روايات

رواية قلبي و عيناك و الأيام الفصل السادس و العشرون 26 بقلم رحاب إبراهيم حسن

رواية قلبي و عيناك و الأيام الفصل السادس و العشرون 26 بقلم رحاب إبراهيم حسن

رواية قلبي و عيناك و الأيام البارت السادس و العشرون

رواية قلبي و عيناك و الأيام الجزء السادس و العشرون

قلبي و عيناك و الأيام

قلبي و عيناك و الأيام

رواية قلبي و عيناك و الأيام الحلقة السادسة و العشرون

~… سامحيني يا أبنتي …~
للحظات لم يستطع ” وجيه ” جمع شتات أفكاره ، كل شيء وكأنه انصهر وأنصبّ متوهجاً على رأسه بطرفة عين ! …..
نظر للممرضة في نظرة مشتته تائهة ، حتى ردد بصدمة :
_ مات !……
وأعقب قوله بترداد اسمها …وقال :
_ ليلى ….لازم الحق ليلى …..
تمنى أن يكون الجد عبر الهاتف لم يستمع لشيء….فقال له بقوة:
_ عرفت منين ؟! ….أنا عايز أعرف هو فين وهروحله بنفسي ….
رد عليه الجد وهو يبك بقهر، ويبدو أنه سمع ما قالته الممرضة :
_ أبني مات …..عبد العزيز مات ! ….
هتف وجيه بعصبية :
_ قولي اقدر الاقي ليلى فين مافيش وقت !
أجاب الرجل بحالة لا يرثى لها من الحزن :
_ أنا خلاص قربت للمستشفى ….. دقايق واكون عندك ….
وقفت الـ د.مروة في لحظة وقوع الأخبار المتتالية، وشعرت أن هناك كارثة حدثت بالفعل ….. ظهر عليها بعض القلق والتوتر ، ولكنها استجمعت لجام قوتها …وطرحت الأمر بنية الأنقاذ :
_ دكتور وجيه ….لو هتروح للي خطف ليلى يبقى الأفضل نبلغ البوليس ….. أنا هقدر اساعدك في كده وهكون معاك ….. والشرطة في دقايق هتكون ورانا …..
لم يركز معها وجيه حيث أنه كان يبحث عن مفاتيح سيارته بعجالة ….وجدها أسفل أحد الملفات فأخذها وتحرك سريعا للخارج دون أن يجيب على الطبيبة …..ويبدو أنه لم ينتبه لكلمة مما قالته من فرط تشتت أنتباهه…
اسرعت خلفه الطبيبة ، وخرجت بعدهما الممرضة …..
وأمام المشفى …..
وقفت سيارة الجد “صادق” وخرج منها متورم العينين من البكاء ، حتى التقى وجيه الذي كان ينتظره على جمر من نيران تكاد تفتك به وتدمر أعصابه …..

 

