روايات

رواية مليونير السنة الفصل الأول 1 بقلم عبدالرحمن الرداد

رواية مليونير السنة الفصل الأول 1 بقلم عبدالرحمن الرداد

رواية مليونير السنة البارت الأول

رواية مليونير السنة الجزء الأول

مليونير السنة
مليونير السنة

رواية مليونير السنة الحلقة الأولى

أشرقت شمس يوم جديد ولكن آشعتها كانت خفيفة وغير حارقة بفعل السحب الكثيفة التي تكونت لتمنعها عن أداء عملها المعتاد وبفعل فصل الشتاء الذي يغيب فيه دور الشمس قليلا ليعتاد البشر على الأجواء شديدة البردة خاصة في هذه المدينة.

استيقظ «بشير» من نومه بعد أن كان يلف يديه على جسده وهو نائم ليحمي ولو جزء بسيط من جسده من البرودة القارصة خاصة أن الغرفة التي يسكن بها لا يوجد بها سقف والبرودة بأكملها تكون من نصيبة. كان «بشير» في هذا الوقت أفقر أهل المدينة وظن الجميع أنه سيموت لا محالة بسبب فقره الشديد وعدم امتلاكه للطعام خاصة أن من قوانين تلك المدينة عدم مساعدة الفقراء بالطعام أو المال ومن يخالف تلك القوانين يُعاقب بالإعدام.

نظر «بشير» إلى السماء من الغرفة التي يسكن بها وقال بحزن واضح:
– ياااه لو معايا فلوس وبيت زي باقي الناس، نفسي أنام متدفي في مرة

في تلك اللحظة استمع لطرقات على باب الغرفة فنهض بملابسه البالية وفتح الباب ليجد صديقه «أحمد» الذي ردد قائلا:
– صباح الخير يا بشير
لوى «بشير» ثغره وردد بنبرة تحمل عدم الرضا:
– هيجي منين الخير يا أحمد، ادخل ادخل

دلف «أحمد» وردد بتعجب:
– مالك يا بشير شايل الحزن فوق دماغك ليه؟

جلس «بشير» على الأرض وردد بحزن واضح:
– ليه متولدتش غني زي باقي الناس، ليه لازم كل يوم أنام في البرد وأفضل اترعش طول الليل ولو مطرت أغرق في المطرة واليوم ده معرفش أنام فيه، مش معايا حق الأكل وباكل ورق الشجر علشان أفضل عايش، ليه لما بروح أطلب شغل محدش بيشغلني، أنا أقدر اشتغل بس محدش راضي

ضم «أحمد» شفتيه بتأثر وربت على كتفه قائلا:
– علشان أنت أفقر واحد في البلد يا بشير ولو حد شغلك هتعتبر مساعدة والشخص اللي هيشغلك هيتعدم، أنت عارف قوانين البلد

أغلق عينيه وردد بأسف:
– قوانين المدينة اللي اتحطت علشان فلوس الأغنياء متقلش وتفضل ثابتة، القوانين اللي رجعت العبودية من جديد، الحمد لله على كل حال

ربت «أحمد» على كتفيه وقال:
– اهدى بس يا بشير ربنا فرجه قريب وإن شاء الله هتتحل وبعدين مش هتسألني عن أخبار البلد زي عوايدك؟

ابتسم بسخرية وردد:
– بحب اسمع أخبار مليونير السنة، صحيح النهاردة المفروض أول يوم للمليونير الجديد

ضحك «أحمد» واعتدل في جلسته وهو يقول:
– هو أنا مقولتلكش؟ محدش قدم خالص وبيدوروا على حد يبقى هو مليونير السنة ومش لاقيين خالص

ضيق «بشير» ما بين حاجبيه وقال بتعجب:
– غريبة ده كل سنة بيقدم أكتر من مليون شخص وبيحصل دوشة كبيرة أوي

حرك رأسه بالإيجاب وأجاب عليه:
– فعلا لكن تقريبا الناس عقلت وفكروا صح، ليه أبقى مليونير لمدة سنة وبعد كدا أموت؟ هستمتع لمدة سنة بكل حاجة وبعدها مصيري الموت

لمعت عين «بشير» ونهض من مكانه وهو يقول:
– أنت بتقول محدش قدم وبيدوروا على حد صح؟

ضيق «أحمد» ما بين حاجبيه وقال بتعجب:
– آه ليه؟

نظر له وقال بحماس واضح وعين دب فيها الحياة من جديد:
– هقدم أنا

اتسعت حدقتا «أحمد» وردد بصدمة:
– ايه؟ أنت اتجننت يا بشير؟ ده إحنا كنا بنضحك ونقول عليهم مجانين ومش فاهمين

