روايات

رواية سأنال مرادي الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم بسنت جمال

رواية سأنال مرادي الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم بسنت جمال

رواية سأنال مرادي البارت الرابع والثلاثون

رواية سأنال مرادي الجزء الرابع والثلاثون

سأنال مرادي
سأنال مرادي

رواية سأنال مرادي الحلقة الرابعة والثلاثون

نقل مراد لأقرب مشفى حيث أصيب بأزمة قلبية حادة، يمكث مراد فى غرفته مستسلما لمرضه ، حزينا مهموما غير راغب فى الحياة، رافض لكل شئ حوله، يحاول معه الجميع ولكن دون فائدة لدرجة أنه يلتزم الصمت ولا يتحدث مع أى شخص.
يجلس مروان بجانبه لم يتركه لحظة واحدة، يأكل الخوف قلبه، فهو أخيه بالفعل مثلما يقول حتى وإن قالها على سبيل الدعابة ، يحاول أن يأخذ منه أى كلمة ولكنه رافض تماما.
مروان بحزن: طيب رد عليا، قولى إيه اللى حصل؟ ده أنت حتى رافض أكلم سوزان.
مراد بصمت رهيب لا ينظر إليه.
مروان: أنت متخانق معاها؟
مراد بصوت خافت: طلقتها.
مروان بتفاجؤ: ليه؟
مراد : كلم أبويا يجى بسرعة.
مروان : حاضر، بس أنا قلقان عليك أوى.
مراد بشبح ابتسامة : اطمن.
اتصل مروان على والد مراد الذى أتى مسرعا ومعه والدته كى يطمئنا عليه، كان اللقاء بينهم مؤثرا بشدة، كان الجميع يبكى حتى عاصم بكى بشدة على حالة ولده، حتى أتى الطبيب وأخرجهم جميعا بسبب حالته الحرجة.
الطبيب: مينفعش التجمع ده، حالته متسمحش بكده.
عاصم : حاضر يا دكتور، يلا يا كريمة.
كريمة بدموع: مش جادرة أسيبه كده، جلبي بيتجقطع.
مراد: متقلقيش يا أمى هبقى كويس إن شاء الله.
كريمة بأمل: يارب.
مراد: ممكن دقيقة يا حج.
عاصم بلهفة: عنيا يا ولدى.
خرج الكل وتركوا عاصم مع مراد بمفردهما.
مراد : هات إيدك.
مد عاصم يده فى يد مراد الذى بمجرد أن مسكها حتى قبلها بشدة.
مراد بدموع: سامحنى يا حج، أنا غلطت فى حقك وحق جدى، امبارح بس عرفت حقيقة نور، حقيقتها الطاهرة البريئة الشريفة، أنا ظلمتها واللى حصل لى ده انتقام ربنا.
عاصم بتأثر: اهدى يا ولدى عشان صحتك، اهدى كده واحكى لى إيه اللى حصل؟
بعد فترة
خرج عاصم من عند مراد بعدما حكى له كل ما حدث، حمد الله على ظهور براءتها أمام ولده ولكنه مشفق بشدة على حالته، لم يرد أن يخبره بمكان وجود نور منعا لانفعاله حسب أوامر الطبيب.
رجع مروان لمنزله متعبا مرهقا بشدة؛ فهو لمدة يومين كاملين أقامهما مع مراد فى المشفى حتى استقرت حالته.
هنا : وهو عامل إيه الوقت؟
مروان بحزن : تعبان، التحسن بطئ أوى.
هنا : ليه كده؟
مروان: نفسيته وحشة جدا، الدكتور بيقول رافض للحياة، لو فضل على الحال ده هيدخل فى اكتئاب وممكن لا قدر الله يجرى له حاجة.
هنا: بعد الشر، إن شاء الله يقوم بالسلامة.
مروان : يارب، مراد لو جراله حاجة أنا هموت بجد، ده مش صاحبي ده أخويا بجد، عمره ما اتخلى عنى فى أى أزمة أو مشكلة، يارب يقوم منها.
هنا : متقلقش والله هيقوم ويبقى زى الفل، بس ماتعرفش هو اللى وصله لكده.
مروان: مش عاوز يتكلم خالص، كل اللى قاله إنه طلق سوزان.
