Uncategorized

رواية أسيرة النسر الفصل الثامن 8 بقلم سامية صابر

 رواية أسيرة النسر الفصل الثامن 8 بقلم سامية صابر

رواية أسيرة النسر الفصل الثامن 8 بقلم سامية صابر

رواية أسيرة النسر الفصل الثامن 8 بقلم سامية صابر

شُلّت حركة فيروز تلقائيًا ،صمتت بعض الشيء ثُم قالت بهدوء
=وانا ايه يعرفني بس بالحاجات دي يا زين بيه ،أخرى القاهرة اللي مروحتهاش حتي، هروح إنجلترا.. ؟
=الافلام اللي بتشوفيها أجنبية واغلب الاجانب من انجلترا، لو حابة تيجي معايا مفيش عندى مُشكلة ،بس يمكن نتأخر شوية لما نروح هناك يعني بتاع يومين افتكرت اني عندي شُغل مهم ،عن اذنك..
قالها ونهض راحلاً عنها ،نظرت لهُ بتوتر قائلة.
=انا كده بجد هروح في داهية حقيقي، شك فيا اكيد شك فيا، غبية يا فيروز، انا عُمرى ما فشلت كده ولا ف قضية ،لكِن وجود زين لوحده بيخليني اتوتر..
تنهدت بغضب ثٌم رحلت بضيق شديد .
وصل زين بعد طريق طويل الي قبر ملك ،هبط من السيارة ودلف الي المقابر يدعو الله ويقرء الفاتحة ثُم جلس بجانب قبر ملك ،وملس عليهِ بحنان واضِعًا الازهار عليهِ قائلا بإبتسامة بسيطة
=السلام عليكُم يا حبيبة، النوع اللي بتحبيه، عٌمري ما جبته صح؟ احياناً بحِس اني كُنت مأثر زيادة معاكِ وكُنت ظالم بطريقة كبيرة اوى، محبتكيش صح، ما ادتكيش حنان واهتمام صح، احياناً بتحب غلط ونظلم اللي بنحبهم واحنا فاهمين اننا كده بنحبهم صح، انا مالحقيتش اعملك اي حاجة ،قولت هنتجوز وتبقي ملكي كُل حاجة جت فوق بعضها، عارفة مش عارف افكر ولا عارف اعيش ولا عارف اعيط حتي عليكِ.. حاسس اني هاديء ومُتبلد المشاعر من كُل الاطراف، لو ينفع اخدك ف حُضني دلوقتي اشم ريحتك، وانام يا ملك يا ملاكي..
استند علي قبرها، وهربت دمعة من عيناهُ وهو يتذكر ضحكتها التي كانت في كُل وقت وكُل حين تسلب لهُ الراحة والسعادة، الحُب لم يختار أشخاص مُعينة لنحبهم يأتِ من القلب للقلب بدون اسباب وقوانين ،ولكِن ليس كُل العٌشاقْ مُقدر لهم ان يكونوا سويًا، وليست كُل النهايات سعيدة ووردية، يوحشك أحدهم في القبر الان او بعيدًا عنك… لا يُعوضِ، لكِنها الحياة تسلّب منك ما تٌريده دون الاكتراث لك، شخص لن يعود ولكِن تيّقنْ ان الحياة لا تقف علي احد تتألم وتبكي ولكِن؟
الحياة لا تقف ،ستمشي وستعيش، لن يُلملم جرحك ولن تنساه ولكِن لكُل جرح فرح، لعل الله يُقدِر الخير في أمور كثيرة لا نعلمها، لعل جرحك يُضمد وترى الفرحة الحقيقة، تستطيع إعطاء نفسك فرصة تانية وتُحب مرة أخرى، تستطيع.
رفع رأسه علي صوت الأطفال الذين يركضون، فقام بإخراج بعض الأطعمة ووزعهم عليهم وهو يبتسم، ك صدقة علي روحها ،رحم الله كٌل عزيز علينا.
___
وصل أدهم الي المُستشفى التي علم عنوانها من رنا فقد أرسلت لهُ رسالة تخبره عنوان المُستشفى، سأل عن عامِر ولكِن لم يرى سجل بهذا الاسم قط، قال للمُمرضة بتأكيد
