روايات

رواية شمس ربحها القيصر الفصل الثلاثون 30 بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر الفصل الثلاثون 30 بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر البارت الثلاثون

رواية شمس ربحها القيصر الجزء الثلاثون

رواية شمس ربحها القيصر
رواية شمس ربحها القيصر

رواية شمس ربحها القيصر الحلقة الثلاثون

كانت شمس تجلس على احد الكراسي الموجوده في المكان تنتظر دخول قيصر إليها بعدما خرج الجميع كي يأخذها ويخرجان الى قاعة الحفل ..
كانت تشعر بتوتر شديد لا تعرف اذا ما كان بسبب الحفل الذي ستكون هي فيه محط أنظار جميع ضيوفه او بسبب ما ينتظرها بعد الحفل ..!!
نظرت الى الباب تنتظر قدومه ولأول مرة تشعر بالفضول حيال رأيه بها ..
دلف أخيرا بخطواته الرزينة ليتوقف على بعد مسافة منها متأملا إياها بملامح هادئة للغاية ..
لم يظهر على ملامح وجهه تعبير معين لكن نظرات عينيه كانت كفيلة بإخبارها بكل شيء ..
نظراته نحوها كانت مثالية .. أدركت كم هو معجب بها وبطلتها .. كم هو راضي عنها كعروس ولكن ما شعرت به وسبب لها نغزة داخلية هي تلك النظرة الغريبة التي لمحتها بين نظراته المليئة بالإعجاب ..
نظرة ذكرتها بحديث تارا السابق فعاود ذلك السؤال يراودها مجددا .. هل يمتلك مشاعر حقيقية نحوها ..؟!
كان قيصر يتأمل كل تفصيله فيها بشوق عارم وفكرة إنها باتت ملكه أخيرا أنعشته بقوة ..
مشاعره مختلطة ما بين توقه لها وسعادته بكونها باتت على ذمته ..
سعادة لم يتوقع ان يشعر بها يوما لسبب كهذا ..
آخر ما تخيله ان يسعد بوجود إمرأة في حياته ..
رغبته لا تقل عن سعادته فهو سينالها أخيرا بعد عامين من الإنتظار ..
كم رغب بها ..؟! وكم أرادها بين ذراعيه ..؟! والليلة سيحصل على كل هذا ..
ومع كل هذا المشاعر المختلطة كان قلبه ينبض بشكل جديد ومشاعر قوية بدأت تجتاحه نحوها ولأول مرة يعترف بإن رغبته بها لا تقتصر على العلاقة الجسدية فهو يرغب في وجودها في حياته تشاركه لحظاته وتسانده دائما ..
تقدم نحوها حتى وقف أمامها لتسأله بجدية :
” كيف أبدو ..؟!”
رد بصدق :
” رائعة ..”

 

 

ابتسمت بخفة وردت :
” أعلم .. ”
” تعجبني ثقتك بنفسك يا شمس ..تنعكس عليكِ بشكل ايجابي ..”
قالها وهو يتأمل عينيها اللامعتين وقد تذكر اول لقاء جمعه بها وكيف انجذب للمعة عينيها ..
انحنى نحوها وطبع قبلة رقيقة على شفتيها لترمش بعينيها قبل أن تحمر وجنتيها فيهمس بخفوت :
” دعينا نخرج وننهي هذا الحفل بسرعة ..”
ابتلعت ريقها وتوترت ملامحها وهي تفكر في القادم وما سيحدث وتتمنى ان تمر الليلة على خير ..
مد يده لها لتضع كفها في كفه وهي تفكر إنها بعد الآن ستبدأ شوط جديد من حياتها لا تعلم اذا ما سيستمر ام لا ..؟!
…………………………………………………………….
في الحفل ..
تقدم حاتم من قيصر وهو يبتسم بسعادة لينهض قيصر نحوه بإبتسامة هادئة فيهتف حاتم :
” واخيرا يا قيصر .. وأخيرا يا صديقي .. ”
ضحك قيصر ورد بخبث :
” وأخيرا يا حاتم .. عقبالك ..”
زفر حاتم انفاسه وردد بإحباط :
” لن يحدث ان شاءالله .. ”
أردف مشاكسا :
” المهم مبارك لك وان شاءالله نفرح بوريث عائلة عمران قريبا.. ”
ابتسم قيصر وقال :
” سيحدث ان شاءالله ..”
ابتسم له حاتم ثم اتجه نحو شمس ومد كفه وقال :
” مبارك يا هانم ..”
ابتسمت شمس وردت بعدما التقطت كفه :
” شكرا وعقبالك .. ”
” ان شاءالله ..”
قالها بإبتسامة ثم انسحب متجها الى طاولته ليجد حوراء تجلس على طاولة العائلة تتأمل القاعة بجمود فيقترب منها ويمازحها :
” ابتسمي قليلا يا حوراء .. ابتسامة واحدة لن ترسم التجاعيد على وجهك الجميل ..”
رمقته حوراء بنطراتها الباردة ليبتسم ويكمل :
” انه زفاف أخيك الأكبر يا فتاة .. افرحي قليلا ..”
ردت بصلابة :
” يكفي ان تفرح انت وغيرك … فرحتي من عدمها لن تغير شيء ..”
تنهد وقال :
” لا توجد فائدة .. “

