روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الخامس 5 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الخامس 5 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت الخامس

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الخامس

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الخامسة

صفت مريم سيارتها ودلفت إلى المستشفى وهي تحمل حقيبة بيدها، خرجت مِنّ المصعد بهدوء وأتجهت إلى العناية المركزة وهي تنظر داخل حقيبتها وتُحاول إغلاقها حيث كانت لا تُغلق، زفرت مريم وحاولت إغلاقها قائلة بضيق:وبعدين معاكي جايه متقفليش دلوقتي
أصتدمت بجسد ما أمامها لـ تتفاجئ هي وتعود إلى الخلف قائلة بـ إعتذار:انا أسفه لـ حضرتك مخدتش بالي والله
نظرت إلى هاتفها ثم نظرت إليه وقالت:بعد إذنك دقيقة
أجابت على المتصل قائلة:وصلت … أيوه … ماشي سلام
أغلقت مجددًا ونظرت إليه قائلة بـ أعتذار وتوتر:بعتذر لحضرتك مرة تانية انا كنت مشغولة في شنطتي ومخدتش بالي خالص مِنّك
أبتسم الآخر وقال:عارف … مكانتش أول مرة تعمليها يا مريم
تفاجئت مريم وقالت بذهول:ايه دا انتَ تعرفني
نزع الآخر نظارته الشمسية وهو يقول مُبتسمًا:أعرفك أوي كمان
نظرت إليه بذهول شديد وقالت بعدم تصديق:شهاب
شهاب بـ أبتسامه:عامله ايه
مريم بهدوء:كويسه … انتَ ايه أخبارك
شهاب:بخير الحمد لله … فرحت إنك هنا
مريم بتوتر:هو انتَ كويس يعني عايش حياتك بعد ما فقدت نظرك وكدا
أجابها شهاب وأبتسامه هادئة تعلو ثغره قائلًا:الحمد لله إرادة ربنا فوق كل شيء وانا راضي الحمد لله ومبسوط
مريم بهدوء:مكنتش أتوقع الردّ دا مِنّك … كنت فاكرة هتقول عكس كل دا
شهاب:وانا جديد عليكي يا مريم … لولا اللي حصل بقى يلا الحمد لله مفيش حد بياخد كل حاجه … قوليلي انتِ كنتي جايه لـ مين
مريم:ليل وطه أحمد قالي إنهم مكالوش حاجه مِنّ إمبارح فـ تيتا عملتلهم آكل وأحمد طلب مِنّي أوصله … وانتَ
أبتسم شهاب وقال:كنت عندهم بتطمن عليهم … قوليلي صحيح فرحك أمتى انا سمعت إنه قريب
تبدلت معالم وجهها إلى الحزن والضيق لـ يتعجب شهاب قائلًا:مريم انتِ معايا … مجاوبتنيش
نظرت إليه مريم قليلًا ثم قالت بهدوء وعينين دامعتان:الشهر الجاي
تفاجئ شهاب قائلًا:يــــاه بـ السرعة دي انا كنت فاكر بعد أربع شهور مثلًا بس مش مشكلة الأيام بتعدي زي الهوى محدش بيحس بيها … على العموم ألف مبروك مقدمًا ربنا يجعلهالك حياة هادية ويعوضك أكيد شريف إنسان كويس ويستاهلك أوعي تضيعيه مِنّك
أبتسمت مريم بتهكم وهي تنظر إليه وكم ودت إخباره بـ أنه ليس كما يظنّ هو ولكن ما باليد حيلة، زفرت مريم بهدوء وقالت:أكيد … وانتَ أكيد ربنا هيعوضك بـ بنت الحلال اللي تصونك وتقدرك … مش محتاج عزومة أكيد انا عارفة إن أحمد هيعزمك بس انا بـ أكد عليك هتفرحني بـ مجيتك
أبتسم شهاب وقال:أكيد … عنّ أذنك بقى عشان شُكري مش مبطل زن أصله جعان وبقاله فترة عمال يقولي يلا بس انا اللي مكنتش عايز أسيب ليل وطه فـ ألحق قبل ما يردحلي شُكري مش غريب عليكي
أبتسمت مريم بخفة وقالت:اه طبعًا طب إلحق روحله
صدح رنين هاتفه لـ المرة التاسعة لـ يتحسس شهاب على شاشة الهاتف حتى صدح صوت فتاة تقول “ردّ” ضغط شهاب مرتين ووضع الهاتف على أذنه قائلًا:صربعتك دي هتخليني أتنيل أقع … قولتلك نازل بطل طفاسة بقى … طيب براحة عليا يا شُكري الله … كُل انتَ طيب لحد ما أجيلك … خلاص يبقى تتكتم بقى لحد ما أتنيل أنزل خلي عندك دم شويه … سلام
أغلق معه بينما كانت مريم تحاول كبح ضحكاتها وهي تنظر إلى شهاب، قد يتغير الكوكب بمَنّ فيه ولكنّ لن يتغير شهاب مع أخيه، تحدث شهاب بعدما وضع الهاتف في جيب بنطاله قائلًا بضيق:بتضحكي … هو طول عُمره كدا مفجوع كل اللي يهمه كِرشُه لكنّ أخوه اللي هيقع فـ مرة دا مش فارقله
ضحكت مريم رغمًا عنّها وهي تنظر إليه ثم قالت:أسلوبك مع شُكري عُمره ما فشل يضحكني يا شهاب … طب إلحق روحله بدل ما تلاقيه واكل أكلك ولا حاجه
شهاب:تصدقي مش بعيدة ممكن يعاقبني وياكله فعلًا دا واطي … عنّ أذنك وخلي بالك مِنّ نفسك
حركت رأسها برفق وقالت:عنّ أذنك
تركته مريم وذهبت بينما زفر شهاب براحة وعلّت أبتسامه هادئة ثغره وهو يشعر بـ الراحة ثم أشهر عصاته أمامه وتحرك بهدوء
أقتربت مريم مِنّ طه الذي كان يقف أمام النافذة وينظر إلى الخارج بهدوء قائلة:طه
ألتفت إليها طه وقال:مريم … انتِ جيتي أمتى
مريم:لسه جايه أهو وجيبالكوا أكل معايا
طه:تعبتي نفسك ليه طيب ما إحنا هنتصرف
مريم بهدوء:تيتا عملته وأحمد أصّر إني أجيبهولكوا وهو عمومًا هيخلص شوية حاجات وهيجيلكوا
أخذ طه الحقيبة مِنّها قائلًا:كتر خيرك يا مريم تعبناكي معانا
أبتسمت مريم وقالت:ولا تعب ولا حاجه إحنا ولاد عم
أقترب ليل مِنّهما في هذه اللحظة وهو يقول:أزيك يا مريم
ألتفتت مريم خلفها ونظرت إليه قائلة:الحمد لله انتَ أخبارك ايه
ليل:تمام الحمد لله … جايه لوحدك ولا ايه
مريم:اه جيبالكوا آكل تيتا عملاهولكوا عشان عمتو كارما تعبانة شوية
ليل بتعجب:ايه دا ليه مالها ما هي ماشية مِنّ هنا كويسه!!!!!!!!!
