روايات

رواية صدفة الفصل الثالث 3 بقلم هدير محمد

رواية صدفة الفصل الثالث 3 بقلم هدير محمد

رواية صدفة البارت الثالث

رواية صدفة الجزء الثالث

صدفة
صدفة

رواية صدفة الحلقة الثالثة

‘ هتسيبني يعني ؟
اشتد عليها في عناقه و اقفل عليها بإحكام و اشتم رائحتها الجميلة التي اشتاق إليها
‘ سكت ليه ؟
” مش عايز اسيبك…
قالها بنبرة ضعيفة ثم اخرجها من حضنه و وضع وجهها بين يديه
” تعالي معايا…
‘ بس…
” متقلقيش… انا هبقى معاكي…
‘ مش عارفة…
” اهدي و فكري…
‘ طب ايه رأيك تقعد شهرين و تيجي تاني اجازة… و هكذا
” اجازة اسبوع بس… اخصمي منها يومين رايح جاي… يعني خمس ايام بس…
‘ يوووه… خلاص روح كندا و مترجعش زي ما انت عايز
قالتها بإنزعاج و نظرت للأرض… ضحك إلهان و امسك ذقنها و رفع رأسها لتنظر في عينيه
” تعالي معايا… اوعدك اني مش هخليكي تحسي بغربة… و وقت ما تحبي تنزلي مصر هخليكي تنزلي… هاا قولتي ايه ؟
‘ موافقة…
بعد أسبوع… في كندا…
‘ طب والله بيتك طلع حلو اوي… ديكور اجنبي فخم… بس ليه اللون الأسود منتشر في البيت كده… حتى الاباجورة لونها أسود…
” لوني المفضل…
‘ اهاا…
ظلت تتمشى في البيت و تنظر في كل ركن… حتى وقعت عينها على صورة مُعلقة… صورة ل إلهان و معه 5 اشخاص…
‘ مين دول ؟
” صحابي… شِلة صا*يعة كده اتعرفت عليهم في الجامعة… و لحد الآن مكملين…
‘ و ليه بتقول عليهم شِلة صا*يعة ؟
” عشان هم كده فعلا…
‘ الصراحة حلوة برضو…
ضحك و قال
” هتيجي الشغالة تفرغ الشنط دي كلها و تحط كل حاجة في مكانها…
‘ انت كمان بتجيب شغالة ؟ و يا ترى دي شغالة فليبنية ولا تايلاندية ؟
” كُندية…
‘ وه ؟! مش كل اللي في كندا أغنية ؟
” لا… مش الكل… على فكرة كندا عندها نقص جامد في العمالة… عشان كده بتستقبل مهاجرين… عشان الاقتصاد ميقعش…
‘ ايوا ايوا ايوا…
” هتقعدي تلفي هنا ولا تيجي ترتاحي شوية من مشوار الطيارة…
‘ انا نمت 8 ساعات في الطيارة… صاحية فايقة… روح انت نام و انا هتفرج على بقية البيت و بالمرة قول للشغالة دي متجيش…
” ليه ؟
‘ حد قالك اني ناقصة ايد ولا رجل… انا هرتب الشنط…
” يبقى وفرتي عليا الفلوس اللي بتاخدها… كده احسن…
‘ و انا اللي كنت مفكرة هتقولي لااااا ده شغلها هي و انتي ارتاحي…
اقترب منها و امسك يدها قَبلها
” خلاص ارتاحي انتي… مش عايز نعومة ايدك تروح…
‘ والله ؟ بعدين سيب ايدي كده… خُد هنا انت شكلك مش مظبوط خاالص… مرة تحضني و دلوقتي تبو*س ايدي… في ايه مالك ؟
” مش عارف… يمكن بدأت اح…