 

 

احتدت ملامحها وقالت :
” بالطبع لا توجد فائدة .. لهذا لا داعي ان تتعب نفسك في حديث لن يغير اي شيء ..”
” لو فقط افهم سبب تمسكك برفضك لزوجة أخيك ..”
نظرت اليه حوراء ثم اشاحت وجهها وهي تفكر في حديثه ..
هل تخبره عن الأسباب الأساسية لرفضها كونها لا تناسبهم ولا تليق بهم ام عن السبب الذي جعلها تكرهها وتحقد عليها بشدة فهي جعلت أخيها يضربها ..
هي التي لم يجرؤ احدا يوما ويمد يدها عليها فجاء هو وفعلها وأمام واحدة لا تساوي شيئا ..
زفرت انفاسها ونهضت من مكانها بضيق لتجد دينا تتقدم نحوها وهي تهتف بها بحماس :
” تعالي ارقصي معنا انا ولميس وسوزان ..”
ردت بإمعتاض :
” شكرا .. لا اريد الرقص ولا احبه من الاساس ..”
ثم انسحبت من القاعة لتتأملها دينا بضيق قبل ان تعود الى لميس التي ترقص مع سوزان فتسمعها تسأل :
” ما بها حوراء ..؟! ”
ردت دينا بملل :
” كالعادة لا يعجبها شيء …”
هتفت سوزان بجدية :
” اتركوها وشأنها .. هي ليست من محبين الرقص اصلا .. ”
” تعالوا لنأخذ صورة ..”
قالتها دينا بسرعة وهي تشير الى المصور لتقفز رانسي من مكانها وتتبعهما وهي تهتف بهن :
” سآتي معكن .. انا ايضا من فتيات العائلة ويجب ان أشارك في الصورة ..”
………………………………………………………………
كان خالد يجلس على طاولة العائلة بجانب بقية أفراد عائلته يتأمل الحفل دون ان تغفل عيناه عنها فهو ينظر إليها لا اراديا بين الحين والآخر ..
كانت تجلس في الجهة المقابلة له على طاولة تجمعها بمجموعة من نخبة المجتمع التي تربطها صداقة بهم ..
ترتدي فستانا أسودا أيضا يليق بها بشكل يخطف الأنفاس ..
ابتسامتها ترتسم على شفتيها وجمالها الرائق يجذب انظار الجميع وحضورها يسيطر على جميع افراد الطاولة ..
كيف لها ان تمتلك كل هذه مقومات من جمال وجاذبية وحضور طاغي ..؟!
كيف ان تجتمع كل تلك المميزات في إمرأة واحدة ..؟!
أشاح وجهه بعيدا عنها محاولا عدم النظر اليها رغم رغبته في ذلك ..
انتبه اليها بعد لحظات وهي تنهض من مكانها متجهة خارج قاعة الحفل ..
حمل كأس العصير وارتشف منه قليلا قبل ان ينهض من مكانه ويتجه الى احد العاملين ليأخذ منه نوعا آخرا من العصير فهذا النوع لم يعجبه ..
سحب كأسا من العصير وبدأ يرتشف منه القليل حينما لمحها تدلف الى القاعة ..
سارت الى الامام لتتلاقى عيناها بعينيه فتهز رأسها بتحية رسمية وملامح جامدة قبل أن تعاود السير نحو طاولتها ليتأملها بإستغراب سرعان ما تحول الى انزعاج شديد مما حدث ..
سمع صوت حاتم يأتي من خلفه يسأله :
” ما بال وريث عائلة عمران وقطبها الثاني يقف وحيدا بعيدا عن العائلة والاصدقاء ..؟!”

