روايات

رواية جمال الأسود 2 الفصل الأول 1 بقلم نور زيزو

رواية جمال الأسود 2 الفصل الأول 1 بقلم نور زيزو

رواية جمال الأسود 2 الجزء الأول

رواية جمال الأسود 2 البارت الأول

رواية جمال الأسود 2 الحلقة الأولى

____ الفصـــــل الأول (1) ____
كلما نظرت إلى عينيك أبصرت بك سلامي واماني، ولو كان للعشق اسمًا لكان اسمك، ولو كان له وجه فهو وجهك حتمًا…
فتحت “مريم” عينيها بعد أستيقاظها، هذه الفتاة التى تملك من العمر ستة وعشرون عامًا تتوسط فراشها الضخم بجسدها النحيل والغطاء الحريري يغطي نفسها السفلي ويظهر جسدها العلوي مُرتدية قميص نوم وردي اللون بحمالة، فركت عينيها العسليتين بأناملها بخفة ثم أعتدلت فى جلستها بلطف تمطي الذراعين بتكاسل ناظرة على الخادمة التى تفتح الستائر عن الشرفة حتى تظهر أشعة الشمس الذهبية من خلال الزجاج القوي الذي يحجب الأصوات من الخارج، أقتربت “نانسي” نحوها بروبها الحريري وقالت:-
-صباح الخير، يارب ما يكون صوتنا اللى صحاكي
تبسمت “مريم” بعفوية وهى تترجل من الفراش وتأخذ الروب من يدها ترتديه وأغلقت رباطه حول خصرها ثم قالت:-
-لا، صوت مكة!! بتعيط ليه؟
وقفت “نانسي” خلف ظهرها ترفع شعرها من أسفل الروب؛ لينسدل على ظهرها بنعومة وطوله الذي بلغ نهاية الظهر، مُجيبة عليها بنبرة خافتة:-
-صحيت جعانة بس متقلقيش الناني عملت ليها اللبن وأكلت
أومأت “مريم” إليها بنعم وأتجهت إلى المرحاض وكانت الخادمة بداخله تشعل الشموع العطرية لأجلها ثم غادرت وأغلقت الباب، نظرت “نانسي” لهؤلاء الخادمات وقالت بحزم:-
-يلا على تحت، جهزوا الفطار ومتنسوش كوباية الشاي الأخضر وعلى الله تكون باردة زى المرة اللى فاتت
غادر جميع الخدم الجناح الملكي والملكة الوحيدة هنا هى “مريم” زوجته المُدللة رغم أنها لا تعرف الكثير عن الغرور أو التكبر، فتاة تجاهل كيفية التعامل مع مكانة زوجها المرموقة، نصف ساعة وخرجت “مريم” من المرحاض ورأت خادمة تقف بغرفة الملابس تختار إليها الملابس فقالت بعفوية:-
-روحي أنتِ
أخترت “مريم” بنطلون أسود فضفاض وقميص نسائي أحمر اللون بكم تدخله فى البنطلون، جاءت “نانسي” لها بحذاء أحمر ذو الكعب العالي فأخذته “مريم” وجلست على المقعد أمام المرآة ترتديه بأنحناءة قوية، راقبتها “نانسي” الذي أصبحت أقرب إليها من الجميع وليس مجرد خادمة، بل بفضل وجود “مريم” بهذا القصر أصبحت بمكانة تفوق جميع الخدم، فأصبحت بمكانة مربيتها وصديقتها ثم همهمت بهدوء:-
-برضو مُصرة تروحي للشركة، ما بلاش الموضوع دا
وقفت “مريم” بأستقامة تنظر للمرآة على هيئتها وملابسها المُرتبة ثم قالت بعبوس من زوجها:-
-لا يا نانسي، لازم أروح… أنا بستفاد أيه من كل العز دا والدلال وخدم تحت أشار مني وجوزي الغالي بعيد عني، فكري يا نانسي معقول كل اللى بحتاجه هو شوية خدم يدللوني وعربية من أحدث موديل ومجوهرات ولبس من براندات عالمية، لا أنا كل دا ولا بيساوي حاجة عندي ما دام جمال بعيد عني، أنا كام مرة نبهته أني مش عايزة كل دا وأنه يرجع أخر اليوم ليا أغلي حاجة وأغلي من كل دا
أستدارت “مريم” إليها بعبوس ثم قالت:-
-بنته يا نانسي بقيت بتنسي شكله من كتر ما هو مشغول عننا، لا أنا لازم أروح وجمال لازم يختار يا أنا وبنتنا يا أم شغله …
ترجلت “مريم” للأسفل ومعها سترتها، جلست على السفرة تتناول الأطفال بإستياء وعينيها تحدق فى هذا المكعب الإلكتروني وقالت:-
-جين!!