‘ لا لا لا… احنا اخوات مش أكتر…
” والله ؟
‘ بالضبط كده… و عشان مظلمكش هنبقى أصدقاء… بس كده… علاقتنا مش هتخرج بره بند الأخوة و الاصدقاء…
” ماشي… موافق… هتصل على الشغالة…
‘ قولتلك انا هرتب الشنط…
” انتي كل دقيقة برأي مختلف ؟
‘ يا عم امشي… هات الشنط دي ورايا…
” حاضر…
بالليل… نظرت رنا للغرفة ثم قالت
‘ بس كده تمام… كل حاجة اترتبت…
دخل إلهان و قال
” رنا…
‘ نعم ؟
” صحابي جايين يسلموا عليا عشان رجعت…
‘ جايين هنا ؟
” اهااا…
‘ ماشي… ينفع اسلم عليهم ؟
لم تدري رنا لماذا قالت ذلك… هل انها تريد ان تتعرف على إلهان اكثر و تريد معرفة المزيد عن حياته أم ماذا… اومأ لها إيجابا…
وصلوا أصدقاء إلهان… استقبلهم على الباب هم الخمسة… استقبلوه بكل لُطف و حضن اخوي جماعي
” جاك رجعت من استراليا ؟ حمد لله على سلامتك…
* حبيبي يا ليو… والله وحشتنا…
” انتوا اكتر والله… هنرجع نتلم تاني اهو…
* اخيرااا…
ظلوا يدردشون و يضحكون سويًا… جاءت رنا أليهم و هي تحمل عصير الضيافة… وضعته امامهم على الطاولة
قال إلهان
” شباب… اعرفكم دي رنا مراتي…
تعجبت رنا انه قال لهم انها تكون زوجته بهذه الإبتسامة… اكمل إلهان قائلا
” رنا… دول صحابي… اعرفك عليهم… مايكل و إريك و توماس و جاك و فيليب…
ابتسمت لهم و قالت
‘ أهلا بيكم…
مَد مايكل يده و قال
* نورتي كندا…
وقف إلهان في المنتصف ليمنعه من مصافحة رنا و قال له
” نسيت اقولك ان في مصر البنات ممنوع تسلم على رجالة بإستثناء الاخ و الزوج…
‘ بس انا بسلم على رجالة عادي…
” انتي تخرسي و تتلمي… اوكي ؟
استغربت رنا… هل يغير عليها بالفعل ؟
* واو… دي عادات بقا و تقاليد يا ليو…
” بابظبط كده يا مايكل…
* اوكي فهمت… على العموم منورة يا مرات اخونا…
ابتسمت له و رجعت للغرفة… تركتهم يدرشون براحتهم… كانت تسمع صوت ضحكاتهم… تقريبا يلعبون سويًا… استلقت على السرير و فتحت التلفاز لكي تملأ فراغها… شعرت بالملل و قررت ان تفتش في أغراض إلهان… فتحت الدولاب و اخرجت منه ألبوم صوره… ظلت تتفرج عليه صورة تلو الصورة… كان اغلبية الصورة ل إلهان مع اصدقائه… انه يحبهم كثيرا و هم كذلك… كانت تركز على وجه إلهان… هل بدأت ان تحب تلك الملامح ؟ ابتسمت و ظلت ترى الصور الأخرى… اعادت الألبوم مكانه و تلعب بهاتفها حتى غفت…
بعد ساعات… احست رنا بيشئ يمشي على وجنتها… فتحت عيناها بتثقال… وجدت إلهان نائم بجانبها و يلمس وجنتها بأنماله…
” شكلك يبقى عسل اوي و انتي نايمة…
‘ يخربيتك !!
