روايات

رواية جاريتي 3 الفصل الحادي والخمسون 51 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 الفصل الحادي والخمسون 51 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 البارت الحادي والخمسون

رواية جاريتي 3 الجزء الحادي والخمسون

رواية جاريتي 3 الحلقة الحادية والخمسون

بعد مرور ثلاث سنوات …. كان الجميع مجتمع فى القصر فى انتظار حضور اسره زين … التى وصلت بعد الانتهاء من حلفه التخرج الخاصة بآسر … فهذا الاجتماع الاسرى استثنائي بناء على طلب آسر و محمد و جواد وايضا حضور صهيب و زهره و الفتيات و حين وصل زين و اسرته ترجل اسر من السيارة و توجه مباشره لمكان جلوس سفيان و محمود و قال
– انا عايز اتجوز بقا
ليضحك سفيان دون ان يجيبه بشئ .. و ظل محمود صامت ينظر اليه فى نفس اللحظة التى وقف محمد امام زين و قال هو الاخر
– و انا كمان عايز اتجوز بقا
لتعلوا ضحكات الجميع و زاد خجل الفتايات … لتكون الخاتمة مسك حين وقف جواد الذى اصبح فى السنه الثالثة من كليه الهندسة امام ايمن و قال
– و انا عايز اخطب بقا
و هنا لم يتماسك احد نفسه و بدء الجميع فى الضحك بصوت عالى يملئه السعاده و الفرح و راحه البال … ليقف الثلاث شباب جوار بعضهم ينظرون اليهم ببعض الضيق ليشفق سفيان عليهم بشده فاقترب منهم و حاوط كتف جواد و آسر بعد ان ربت على كتف محمد و نظر الى ايمن و قال
– ها يا ايمن … احنى كلنا طالبين منك ايد ليل لجواد
ليكمل صهيب بثبات و هدوء
– انا يشرفنى اطلب الانسه ليل لابنى جواد .. صحيح هو لسه بيدرس لكن من اول يوم ليه فى الجامعه و هو معايا فى الشركة خطوه بخطوه … و تقريبا هو اللى ماسك كل حاجه دلوقتى .. كمان شقته جاهزه و هو كان بيجهز كل ديكوراتها و من فلوسه الشخصية .. خلاصه كلامى ان جواد راجل يعتمد عليه و مش بقول كده علشان هو ابنى لا و الله هو فعلا كده
كان الجميع يستمع لكلمات صهيب بأعجاب شديد و اقترب جواد من والده وجثى امامه على ركبتيه و قبل يديه باحترام ليربت والده على رأسه بفخر … كل ذلك اعجب أيمن بشده فهو بالاساس كان يتابع جواد من بعيد يعرف اخباره و ماذا يفعل لذلك اقترب من مكان جلوس صهيب بعد ان غمز الى ابنته التى نظرت ارضا بخجل و تحاوط شمس كتفها بسعادة
– و انا يشرفني انى اجوز بنتى لابنك يا صهيب … ليك حق تفتخر بيه حقيقى و نعم الشباب
ليقف صهيب امام ايمن و قال بابتسامه فخر و سعادة و قال
– الشرف لينا ان ليل تكون جزء من عيلتنا الصغيرة
ثم وضع الاثنان يدهم بيد بعض لتعلوا الاصوات بقراءة الفاتحة دليل على القبول و اتمام الامر و بعد الانتهاء علت الزغاريت من ملك التى كانت تبكى و تبتسم فى نفس اللحظة و ضمت ابنتها بحنان و قبلت الاخرى و هى تدعوا لها بالسعادة ايضا .. بعد التهاني وقف سفيان فى منتصف الجمع و قال
– بعد اسبوعين فرح آسر و خديچه و محمد و زينه و خطوبه جواد و ليل
لتعلوا الاصوات المهلله و اقتربت مهيره من خديجه تضمها بحنان ام و اخت كبيره و همست بجانب اذنها
– اكيد ماما دلوقتى فرحانه أووى يا ديچه
لتضمها خديجه بقوه فى نفس اللحظة التى اقتربت فيها مريم منها التى تحمل بين يديها الصغيرة سدرا و هنأتها بسعادة كبيره … و ايضا اقترب محمود منها و وقف امامها ينظر اليها بابتسامه حنونه
– احلى عمتوا هتتجوز خلاص
لتبتسم خديجه و هى تتذكر الصغير عادل ابن محمود الاول الذى يقول لها دائما (( احلى عمتوا )) لانها دائما تحضر له حلوى المارشملوا الذى يعشقها … و تجلس تلعب معه اوقات طويله
اقترب محمود خطوه اخرى منها و فتح ذراعيه لها لتضمه بسعادة ليهمس بالقرب من اذنها
– انا ديما فى ظهرك … و حضنى و بيتى ديما مفتوحلك
لتقبل يديه باحترام وحب و احساس قوى ان الواقف امامها والدها و ليس اخيها فعلاقتهم قد اصبحت اقوى و اقرب و زال من داخها اى احساس سئ تجاه اخوتها التى اصبحت علاقتها بهم اقوى الان
فى تلك اللحظه امسك آسر بيد جواد و وقف به فى وسط الجمع واقترب محمد منهم و بدأوا بالرقص بمرح و بحركات مضحكه لتعلوا الضحكات من الجميع و ارتفاع اصوات الزغاريت من جديد
