روايات

رواية نرجس الفصل السادس 6 بقلم منى محمود بركات

رواية نرجس الفصل السادس 6 بقلم منى محمود بركات

رواية نرجس البارت السادس

رواية نرجس الجزء السادس

نرجس
نرجس

رواية نرجس الحلقة السادسة

وقبل أن يتحدث أحد .. وقف مؤمن أمام الأريكة الموضوعة بالصالة و بدء بنزع المفارش من عليها بسرعه والجميع يراقب بصمت ، ابعد المفارش ورماها جانبا علي الارض وجد سحارة بالاريكة قام بفتحها .. وعندما فعل ذلك وضع الجميع أيديهم علي انفهم من شدة الرائحة الكريهة التي ملئت المكان وتأكد صدق احساس مؤمن عندما قام بفتح كرتونة كبيرة كانت بداخل السحارة وجد ملابس كثيرة و كراتين فارغه
كان يقوم برمي كل ما تطوله يده علي الارض بسرعه و كلما رمي كلما ظهر امامة ما كان يتوقعه فعلا … جثة علي
وقفو جميعا بصدمة بادية علي وجههم يستوعبوا ما رؤاه .. جثمان الصغير في اسفل الكرتونة وقد بدء في التحلل بالفعل كان منظراً مروعا ، تحدث مؤمن بغضب شديد
– انت ازاي قدرت تعمل فيه كدة هه رد انت اب انت حرام عليك دا ابنك
لم يتحدث محمود وظل صامتاً فاكمل مؤمن …
ايه كنت فاكر أن هيخيل عليا حوار إن الواد تاه منها دا صح ؟ ياخي كنت سبتها في حالها زي ما كانت طول عمرها .. هي مكنتش عايزة غير أنها تربي ابنها بعيد عنكم وبس ليه تقتل روح بريئة مالهاش ذنب ليه تعمل كدة ليييييه ( قال كلمته الأخيرة بانفعال وغضب شديد )
محمود شارداً … انا مجتش هنا ، انا مقتلتوش والله مقتلتوش
اتجه الطب الشرعي الي مكان الجثة وبدوء في عملهم
مؤمن … لسه بتنكر
كامل .ببكاء .. لا لا يا حبيبي يا علي يا حبيبي
كاد أن يرد عليه مؤمن ولكن وقف الكلام بحلقه حين وجدها أمامه …
كانت الكدمات تملئ وجهها والسواد ظاهر بشدة أسفل عينيها خطواتها بطيئة مترنحة تضم اصبع ابهامها بداخل كفها كاعادتها دائما عيونها تنظر في كل اتجاة بنظرات زائغة
فاليوم والان اختفت قوتها الزائفة التي ادعت يوما أنها اكتسبتها فقالت ما جعل الدماء تهرب من وجه الجميع وجعلت الصدمة للمرة الثانيه تخرس لسانهم
نرجس ببكاء شديد … لية ؟ لية يا علي طلعت دلوقتي ؟ مش كنا اتفقنا انك هتستني لحد ما اجيب حقك وحقي ؟ ايه طلعك دلوقتي يا حبيبي ؟ ( ذات بكائها وبدأت تتحدث بصوت مرتفع ) انت مسمعتش كلامي مرتين يا علي مرة لما طلبت منك وانت تعبان تستني ومتسيبنيش وكنت هنزل انا بيك اي مستشفي بس انت مشيت وسبتني سبتني لوحدي وانا من يوم ما ضميتك لقلبي ومبقتش اعرف اكون لوحدي من غيرك و مرة تانيه لما حطيتك هنا وطلبت منك متطلعش الا لما اجيب حقنا وكان خلاص يا علي حقنا كان هيجي لو كنت صبرت شوية كمان كان هيجي يا حبيبي ليه كدة ليه طلعت دلوقتي ليه يا حبيبي
الصدمة باديه علي وجوههم جميعا مابين الشفقة و الحزن وبين الكره والغضب
فأكلمت هي اعترافها بضعف و وجع ….
