روايات

رواية سمال الحب الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم مريم محمد غريب

رواية سمال الحب الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم مريم محمد غريب

رواية سمال الحب البارت الحادي والثلاثون

رواية سمال الحب الجزء الحادي والثلاثون

رواية سمال الحب كاملة (جميع فصول الرواية) بقلم مريم محمد غريب
رواية سمال الحب كاملة (جميع فصول الرواية) بقلم مريم محمد غريب

رواية سمال الحب الحلقة الحادية والثلاثون

#سمال_الحب
#وقبل_أن_تبصر_عيناكِ ج٢ _ الفصل ( ٧٤ ) :
#مريم_محمد_غريب
_ خرجت منك ! _ “٢”
لم تفقه أمه يومًا الكتابة بالعربية، لكنه بفضلها تعلّم التركية قراءةً و كتابة، فاستطاع أن يمضي قارئًا بعيناه الكلمات التي خطتها أمه برعشتها و دمعها
و قد كانت دموعه هو الآخر تسابقه متساقطة فوق الرسالة التي جار عليها الزمن.. رسالة عمرها ما ينوف عن عشرون عامًا …
“رزق.. بُني و صديقي و حبّي الأول و الأخير، كيف حالك الآن ؟
لا أدري متى ستقرأ هذه الرسالة، و لكنّي أتمنى و أدعو الله أن تكون في أفضل حال، و بما أنك تقرأ كلماتي أخيرًا فهذا قطعًا يعني بأنني رحلت بلا رجعة
سامحني يا ولدي الغالي، لم يكن هذا اختياري، لم اشأ أن اتركك، حتى عندما تركتك لأول مرة، كان هذا مؤقت، ما كنت لأتركك يا حبيبي و لا ليومٍ واحد، كنت سأذهب و لكنّي كنت سآخذك بعدها مباشرةً مهما كلفني الأمر، هناك الكثير أود أن أخبرك به، أود أن أقول لك كم أحبك.. سامحني لأنه كان يتوجب أن نخوض معًا الكثير
لكن أتعلم.. أنا أثق بك، و أعرف أن بامكاني الاعتماد عليك، انت رجلي و بطلي، ستهتم بنفسك جيدًا، ستهتم بشقيقتك، و الأهم.. لن تتخلّى عن أبيك
حبيبي، لا ينبغي أن تكرهه مهما حدث، لا ينبغي أن تفلت يده، أعرف أنك ستفعل الصواب، أعِد سالم سيرته الأولى، أعِد أبيك كما كان قبل أن يميط أمامنا اللثام عن وجهه الآخر
رزق.. أنقذه، و إن أخفقت فلا بأس، اتركه و أمضِ مع شقيقتك، و لكن لا تقطع الصلة بينكما، و لا تقطع الأمل به، لا تدري.. لعله يرجع
لا تكره أباك فأنا أحبه، و أنت كذلك، تحبه، أوصيك يا حبيبي، شقيقتك، نور
أوصيك بها، أوصيك بها، أوصيك بنور …
أمك.. كاميليا!”.
أنهى “رزق” القراءة و هو يمرر أناملي فوق الأحرف المهزوزة، كان من السهل تخيّل أمه و هي تكتب له تلك الرسالة، أمه الرقيقة، نبع المحبة و التفاني، لقد تعذّبت كثيرًا… طوال هذه السنوات ظن أنه وحده الذي كابد العناء
لكنه كان مُخطئ، إن آلام أمه كانت أشدّ إيلامًا من آلامه، و مع ذلك ظلّت تحب أبيه للرمق الأخير !
إنها محقّة، هو أيضًا يحبه، رغم كل شيء لا يزال يحبه، لكن مع شديد الأسف، لن يستطيع ان يوفي لها بوصيتها تجاهه
فقد مات “سالم الجزار”.. مات قبل أن يعيده سيرته الأولى.. لقد أخفق بالفعل و خسر كل شيء