تحدث هذا المكعب الإلي بصوته قائلًا:-
-ماذا تريدني يا سيدتي؟، أطلبي !!
تبسمت “مريم” بسمة مُزيفة وتركت الشيطرة من يدها وقالت:-
-أنت بتستاهل أنه يبعد عني
لم يجيب “جين” عليها فلم يفهم هذا الجهاز الإلي سؤالها، وقفت من مكانها وكانت الخادمة بجوارها وتحمل “مكة” طفلتها الصغيرة على ذراعيها فقبلتها “مريم” بلطف وقالت:-
-أنا مش هتأخر يا نانسي، خلي بالك من مكة
اومأت إليها بنعم وبعثرت غرة “مكة” الطفلة التى تبلغ من العمر سنة ونصف، أخذت “مريم” من ذراعها بلطف وأبتعدت عن الخادمة والطفلة وقالت:-
-أبقي طمنيني على الأقل على جنانك
هزت “مريم” رأسها بنعم وأرتدت سترتها السوداء وهى بدون أكمام، خرجت من القصر الذي فتح أبوابه الإلكتروني تلقائيًا فور أقترابها منهم، رأت “صادق” السائق يقف جوار سيارة حمراء من ماركة المرسيدس وفتح الباب الخلفي لها، صعدت بها وأنطلق إلى الشركة حيث يوجد زوجها …….
_______________________
(شركة الجمال جى أند أم للإلكترونيات)
جلس “شريف” على المقعد المقابل للمكتب الزجاجي الضخم، يليق بهذه الشركة ولم يكن مجرد مكتبًا بل كان سطح المكتب كالشاشة الإلكترونية التى تعمل باللمس حتى يستطيع عرض كل شيء والقيام بعمله من خلالها، تحدث “جمال” بنبرة قوية جادة:-
-خليهم يعملوا تعديل علي الأبليكشين دا، فى ثغرات كتير.. لازم يزودوا الأمن والحماية للخصوصية أكتر
أومأ “شريف” له بنعم ثم دق باب المكتب يقاطع حديثهما، دلفت “أصالة” وقالت بنبرة رسميةهادئة:-
-أستاذ راغب اتصل وسأل على حضرتك وبيقول أنه طالع عشان فى موضوع مهم
نظر “جمال” بأندهاش” إلى “شريف” من طلب محاميه لرؤيته فجأة فقال بنبرة جادة قلقًا:-
-ماشي ما يجي دخليه
هزت رأسها بنعم ثم خرجت من المكتب ودقائق قليلًا بمجرد وصول المصعد إلى الطابق، دلف “راغب” إلى المكتب وكان وجهه باسمًا؛ ليهدأ “جمال” من قلقه ما دام “راغب” يبتسم، تحدث بنبرة دافئة:-
-صباح الخير يا فندم
تحدث “شريف” بنبرة خافتة ويده تشير على المقعد لكي يجلس “راغب”:-
-صباح أيه يا راغب الساعة 3 دا إحنا قربنا نقوم نصلي العصر يا متر، أتفضل
جلس “راغب” ببسمة اكثر ونظر إلى “جمال” بعفوية وقال:-
-مدام مريم كلمتني وقالت أنها فى الطريق و…
عاد “جمال” بظهره إلى الخلف بأسترخاء وتبسم كأن ذكر اسمها وحده كفيل بان يمتص منه القلق وينير قلبه بالبهجة، قاطع حديث “راغب” بنبرة عفوية كأنه علم سبب فعل زوجته لذلك يقول:-
-وطلبت منك المرة دى ترفع قضية طلاق ولا وصلنا للخلع..
نظر “شريف” إليه بدهشة ثم قال مُستغربًا:-
-خلع!!