 

 

رد عليه بملل :
” نهضت كي أخذ العصير ..”
وقف حاتم بجانبه وقال :
” الحفل رائع .. ”
وافقه خالد :
” معك حق .. ”
نظر حاتم اليه بطرف عينيه وقال :
” ألا تنوي ان تفعلها وتتزوج انت ايضا ..؟!”
رمقه خالد بنظرة سريعة قبل ان يعاود النظر الى الامام ويقول :
” ما زال الوقت مبكرا على هذا ..”
” ما زال مبكرا أم إنك تنتظر الفتاة المناسبة ..؟!”
رد خالد بجدية :
” أليس من الطبيعي ان يتم الزواج من الفتاة التي أراها مناسبة لي ..؟!”
” صحيح ..”
قالها حاتم وهو يفكر ان خالد لا يشعر بحوراء اطلاقا وهو الأمر الذي أحبطه قليلا ..
كان يتمنى لو يشعر خالد بها ويبادلها مشاعرها فربما حينها يستطيع احتواء تصرفاتها مع انه يشك في قدرة خالد على ذلك ببروده المستفز ..
زفر انفاسه بضيق ثم أخذ يتأمل الموجودين قبل ان يهمس لخالد :
” انظر الى كريم .. انه يرقص مع ابنة احد الوزراء .. هذا الشاب ينتقي الفتيات انتقاءا ..”
رد خالد بقرف :
” تافه وسخيف .. ”
ضحك حاتم وقال :
” لا اعلم متى سيترك علاقاته المشبوهة .. انه مدمن على الفتيات ..”
هز خالد رأسه وقال بجدية :
” فظيع .. لا اعرف كيف يتحمل نفسه ..؟!”
ابتسم حاتم بخفة ثم اخذ ينظر الى الجهة المقابلة حيث تقف كلا من لميس ودينا امام سوزان فيتأمل سوزان بشعرها الأشقر وفستانها الجذاب ولكن ما جذبه اكثر ابتسامتها الرائقة وسعادتها الغريبة بالنسبة ليوم كهذا ..!!
……………………………………………………………
صدح صوت موسيقى هادئة في ارجاء القاعة ليقبض قيصر على يد شمس وهو يهمس لها :
” حان وقت رقصتنا ..”
نهضت من مكانها معه وسارت جواره قبل ان تقف في منتصف القاعة فترفع يديها وتحيط رقبته بكفيها بينما يحيط هو خصرها النحيل بكفيه ..
بدئا يرقصان بتناغم شديد وهدوء بينما عيناه الزرقاوان لا تحيدان عن ملامح وجهها التي يعشق النظر اليها منذ اول مرة رأها فيها ..
” تبدين مرتبكة ..”
قالها بجدية متأملًا توترها الغريب لتهمس بصدق :
” خجلة قليلا ..”
ابتسم وقال :
” لم أعهدك خجولة يا شمس .. ”
زمت شفتيها بعبوس وقالت :
” خجولة في المواقف التي تستدعي ذلك ..”
تأمل شفتيها المزموتين برغبة دفينه لتكمل بتردد :
” الحفل سيستمر حتى منتصف الليل ، أليس كذلك ..؟!”
سألها :
” تريدين إنهاؤه قبلها ..”
هزت رأسها نفيا ليبتسم على توترها الذي يفهم سببه في ليلة كهذه ..
كان الجميع يتابعهم حينما نهض حاتم وتقدم نحو حوراء يهتف بها :
” ما رأيك ان ترقصي معي يا حوراء ..؟!”
نظرت إليه حوراء بتأهب قبل ان تضع كفها في كفه على مضض وتسير بجانبه كي يرقصا سويا ..
تأملتهما علياء قبل ان تهمس الى حنان والدة حاتم :
” انظري ابنك يرقص مع حوراء .. هل تفكرين بما افكر به ..؟!”
رفعت حنان حاجبها وقالت :
” بالطبع لا افكر ..”
سألتها علياء بدهشة :
” لماذا ..؟! ألا تريدين تزويجه ..؟!”
ردت حنان بضيق :
” إلا ابنة كوثر .. هل انا مجنونة لأزوجه من حوراء يا علياء .. ؟! ثانيا انت تعلمين إن حوراء بمثابة اخته الصغيرة وهي تراه اخوها الكبير .. لذا لن يحدث هذا ابدا ..”
أكملت بعدها وهي تتأمل ابنها :
” انا حقا اريد تزويجه لكن من فتاة مناسبة ويرغب هو بها في ذات الوقت ..”

