روايات

رواية الشادر الفصل الثامن عشر 18 بقلم ملك ابراهيم

رواية الشادر الفصل الثامن عشر 18 بقلم ملك ابراهيم

رواية الشادر البارت الثامن عشر

رواية الشادر الجزء الثامن عشر

الشادر
الشادر

رواية الشادر الحلقة الثامنة عشر

لحظات قليلة ونزلت جميلة مع تسنيم. حمزة قلبه خفق بعنف اول ما عينيه شافت حبيبته، الوحيدة اللي قادرة تتحكم في مشاعره بمجرد ما تظهر قدام عينيه. غمز حمزة لـ ثريا عشان تاخد تسنيم ويقعدوا في الخلف، حاولت ثريا ترسم ابتسامة مزيفه على شفايفها تخفي خلفها حزنها وغضبها وغيرتها على بدر. اتكلمت ثريا مع تسنيم وطلبت منها تقعد معاها في الخلف عشان تتكلم معاها. جميلة كانت واقفة وعينيها منخفضه في الارض. مرفعتش عينيها لحظة واحده عشان تشوف حمزة. ركبت جنب حمزة في الامام وثريا وتسنيم في الخلف. اتحرك حمزة بالسيارة وهو بيفكر ازاي هيقدر يصالحها لانه عارف انها عنيدة جدا.
اتكلم حمزة وهما في السيارة وسألهم يحبوا يروحوا فين؟ اتكلمت تسنيم بحماس وقالت:
– نروح الملاهي
اتصدم حمزة وبص لجميلة. كتمت جميلة ضحكتها وهي بتخفض وجهها. ثريا كانت قاعده حزينه ومش مركزة معاهم. همس حمزة لنفسه بصدمة وهو مش مصدق انه يروح ملاهي!! سمعته جميلة وحاولت تكتم ضحكتها قدر الامكان لكنها فشلت وظهرت ضحكتها على ملامحها الرقيقه ونظرت لحمزة بقلة حيلة. نظر حمزة لـ تسنيم في المرايا اللي بتعكس صورتها امامه وقالها:
– طب ايه رأيك نروح مطعم ولا آي مكان هادي احسن؟
اتكلمت تسنيم بحماس:
– في هناك مطعم اقعدوا انتوا فيه وخلوني انا في الملاهي
نظر حمزة لـ جميلة وشاف ابتسامتها وهي بتخفض وجهها، استسلم لرغبة تسنيم وخدهم الملاهي. طلب من جميلة انها تقعد معاه في المطعم يتكلموا شويه وثريا وتسنيم يروحوا يشوفوا الألعاب.
اتحركت ثريا مع تسنيم وهي شاردة في بدر وبتسأل نفسها ياترى بيعمل ايه دلوقتي مع البنت اللي بيحرسها دي! ياترى شكلها حلو وهتعجبه ولا لأ؟ افكار كتير كانت بتوجع قلبها وتزود غيرتها عليها.
عند حمزة وجميلة.
قعد حمزة قدام جميلة وهو بينظر لها ومش مصدق انها قاعده قدام عينيه. اتكلم معاها بهدوء وقال:
– عاملة ايه يا جميلة؟
هزت راسها بالايجاب وهي بتخفض وجهها و ردت عليه بخفوت وقالت:
– الحمدلله
اتكلم حمزة بهدوء:
– انا عارف انك زعلتي امبارح لما انا مشيت بسرعه من غير ما افهمك انا رايح فين وايه السبب اني اسيب اجمل يوم في حياتي وامشي
غضبت جميلة وهي بتفتكر اللحظة اللي سابها فيها ومشي. اتكلمت معاه بتهور ونرفزة:
– والله انا مش مستغربة خالص لان واضح جدا ان السبب اللي انت مشيت عشانه عندك اهم مني
استغرب حمزة وقالها بثقة:
– بس انا معنديش اهم منك يا جميلة. انتي عارفة كويس انا بحبك قد ايه وانتي أغلى حاجة في حياتي انتي وامي واختي
خجلت جميلة من اعترافه بحبه لها بالثقة دي. اتكلم مرة تانيه وقال:
– انتي عارفه يا جميلة اني سبت شغلي القديم ودلوقتي بشتغل مع رجل اعمال كبير وانا المسؤل عن حماية شغله وحماية اهل بيته وامبارح لقيته بيكلمني وبيقولي ان بنته اتخطفت وطلب مساعدتي.
اتصدمت جميلة واستمعت لباقي حديثة بفضول واهتمام. تابع حمزة كلامه وقال:
– طبعا مكنش ينفع اتأخر عليه لان ده شغلي وانا المسؤل عن حمايتهم.
اتكلمت جميلة باهتمام:
– وعملتوا ايه؟ لقيتوا البنت؟!
رد حمزة بثقة:
– الحمد لله قدرت ارجعها امبارح من المكان اللي كانت مخطوفه فيه
ابتسمت جميلة براحة وهي بتنظر له بحب. متعرفش نظرتها دي عملت فيه ايه، قلبه كان بيخفق من شدة السعادة، خجلت جميلة من نظراته ليها. اتكلم من قلبه وقالها بصدق:
– نفسي تعرفي انا بحبك قد ايه يا جميلة ومستعد اعمل أي حاجة في الدنيا عشانك وعشان اشوف نظرة الحب والرضا دي في عينيكي
خجلت جميلة من كلامه اللي خطف قلبها. كان نفسها تصارحه هي كمان بحبها ليه بس كان صعب عليها تعترف بلي في قلبها. اتكلمت معاه بهدوء وقالت:
– انا محتاجة منك وعد واحد بس يا حمزة وانا متأكدة انك هتوفي بوعدك ليا العمر كله
استغرب حمزة وسألها بفضول:
– وعد ايه؟!
اتوترت جميلة وحاولت تكون قوية قدامه وقالت:
– توعدني انك مترجعش لشغلك القديم مهما حصل. مش عايزة في يوم اندم اني وفقت اكون مراتك واشيل اسمك
ابتسم لها حمزة واتكلم بثقة وتأكيد:
– اوعدك يا جميلة
ابتسمت بسعادة وقلبها كان بيخفق بين ضلوعها من شدة السعادة. قربت منهم تسنيم واتكلمت بحماس:
– انتوا هتفضلوا قاعدين كده! تعالوا معايا انا زهقت
كتم حمزة غيظه من مقاطعتها ليهم واتكلم معاها بهدوء:
– مش ثريا معاكي؟
ردت تسنيم بملل:
– ثريا واقفه وملهاش مزاج تلعب وانا زهقت وعايزة اروح
كتمت جميلة ضحكتها وهي بتنظر لحمزة وقالت له:
– خلاص خلينا نروح
نظر لها حمزة باستسلام وهز راسه بالموافقة. وقفت جميلة واتحركت مع تسنيم عشان يروحوا لـ ثريا، ووقف حمزة وهو بيتمنى يجي اليوم اللي يتجوز فيه جميلة ويبقوا لوحدهم ومفيش حد يقاطعهم ابداا.
*****
امام فيلا فؤاد المنصوري لزوجته الاولى.
وقف بدر قدام السيارة ينتظر خروج بنت فؤاد المنصوري.
خرجت صافي من الفيلا بحماس وهي فاكره ان حمزة هو اللي في انتظرها. اتفاجأت بواحد تاني، قربت منه واتكلمت معاه بستغراب:
– انت مين؟
رد بدر بهدوء:
– انا بدر اللي هكون معاكي لحد ما ارجعك للبيت تاني
نظرت حولها وقالت بفضول:
– اومال حمزة فين؟
اتكلم بدر بهدوء:
– حمزة مشغول شوية ومقدرش يجي وطلب مني اجي انا
بهتت ملامحها بالحزن. لاحظ بدر تبدل ملامحها واستغرب لهفتها في السؤال عن حمزة. وقفت تنظر حولها باحباط وقالت بحزن:
– خلاص انا مش هخرج النهاردة، انا هرجع البيت تاني شكرا
اتحركت من قدام بدر ورجعت على الفيلا تاني. وقف بدر مصدوم من ردت فعلها واستغرب. قرر يرجع على بيته يرتاح وهو مطمن ان كرم هيكون في الشادر ومسؤل عن حمايته الليلة وبنت فؤاد المنصوري خلاص مش هتخرج وكل حاجة ماشية تمام.
*****
بداخل شادر الخشب.
قعد كرم مع تلاته من الرجالة اللي بيساعدوه في تأمين الشادر وحمايته. كرم الوحيد اللي كان عارف انهم مش مجرد بيحرسوا خشب بس! كان عارف ان الشادر مليان مخدرات وقام وقف يلف في الشادر وكأنه بيأمن على شحنة الخشب الموجودة في الشادر. افتكر كلام زوزو معاه لما قالتله ان جوزها بيخزن المخدرات في صناديق من الخشب وبيخفيها وسط الخشب. شاف واحد من الصناديق وعرف مكانه وكان بيفكر في الغدر بحمزة وفي نفس الوقت يطلع كسبان. الوقت في الليلة دي كان مناسب له. حمزة مشغول في خطوبته من جميلة وبدر بينفذ مهمة كلفه بيها حمزة بعيد عن الشادر. مفيش غير الـ 3 رجاله دول اللي عايز يتصرف معاهم عشان يقدر يعمل اللي هو عايزه من غير ما حد يحس بيه. ولازم قبل آي حاجة يعطل كاميرات المراقبة اللي ماليه الشادر عشان محدش يعرف ان له يد في آي حاجة هتحصل. الموضوع كان صعب ومحتاج تخطيط كتير وفي نفس الوقت هو ميضمنش ان الفرصة دي هتيجي له مرة تانيه وبدر وحمزة يبقوا مشغولين زي الليلة دي.