بتبصولي كدة ليه ؟ هو هو اللي خلف اتفقنا هو اللي طلع بدري عن معادة انا معملتش حاجة انا كنت عايزة حقنا حقنا وبس ( بدأت بالصراخ ) حق حبيبييي اللي مات من غير ذنب حقة من عالم ظالم حقة منكم كلكم منكم كلكم ( نظرت إليهم جميعا فردا فردا ثم تحدثت ) علي كان تعبان اوي سخن جامد و اتصلت بالصيدلية فعلا و دكتور عزت بعتلي الدوا ع البيت بس متحسنش و لاقيت السخونية بتعلي خدتة تحت المية الساقعة وبقي يتنفض بين ايديا وانا دموعي نازلة ومش عارفة اعمل اية خرجت و غيرتلة ومفيش فايدة جسمة قايد نار وطول الوقت دا محمود ياما مش بيرد عليا يا يكنسل ومرة الخط تقريبا اتفتح بالغلط قعدت اقول الو الو بس مكنش في رد سمعت صوت التلفزيون شغال وصوت ضحكة هو ومراتة عالي عيطت بقهر علي حالي انا و ابني و في اللحظة اللي قررت اتشجع و اخرج من سجني لوحدي و اللي يحصل يحصل انتبهت ان علي صوت عياطة وقف بصتلة وانا حسة قلبي هيقف لاقيتة قاطع النفس جريت علية هزتية جامد اترجيتة ميسبنيش انا مليش غيرة هو وانيسي و اهلي و كل دينيتي فضل اتحايل عليه يخليه جمبي قولتلة اني هموت من غيرة( بدأت مرة أخري في الصراخ ) بس بس هو مردش عليااااااا رغم كل اللي قولتة دا مردش عليااااا و سبني ومشي انفاسة خلصت من حواليا سبني لوحدي بعد ما عودني علية وبقالي كل حاجة ( ازدادت دموعها وبدأت تتحدث بطريقة سريعه ) انا ازاي هه ازاي اتحايل علية كل دا ويمشي بردو هه ازاي ميسمعش كلامي ازاي محسش بنفسة جمبي ازااااي و محمود خلاص كدة ارتاح مننا خلاص الجو خليلة مع حبيبة قلبة بعد ما علي سبني اكيد هيطلقني و يرجعني البلد للخدمة والزل والمهانة تاني دا انا كنت بتهان واضرب بالجزمة وانا حتة عيلة لا راحت ولا جت اومال لما ارجعلهم مطلقة هيعملو فيا اية ( تحولت نظراتها ل غضب وحقد شديد ) لا والله ابدا مايحصل علي سبني بسبب ابوة اللي قاعد بيضحك مع مراتة و مبصش ف خلقتنا شهر بحالو محمود هو السبب لازم يدفع التمن حتي لو دي اخر حاجة هعملها في حياتي وبعدها اموت واروح عند حبيبي ما انا لازم ارحلو فكركو انتم علي يقدر يقعد هناك لوحدة ( ضحكت بوجع ) لا والله مايقدر مش هيعرف يقعد لوحدة لازم ارحلو لازم اكون جمبة بس بعد ما اجيب حقي وحقة من اللي قتلة بقيت بلف في البيت ادور ع مكان اخبي فية حبيبي لحد ما اجيبلو حقة وندفن سوا انا وهو وفجاة عيني جت ع الكنبة اللي هو كان نايم عليها شيلتة وضميتة اوي لصدري خدت نفس من ريحتة اللي بيتقويني وبعدين حطيتة علي الكرسي وفتحت السحارة بتاعت الكنبة طلعت الكرتونة الكبيرة اللي كانت فيها وشيلت منها الهدوم القديمة اللي كانت بتصغر علي علي او هدوم ل محمود قديمة مخدهاش معاه لما مشي حطيت علي براحة وحطيت علية الهدوم كلها وجبت كام كرتونة فاضيين وحطتهم هما كمان وانا قلبي بيتقطع بس بصبر نفسي انة دا لخاطرة لخاطر ما ينام مرتاح و انا واخدة حقة من اللي قتلة وقبل