=حضرتك مُتأكدة؟
=ايوة يا فندم
=طيب لو سمحتِ البنت دى جت هنا؟
رأت الصورة بعناية ثُم قالت برفض
=لأ ، ما شوفتهاش، وحتي لو شوفتها مش هفتكرها، الآف من الناس هنا بتيجي اكيد مش هفتكرها..
هز أدهم رأسه وابتعد عنه ،يشّد شعره بغضب وجنون قائلا
=فينك يا رنا فينك بس.. حرام عليكِ تعملي فيا كده وتقلقيني عليكِ.
صمت بعض الشيء ثُم رحل بسرعة وقرر الذهاب الي عامر ليسألهُ لرُبما يعرف شيئًا عن رنا ..
___
كانت والدة رنا تمشي في المنزل تبحث عن رنا، حتي قابلت فيروز سألتها قائلة
=شوفتي رنا يا بنتي؟
=لا يا حاجة مشوفتهاش بقالي شوية..
=لا إله إلا الله ومش في اوضتها ولا في البيت، ربنا يستر مُمكن تكون خرجت ولا حاجة، بالله يا بنتي لو شوفتيها قوليلي .
=حاضر.
____
فتحت رنا عينيها بألم شديد في رأسها، اتضحت الرؤية عندها بعد قليل ثُم نظرت حولها بخوف حاولت أن تتحدث ولكنها مُكتفة من كٌل مكان، أستمعت لأصوات قادمة ف أغلقت عينيها سريعًا، قال أحدهم
=دي لسه نايمة، هنعمل فيها ايه؟
=مش عارف هنستني شوية ،الباشا اتقبض عليه ومفيش اي اخبار هنعرف الاخبار ووقتها هنقرر..
=ايه الحل الباشا اتحبس؟ مش هيطلع..
=اكيد الطرف التاني هيتصرف.. ما علينا سوى السكوت، تعالي بينا نقعد برا وهي لسه نايمة اهي.
=ماشي.
خرجوا بهدوء بينما فتحت هي عينيها مرة أخرى، حاولت أن تتحرك كثيراً لتنقذ نفسها لكن محاولاتها باتت فاشلة.
___
في القاهرة..
قالت بغضب شديد وهي تتحرك بعصبية
=انتوا محتجزني هنا بقالكوا كتير أوي محدش بيقول حاجة ولا بينطق، واخدتوا اهلي كمان وفوق كُل ده قتلتوا جوزى، انتوا عايزين مني ايه اخلصوا، انا قولتلكوا الف مرة مش هقتل حد من عائلة جوزى، هما اصلاً مخاصمين ابنهم وميعرفوش حاجة اصلا …
قال الرجُل بغضب
=اخرسي يا ست انتِ، مفيش أوامر بنقلك ولا بأي حاجة لسه..
تنهدت نجلاء بألم فأحتجوزها لفترة طويلة وهي لا تعلم اي شيء ،ولا تعلم حتي اي خبر عن زوجها هل مات حقًا، هَل دُفن؟
دلف إليهم فتحي بهدوء ،والقي نظرة عابرة علي نجلاء ثٌم قال للرجال بثبات
=الباشا اتقبض عليه.. لكن محدش يقلق ،هيطلع ان شاء الله أو الأصح هيهربوه لو معرفش يطلع ،ودلوقتي الاخبار جت من الطرف التاني واللي المفروض نسمع اوامره، البنت دي لازم تروح بيت زين ضروري، ولازم ننفذ خطة الطرف التاني…
نظر الي نجلاء موجهًا الحديث لها بصرامة
=قُدامك حلين اتنين ، هنقتل ابوكي وامك.. او هتروحي بيت زين وتنفذي اللي قولناه…
=انا ما أقدرش اعمل كده.. ما اقدرش اقتل حد ولا اعمل القرف اللي بتقولوا عليه ده…
=خلاص براحتك.. شوفي امك وابوكي وهما بيموتوا..
فتح أمامها الشاشة وأهلها موجودين، واحدهم صوب المُسدس علي رأس والدها رجُل عجوز بريء، صرخت وهي تبكي
=خلاص خلاص… هعمل اللي تقولوا عليه خلاص..
