روايات

رواية صفعات القدر الحاني الفصل الرابع 4 بقلم عائشة حسين

رواية صفعات القدر الحاني الفصل الرابع 4 بقلم عائشة حسين

رواية صفعات القدر الحاني البارت الرابع

رواية صفعات القدر الحاني الجزء الرابع

صفعات القدر الحاني
صفعات القدر الحاني

رواية صفعات القدر الحاني الحلقة الرابعة

ستخضر الدروب اذا
رضينا وينبتًُ في
يبابِ العُمرِ زهراً
ونحيا بعد كُربتنا ربيعاً كأننا لم نذُق
بالأمسٍ مُراً… .
تلونت الحية بألوان تبهر الناظرين ،… .
جلست العمة بجانب أخيها تحتسي كوبا من الشاي… ارتشفت رشفه صغيرة ثم داعبت بسبابتها حافه الكوب قائلة
-ياسمين دي باين عليها مش ساهله خالص أكلت دماغ قاسم ..تصور ياحاج جبلها هدوم ب10الالآف جينيه .
جحظت عينا أخيها بصدمة ووضع الكوب على الطاولة بقوة حتى تناثر محتواها للخارج بقوة… انتفض متسائلا
-ليه… ؟ وامتى… .؟
اسبلت جفنيها تخبأ وميض عينيها الشرس ،قائلة بعبث هي ابعد ماتكون عنه
-امبارح بالليل… .
زمجر الأب بغير رضا لكن سرعان ماتناول كوبه قائلا
-يلا اهو احسن ماادفع انا واجهزها…
تنهدت العمة بعمق ورددت بأسف
-أنا خايفه منها تضيع فلوسه…
اعترض الأب قائلا بتكاسل
-هتضيعها فأيه… .
اعتدلت العمة وتحفز جسدها مالت للأمام معترضه
-ياسمين وامها بيكرهونا ياابو قاسم أنا خايفه ياخدو فلوسه ويعصوه عليك ويطلب حقهم فالميراث… ماهو خلاص البنت اكلت دماغه مش بعيد توزه يقف قصادك كمان… رحمة مش ساهله… مشيفهاش مبسوطه ازاي… عيني عليك ياقاسم ياابني وقعت بين عقربتين… اعقبت كلامها بمصمصة شفاه مشفقه ..
اما الآخر فانتبه لها ضيق عينيه بغضب ،وضع الكوب الفارغ جانبا وشرد فالبعيد…
حينما تأكدت العمة أن هدفها قد اصاب وقفت قائلة بلامبالاة
-هقوم اشوف هنجيب ايه للمطبخ من السوق… ماهي رحمة دلوقت تبقا ست البيت هي وبنتها ومش بعيد ناخد اوامر منها .
كان صدى كلماتها يتردد بعقل الآخر فتزداد عينيه قتامه ،ضم قبضته وضرب بها على حافة المقعد… شيع رحيل أخته بغضب شديد… .وبرأسه تدور الأفكار وتتلاعب… .
***********************
وقفت أمام العمارة تنتظر أن يقف لها تاكسي… تململت في وقفتها وتطلعت حولها بتأفف ..ليأتيها صوتاً جعلها تستير
-أيمان… ..
رمقته بحيرة ،وتسائلات
-نعم يا بشمهندس عمرو .
اقترب عمرو منها ينازع رغبته ،ثبت نظراته عليها وابتسم قائلا
-ممكن اتكلم معاكي …؟
قطبت حاجبيها بدهشة وهمست بإستنكار واضح
-نعم ..!… .ليه… ؟
ابتلع عمرو ريقه بصعوبه وزاد تلعثمة ليهمس بإرتباك ظاهري
-ممكن نروح مكان ونتكلم الأول ….؟
قفزت الحيرة من مقلتيها،وعقدت ذراعيها رافضة
-آسفه ….مش هقدر .
قطب ملامحه بحزن ،وابدأ اعتراض امتزج بتوسله
-إيمان ….لازم نتكلم …لو سمحتي …لو معجبكش الكلام امشي …!
شعربنفاذ صبرها عبر احتداد كلماتها
-لو سمحت …مش هينفع ….