ما اقفل الكرتونة وصيتة يفضل هنا ميطلعش ابدااااا مهما حصل الا لما حقنا يجي طلبت منه كدة وكنت حسه روحة حواليا وسمعاني كمان ، قفلت الكرتونة كويس ورجعتة مكانة و قفلت السحارة وفرشت الكنبة تاني و بدات امسح دموعي و افكر ازاي انتقم منة ازاي احرق قلبة و لما عرفت انا هعمل اية كويس جبت ابريق مية كبير عندي و ضربت نفسي بية من الجمب عشان يبان اني وقعت و خدت من الدم وحطيت علي التربيزة و خدت عابيتي و نزلت جري الشارع عشان ابلغ عنة
انا مش عارفة انتم بتبصولي كدة لية انا كنت بجيب حق ابني من اللي قتلة امال علي يموت ويدفن وانا اموت وراة وهو يقعد يضحك و يحب في مراتة هه ردو عليااااا ( بدء صوتها يعلي بشدة و بكائها أيضا ) دا اللي كنتم عايزينة ؟ اموت انا وابني من غير ما حد يحس بينا كلاب وراحو مش كدة ؟ اية يعني علي مات واية يعني نرجس تموت ولا تتحرق بجاز حتي المهم محمود يتفرج علي التلفزيون ويضحك مع مراتة المهم انكم تخلصو من حاجة اسمها نرجس لا لا لا ابدااااااا مش هيحصل انا فضحتكم في كل حتة سامعين فضحتكم كلكم مستبش حاجة مقلتهاش انا مسجلة في برامج كتير وحكيت كل حاجة حصلتلي منكم انا وابني مش هنموت بسهولة لا لا ( ضحكت بشدة ) هنفضل زي الشوكة في ضهركم ديما مش هتقدرو تنسونا ابدا كلكم مش هتنسونا سامعين
أنهت كلامها ودخلت في نوبة بكاء شديد وخارت أعصابها فوقعت علي الارض وازدادت تشنجاتها ثم فقدت وعيها تماما
تسمر الجميع مكانهم حين سمعو اعتراف نرجس الذي كان بمثابة صاعقة لهم واختلفت نظراتهم كان منهم من غاضب ومنهم من حزين علي ما حدث ومنهم من يشعر بالذنب وتأنيب الضمير ، إكفهر وجه إسماعيل وسرعان ما تحول إلي غضب عارم لقد خدعت الجميع بكذبها شدد علي قبضتة بغضب شديد حتي برزت عروقة وتحولت عيناه الي اللون. الاحمر من شدة انفعاله ، توجه إلي نرجس مسرعا ً للانقضاض عليها والفكاك بها لكن يد محمود كانت الاسرع
محمود محذرا … اوعي تفكر تمد ايديك دي عليها سامع ولا لا
اسماعيل غاضباً … انت اتجننت مسمعتش اللي قالتة بقا بعد ما كدبت و فضحتنا في كل حتة وخلت سيرتنا علي كل لسان بدل ما انت اللي تقتلها بأيديك واقف تدافع عنها
كامل متأثراً … خد مراتك من هنا يا محمود الحقها يا بني اعمل حاجة صح ولو لمرة واحدة في حياتك
عبد الهادي بصوت مرتفع … نرجس مش هتخرج من هنا الا معانا احنا وانت ( رفع يديه وأشار إلي محمود ) هتطلقها وحالا وإللي هيحصل بعد كدة محدش له دعوة بيه
وقف مؤمن بصدمة يحاول أن يستوعب ما سمعه ، لو أجمتع العالم بأكمله وأخبروه بأن نرجس كاذبة لن يصدق وكيف يصدق شيئاً مثل هذا ؟ انتبه من شرودة علي المشاجرة القائمة بين إسماعيل و محمود و محاوله كامل و عبد الهادي لتخليصهما من ايدي بعضهما البعض ، أما رقيه فكانت تجلس علي الكرسي بلا أي رد فعل فقد تشاهد دون حراك ، تدخل مؤمن مسرعاً وفض التشابك بينهم قائلا