=مفيش رجوع في الموضوع ده خالص .. مفيش تقولي للشرطة او تنبهي زين حتي.. اهلك معانا وهتبقي متراقبة، اي حركة هنموتهم…
هزت رأسها وهي تبكي بقهر قائلة
=منك لله ربنا يعاقبك…
قال بشرود
=عاقبني وانتهي الأمر مابقاش عندى حاجة اخسرها.
تابع لها بثبات
=اجهزى هنخرج بعد عشر دقايق غيرى هدومك، وخليكِ طبيعية وهقولك علي الخطة في الطريق وهقولك هنتواصل ازاى ..
وضع علي الارض حقيببة بها ملابس واشياء خاصة بها، فقالت بتعب
=لازم اروح بيتي اجيب هدوم ..
=هنروح لما تخلصي.
تابع للرجال
=اخرجوا برا استنوها، وخلوا بالكُم مفهوم…
التفت لها مٌحذِرًا
=وانتِ متفكريش تعملي حركه غلط هتيجي علي دماغك…
خرج فتحي بعدها بينما هي بصقت خلفه وهي تلعن نفسها وأيامها بقوة.
____
وضعت فيروز أمامها لوحة كبيرة الحجم ورسمت عليها الأشخاص الموجودين جميعهم ،ثٌم اخفت الذين ماتوا وأكملت قائلة
=مفيش غير حلين، زين هو الطرف التاني… أو حد من البيت.. والاحتمال الاصغر.. يكون من برا البيت ده.. بس حسب المعلومات المؤكده، انه من البيت ده تحديدًا بس مين مُمكن يعمل حاجة زي كده مثلاً؟ ما اعتقدش حد م البيت ده.. بس لازم اشك دلوقتي في الكُل وهبدء فحص كُل اللي في البيت، وهبدء بالرجالة الأربعة اللي ممكن يكون حد فيهم.. زين؟ ادهم؟ محمود !؟ عم زين..؟
انتهت من اسالتها لنفسها لترى زين خلفها يقول لها
=فيروز.
انتفضت مكانها ثٌم التفت لهُ بقلق ،نظر لها بإستغراب قائلا
=مالك..؟
=خضتني يا زين بيه..
=انا اسف .. معاكِ حق بس مكنش قصدي .
=لا ولا يهمك .. حضرتك محتاج حاجة مني ؟
=امي كانت عايزاكِ ف قولت اعدي عليكِ وانا ف طريقي واقولك.
=حاضر هنزلها.
=تمام..
=زين بيه.. هو عم حضرتك فين، اصلي مش بشوفه خالص..
=عمي راجل مريض شوية مش بيقعد معانا كتير واغلب الوقت قاعد في أوضته، أو في المستودع.
=مُستودع؟
=اه مكان تحت البيت ،مقسوم اتنين وعمي على طول في الجزء الأول، بس خُدي بالك محدش يقدر يدخله غيره خالص..
=اه حاضر.
=بتسألي ليه بقا ؟
=عادي اصلي مش بشوفه خالص ، عائلتك كٌلها متفرقة…
=دي حقيقة ..
قالها ورحل من الغرفة وهو يشٌك في فيروز بشدة لا يرتاح لها ويشعٌر وكأنها ليست خادمة بل شيء آخر ولكن لا يمتلك دليل بينما دارت فيروز حول نفسها قائلة
=عمه.. بإحتمال كبير يكون عم زين هو الطرف التانى، لازم ادور وراه، لازم ادخُل المستودع ده بأى طريقه كانت…
___
كان عامر يجلس مع أحد النساء الذي يجلس معهم، فقالت وهي تبتسم بإغراء
=وجبت الفلوس دي كلها منين ؟
=اديتهم بنت عمي، وخدت مُقابلها الفلوس اللي عايزاها…
=ده انت بياع بقا..
=وقت الجد ما أعرفش ابويا وامي.
رن جرس الباب فقال لها
=هشوف مين وجاي.
ذهب ليفتح الباب ف اصطدام بوجه أدهم، قال بصدمة
=ادهم.. انت ايه اللي جابك هنا ؟
=مالك يا ابن عمي.. مافرحتش لما شوفتني ولا ايه
=عادي يعني ما أتوقعتش وجودك خير ايه اللي جابك…