قالتها بذعر ثم اعتدلت و غطت نفسها بالغطاء
‘ بتعمل ايه جمبي ؟
” كنت بتأملك…
‘ والله ؟ طب متعملش كده تاني و ارجع على مكانك…
” على الكنبة ؟ لا… مينفعش…
‘ ليه بقا ؟
” الكنبة هنا مش مريحة بالمرة… بعدين ده سريري
‘ بقا سريري خلاص…
” انام على الأرض يعني ؟
‘ هتنام جمبي يعني ؟
” ايوة هنام جمبك…
‘ ده في احلامك… هِش منها…
” هنام فين يعني ؟ في الصالون مثلا ؟
‘ مليش دعوة اتصرف… إياك ألاقيك جمبي تاني…
” احنا متجوزين… من حقي انام جمبك…
‘ لا لا… احنا متفقناش على كده…
” نتفق دلوقتي…
‘ هنتفق على ايه يعني ؟
” انتي قولتي احنا مجرد اخوة و اصدقاء صح ؟
‘ صح…
” انا بقا مش موافق على الكلام ده… عيزاني اوافق عليه يبقى تسمحيلي انام جمبك…
‘ عشان تغتصبني و انا نايمة…
” مين قال كده ؟ احنا اخوات…
‘ نور اللي اسمها اختي و من لحمي و دمي… مكنتش بخليها تنام جمبي… انت بقا تنام جمبي بصفتك مين ؟
” جوزك الاخوي…
قالها ثم ضحك…
‘ ههه دمك خفيف… امشي يلااا معنديش الكلام ده… اترزع انت هنا و انا هنام على الكنبة…
كانت ستنهض لكنه دفعها و حاوطها بجسده
” المرة دي كلامي انا اللي هيمشي… و الإ
‘ و الإ ايه ؟
” هطالب بحقوقي الزوجية… ايه رأيك ؟
‘ إلهان…
” نعم…
‘ بطل تحر*ش و ابعد عني…
” توافقي الأول… نبقى زوجين حقيقيين… أو انام جمبك… قولتي ايه ؟
نظرت له ف اقترب من شفاهتها و قبل ان يُقبلها قالت
‘ خلاص موافقة و امري لله…
” موافقة نبقى زوجين ؟!
‘ لا طبعا… شكلك اتجننت يا ابو وشم… هسمحلك تنام جمبي…
” ما كان من الأول…
استلقى بجانبها و هي عادت لوضع النوم… فجأة شدها لصدره و عانقها
‘ إلهان انت بتعمل ايه… ابعد…
” لا مش هبعد…
‘ إلهان متتعداش حدودك…
” حدود ايه… ده حضن اخوي برئ…
‘ برئ ؟ لا واضحة البراءة… تحب بالمرة ابو*سك في بؤك ؟
” ياريت…
‘ اتلم يا قلـ,ـيل الادب… انا متربية و مش بتاعة الكلام ده…
” ششششش نامي…
قالها ثم شد الغطاء عليهم و ظلت في حضنه و مسد على شعرها برفق… مر بعض الوقت… نظرت له رنا وجدته غفى… كانت ستبتعد لكنها نظرت إليه… كم هو جميل و هو نائم… يصبح برئيًا و لطفيًا للغاية… لم تبتعد عنه… بل ظلت في حضنه و اسندت رأسها على صدره و اغمضت عيناها و نامت…
بعد مرور شهر… عاد إلهان الى عمله… ف جاءت له مُهمة ان يعمل ڪ دكتور جامعي لمدة أربع مقابل مكافأة كبيرة و هو وافق على ذلك و دخل مجال التدريس…
منذ ذلك لم تشعر رنا بالراحة… ف وجوده في الجامعة بين الطالبات لم يريحها أبداً… لم تعرف لماذا تنزعج بهذا الأمر… لكن الأمر تعدى الحدود لان مرت و هو على تلك الوظيفة و كسب محبة الطلاب… خاصًة الطالبات… و وصل الأمر ان تأتي طالباته ل بيته و معهم الزهور له… هذا أمر عادي بالنسبة له لكن تضايقت رنا كثيرا من ذلك…
قفل إلهان باب المنزل و شَمَ الورود و ابتسم… نظر أمامه وجد رنا تسند بكتفها على الحائط و تعقد ذراعيها ببعضهما… نظرت له بحِده و قالت
‘ ده البوكيه رقم 7 اللي يوصلك النهاردة… ده غير عِلب الشيكولاتة اللي وصلتلك امبارح و ده غير برضو الساعات و الانتيكات اللي وصلتلك الأسبوع ده… ما شاء الله انت دكتور جامعي محمبوب اوي…
” امتحان البرمجة بتاع نهاية السنة كان الأسبوع اللي فات… بعض الطلاب قفلوه ف بعتولي الهدايا دي لاني انا اللي درستلهم المادة دي…
‘ طلاب ولا طالبات يا ليو ؟ عايز تفهمني ان ام شعر اشقر اللي لسه ماشية دي طالب ؟!!!