كل شيء …
فماذا بعد !؟
______________
صاح و قد امتلأ فمه بالاستنكار الحاد :
-يعني إيه مقعدها في شقة ؟ انت اتخبلت ؟ إزاي اصلًا تنقلها مكان من نفسك كده ؟ هي مالهاش أهل و لا إيـــه !!؟
رفع “علي” حاجبه مجاوبًا باستهجان :
-مالهاش أهل ! انت سامع نفسك يا مصطفى ؟ أهل مين.. أنا جوزهـــا. و أعمل إللي أشوفه في صالحها محدش له عندي حاجة
احتقنت عينا الأخير و هو يهدده بغلظة ضاربًا باب شقة الجدة الدلال بقبضته القوية :
-الكلام ده مش هاينفع. نور ترجع يا علي. و إلا مش هايحصل طيب ..
تشدّق “علي” قائلًا بغطرسةٍ :
-هاتعمل إيه يا ديشا ؟ إياك تكون مفكر نفسك حاكم عليها. فوق يا حبيبي نور بقت مراتي
مصطفى بحدة : مراتك على الورق. لسا الناس ماشهدوش على الجوازة و لا انت نايم و لا إيه !؟
-ماشهدوش إزاي يعني. عايزنا ندق مزيكا و نقيم الأفراح ؟ في الظروف إللي احنا فيها.. انت واعي بتقول إيه ؟!!
بدت عضلات فكّه منقبضة و هو يرد عليه بحنقٍ :
-علي.. قلت لك نور ترجع. قسمًا عظمًا لو فكرت تـ …
يقاطعه “علي” بخشونة و نديّة توحي بخطورة الموقف :
-ده أنا أفكر و أعمل كل إللي يخطر على بالي يا ديشا. ان شالله أدخل عليها الليلة دي.. حقــــي !!
و لا يعلم لماذا سيطرت عليه ذكريات ليلة زفاف شقيقته، و برز المشهد المزري بكل تفاصيله نابضًا بالحياة و كأنه حدث قبل دقيقة، هو كل ما رآه و هو ينظر في وجه “مصطفى” المحتقن غضبًا الآن
أحس بنشوة غريبة تعتريه …
قطب “مصطفى” جبينه بشدة، ثم دنى خطوة من “علي” و قال رافعًا سبابته بتحذيرٍ :
-انا عارف انت بتفكر في إيه. بس وديني و ايماني. لو لمست شعرة من نور ..
قاطعه “علي” للمرة الثانية متحديًا و مسددًا أكبر ضربة في الصميم :
-هاتعمل إيه ؟ هاتقتلها زي ما ما قتلت سلمى ؟ قصدي زي ما دبحتها !!!؟
لقد أحيا “علي” كل الآلام الخامدة في لحظة واحدة، و كأنه أشعل عود ثقاب و أضرم سعيرًا هائلًا، تدافعت الذكريات أمام عينيّ “مصطفى” تصفعه كثيرًا و بقوة
إنه بالكاد يقنع نفسه، بأنه لم يفعلها، لم يقتل شقيقته الصغيرة، لم يقطع عنقها حقًا في تلك الليلة بيديه، بل شخصٌ آخر الذي فعلها، شيطان تلبسه، أيًّا كان
لكن ليس هو.. ليس “مصطفى” الأخ، الذي رعى و نصح و أرشد، حتى لو كان في بضع مواطئ شديد و قاسٍ، لكنه أحبها
أحب شقيقته حتمًا، لا يصدق أنه يحمل دمائها على عاتقه، لا يصدق أنه أزهق روحها البريئة، لا يصدق و لو استغرق بالتفكير سيجن لا محالة …
-آه ! .. ندت عنه آهة متألمة
حين داهمه دوارٍ مفاجئ جعله يتراجع حتى ارتطم بالجدار الصلب، نظر له “علي” بكراهية متزايدة و الوعيد بداخله يتفاقم لرغبته في الانتقام، الانتقام للكثير
بينما “مصطفى” لم تعد تشغله “نور”.. فقد حلّت ذكرى “سلمى” مبددة كل من سواها
فمن ذي تكون في مكانتها !؟