مريم:داخت والضغط نزل بعد ما روحنا والدكتور جه كشف عليها وقالها متعملش أي مجهود ولا تشيل فـ نفسيتها لأن بعد اللي حصل لـ روان وهي كدا
زفر ليل وقال:محدش عرفني ليه طيب … انا هكلمها دلوقتي وبـ المرة أطمنها على روان
مريم بتساؤل:هو في أي جديد حصل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تحدث ليل وهو ينظر إلى الهاتف قائلًا:الدكتور قالي في تحسُن بسيط بس لسه برضوا معدتش مرحلة الخطر
جلس طه وهو يفتح الحقيبة بينما وضع ليل الهاتف على أذنه قائلًا:سلام عليكم
نظرت مريم إلى غرفة العناية ثم نظرت إلى روان المستلقية على الفراش وحولها الأجهزة متصلة بها بهدوء
______________________
“يلا يا حبيبي عشان تاكل مَم”
جلست روزي أمام طفلها الذي كان جالسًا ويلعب بـ ألعابه، قامت بـ تقليب الطعام قليلًا ثم ملأت الملعقة قليلًا وقربتها مِنّ فَمِه قائلة:يلا يا حبيبي عشان أوديك لـ بابا
نظر إليها الصغير وأبتسم قائلًا:بابا
أبتسمت روزي وقالت:أيوه هنروح لـ بابا ونركب العربية يلا أفتح بوقك
أطعمته روزي بحنان وكانت تُلاعبه طوال الوقت حتى يستجيب إليها ويُكمل تناول الطعام دوّن عائق، صدح رنين هاتفها لـ تنظر إليه وترى إسم المتصل، زفرت روزي وأجابت بهدوء قائلة:سلام عليكم … أيوه انا مين معايا
عقدت ما بين حاجبيها وقالت:انتَ مين … انتَ مين بقولك … الو … الو
نظرت إلى الهاتف وقالت بذهول:ايه الجنان دا … انا هعرف انتَ مين يا حيوان دلوقتي أقسم بالله لـ أندمك يا زبالة
صدح رنين هاتفها مجددًا لـ تُجيب بنبرة تملؤها الضيق قائلة:أيوه يا فيروز … في البيت … لسه مروحتش بأكل رائد الأول … مفيش واحد حيوان مش متربي بيستظرف … انتِ فين كدا … طيب بقولك ايه إبقي عدّي على ماما هتديكي شنطة خليها عندك وانا هبقى أخدها مِنّك فـ أي وقت … لا جيبالي حاجات لـ رائد مكنتش لقياها هنا … طيب ماشي سلام
أغلقت معها لـ تنظر إلى صغيرها الذي كان يلعب ثم نهضت واتجهت إلى غرفتها كي تُبدل ثيابها وتذهب إلى ليل للأطمئنان على روان
_______________________
“لا غلطانة يا بثية غلطانة وكل اللي قولتيهولها غلط”
“غلطانة فـ ايه يا أسامة هي مش دي الحقيقة برضوا”
نظر إليها أسامة وقال بنبرة حادة:حقيقة برضوا … بثينة انتِ عارفه كويس أوي إن انا مبقتنعش بـ أي حاجه بتقوليها وانتِ بتتكلمي بـ الأسلوب دا
بثينة بضيق:قصدك ايه قصدك إن انا كدابة
أسامة بحدة:انا مقولتش إنك كدابة بس أسلوبك ونظراتك بتقول كدا وأمي موجودة أهي تشهد إذا كنتي قولتي كدا بجد ولا هي بتتبل عليكي
نظر إلى والدته وقال:بثينة قالت على ملك إنها خرابة بيوت فعلًا ولا لا يا أمي
نظرت والدته إلى بثينة التي نظرت إليها بترقب لـ تقول:أيوه يا أسامة حتى انا قعدت أهديها وأزعق لـ بثينة بس ملك خدت على خاطرها أوي وعيطت وحلفت ما هي داخلة هنا تاني ولا ليها علاقة بـ بثينة وانا قعدت أتحايل عليها والله يا أبني وأقولها حقك عليا ومتزعليش بس بيني وبينك حقها انا مقدرش أغلطها عشان هي معملتش حاجه
بثينة بغضب:لا والله وزعيقها وصوتها اللي كان قد كدا قدامي دا كدا مش غلطانة
والدتها:لا مش غلطانة عشان انتِ اللي بدأتي ومكفاكيش كل دا لا وضربتي شمس
نظر إليها أسامة وقال بترقب:ضربت بنتي
نظرت إليه والدته وتوترت قليلًا لـ تسمعه يقول بنبرة حادة:ضربت بنتي يا أمي ردّي عليا
والدته بتوتر:بصراحة اه
أسامة:ضربتها ليه
نظرت إليها وهي تُعاتبها بـ نظراتها ثم إليه وقالت:أصل شمس كانت بتلعب مع نفسها فـ دخلت أوضة بثينة وغابت جوه شويه وملك كانت بتعملي أكل كتر خيرها يعني فـ شمس بتلعب راحت إزازة البرفان بتاعت بثينة الجديدة وقعت أتكسرت فـ هي مكانش قصدها يعني فـ دخلت وقعدت تزعق فيها وبعدين شمس عيطت فـ سمعتها بتضربها وتشخط فيها جت ملك حاشتها وشخطت فـ بثينة راحت بثينة مسكتتش بقى ومسكت فـ ملك وكانت هتضربها وانا يا أبني تعبانة وانتَ عارف معرفتش أحوش بينهم لولا مرات أخوك جت على صوتهم العالي وحاشتهم عنّ بعض بـ العافية
نظر أسامة بغضب شديد إلى بثينة التي كان البرود يُغلفها مِنّ الخارج، تحدث أسامة بنبرة حادة قائلًا:بتضربي بنتي يا بثينة
جذبها مِنّ ذراعها وهو يضغط عليه قائلًا بغضب:بتضربي بنتي عشان خاطر إزازة برفان
شهقت بثينة بفزع وقالت بحدة:انا حذرتها كذا مرة متدخلش أوضتي وبرضوا مفيش فايدة بس هقول ايه ما هي طالعة غبية لـ أمها
أسامة بغضب:كلامك على مراتي يبقى عِدِل يا بثينة انتِ سامعة
بثينة بغضب مماثل:ايه خايف على زعلها أوي كدا دي حرامية سرقت الساعة الجديدة بتاعتي وانا مش موجودة وشويه وخلت البت تدخل أوضتي ويا عالم قالتلها تعمل ايه ما الأم زبالة هتطلع ايه يعني عالمة
صفعة قوية دَوَّت في المكان تلقطها مِنّهُ وعلى حين غُرّة جعلتها تُصدم وبشدة تزامنًا مع صدمة والدتها كذلك، نظرت إليه وهي لا تُصدق ما حدث أقام بصفعها توًا