قال له وجيه بحدة :
_ قولي الاقيها فين ؟ …. قولي قبل ما يعمل فيها هي والبنت حاجة !
ابتلع الجد صادق ريقه بالكاد وقال وهو يكاد لا يرى أمامه من الدموع :
_ هو اتصل بيا وقالي أنه خد مراته وبنته ، وهيرجع ليلى لعصمته معرفش أزاي ! ….. اتفاقنا نتقابل عشان نتكلم بس انا عارف أنه كشفني …..
تساءل وجيه بعينان تلتهب فيهما النيران :
_ اتفقتوا تتقابلوا فين ؟
اتصلت د.مروة بهذا الأثناء على أبن خالتها الضابط “أحمد” ….روت له الأمر فنهرها قائلًا بغضب :
_ هتروحي فين أنتِ اتجننتي ؟! ….. ارجعي البيت يا مروة بلاش غباء وأنا هتصرف واروح وراه في ظرف دقايق ….بس ابعدي أنتِ خالص….
عاندت مروة وقالت بعصبية :
_ لأ طبعا هروح واتابع معاك ، هو مش هيكون فاضي يرد عليك عشان تعرف هو فين …..
تلقت كلماته الغاضبة عبر الهاتف بعصبية شديدة حتى قاطعته وقالت :
_ أنا رايحة ومحدش هيقدر يمنعني …ولا حتى أنت !!
اغلقت الأتصال وهي تعترف لنفسها أنها تذهب بقصد أن تتحداه …وتقف بوجه غروروه ، ولم تحسب أنها تضع نفسها بحقائب الخطر فعليًا ….
ترك وجيه الجد ودخل سيارته سريعا ، لم تلحقه مروة، ونظرت للسيارة التي ركضت بالطريق في لحظاتٍ خاطفة …..
حركت سيارتها سريعاً وذهبت خلف سيارة وجيه بسرعة قيادة عالية ….
دق هاتفها بإتصال آخر…..لم تحب التحدث بالهاتف وهي تقود ولكنها مجبرة على ذلك …..فتحت الاتصال ورفعت صوت الهاتف وعينيها على الطريق …ثم قالت بحزم :
_ يا أحمد مافيش وقت ….. للأسف د.وجيه مشي قبل ما أعرف رايح فين بالضبط ….. أنا معايا رقم تليفونه ، اتصل بيه أنت أسرع وأعرف رايح فين …..
صاح صوته بعنف وقال :
_ لما أشوفك …حسابنا بعدين يا أعند انسانة شوفتها في حياتي …… قوليلي رقم تليفونه بسرعة …..
رفعت مروة الهاتف بتوتر ، وعينيها كل لحظة على الطريق المزدحم بالسيارات ….. تركت الأتصال مفتوح ثم بحثت عن آخر رقم تم حفظه بالهاتف ….. وجدته بعد خمس دقائق مع نظراتها كل لحظة للطريق ، وكادت أن تتسبب في حادث سير، ولكن أنعطفت بآخر لحظة …..
أملته الرقم سريعاً حتي أمرها مرةً أخرى وبشكل اعنف لتعود ….فرفضت بتصميم وعصبية ، أغلق الأتصال وهو يتلفظ الشتائم وقلبه ينتفض خوف عليها بآنٍ واحد …..
أجرى اتصال على رقم وجيه وهو تحرك من مكتبه في ثوانٍ قليلة ليتم الأستعداد للأمر، ويعرف من وجيه وجهة المجرم ومكانه

 

