روايات

رواية جيت يا رمضان الفصل السابع 7 بقلم إسراء ابراهيم عبدالله

رواية جيت يا رمضان الفصل السابع 7 بقلم إسراء ابراهيم عبدالله

رواية جيت يا رمضان البارت السابع

رواية جيت يا رمضان الجزء السابع

رواية جيت يا رمضان الحلقة السابعة

منى: أنت كنت فين دا كله يا علي؟
علي بتعب: كنت في درس الكيمياء
منى: ماشي… إيه درس كيمياء إيه ياض اللي روحته، أنت ناسي إنك أدبي؟ هتروح تقول في امتحان التاريخ تعريف التفاعل الكيميائي
علي بزهق: يا بنتي ما أنا عارف إني أدبي، بس مش عندي صحاب في أدبي، فقولت أروح مع صحابي اللي في علمي دروسهم وخلاص
منى: يا رب صبرني، يا بني أنت عندك عقل وكدا؟ هتروح تحل إيه في الامتحانات اللي باقي عليها تلات شهور دي؟
حل الأسئلة طبعا يا منة دي عايزه ذكاء يعني
امشي من وشي يا علي أحسنلك، وروح صلي العصر يلا
علي بتعب: لسه كام ساعة عالفطار ريقي نشف أوي النهاردة
نظرت له منى بزهق وقالت: صلي يا علي اخلص، العصر آذن من نص ساعة، وروح اقرأ في كتاب ربنا واذكر الله، احنا لازم نغتنم الأيام دي يا بني
دي فرصة بتيجي كل سنة مرة، والشهر بيفوت بسرعة يا تلحق تجمع فيه حسنات ليمشي قبل ما تاخد ثواب كبير وحسنات، ومحدش ضامن هيعيش للسنة الجاية عشان يصومه ولا لأ

 

وادعي كتير في الايام المفترجة دي، فالصايم له دعوة مستجابة بإذن الله
دخل علي بهدوء يصلي العصر
وفعل مثلما قالتله أخته، وفجأة سمع صراخ أخته فخرج إليها بخضة، وجد والدته مغشي عليها وبجانبها منى تحاول أن تفيقها
علي بخضة ورعب: مالها ماما يا منى؟
منى بدموع: اسندها معايا بس ندخلها جوا، وسندوها لغرفتها وهى بين الوعي واللاوعي
لم يعرفوا ماذا يفعلوا، فقالت منى ببكاء: اتصل على تيتا يا علي بسرعة خليها تبعتلنا خالو
علي بخوف على والدته قال: حاضر حاضر
وأتى بهاتفه واتصل على جدته لكن لم تجب عليه، ولا يعرفون رقم خالهم الجديد
بعد خمس دقائق سمعوا صوت والدتهم تنادي عليهم بهمس، فنظروا لها بلهفة وخوف
علي بحنية وخوف عليها قال: ماما حاسة بإيه؟ تعالي يلا نروح للدكتور
والدته بحنان وهى تلمس على شعره قالت: أنا بقيت كويسة يا حبيبي، بعد الفطار هاخد دوا الضغط وهبقى كويسة إن شاء الله
منى: طب ارتاحي يا ماما وأنا هجيب الأكل هنا على الصينية، المغرب خلاص هيآذن أهو

 

وحولت نظرها لأخيها وقالت: خليك جنبها يا علي
أومأ لها برأسه، وهو يمسك يد والدته
بقلم إسراء إبراهيم عبدالله
فقلبه وقع عندما رأى والدته مغشي عليها، والدم تجمد في عروقه من الخوف عليها
أتت منى بالأكل ووضعته على الفراش، وعدل علي والدته، وبدأ آذان المغرب، وضعت منى التمر في يد والدتها، وقام علي بوضع العصير في كوب وقربه من فم والدته
كانت والدتهم تنظر لهم بحب وفيض من الحنان، فهى تحصد ثمرة تعبها في تربيتهم، ها هم خائفون عليها ويعاملونها برفق وحنان، حمدت الله على نعمه عليها
قالت والدتهم: اوعوا تعرفوا باباكم لما يتصل عشان مايقلقش، وأنا أصلا بقيت كويسة ودا تعب عادي ماشي؟
أومأوا لها، فهم لا يريدوا أن يتجادلوا معها لكي لا تتعب أكثر، ولم يبقَ كثيرًا على مجيء والدهم من سفره، فهو سيأتي آخر عشرة أيام في رمضان

 