هنا بصدمة : طلقها؟ يبقى ده السبب.
مروان: أعتقد لا، مراد منهار بيموت بالبطئ، فى سبب تانى أقوى.
هنا : مش مهم دلوقت إيه السبب، المهم صحته.
مروان : دماغى هتفرقع عاوز أنام ومش عارف.
هنا: قوم خد دش سخن وتعالى ارتاح.
فى صباح اليوم التالى
تجلس هنا ومروة بحزن على حال مروان الحزين الذى يجلس وسطهما ولا يتحدث ولا يأكل.
هنا: مبتاكلش ليه يا مروان؟
مروان: مليش نفس.
هنا: مينفعش عشان تقدر تقف معاه.
مروان بتنهيدة : هحاول.
مروة: ما تنقلوه عندنا فى المستشفى.
مروان بعدم اهتمام : وهتفرق إيه غير بهدلته.
مروة: لا هتفرق كتير، أنت نسيت طقم الدكاترة اللى جايين من ألمانيا دول تخصص قلب.
مروان بحماس: بجد، يعنى ينفع ننقله؟
مروة : آه طبعا، ننقله فى عربية إسعاف مجهزة وأنا هحجز له أوضة هناك.
مروان ناهضا : تمام، هقوم أروحله وأجهز كل حاجة.
هنا بابتسامة: يارب تجعل فى إيديهم الشفا.
استعد المشفى لاستقبال مراد، فاسم مراد الهندى له صيت وسمعة كبيرة ، لم يوافق مراد ولم يرفض فهو فى حالة استسلام تام، ليس لديه أى رغبة فى بذل أى تفكير أو أى جدال، يكفى ما فيه وما يعانيه.
استقر مراد فى غرفته وكان حوله الجميع، كانت مروة تشرف على هذه التجهيزات .
مروة: حمد لله على السلامة يا مراد.
مراد: الله يسلمك.
مروة: معلش يا جماعة ممكن نخرج كلنا عشان يستريح عقبال ما الدكتور يجى.
مروان: هو الدكتور جيمس اللى هيتابع حالته؟
مروة: دكتور جيمس بيقرا التقرير وبيسلم الحالة لواحد من المساعدين بتوعه.
مروان : ودول كويسين؟
مروة : طبعا.
فى الخارج
مروان: روح يا حج عشان ترتاح وطنط كمان تعبت.
عاصم: مجدرش يا ولدى أسيبه إلا لما يجوم بالسلامة.
مروان : طيب اعمل حسابك إنكوا هتروحوا معايا النهاردة، ميصحش تباتوا فى المستشفى وبيتى موجود، هو أنا مش ابنكوا ولا إيه؟
عاصم: طبعا يا ولدى ، ابنى وربنا عالم، بس كده آنى هبجى مرتاح، ومرة عمك مش هترضى تهمل ولدها.
مروان: أنا عاوز أبقى مطمن عليكوا.
عاصم: اطمن، إن شاءالله نيچى فى بيتك لما يجوم بالسلامة.
مروان: ياااارب.
أخذت مروة التقرير الخاص بمراد وأخذت تبحث عن أى طبيب من مساعدى الدكتور جيمس حتى يوصله له، لم تجد إلا معتز فى غرفته.
مروة: صباح الخير يا دكتور.
معتز: صباح الخير يا مروة.
مروة: معلش ممكن أعطل حضرتك ثوانى.
معتز: اتفضلى.
مروة : الحالة دى لواحد قريبى ولسه واصل النهاردة من مستشفى تانية، وكنت عاوزة حضرتك تشوفها أو ترفعها لدكتور جيمس.
معتز: عنيا حاضر، عندى مرور دلوقت أخلصه وأشوفه لإن مستر جيمس مجاش النهاردة.
مروة: متشكرة لحضرتك.
معتز: العفو يا حبيبتى.
نظرت بحب بسبب هذه الكلمة العفوية التى لم يقصد منها أى شئ على الإطلاق.
معتز باستغراب: إيه فى حاجة تانية؟
مروة بإحراج: لا لا، أبدا، عن إذنك.
معتز لنفسه: مالها دى؟
دخلت نور أثناء خروج معتز لمتابعة عمله.
نور: على فين؟
معتز: عندى مرور.
نور: الله معك.
معتز: فى تقرير على مكتبى أقريه وشوفى حالته إيه؟
نور: أوك.