…..
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
وقف الجد صادق أمام غرفة العناية وجسده بدأ ينتفض ….. أتت إليه الممرضة منى التي أخبرت وجيه بخبر الوفاة ، وما كادت أن تتحدث حتى خرج عدد من الأطباء بغرفة العناية وهم يتحدثوا مع بعضهم البعض …وكان منهم طبيب العناية المشرف على حالة ابنه ……
نظر الطبيب للرجل الباكي وسأله بتعجب قائلًا :
_ بتبكِ ليه يا حج ؟! …..
رفع الرجل رأسه بضوء أمل وسأل الطبيب وكأن الإجابة هي الحياة أن صح ظنه :
_ قالولي أبني مات ….
نظر الطبيب لمنى بغيظ ، ثم ارجع رأسه للرجل بإعتذار وقال :
_ أبنك بخير يا حج وحالته للحقيقة اتحسنت شوية ، وبنديله مسكنات عشان مش هيتحمل الألم لو فاق لأن في تجمع دموي على المخ…أما الرئة أصابتها مش خطيرة الحمد لله…. بس أنا آسف على اللغبطة اللي حصلت …..
هو اتنقل الفجر لأوضة تانية بأمر مدام جيهان ، والمريض اللي خد مكانه كان على وشك الموت بس قدرنا بفضل الله نسعفه والقلب اشتغل تاني…. ليه عمر لسه ….
تنفس صادق بحدة واستنشق الهواء كالحياة بملء قلبه ، ابتسم وعينيه لا زالت تظرف الدموع ، اقتربت منه الممرضة منى وقالت بأسف شديد :
_ والله العظيم أسفة ، بس أنا لسه جاية دلوقتي ومستلمة النباطشية ومكنتش أعرف ، ومع زحمة الدكاترة حواليه وقالوا أنه مات والقلب وقف …. مركزتش في الشكل وكمان أنا معرفش ملامحه كويس فحصل لغبطة ….سامحني أرجوك…
كانت الفتاة على وشك البكاء بندم حقيقي ، رغم أنها بالفعل لم تقصد ما حدث …..لم يكن في وسع سعادة قلب الأب بعد نجاة فلذة كبده أن يحمل ضغينة سوى لحظات قليلة لتلك الفتاة ….قال بصدق :
_ مسامحك يابنتي ….كفاية أن ربنا جبر بخاطري ….. بس عايز أشوف أبني ….
أخبر الطبيب الممرضة على غرفة العناية الأخرى بالطابق الرابع ، أخذت الممرضة “منى” الرجل حتى المصعد نظرًا لسنه الكبير وحالة الإرهاق الواضحة عليه ….
وبالطابق الرابع ….
دخل صادق بخطوات سريعة للغرفة التي أشارت لها الممرضة ……ليجد طبيب وممرضة أخرى تقف بجانب السرير الطبي …… نظر الطبيب للرجل وقال :
_ أطمن ياحج هيبقى كويس أن شاء الله ، بس المفروض مواعيد الزيارة مش دلوقتي خالص !!
كاد أن يتحدث الرجل ويتوسل الطبيب أن يتركه، حتى قالت الممرضة منى وهي تقف عند الباب المفتوح للغرفة:
_ لو سمحت يا دكتور ….. الدكتور وجيه سمح بالزيارة ….
هز الطبيب رأسه بموافقة ثم خرج …. ابتسمت منى للرجل ثم ذهبت لعملها ……
توجه صادق بقرب ابنه مشتاقاً….. انحني على رأسه ببكاء حار وحاد ….. منذ لحظات كان أين؟..والآن هو أمامه ولا زال على قيد الحياة ! ….قال وهو ينظر لوجه ابنه عن قرب :
_ قلبي انفطر عليك ….يمكن لصدق نيتي ربنا رحمني وخلاك عايش ….لحد ما اسمع “أنا مسامحك ” منك …… حمد الله على سلامتك يا طيب …..
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
على طريق قليل ما تسير فيه السيارات …… ولا يوجد به مبانِ إلا على مسافاتٍ طويلة …..
يوجد بهذه البقعة تحديدًا من الطريق مبنى كبير عبارة عن مخزن للأخشاب ….. لم تكن عائلة ليلى تملكه نظرًا لأعمالهم بالأخشاب ، فالمخازن المملوكة لهم لم تكن بذلك الطريق المهجور بالأساس …..ولكن يبدو أن لا أحد يعرف عن المكان أي شيء …سوى “صالح”
خصصه لأعماله الخارجة عن القانون …. ولا أحد يعلم عنه أي شيء سواه هو …..
كان يجلس على مقعد يضمد جراح ذراعيه وجسده من الجروح المتقيحة منذ أن كان بين أيادي عدوه اللدود …..
ابتسم بسخرية رغم آلام جروحه ، وشعر بعجرفة أن لا أحد بمستوى ذكائه …..قال له أحد رجاله الأوفياء :
_ هنعمل في السوالم إيه ياباشا ؟! …..مش معقول الحكاية تخلص نسلم واحد ونستلم واحد !! ….. اللي عملوه فيك مايتسكتش عليه !
رفع صالح رأسه بغضب من جملة الرجل الأخيرة ، فأخذ المطهر الذي يطهر به الجروح ودفعه بوجه الرجل بغلظة ، وشراسة تطل من مقلتيه ….. ثم هتف :
_ لو كررتها تاني هتبقى نهايتك ، أنا محدش يقدر عليا ولا يقدر يوقف قصادي ، وأنا هعرف اخلص عليهم أزاي … والمرادي مش هبقى على حد فيهم ….. النهاية قريبة للسوالم …مشاكلهم زادت …..
تألم الرجل من حرقة عينيه من مادة المطهر الطبية وركض ليغسل وجهه سريعا ……

 

➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
في غرفة شبه مظلمة ….مثلما اعتادت سابقًا أن يتركها تصرخ، ولكن على الأقل أبنتها لم تكن معها …..تريد أن تصرخ بأعلى صوتها …..أن تنتحب وتستغيث …ولكن الصغيرة ترتعب من الصوت والصراخ …..
كانت ترتجف گ المحمومة وبين يديها طفلتها التي تبك بعنف .. ترتجف مثل أمها …… ولأول مرة حمدت ليلى أن صغيرتها لا ترى ….لكي لا ترها على هذا الحال ، والظلمة المخيفة حولهما….
قالت الصغيرة كلمات متقطعة وهي تبكي وترتجف وقطتها تضمها بقوة أيضا :
_ ما..ما …. أنا خايفة ….خايفة ..أوي …. هو احنا في الضلمة ؟
كان مفهوم الصغيرة للظلام قبيح ومخيف ، أكثر من الظلمة التي تعيش بها ، فكرتها عن الظلام الآخر هو أن يرافقه وحوش مفترسة وأشباح مخيفة ..
ابتلعت ليلى ريقها بالكاد وهي ترتجف بقوة ، ويصطك أسنانها من الرعب ….وقالت كاذبة وهي تبك :
_ لا …. احنا …في النور ، والمكان اللي احنا فيه زي …..
فتح الباب بقوة واحدث صوت مزعج عالِ ….صرخت الصغيرة بين ذراعي أمها والتصقت بصدر ليلى برعب وهي تهتف :
_ بابا وجيه ….
وقف صالح بوجهه المخيف ونظراته الأنتقامية وقال بتوعد :
_ أوعي تكوني فاكرة أني كنت بعيد ومش عارف خطواتك ؟! ….. أنتِ كل خطوة خطتيها كانت بتوصلني ….. أما بقى جدك ليه ترتيب تاني معايا ….. ده ليه حساب كبير معايا …. مش هيكون اصعب من “صافية “و “ورد “…..
قال صالح تلك الجملة الأخيرة ، فاتسعت عين ليلى على آخرهما ، وبدأ يتردد أمامها أشباح من الذاكرة …… وهي ترى مقطع فيديو ، ومشهد آخر رآته أمامها مباشرةً ….
تسارعت أنفاسها بحدة بعينين تنظران يمينا وشمالًا بسرعة عالية وفي صدمة عنيفة قاتلة ……
ارتخت قبضتها على الصغيرة في صراع شرس مع نفسها …باتت لا تشعر بأي مكان هي ، أو من يقف أمامها ، بأتت لا تشعر أنها حتى في الحقيقة وتمر حقا بما تراه …..
تركت ابنتها وابتعدت زاحفة لمكان بعيد عنها ….وبدأت ليلى تدخل بنوبة ارتعاش غريبة شبيه لنوبات الصرع بعد لحظات ….. ويرتجف جسدها بقوة وهي تصرخ ….
لم تستطع أن تنطق أي كلمة ….تصرخ وترتجف بأعلى قوتها …..والصغيرة ريميه تتنفس بصعوبة وكاد قلبها يقف من الرعب …..
نظر صالح إلى ليلى بسخرية وقال :
_ موتي …..بس مافيش راجل هيقربلك غيري ….
ارتفع رنين هاتف صالح بهذه اللحظة برقم الجد وأجاب :
_ أنت وصلت ؟!
رد وجيه عليه بشراسة وقد أخذ هاتف الجد شخصيا معه وقال :