*****************************
كان يقف فى وسط الورشة يعمل بيده كعادته .. هو يحب ان يمسك قطعه الخشب الصماء و يحولها بين يديه الى قطعه فنيه مميزه … و سط كلمات العمال و قصصهم التى لا تنتهى يبتسم مع تلك الحكاية … و يشعر بالضيق من حكايه اخرى … ينهرهم اذا اتوا سيره احد غير موجود … انتهى مما كان يفعل و اعتدل واقفا ينظر لما انجزه و هو يتذكر كل ما مروا به من بعد الحادث و بعد ان قرر الطبيب عودته الى البيت مع بعض الحرص و العناية و التغير المستمر على الجروح كانت لحظات من العمر اهتمامها به و عنايتها المستمرة … حين وصل الى البيت بعد عناء كانت تحاوط خصره فى محاوله واهيه منها ان تدعمه فى سيره و رغم انها لم تكن تقوم بالأمر فعلا الا ان مجرد اقترابها منه بذلك الشكل كان يجعل قلبه الذى عاش مقيد لسنوات بقيود عشق محرم يرفرف عاليا فى سماء السعادة و الفرح … حتى حين وصل لهم خبر الحكم بسجن والدها لم يبدوا عليها التغير او التاثر او الحزن …. حين جلس على السرير آن بضعف لتنظر اليه بأنفاس لاهثه و هى تقول بقلق
– انت كويس ؟… اسفه لو وجعتك
ليهز راسه بلا مع ابتسامه صغيره و هو يقول
– انا كويس يا موده … انا اللى تعبتك
لتنحني تخلع عنه حذائه و هى تقول
– مفيش تعب و لا حاجه المهم انك تكون بخير
كان ينظر لها بضيق فهو لا يحب ان تفعل ذلك … لكنه حقا لا يستطيع الانحناء انتهت مما تفعل و وقفت تنظر اليه و هى تقول
– تغير هدومك و ترتاح شويه على ما اعملك الغدا ماشى
و بالفعل و بعد معاناه كبيره ها هو يتمدد على السرير براحه و خرجت هى لتعد الطعام التى لم تتاخر فيه كثيرا و عادت تجلس امامه تطعمه بيديها … و كان هذا الوقت المفضل لديه فهى تطعمه و هو يتأملها … انتهت من اطعامه و لكنها ظلت جالسه امامه تنظر الى الصحون الفارغة بصمت ليقطب جبينه و هو يقول بقلق
– مالك يا موده فى ايه ؟
نظرت اليه بعيون تملئها الحيرة و قالت
– انا … انا عايزه … عايزه
– عايزه ايه ؟
قالها سريعا ليحثها على ان تكمل حديثها بدون قلق .. لترفع عيونها الى عينيه و قالت
– انت بجد بتحبنى ازاى .. طيب يعنى راجح .. اقصد
ابتسم ابتسامه صغيره و حزينه ثم قال
– اول مره شوفتك كنتى راجعه من المدرسه حاضنه شنطتك و ضفيره شعرك بتتمرجح مع كل حركه منك .. قلبى اتخطف بسبب برائه ملامحك و خفه دمك و انت بتتكلمى و اصحابك عمالين يضحكوا بقيت كل يوم اقف استناكى فى نفس المكان سنه و رى سنه لحد ما فيوم كنت رايح اشترى حاجات للورشه ولاقيتك واقفه مع راجح مكنتش فاهم احساسى و لا فاهم اضايق و لا افرح ان اخويا يعرفك و ده ممكن يقربنى ليكى كان جوايا نار نار مش راضيه تهدى مستنى راجح يرجع علشان افهم منه يعرفك منين و ليه و ازاى و لما رجع و سألته و عرفت كل حاجه مقدرتش ارد عليه … مقدرتش اتكلم دخلت اوضى و قفلت الباب عليا لتانى يوم … كان راجح كل شويه يخبط على الباب و يسألنى … بلال انت كويس اقوله اه يرجع اوضته و بعد شويه يرجع تانى و يسالني نفس السؤال و اجاوب نفس الإجابة …. خرجت من اوضتى الصبح و انا واخد قرارى … اللى كنت واخده من وقت موت اهلى ان راجح قبل اى حاجه و قبل كل حاجه دفنت حبك فى قلبى و قفلت على قلبى ب100 مفتاح و بدأت اعود نفسى اشوفك حبيبه اخويا و بس
صمت لثوانى واخذ نفس عميق وكانت هى تنظر اليه بدموع تتجمع داخل عيونها تحجب عنها الرؤية جيدا لكن قلبها يؤلمها بشده و لا تستطيع تحديد ما تشعر به … ليكمل هو بهدوء قدر استطاعته
– يوم ما راجح جه و قالى ان ابوكى شارط عليه يكتب نصيبه فى ورثه من بابا باسمك انا اعترضت خوفا عليه و كنت شايف اللى هيحصل و انت شفتى منه جزء .. لانى حافظ راجح كويس … راجح عنده عزه نفس ميقبلش حد يصرف عليه .. ده قبل ما يعرف و يفهم ان له ورث و ان دى فلوسه و مش انا اللى بصرف عليه كان بيتكسف يطلب منى فلوس … لو احتاج كتاب يستلفه من صاحبه بدل ما يقولى اشتريه .. كنت عارف انه لما يكتب كل حاجه بأسمك هيرجع تانى لنفس القصة يشتغل علشان ميقوليش هات و ده اللى انت كنت بشوفيه شغله فى الورشة وقت اجازته و اللى علقتي عليه اكتر من مره
صمت حين وصلت اليه شهقتها العالية ليغمض عينيه التى تجمعت بها الدموع و اكمل قائلا
– راجح كان ملاك .. و مكانه فعلا مش على الارض .