تطلعت حولهابتوجس ثم عادت له هامسة بغضب
-ولا وقفتنا كده تنفع …
قطع استرسال حديثهم ،وصول سيف …ربت من الخلف على كتف عمرو مستفهماً
-في ايه واقفين كده ليه …؟
استدار له عمرو بينما غادرت إيمان للداخل تزم شفتيها بحنق طفولي صعدت للأعلى بغيظ شديدمن هذا العمرو
هز سيف رأسه مضيقاً عينيه بقلق
-ها ……
نظر له عمرو مطولا يستجمع شتات أمره ويستحضر كلماته الهاربه ،ليهتف بسرعه
-عايز اتجوز اشمعنا أنت …..؟
القى جملته في وجه سيف الجامد وظل يترقب رده لتلين ملامح سيف وتتسع ابتسامته مشاكسا بضربه على كتف عمرو
-مش تقول ياابني ….في حد يتجوز فالشارع ….؟
لؤي عمرو فمه واجاب بتهكم مغيظ
-اسم الله عليك طلبت هنا وهي نايمه ..
ضحك سيف بإستمتاع عندما تذكر فعلته الجنونيه ،فابتلع كلماتهالحادة التي كاد يلقيها في وجه عمرو ليهتف بعتاب
-ماشي ياأبو نسب ….هنعديها أنك مقولتليش ….عايزها تيجي زي الشاطر وتطلبها .
تركه سيف يعض شفتيه بغيظ ،وصعد للأعلى ….وعند وصوله لشقة هنا وجدها تخرج من الشقة تحمل سجادة صغيره ..تربط رأسها بحجاب للأعلى فيما يتصبغ وجهها بالاتربه والسواد ..ابتسم سيف بإستمتاع وهتف بعبوس
-ستك هنا فين ….؟
حملقت فيه هنا وجعت أنفها بضيق ،وضعت السجاده على حافه السلم واستدارت عائدة …كرر سيف هتافه المصحوب بضحكة مكتومة
-هنا فين ….؟
اطلقت هنا زفيرا غاضبا …وتوجهت له متخصرة تمط شفتيها …مرر سيف سبابته على جانب وجهه هاتفا
–اوعي تكوني هيا ….؟
صدرت عنها زمجرة غاضبه واحتدت نظراته المصوبه نحوه فضحك قائلا بعبث
– مش هي صح ….أنا مراتي حلوة ..!
دبدبت هنا بقدميها مغتاظه ،دهست شفتيها بأسنانه وماإن استدارت حتى قبض على مرفقها وأعادها قائلا بعيون لامعه
-ماقولنا ممنوع من الصرف …!
رفعت حاجبها ومالت برأسها ترمقه بإستفهام ،فمال ناحيتها قابضا خصرها ومحيطا له .،فلتت عن عقالها شهقه خجله ..قرب سيف سبابته وإبهامه وقبض على شفتيها مقراً
-ممنوع علشان ملكية خاصة ليا …ياقلب سيف ….ولو حاولتي تلعبي بممتلكاتي …كده ..هعاقبك .
تملصت منه وابتعدت مخرجه لسانها قائلة بغضب
-انا مبتعاقبش …..
تحداها بإبتسامة وعند
-متأكده …..؟
هزت رأسها ثم اشاحت بغرور مؤكده
-طبعا …..
بخفه اقترب وحاول الامساك بها فركضت للداخل صارخه واغلقت الباب قائلة بتحدي
-شوفت ازاي …..؟
همس بتوعد ونبرة خافتة
-تمام …..بس ماترجعيش تعيطي .
صعد للأعلى يلتهم درجات السلم بسعادة ،أما هي فأطلقت تنهيده راضية مغلفه بهمسة
-بحبك أوووي
**************
امال بابا فين ….؟
انطلق هتاف امل يشق الصمت
لتجاوبها جميلة بسخرية لاذعه
-اتجوز …
رددت أمل بهذيان وبهتان ملامح
-اتجوز ..
هزت جميله رأسها باستمتاع لترد باعين مترقبه
-خد شقة إيجار جديد ومشي .