ضحك “جمال” إليه بعفوية وقال بنبرة دافئة هائمًا عقله بملامح وجه زوجته المحفور بداخل قلبه قبل خلايا المخ:-
-دى عادة مريم يا شريف، من وقت ما ولدت وإجازتها من الشغل طولت وبقت طول الوقت فى البيت.. بقت تحس بالملل والزهق ودا طبعًا لازم يوصل لي فبقت عايزاني طول الوقت فى البيت ومعاها وأنزل الشغل ساعتين ثلاثة بالكتير…
-معقول دا!!
قالها “شريف” بجدية صارمة على عكس زوجها التى تبسم فقط لكونه يذكرها أو يتحدث عنها وقال:-
-عارف أن الشيء اللى صادمك دا أحلي ما فى مريم، مريم تقريبًا البنت الوحيدة اللى متغرتيش وسط المال والسلطة والشهرة، مريم إعلامية ومشهورة وعندها مال وسلطة ومتغيرتش، لسه محتفظة ببراءتها ومجنونة وقت لما بتغير بس الحمد لله أن الجنان بيكون لما بتغير بس وكل اللي عايزاه هو الحب وأنا متفهم دا ولو على جنانها فأنا مستحمله وبعدي، الراجل الناصح مش اللى يرفع صوته ويمد أيده بالعكس مريم بكلمة حلوة بلين وتنسي الزعل ودا من طيبة قلبها، هى بس بعد كل سفرية تتخانق عشان بعيد عنها بس عادي بتحصل محدش حياته كلها وردية يعنى.. قالتلك أيه يا راغب المرة دى؟
نظر “راغب” إليه ببسمة عفوية وقال:-
-أنا معاك لأنها مش أول مرة تصر على الطلاق بس المرة دى هى غضبانة جدًا لدرجة أنها فى طريقها دلوقت لهنا عشان نأخد أجراء
تبسم “جمال” إليه ببهجة فقط لأن القدر سيسمح له بفرصة لقاءها الآن حتى وأن كانت غاضبة من إنشغاله فى العمل عنها، دق باب المكتب ودلفت “مريم” بعبوس، تبسم “جمال” أكثر ببسمة مبهجة وقلب عاشق على عكس ملامح وجهها العابس وعقدة حاجبيها من الغضب، وقف “شريف” بهدوء مُبتسمًا وقال:-
-أهلا وسهلا يا مدام مريم.. عن أذنكم
غادر الغرفة فجلست “مريم” على المقعد مكان “شريف” وتطلعت بزوجها المُبتسم فلم تري هذه البسمة من فترة طويلة بسبب غيابه عن المنزل وعندما يعود يكن مُتأخرًا وهى نائمة مع طفلتها، وضعت قدم على الأخري بغرور مُصطنع فكتم “جمال” ضحكاته بصعوبة من أصطناعها الغرور وهو لا يليق بها، حاول كبح الضحك حتى لا يُثير غضبها أكثر وقال:-
-الشركة نورت يا…..