ضحك و ترك البوكيه على الطاولة… وقف أمامها و عقد ذراعيه مثلها و قال بنبرة طفولية
” طالباتي و بيحبوني… انتي بقا ايه اللي مضايقك ؟
‘ مش حاجة مضايقاني… ربنا يديم المحبة…
قالتها ثم تركته و ذهبت للغرفة… جاء إلهان ورائها و قال
” رنا… انتي مضايقة بجد ؟
‘ لا اضايق ليه… هو انا مراتك لسمح الله ؟ انا اختك و صديقتك مش اكتر… ڪ نصيحة اخوية… البنات دول قصدي طالباتك… بالمصري كده مش سالكين… يعني حاطين عيونهم عليك… انت مش مجرد دكتور ليهم… ممكن تكون كراشهم…
” اممم… قصدك انهم بيبعتولي الهدايا دي عشان يفتحوا معايا حوار ؟
‘ ايوة…
” لا يا رنا الأمور مش كده…
‘ اوماال ازاي بقا ؟
” بصي… ممكن انتي تفكري انهم بيتوددوا ليا و الكلام ده… هنا في كندا مش بتتحسب كده…
‘ بتتحسب ازاي يا دكتور ؟
” في الجامعة لما الطلاب يساعدهم الدكتور بيحبوا مادته و يقفلوها… ف بالتالي بيعبروا عن شكرهم ب بوكيه ورد… علبة شيكولاتة… ساعة يد… و الكلام ده… انا ذات نفسي لما كنت طالب… كان عندي الدكتورة بتاعت الحسابات بموت فيها و في مادتها… و لما نجحت… جبتلها خاتم ڪ هدية شُكر عن مساعدتها ليا… هل كده معناه اني هتجوزها عشان اشتريتلها خاتم ؟ اكيد لا…
‘ عندك حق… انا اللي مش فاهمة الحياة في كندا… انت صح…
إلتفت لتذهب ف امسك يدها و قال
” مالك يا رنا ؟
‘ مفيش…
” ولا انتي غيرانة عليا ؟
‘ لا…
” يبقى في ايه ؟
‘ قولتلك مفيش !! و اوعى كده عشان اكمل المسلسل…
” من اول ما اتعينت دكتور جامعي و انتي بتتصرفي تصرفات غريبة كده مش مفهومة… مضايقة من وظيفتي كده ليه ؟
‘ مش مضايقة يا إلهان…
” لا مضايقة و واضح عليكي… قوليلي بصراحة… مالك ؟
انفجرت فيه قائلة
‘ ابعد عني كده… و ايوة انا مضايقة من وظيفتك دي… كل شوية يرن جرس البيت افتح الاقي وحدة قدامي شبه الرقا*صة تقولي انا طالبة عند دكتور ليو… لو سمحتي وصليله الورد ده… عايزني اعمل ايه يعني ؟ اخدها في حضني بالمرة ؟ بعدين هم يعرفوا عنوان بيتك ليه اصلا و يجوا بصفتهم مين ؟ ايه البجا*حة دي… بعدين انا زهقت… انا طول النهار قاعدة لوحدي هنا… مش بشوف وش سيادتك غير بالليل… حتى في يوم الإجازة الوحيد… يا تقعد اليوم كله بترد على اتصلاتهم يا تجمعهم سوا و تديهم كورس… و لو انت مش ملاحظ نظرات البنات دول ليك… فأنا ملاحظة و عارفة كويس معنى النظرات دي… بس انت عامل نفسك من بنها… بس انا مش هستحمل اكتر كده… مش كل مرة اشوف وحدة جاية هنا بتتحر*ش بيك بنظراتها القذ*رة… الكلام ده و انا موجودة قدامهم… و يا عالم بيبصولك ازاي في الجامعة و انا مش موجودة… و لو ده بالنسبالك عادي و اتعودت عليه… انا بقا مش هتعود عليه…