أشهر بـ سبّابته أمام وجهها وهو يقول بتحذير:القلم دا تحذير مِنّي ليكي عشان بعد كدا هتلاقيني بتصرف معاكي بـ غباء وعنّف
نظر إلى والدته وقال بنبرة حادة:عقليها يا أمي عشان متزعلش مِنّي بعد كدا
تركهما وذهب ولكنّ توقف عندما سمعها تصرخ بهِ بنبرة عالية يملؤها الغضب قائلة:لا يا أسامة … لا
ألتفت أسامة ينظر إليها وهو يعقد ما بين حاجبيه وينظر إليها بغضب لـ تُكمل هي قائلة:أوعى تفتكر إني هسكُتلك على القلم دا لا يا أسامة انا مبقتش صغيرة … مش هضرب على آخر الزمن مِنّك عشان خاطر الجربوعة بتاعتك دي .. مش هتنول رضاها على حسابي ومش هسمحلك تيجي عليا عشانها
وكزتها والدته وهي تقول بغضب مكتوم:إخرسي بقى إخرسي مش هقدر أحوشه مِنّ عليكي
بثينة بغضب:ايه خايفه مِنُّه ولا ايه على آخر الزمن هتتشطر على ولاياك ولا ايه يا حضرة الظابط يا قدوة يا أخلاق … يا اللي واخدينك مثال ليهم … وربنا ما هعديهالك سواء أنتَ أو هي
والدتها بغضب:بس بقى إخرسي انتِ ايه يا شيخة مبتتهديش بتقولي يا شر إشطر إحمدي ربنا إنها جت على قد القلم
أقترب أسامة مِنّها مجددًا ونظراته لا تَنُم على خير لـ تقف والدته بينهما وهي تُحاول مَنّعه قائلة برجاء:عشان خاطري انا يا ابني أمسحها فيا هي غلطت وانا هعرفها غلطها بس وغلاوة أبوك ما تعملها حاجه عشان خاطري يا أبني عشان خاطر أمك
نظر إليها أسامة لـ تُربت على صدرها قائلة برجاء:عشان خاطري
نظر إلى بثينة مجددًا نظرة متوعدة وأشهر سبّابته مجددًا بوجهها وقال بتحذير:انا المرة دي مش هعملك حاجه عشان خاطر أمك حلفتني بس أقسم بالله يا بثينة ما هعديهالك المرة الجايه … مراتي خط أحمر يا بثينة وانا حذرتك قبل كدا صدقيني المرة الجايه هفقد أعصابي وهتزعلي مِنّي أوي .. القلم اللي خدتيه دا لـ بنتي عشان إيدك أتمدت عليها بنتي ومراتي يا بثينة خط أحمر آخر مرة المرة الجايه هربيكي مِنّ أول وجديد عشان شكلك محتاجه تتربي تاني
نظر إلى والدته وقال:لو إحتاجتي حاجه يا ماما إبقي كلميني
تركهما وذهب، إلتفت هي إلى بثينة وقالت بحدة:عاجبك كدا
بثينة بضيق:انا مش غلطانة
والدتها بغضب:لا غلطانة وستين غلطانة انتِ عارفة أخوكي بيحب ملك ومبيرضاش عليها حاجه والبت محترمة وبنت ناس انا بنفسي مغلطاكي انا عُمري ما شوفت مِنّها حاجه وحشة ليه تمرمطي بنات الناس بـ الشكل دا ترضي لـ أخوكي يتخرب بيته بسبب تخلفك دا … ربنا يستر ومتكونش أشتكت لـ أهلها ويعملوا قاعدة مع أخوكي أقسم بالله لـ تكون فيها رقبتك وقتها … إوعي
تركتها وذهبت بضيق وهي تستغفر ربها بينما ألتفتت بثينة تنظر إليها بهدوء ثم زفرت بضيق واتجهت إلى غرفتها
______________________
“أعمل ايه طيب سِـ ـم وحطيت دوا إجها ض وبعتهولها فـ الأكل وأجهـ ـضت فعلًا .. وساعدتك فـ إنك تدخل عطوان عشان يخلص على البت التانية وياريته فَلَح … وأخرتها … تمام … سلام”
كانت چويرية تختبئ على الجهة الأخرى وهي تستمع إلى حديث الخادمة وهي مصدومة وبشدة مما تلقته أذنيها الآن، حادثت نفسها بداخلها وهي مازالت مصدومة قائلة:يعني ايه … هي اللي طلعت ورا كل دا … هي اللي سَـ ـممت سعيد وأجهـ ـضت أيسل وحاولت تقتـ ـل روان … يا ترى مين وراها
نظرت إليها لتراها تضع سائل شفاف في عصير الفراولة خاصتها، جحظت عينيها وهي تنظر إليها لـ تقول بداخلها:يا نهار أسود الدور عليا … أعمل ايه انا دلوقتي المفروض إني هشرب العصير دا
رأتها تستعد لـ الخروج لـ تذهب سريعًا دوّن أن تشعر بها الأخرى، دلفت إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها ووقفت تنظر أمامها بصدمة، مسحت على وجهها وعينيها وقالت:أعمل ايه فـ المصيبة دي … أرميه … بس كدا هتشك فيا … أعمل ايه أعمل ايه
علّت الطرقات باب غرفتها لـ تنظر إلى الباب وتمسح على وجهها جيدًا ثم فتحته ورأتها أمامها، مدّت الأخرى يدها بـ كوب العصير قائلة بـ أبتسامه:العصير بتاعك
أبتسمت چويرية بخفة وأخذته مِنّها قائلة:شكرًا
ذهبت الخادمة وأغلقت الأخرى الباب، وقفت في منتصف الغرفة وهي تنظر إلى كوب العصير بخوف وتفكير، نظرت حولها وهي تُفكر كيف ستتخلص مِنّهُ حتى وقعت عينيها على المرحاض
دلفت چويرية وهي تنظر حولها سريعًا حتى نظرت إلى المرحاض ثم إلى كوب العصير خاصتها، نزعت غطاء الكوب وسكبته سريعًا في المرحاض وفتحت صنبور المياه حتى لَم يعُدّ لـ العصير أثر
خرجت چويرية وهي شاردة والدموع تلتمع في حدقتيها، وضعت الكوب على الطاولة وجلست على طرف الفراش وهي مازالت شاردة، حديث الخادمة يتكرر في أذنيها مرارًا وتكرارًا، نهضت مجددًا وخرجت إلى شرفتها بهدوء وهي تنظر بعيدًا
بعد مرور خمس دقائق كانت چويرية تدور حول نفسها حتى توقفت فجأة وهي تستمع إلى صوت أقدام تقترب مِنّ غرفتها بهدوء شديد
نظرت إلى الباب بترقب ثم نظرت إلى كوب العصير لـ تأخذه وتسكب ما تبقى بهِ على فَمِها ثم أستلقت على الأرض وتراخت قبضة يدها مِنّ على الكوب وأغمضت عينيها، فُتِحَ الباب بتمهل شديد ولَم تكن سوى الخادمة اللعينة تلك