أعدت نور لنفسها كوبا من الشاى حتى تستطيع قراءة هذا التقرير،جلست تقرأه بتمعن شديد وشخصت ما يعانيه من خلال الأشعة والتحاليل التى أمامها، أغلقت الملف ورجعت بظهرها للوراء حتى تستريح قليلا قبل أن تذهب لزيارة هذا المريض، أغلقت عيونها وفتحتهما أكثر من مرة تقاوم النوم حتى جحظت عيناها عندما رأت اسم المريض.
نور: مراد عاصم الهندى.
جرت نور فى أركان المستشفى تبحث عنه فى كل الغرف حتى وصلت عند عمها وزوجته ومروان، وقفت تنظر لهم بصدمة ، لا تتوقع أن تراهم هنا، لا تستطيع أن تتحدث فقط نظرت لهم ثم اقتحمت غرفة مراد.
صدمت نور من هيئته المريضة المتعبة، وجهه حزين باهت، ملامحه ذابلة، تقسم بأنه زاد فوق عمره عمرين، هى لا تعرف أنه عرف بحقيقتها، وأن هذه الحقيقة هى السبب فى وجوده هنا، لم تهتم بخوفها منه ، كل ما أهمها هو، هو وفقط.
تمشى نور ببطء حتى وصلت لسريره النائم عليه، ابتسمت له ابتسامة اشتياق، ابتسامة حب، جلست بجانبه على الأرض ومسحت بيدها على شعره، أحس بها ففتح عيونه ببطء فرآها أمامه فابتسم ابتسامة متعبة.
مراد بتعب: نور، أنت هنا ولا أنا بحلم زى كل يوم.
نور بدموع: أنا جنبك يا حبيبى، مالك إيه اللى حصل؟
مراد: ده ذنبك.
نور واضعه يدها على فمه: اوعى تقول كده.
مراد: سامحينى، سامحينى على كل اللى عملته، سامحينى على العذاب اللى شوفتيه بسببى، سامحينى لو لسه جواك ذرة حب ليا.
نور: ذرة حب؟ قلبي مليان بحبك مهما عملت، عمرى ما زعلت منك برغم اللى حصل، كنت عارفة إنك هتعرف الحقيقة فى يوم.
مراد: بس عرفتها متأخر.
نور ببكاء: مش مهم، المهم إنك عرفتها.
مراد ماسحا دموعها: لسه برده دموعك بتنزل بسرعة؟
نور: أنا زى ما أنا متغيرتش.
مراد: يا بختك، أنا اللى اتغيرت.
نور: كل حاجة هترجع تانى بس أنت قوم بالسلامة.
مراد : شكلها مفهاش قومة.
نور: بعد الشر عنك.
مراد: دلوقتى أقدر أقابل عمى وأنا مرتاح.
نور : لا يا مراد متقولش كده، مراد مراااااد.
سمعت صوتا تكرهه بشدة، صوت تتعذب عند سماعه، ولكن عذابها اليوم أكثر وأكثر، هو صوت صفير الجهاز الذى أعلن توقف قلب مراد، أتى الأطباء والممرضات على صوت صراخ نور ، لم تستطع أن تسعفه برغم من براعتها الطبية بل اكتفت بالصراخ حتى سقطت مغشيا عليها.
فاكرة لما الحزن صابني
والوجع غير في شكلي
كنت محبط ضهري محني
من همومي ومن مشاكلي
كله سابني اتخلى عني
كنت تايه وسط غلبي
قلبي كان مقسوم وجعني
قولتي قوم كمل بقلبي
دنيا ودت ناس وجابت
واأتي ثابتة م البداية
طول طريقي عليكي ساند
مهما يحصل لي معايا
قلت لك الخوف كسرني
شكلها الوقعة الأخيرة
قولتي مش هقبل سامعني
لسه سكتنا طويلة
أنتي نور غير كياني
مستحيل هتهد تاني
فتحت نور عيونها بضعف شديد، تحاول أن تتذكر ما حدث، بدأت تبكى عندما تذكرت أن مراد قد مات، حبيبها، كل ما تملكه فى هذه الدنيا، يوم براءتها هو يوم رحيله.
كريمة: بس يا بنتى اهدى مش كده.
نور ببكاء: ماما ، مراد مرا…
كريمة مقاطعة: بخير الحمد لله بس هو اتنجل العناية المركزة.
نور بأمل: بجد؟