=جيت أسألك عن رنا تعرف هي فين ولا لا ؟
=وانا هعرف منين..؟
=ما تستعبطش يا عامر دي جاتلك هنا وانا واثق انك عارف الكلام ده كويس .
=وانا هعرف منين يعني.. يلا بقا عايز ارتاح.
حاول قفل الباب ف انهال عليهِ أدهم باللكمات، تحت صراخ عامر فقال أدهم وهو يمسكه بقوة من ملابسه
=انطق احسنلك… فين رنا يا عامر…
قال عامر وهو يتألم
=خلاص هقول خلاص.. فيه واحد كان عايز يخطفها مش عارف ليه.. وجبتها هنا مقابل فلوس.. وخدها مش عارف حاجة تانية…
=يا ابن * اد ايه انت واطي ووسخ، تبيع بنت عمك وخطيبتك علشان الفلوس، ده انت حسابك معايا عسير.. بس مش دلوقتي الاهم رنا.
لكمه بقوة حتي فقد الوعي ثُم اخذ هاتفه الجوال من جيبه ونظر للمرأة التي تقف بأحتقار ورحل، بينما هي ركضت للغرفة الخاصة ب عامر واخذت جميع الفلوس من الخزنه وركضت للخارج تاركة عامر فاقد للوعي ..
___
وصل فتحي مع نجلاء إلى شقتها، حتي فتحت هي بهدوء وتوتر ودلف معها قائلا
=خُدي حاجتك بسرعة ياريت …
نظرت لهُ بغضب، دلفت الي الداخل ثُم اخذت سكينة من المطبخ ،وحاولت الهروب من اكثر من شباك ولكن لا فائدة ف جميعهم لا يصلحوا، ولا يصلح من الشرفة، خرجت اليهِ بخوف وقلق قائلة بغضب
=لو قربت مني هقتلك…
التفت لها بهدوء قائلا
=سيبي السكينة ايدك بتترعش، ممكن تجرحي ايدك…
=مش هسيبها، هقتلك والله هقتلك.. سيبني امشي ارجوك..
=اهلك معانا عايزاهم يموتوا ؟ بإشارة مني دلوقتي هوب اهلك مع السلامة… هاا؟
انزلت السكين وهي ترتعش وتبكي بخوف شديد فهي عاجزة جداً بالفعل، اقترب منها بهدوء وربط علي رأسها أخذًا السكينة قائلا
=جهزى هدومك علشان نلحق نروح طريقنا طويل…
قالت وهي تنظٌر له بغضب
=بكرهك والله بكرهك من قلبي… منك لله انسان حقير.
قالتها ونهضت الي الداخل بغضب وبكاء، بينما نظر لطيفها بصمت رهيب …
____
ظل يُقلب في الهاتف حتي رأي رقم هاتف الرجُل، اخذهُ واتصل بهِ ولكن لم يُجيب، نظر حوله بعجز ثُم قال
=مفيش غير حل واحد…
رن علي صديق لهٌ قائلا
=اسمعني كويس محتاج منك خدمة كبيرة ولكن ياريت تبقي بسرعة دي حياة أو موت ،هديك رقم واحد ومحتاج تحدد مكانه بأسرع وقت..
=الموضوع ده صعب أوى يا ادهم وخاص جدا
=علشان خاطرى دي مسألة حياة أو موت … وانا هقول الشرطة ومش هيبقي عليك اى ضرر… ارجوك ياصاحبي
=حاضر يا ادهم المرة دي علشانك ..
=بسرعة الله يخليك.. بعت الرقم في رسالة.
=هحاول علي اد ما اقدر..
خرجت فيروز خارج الفيلا تتجه الي مكان المستودع ببطيء رهيب ، حاولت استراق السمع لأي شيء ولكِن لا يوجد، ظلت تدور حوله لعلها تجِد نافذة أو شيء ترى منها ،حاولت النظر عن قُرب ظلت هكذا عِدة ثوانى، حتي اتسعت حدقة عينيها بشدة مما رأتهٌ.
يتبع..
لقراءة الفصل التاسع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حطام عشق للكاتبة سارة علي

اترك رد

error: Content is protected !!