نظرت إلى چويرية وعلّت الأبتسامه ثغرها قائلة:حلو أوي المنوم جاب نتيجة سريعة زي ما قال فعلًا ودلوقتي لازم أخدها وأنزلها لـ الرجالة تحت
شعرت چويرية بـ الخوف والقلق ولكنها قررت إكمال اللُعبة حتى تستطيع الإمساك بها متهمة، خرجت الخادمة مِنّ الباب الخلفي وهي تُشير إلى الرجل الذي كان يحمل چويرية على كتفه بـ الخروج
تحركوا سريعًا بـ السيارة ومعها دلوف الخادمة إلى الداخل مجددًا حتى لا يُلاحظ أحد إختفاءها
________________________
“بابا”
ألتفت ليل خلفه لـ يرى صغيره يسير وهو يُمسك بـ يد والدته وينظر إليه بـ أبتسامه واسعة، أبتسم ليل سريعًا وأقترب مِنّهما ثم مال بجذعه وحمَّل صغيره على ذراعه مُقبلًا إياه بحنان ثم قال:قلب وروح بابا وحشتني
نظر إلى روزي وقال:جيتي برضوا
أبتسمت روزي وقالت:قولت أجي أتطمن على روان مفيش جديد
حرك ليل رأسه نافيًا وقال:لسه زي ما هي … الساعة خمسة ونص الفجر هتكون عدت أربعة وعشرين ساعة الدكتور هيعدي يشوف حالتها ماشية أزاي وبناءًا عليها هيحدد هتكمل ولا لا
روزي بترقب:تكمل فـ ايه
ليل:العناية لا يا روزي انا مجرد التفكير في النقطة دي بتعب أوي لا
روزي:خير إن شاء الله متقلقش هتبقى كويسه … أتطمنت على ماما
ليل:اه بابا طمني وقالي أحسن الحمد لله
روزي بـ راحة:الحمد لله انا قولت أجي أتطمن على روان وأخليك تشوف رائد عمال يزّن وعايزك وبعدين أعدّي عليها
قْبّل ليل رائد بحنان والذي أبتسم إليه وأخذ يقول “بابا”
أقتربت فيروز رفقة فادي مِنّهم قائلة:سلام عليكم
نظروا إليهما وردوا السلام لـ تقول فيروز:خير طمنوني روان كويسه
روزي:لسه مفيش جديد
فادي:طب والحل
ليل:هنستنى لحد ما تعدي الأربعة وعشرين ساعة لحد دلوقتي عدّى مِنّهم أتناشر ساعة
فادي:ربنا يطمنا عليها جدي مش ساكت وعلى آخره مش طايق لـ حد كلمة
ليل بهدوء:ربنا يستر وتعدّي على خير
فيروز بهدوء:روزي عايزاكي شويه
حركت روزي رأسها بهدوء وذهبت معها بهدوء بينما أقترب فادي مِنّ ليل وربت على كتفه بهدوء لـ يزفر ليل وينظر إليه
وقفت روزي أمام فيروز وقالت:في ايه يا فيروز حصل حاجه
نظرت إليها فيروز وقالت:حصل كارثة متعرفتش لحد دلوقتي
شعرت روزي بـ القلق وقالت:في ايه يا بنتي قولي
فيروز بهدوء:چويرية أتخطفت
روزي بصدمة:ايه
_______________________
“طب أتصلي بيها يا علياء”
أردفت بها روز بقلق لـ تُجيبها علياء بخوف وهي تُنزل الهاتف مِنّ على أذنها قائلة:مقفول يا تيتا
ضربت روز بـ كفيها وهي تقول بهلع:هتكون راحت فين بس يا ربي فص ملح ودابت
دلف هلال مِنّ الخارج وأقترب مِنّهم وهو يقول بحدة:في ايه فين چويرية
علياء بخوف:مش هنا أختفت فجأه ومنعرفش راحت فين وموبايلها مقفول
هلال بحدة:يعني ايه أكيد هنا
غادة بقلق:دورنا عليها في كل مكان ملهاش أثر
صاح هلال بغضب وقال:يعني ايه هتكون راحت فين يعني
صعد إلى الطابق العلوي وهو يقوم بمناداتها بصوتٍ عالِ لـ يتتبعه يزيد وعز، أقتحم هلال الغرفة وهو ينظر إلى كل ركن بها قائلًا:چويرية … چويرية
دلف يزيد خلفه ومعه عز لـ يرى هلال يبحث في كل مكان في الغرفة، نظر عز إلى يزيد وقال:تفتكر هتكون راحت فين
يزيد بجهل:مش عارف
خرج هلال مِنّ المرحاض وهو يشعر بـ أنه سيُصاب بـ الجنون، تحدث عز وهو يقول بتوتر:إهدى يا هلال طول ما انتَ عصبي كدا مش هتعرف تفكر
أتجه هلال إلى غرفة الملابس خاصتها لـ يتجه يزيد إلى الشرفة وأثناء سيره أصتدمت قدمه في الكوب خاصتها مما جعله يُصدر صوتًا على سطح الأرض، نظر يزيد إلى قدمه ومعه عز الذي نظر أيضًا إلى الكوب وهو يعقد ما بين حاجبيه، مال يزيد بجذعه وهو يأخذ الكوب وينظر إليه
أقترب عز مِنّهُ وهو ينظر إلى الكوب قائلًا بتساؤل:هو مش دي نفس كوباية العصير اللي انتَ طلبتها برضوا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يزيد بهدوء:اه
عز:ايه اللي جابها بقى أوضة چويرية
أقترب هلال مِنّهما وهو يقول بغضب:مش تدوروا معايا واقفين مبحلقين لـ كوباية فاضية
عز بهدوء:في صدمة مستنياك يا زوول
نظر يزيد إلى هلال وقال:الكوباية دي فـ الأصل بتاعتي … مفكرتش ليه جت هنا
هلال بضيق:تصدق انتَ فاضي انتَ وهو
يزيد:أستنى بس … الكوباية دي انا طلبتها مِنّ مديحة وجت اوضة چويرية اللي شربتها … انا كنت عامل تيست لـ مديحة ونجحت فيه … مديحة كانت حاطة منوم فـ كوباية العصير دي وبدل ما تجيبهالي ودتها لـ چويرية
هلال بترقب:قصدك ايه … مديحة اللي خطفت چويرية
يزيد:ملهاش حل تاني
سَمِعا نداء عز مِنّ المرحاض لهما لـ يذهبا إليه، تحدث يزيد بتساؤل وقال:في ايه يا عز؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أشار عز إلى أرضية المرحاض وقال:مش دا عصير الفراولة برضوا
نظرا إلى ما يُشير إليه عز لـ يقول يزيد:اه