فتح عينيه ينظر اليها بألم و قال
– لو تعرفى انا قلبى اتوجع قد ايه وقت ما وصلني خبر استشهاده .. و قد ايه قلبى و جعنى لما قريت وصيته لحد ما .. لحد ما شفته
تحولت نظراتها الى الصدمة و الاندهاش ليكمل هو قائلا
– يوم الحادثة بعد ما اخدتك فى حضني و اطمنت انك بخير .. محستش بنفسي و اغمى عليا و انا بفكر فيه و انى قدرت احافظ على امانته رغم انى كنت هموت من الخوف عليكى لانك حبيبتي لكن هو اللى كان قدامى و شوفته
قال الأخيرة بابتسامه حزينه مشتاقه
– واقف بيضحك و سعيد و بين اديه بيبى صغير اقرب منى وحطه بين اديا و قالى (( ده هديه منى ليك حافظ عليه … و افرح بيه )) و سابنى و مشى فضلت انادى عليه كتير مردش و لا بصلى بصيت للى بين اديا لقيت بيبى شبه راجح بالظبط ساعه ما اتولد بيضحك ببراءة ضميته لحضنى و حسيت انى حاضن راجح و قلبى اطمن و ارتاح
كانت دموعه تغرق وجهه كما دموعها .. صمت لثوانى ثم اكمل قائلا
– علشان كده طلبت منك انك تدينا فرصه .. تدينى فرصه اعيش بسعادة و تدينى راجح من جديد
علا صوت بكائها و ظلت شهقاتها تعلو و تعلو و هو يتابعها بدموع تغرق وجهه .. لكنها لم تستطع ان تظل جالسه امامه فغادرت سريعا تلاحقها عيناه ثم اغمض عينيه بألم حين اختفت من امامه
عاد من افكاره على احد ما يربت فوق كتفه ليلتفت اليه ليجده آدم يقف امامه بابتسامه اعتذار فهو منذ اخر لقاء بيهم لم يستطع العودة اليه … ظل بعيد يحاول التماسك و اخذ ثأر راجح حتى يشعر من داخله انه اتى بحقه و الان اراد معرفه وجهه النظر الاخرى و خاصه بعد ان ذهب لزياره راجح و شعر و هو واقف امام شاهد قبره انه يلومه و يعاتبه فى تقصيره تجاه اخيه و موده فأخذ القرار بالذهاب اليه و حين رأه بلال ابتسم بسعاده و هو يضمه الى صدره بشوق كبير ظلوا هكذا لعده دقائق و ابتعد بلال عنه يربت على كتفه و قال
– وحشتني يا آدم … وحشتني اووى
ابتسم آدم بخجل و هو يقول
– و انت كمان يا بلال وحشتنى جدا و الله و اسف على الغيبه الطويله دى بس بجد غصب عنى
ابتسم بلال بتفهم دون رد ليخفض آدم راسه و هو يقول بخجل
– هى كويسه
ليبتسم بلال لتفهم موقف آدم و قال
– كويسه الحمد لله .. و ربنا رزقنا براجح
لتبتسم عيون آدم بشوق لنطق الاسم من جديد و الاحساس بوجود صاحب الاسم .. و لكن كان داخله ايضا احساس قوى بالحزن شعر به بلال ليعود لتلك الذكرى من جديد بعد مرور اكثر من اسبوع بين صمت تام من جهتها احترمه هو رغم خوفه الكبير الذى يسكن قلبه و روحه .. و رغم اهتمامها به دون تقصير فى اى شئ من التغير على الجروح و مساعدته فى الوضوء و ادء فروضه و تناوله للطعام بيديها و الأدوية فى معادها لكن كل ذلك كان يغلفه الصمت حتى ذلك اليوم الذى حضر فيه الطبيب ليطمئن عليه و على جروحه و خاصه ذلك الجرح على وجنته لتشعر بالصدمة من شكل ذلك الجرح و الاثر الكبير الذى تركه لتشعر من داخلها بأحاسيس مختلفه .. شعرت انها تود ان تضمه بقوه و ان تقبل ذلك الجرح التى كانت هى سببا فيه … و احساس اخر بالامان و الراحه و الذنب ايضا و حين رحل الطبيب اقتربت منه و جلست امامه صامته لعده دقائق ثم اخذت نفس عميق و قالت
– انا .. لسه بحب راجح و مش سهل انى انساه … بس كمان
صمتت لثوان اخرى ثم اكملت
– بس كمان اعتقدت انى موافقه نبدأ حياتنا سوا … انا اقصد احنى جرحنا واحد .. بس
– بس ايه ؟
قالها بلهفه لتخفض نظرها ارضا و هى تقول
– ممكن تدينى وقت اتأقلم و اتعود و اكون مستعده
و كان لها ما ارادت … مرت سنه كامله منذ ذلك اليوم حتى اصبحت زوجته بالفعل و ها هو لديه راجح اقترب ان يكمل عامه الاول
عاد من افكاره و هو ينظر الى آدم وقال
– تعالى نروح نتغدى سوا و فى البيت نتكلم زى ما انت عايز و كمان تشوف راجح الصغير
و فى الطريق شرح له بعض الامور و تفهم آدم الامر قليلا حتى انه حين قابل راجح الصغير نسي تماما ما كان يضايقه حين ضمه الى صدره و طلب من بلال ان يتقابلوا جميعا حتى يتعارف راجح بأبنه سفيان و يصبحوا اصدقاء