تفاجئ إلهان و ابتسم
” ده انتي مش غيرانة و بس… ده انتي شايطة نار… كل ده حبساه جواكي ؟
اعطته ظهرها و تأفأت بتذمر…
” رنا…
‘ عايز ايه ؟
” بُصيلي…
‘ لا…
” هنتكلم بهدوء و نوصل لحل…
‘ نوصل لحل ليه ؟ شكل الحوار عاجبك و بتضحك على كلامي كمان… خليك مكمل في كده…
” مش عايزة تتكلمي ؟
‘ لا… اللي عندي قولته… ولو سمحت متكلمنيش تاني…
” كمااان !! ده الحوار طلع اكبر مما تخيلت
‘ اه الحوار الكبير بس انت اللي معندكش دم و مفكرني زعافة و مش بحس…
” طب ممكن يا زعافة تبصيلي… خلينا نتكلم زي البشر…
‘ لا… مش هتكلم تاني… انا هنام… تصبح على خير…
اغلقت نور الاباجورة و استلقت على السرير و سحبت الغطاء عليها و قالت
‘ انت كمان نام عشان تصحى بدري فايق لطالباتك…
ضحك إلهان من تصرفاتها الاي فضحت أمرها أمامه… استلقى بحانبها ف قالت
‘ و مش نوم تاني و انت حاضني… خلي طالباتك يحضنوك…
قالتها ثم وضعت الوسادة في المنتصف…
” والله ؟
‘ مش عاجبك الوضع ده معايا… روح نام معاهم… و هم ما يصدقوا و هيضيفوك كويس اوي…
” بس انتي مراتي…
‘ لا محصلش… انا اختك و صديقتك بس… ولا اقولك كمان… من اللحظة دي انا اختك بس… اعتبر الصداقة اللي ما بينا انتهت…
” كده كتير…
‘ بطل رغي و سيبني انام…
اعطته ظهرها و نامت… ابتسم إلهان بفرح ثم امسك الوسادة التي في المنتصف…
” مش هسمح الحاجز ده يكون ما بينا…
‘ يوووه بقا يا إلهان… بطل برود و هات المخدة…
” لا ( رفع الوسادة للاعلى ) عايزة تاخديها تعالي خُديها بنفسك…
نهضت و حاولت اخذها من يده… لكنها قصيرة و لم تستطيع الوصول إليها…
‘ إلهاااان…
” تعرفي اني بحب اسمع اسمي منك لما تكوني مضايقة… بتقوليه زي العيال الصغيرة…
‘ اوووف… انت بارد بجد !!
ضحك و ألاقى الوسادة على الأرض… كانت ستذهب لتأخذها لكنه منعها ودفعها على السرير… حاوطها بجسده
‘ ابعد…
” مقدرش ابعد ما اتأكدت من مشاعرك ناحيتي…
قالها ثم أخذ شفتاها في قُبلة لطيفة… تفاجئت رنا و ضر*بته على صدره ليبتعد… لكن لم يهتم لذلك بل اقترب اكثر و ضمها إليه بإمتلاك و استمر في تقبيلها… في البداية ظلت تقاومه بشدة ثم استسلمت له و استسلمت لمشاعرها التي تخفيها منذ زمن… ابتعد عنها قليلا لتلتقط انفاسها… احمرت وجنتها خجلًا و صدرها يعلو و يهبط و لم تصدق انه قَبلها لأول مرة… ابعد خصلات شعرها عن وجهها و لمس وجنتها الحمراء و قال
” كنت دايما بكذب نفسي… و اقول دي هتحبني ليه و تغير عليا ليه اصلا… انا مش الشاب اللي هي كانت تتمناه يكمل معاها… لكن كلامك من شوية اثبتلي ان اللي بفكر فيه صح…
‘ مفيش بنت هتحب تشوف جوزها بيتشقط قدامها…
” ده معناه انك…
‘ ايوة بحبك !!