نظروا إلى بعضهم البعض لـ يقول عز وهو ينظر لهما:معنى كدا إن چويرية مشربتش مِنّ العصير وخدعت مديحة
هلال:أزاي
عز ببساطة:دلقته في الحوض ما العصير على الأرض أهو
يزيد:تقصد إن چويرية عارفة أصلًا
حرك عز رأسه برفق وهو يقول:چويرية مش عبيطة عشان تأمن لـ أي حد هنا مِنّ الخدم بعد حادثة تسمم سعيد … چويرية أذكى مِنّ كدا بكتير
هلال بشرود:لا ما هو أشمعنى راحت لـ چويرية ومراحتش لـ عادل مثلًا أو ليك … لا في حلقة ربط مش عارف أمسكها
يزيد:سهلة أول ضحية كانت سعيد اللي هو جوز هند بعدها أيسل اللي هي مرات حُذيفة وبعدين روان اللي هي أخت ليل … ركزوا كدا شويه … مديحة مركزة على أحفاد جدو ليل المحور الرئيسي وفـ نفس الوقت في دايرة تانية … ليل
هلال بـ أهتمام:لا وضح أكتر معلش
يزيد:في عامل مشترك دلوقتي بين جدو ليل وليل واللي هو روان والخيوط اللي توقع جدو هي أحفاده اللي هما عيال عياله يعني انا وحُذيفة … روان وليل وطه … فادي وعادل وعلي… لارين وهند … روزي وفيروز … چويرية وعلياء ومِسك … إحنا كدا أحفاد جدو حلو هي لعبت على أول ضحية وبدل ما تأذي الحفيدة أذت الزوج اللي سعيد فـ كأنها أذت هند وجدو .. على الناحية التانية أيسل مرات أخويا مش هو حفيد جدو ليل برضوا بس الزوجة اللي أتأذت دا معناها إنه كان إنذارات مِنّها وإحنا مخدناش بالنا فـ الأول … جت أذت الحفيدة نفسها … روان … أول ضربة بعد الإنذارين … بعدها چويرية هنا حفيدة جدو تاني حفيدة تتأذي بعد روان كدا هي مركزة دلوقتي على البنات بتصطاد واحدة ورا التانية وهي مجهولة زي ما هي فاكرة دلوقتي … هي إدت إنذارين مع تلات ضربات ورا بعض … بتلعب على السخان يا معلم
عز بذهول:يا ابن اللاعيبة يا ناصح … منطقية جدًا انا أقتنعت
هلال:وانتَ قدرت تعرف كل دا منين
يزيد:تعالى ورايا وانا أقولك
_______________________
أخذ يزيد حاسوبه وفتحه أمامهما ونظر إليهما وهو يقول:أهو يا معلم … ليل مِنّ أتناشر ساعة وكلني أراقب تليفونات مديحة وأهكرها وسمعت كل مكالماتها وعرفت أربط كل اللي قولتهولكوا دا بـ اللي وصلتله أصل انا قولت مش هنام غير لما أعرف أصل انا قولت برضوا إني شاكك فيها ومش مرتاحلها خصوصًا إن عينيها عليا اليومين دول
صفق عز إليه وهو يقول:يا كينج يا إبن الكينج يا اللي عمرك ما هتكون غير كينج
أبتسم يزيد وقال بغرور:لا داعي لـ الشكر
هلال بشرود:ضحكت على الكل كدا … دا انا هطلع روحها فـ إيدي
أوقفه يزيد وهو يُمسك بـ يده قائلًا:إهدى يا هلال بلاش تهوراتك دي إحنا عاوزين دليل قوي ضدها نقدر نقف بيه قدامها ونخليها تحت طوعنا
هلال:چويرية فـ خطر دلوقتي البت دي لو منطقتش هنطقها انا
عز:يا مان إهدى … هنحطلها السِم في العسل يا برو
نظر إليه كلًا مِنّ يزيد وهلال الذي قال بتعجب:أزاي مش فاهم!!!!!!
أبتسم عز وقال:أسمعوني وانا هبهركوا دلوقتي بس صحصحوا
_______________________
“يا بنتي في ايه وجعتي قلبي معاكي .. ايه اللي حصل مش فاهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
مسحت شادية دموعها وهي تقول بنبرة باكية:مفيش يا بابا كل شيء قسمة ونصيب
والدها:لا ما انا مش مقتنع ايه صحيتوا لقيتوا نفسكوا كدا … كل شيء قسمة ونصيب
نظرت إليه شادية وقالت ببكاء:بيحب واحدة تانية يا بابا أرتحت كدا
بكت أكثر وهي تنظر إلى الأسفل لـ ينظر إليها والدها قليلًا وهو يشعر أنه لا يصدق ما سمعه، تحدث بهدوء وقال:انتِ قولتي ايه
نظرت إليه شادية وقالت بنبرة باكية:أيوه يا بابا زي ما سمعت … بيحب البت اللي كان بيحبها فـ الأول
والدها بذهول:هو قالك كدا
حركت شادية رأسها برفق لـ يقول هو بعدم تصديق:مش ممكن … أكيد بيختبرك يا شادية
شادية:لا هو قالها صريحة … مكانش بيختبرني ولا بيعمل فيا مقلب … كل كلمة كانت طالعة مِنّ قَلبُه حتى نبرة صوته … يا بابا بقولك دا كان بيسرَح كتير وهو معايا بطريقة غير طبيعية ويقعد يبُص فـ التليفون كتير انا نفسي كنت بضايق
زفر والدها وهو يقول بقلة حيلة:لا حول ولا قوة إلا بالله … معرفش يا بنتي ليه حظك وِحش كدا فـ الرجالة … المهم ولا تزعلي ولا تعيطي ولا أي حاجه اللي خَلَقُه يا حبيبتي خَلَق غيرُه … وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}. … متزعليش على اللي بيروح مِنّك دا مش رِزقك صدقيني ولا هو نَصيبك … نَصيبك هيجيلك لحد عندك وانتِ قاعدة مُعززة مُكرمة فـ بيتك انتِ ألف مين يتمناكي يا حبيبتي وبعدين ما انتِ قاعدة معايا أهو مستعجلة على الجواز ليه دا بوقته ووقته لسه مجاش نقول لا يعني ونعترض … انا لا عايزك تزعلي ولا تعيطي ولا أي حاجه خالص انا كل اللي عايزك تعمليه تقومي تغسلي وشك كدا وتصحصحي وتيجي نعملنا شوية فشار ونتفرج على الفيلم الأجنبي دا اللي عمالة تزنّي عليا عشان أشوفه