إنها “سلمى”.. إنها شقيقته الصغيرة.. إنها اول من رأت عينيه… إنها ابنته التي قتلها بيديه !!!
يظهر “رزق” الآن من الجهة المؤدية للقبو السرّي، فيفيق “علي” من الحالة السوداوية التي ربطته بابن عمه الآخر و الذي بقى كما هو لم يتحرك شبرًا من مكانه
بينما “علي” يركض نحو “رزق” صائحًا :
-رزق.. استنى يا رزق… يابني بكلمك أقف يا رزق ..
كان يحملعلى كتفه حقيبة ظهر وضع بها متعلّقاته المهمة فقط، و على يده الأخرى مغلف أحاط ببضعة اطارات لصور معظمها تجمعه بوالديه
هكذا يغادر و معه كل ما يملك من أشياء صغير
هكذا يغادر صفر اليدين، ليس كما جاء، هذا الحي الذي جرده من كل شيء، أمه و أبيه و أخته و فوقهم.. براءته
إنه يخرج منه أخيرًا.. أخيرًا …
-استنى يا رزق بقولك !
قبض “علي” على ذراعه و أوقفه بالقوة، وقف في مواجهته، صدمه تعبيره الخاوي، الأجوف و بقى صامتًا لبرهة مطوّلة
حتى تكلّم “رزق” من نفسه بفتور مزرٍ :
-عاوز إيه يا علي.. ماتتعبش نفسك معايا. أنا ماشي و ده آخر كلامي !
ابتلع “علي” و قال مجفلًا :
-طيب سيبك من الحي و من و ورث أبوك كله.. هاتسيبنا لمين يا رزق ؟ معقول تتخلّى عن ناسك. عن دمك !!؟
ابتسم “رزق” بسخرية و قال بمرارة :
-ناسي و دمي إللي بتحكي عنهم دول انا ماعرفتش أحميهم. أنا ضيعت كل حاجة يا علي.. و خسرت كل حاجة. كل حاجة …
و كرر مشددًا قبضته على اطلاله :
-أنا ماشي. و ده آخر كلامي.. أشوف وشك بخير يابن عمي !
و ولّى ماشيًا صوب سيارته، رمى بالأشياء بالخلف، و استقلّ بالأمام
أمسك بالمقود و ظل ساكنّا للحظات، يمرر ناظريه في حركة شمولية، كأنه يودّع عشّه، عشيرته و أهله
“حي الجزارين”… تلك الامبراطورية الاسطورية
لقد انتهت بالفعل بموت “سالم الجزار”.. فهو أبدًا لن يكون مثله… على الرغم من أنه نسخته المطابقة
لكن خطاه ليست مقدرة له، ليس لديه الهوس بالسلطة الذي كان مستبد بأبيه، فها هو يتركها على طبقٍ من ذهب بين يديه أخيه، لا يريدها، كما لم يعد يريد أيّ شيء آخر
تنهد “رزق” تنهيدة محمّلة بجم خزيه و يأس و بؤسه، ثم أدار المحرك و أقلع مغادرًا، إلى الأبد، و يعرف تحديدًا أين هي وجهته، إذ تبقّى شيئًا واحدًا
إعمالًا لوصية أمه.. عليه أن يكتشفه …
______________
-أنا أصدق عزام يعمل كده و اكتر يا بنتي !
صححت “ليلة” وضعية جلوسها فوق متكئًا من الاسفنج أسفل قدميّ السيدة العجوز، كانت منجذبة إليها بشكلٍ لا يوصف، تسايرها و تستمع إليها
و الأغرب
أنها اطمأنت لها بسرعة رهيبة، بينما كانت ذراعيها تحيطان بالصغيرة “كاميليا” التي بالكاد كانت تغفو على صدرها الدافئ، واصلت الاستماع بتركيزٍ إلى كلماتها التي إنسابت من فمها بهدوءٍ و عمق :
-كل إللي حكتيه يا ليلة. مصدقاه حرف حرف. لأن ربك بيستر.. بس في حد للستر. لما بيرفعه يا ويل الانسان !