 

 

” الفتيات كثيرات حولك يا حنان .. اقترحي عليه احداهن مبدئيا مع إنني افضل ان يختار شريكة حياته بنفسه ..”
أومأت حنان برأسها قبل ان تتأمل الناس حولها فتقع عيناها عليها لتهتف فجأة وهي تشير الى علياء نحوها :
” ما رأيك ..؟!”
قالت علياء :
” سوزان ..؟! تفكرين بسوزان يعني ..؟!”
ابتسمت حنان وهي تتأمل الفتاة الجميلة بإعجاب شديد :
” انظري إليها .. انها مثالية .. بها كل المواصفات المطلوبة .. ابنة عائلة معروفة .. والداها معروفان وذوي سمعة طيبة .. جميلة وخريجة .. ماذا اريد اكثر من ذلك ..؟!”
قالت علياء بجدية :
” ما تقولينه لا خلاف عليه .. لكن حاتم يعرفها منذ الصغر ولم يفكر بها ..”
قاطعتها حنان :
” لا يعرفها بحق .. تعاملهما رسمي وهي دائما في الخارج مع والديها .. وعن كونه لم يفكر بها فهذا سيتغير عندما ألفت نظره نحوها ..”
” جيد .. سوزان فتاة جيدة .. اتمنى أن يتحقق ذلك .. ”
قالتها علياء ثم عادت تتحدث مع احدى المدعوات واندمجت معها في حديثها تاركة حنان تفكر في خطة تجذب من خلالها حاتم الى سوزان ..
………………………………………………………………
انتهت الرقصة واتجه الضيوف بعدها الى البوفيه لتناول العشاء ..
كان حاتم يتحدث مع خالد في احد اركان المكان حينما لمح تارا تتقدم وهي تحمل طبقها ليهتف بها :
” تارا هانم .. لم أرك منذ بداية الحفل ..”
ضحكت وهي تسأله بعدما وقفت أمامه :
” كيف حالك يا حاتم ..؟!”
رد وهو يلتقط كفها :
” بخير يا تارا .. ماذا عنك ..؟!”
” بخير .. الحمد لله ..”

 

 

قالتها برقة قبل ان تنظر الى خالد للحظة ثم تعود ببصرها نحو حاتم الذي تأمل طبقها فمازحها :
” ما هذا يا تارا ..؟! اين الطعام أخبريني ..؟! ”
ابتسمت وردت :
” لست جائعة فإكتفيت ببعض السلطات .. ”
” وأنا ايضا .. اساسا لا احب تناول الطعام في الحفلات ..”
أكمل بعدها ممازحا :
” ألن تغني في حفل زفاف الباشا خاصتنا ..؟!”
” للاسف كلا فأنت تعلم جيدا إنني لا أغني في حفلات الزفاف ..”
قالتها بجدية ليومأ برأسه وهو يردد :
” أعلم أعلم ..”
اقترب احد الضيوف منهم وحياهم لينشغل حاتم معه بالحديث فينظر خالد اليها للحظة ثم يهتف :
” كيف حالك ..؟!”
ردت بإقتضاب :
” بخير ..”
رفع حاجبه متسائلا :
” هل هناك مشكلة ..؟!”
” عفوا ..؟!”
هتفت بها ليكمل بصراحة :
” أشعر ان هناك خطب ما من طريقة تحيتك ونظراتك لي ..”
” لا يوجد اي شيء من هذا القبيل .. انا أتعامل معك بناء على مدى المعرفة بيننا والتي لا تتجاوز لقائين او ثلاثة قصيرين للغاية وكلمات مقتضبة ..”
” فهمت .. ”
قالها بجمود لتبتسم له برسمية ثم تنسحب من أمامه وهي ما زالت تحافظ على إبتسامتها ..
………………………………………………………….
قارب الحفل على الانتهاء وكل شيء يسير على ما يرام ..
الحفل منظم بشكل مثالي ..
الجميع سعيد بإستثناء القليل ..
فادي يلتزم مكانه على طاولة العائلة دون ان يتحرك منها إلا عند موعد الطعام حيث اضطر للنهوض كي لا يستغرب احد سبب عدم نهوضه وذهابه الى هناك ..
مر الحفل سريعا وانتهى على خير ليذهب العروسان الى الجناح المخصص لهما في نفس الفندق ..
دلفت شمس الى الجناح يتبعها قيصر لتذهب الى الخزانة فورا وتخرج قميص النوم المخصص لها ثم تحمله وتتجه الى الحمام ..
” الى اين ..؟!”
سألها قيصر مندهشا لتضم قميص نومها اليها لوهلة ثم تجيب بعدما التفتت نحوها :
” سأغير ملابسي ..”
تأمل الإرتباك والتوتر الذي يسيطر عليها بشفقة فأومأ برأسه متفهما وقد ادرك حاجتها للانفراد قليلا ..
سارت بسرعة الى الحمام واغلقت الباب خلفها ومن حسن حظها ان فستانها الثالث كان قصيرا بسيطا يمكن خلعه بسهولة وقد تركت شعرها حرا مرفوعا من الامام فقط عندما ارتدته لذا لن تحتاج الى جهد في خلع الفستان او فك شعرها ..
خلعت الفستان ثم ارتدت قميص النوم لتقف امام المرأة فتتأمل شعرها الطويل المرفوع من الجانبين ووجهها بتمعن ثم اخذت تفكر فيما ستفعله ..
أغلقت الروب جيدا وحمدت ربها ان قميص نومها محتشما للغاية ثم تلفتت حولها قبل ان تخرج بتردد من الحمام لتدعي التعثر أمامها فتسقط ارضا وتصرخ بألم كاذب ..
انتفض قيصر من مكانه وسار نحوها لينحني تجاهها ويسألها بقلق :
” هل انت بخير ..؟! ماذا حدث ..؟!”
هتفت بتعب مصطنع :
” قدمي تؤلمني قليلا .. لا اعرف ماذا حدث .. فجأة دارت الارض بي ..”
تنهد براحة وقال :
” ربما أرهقت قليلا فالحفل كان طويلا ..”
أومأت برأسها واكملت كاذبة :
” او ربما لإنني لم أنم منذ ثلاثة ايام ..”
” ألم تنامِ منذ ثلاثة ايام ..؟! لماذا ..؟! ”
سألها بدهشة لتهتف بإحراج مفتعل :
” لم أستطع .. كنت قلقة للغاية ..”
” لماذا ..؟! ما سبب هذا القلق الغير منطقي ..؟!”

