رواية تزوجت ملتزمة ولكن معاقة الفصل العشرون 20 بقلم صباح عبدالله

حازم: انت وخدها ورياح فين؟
ينظر له محمد ببرود وهو يقول بعصبية.
محمد: دي مراتي واخدها زي مانا عايز انت هتشركني.
ينظر حازم الي جوري بأحراج من طريقة رد محمد عليه أمامه. ثم نظر الي محمد في عتاب وحزن وهو يقول.
حازم: اسف.
ثم تقدم ليغادر وهو يقول موجه حديثه الي جوري.
حازم: يلا يأنسه جوري علشان مش فاضي اشرك حد في حياته الخاصة
ينظر محمد الي طيف حازم وهو يقول باستنكار.
-هو زعل لي ده هو انا قولت له حاجه تزعل.
جوري: ما كنش ينفع ترد بشكل ده عليه وبالأخص قدامي انت احرجتوا.
محمد بكبرياء: روحي انتي معا وما لكيش دعوا وقولي لي لمدام هانم ما تستنناش علشان انا مش رجع البيت النهارده وحسك عينك ياجوري حد يعرف اني اتجوزت.
جوري في دهشة: يالههههوي انت مش عايز تعرف حد بالموضوع ده ؟
محمد: لا ها يعرفوا بس انا اللي أعرفهم.
جوري: طيب اللي تشوفوا بس ربنا يسترها من الي هيحصل .
محمد: يارب.
ثم تركها وذهب. وذهبت جوري خلفه متجهين الي خارج المستشفى. خرج محمد من باب المستشفى وهو يحمل قمر علي ذراعيه. بينما كان يجلس حازم في سيارته ينتظر جوري امام باب المستشفى. محمد تجاهل حازم وتوجه الي سيارته ووضع قمر داخل السيارة وصعد هو أيضاً وذهب دون أن يكلف نفسه عناء ويعتذر من صديقه. بينما توجهت جوري نحو سيارة حازم وعندما فتحت باب السيارة تفوهت قائلة في خجل.
جوري: أستاذ حازم انا بعتذر من حضرتك بنيابة عن محمد وأتمنى انك ما تزعلش منه هو صحبك وحضرتك تعرفوا أكتر منى وانت عارفوا لم يكون مضايق مش بيفكر هو بيقول اي.
ينظر لها حازم وهو يبتسم في ود قائلاً.
حازم: ولا يهم يا أنسه جوري محمد ده اخويا مش بس صاحبي ومش تخافي شويه ونتراضه.
تبتسم له جوري بتردد ، علمًا أنه لا يزال غاضبًا على محمد ، لكنها تعرف أيضًا مدة الصداقة بينهما ، وتعتقد أن هذا الخلاف الصغير لن يؤثر على شيء بينهما ، فلا داعي لها للتدخل. حتى لا تزيد الأمور سوءًا.
هذا حقًا ياجماعة ، يجب أن نكون حذرين للغاية ولا نتدخل في خلافات أي شخص أو نسمح لأي شخص بالتدخل في خلافاتنا. قد يحدث خلاف صغير لا يحتاج حتى إلى مناقشة ، ولكن عندما تتدخل لإصلاحه ، فإن هذا الخلاف الصغير سيتحول عن غير قصد إلى مشكلة كبيرة ومعقدة ، وهذا ما يحدث لنا أيضًا في بُعد الموقف، ولهذا السبب لا داعي لك للتدخل في مشكلة أحد، ولا أحد يتدخل في مشاكلنا، وستجد أن الخلافات والمشاكل تحل بمفردها، وتهدأ النفوس تدريجياً.
جلست جوري داخل السيارة وربط حزام الأمان جيداً بعد ما اغلقت باب السيارة. فبدأ حازم في تشغيل السيارة وانطلق متجه الي منزل عائلة الشرقاوي.
عند محمد وقمر في مكان مجهول
في أحد الغرفة تنام قمر علي الفراش وشعرها الأسود الطويل مبعثر حولها على الفراش ويجلس محمد علي كرسي من الجلد وضع ساق فوق الثانية ينتظر قمر حتى تستفيق وهو ينظر اليه بفارغ الصبر. وبعد وقت. تبدأ قمر في فتح عينيها بحذر شديد، وهي تستكشف المكان تدرجياً تنظر الي سقف الغرفة والي الجدران البيضاء والغرفة وسعه وفارغة لا يوجد فيها شيء وتبدو انها مزالة جديدة ولم يسكنها أحد بعد. ثم وقعت عينيها على ذاك الذي يجلس بجانبها الرؤية غير واضحه ولم تستفيق قمر بشكل كامل تفوهت قائلة بتوهان.
-انا فين؟
ينهض محمد ويقترب منها قائلا بفحيح الأفاعي.
-في الجحيم.