صوبت أمل نظراتها تجاه اخيها مكرره
-ده بجد ….؟
هز أخيها راسه فانشغاله بالتلفاز منعه من الدخول فحرب الكلمات تلك …
امسكت جميلة بتفاحه وبدأت في تقشيرها متابعة
-كتب الشقه دي لاخوكي وخد فلوسها واستاجر بيها شقه لوحده
صفعت الكلمات أذن امل ساحقه صمودها ،اغلقت عينيها وفتحتهما هاتفه بعتاب
-ليه ….
ابتسمت جميلة ساخرة واردفت بمكر
-حقه عايز يدلع نفسه ….واهو انتي منورانا ياموله …
ضغطت على حروف كلماتها بعمد لتذكر الآخرى انها ضيفه لديها …نهضت امل تجر ساقيها جراً الألم يقتات على صمتها ….فأخر امل بقي لها انتهى الم يكفي والدها انه باع منزل والدتها واخذ حقه …الان باع الاخر….كيف لها أن تتحمل عجرفة جميلة ومعاملتها القاسيه ..؟
سحبت هاتفها وحاولت الاتصال بوالدها لكن لا اجابه فهداها تفكيرها أخيرا لمهاتفة صديقتها
جايها صوتها الحنون معاتب
-هونت عليكي ياموله متسأليش عليا .
شبح ابتسامة ارتسم على ثغر أمل لتهمس بوجع
-وحشتيني ياأجدع محامية فيكي يامصر ..
ضحكت جهاد مردد بشقاوة
-ثبتيني ياموله …وانا الي افتكرتك طيبه …
بادلتها أمل الابتسامة لترد بصوت مخنوق
-أمال انتو بس الي تعرفو يابتوع الحقوق .
تأسفت جهاد بمشاكسه
-احنا آسفين ياباشا …
تصنعت جهاد الجدية وهتفت
-طمنيني عنك أخبارك ايه …؟
حاولت البوح بما يعتمل صدرها تريد ازاحه ثقل كاهلها قليلا لتتنفس بحرية لكن الكبرياء لجمها مسحت عبراتها المتساقطه بكفيها واغتصبت ابتسامة قائلة
-فأفضل حال ياحبيبتي …أنتي اخبارك ايه …؟
تنهيدة عميقة خرجت من فم جهاد عميقة بعمق حزنها ..حان منها التفاته ناحية اخيها الواجم لتهمس بحزن
-الحمدلله ياموله ….خليني اشوفك .
ابتلعت أمل غصتها ونطقت بوهن
-اكيد ياحبيبتي ….سلميلي على كوكي وبوسيهولي
اختلط حزنها بابتسامتها الراضيه لتهمس بتأكيد
-عيوني …وانتِ كمان بوسي البنات ….وابقي طمنيني عنك ياأمل …
اومأت أمل برأسها لكنها تذكرت أن جهاد لاتراها فهمست
-حاضر ياحبيبتي مع السلامة .
-مع السلامه .
اغلقت الهاتف وبصيص الأمل المشتعل داخلها انطفأ ،اتكات على الحايط بظهرها زافرة بتعب فشغل المنزل لاينتهي وجميلة لا تدخر جهدا في اتعابها ،تعاملها كخادمة والأن بعد أن القت الحقيقة بوجهها لن تنكف ان تزيد من تلك المعاملة وسيكون كل شئ على المكشوف ..عليها ان تدفع ثمن مأوها من صحتها وراحتها وراحة فتاتيها .
رفعت رأسها للأعلى متوسلة
-يارب ….
*****************
مسعده …..
هتف بها ياسين وهو يرى هنا تقوم بنفض السجاده …
حدجته هنا بنظرة قوية شرسه ،مماجعل ياسين ينكمش ساخراً
-ياماما …خفت أنا …
لوحت هنا بتحذير
-امشي ياياسين من هنا .
مصمص ياسين قائلا وهو يقترب منها
-هو ابوكي هيتجوز ولا ايه …؟ ايه النضافه دي كلها ..؟
صدمت هنا من اقوال ياسين وفغرت فمها مشدوهه ليباغتها ياسين بنبرة مشفقه
-ياعيني عليكي يا طنط ماجده والله ماتستاهلي ياأميرة ياطيبه .