_ لو قربت لليلى ولا بنتي مش هرحمك …. ومافيش مخلوق هيقدر ينقذك مني لا رجالتك ولا الف واحد عليهم …. واجهني راجل لراجل لو كنت راجل …..
قال صالح بسخرية وقد توقع أن وجيه سيعرف الأمر سريعا:
_ كنت متأكد أنك هتعرف بسرعة يا دكتور وجيه….. بس ما توقعتش أن جدي يبقى بالغباء اللي يخليه يبعتك ليا !! ….. مش خايف لموتك !
وبعدين بنتك منين ؟! ….. امال أنا أبقى إيه ؟!
قال ذلك بغضب وبصوتٍ حاد ….. جعل الصغيرة تسترد صوتها بعدما استمعت لاسم وجيه وصرخت بقوة وبكاء :
_ بابا وجيـــــه تعالى خدني أنا وماما من هنا ، بيضرب ماما وهيضربني …….
تلفظ وجيه الشتائم الذي لأول مرة ينطقها وصاح بعنف وقلبه ينهشه الخوف عليهما :
_ بنتي ومش هسمحلك تأذيها …. أنت اقذر واحقر أنك تكون أب لأي طفل …. بنتي حتى لو أنا مكنتش أبوها بالدم …. بس هكونلها أب بجد …… لو قربتلها أو قربت لليلى يبقى نويت على نهايتك …. لأن معايا فيديو متسجل بموت صافية ……
تذكر وجيه ما قاله الجد صادق منذ أن تركه بالمشفى حينما قال له :
_ لما تقابله قوله أن معاك فيديو لموت صافية ، هو ميعرفش أن الفيديو معايا ، خبيته عنه السنين اللي فاتت ومعرفتوش حاجة وخوفت ليعرف يأذيني ، بس آن الآوان يطلع ويظهر مش هستنى تاني ……
صدم صالح مما سمعه من وجيه ، وببعض التفكير علم أن الجد أو ليلى خلف الأمر فقال بمراوغة :
_ مراتي هرجعها ليا مش هأذيها وبنتي ومعايا ..اكيد مش هموتها يعني !! …… أنما بقا أنت اللي بتعمله فيه ضررك …..بس مافيش مانع نتقابل ….. أهو منها أعرف حكاية الفيديو اللي أنت بتقول عليه ده !!
ادرك وجيه أن هذا المجرم يضمر الشر بنبرته ، فقال وهو ينظر للطريق جيدًا ويقف على بُعد امتارًا من محطة بنزين :
_ أنا موجود في المكان اللي اتفقت عليه أنت وجد ليلى …. هاتها ومعاها البنت وإلا أنت عارف ……
تحدث صالح وبدا وكأنه ارتجف خوفا من التهديد، وقال وبعينيه يطل الشر:
_ ماشي …. هسلمك ليلى والبنت وتسلمني الفيديو ، ولو نسخت منه يبقى اتحمل اللي هتشوفه مني ….. الحكاية تخلص وكل واحد ياخد اللي عايزه …..
ساير وجيه الحديث حتى أنتهى الأتصال ……
دق هاتف وجيه بأتصال للمرة الرابعة فأجاب وجيه :
_ وقفت عند محطة البنزين زي ما اتفاقنا ، وكلمته وهو جاي ومعاه ليلى وريميه ….بس طبعا أنا عارف أنه هيجي من غيرهم …… ده إذا جه بنفسه ! …..
قال الضابط أحمد وهو يقود سيارته وخلفه عربة شرطة كبيرة للقبض على الخاطف :
_ أنا دقايق وهكون عندك ، وفي كمين قريب منك وأنا كلمتهم على ما أجيلك …. كويس أنك اجلت المكالمة على ما قربت