كريمة محتضنة نور: أيوة يا حبيبتى.
نور بدموع: الحمد لله يارب، الحمد لله.
دخل فى هذه اللحظات معتز حتى يطمئن عليها.
معتز: عاملة إيه دلوقت؟
نور: الحمد لله، طمنى على مراد.
معتز بحزن: قلبه وقف لمدة دقيقة بس ربنا ستر.
نور بدموع: أنا السبب.
معتز بلوم : أيوة يا دكتورة، انفعاله الزايد لما شافك تعبه، إزاى متفكريش إن ده ممكن يحصله وأنت شايفه تقاريره بنفسك.
نور: مقدرتش مشوفوش.
معتز: الدكتور جيمس قالب الدنيا عليك وقال إنك ممنوعة من الدخول عنده.
نور بصدمة: ممنوعة إنى أشوفه، لا مش ممكن.
معتز: خافى عليه يا نور، هو تعبان بجد، خلى اليومين دول يعدوا على خير.
نور: طيب أشوفه من بعيد.
معتز : لا، وعلى فكرة دكتور جيمس وقفك عن العمل لمدة شهر.
مر يومان وحالة مراد استقرت نسبيا عن السابق، ولكنه مازال تحت الملاحظة، أما نور فكتب لها الطبيب المعالج الخروج، حاولت قبل أن تغادر المشفى أن تراه ولكن لم تنجح.
مروان: نور يا نور.
نور: أيوة يا مروان.
مروان: رايحة فين؟
نور: مروحة.
مروان: موحشتكيش هنا؟
نور بابتسامة حزن: وحشتنى جدا جدا، نفسي أشوفها.
مروان : خلاص روحى ارتاحى وأنا هجيبها لك بالليل، وبالمرة تشوفى مراد الصغير.
نور بابتسامة: أنتوا سميتوه مراد.
مروان: طبعا، اسم الغالى صح ولا إيه؟
نور بحب: ربنا يخليهولك يارب.
فى المساء
وصل مروان وهنا تحت منزل نور، حيث لم يخبرها بعودة نور حتى تكون مفاجأة لها.
هنا: أنت جايبنى تحت بيت عمتو ليه؟
مروان: تعالى بس وأنا هفهمك.
هنا: مروان أنا قلقانة .
مروان: متخافيش يا حبيبتى طول ما أنا معاكى.
صعدت هنا أمام شقة نور، رن مروان الجرس، كانت هنا تشعر بأنها ستقابل نور ولكنها كانت تكذب قلبها، ثوانى وفتحت نور، ارتمت الفتاتان فى أحضان بعضهما البعض، تبكيان بشدة على فراق السنين، كان اللقاء مؤثرا بحق، تركهم مروان وجلس بعيدا ومعه مراد الصغير.
هنا: ياااااا، وحشتينى أوى أوى، كل دى غيبة.
نور: أنت أكتر يا هنوش والله.
هنا: احكى لى كل حاجة بالتفاصيل، إيه اللى حصل؟ وسيبتى مراد ليه؟ ورحتى فين؟ ورجعتى امتى؟
نور بضحك: بالراحة على نفسك، لسه متغيرتيش، هحكيلك كل حاجة بس أنت طمنينى على خالى وهيثم وطنط إيمان.
هنا: بابا كويس الحمد لله، ماما بقى اتوفت من تلات سنين.
نور : يا حبيبتى، ربنا يرحمها.
هنا: يارب، بس احنا اتصالحنا قبل الوفاة الحمد لله.
نور: طيب خير، وهيثم عامل إيه؟
هنا: هيثم بقى واحد تانى بعد موت ماما، اتخرج وسافر أمريكا وعايش هناك دلوقت وليه البيزنس بتاعه، ده حتى اتجوز واحدة أمريكيةأمريكية وبابا بيقضى الوقت ما بين هنا وهناك.
نور: الله الله على الأخبار الحلوة.
قضت نور وهنا ومروان الوقت كله فى الحديث عن الذكريات بحلوها ومرها، إلى أن قطع هذا الحديث صوت طفلة صغيرة تنادى على أمها.
الطفلة: مامى، يا مامى.
هنا ومروان : مين دى؟
نور بتوتر: دى دى تبقى، حور بنتى 🤔

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سأنال مرادي)

اترك رد

error: Content is protected !!