– ايه اللي انتم بتعملوه دا حرام عليكم مش شايفين منظرها عامل ازاي انتم اهل انتم عايزينه يسبهالكم عشان تخلصو عليها ؟ ( وجه نظرة إلي محمود وتحدث بقوة ) خليك راجل لمرة في حياتك و متطلقهاش ساعدها انت زيك زيهم ساهمت أنها توصل للحاله دي اسمع كلام ابوك واعمل حاجة صح ولو لمرة واحدة يمكن تكفر عن ذنبك في حق مراتك وابنك
إسماعيل صارخاً … انتم واعين لكلامكم يساعد مين دي اتجننت فضحتنا و كدبت علينا و خبت جثة ابنها بدل ما يدفن .. وانتم واقفين تدافعو عنها دا مش بعيد تكون هي اللي قتلته هتصدقوها ازاي دلوقتي هه
وما أن هم للامساك بنرجس مرة أخري إلا أن محمود أيضا للمرة الثانيه يقف أمامة و يتحدث بهدوء قائلا
– يا مؤمن باشا انا بطالب دلوقتي بالحمايه ليا انا ومراتي من اخوها إسماعيل هو كدة بيتهجم علينا في بيتنا وانا بلجأ للشرطة تحمينا منة
عبد الهادي منفعلاً … كلام ايه الخايب دا ( نظر إلي كامل ) عجبك عمايل ابنك دي يا حج
كامل … اه عجبني يا عبد الهادي خد ابنك وامك و ارجعو مطرح ما جيتو طول عمركم نفسكم تخلصو منها ولما اتجوزت قلتو بركة يا جامع اهي غارت في داهيه خلاص اعتبروا أنها اتمحت من حياتكم نهائي انسوها و عمركم ما هتسمعو عنها حاجة تاني سيبوها بقا حرام عليكم
مؤمن ماكدا علي حديث كامل … هتمشو بالزوق تمام مش هتمشو هتتلمو كلكم كدة علي القسم بتهمة التهجم علي راجل و مراتة زي ما محمود قال القرار في ايديكم وقدامكم وقت تلمو حاجتكم وتسافرو قبل ما ارجع ع شقة هنا تاني ( ثم أشار إلي نرجس التي ما زالت علي وضعها ) وانت يا محمود تعالي معايا نودي نرجس المستشفى واحنا في الطريق هبلغ انا انها راحت علي مسؤوليتي الشخصية لحد ما تحقيق يخلص والطب الشرعي اهو خلصو هما كمان يعني التقرير أن شاء الله هيايد كلام نرجس كله وان شاء الله هعمل كل جهدي أنه يطلع في اسرع وقت لازم يكون في تقرير رسمي بسبب الوفاة والتأكد أن مفيش شبهه جنائية فيه عشان نحاول نسرع بإجراءات الدفن ( وجه نظره إلي كامل ) معلش ياحج هستاذنك تفضل موجود مع القوة لحد ما اهلها ينزلو و الشقة تتشمع محدش ضامن ايه ممكن يحصل
كامل متفهماً … اكيد يا بني ربنا يهون علينا ما أصبنا ربنا يهون
هرول محمود وحمل نرجس بين يديه و مؤمن فتح الباب الخلفي للسيارة لهم و ركب في كرسي السائق .. كان يقود بأقصي سرعه خصوصا بعد ما استعادت نرجس وعيها ولكنها كانت في حاله معاكسة تماما لحاله الانهيار التي إصابتها منذ قليل كانت هادئة تماما نظراتها حائرة ملتاعه وبأعين زائغة تجول ببصرها المرتجف تارة بين محمود وآخري بين مؤمن وتارة أخري علي الطريق
حاول محمودالتحدث معها لكنة فشل وعندما حاول لمسها سحبت يديها بسرعه وفتحت عينيها علي وسعهما وأخذت تردد بسرعه