نظرت شادية إلى الجهة الأخرى والدموع تهبط مِنّ حدقتيها رغمًا عنّها بحزن فـ الفراق ليس بـ الشيء الهين، مدّ والدها يده ومسح لها دموعها بحنان ثم قال:إخس عليه والله كدا ينزل دموع شادية بـ المنظر دا .. طب ايه رأيك بقى انا هوريه الولد دا عشان ينزل دموعك بـ المنظر دا يجيلي هو بس وانا هعلقه مِنّ رجليه على باب الشقة وأمدُّه على رجليه انا هوريه إزاي يزعل شادية الجميلة الغالية على قلبي إستني بس وانا هوريكي هعمل فيه ايه
نظرت إليه شادية وقالت بـ أبتسامه خفيفة:تمدُّه ايه بس يا بابا هو إحنا فـ فصل
والدها:اه انا بقى هوريه عجايب الدُنيا السبع الواد عادل دا … انتَ اللي بدأت يا عادل إتحمل بقى عواقب عمك أبو شادية الهادية
ضمها إلى أحضانه وربت على ظهرها بحنان وقال:بكرا يرجع ندمان وإحنا بقى نوريه عقاب اللي يسيب القمر دا كدا مسير الأيام تثبتلنا دا
شادية بدموع:عارف يا بابا اللي واجعني ايه … الحُبّ اللي حبتهوله … انا مأثرتش معاه والله وكنت كويسه جدًا وحبيته بجد وأتعلقت بيه وهو وعدني إنه مش هيكون زي اللي كسروني قَبّلُه وبرضوا عمل زيهم … انا صعبان عليا نفسي أوي يا بابا انا مستاهلش كل دا والله
ربت والدها على ظهرها بحنان وقال بتأثر:انا عارف والله يا حبيبتي وفاهم إحساسك كويس وعارف إنك موجوعه بس مسير الوجع دا يتداوى سواء معاه أو مع غيره … إنسي يا شادية إنك كنتي مخطوبة خالص سواء لِيه أو لـ غيره وعيشي حياتك يا حبيبتي وملكيش دعوة بـ أي حد يقولك انتِ لسه متجوزتيش دا قطر النيلة هيفوتك ملكيش دعوة بـ كلام الناس دا نهائي دي حياتك انتِ وانتِ الوحيدة اللي حُرة فيها تعيشيها زي ما انتِ عايزة الجواز مش كل حاجه صدقيني لسه قدامك وقت أخرجي مع صحباتك وأضحكي وإلعبي وأتنططي وأعملي كل اللي بتحبيه وإنسي الجواز دا خالص كفاية انا فـ حياتك … ناقص ييجي واحد ياخدك مِنّي ويقولي دي بتاعتي … ساعتها هجيبه مِنّ زمارة رقبته
ضحكت شادية بعفوية لـ يقول هو:قال بتاعتي قال عارفة هروح داخل جايب الخرزانة اللي بمسكها لـ العيال فـ المدرسة وهلدعو بيها هخليه يتنطط زي القرد قدامي
ضحكت أكثر وقالت:بتغير يا حجوج أوي كدا
والدها بضيق:أصل الكلمة مستفزة يا شادية أوي ايه دا دا عامل زي العيل الصغير اللي ما بيصدق يشبط فـ أي حاجه
عانقت والدها ومسحت دموعها قائلة بـ أبتسامه:ربنا يخليك ليا يا حبيبي وتفضل سندي وملجأي اللي بجري عليه أول ما أحس إن الدُنيا جايه عليا … عارف يا بابا لو قولتلي متتجوزيش مش هتجوز كله لأجلك يهون يا جميل
أبتسم والدها وطبع قْبّلة على رأسها وقال:ربنا يعوضك خير يا حبيبتي وأشوف دايمًا أبتسامتك منورة كدا على طول … معنديش أغلى مِنّك يا شادية
_______________________
“ايه يا بوب هتفضل ساكت كدا كتير مكانتش خناقة يعني”
نظر إليه الآخر وقال بضيق:بقولك ايه انا فيا اللي مكفيني متقعدش تقطم فيا كتير أديك حضرت بنفسك وشوفت اللي حصل انا مغلطتش
“طب وبعدين خناقة وعدت وانتَ نفخته ممكن تفرد وشك دا بقى إحنا عايزين نفرح شويه”
زفر وقال:الساعة كام دلوقتي
“ستة ايه وراك معاد ولا ايه”
نظر إليه وقال بضيق:لا يا خفيف … انا هروح
“معادنا بكرا ها أوعى تنسى”
“إبقى كلمني وفكرني عشان انا بنسى”
“ما دي شُغلتي معاك كل يوم أكلمك وأفكرك إن إحنا هننزل تاني يوم عارف لو كانت شُغلانة كنت زماني مليونير دلوقتي بقولك ايه بعد كدا هتعامل معاك بـ الفلوس رصيدي دا بفلوس برضوا”
نظر إليه وقال:طول عُمرك نتن مستخسر فيا الدقيقة
“آه انا نتن وشحات”
“كويس إنك عارف … أوعى تنسى بقى”
______________________
فتح حُذيفة الباب لـ يرى أحمد أمامه، أفسح إليه قائلًا:تعالى
دلف أحمد وهو يقول:أفتكرتك نايم
حُذيفة:هنام دلوقتي برضوا … كنت قاعد جوه
جلس أحمد على المقعد وقال:سمعت آخر الأخبار ولا لسه موصلكش حاجه
عقد حُذيفة ما بين حاجبيه وقال:ايه اللي حصل معرفش حاجه
جلس أمامه لـ ينظر إليه أحمد قائلًا:چويرية أتخطفت والدنيا مقلوبة وهلال مش ساكت ومبهدل الدنيا
صُدم حُذيفة قائلًا:يعني ايه … حصل أمتى الكلام دا
أحمد:النهاردة … هلال شايط وجدك على آخره والدنيا قلق على الآخر
مسح حُذيفة على وجهه وخصلاته قائلًا بعدم تصديق:حاسس إنها جايه علينا بـ خراب مِنّ كل حِتة … معرفتوش توصلولها
أحمد بجهل:لا .. هنوصلها أزاي دي لسه مِنّ ساعة
حُذيفة:مرصدش كاميرات المراقبة ليه ولا عمل أي حاجه
أحمد:معرفش دا اللي عرفته … عمي عبد الرحمن طبعًا مش طايق نفسه وكذلك عمتو رضوى
زفر حُذيفة وصمت لـ يقول أحمد:انا هطق قريب
نظر إليه حُذيفة وقال بتساؤل:ليه حصل ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أحمد بضيق:زفت الطين شريف اللي مش ناوي معايا على خير أبدًا
حُذيفة بتساؤل:عمل حاجه تاني؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أحمد:الحيوان بيتحداني انا … مدَوق مريم المرار يا حُذيفة .. هتجنن أقسم بالله
حُذيفة:ما تخلصها يا أحمد مِنّ الهم دا كله … سايبها معاه ليه