قاطعته “مريم” بغلاظة حادة تقول:-
-لا نورت ولا ضلمت، هى منورة بيك أكيد.. أنا جاية عشان حاجة تانية ما تقوله يا متر، أنا عايزة أطلق يا جمال ولو مش هطلقني هرفع قضية طلاق ومتقوليش مش هينفع
نظر “جمال” إلى “راغب”بعبوس من كلماتها وتخلي عن بسمته، تحاشي “راغب” النظر له بخوف من نظراته القوية الصارمة وحدق بها ولم تكن مرتها الأول فى هذا الطلب بل كلما غضبت من زوجها أو غارت عليه طلبت الطلاق والآن تجلس أمامه بعد إعادة طلبها من جديد، تحدث “راغب” المحامي بنبرة قوية وقال:-
-يعنى حضرتك عايزة تطلقيه ليه يا مدام مريم، هنقول للقاضي فى أسباب الدعوى أيه؟ بيمد أيده؟ قولتي لا، بيخونك؟ برضو لا، بيشرب مخدرات؟ دى مستحيل، مبيصرفش … بلاش نتكلم عن الصرف لأن مفيش حد هيصدق أن جمال المصري بنفسه مبيصرفش لأن معندوش أكتر من الفلوس، وعندكم طفلة ممكن تشرحيلي سبب واضح مقنع يخليني أرفع قضية طلاق
حدق “جمال” بزوجته التي تجلس مقابله وكز على أسنانه ببرود شديد وتحدث بنبرة جادة:-
-اسأل والله أنا كمان يا راغب حابب أعرف مراتي عايز تتطلق ليه؟
نظرت “مريم” إلى “جمال” بغيظ شديد من بروده المُستفز، قالت بنبرة باردة ولا مبالاة:-
-زهقت
ضحك “جمال” على سبب زوجته وأشار إلى “راغب” بأن يغادر المكتب، خرج “راغب” اولًا ثم وقف “جمال” من مقعده وسار نحوها بخطوات باردة وعينيه ترمقه ؛ لتقف هي الآخري من مقعدها وترمقه حتى وصل إليها ثم قال:-
-زهقتي يا مريم؟ والله دا سبب مقنع عشان تطلبي الطلاق
مطت شفتيها بحزن ووجه عابس طفولي، طأطأت رأسها للأسفل بخفوت وقالت:-
-مش أنت بطلت تحبني يا جمال
وضع أصبعه أسفل ذقنها ثم رفع رأسها للأعلي كي تتقابل عيونهما معًا، تطلع بهذا الزوج من العيون الذهبية التى تحملهما ورموشها الطويلة الساحرة، همهم بنبرة دافئة ويده الأخري تتحرك بطول ذراعها:-
-معقول يا مريم أبطل احبك، ها قلبك مصدق دا
نظرت إليه بعيني عاشقة إليه ووضعت يديها على صدره بلطف ثم قالت بنبرة هامسة ناعمة:-
-يا حبيبي ما أنت اللى على طول فى الشغل وبعيد عني
تبسم إليه بسعادة وهى شبه واقفة بين ذراعيه من قُربهما وضربات قلبه تتسارع بجنون لأجل هذه المرأة التى سكنته من الداخل وأحتلت عقله ولأول مرة يقبل مُحتلًا بأحتلال عرشه وكيانه، قال:-
-يعنى حبيبك وعايزة تطلقني ها
لم تقوي على مقاومة عينيه بنظرات العشق الدافئ المُنبعثة منهما، أزدردت لعابها بأرتباك وثورة العشق تغمره من الداخل، همست إليه بخفوت:-
-مستحيل، حتى لواتجننت للحظة، أنا مستحيل أبعد عنك وأنت عارف كدة يا جمال
قبل جبينها بلطف مع بسمته الخافتة وقال:-
-وأنا مستحيل أبطل أحبك يا مريم، أنتِ أنفاسي وروحي ودقات قلبي وعشان أبطل أحبك لازم قلبي يبطل يدق…
قاطعته بسبابتها الذى وضعته على شفتيه تمنعه من إكمال هذه الكلمات الحادة وقالت بجدية:-
-متكملش يا حبيبي
ضحك إليها بخفة وقال:-
-يعنى هتبطلي جنان ومش هتطلقني، مريم بالله عليكي أخر مرة طردتي الخادمة عشان فكرتي أنها أحلي منك وهتخطفني منك، ولما أصالة أتصلت بيكي وقالت أن جه وجه جديد للإعلانات غيرك جيتي عملتي حرب فى الشركة وأنتهت بدخول البنت للمستشفي، الله يخليكي يا مريم أعقلي شوية لأن مشكلتك مش بس الغيرة ولا كمان رايحة لراغب تقوليله يرفع قضية طلاق وحضرتك حابة تطلقني، يا روح قلبي والله بحبك … قوليلي أعمل أيه عشان تصدقي أني بحبك أنتِ وتبطلي جنانك دا