افتعل ياسين البكاء والولوله مما دفع هنا انا تضربه بالمنفضه وهي تصرخ ناهره
-ماتهدأ بقا …..ايه شغل الستات ده ….؟
رفع ياسين يده حامداً الله
-الحمدلله أنك مت يابابا قبل مااشوف اليوم ده بعيني ،وداد برضو صاحبه عيا وكان ممكن تموت فيها يا ولداه .
توالت عليه هنا بالمنفضه ضربا مما دفع ياسين للركض اعلى وهو يهتف بلوم
-أنتِ مرات اخ انتي ….يامسعده …
شملت هنا نفسها بنظره تفقديه ،ثم اندفعت ناحيه الشقه عازمة
-وربنا مامكمله هي اشغال شقه ..
****************
وقف يتمطأ تعباً ،ظهره يؤلمة كثيراً خلع ساعة معصمة ووضعها على الطاوله بتكاسل شديد ،جلس يفرد ساقيه التي تؤلمانه من الوقوف المتواصل فقد حمل عبء التدريس للصفوف الأولى بعد غياب معلمهم ،صدع صوت هاتفه يخترق الصمت المحيط بالمكان …تطلع للهاتف بتأفف وضجر فها هي نجوى تلح في مقابلته وهو لايريد إقحام نفسه في تلك المصيبه ،ولكن ضميره سيؤنيه إن تركها دون مساعده ….ضغط على ذر رفض لكن الحاح نجوى كان أكبر من تجاهله ….ليفتح الهاتف مردداً بسأم
-الوووو ايوه يانجوى
اتاه صوتها الباكي ليهمس بتوسل
-ارجوك لو تقدر تساعدني …؟
تنهد بحسرة ،ثم كتم انفاسه المكلله بالغضب ليهتف بهدوء جاهد ليخرج
-اهدي لو سمحتي أنا وعدتك مش هتكلم …أنا مفيش فايدي حاجه اعملها .
تعالى نشيج نجوى الباكي المصحوب بولوله .ممادفع سيف ليهتف بحده
-العياط مش هيحل الموقف ….
توقفت نجوى عن البكاء وهمست برجاء وضعف
-ممكن اشوف حضرتك محتاجه اتكلم مع حد يوجهني تحكم سيف في انفعاله الزائد واغلق عينيه زافراً بقوة ليعاود الحديث قائلا برضوخ
-تمام …..لما افضى
عادت لتتوسله وهي تبدأ في انهيارها .ليسكتها سيف
-طيب بكره ينفع ….؟
هتفت نجوى برضا مغلف برجاء آخر
-ممكن دلوقت …؟
امسك سيف ساعة معصمه وتطلع للساعه قائلا بنفور —-الوقت اتأخر بجد مش هينفع
سارعت نجوى تلح
-ارجوك مش هاخد من وقتك كتير ،علشان ده ميعاد الدرس وغير كده ماما مش هتوافق اطلع ..
قلب سيف عينيه للأعلى بنفاذ صبر ليهتف بنبرة خانعة
-حاضر ….ف (—–)بس رجاءا متتأخريش
تهللت اسارير نجوى وشكرته
-متشكره بجد ربنايخليك .
اغلق سيف الهاتف وقام بلملمة أوراقه وإغلاق ادراجه انسحب للحمام ليغسل وجهه ويعدل من ملابسه ،واثناء سيره اصطدم بفراش المدرسه مماجعله يعتذر بابتسامه شاحبه
-آسف ياعم صلاح …
تطلع له صلاح ببشاشه زائفه قائلا
-ولايهمك يا ناظر …بس ياريت يلا علشان عايز اقفل وامشي .
اومأ سيف برأسه وغادر قائلا
-خلاص اهو ياعم صلاح….
اختفى سيف بعيداً عن ناظري عم صلاح …
بعد مرور مده عاد سيف للداخل مسرعاً …اصطدم بصلاح الذي همس بغير رضا
-في ايه يا ناظر …. …الذي دخل المصلى وبدأ يصلي ….