غمغمت “ليلة” بغصّة مختنقة :
-بس حسن مش مصدقني. و حسيته بقى زيه.. مش هو ده حسن إللي اتربيت معاه و كان في مقام اخويا. مش هو !!
-لأ.. لأ يا ليلة. مش حسن. مش حفيدي إللي اعرفه كويس و ربيته العمر ده كله. أنا قلت لك. لو ماكنتش أعرف عزام كويس كنت سيبت له حسن. لكن انا مسكت في حفيدي بايدي و سناني.. تأكدي إن حسن مختلف تمامًا عن أبوه. رغم إنه من صلبه.. انا خدت بالي منه كويس
-مش قادرة أثق في حد تاني !!!
-حسن بيحبك ! .. قالتها العجوز مقررة الحقيقة
فردت “ليلة” بصرامةٍ حاسمة :
-بس انا مش بحبه. أنا بحب جوزي و حامل منه. يعني بكل المقاييس بنتمي له هو. ابن عمي و جوزي و ابو ولادي
ابتسمت العجوز بخبثٍ :
-يعني صدقتيني لما قلت لك حامل في توم !؟
تنهدت “ليلة” بفتورٍ و لم تتكلم، فاردفت الأخيرة بجدية :
-بصي يا ليلة.. أنا هاكون صريحة معاكي. أنا مقدرش أقف قصاد حسن و أجي في صفك. ده مش في مصلحتك
-يعني إيه ؟ ترضي يعمل معايا كده ؟ هايكون فرق إيه عن أبوه إللي بتقولي لي مش زيه !!!؟؟
-افهمي يا ليلة. حسن عنيد. و مهما كان إللي حصل مش ممكن يتقبّله دلوقتي حتى لو صدقه.. محتاج وقت. لكن للأسف أنا مش هقدر أكون هنا معاكي لحد اللحظة دي !
-قصدك إيه ؟!!
تنفست السيدة بعمقٍ و تمهلت هنيهةً، ثم صارحتها :
-أنا أيامي معدودة يا بنتي. و حسن عارف. انتي كمان لازم تعرفي. و لازم تسمعي كلامي كويس و تتأكدي إني عايزة مصلحتكوا انتوا الاتنين
كانت عدة صدمات كثيرة عليها، فاحتاجت لهدنةٍ كي تفهم :
-إيه إللي بتقوليه ده.. انا مش فاهمة أي حاجة !!
نصحتها بحزمٍ : حسن عمره ما هيأذيكي لاسباب كتير.. بس عشان تقدري تتعاملي معاه و توصلي لمرادك. عشان تقدري تاخدي منه حريتك في يوم من الايام.. مش لازم تعانديه ابدًا. أو تحسسيه إنك ند و إنك متحفزة في اي وقت و بتخططي من وراه
عقدت “ليلة” حاجبيها و سألتها مباشرةً :
-انتي عاوزاني أعمل إيه بالظبط !!؟
اومأت العجوز مبتسمة :
-هقولك !
______________
عودته كانت اسرع مّما توقعت، كانت أسرع من مدة الوعد الذي قطعه لها أبيها، و فجأةً صار على أعتابها ثانيةً …
-رزق !
هــتفت “سيرين” بسعادةٍ عارمة، حين فتحت الباب و رأته أمامها، لم تصدق، و بالكاد امتنعت عن إلقاء نفسها عليه و معانقته
كانت لتبدو مجنونة كما نعتها سلفًا
أخذت تغرس نظراتها الشغوفة فيه، رجل أحلامها يقف أمامها و قد عاد إليها، الرجل الذي يتمتع بكل المواصفات التي تاقت لها
مسيطر، جذّاب، وسيم، قوي الشكيمة.. و الأهم
أثار فضولها، أرادت بقوة أن يكون لها، أن تكتشفه و تحوله كليًا من مكانته إلى مكانتها، فهو لا يستحق سوى ذلك.. و ذلك فقط …
-أنا جاي اقابل ربيع بيه ! .. تفوّه “رزق” بهذا الخواء القاتم
لم يتغير فيها شيء، بقيت تنظر إليه كما لو أنه معجزة، بينما لم يسترعى سلوكها انتباهه مطلقًا، كان يضع نصب عينيه هدف، كل كان يفكر فيه مختزلًا ببضعة كلماتٍ فقط