خد قراره بسرعه انه هينفذ النهاردة ويسرق صندوق من اللي فيهم مخدرات وبكده هيحصل مشكلة بين فؤاد وحمزة لان حمزة المسؤل عن كل حاجة في الشادر. قرب من الرجالة وادعى انه تعبان ومحتاج يروح الصيدلية يجيب علاج بسرعه ويجي. الرجالة صدقوه وراح الصيدليه وهو بيفكر ازاي هينفذ خطته بدقه ويطلع كسبان وفي نفس الوقت ينتقم من حمزة من غير ما حد يعرف ان هو اللي خطط لكل ده. وقف قدام الدكتور الصيدلي وطلب منه منوم يكون مفعوله قوي جدا ويقدر يحطه في شاي او عصير. استغرب الدكتور من طلبه وكرم فهمه انه مش قادر ينام بقاله كام يوم ومحتاج الدوا ده ضروري. الدكتور صدقه واداه الدوا المطلوب. كرم خد الدوا ورجع على الشادر. استقبله الرجالة بقلق عشان يطمنوا عليه، قالهم ان الدكتور اداه حقنه وقاله اشرب كوباية شاي وارتاح شويه، وصمم ان هو اللي يعمل الشاي لنفسه وعرض عليهم يعملهم معاه. بعد وقت قليل كرم عمل شاي ليهم هما الاربعه وحط فيه منوم في تلات اكواب من الشاي وعزم على الرجالة وشربوا الشاي وهما قاعدين يتكلموا مع كرم وبدأ مفعول المنوم يظهر عليهم واستسلموا للنوم بعد لحظات.
وقف كرم وهو بيفكر ازاي ينفذ مهمته بدقة واحترافيه. قرب من سكينة الكهرباء اللي مسؤلة عن تغذية الشادر بالكهرباء وفصلها. قطع الكهرباء عن الشادر وأصبح الظلام محاط بالشادر وانعدمت الرؤية. كده اطمن كرم ان حتى لو الكاميرات بتسجل بدون كهرباء يبقى الأكيد انها مش هتقدر ترصده في الظلام ده.
اصبحت المهم اصعب؛ ازاي هيقدر يوصل للصندوق الخشب اللي فيه مخدرات؟ بدأ يتحرك في الشادر وسط الظلام لحد ما وصل للمكان اللي فيه صندوق المخدرات. اعتمد على حاسة اللمس وقدر يحدد مكان صناديق المخدرات وخد واحد وخرج بيه من الشادر وسط الظلام. خطته كانت غبيه لكنه كان شايف نفسه الافضل! خد الصندوق الخشبي ورجع بيه على بيته. الوقت كان اتأخر وبقى في منتصف الليل. قلقت أمنية لما شعرت ب كرم وهو داخل البيت في الوقت المتأخر ومعاه صندوق خشب ودخل بيه على غرفته بسرعه ورجع خرج تاني من الغرفة بدون الصندوق وخرج من البيت ورجع على شغله..
امنيه ادعت النوم في الصاله على الارض قدامه لحد ما خرج واطمنت انه خلاص مش راجع تاني دلوقتي.. قامت من مكانها ودخلت غرفة كرم تبحث عن الصندوق بفضول عشان تعرف كرم جايب ايه نص الليل وخرج بعدها.. بحثت امنيه عن الصندوق وشافته اسفل سرير كرم. فتحت الصندوق بفضول وشافت فيه كمية كبيرة من المخدرات. اتصدمت وشهقت بخوف.. فكرت ان كرم بيتاجر في المخدرات! وده شغله الجديد مع البرنس.. خافت وقفلت الصندوق ورجعته مكانه تاني بسرعه وخرجت من غرفة كرم قبل ما والدته تصحا وتشوفها في الغرفة.. نامت مكانها على الارض تاني وهي بتضم جسدها بخوف من كرم ومن شغله الغير القانوني.
عند كرم في الشادر.
رجع كرم الشادر تاني وقعد جنب الرجالة وادعي النوم.
*****
في الصباح الباكر بعد اذان الفجر.
بداخل بيت عم مهران.
استيقظ بدر على صوت باب شقتهم وهو بيتقفل ووالده راجع من صلاة الفجر.
قام بدر عشان يروح يستلم حراسة الشادر من كرم لانه كان المسؤل عن حراسة الشادر طول الليل.