قالتها ثم شدته إليها و قبلته و حاوطت رقبته بيداها بإمتلاك… سعِد إلهان كثيرا و ضمها إليه…
تاني يوم……
استيقظت رنا و لم تجد إلهان بجانبها مثل كل يوم… تذكرت ما حدث بالأمس و ابتسمت بخجل… نهضت و غسلت وجهها و ذهبت للمطبخ… وجدت إلهان في المطبخ عا*ري الصدر… و يُعد السندويتشات…
‘ إلهان…
إلتفت لها عندما سمع صوتها الذي يحبه… و بحركة سريعة حملها و وضعها على الرخام…
” صباح الخير…
‘ صباح النور… انت بتعمل ايه ؟
” بحضرلك الفطار قبل ما اخرج… تفتكري ان بعد الاعتراف اللي سمعته منك و بعد اللي حصل امبارح ده… هخرج كده و اسيبك كأن شيئًا لم يحدث ؟
احمرت وجنتها خجلًا و تجنبت النظر إليه… ضحك من خجلها ذلك…
‘ بس مفروض تكون خرجت من نص ساعة… عليك محاضرة 9 و دلوقتي خلاص داخلة على 10…
” اجلتها للساعة 2… حابب اقعد معاكي… عندك اعتراض ؟
‘ اكيد لا…
قَبَل خدها بلطف و اكمل إعداد الإفطار… و بعد ما انتهى جلسوا سويًا على الطاولة… كان يطعمها بيده كأنها طفلة و استغربت رنا هذا الإهتمام المتزايد لكن لم تهتم كثيرًا و كانت سعيدة للغاية…
” قوليلي بقا…
‘ هااا ؟
” مش انتي بتضايقي ان اغلبية وقتي في الجامعة ؟
عبس وجهها و قالت
‘ اه بضايق…
” طب انا عندي حل…
‘ ابهرني…
” اقدملك على الجامعة و تعالي ادرسي…
‘ بس انا خلصت تعليم لو تاخد بالك يعني…
” ما انا عارف… بس عادي ينفع…
‘ امممم…
” بالمرة تتعملي البرمجة… تبقي مترجمة + مبرمجة… دول حاجتين مطلوبين اوي في سوق العمل… هتتطلبي بالاسم…
صمتت قليلًا ف اكمل
” و بالمرة ابقا معاكي طول الوقت و تحت عينك… و تحطي حَد لكل بنت حاطة عيونها عليا ؟
تحرك بؤبؤ عيناها يمينًا و يسارًا بمشاغبة و قالت
‘ ماشي موافقة…
قَبَل أنفها الصغير و قال
” تعالي نتفرج على فيلم…
‘ اوكي…
كانت رنا تسند رأسها على صدره و تأكل الفيشار و تشاهد الفيلم معه…
‘ البت دي نطعة و متكبرة…
” فعلا…
‘ مش عارفة حبيبها طايقها ازاي… اومال لو كانت حلوة شوية كانت هتعمل ايه…
” على رأيك…
‘ انت بتجاريني في الكلام و خلاص…
” الحقيقة انا مش مركز في الفيلم…
نظرت له و قالت
‘ اوماال مركز في ايه ؟
” على أهدافي…
قالها و هو ينظر لشفاتها…
‘ طب اتلم…
” مش قادر…
قَبلها بلطف بين شفتاها… ابتعد عنها و ابتسمت بخجل…
‘ هو امبارح… يعني خلاص احنا…
” بقينا زوجين…
‘ بجد ؟ اصل مش فاكرة تفاصيل كتير… كل اللي فكراه انك كنت حاضني… و بعد كده صحيت…
” بس انا فاكر كويس… امبارح كانت أول ليلة لحُبنا… و مش الأخيرة…
ابتسمت بخجل و امسكت الهاتف تلعب فيه لكي لا تركز كثيرا في نظراته لها… قَبَل إلهان رأسها و ضمها إليه…
و مرور الأيام… تم قبول رنا في الجامعة… و اليوم اول يوم لها ڪ طالبة جامعية للمرة الثانية… لكن الآن الأمر مختلف… فهي برفقة زوجها…
‘ شكلي حلو ؟
قالت ذلك و هي تنظر لنفسها في المرآة و كانت ترتدي بلوزة صوف بسوداء بها ورد أبيض على جيبة سوداء و بوت طويل أسود و طرحة بيضاء و شنطة بيضاء صغيرة و تضع بعض الميكب الخفيف… نظر لها إلهان بإعجاب و قال
” هو انتي ازاي بتليقي في كل حاجة بتلبسيها ؟
‘ يا طبال…
عانقها من الخلف و قال
” دي حقيقة… عمرك ما فشلتي في إعجابي…
احمرت وجنتاها اقترب إلهان ليُقبلها
‘ ايييه… هنتأخر !!