أحمد بضيق:مش عارف يا حُذيفة … مش عارف أعمل ايه أبويا نفسه راضي بيه ومعرفش هو عملُه ايه مخليه شايفُه مُناسب بـ المنظر دا … ضغطي نزل إمبارح بسبب عمايلُه السودة دي
حُذيفة:ما هو سكوتك دا غلط أختك مبقتش متحملاه وهو معاملته زفت وانتَ عارف إننا مبقناش نتعامل معاه ولا نختلط بيه بعد آخر مرة مدّ إيده علينا
أحمد بجهل:أعمل ايه طيب … أعمل ايه
حُذيفة بجهل:معرفش … فكر أكيد مش هتسيب أختك كدا
أحمد:انا بفكر فعلًا ومش عارف … بس انا مش هقبل بـ الجوازة دي مهما حصل
حُذيفة:سيبها لوقتها يا أحمد … خير إن شاء الله
______________________
“في اليوم التالي”
فتحت چويرية عينيها ونظرت حولها بتعجب وهي تقول بوهن:انا فين
نظرت حولها لترى أنها في مكان غريب على ناظريها، تذكرت ما حدث ليلة أمس، أعتدلت في جلستها لـ تجد نفسها مقيدة في الكرسي، نظرت حولها وقالت:أنتوا يا اللي هنا … يا جماعة
زفرت بضيق وهي تشتم رائحة عفنة حولها، زفرت بقرف وقالت:ايه القرف دا أنتوا مقعدني في المجاري نفسها ولا ايه
دلف رجٌل أصلع ووقف على الباب ينظر إليها بترقب للحظات ثم خرج، نظرت چويرية حولها تتفحص المكان بهدوء وترقب ولكن كان المكان ضيقًا
على يمينها شبكة حديدية وعلى يسارها كراتين كثيرة وهي في المنتصف مقيدة، نظرت خلفها لترى نافذة مغطاة بـ أسلاك حديدية، حاولت التأكد مِنّ أن هاتفها مازال في جيب بنطالها الذي ترتديه أسفل الفستان خاصتها لـ تشعر بهِ مازال في جيبها
زفرت بـ راحة وقالت بداخلها:يارب يكون لسه بيسجل كل حاجه بتتقال … الحيوانة دي هي السبب وأكيد في حد تاني وراها ولازم أعرف مين هو فـ أسرع وقت
سمعت أصوات رجولية قادمة مِنّ الخارج لـ تنظر إلى الباب بترقب للحظات وترى ثلاثة رجال يدلفون ويليهم إمرأة الوشاح يُغطي وجهها ألا عينيها البُنيتان، أشار الرجٌل تجاهها قائلًا:أهي يا مدام مفيهاش خدش واحد
نظرت إليه السيدة ثم نظرت إلى چويرية التي كانت تنظر إليها وهي تُحدق في حدقتيها بتمعن، تحدثت بداخلها وهي تقول:انا حاسه إني شوفت العيون دي قبل كدا … العيون دي مش غريبة عليا
تذكّرت عندما رأتها مِنّ قبل مع شريف عندما كانا يقفان في الحديقة الخلفية ويتحدثان، نظرت إليها چويرية وهي تُحاول تكذيب ما تراه وما تذكّرته بصدمة
أشارت المرأة إلى الرجال بـ الذهاب ثم عادت تنظر إلى چويرية مرة أخرى، إنغلق الباب وأقتربت المرأة مِنّها بهدوء حتى وقفت أمامها ثم جلست على المقعد
رمقتها چويرية نظرة حادة وقالت بجدية:انتِ مين
ساد الصمت بينهما لوقتٍ ليس بطويل لـ تقطعه چويرية مجددًا بقولها:انتِ نفس الست اللي كانت واقفة مع شريف في الجنينة الخلفية لـ قصر ليل سالم الدمنهوري … انتِ نفس الست … مش كدا
أبتسمت الأخرى أسفل وشاحها الأسود وهي تنظر إليها بـ حدقتيها التي كانت تُزينها الكحل الأسود قائلة:أيوه انا … عجبني ذكاءك وسرعة بديهتك
چويرية بترقب:حلو … مين انتِ وايه علاقتك بـ شريف وليه خطفتيني وساومتي الخدامة عليا
أعتدلت الأخرى في جلستها ببرود وهي تنظر إليها ثم قالت:مصلحة
چويرية بترقب:مصلحة ايه … وتعرفي شريف منين … شريف خاطب وهيتجوز الشهر الجاي
السيدة بتفاجئ مصطنع:هو انتِ متعرفيش … إخس عليك يا شريف أفتكرتك معرفهم
نظرت إليها چويرية بترقب لـ تسمع الأخرى تقول:مرات شريف … في السر
صُعقت چويرية وهي تنظر إليها بصدمة كبيرة لـ تُحرك الأخرى رأسها برفق وهي تقول بـ أبتسامه:أيوه … مراته فـ السر
چويرية بصدمة:مستحيل
المرأة بـ أبتسامه:لا يا قطة مفيش حاجه دلوقتي بقت مستحيلة … كله مُباح
حركت چويرية رأسها نافية وهي تنظر إليها لـ تقول بغضب وحقد:لا مستحيل … مش كل حاجه مستحيلة اه … بس مش كله مُباح
المرأة بـ أبتسامه:انا حبّيته وهو حبّني فـ أتجوزني … الحُبّ مش بـ إيدينا ولا ايه
چويرية بحدة:بس متخطفيش واحد مِنّ خطيبته واللي هتكون مراته كمان شهر
المرأة ببرود:ميخصنيش … انا عنّ نفسي موافقة إنها تكون ضُرتي عشانه هو بس مش أكتر … بس مش كل حاجه بنحبها بتكمل لازم يكون في عائق … مش كدا برضوا يا سنيورة
چويرية بضيق:إسمي چويرية
المرأة:حلو … شكلك مش سهلة وخبيثة
أبتسمت چويرية وقالت:لماحة وعرفتيني مِنّ نظرة … انا فعلًا خبيثة … بس خبيثة مع اللي زيك
نظرت إليها المرأة بترقب ثم أبتسمت بتهكم لـ تُبادلها چويرية نظراتها الواثقة، أعتدلت في جلستها وقالت:أفهم بقى جيباني هنا ليه
المرأة بهدوء:تساعديني
چويرية بترقب:أساعدك … أساعدك أزاي مش فاهمه
المرأة بهدوء:يعني … نِبعد الناس المهمة اللي جايين قصر الدمنهوري بكرا بليل … المقابلة دي مينفعش تتم … وحاجه كمان … نخلي مريم تحب شريف بـ أي طريقه
چويرية بحدة:لا انتِ أكيد مجنونة … مستحيل أعمل كدا
المرأة بحدة:لا هتنفذي … هتخرجي مِنّ هنا وتنفذي … سامعة
چويرية:ولو قولت لا
أبتسمت الأخرى وقالت:بسيطة … كنت عارفه إنك هتقولي كدا