وهما يفطروا تحدثت والدتهم وقالت: بقولك يا علي يا بني عايزاك تتجدعن كدا وتجيب مجموع كويس عشان تفرحني بيك كفاية استهتار مابقاش غير شهرين على الإمتحانات عايزاك تشد فيهم كدا لو بتحبني بجد وعايزني أبقى كويسة وبخير
علي وهو يضع قبلة على يديها هتف: حاضر يا ماما أي حاجة أعملها عشانك، الأهم عندي إني أشوفك مبسوطة وكويسة
ربتت على كتفه بابتسامة وقالت: ربنا يعينك يا بني أنت وأختك
كانت منى في المطبخ تسخن العيش
وكان تعب والدته هذا وسيلة لكي يذاكر ويجتهد من أجل أن يرى والدته بخير ولا تحزن، وبالفعل انتظم في دروسه وكان يذاكر لامتحان الإنجليزي
عدى أسبوع وجاء يوم امتحان الإنجليزي في الدرس، كان يجلس «علي» يراجع فلقى واحد من صحابه قال: إيه دا علي بيذاكر؟ لا لا مش مصدق عيني
علي وهو ينظر له ويضع يديه على عينيه لكي يحجب الشمس من عليه ويراه بوضوح قائلًا: وفيها إيه يا بني محسسني إني بعمل حاجة حرام، ذاكر كلمتين ينفعوك تعرف تحل كام سؤال
صاحبه بلا مبالاة: يا عم أنا اتفقت مع الواد حمودة إنه ينقلني زمانه عمل برشام

 

علي بصدمة: هتغشوا في رمضان؟ أنت هتضيع صيامك يا بني
صاحبه بدون اهتمام: عادي يا بني هو امتحان آخر السنة؟ فكك يا بني قوم يلا هنغششك معنا وماتوجعش دماغك بالحفظ دا
علي بهدوء: ارجع لعقلك، أنت متخيل الذنب اللي هتاخده بسبب الغش دا؟ طالما شايفه امتحان مايستاهلش يبقى الأفضل مش تحضره بدل ما تروح تغش وتضيع صيامك
صاحبه بضيق: هى أختك المنتقبة دي طبعت عليك
ولكن كان سيكمل كلامه
قام «علي» بكل عصبية وأمسكه من التيشرت وقال: حسك عينك تجيب سيرة أختي على لسانك، مالكش دعوة بيها
أنا أصلا اللي غلطان إني في يوم اعتبرتك صاحبي، من اللحظة دي مفيش صحوبية ما بينا، وكل واحد في حاله مفيش غير إلقاء السلام ما بينا بس عشان مابحبش أخاصم حد
وألقى عليه نظرة مقرقة وأخذ كتبه، ودخل الدرس
فصاحبه ينظر على أثره بصدمة، ونظر حوله ليرى إذا كان شخص ما يقف ورأى ما حدث أم لأ؟
وبعدها مشى ولم يحضر الامتحان

 

المستر: تعالى يا علي هنا قدام
قام علي وقعد مكان ما شاور المستر عليه بدون ولا كلمة
نظر المستر باستغراب أول مرة لا يجادل معه
سلم الورق على كل الطلبة وقال: ممنوع الغش مهما كنت مذاكر ماتنساش إن ربنا شايفك إذا كنت أنا مش شوفتك، وربنا كمان اللي بيحاسب
بس لو لمحت حد بيغش هيبقى آخر يوم له عندي هنا في الدرس، ومايلومش غير نفسه، أنا شرحت وتعبت وراجعت يبقى مالكش حجة بقى
انتهى اليوم، وبعدها كل واحد رجع على بيته قبل المغرب بربع ساعة
راحت نيرة تساعد والدتها التي قالت: طلعي المكرونة من الفرن يا حبيبتي وحطيها عالسفرة
نيرة: حاضر يا ماما
كانت تعمل أي حاجة ودائما لسانها يذكر الله مثلما تعودت
وحان وقت الفطار، وكل أسرة في البيت مجتمعة حول الأكل وجو الألفة والبهجة في اللمة تبع رمضان.
ّاختصار رمضان في عبارتين..
‏رمضان قصير لا يحتمل التقصير ..
وقدومه عبور لا يقبل الفتور ..
فكلما تكاسلت فتذكر قول الله تعالى:
(أيامًا معدودات)..
رمضان بين أحد عشر شهرا..
كيوسفَ بين أحد عشر كوكبا …

 

فلا تقتلوه
ولا تلقوه في الجب
ولاتبيعوه بثمن بخس
بل أكرموا مثواه
فعسى أن ينفعنا
أو نتخذه شفيعًا يوم الحساب …
جعلنا الله وإياكم ممن وفق لاغتنامه ..
آمين
كان بيسوني يتجه إلى المطبخ، يتلفت حوله لغاية ما دخل المطبخ، أتى بكوب مياع ورايح يشرب، وقبل ما يضع الكوب على فمه…..
ياترى حصل إيه؟

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جيت يا رمضان)

اترك رد

error: Content is protected !!