**********************
رن هاتفها فأجابت بملل
-الوووو
اتاها صوت والدها الجاف
-ازيك ياأمل .
ابتسمت بشحوب لترد بآليه
-الحمدلله ..أنت عامل ايه يابابا ..؟
هتف والدها بحدة وعنف
-سيبك مني دلوقت وجاوبيني ايه الي سمعته ده …؟
لهثت انفاسها بعنف مكبوت يبدو ان زوجها هاتفه واخبره ،او ربما اخيها اجابت بفتور
-سمعت ايه …؟
اخرج الاب تنهيدة ملبده بحشرجه ،ثم صرخ بقسوة
-تتطلقي ليه …؟..ايه حصل ..؟انتِ مش عيله ….
كاد يكمل نهره لها ويتمعن في قسوته لكنها صرخت بجنون جعله يتوقف منصتا بذهول
-ايوه اتطلق ….حياتي انا حره فيها ،وحصل ايه ..؟ الي حصل كتير اوووي مش لازم تعرفه لانك عمرك مااهتميت تعرف ولا تسأل فمش مضطره احكيلك دلوقت …واه مش عيله كبرت اوووي وفهمت لدرجه مش عايزه اكمل ومش عايزه حد يمنعني ..اناحره يابابا حره ..وزي ماطول عمرك بعيد ومتحملتش عبء حد فينا وسيبت ماما تكافح لوحدها سيبنا دلوقت وخليك فعروسك …بالمناسبه مبروووك .
انهت كلامها اللاذع ،صدرها يعلو ويهبط من شدة انفعالها ،عينيها تسكب الدموع دون ان تشعر ،فيما همس والدها بعتاب وهو في قمة ذهوله
-كده ياأمل ….؟براحتك …..
تابعت أمل حديثها
-بالضبط كده …خليك بعيد …ومتخفش مش هاجي عندك واضيع عليك شهر العسل .
كان الرد الذي نالته هو اغلاق الهاتف في وجهها ودون حديث …القت أمل الهاتف بعيدا ونهضت مترنحه تتنسم في شربه ماء هدوء نسبيا ..
واثناء خروجها صفع اذنها صوت جميلة
-بقولك ايه …انا مبقدتش قادره استحمل اختك وبناتها انا ماصدقت خلصت من ابوك ..
-سيبيها واهي بتخدمك لغاية ماتولدي
-لا ياخويا انا مش ناقصه نجيب خدامه
-نوفر فلوس الخدامه ،تاخديها ياستي وتجبيلك طقم دهب حلوو كده وخليها هي تخدمك لغاية ماتولدي بعدها نجيب داده للنونو وخدامه
جحظت عيناها بصدمة ،اهذا هو السند ….هو الأخ ….
تبا لمشاعر دهست ،شعرت بالاختناق ،ضاقت الشصه بما رحبت ،لهثت تبحث عن نافذه تسلب من انفاس ….ليكن ركضها للاسفل …ركضت فالطرقات تحت المطر
كورقه ذابله تحمل من الاصفرار مايجعلها تركن للريح القوية العاتيه ،وتستسلم لأعاصيرها جلست متهاويه على اقرب مقعد خشبي قابلها .احتضنت جسدها المرتعش تمسد ذراعيها بكفيها متطلعه لدفء يغوص لكل ذره من كيانها الهش …
كم هي واهمة فتلك البروده تنبع من داخلهابسبب سقوطها صريعه في بحر دموعها البارده ،استجاب جسدها وارتعش رغبة في النجاه ،بكت بحرقه ،تكتم الصرخات المعتمله داخل صدرها …لكن ابت تلك الصرخات الا ان تزاحم لتخرج …فوازا صراخها صوت الرعد وكأنه صديق حميم يشاركها الحزن ….وصرخه اخره اتبعتها برجاء
-يارررررررررب
اشتد الظلام وشاركها المطر النحيب بصوت ارتطامة بما حولها ،ماعاد شئ يخيفها فالخوف ينبع من داخلنا وداخلها هي يفور الخوف ..لكن في ذوايا عقلها وبين دهايزه جانب حالك الظلام بل اشد وطئه من ظلام ليله ابتلعت سمائها القمر بيأس وخبتت الأنوار في كونها ….