*********************
كان يقف امام المرآه يضع عبائته فوق كتفيه .. حتى يذهب لمباشره الارض فاليوم سيلتقى بأكثر من تاجر حتى يتفق معهم على بيع محصول ارضه فى نفس اللحظه التى دخلت فيها نسيم تمسك بين يديها كوب من الشاى .. و تسير ببطئ بسبب تعبها فهى فى اواخر حملها اقترب منها سريعا و امسك ما بيدها و وضعه على طاوله الزينه و امسك يديها و اجلسها على السرير حتى ترتاح و جلس بجانبها قائلا بلوم
– مصره تتعبى روحك … ارتاحى يا نسيم و متخوفنيش عليكى
ابتسمت بسعاده حقيقه لاهتمامه و خوفه الذى لا يخجل من اظهاره امام الجميع كانت نظراتها تملئها الحب و الرضا و هى تتذكر ما حدث قبل زواجهم
بعد ان تم الحكم على فتون بخمسه و عشرون عام و علمت البلده كلها بما فعلته دون تفاصيل كثيره … لم يستطع والديها البقاء فى البلد فرحلوا عنها ليلا و لا احد يعلم عنهم شئ … و بعد مرور عام على وفاه عتمان قرر صفى ان يقيم عرس صغير من اجل نسيم .. فوالدته بحاجه لها و كذلك الصغيره الذى دفع من اجل تغير اسمها فى السجلات مال كثير حتى تصبح حبيبه بدلا من فتون .. فلم يكن هو او والدته يتحملان هذا الاسم .
وصل له اكثر من مره اخبارها قبل ترحيلها الى السجن و التى انقطعت بعد ذلك و كانت كلها انه تم الاعتداء عليها بالضرب من بعض السجينات او انها قامت بمشاغبات كثيره و تم معاقبتها
كانت تنظر اليه بابتسامه صغيره و عقلها يعيد عليها ما حدث قديما
قبل موعد عرسهم بيومين وجدت هاتفها يعلوا رنينه برقم غريب و حين اجابت كانت الصدمة التى جعلتها لا تشعر بالسعادة كما يجب ان تكون فى ذلك اليوم … و انها و اخيرا سوف تجتمع بصفى الذى عشقته حد الجنون
حين انتهى العرس .. و دلفت الى البيت الذى قام صفى بتجديده و جعله مكون من طابقين و قام باعداده بأثاث حديث بعض الشئ الا من غرفه والدته ترك اثاثها كما هو كما ارادت هى .. و ايضا غرفه اخرى جعلها كغرفه جلوس حتى تكون والدته مرتاحه و راضيه
اشار لها ان تدلف الى الطابق العلوى الخاص بهم و الذى صممه على انه شقه منفرده نظرت اليه نظره لم يفهما و لا يعلم سببها و لكنه فكر ربنا لانه مفتون بها الان و خاصه و هى الان فى عينيه كحلوى العيد الذى كان يحلم بها كثيرا و يشتهيها .. و لكنه يشعر انها غاضبه بشده و لا يفهم السبب … تحركت هى خطوتان لتجلس على تلك الاريكه الكبيره التى تتوسط الصاله و قالت بصوت واضح رغم الخجل الظاهر على ملامحها
– عايزه اجولك على حاچه و كمان عندى سؤال
اقترب بهدوء و جلس على الكرسة المجاور لها و قال
– و انا سامعك
نظرت اليه نظره خاطفه ثم اخفضت راسها ارضا و هى تفكر حين نظرت لوجهه الاسمر لاول مره و خطف قلبها خاصه مع كلماته لها و قت عقد القران الذى جعلها تشعر انه كالغريق الذى يرجوها و يتوسلها ان تنقذه … لكن تنقذه من اى شئ هى لا تعلم حتى اتاها ذلك الاتصال .. اخذت نفس عميق ثم قالت مباشره
– فتون اتصلت بيا
قطب جبينه و انتفخت اوداجه بغضب وهو يقول
– اتصلت بيكى كيف يعنى ؟ … و جالتلك ايه ؟
ظلت صامته لعده ثوانى ثم قالت بضيق شديد و بطريقه يغلبها الاتهام
– جالت ان حبيبه بنتك انت
لينتفض واقفا و الغضب بيكسوا ملامحه السمراء المميزه و بدء يثبها بأقبح الالفاظ و عقله يكاد ينفجر من كثره التفكير فى كم هى حقيره و قذره و حقوده …. نظر اليها ليجدها تنظر اليه تنتظر ايجابه على ما قالت ليعود و يجلس من جديد و قال
– ده اللى هى جالته بس ؟
– – ده معنى اللى جالته يا صفى
اجابته بضيق شديد و هى تنظر الى الجهه الاخرى تحاول ان تبعد عنه نظره تلك الدموع التى تتجمع فى عيونها ليمد يديه و يمسك ذقنها يجعلها تنظر اليه … ظل ينظر الى عمق عينيها لعده ثوان ثم رفع يديه امام عيونها لتجد بين يديه المصف الشريف و وضع يده الاخرى فوقه و قال و هو ينظر الى عيونها بثبات و صدق
– اقسم بالله العظيم حبيبه بنت عتمان و من صلبه
صمت لثوان ثم قال بأستسلام
– انا هحكيلك كل حاچه
و بالفعل بدء يقص عليها كل ما حدث و كان حتى تم سجن فتون … كانت دموعها تسيل فوق وجنتيها لا تعلم كيف يكون داخل اى انسان كل ذلك الحقد و الكره و الشر كيف استطاعت قتل نفس و ان تجعل ابنتها يتيمه الاب و الام و ان تحاول ايضا تشيوه سمعتها فقط لكى توقف هذه الزيجه