نظرت إليها چويرية قليلًا لـ تراها تضع السـ ـكين على عنقها وهي تنظر إليها بتوعد، نظرت چويرية إلى السـ ـكين ثم إليها لـ تراها تنظر إليها، تحدثت الأخرى وهي تقول:ها … ايه رأيك .. عرض كويس مش كدا
نظرت إليها چويرية بغضب وقالت:انتِ حرباية
أبتسم قائلة:عارفه … وبعدين انا بعمل كل دا عشان خاطر شريف … لازم أضمن مستقبل جوزي برضوا يا چوچو
چويرية بغضب:جوز عفاريت ينططوكي … انتِ فاكرة نفسك مين عشان تتكلمي معايا وتعملي اللي بتعمليه دا
أجابتها ببساطة وقالت:مرات إبن عمك
چويرية:متشرفش لا بيكي ولا بيه
المرأة:مش مهم مش هيفرق بـ النسبالنا كتير المهم عندنا الطاعة والتنفيذ … ها قولتي ايه
شردت چويرية وهي تشعر بـ الحزن مِنّ أجل مريم، ألتمعت الدموع في حدقتيها وهي لا تعلم ماذا عليها أن تفعل، سمعتها تقول:قدامك مُهلة لحد بليل … إجابتك تكون عندي بليل وبناءًا عليها هيتحدد مصيرك
تركتها وخرجت ببرود لـ تنظر إليها چويرية بغضب وتوعد، إنغلق الباب لـ تزفر هي بضيق وهي تقول:هعمل ايه انا دلوقتي … ماشي يا شريف … انا هوريك أزاي تعمل الحركة الزبالة دي … انا مستحيل أخلي مريم تتجوزك حتى لو هيتكسر قلبها ويتفتفت بس هيكون أرحم مِنّ جوازها ليك
_______________________
“طب يا يزيد ممكن يكون عملت مكالمة تانيه ولا حاجه”
حرك يزيد رأسه نافية وقال:لا معملتش … مظهرليش أي حاجه
عادل:طب ما يمكن تكون بدلت الشريحة أكيد
نظر إليه يزيد وقال:الشريحة زي ما هي متحركتش … انا شاكك في حاجه تانيه
عز:ايه هي
يزيد:يكون معاها موبايل تاني
سعيد:وارد … طب دي هتعرفوها أزاي بقى
نظر إليهم يزيد قليلًا وهو يُفكر كيف يُمكنه التأكد لـ يسمع هلال يقول:عندي فكرة
نظروا إليه بترقب لـ يقول عادل:ايه هي
نظر إليه هلال وقال:انتَ المفتاح بتاعنا واللي هتحللنا كل حاجه
عقد عادل ما بين حاجبيه لـ يقول:أزاي مش فاهم
أقترب هلال مِنّهُ ثم همس في أذنيه لـ تجحظ عينين الآخر بصدمة ثم صاح بغضب قائلًا:نـعـم يـا عـيـنـيـا
نظروا إليه لـ يقول عز بـ أبتسامه وفضول:قالك ايه
عادل بغضب:على جثتي
________________________
دفعه هلال وهو يزجره بضيق لـ يتوقف عادل ويلتفت ينظر إليه بغضب وحِدة، أشار إليه هلال وهو يقول بخفوت:إخلص بقى ومتبقاش غتت
زفر عادل ودلف وهو يُتمتم بضيق، كانت مديحة ترتدي ملابس عملها وتقوم بطهي الطعام وحدها بعدما ذهب البقية لـ تنظيف القصر، وقف عادل وهو ينظر إليها ثم ألتفت خلفه وهو ينظر إلى أولاد عمومته
أشار إليه هلال بضيق وبجانبه عز يُتابع ما يحدث بـ أبتسامه واسعة، زفر عادل بضيق ونظر إلى مديحة مجددًا ثم أخذ نفسًا عميقًا وزفره وتقدم مِنّها
وقف خلفها وأبتلع غصته وهو يأخذ نفسه بهدوء ثم وقف بجانبها وأستند بـ مرفقهِ على الحائط جانبه وهو يقول بـ أبتسامه:إلا فين عصير المانجا يا مديحة مجبتيهوش ليه النهاردة
توترت مديحة ولكنها أبتسمت وقالت:معلش يا أستاذ عادل هجيبه لحضرتك على طول
عادل بـ أبتسامه:بقولك ايه يا مديحة هو انا ليه حاسك مهتمة بيا أوي كدا … يعني بتجيبيلي كل حاجه في مواعيدها إلا المرة دي
مديحة بهدوء وخجل:عادي يعني نسيت
عادل بـ أبتسامه وغمزة:طب ما تلحقيني بسرعة لـ أحسن انا مهبط
تركت مديحة ما بيدها وقالت بـ أبتسامه بلهاء:حاضر … حالًا
ذهبت مديحة سريعًا كي تسكُب العصير لهُ بينما نظر هو إليهم وهو يتوعد لهم بـ الويل لـ يُشير إليه هلال لـ إكمال ما أتفقا عليه، أشار إليه عادل وهو يصق على أسنانه بتوعد
سكبت مديحة العصير في الكوب لـ تسمع عادل يقول مِنّ خلفها:إلا قوليلي يا مديحة هو انتِ متجوزتيش لحد دلوقتي ليه … يعني انتِ قمورة حتى
أبتسمت مديحة وقالت بخجل:انتَ شايف ايه
عادل بمشاكسة:شايفك قمر وبصراحة يعني يبقى أعمى اللي ميقدرش الجمال دا
صمتت مديحة قليلًا ثم قالت بـ أبتسامه:يعني انا حلوة
نظر هلال إلى فرح التي تقترب مِنّ المطبخ بصدمة وقال:يا نهار أزرق طنط فرح
نظروا جميعهم إلى فرح بصدمة لـ يقول عز:هنعمل ايه حد يمنعها دا ليلته سودة النهاردة
ركض يزيد إليها ووقف يمنعها مِنّ الذهاب، توقفت فرح ونظرت إليه بتعجب وقالت:في ايه يا يزيد
يزيد بتوتر:لا لا مفيش حاجه انا بس كنت بسأل حضرتك رايحة فين كدا
فرح بتعجب:رايحة المطبخ!!!!
يزيد بتوتر:ما هو مينفعش دلوقتي خالص
فرح بتعجب:ليه يعني!!!!!!!
أزداد توتره ولكنه قال:عاملين كلنا إضراب النهاردة مِنُه
أخذت فرح نفسًا عميقًا ثم زفرته وقالت:يزيد … انا مصدعة وعايزه أعمل قهوة بعد إذنك سيبني دلوقتي مش فاضية لـ الهزار والضحك
تركته وذهبت لـ ينظر هو إليهم بتوتر وخوف، دلفت فرح وشهقت بصدمة وهي تقول:عادل
فزع عادل وأبتعد عنّ مديحة التي شعرت بـ الصدمة لـ تتوتر كثيرًا، نظر عادل إلى والدته وقال بتوتر:أقسم بالله فاهمه غلط

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

اترك رد

error: Content is protected !!