حرك رأسه وقال بعدم قبول:
– إحنا اللي مش فاهمين يا أحمد، ده عين العقل

ردد صديقه باعتراض:
– بس أنت بعد السنة دي هتموت؟

نظر له وقال بابتسامة:
– أنا كل مرة بنام في البرد وجسمي بيترعش بقول إني هموت ومش هصحى تاني، كل مرة ببقى جعان ومش لاقي أي حاجة أقولها بقول إني هموت من الجوع، أنا مش ضامن أعيش لبكرا لكن لو بقيت مليونير السنة هضمن إني أعيش سنة كلها نعيم وأكل ودفا وفلوس وكل النعم اللي اتحرمت منها

نظر له صديقه وقال بحزن:
– بس

وضع يده على كتف صديقه وردد بابتسامة هادئة:
– مبسش يا أحمد، أنا هقدم، الفرصة جاتلي لحد عندي ولازم أمسك فيها

لوى «أحمد» ثغره وردد:
– خلاص يا بشير اعمل اللي أنت عايزه، كدا كدا أنا مش عارف أساعدك بسبب قوانين المدينة دلوقتي أنت هتكون فوق القوانين دي كلها وهتبقى مليونير السنة وحاكم البلد كلها

حضنه «بشير» قبل أن يبتعد عنه قليلا وهو يقول:
– هتوحشني يا صاحبي، مش هنساك

رحل «أحمد» بعد فترة من الوقت واستعد «بشير» الذي نظر لنفسه في مرآة صغيرة مكسورة وردد بابتسامة:
– جيه الوقت اللي تشوف فيه الحياة بجد يا بشير، انتهى وقت التعاسة وجيه وقت النعيم

أنهى جملته وخرج من منزله مُتجهًا إلى وزارة المليونير ودلف إلى داخلها وسط نظرات الجميع غير الراضية عن هيئة «بشير» الغير جيدة وملابسه البالية لكنه لم يضع في الإعتبار كل ذلك وتوجه إلى القاعة الرئيسية وتقدم حتى وصل إلى الموظف المسؤول عن قبول طلبات المتقدمين لشغل المنصب. نظر الموظف له بعدم رضا وقال:
– ايه اللي جابك هنا يا فقير أنت، المكان مش مناسب لأمثالك

ابتسم «بشير» ووضع يديه في جيب بنطاله ليقول بثقة:
– جاي أقدم على مليونير السنة
اتسعت حدقتا الموظف واعتدل في هيئته وردد بنبرة متلعثمة:
– اااا .. اتفضل سيادك، المنصب منتظر اللي يمسكه وأنت جيت في الوقت المناسب، بس أنت عارف القوانين كويس؟ وعارف إن بعد السنة دي هـ

هز رأسه بالإيجاب وردد على الفور:
– هموت، عارف كل حاجة ودلوقتي ايه الإجراءات؟

حرك رأسه بالإيجاب وقال:
– هبلغ المجلس حالا وبعدها هتستلم المنصب وهتبقى في نعيم ملهوش آخر
بالفعل أبلغ المجلس واستقبلوه استقبال حافل قبل أن يدونوا اسمه في سجلات المدينة ويعتمدوه “مليونير السنة”.

بعد أن انتهت الإجراءات وتم الإعلان في المدينة بأكملها أن «بشير» هو مليونير السنة وحاكمها الجديد لمدة عام قدم «فلاك» نائب «بشير» الأول وقال:
– أتمنى تكون بخير يا مولاي، استأذنك تيجي معايا لمكان علشان تاخد شاور وتغير هدومك للبس الملوك والأغنياء علشان بعد كدا نروح القصر
عجبه هذا الاهتمام وردد بابتسامة:
– حاضر يا … صحيح مقولتش اسمك ايه؟

أجاب عليه النائب الأول قائلا:
– أنا نائبك الأول فلاك وهنا علشان أساعدك
حرك رأسه بالإيجاب وقال بجدية:
– تمام يا فلاك بس معلش أنت بتقول النائب الأول، أومال مين النائب التاني؟
أجاب عليه في الحال وردد قائلا:
– اسمه أرديس يا مولاي وهيكون في استقبالك عند القصر ودلوقتي ممكن نتحرك علشان نبقى جاهزين؟

حرك رأسه بالإيجاب وقال بابتسامة:
– ممكن طبعا، ممكن جدا، ممكن أوي …

مش عايز حكم على النوفيلا غير بعد ما تنتهي
كل سطر في النوفيلا دي له معنى ووراه هدف ورسالة ودي أول نوفيلا هشرحها بعد ما تخلص إن شاء الله للي مش هيوصل للمعنى الحقيقي ..

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مليونير السنة)

اترك رد