اقترب صفى منها و ضمها الى صدره بحنان و قال بصوت هادئ
– مصدجانى يا نسيم
هزت راسها بنعم ليقول من جديد
– انا اسف يا نسيم حجك عليا .. بس كان صعب عليا اتكلم .. ده عرض اخوى و شرفه و انا ويشهد عليا ربنا من وجت ما بجت مرت اخوى و انا اعتبرتها كيف اختى و اكتر لكن هى كانت شايفه الحكايه غير اكده
عادت من افكارها على صوته و هو يقول
– انا رايح الارض … و هبجا اعدى على المطحنه .. ارتاحى يا نسيم ماشى
هزت راسها بنعم ليبتسم لها برضا و غادر الغرفه … و بعد مرور بضع دقائق دلفت حبيبه الى الغرفه و هى تقول
– امى امى ستى عايزاكى
لتبتسم نسيم للصغيره التى تحبها و تعشقها من قلبها حقا فكم هى جميله و حنونه و طفله مطيعه … وقفت سريعا و سارت فى اتجاه الصغيره و مدت يدها لها لتمسكها الصغيره بسعاده و خرجا معا حتى يذهبوا الى الحجه صفيه و يروا ماذا تريد
*********************
كان يجلس فى مكتبه داخل المطحنه القديمه الذى قام على تطويرها و تجديدها و جعلها من اهم المطاحن و اكبرها حين علا رنين هاتفه ليبتسم بسعاده و هو يرى اسم صديقه الذى لم يبتعد و لم يتغير معه اجابه سريعا و هو يقول
– احلى سلام و تحيه لسياده الملازم
ليضحك آسر بصوت عالى و هو يقول
– وحشتنى يا صعيدى … طمنى عليك يا صاحبى
وقف صفيه على قدميه و اقترب من تلك النافذه الكبيره ينظر الى العمال بالاسفل و هو يقول بأبتسامه صافيه كأسمه
– بخير الحمد لله … كل امورنا بخير و حبيبه كبرت و عتمان چاى فى الطريج اهو
ليهلل آسر بسعاده و قال
– الف مبروك يا ابو عتمان ربنا يقوم مراتك بالسلامه و يباركلك فى ولادك يارب
امن صفى خلفه ليكمل آسر قائلا
– انا متصل بيك علشان اعزمك على فرحى و ممنوع الاعذار
شعر صفى بالسعاده و قال بحب حقيقى لصديق وفى كآسر
– ربنا يتتم لك على خير يا صاحبى .. ان شاء الله هحضر بس ادعى انت ان نسيم متعملهاش جبل فرحك
ليضحك آسر بمرح و قال
– ده يبقا يوم … ميتنسيش يا صاحبى
اغلق الهاتف و هو ياخذ نفس عميق يتذكر كل ما قام به آسر طوال الثلاث سنوات الماضيه … لم تمر اجازه له الا و ذهب اليه .. لم تمر مناسبه و استطاع الخروج فيها من الكليه الا و ذهب اليه .. ان آسر رغم مرحه و خفه ظله الا انه رجل ندر وجوده فى هذا الزمان حقا و هو الان سعيد من اجله و قد اوشك على تحقيق حلمه الاكبر و الذى دخل بسببه كليه الشرطه
********************
كانت تقف على اول درجات السلم تشاهد تلك المشاده بين ميما التى تحتضن الصغيرة امان و ترفض ان تعطيها لجواد الذى يقف امامها كطفل عنيد رافض الاستسلام عن حقه فى الحصول على قبله الصباح من الصغيره التى اصبحت مدللة الجميع من يوم مولدها و سط ضحكاتها بسبب ضمه جدتها لها و محاوله جدها اخذها
اقترب صهيب و وقف خلفها يضمها ببطنها البارزه و قبل جانب عنقها بعشق و همس
– صباح الورد يا بلسمى الشافى
لتضحك بدلال من ذلك الاسم الذى قاله لها ليله زواجهم و بعد ان اغلق عليهم باب غرفتهم و اصبحت زوجته قولا و فعلا همس بهذا الاسم و هو يضمها بين ذراعى و ينام ملئ جفونه و ترتسم على شفتيه اجمل ابتسامه شاهدتها فى حياتها و من وقتها هذا هو الاسم الذى يهمس به لها فى كل وقت
اتجه الى والديه و اخذ الصغيره من والدته يقبلها عده قبلات متفرقه فى كل وجهها ثم انزلها ارضا و هو يقول
– اجرى يا امان و اللى يحلقك بقا هو اللى يلعب معاكى
و بالفعل ركضت الصغيره سريعا و خلفها جواد الذى حملها سريعا و خرج الى الحديقه تارك صهيب يتلقى التوبيخ الصباحى من والدته ككل يوم لكى يساعده فى الحصول على الصغيره بتلك الحيله … و دائما صهيب ينهى الامر مع والدته بأنه يقبل يديها و رأسها و هو يقول
– خلاص بلسم قربت تولد … و يبقا معاكى واحد و هو واحد و التالت ان شاء الله يبقا بتاعى انا وبلسم
و يغادر مباشره قبل ان تضربه والدته بأى شئ تصل اليه يديها ترافقه ضحكات زوجته التى تطرب اذنيه و قلبه