 

 

ابتلعت ريقها وزاغت عيناها لتقول بعد لحظات :
” انا .. انا ..”
” هل هناك شيء يا شمس ..؟! تبدين مضطربة للغاية ..”
هزت رأسها وردت :
” انا خائفة ولست مستعدة لهذه الليلة ..”
رفع حاجبه وسألها :
” كيف يعني ..؟! ماذا تعنين بلست مستعدة ..؟!”
اخذت تفرك كفيها وقالت :
” يعني .. ”
صمتت للحظات ثم هتفت بدموع كاذبة :
” ليس بيدي .. انا خائفة بل مذعورة .. أريد قليلا من الوقت .. من فضلك ..”
زفر انفاسه وقال بضيق:
” حسنا لا تبكي .. لا داعي لهذه الدموع يا شمس ..”
مسحت دموعها برفق وقالت مدعية الخجل :
” انا اسفة .. اعتذر .. لكن يبدو ان الخوف الفطري من هذه الليل اضافة الى ما حدث في الماضي يؤثر علي .. أشعر أنني لم أتجاوز تلك الحادثة ..”
قاطعها بحدة :
” يكفي .. لا أحب أن تذكري ما حدث في الماضي .. من فضلك لا تفعلي ..”
هزت رأسها وهتفت بخفوت :
” اذا كنت مصرا على إتمام زيجتنا الليلة فسأحاول ..”
قاطعها بجدية :
” بالطبع لا .. لن أجبرك على شيء لا تريدنه او غير مستعدة له .. ”
حدقت به وهتفت :
” ولكن ألن تنزعج .. ؟!”
هتف بهدوء مصطنع :
” يزعجني أكثر أن تكوني حزينة او غير مرتاحة ..”
” شكرا ..”
قالتها بإمتنان قبل أن تضع كف يدها على فمها و تتثائب
ثم تهتف به :
” حسنا سأخلد للنوم فأنا مرهقة .. تصبح على خير ..”
ثم طبعت قبلة خفيفة على وجنته ونهضت من مكانها لتتمدد على السرير وهي تبتسم بإنتعاش ثم تجذب الغطاء عليها وتغمض عينيها براحة غير مسبوقة ..

يتبع..

تعليق واحد

اترك رد

error: Content is protected !!