وفجأة تنهض قمر وهي تنظر الي محمد بخوف وتقول في فزع.
– انت انت بتعمل ايه هنا وانا اي جابني هنا.
محمد يبتعد عنها وهو يقول بغرور..
– اولاً انا الي جابتك ومافيش حد يتجرأ على لامسك غيري بعد كده انتي فاهمه.
تتجاهل قمر الرد عليه وتنهض تريد ان تغادر لكن فجأة تقع وقبل ان يلمس جسدها الارض كان محمد أسرع منه وبلهفه حاوط خصرها واصبح في عالم اخر عندما اقترب منه ودون واعي منه رفعها علي زراعيه ليجعلها أطول منه وهو ينظر اليها بشغف وتسقطت خصلات قمر السوداء على وجهها لتزيدها جمالاً. شعرت قمر بدوران وأنها سوف يغمي عليها تفوهت قائلة ودموعها تتسرب على خديها
-لو سمحت نزلني انا بخاف وبدوخ من المرتفعات وما تخفش حتي لو عاوزه أمشي مش هقدر.
لكن كان محمد في عالم أخر كان لا يري غير جمال قمر وعيونها الغارقة في دموعها كانت الدموع كلمه في عيناها لتزيدهم جمالا فوق جمالها. واصبح محمد مثل الوحش الجائع الذي عثر على فريسته لكن يتأمل جمالها قبل تذوّق مذاقها وعيناه اصبحت تلمع وتبرق بالرغبات الشهوانية تجاه قمر واصبح دون أن يشعر يتمادى ويزداد في قربه منه ويتمنى أكثر من ذلك. حتى شعرت قمر واستوعبت ما يحدث. فاستجمعت قوتها ودفعته بعيداً عنها وسقطت هي ارضاً تقول بصراخ. وهي تشير بأصابعها محذرة إيه
– ايك ثم ايك تلمسني مرا تانية انا مش عارفه ازي بابا…
وقبل أن تكمل حديثه تدخل في نوبة بكاء وهي تقول..
-بابل اي انا ماليش أب ماليش أم انا وحيدة ماليش أخوات الناس اللي انا كنت مفكرهم أهلي طلعوا مش أهلي انا بت يتيمة انا يتيمة ماليش حد.
يقف محمد غير قادر على رؤية دموعها ولا يستطيع أن يفهم سبب غضبه لأنها تبكي. ودون ان يشعر يحمل قمر علي زراعيه ويخرج بها من الغرفة دون قول شيء.
قمر بغضب: انت بتعمل اي نزلني انت وخدني فين.
لكن محمد لا يهتم بما تقول وأخذها وغادر المنزل الذي هو في. وعندما خرج نظرت قمر حولها في دهشة واخذت تنظر وتتأمل جمال المنزل والحديقة وحمام السباحة وكل شيء. ولم تشعر غير ومحمد يضعها علي احد كراسي الحديقة وتركها وذهب ليفتح بوابة المنزل ثم عاد ليحملها من جديد. بينما كانت قمر تنظر في دهشة الي المحيط الذي تراه عبر البوابة. نظرت الي محمد ولأول مرة تكتشف أن لون عينيه عسلي يشبه لون عينيها ثم تفوهت قائلة بهدوء.
-ممكن اعرف انت جايبني فين؟
ينظر محمد إليها قائلاً.
-ده مكان انا شاري لنفسي وقت لم تضيق علي الدنيا باجي وبقعد هنا من غير ما عرف حد ومافيش حد يعرف بي حتى حازم صاحبي وانتي اول مخلوق علي وش الدنيا تجي هنا غير؟
قمر: اشنعنا انا؟
ينظر لها محمد ولا يعلم بماذا يجب اذا هو نفسه لا يعلم الإجابة.
أخذ محمد قمر ووضعها على رمال الشط وتراجع للخلف وهو يقول.
– انا عاوزك تطلعي كل حاجه في قلبك وبصوت عالي وانتي بعيطي.
تنظر له قمر في ذهول وترجعت تنظر الي أمواج البحر الهائج ومن راها يظنها وحش غاضب يريد الانتقام من أحدهم ومع ذلك يظهر الحب والود وعندما تسمح له الفرصة ف هو يقتل بلا رحمة. وهكذا هي الدنيا عندما نراها نحبها وعندما نقترب منها لا نصل لها وكلما نقترب نحن تبتعد هي وكلما تبتعد يزيد حبنا وشوقنا لها وهكذا تزال تتلاعب بينا دون أن نشعر حتى يصبح جسدنا بين التراب ونكون قدام الامر الوقع واصبحنا نري الدنيا على وجهها الحقيقي نلعنها على ما فعلت بنا فدنيا مثل عروس مزينه بين يديها متعه لا توصف من رغب بها هلك ومن أبتعد عنها نجا.