*********************
كانت تجلس على الأريكة الكبيرة ببطنها البارزه تنظر الى الفساتين التى تعرضها عليهم صاحبه الاتيليه التى اصر سفيان على ان تأتى اليهم فى البيت بدل من يذهبوا هم اليها خاصه ان فجر و ندى فى شهرهم الاخير من الحمل فجر فى طفلها الاول و ندى فى طفلها الثانى الذى لم يستطيعوا حتى الان معرفه اذا كان اخ لعادل ام اخت و تجلس بجانبهم جورى التى تراقب لعب سفيان مع سيدره و تتهامس مع مريم على ان هناك قصه حب جديده فى الطريق و مريم تضحك بمرح … فى حين كانت مهيره و ملك و جودى و فرح و زهره يجلسون سويا يسترجعون اجمل لحظاتهم و ذكرياتهم
فى نفس الوقت الذى خرجت فيه خديجه من الغرفه يلف جسدها ذلك الفستان الابيض الذى جعلها تشبه أميرات القصص و الحواديت ليعلوا اصوات التهليل و السعاده و الزغاريت لتدلف الى الغرفه من جديد و خرجت زينه التى لا تقل عنها جمالا و رقه و بعدهم ليل التى كانت تشبه الملاك الصغيره بثوبها الذهبى الرقيق
لم يقل تجهيز هذا العرس عن العرس السابق فالكل كان سعيد خاصا و كل الامور اصبحت سعيده و مستقره … شمس اصبحت قريبه من الجميع قادره على الحديث و اخراج كل ما بداخلها حين تشعر باى شئ لا تجعل شيطان نفسها يتحكم بها و ساعدها فى ذلك استمرارها فى جلساتها مع دكتور رحيم و ايضا دراستها لعلم النفس
و ايضا اطمئنانهم النسبى على آدم الذى رغم الخطر الذى يحيط به الا انهم اصبحوا يتركون الامر الى الله و لديهم يقين انه لن يؤلم قلبهم عليه و ايضا سعاده سفيان التى لم يستطع وصفها سوا بدموعه حين ضم ابن آدم لاول مره مصاحب لصوت آدم يقول له
– اول حفيد … يا جدو
فنظر له سفيان بسعاده ليكمل هو قائلا
– اعرفك بسفيان آدم سفيان صفوان الحديدى
لتتجمع الدموع فى عيون سفيان الذى نظر لولده بسعاده و فخر و اقتربت منه مهيره تضم الصغير معه و هى تقول بحنان
– يارب اشوفك زى سفيان الكبير فى حنانه و طيبه قلبه و رجولته و حضنه اللى مساعى الكل
و كان جميع الشباب يجتمع فى الحديقه الخلفيه للقصر يتحدثون و يحتفلون بطريقتهم و معم شيوخ الشباب الذين لا يقلوا عنهم مرحا و حب للحياه … حين قال حذيفه
– كاس و داير
و اكمل سفيان
– مليان فرح و سعاده
و قال أيمن
– رغم المشاكل و الخلافات … لكن من غيرهم و لا حاجه
ليكمل صهيب
– هما الضحكه و السند
و قال زين
– هما الامان و الحضن و الراحه
ليقف الشباب الصغيره تهلل بمرح بين كلماتهم بتعليقات مرحه مثل (( قول يا ستمونى قول … ايوه كده يا كبير … خبره يا ناس )).. لتعلوا الضحكات السعيده و الجميع يشعر من داخله بالراحه و الرضا
**********************
مر الاسبوعان سريعا … و ها هو اليوم المنشود الذى انتظره محمد و آسر كثيرا و ايضا جواد الذى سعى و اجتهت حتى يحصل على من يحب
كان الجميع متواجد داخل القاعه الكبيره التى تم حجزها لاقامه العرس … لا احد يعلم اى شئ عن تجهيزات هذا الحفل سوا الثلاث شباب الذين قرروا ان يجعلوا هذا العرس مفاجئه للجميع و مميز كتميزهم
اغلقت الانوار كلها الا اضاءه ضعيفه و فتح باب القاعه الذى اغلق منذ دقائق و امتلئ المكان بدخان كثيف لكن رائحته عطريه مميزه و بدأت الاضاءه ترتفع شئ فشئ و صوت الموسيقى يعلو باغنيه شعبيه جعلت العائله كلها تشعر بالاندهاش و الصدمه لكن ايضا جعلت الجميع يقف يصفق ويتمايل معها خاصه مع دخول آسر و خديجه المختلف عن العادى
(( انا بسبوس بسبيسوا بسبوسه و بسابس لو كابس لا هدى مش قدى ده انا خدى بيدوخ ))
كان الجميع يشعر بالصدمه و هو يرى خديچه الخجوله تغنى و ترقص على تلك الكلمات و ذاد هذا التعجب حين رد عليها آسر بباقى كلمات الاغنيه
((مش همشى و حاسب رمشى ما بينيمشى فما تكترش و متستهترش بواحد حبك و انت فى حبك بردوا مبوخ ))
و بحركات راقصه سعيده اكملت خديجه وسط تصفيق الجميع و دخول محمد و زينه يقومان بنفس حركات خديچه و آسر
(( انا بوس بوس بوس هتخس فى حبى النص تمشى و عنيك بتبص و قلبك هيشوف البدع اجدع منك اهو نخ ده انا سهل اعملك فخ و انزل فى تاخ طراخ الخ استحمل لو جدع ))