خرج بدر من غرفته وشاف والده قاعد بيقرأ القرأن. قرب بدر من والده وهو بيبتسم له وقرب منه واتكلم معاه بلطف لاول مرة:
– صباح الخير يا ابويا
ابتسم له والده وصدق واتكلم معاه بابتسامة:
– صباحك رضا من الرحمن يا بدر
ابتسم بدر وقال بهدوء:
– انا عايز اقولك حاجة قبل ما اروح شغلي يا ابويا
استغرب والده وسأله بفضول:
– خير يا بدر؟
اتكلم بدر بهدوء وهو بيشعر بشئ غريب لاول مرة يشعر بيه:
– انا بحبك اوي يا ابويا ومش عايزك تزعل مني ابدا. انا عارف اني كتير زعلتك وكسرت بخاطرك، بس انا مش عارف انا ليه كنت بعمل كده! عشان خاطري يا ابويا متزعلش مني ابدا مهما حصل
استغرب والده من كلامه وفتح له دراعه وخده في حضنه. قرب بدر من حضن والده واكتشف انه بقاله سنين مقربش من والده بالشكل ده، كان دايما حاسس ان في حاجز بيمنعه انه يقرب من والده، لكنه النهاردة حاسس بشئ غريب وكأن دي اخر مرة يشوف فيها والده. ربت والده على ظهره بحنان وهو بيدعي من قلبه ان ربنا يهدي ابنه ويجبر بخاطره.
قام بدر عشان يجهز ويروح الشادر وهو مستغرب نفسه النهاردة، في حاجة غريبة بتحركه وهو ميعرفش ايه هي.
*****
في بيت البرنس.
قعدت ثريا على فراشها طول الليل تفكر في بدر والف سيناريو في افكارها عن ليلة أمس وازاي بدر قضى الليلة دي وعمل ايه مع البنت الدلوعه اللي كان معاها.
حمزة كان نايم في غرفته وهو مطمن على شغله اللي متأمن وحبيبته اللي قدر يصالحها ليلة إمبارح.
في بيت جميلة.
جميلة استيقظت من بدري وهي فرحانه جدا بكلام حمزة معاها واعترافه لها بحبه الكبير ووعده لها انه مستحيل هيرجع لشغله القديم وكانت بتفكر في مستقبلهم مع بعض.
*****
عند الشادر.
وصل بدر الشادر واتفاجئ ان كرم وكل الرجالة نايمين في نفس الوقت والكهرباء مش شغاله. قرب منهم بدر وصحاهم من النوم وسألهم ايه اللي حصل.. قعدوا يبصوا لبعض بستغراب ومحدش فيهم فاهم حاجة ولا عارف هو نام ازاي. كرم اتقن التمثيل وادعاء الصدمة قدام بدر. قرب بدر من سكينة الكهرباء وشغلها واستغرب انها اتفصلت بالأيد! مكنش في تفسير للي حصلهم غير ان ممكن يكون الشادر اتعرض للسرقة. دخل بدر بسرعه يطمن على الاخشاب واطمن ان كل حاجة طبيعيه والمكان مترتب وهادي ومفيش أي حاجة ناقصه من الاخشاب قدامه.
الرجالة كان ظاهر عليهم التعب والإرهاق وعدم التركيز. قرب منهم بدر وطلب منهم انهم يرجعوا بيوتهم يرتاحوا دلوقتي وكرم كمان يرجع بيته يرتاح هو كمان وبدر هينتظر لوحده لحد ما الرجالة اللي بيكونوا موجدين في فترة الصبح للحراسة يوصلوا. وطمنهم بدر انه هيكلم حمزة ويفرغوا الكاميرات ويعرفوا ايه اللي حصل بالظبط ويطمنهم.
اتكلم كرم بثقة:
– بس الكاميرات هتصور ازاي والكهربا كانت قاطعه ومفيش حاجة باينه؟!
ابتسم بدر بثقة وقال:
– الكاميرات دي بتصور من غير كهربا وبتسجل كمان في الاضائة الليلية يعني بتصور في الضلمة عادي وبتجيب الصور واضحه كمان
جف حلق كرم من الصدمة! يعني كده هيقدروا يكتشفوا بسهوله ان هو اللي عمل كل ده. واكيد فؤاد والبرنس مش هيرحموه. كان لازم يتصرف بسرعة ويتخلص منهم قبل ما يفرغوا الكاميرات ويعرفوا ان هو اللي عمل كل ده.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشادر)

اترك رد

error: Content is protected !!