– عايز تقتلني صح صح رايحين تقتلوني صح يلا طيب يلا بسرعه عايزة اروح ل على بسرعه ( ضحكت بشدة ) بتبصلي كدة ليه فاكرني مش عايزة اتقتل لا لا ابدا انا جاهزة اهو ( قامت بالاستقامة في جلستها ) يلا بقا لحسن زمان على زعلان مني اني اتاخرت عليه كل دا وسيباه لوحدة ( نظرت إلي محمود ) متخفش مش هأخرك اقتلني بسرعه وروح ل مراتك انا عارفه انك مبتحبش تتأخر عنها اول ما اموت روح بقا واقعد معاها براحتك ( فتحت عينيها علي وسعهما مرة أخرى كأنها تذكرت شيئا ) اه صح كنت هنسي اوعي يا محمود متدفنيش جمب على هزعل منك بجد لازم نكون سوا نونس بعض هه اوعي تنسي يلا بقا انا جاهزة اهو يلا
– لم يجرؤ أحد منهم علي الرد عليها محمود الندم يأكل بقلبه و مؤمن اعتصر الحزن قلبه عليها فقد دموعهم التي تلمع داخل أعينهم هي كل ما استطاعوا فعله
مرت ثلاث ايام آخري …
استطاع فيهم مؤمن إثبات أن وفاة الطفل طبيعيه وإثبات أيضا أن نرجس مريضة وتحتاج إلي علاج نفسي وقام باخذها الي المشفي الخاص بأخيه وأوصاه عليها جيدا
أما محمود فبعد أن قام بدفن ابنه الوحيد فخيرتة هبه بين أن تبقي نرجس علي زمتة أو تبقي هي ومهما حاول الحديث معاها بلا فائدة كان قرارها حاسماً وعلي عكس ما توقعت هبه تماماً فقد فاجاءها محمود و فاجىء الجميع بقراره وقام بتطليق هبه نهائياً طلقة بائنة بلا رجعة ويظل يتردد علي المشفي لمتابعه حاله نرجس وكل ليلة يدعو من الله أن يسامحة ويرجع إليه زوجته ويقسم أنه سوف يعوضها عن ما عانتة في حياتها وكان هو سببا من أسبابه
عبد الهادي وإسماعيل و رقيه سافرو الي بلدهم مرة أخري وعندما يسألهم أحد من القريه عن نرجس يخبروة أنها ماتت ولا يرودن الحديث عنها بعد الآن … عادو إلي حياتهم سريعا وكأن شيئاً لم يكن فكانو كالذين ذكرهم الله تعالي في كتابة العزيز
﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾
[ البقرة: 74]
وها هو محمود يقف مع إيهاب الدكتور المتابع لحاله نرجس يطمئن علي أحوالها غافل عن ذلك العاشق الذي يقف عن بعد ينظر إليها بحزن شديد غير قادر علي مساعدتها كل ما يستطيع فعله هو الدعاء لها. بالشفاء والصبر علي ما أصابها
أما نرجس …
فقد فقدت كل معالم الحياة تجلس علي سريرها بغرفة المشفي تبكي بألم لا تستطيع الكلام مهما حاول معها إيهاب كانت شاردة بعالم أخر لا يوجد به سوي صغيرها حبيبها ( على ) تارة تراة مبتسماً فتبتسم هي الأخري وتارة تراة عابساً فتبكي بشدة دون كلام فالوجع بداخلها اكبر من اي حديث يمكن أن يقال
” مازلت أؤمن أن الإنسان لا يموت دفعة واحدة و إنما يموت بطريقة الأجزاء ، كلما رحل صديق مات جزء ، وكلما غادرنا حبيب مات جزء ، وكلما قتل حلم من احلامنا مات جزء ، فيأتي الموت الأكبر ليجد كل الاجزاء ميتة فيحملها ويرحل ”
( جبران خليل جبران)
تمت ….

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية نرجس)

اترك رد

error: Content is protected !!