ألا هي : كان عاوز يقول حاجة عن أبويا.. أنا جاي اسمعه !
_______________
بالنسبة إليه هو الآخر
انتهى كل شيء، ماذا سيبقى بعد ذهاب “رزق” !؟
سيتولّى “مصطفى” !!!؟؟
بئسًا لهذا.. بئسًا …
سار “علي” مضطربًا في الطرقات و الشوارع، ما كان يفكر سوى بملاذٍ يأوى إليه، ينقذه من همومه، كما قال له ابن عمه
أيقظه بصفعةٍ قاسية على الواقع المرير
لقد ضاع كل شيء، لقد خسروا كل شيء.. ماذا بقى له ؟
هي فقط التي تبقّت… هي
لم يفكر “علي” مرتين، ذهب إلى عند زوجته مباشرةً، صعد إلى الشقة التي سبق و سكنتها الراحلة “نسمة”.. كان الصمت يُخيّم، لكن الأضواء كلها مشتعلة
بالطبع، بالنسبة إلى فتاةٍ تخشى الظلمة و الاشباح الوهمية كـ”نور”.. في هذه اللحظة أيقن بأنها نائمة
لكنه لم يأتِ ليشاهدها، أتى لكي تحتويه، لكي تنقذه من تلك الدوّامة اللعينة التي ابتلعت معظم عائلته
الخمر وحده لن يجدي !!!
أفرغ “علي” بقية محتوى زجاجة الخمر الرخيصة بجوفه، ثم رماها بسلة النفايات القريبة و إتخذ طريقه تجاه الرواق المؤدي لغرف النوم
دفع الباب الموارب و ولج مرسلًا بصره إلى السرير، و قد كانت “نور” هناك بالفعل، تغفو في هدوءٍ و سكينة كالأطفال وسط الأغطية و الدثر الناعم
خطى نحوها مترنحًا، ألقى بنفسه بجوارها و مد يده يمسح على شعرها، ما كان يعلم أن غفوتها أخف من الريشة
استيقظت على الفور، و تفاجأت لرؤيته في ساعة مبكرة من المساء، قامت نصف جالسة و غمغمت و هي تفؤك عينها بنعاسٍ :
-علي ! .. انت جيت بدري إنهاردة …
أفزعتها علائم الكآبة على وجهه، فتوسعت عيناها و هي تسأله بقلقٍ :
-مالك يا علي ؟ شكلك عامل كده ليه ؟ وشك أحمر أوي انت عيان !!؟
و مدت كفها تتحسس جبينه، بينما يغتنم “علي” فرصة اقبالها عليه و يقترب هو أيضًا مطوقًا خصرها و قابضًا على كفها من فوق جبينه في نفس الوقت
لم تظن به سوءً بالبادئ، لكنه همس لها بصوت مثقل بالضيق و الرغبة في آنٍ :
-نور.. انا تعبان أوي. أوي
ازداد قلقها و خوفها عليه و هي تستوضحه محاولة الفكاك قليلًا من بين ذراعيه لترى وجهه جيدًا :
-مالك يا علي ؟ حاسس بإيه طيب.. تعالى نروح للدكتور …
اشتد ضغطه عليها و هو يقول و قد ارتفعت حرارته بسخونة كادت تحرقها بالفعل :
-أنا مش عايز غيرك انتي.. انتي حبيبتي.. انتي الوحيدة اللي تقدري تريحيني يا نور …
كان هذا مكثّف و مقبض، كان الأمر الآخذ بالتطور يثير ذعرها، فيدأت تتخبّط بركاكة بين أحضانه هاتفة بخوفٍ حقيقي :
-علي !
في إيه.. انت بتعمل كده ليه. انت مش وعدتني إنك مش هاتعمل حاجة منغير إذني ؟
علي لو سمحت.. ماتخوفنيش. علـــــــــــــــي !………………………………………………………………………….

يتبع ….

‫3 تعليقات

اترك رد

error: Content is protected !!