 

اوصل ليك …. كله هيبقى تمام ما تقلقش …
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
انتهى صالح من وضع ليلى الفاقدة الوعي بسيارة أخرى غير سيارته ، والصغيرة ريميه تصرخ وتستغيث بأمها تارة ، وتريد قطتها الذي تركها صالح بالمخزن تارة أخرى….
صرخت بقوة وهي تضع يديها على وجهها وتبكِ بعنف ……
القى صالح مفاتيح سيارته الاساسية لأحد الرجال وقال له :
_ خلص أنت عليه وهات اللي معاه ، وبعد كده ولع في العربية وهو فيها ….. عشان أبقى خلصت منه للأبد ….
أخذ الرجل مفاتيح السيارة وتحرك إليها ، ثم قاد صالح السيارة التي بها ليلى وابنتها وقادها لطريق آخر غير الذي ينتظره فيه وجيه ……
أنتظر أحد الرجال عندما ابتعد صالح بعربته والرجل الآخر ،ثم أخرج هاتفه وابتعد قليلًا عن المخزن ……وقال عبر اتصال أجراه سريعا :
_ عكس السير ، رجالتك على الجانبين ، اللي يلاقيه يتصرف ….. بس ماتنساش حلاوتي …..دي الخبطة الكبيرة ….
رد اسماعيل وهو بسيارته على ذات الطريق وقال بابتسامة متشفية :
_ لو حصل اللي عايزه ، هتقالك بالفلوس ….. وعد لعمل لجنازته زفة في البلد بحالها …..
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
كان يقود صالح السيارة وهو يهتف بالصغيرة لتصمت ، حتى ضربها على وجهها بقبضة يديه بعنف…..احتبست أنفاس الصغيرة برعب منه وهي تضع يديها على فمها لكي لا تخرج أي صوت ويضربها مجددًا …..
حتى انطلق صوت عيار ناري وبعدها انحرفت السيارة بالطريق ووقفت بعد دقائق …….
اصطدم وجه صالح من الأمام إلى الخلف بقوة …..وصمتت الصغيرة بأكثر لحظاتها رعب مما يحدث ….. وقلبها الصغير لا يحتمل هذا الخوف الشديد…..
تحسس صالح رأسه الذي نزف بجرح بسيط حتى وجد مسدس بجانب رأسه ….يد تسللت من النافذة بجانبه واطالت رأسه ….ولكن لم يطلق الأعيرة النارية بعد ……
ابتسم اسماعيل بإنتصار وقال :
_ قولتلك هتجيلي تاني ، اهو أنت ورجالتك كلكم في ايدي ….وريني بقا مين هينجدك مني …..
ضيق صالح عينيه بذهول وخاصةً عندما وجد حشد من الرجال المسلحين حول السيارة ……والصدمة أن من بين هؤلاء الرجال بعض من رجاله !!
صرّ على أسنانه بغضب ولأول مرة يشعر بالخوف …… خرج من السيارة لعلمه أن أي خطوة للدفاع ستكتب نهايتة بلحظة …..أراد مزيدًا من الوقت ……
أطلق اسماعيل أعيرة نارية على ساقيه الأثنان حتى لا يستطع الحركة …… صرخ صالح بألم شديد وهو يهوى على الأرض ……قال أسماعيل وهو يشير لأحد رجاله :
_ دخل اللي معاه في العربية دلوقتي ، أما الكلب ده سيبوهولي لوحدي …….
توجه الرجل للسيارة ونظر فيها جيدًا فقال :
_ دي مراته وبنته ؟
رد اسماعيل وهو ينظر بكراهية واحتقار للملقى على الأرض وينزف بشدة :
_ دورهم جاي ….. دخلوهم دلوقتي المخزن ….. على ما أفضى …..
حمل أحدهم ليلى الفاقدة الوعي تمامًا والآخر كان يجر الصغيرة التي تبكِ وتشهق بقوة من البكاء ……
ولأول مرة عندما دق القلب بالخوف صرخ صالح بصوتٍ عالي :

 

_ سيبوا بنتي …..
ولكي يعذب اسماعيل هذا المجرم مثلما قتل أشقائها ….أخذ الصغيرة من يد الرجل وجرها بعنف بالقرب من أبيها وهي تتلوى وتصرخ بيديه …..وقال اسماعيل بنظرة وعيد وعنف لصالح :
_ مش دي بنتك ؟ …… هعذبها قدامك قبل ما أخلص عليك …..هدوقك المر اللي شربتني منه سنين ……
نظر صالح لأبنته بدموع لأول مرة بعمره ينزفها من عينيه ، ورأى الآن بشاعة ما كان يفعله بالغير …… ما ذنبها أن كان هو قاتل مجرم؟! ….ما ذنبها أن تشعر بوجود فعليًا أبيها بآخر لحظات حياته !!
وما ذنبها أن تنل من الحكم عليه وعقابه ؟! …..
ولكن أفعال الشر مثل الشوك …لا تؤذي الساق فقط …بل تؤذي جميع ساكني جسد النبته …..
كانت الصغيرة على وشك أن تفقد الوعي وهي تنظر للأسفل بإنكسار وضعف براءتها ….
قال صالح لها والدموع تهطل من عينيه بندم وذل:
_ سامحيني يابنتي …..أفتكري أني طلبت منك تسامحيني قبل ما أموت …… أوعي تنسي …. يمكن ما تشوفنيش تاني…..
قالت الصغيرة وهي لا تدرك ما يحدث وتتحدث وعادت للبكاء بضعف :
_ مش عايزة أشوفك تاني ….أنت بتضربني …. أنا بكرهك ….

يتبع…

اترك رد

error: Content is protected !!