” عادي…
‘ إلهااان…
” قلب إلهان…
‘ يلا… هنتأخر…
” اووف… طيب تعالي…
قبل ان يخرج امسكت بيده بإحكام…
‘ يلاااا…
ابتسم و اقفل على يدها و ذهبوا سويًا…
و بعد دقائق وصلوا للجامعة…
‘ ايه الأشكال دي !!
” مالك ؟
‘ دول كُبار اوي… دول منظر طلاب بذمتك ؟ دول يخلفوني مرتين !! ده احنا كنا كيوت و اطفال اوي
ضحك إلهان و قال
” هتتعودي… تعالي…
مَد يده إليها…
” ايه مش هتمسكي ايدي ؟
‘ احنا في الجامعة…
” طب ما انا عارف…
‘ مش لازم يعرفوا اننا متجوزين…
” لا لازم… خلي كل وحدة بتكراش تعرف اني مِلكك…
‘ انت شايف كده ؟
” مش شايف غير كده…
قالها ثم امسك يدها جيدا… نظرت له و دخلا سويًا… جميع منْ كان بالساحة ترك ما بيده و نظر الى دكتور إلهان المشهور أسير قلب الفتيات بالجامعة يدخل الآن أمامهم و معه تلك البنت و يمسك يدها… تعالت الأحاديث الجانبية و كَثُرت الأسئلة… من تكون تلك الفتاة ؟!
‘ إلهان انا متوترة…
” متتوتريش… خليكي واثقة في نفسك و فيا…
‘ واثقة فيك…
قالتها و هي تنظر له بإبتسامة جميلة… ابتسم لها و مشيا سويًا حتى وصلا الى قاعة المحاضرات… دخل معها وسط الطلاب و اجلسها على البنش الرابع و قال
” اول محاضرة ليكي في مسيرتك الجامعية التانية هتبدأ بعد ربع ساعة…
‘ و انت مش هتديني ؟
” انا هديكي بعد البريك… ده جدولك اهو…
نظرت للجدول و قالت
‘ دلوقتي عندي تكنولوجي ؟ هاخد فيها ايه المادة دي ؟
” حاجات بتخص التركيب الهيكلي للكمبيوتر من اول ما تَمَ اختراعه لحد التطور اللي وصل فيه حاليًا… خلي بالك المادة دي كلها رسومات… ركزي كويس…
‘ حاضر…
” دفعتك اغلبها شباب… لو حد ضايقك بنظرة…
‘ هشرشحه…
” بالظبط و قوليلي عشان انا كمان اشرشحه…
‘ عيوني…
” ده دفترك و قلمك… ( قَبَل جبينها أمام الطلاب و لمس وجنتها بحُب و اكمل مبتسمًا ) نتقابل بعد البريك… بعد ما تخلصي اتصلي عليا…
‘ حاضر…
قالتها بخجل ثم ذهب… و بمجرد ما خرج من القاعة… جاءت الفتيات اتلصقوا بها قائلين
* هو انتي تقربيله ايه ؟
* تعرفي من فين دكتور إلهان ؟!
* انتوا مرتبطين ؟
* انتي قريبته صح ؟!
* كان بيقولك ايه ؟
* جيتي معاه بعربيته ولا اتقابلتوا على البوابة ؟!
* لا يا بنات دول فيهم شبه من بعض… أكيد اخوات…
ارخت رنا ظهرها للخلف و رفعت يدها التي بها خاتم زواجهم و قالت
‘ لا احنا مش اخوات… دكتور إلهان يبقى جوزي…
شحب وجههم من تلك المفاجأة… صُدموا جمعيهم
* ازاي و امتى ؟
* اصطداتيه ازاي ؟
* يا محظوظة…
* دي اتجوزت دكتور إلهان مُعذب قلب فتيات الجامعة !!
* مش قادرة اصدق…
* اتعرفتوا على بعض ازاي و فين ؟!