كان محمد و آسر يقفان جوار بعضهما يواجهان الفتاتان و يغنيان و هم يصفون الكلمات بشكل مميز جعل جميع من فى القاعه يشاركهم الغناء و الرقص
و كانت فرح تقف بجانب زين الذى يضمها بسعاده فها هو يزوج ابنته و ابنه فى ليله واحده … يشعر كل منهم و كأنه قد اتم رسالته فهمس فى اذنها بمرح تعلمه منها
– خلاص مبقاش فى اللى يشغلك عنى … عايز ادلع بقا على الاخر
لتضحك بخجل ليضمها اكثر و هو يعود بتركيزه الى ما يقوم به الشباب
((بس بس بسبوسه بالسمنه بمنقطه ياللى ريسى عليكى العطا انا عايزه اتوه فى العطعطا و ده بختيارى اه يا ماچيستير فى الهشتكه انا قلبى جالك اهو اشتكى و انت و لا كأنك حاسس بنارى ده فى قلبى حته مبقعه يا فانيلا بطعم مسقعه يا ضحكه و قلبت كركعه و حاولت ادارى … ليه فى العيناد مسترسله يا انشف من حصو الكله يا شعر ام كرلى مفلفه و غلب حمارى ))
لتغنى الفتاتان باقى الكلمات بدلال جعل الجميع يدعوا لهم بالسعاده و ان يحميهم من كل شر
(( انا بوس بوس بوس هتخس فى حبى النص تمشى و عنيك بتبص و قلبك هيشوف البدع اجدع منك اهو نخ ده انا سهل اعملك فخ و انزل فى تاخ طراخ الخ استحمل لو جدع ))
حين هدئت الاجواء قليلا … اقترب جواد من (( الدى چى )) و اخذ منه المايكروفون و وقف فى منتصف القاعه و قال
– انا عايز اقول حاجه مهمه جدا .. و ياربت الكل يسمعنى
انتبه الجميع له .. ليقول من جديد
– انا النهارده بحقق حلم كبير فضلت احلم بيه اكتر من اربع سنين .. و هو ان تكون البنت الرقيقه اللى واقفه هناك دى خطيبتى و تبقا كمان مراتى و ام ولادى ان شاء الله
نظر الجميه فى اجاه ليل التى كانت تقف جوار والدها تنظر الى جواد بخجل رغم السعاده الكبيره الواضحه على ملامحها .. ليكمل هو كلماته قلئلا
– و النهارده و اول خطوات الحلم ده بتتحقق انا عايز اشكر والدى جدا .. هو اكتر حد ساعدنى و طبعا الجندى الخفى والدتى .
ثم نظر الى ايمن و قال بصدق
– شكرا لثقتك فبا … وانك قبلت بيا كمان اكون جزء من عيلتكم … و شكرا على الهديه العظيمه اللى انت استأمنتنى عليها
ليقترب ايمن من مكان وقوف جواد و بيده ليل التى كانت تسير بجانب والدها سعيده و كأنها تسير فوق السحب الورديه .. و حين وصل ايمن لمكان وقوفه قال بابتسامه
– و لانك راجل بجد و تستحق انا عاملك مفاجئه
و نظر لآدم الذى خرج من باب القاعه و عاد و معه الشيخ ليعقد قران جواد و ليل التى كانت غير مصدقه لتلك المفاجئه .. و حين استوعب جواد ما حدث ضم أيمن بقوه و هو يقول
– شكرا يا عمو شكرا جدا
لتمتلئ القاعه بالزغاريت و التصفيق .. بدء عقد القران و بعد ان قال الشيخ بارك الله لكما و بارك عليكما ركض جواد يضم ليل بقوه و هو يدور بها بسعاده مصاحبه لقوله بصوت عالى
– بحبك بحبك بحبك
و سط تصفيق الجميع … حين هدأت الاوضاع قليلا اقترب شاب مميز الهيئه … يبدوا عليه الرقى من أيمن و حين وقعت عين شمس عليه شعرت بالصدمه و وقفت سريعا و هى تقول باندهاش
– دكتور وليد .. اهلا بحضرتك
نظر اليها وليد بابتسامه وقوره و قال بهدوء
– اهلا بيكى
ثم نظر الى أيمن و قال
– الف مبروك يا باشمهندس … مع حضرتك و ليد دويدار دكتور جامعى فى كليه الانسه شمس
كان ايمن يشعر بالاندهاش و لكنه رحب به ليكمل وليد قائلا
– فى الحقيقه انا جاى النهاره مخصوص مستغلا المناسبه السعيد دى و عايز اطلب من حضرتك ايد الانسه شمس
لتشهق شمس بأندهاش و قطب ايمن حاجبيه بحيره ليكمل وليد قائلا
– مع حضرتك كل الوقت اللى انت عايزه علشان تسأل عليا … بس لازم تعرف انى متمسك بيها جدا و ده اللى خلانى اجى النهارده خوفا من ان اى حد يشوفها النهارده و يسبقنى و يطلبها
ثم اخرج من جيب بدلته بطاقه صغيره و مد يده بها لايمن و قال
– ده الكارت بتاعى … و هنتظر من حضرتك تليفون تبلغنى فيه بالموافقه ان شاء الله
ثم غادر بعد ان القى التحيه على ملك و سلم على ايمن باحترام و ارسل ابتسامه صغيره لشمس .. التى كانت تشتعل خجلا لينظر اليها والدها بابتسامه سعيده لتخفض راسها بخجل ليتنهد أيمن براحه و هو ينظر الى ملك التى تجمعت دموع السعاده فى عيونها و هى تضم شمس بسعاده و هى شتعر الله يريد ان يطمئنهم و يربت على قلوبهم بعد كل ما حدث و مروا به