جذبته من ياقة قميصه إليها وعينيها تحدق بعينيه بعنادٍ وتحدٍ قوي ثم قالت بشراسة وجراءة:-
-مش هبطل جنان، أصلًا جناني من عشقي ليك يا جمال وأنا مستحيل أقبل بأي واحدة تبتسم فى وشك حتى لو كانت بتجاملك أو عشان الشغل، أنا مجنونة وأنت ما عليك ألا أنك تتحمل جناني، لأنه جنان عشقي يا جمال وطالما أنا عاشقاك هفضل مجنونة ومتهورة واه كل واحدة هتقرب منك هجيبها من شعرها ومتطلبش منى أتعامل على أنها إعلامية ولا أني زوجة لأغني رجل فى العالم ولا أبص لمكانة .. أنا هفضل مريم بنت الريف المجنونة إذا كان عجبك وللعلم لو مش عاجبك معندكش أختيار غير أنه يعجبك يا عمري
ضحك عليها بخفة ثم قال:-
-الله يخليكي، لو حد من الموظفين دخل دلوقت يقول أيه، جمال بيه على سن ورمح بيتهدد ها، وكمان أيه من عقلة أصبع … يا مريم أنتِ قد عقلة الأصبع لكن عقلة اللأصبع دى قلبي مش مكفيها
تبسمت بعفوية وقد تخلت عن غضبها وعنادها وحتى نظرات التحدي والقوة تبدل حالهما إلى نظرات دافئة هائمة بهذا الرجل الذي يحتلها بعشقه، تمتمت بخفوت:-
-لا عاش ولا كان يا حبيبي اللى يهددك
قهقه ضاحكًا بقوة عليها من كلماتها ويديه تتشبث بذراعيها وقال بعفوية:-
-والله عايش أهو قصادي وبيهددني.. المهم روحي دلوقت وبليل أنا لما أرجع هصلحك وأشوف عايزة أيه وهعملهولك ومش هتأخروعد
نظرت إليه بحب ويديها تداعب أزرار قميصه ببراءة ثم قالت بهمس وترجي:-
-لو عايز تصلحني بجد ودينى البلو سيتي، أنت عارف أن المكان جميل وكذا حد من صحابي قال أنه جميل وساحر بجد، 3 أيام والله مش اكتر يا جمال
نظر إلى عينيها التى تبتسم إليه بُحب وتترجاه أن يوافق ولا يرفض طلبها، اقترب منها بلطف وقبل جبينها بقبلة رقيقة، هدأت كل براكين الغضب والحزن بداخلها وتناست كل شيء حدث وغيابه عنها بهذه القبلة الناعمة التى أخمدت كل نيرانها وامتصت ألم أشتياقها إليه، رفعت نظرها إليه هائمة بدفئه وهمست إليه:-
-يالله عليك يا جميل، دفئك مبيتغيرش ودا اللي بيطمن
تبسم “جمال” إليها مُنذ أن أحبته وهى تخبره بأن دفئه الذي لمسته به رغم قسوته وقوته سبب لعشقها إليه وشعورها بالأمان والسلام جواره، همهم بلطف قائلًا:-
-أسبوع يا مريم مش ثلاث أيام… والله عشان عيونك وبسمتك دا أبيع العالم كله مش شوية أيام فى الشغل..
عانقته بسعادة وهى لا تصدق أنه وافق حقًا على ذهابهم إلى هذه القرية السياحية فى الغردقة وسيتوقف عن العمل قليلًا لأجلها هى وطفلتها، طوقها بذراعيه بسعادة……
________________________
تأفف “شريف” بصدمة ألجمته من الخبر الذي تفوه به “حسام” للتو وقال بتلعثم من الصدمة:-
-أنت متأكد يا حسام أنه حازم مختار المصري أبن اخوه، متأكد من الأسم
أومأ “حسام” بجدية صارمة وقال بثقة مما علم به:-
-اه واحد زميلي من المطار قالي أن أسمه على طيارة بكرة بليل وراجع، تفتكر راجع ليه؟ عشان امه سارة اللى مرمية فى مستشفي المجانين ولا عشان أجراءات الميراث خلصت ودلوقت هو الوريث الوحيد لسارة ومختار
ضرب “شريف” يديه ببعضهما بحيرة وعقله نشبت به نيران القلق من القادم ويمر كل ما حدث فى الماضي أمام عينيه كشريط فيلم يُذكره بأوجاع وصعوبات الماضي وقال:-