* يا بختك…
‘ اهدوا يا بنات مش كده… نتكلم بالتفصيل في البريك…
* خدي رقمي… احنا لازم نبقى على تواصل
* و خدي رقمي انا كمان…
* و انا كمان…
جاءت فتاة جميلة و حادة الملامح ترتدي جاكت بامب أبيض على بنطلون جينز و تضع الايردبودز و تمضغ اللبان و نظرت للبنات بحِدة و قالت
– انتوا بنات قليلين الذوق… ابعدوا عن البنت كتمتوا نفسها… لو حصلها حاجة دكتور إلهان هيقتـ,ـلكم واحد واحد… اتفضلوا يلاااا على بنشاتكم منك ليها…
استغربت رنا لانها جميع الفتيات ابتعدوا عنها و سمعوا كلام تلك الفتاة و عادوا الى أماكنهم…
وضعت تلك الفتاة حقيبتها على البنش و جلست بجانب رنا و نزعت الايردبودز من أذنها و لمَت شعرها بالتوكة… نظرت ل رنا و مدت يدها إليها و قالت
– هااي… انا نيڤين… اهلا بيكي…
صافحتها رنا و قالت
‘ و اهلا بيكي… عندي سؤال… هم ازاي سمعوا كلامك كده ؟
– انا ابقا رئيسة إتحاد الطلبة… يعني مكانتي ليها سلطة بعد الدكتور الجامعي… كلامي مسموع زي كل الدكاترة اللي هنا…
‘ اه فهمت… تشرفت بمعرفتك…
– انا اكتر… قوليلي بقا…
‘ ايه ؟
– صحيح اللي سمعته ده ؟ انتي مراته بجد ؟
‘ اها…
– نورتي… مش محتاجة اعرفك ان دكتور إلهان له مكانة خاصة بالنسبة للبنات في الجامعة في جميع المراحل… ده وصل الأمر ان الشباب غيرانين منه لانه واخد عقل البنات هنا… في الآخر طللعتي انتي واخده عقله… انا كنت قاعدة هناك من وراء… شوفته و هو بيكلمك… ربنا يحفظكوا لبعض و يبعد عنكم التعابين اللي شايطة هنا…
كانت نيڤين تقصد الفتيات الذين ينظرون ل رنا بحقد و غيرة… ضحكت رنا و قالت
‘ والله انتي لطيفة و دمك خفيف…
– شكلنا هنبقى صحاب…
‘ مفيش مشكلة… هو الدكتور اتأخر ولا بيتهيألي ؟
– مش عارفة… بيقولوا ده دكتور جديد و جاي من مصر…
‘ بجد ؟
– اها… طمنيني بقا… الدكاترة المصريين صعبين ؟
‘ مش كلهم… هتلاقي الكويس و هتلاقي الوحش…
– زي اللي هنا… في دكتور السكاشن… احضريله بس سكشن واحد و هيخليكي تكرهي الجامعة بالتخصص بالمادة… هيخليكي تكرهي عيشتك… و فوق كده كله يديكي تقدير كأنه بيقطع من جِلده…
ضحكت رنا
‘ يا ساتر يارب… و إلهان… دكتور إلهان كويس معاكم ؟
– متفهمنيش غلط بس دكتور إلهان محاضرته من ألطف المحاضرات… هادي كده و شخصية… و بيهزر معانا و في نفس الوقت بنخاف منه و امتحانته كويسة…
‘ طب كويس…
اصطدمت يد رنا بالبنش ف وقع القلم على الأرض… نزلت لتأخذه… في تلك اللحظة دخل الدكتور و عاد كل طالب لمكانه
– رنا… الدكتور دخل…
أخذت رنا القلم و عادت لتجلس
وضع الدكتور هاتفه على المكتب و نزع نظارته… وقف في منتصف القاعة و قال بصوته الرجولي
* Good morning guys
صباح الخير يا شباب…
ردوا عليه بالتحية… أما رنا تجمدت مكانها عندما رأته… كأن عقلها صعقه البرق… لاحظت نيڤين ريأكشن وجهها المتجمد… أشارت لها بيدها و لكن لم تفيق من صدمتها ثم قالت نيڤين
– I’m calling you, Rana
أنا اُحدثك… رنااا
لم ترد عليها و عيناها لم تبتعد عنه
– بتبصي على ايه ؟ مالك ؟
لاحظ الدكتور صوت نيڤين… إلتفت لكي يُسكتها… لكنه صُدم عندما رأى منْ يجلس جانب نيڤين و قال بصوت خافت
* رنا !!
‘ رحيم !!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية صدفة)

اترك رد

error: Content is protected !!