**************************
كانت تقف فى منتصف غرفه النوم بفستانها الابيض الذى يجعلها تشبه حوريات البحر تفرك يديها بخجل و كان هو يقف امامها ينظر اليها بسعاده لقد حصل اخيرا على حب حياته و اخيرا اصبحت له فى بيته و بين يديه ابتسم بشقاوه و هو يقول
– اه لو تعرفى انا بفكر فى ايه دلوقتى كان زمانك هربتى
لتنظر اليه بصدمه و خوف ليضحك بصوت عالى … لتركض بالفعل الى خارج الغرفه ليركض خلفها و هو يقول
– استنى يا زينه .. متخافيش يا حبيبتى ده انا هحكيلك حدوته
كانت تقف عند راس طاوله الطعام تنظر اليه بخوف و خجل و هو يقف فى الجه المقابله لها ينظر اليها بأبتسامه مشاغبه لتقول بصوت مهزوز
– لو قربت هصوت وهلم عليك الناس
ليضحك من جديد و هو يقول
– اهون عليكى .. ده انت حبيبتى و انا حبيبك
اعتدل فى وقفته و هو يقول بجديه
– انا بس عايز اتفرج معاكى على الشقه علشان ابقا عارف كل حاجه فيها يعنى
– بجد
قالتها باستفهام طفولى بريئ ليهز راسه بنعم لتبتسم بخجل و قالت
– ماشى يلا
اقترب منها بهدوء و حين وقف بجانبها انحنى و حملها بين ذراعيه و كتم محاوله صراخها بشفتيه .. لتستسلم لشوقه الجارف و تنحى فكره (( لم الناس عليه )) عن عقلها
و حين دلف الى الغرفه انزلها ارضا و قال من بين انفاسه … خمس دقايق و تكونى جاهزه علشان نصلى لانى مش هستحمل اكتر من كده
****************
كان يجلس امامها ينظر اليها بهيام و حب … و كانت هى تنظر ارضا بخجل نادا عليها بصوت هادئ لترفع عيونها اليه فمد يده اماها و قال
– اقرصينى .. خلينى اصدق انك فى بيتى
ابتسمت بخجل .. فاكمل هو بمرحه المعتاد
– اعتبره وعد
لتقطب جبينها بحيره و اندهاش ليقول
– انا مش قادر اصدق ان حلمى اتحقق و بقيتى بين ايديا و فى بيتى
لتتلون و جنتيها بالاحمر القانى و هذا الخجل اللذيذ مع قصر قامتها و هيئتها فى الفستان الذى جعلها تبدوا كلعبه صغيره تذين واجه متجر العاب كبير .. كل ذلك كان يجعل داخله احساس قوى و رغبه عاليه فى التهامها ققطعه مارشيملو ناعمه
وقف على قدميه و هو يقول بنفاذ صبر
– قومى نصلى .. علشان عندى كلام كتير اووى محتاج اقولهولك
لتنفذ ما قاله بخجل .. و حين انتهوا من الصلاه لم تعى ما حدث غير انها الان نائمه بين ذراعيه براحه و امان بعد ان اصبحت زوجته بالفعل
*****************
بعد مرور عام … و ككل اول جمعه من كل شهر تتجمع العائله التى اصبحت اكبر … و كالعاده الشباب تقوم بأمور الشواء و الفتايات تقوم بتجهيز الاطباق الجانبيه و الكبار يجلسون تحت الشجره الكبيره التى شهدت على ما مروا به خلال تلك السنوات منذ بدايه رحلتهم و الاحفاد يلعبون فى الحديقه التى خصصها لهم (( جدو سفيان )) … عائله قويه و متماسكه يجمعها الحب و الاحترام يزينها التفاهم و تقبل الاخر بكل عيوبه و مميزاته .. ترابط ليس هين و لا ضعيف عائله كلها سند و امان لا يقع فيها احد حتى يجد الف يد تمد حتى تساعده على النهوض من جديد .. كانت بدايتها بالحب و ستظل مستمره بالحب … كبرت و تفرعت بالحب و سوف تستمر بالحب اباء و ابناء و احفاد فى زياده و قصص حب جديده و بدايات مختلفه و متنوعه فليس كل مختلف غريب و مرفوض و ليس كل نقص عيب و النهايات اساسها الاختيارات .. فعليك ان تختار الصواب
*********************
فى نهايه تلك الروايه اتمنى ان تكون رسالتى قد وصلت اليك عزيزى القارئ لقد خلقنا الله مختلفين لتتباين قدراتنا و ليحتاج كل منا الى الاخر … جعل لكل منا ميزه … و لكل منا مكان فى هذه الحياه وسبب لوجوده .. تقبل الاختلاف فريضه علينا فكلنا امام الله سواء .. و كل منا قادر على خلق مستقبل مزهر منير و مشرق بالحب و التفاهم و الاحترام فقبل ان تنظر لعيوب الاخرين … انظر لعيوبك

تمت
بحمد الله

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جاريتي 3)

اترك رد

error: Content is protected !!