاقة سؤالي بسؤالك ده ؟
” ردي بس…
‘ لا منمتش في حضنك قبل كده يا آسر باشا…
” يبقى اخرجي بره دور الزوجة ده لانه مش لايق عليكي…
‘ استغفر الله العظيم… ما تقول و انتي مالك و خلاص… لازم يعني اللفة دي…
” حبيت اوصلك ردي بطريقة كريتيڤ أكتر…
نظرت له بضيق و خرجت… ضحك آسر و اكمل إرتداي ملابسه و خرج… وجدهم مجتمعين على السفرة جميعًا… نظرت له والدته على أمل انه يأتي و يجلس معهم لكن تفادهم و ذهب…
” البطل عامل ايه ؟
* عمو آسر !!
قالها ياسين بتفاجىء… عانقه آسر و ربت على ضهره… ابتعد عنه و قال
” ايه الأخبار ؟
* انا تمام اوي… فين رنا ؟
” انا جيتلك من وراها…
* ليه ؟
” عايز اسألك كام سؤال كده…
* اتفضل…
جلس آسر بجانبه و قال بصوت منخفض
” اختك امبارح ضر*بتني…
* رنا ضر*بتك !!
” ايوة… تخيل ليه…
* ليه ؟
” عشان نسيت اجيب شيبسي بالطاطم… انسيت و جبته بالجبنة… راحت المفترية ضر*باني…
* شوف الوحشة… والله لوريها… فين التليفون…
” لا لا متتصلش… لو اتصلت هتضر*بني تاني…
* طب انا هساعدك ازاي ؟
” انا اعترف اني غلطت…. كله إلا الشيبسي بالطماطم… انا عايز اصالحها و عايزك تساعدني… ايه الحاجات اللي بتحبها ؟
* اممم… بتحب الشيبسي… و الفراخ و البطاطس و المكرونة…
” سيبك من الأكل… قصدي بتحب ايه ك هدايا ؟
* بتحب الكتب و السلاسل… بيني و بينك كده يا عمو… مرة اسمعتها بتقول انها محتاجة لاب توب…
” اشمعنا لاب توب ؟
* عايزة تشتغل عليه… رنا معاها لغة ألمانية ف كانت هتشتغل عليه مترجمة…
” اه فهمت… طب بُص انا هروح اغسل ايدي في الحمام و اجيلك تاني نفطر سوا…
* اوك يا عمو…
خرج آسر و توجه للحمام… فتح الحنفية يديه و وجهه… نظر لنفسه في المرآة و قال
” اول مرة اعرف انها محتاجة لاب توب… اول مرة كمان اعرف انها معاها ألماني و تقدر تشتغل مترجمة… غريبة مطلبتش مني اجبهولها… حتى تليفونها شاشته مكسورة و مطلبتش مني اجبلها واحد جديد… عمرها ما طلبت مني حاجة… معقولة مش عايزة حاجة لنفسها عشان علاج ياسين ؟
في تلك اللحظة تذكر كلامها :
” انا مستعدة اعمل اي حاجة ف سيبل ان اخويا يعيش… مش هقعد ايديا متكتفة و اتفرج عليه و هو بيتأ*لم و يمو*ت قدامي… مش عايزة حاجة لنفسي… المهم ياسين يخف ”
تنهد آسر… مد يده ليأخذ منديل يجفف به يديه لكن العلبة فارغة…
” بيحطوا فين المناديل ؟
ظل آسر ينظر يمينًا و يسارًا فلفت انتباه درج صغير… فتحه و عيناه اتسعت عندما وجد قُنبلة بداخله !!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة جميع حلقات الرواية اضغط على : (رواية لا افهمك)

اترك رد

error: Content is protected !!