-معرفش يا حسام، ربنا يستر منه، الواد دا مش بس ابن أخوه مستر جمال، دا كمان ابن سارة وتربية عوالم وأديك شوفت اللى العوالم بتعمله وسارة عملت كتير والمرة دى لو حازم غلط مستر جمال مش هيتردد لحظة فى قتله بأيده ويبقي العم قتل ابن أخوه بأيده…. ربنا يستر من الأبواب اللى بتتفتح علينا دى… كان ناقصنا حازم كمان
__________________________
وصل “جمال” مع “مريم” على الغردقة كما طلبت منه بسيارة روز رايز البيضاء طويلة، أغلي سيارة بالعالم تليق بمكانة صاحبها، توقفت أمام باب الفندق ثم فتح الموظف الباب الخلفي للسيارة وترجل منها رجل الأعمال وزوجها “جمال المصري” صاحب أكبر شركة للإلكترونيات والذكاء الأصطناعي بالشرق الأوسط ومن ضمن العشرة شركات على العالم، مد يده إلى زوجته لتترجل “مريم” من السيارة ورأت الجميع يقف على ساق وقدم من خبر وصول أكبر رجل أعمال بالبلد إلى المدينة الزرقاء وكان فى مقدمة نائب رئيس المكان بنفسه لأستقبال زوجها الذي يتحدث عنه الجميع وبهذه البلد هو ملكًا بعمله وناجحه الذي فرض على الجميع أحترامه وتقديره، تبسمت بسعادة طفولية تملكها من قدومها إلى هذا المكان برفقته حقًا وتركه للعمل لأيام قليلًا من أجلها ، تبسم نائب الرئيس “زين” الذي يقف برفقة “جابر” مساعده فى أستقباله، تحدث “زين” إليهم برحب:-
-شرف كبير لينا إقامة حضرتك فى بلو سيتى
تبسم “جمال” بلطف إليهم وكلف وقال بغرور ونبرة شامخة:-
-بتمني تكون كالجنة زى ما مريم قالت
قالها وإشار على زوجته التى تبتسم بعفوية أمامه وتبسمت “ورد” هذه الفتاة التى تقف على بعد خطوتين وهى زوجته “زين” بحماس فور النظر إلى “مريم” وعرفتها جيدًا فهى من أشهر الإعلامين فى البلد وقالت:-
-بالتأكيد هتتبسط، صدقينى المكان هنا كالجنة وزى ما بيقولوا عنه هو مالديف مصر، مُتأكدة أنك هتتبسطي وقت تشوفي كل زاوية بالمكان
أومأت “مريم” إليها بنعم وحماس شديد ويديها تتشبث بزوجها كأنها تخبره بتشبثها أنها وصلت لجزيرة العشاق معه لأجل عشقهم فقط، حتى أنتبهت لثبات الجميع مع ظهور رئيسهم “تيام” الذي خرج من الداخل مُرتديًا بدلته الرسمي ليشير “زين” عليه برحب وقال:-
-تيام الضبع رئيس المكان
صافحه “جمال” بثقة وقال بجدية حازمة:-
-أهلا وسهلا
أنطلقت “مريم” مع “نانسي” والخادمة التى تدفع عربة “مكة” طفلتهم الرضيع إلى المنزل الخاص بهم داخل هذه القرية بينما تأكد “جمال” من حماية المكان وأمنه مع “حسام” وقال:-
-خليهم يفتحوا عينيهم يا حسام، أنا منمتمش من أمبارح من ساعة خبر حازم، ومن لحظة وصوله للمطار وبمجرد ما رجله تلمس الأرض يكون تحت عينيك أنا مش عايز غلطة ولا اللى هسمح للى حصل يتكرر فاهم
أومأ “حسام” إليه بجدية مُلبيًا كل أوامره وعاد معًا إلى المنزل المُستقل الذي حجز لهما، تحدث بجدية:-
-بكرة الصبح بتوصل عربية أيلا وخليت إدارة الفندق تجهز مكان مخصص ليها وفهمتهم أن الفرسة دى مهمة جدًا وهم أمنه المكان لأيلا
هز “جمال” رأسه بنعم بأسترخاء وقال:-
-كويس أنت عارف أن مريم روحها فى حصانها
دلف للمنزل بعد أن ترك “حسام” قائدًا على رجاله فى الحراسة وصُدم عندما وجد ………..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة جميع حلقات الرواية اضغط على : (رواية جمال الأسود 2)

اترك رد

error: Content is protected !!