ربت المطر بمياهها فأغرقها ….سؤال قفز داخلها
-اين المفر ….
**********
شاهد من نافذته عزف السماء المخيف المصحوب بدموعها وكأنه تتجرع الماً يبكيها حد الموت ……هذا القمر يهرول مختبأ خلف سحابات الدموع يراودها ويستسمحها أن تكف عن اثارة فزعه ..لكن السماء كانت في اشد حالتها جموحاً ….لم تعبأ الا بنفس كسرت …..
التقط جاكته وغادر صافقاً الباب بقوة يعلن به للسماء مشاركته لها حزنها
خرج يركض فالشوارع تختلط دموعه بالامطار ….حينما يتعب وانفاسه تغور داخل صدره يتوقف قليلا يفتح ذراعيه ويصرخ فتزداد السماء غضباً …
تغمره بفيض وفير من نيرانها ..
هكذا هي السماء تشاركك الحزن والفرح بإخلاص وتفاني ،لكن في مكان اخر كانت السماء تنعي وتنذر القلوب من القادم
التف الجميع حول سريرها فاقت من غيبوبتها تتطلع حولها للاعين بزعر شديد وكان اول سؤال ولج لعقلها
– مين عمل فيكي اكده يابتي ؟
انكمشت على نفسها تنتحب وتهز راسها بجنون ، طرقات خافته دخل على اثرها ضابط شرطة يتبعه اخر جلسو يراقبونها بصمت ثم اشار الضابط بنبرة واضحه
– افتح ياابني المحضر
سالها الضابط بود بعد ان اشفق عليها
-ممكن تقوليلي ايه الي حصل ومين عمل فيكي كده ؟
اجابت بصوت مختنق وشفاه مرتعشه بعد ان شردت بعيدا لثواني
-مستر سيف
عاد الضاب ليسالها برزانه وثقة
-ممكن تحكيلنا بالتفصيل الي حصل .
*********************************
هتف العم بصوت جهوري
-رحمة …
ارتعدت رحمة وركضت تجيب بفزع من فوق السلم
-نعم ياحاج …..
عاد العم لمقعدة بكل برود ، وضع ساقه على الطاوله قائلا بحسم
-جهزي العروسه ….
بهتت ملامح رحمة وهزت رأسها مستفهمة
– عروسة مين …؟
لتكن اجابه راجية من خلفهاحاسمة تقطر تشفيا بغيضا
-ياسمين بنت الغالي .
هتفت رحمة بعفوية وهي تستدير متطلعه لها
-هو قاسم اتكلم .
ضحك العم باستمتاع وتناول حبة تفاح من امامه وقضمها قائلا
-مال قاسم فكده …؟
عادت رحمة تستدير وهتفت باستنكار وهي تخو للاسفل
-مش هو العريس .
سخرت راجيه من خلفها واجابت بنبره متهكمه
-مين قال …؟
ارتجفت رحمة وبدات تنقل نظظراتها المهتززة بين العم والعمة
اجاب العم برضا تام وهو يعتدل
-منصور القاضي هييجي انهردا يشوفها ونتفق على التفاصيل خلي بنتك تجهز يارحمه .
ها قد حان وقت الدفاع ، وسنحت الفرصة لتنال منهما ستزود عن جواهرها بروحها ولن تسمح بعبوديتهم مره اخرى
وقفت كجبل راسخ تعلن رفضها بكل قوة ،فاقت من غيبوبتها واعلنت الحرب وليكن مايكن فرزقها ليس على أحد… .ومع أخر كلمة نطقتها خطت النهاية… .دفعه قويه جعلتها تصرخ بقوة وتترنح لتتبع بدفعه آخرى تهاوى بها جسدها المترهل على درجات السلم ..عانقت عتباتها وانتهى بها المطاف غارقه في دمائها على نهايته… .
وفي الناحية الاخرى انتفض فزعا يتصبب عرقا وصوت الامر الناهي يصدع باذنه لكن تلك المره بقوة ارتعشت لها خلاياه
-سدد دينك فقد حان وقت السداد

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية صفعات القدر الحاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *