روايات

رواية الشيطان وقع أسيرها الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان وقع أسيرها الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان وقع أسيرها البارت الخامس والعشرون

رواية الشيطان وقع أسيرها الجزء الخامس والعشرون

رواية الشيطان وقع أسيرها الحلقة الخامسة والعشرون

الفصل الخامس والعشرون(فرصة جديدة)
هل تمسكين يدي؟!تكونين شريكتي ومالكة قلبي ♡
#سولييه_نصار
كان همسته خافتة بصوت أجش …سمعتها هي وتمنت أن تكون من سمعته خطأ ..هي لا تريده أن يقع في غرامها …هي لا تريد أن تُثقل ضميرها أكثر من هذا ….
استدارت وقالت وهي تلمس السلسال:
-ميرسي أنك افتكرتني …مطلعتش و حش يا عدي يعني يجي منك تعرف تتعامل من الستات كويس …مش تو ر يعني …
عبس وقال:
-كنتِ اكتفيتي بكلمة ميرسي يا بيري ..لما بتتكلمي كتير بترمي د بش يا مهلبية…
ضحكت برقة وقالت :
-طيب يا عدي ميرسي بس ….مش هرمي دبش تاني …
ثم تجاوزته لكي تذهب …ولكنه اوقفها قائلا:
-بيري عايزة أقولك حاجة .
وقفت امامه بتوتر وهي تزدرد ريقها …تنتظره ليتكلم…يقول ما لا تريد أن تسمعه هي ….ما تهرب منه …قالت بإبتسامة :
-نعم يا عدي …
اقترب أكثر منها عينيه تلمع …تجاهل تماما الشيا.طين في عقله…تجاهل حذره وشـ كه…هي الآن زوجته ويريد بدء حياة جديدة معها …يريد ان يكون معها للأبد …
-بيري أنا …أنا …
تلون وجهها بحمرة الخجل وارتبكت وهي تنظر إليها…ابتسمت بإرتعاش وثرثرت بلا هدف:
-أنا جعانة يا عدي تحب أجيبلك حاجة تأكلها معايا …
ثم كادت أن تذهب هاربة الا انه امسك كفها وقال:
-ممكن تستني طيب حابب اقولك حاجة ؟!
ابتلعت ريقها بينما هو ظل ممسكاً يدها وقال:
-انا الايام اللي فاتت قعدت أفكر فيكي كتير ..
مكنتيش بتغيبي عن بالي…في الفترة اللي غبتها عنك وحشتيني اووي يا بيري …
كتمت دموعها وهي تنظر إليه …قلبها يخفق بقوة داخل صدرها …بينما تهر ب بنظراتها منه وهو يكمل :
-فضلت افكر في ذكرياتنا سوا …جدالنا …..بس ضحكتك مكانتش مفارقاني أبداً. يا بيري …اكتشفت ان اجمل حاجة في حياتي هي ضحكتك انتِ ..أنا مستعد افضل اتأملها طول حياتي …
ضحكت بإرتباك وقالت:
-أنت وقعت على دماغك ولا أيه؟!ايه الكلام الحلو ده ؟!
-الكلام ده طالع من قلبي فعلاً .
قالها وهو يشير لقلبه لتبتسم بسخرية وتقول:
-ومش خايف قلبك يتكـ سر؟!
-وأهون عليكي تكـ سري قلبي ؟!
قالها مبتسماً وهو يتلمس كفها بطريقة جعلتها تختنق من فعل المشاعر التي بها ولكنها حاولت السيطرة على نفسها بقدر الإمكان وقالت مبتسمة :
-ممكن متثقش فيا أووي …
هز رأسه وقال:
-لا لا حاسس انِك أطيب من كده …
-والله أنت شكلك كلاون ولا ايه ..
قالتها بهمس
ليرد بحيرة :
-بتبرطمي تقولي ايه ؟!
هزت رأسها وقالت:
-سلامتك مبقولش حاجة …
اتسعت ابتسامته وقال:
-المهم.خليني أكمل كلامي …
أغمض عينيه بقوة ثم فتحهما وقال:
-أنا عارف ان بدايتنا كانت غلط …وعارف أن نوعاً ما اشتركت مع والدك وقهـ رتك وانا بعتذر منك يا بيري …وعايزك تسامحيني…ممكن متصدقنيش بس عايز أقولك أنا مش شيطا ن زي ما أنتِ فاكرة …أنا يمكن تصرفاتي مش مفهومة…ويمكن بحاول أبين أني جبا ر بس مبعرفش ..أنا مش سا يكو ولا ساد ي زي ما أنتِ مفكرة ومستحيل آذيكي ….
-عارفة يا عدي ..
قالتها بهدوء يناقض تماماً تلك العو اصف التي تهب داخلها …تلك الفرصة الوحيدة لتقول له …تخبره الحقيقة كاملة …أرادت أن تتكلم ولكنها كالعادة تراجعت ..كانت خائفة ..خائفة أن يؤ ذيها…
نظر إليها وقد ظهرت السعادة على وجهه وقال بلهفة :
-بجد …بجد يا بيري يعني أنتِ مش بتكر.هيني …مش بتحـ قدي عليا …
-لا مش بكر هك ومقدرة اللي …آه …
صرخت فجأة عندما عانقها بقوة وقال:
-شكرا يا بيري كلامك ده ريحني متعرفيش قد ايه ..أنا مرتاح انك مش بتكرهيني …
أبعدها عنه وهو يتلمس وجنتيها برقة وعينيه تحاصر عينيها …مهما حاولت الهروب من حصار عينيه لا تستطيع أبداً …ازدردت ريقها وهي تشعر بنفسها تذوب. ..تنها ر وتفقد تماسكها …رباه ماذا تفعل ..هي لا يجب أن تستلم بتلك الطريقة …ستندم بعد هذا …
-جعان يا عدي اجيبلك أكل معايا ..
قالتها بصوت خافت وهي تكسر سحر اللحظة …عبس بقوة وابتعد عنها قائلاً:
-تصدقي أنتِ بت فصيلة …روحي جيبي اكل واتطفحي …بتاكلي أربعة وعشرين ساعة وعاملة زي سلاكة الأسنان !
ضحكت برقة وهي تقول :
-ده أسمه عود فرنسي يا حبيبي أومال عايزني أبقى بكرش زيك ..
-أنا بكرش ..
قالها بصدمة لتضحك هي وتخرج بينما يرفع هو الجزء العلوي من منامته. ينظر لبطنه العضلية ويقول:
-فين الكرش …البت دي بتستـ غفلني ولا أيه ؟!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-طلاق !!!عايزة تطلقي مني يا نهى؟!
قالها كريم …كانت عينيه متوسعة بقوة …تبسمت نهى وقالت بهدوء :
-ايوة يا كريم عايزة اتطلق…لو سمحت طلقني …أنا مبقتش طايقة العيشة معاك ….
غرز أصابعه في لحم ذراعيها وقربها منه وهو يقول طا حناً أسنانه :
-مستحيل…مستحيل يكون ده صحيح …مستحيل تكوني عايزة تتطلقي مني … انتِ بتحبيني يا نهى…بتحبيني أنا وبس !!!
-كنت بحبك …كنت …
صرخت به وهي تحاول تحرير نفسها من قبضته ولكنها فشـ لت تماماً …كان ممسكاً بها كالمجنو.ن …لن يسمح لها أن تنسل من بين يديه…لا ليس بعد ما وجدها…هي من داوت قلبه …هي من ادخلت السرور لقلبه المنـ هك..ولكن نهى كانت تنظر إليه ببرود …الحب الذي كان يفيض من عينيها نضب تماما …أخذ يبحث كالمجنو ن عن أي آمل …أي حب …أي لمحة ولكنه صُدم بالفراغ …عينيها.كانت حقاً فارغة …لا تلمع له …هل قـ تل حبه في قلبها بتلك البساطة معقول !!!!
ازدرد ريقه وقال:
-نهى أنا بحبك متعمليش كده!!خلينا نبدأ من أول وجديد…بلاش تسيبيني أنا محتاجلك…
دفعته بقوة وهي تنظر إليه بقسو ة لا يعلم من أين أتت بها وهي الرقيقة دوما …..هي التي ان ترفضه يوما …كانت الحضن الدافئ له وقد خسـ رها وفي أعماقه هو لا يلومها لانه يعلم انه تصرف بتجـ بر الفترة الأخيرة …لقد أفلت الوحش بداخله ود مر كل شئ
-وانا قولتلك اني مش بحبك يا كريم ..مش بحبك هي مش عافية…خلاص مبقاش ليك أي مشاعر في قلبي …حبك ما ت في قلبي…بقيت بقر ف منك مش طايقة أنك.تلمسني افهم بقا …خلاص يا كريم ده آخر كلام عندي …بعد جواز نسرين وفؤاد تطلقني وننهي الحوار ده….أنا خلاص مش عايزة أعيش معاك …
تصاعدت الدموع بعينيه …كان مجر وح منها وحاولت هي الا تتأثر…ما فعله في الأيام السابقة لا يُغتفر أبداً…هو د مر حياة ابنته ..تلك الفتاة التي اعتبرتها ابنتها ..اخذها بذ نب والدتها …هي أبداً لن تنسى كيف تحطـ مت نسرين على يده …
ارتعشت عندما حطت كفيه على كتفها مرة آخرى وقال:
-نهى حبيبتي اسمعيني …ممكن تسمعيني…أنا عارف أن الفترة الأخيرة زودتها اووي ..عارف ومتأكد من كده…بس تخيلي موقفي اني أكتشف ان بنتي مرتبطة بصاحبي …الحكاية دي خلتني اتجنـ.ن …معرفتش افكر …مقدرتش أعمل غير أني أضربها واعاملها بالطريقة دي ..حسيت ان تربيتي فيها ضا عت هد ر…
-اللي فيه بنتك.ده بسببك يا كريم مش بسبب حد تاني !!
قالتها نهى بنزق وهي تحاول دفعه عنها الا انه تمسك بها جيداً وقال بصدمة:
-بسببي أنا ؟!
هزت رأسها بقوة وقالت:
-ايوة بسببك أنت يا كريم ..بسبب تعاملك مع بنتك …بتعاملها دايما بجفاف ..عمرك ما اديتها الحب اللي هي محتاجاه ..علطول كا سرها …انت حتى عمرك ما حضنتها …كنت بتبعدها عنك عاطفياً …طبيعي البنت تدور على الحب برا …إذا كان ابوها رفض يحبها هي هتعمل ايه …قبل ما تلوم نسرين على تصرفاتها لوم نفسك على تصرفاتك وشوف هي صح ولا غلط…شغال تحاسب البنت وتهيـ.نيها وانت مش شايف نفسك عملت ايه …ليه كده …ليه الأنا نية دي …بنتك بتتعذ.ب …بتنها.ر…فاقدة حبك وحنانك وراحت تدور عليهم عند أقرب واحد ليك …ده ميخليكاش تضر بها أو تعا قبها ده يخليك تراجع أخطائك وتشوف أنت عملت ايه يا أستاذ كريم …بس أقولك كويس أن ابني هيتجوزها ويبعدها عنك …انت متستحقش بنت زي نسرين أبداً ..أنت هتند م وتحس بقيمتها لما تتجوز وتبعد عنك ..وقتها هتندم اوووي اووي يا كريم …عن أذنك…
ثم أبعدته عنها بحزم وتركته غارقاً في أفكاره
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
توسعت عينيها بغضب وقالت:
-حر باية أم سحلول !!!أنت مسميني كده يا ياسين ؟!
-والله يا جوري أنا كمان حاسس اني ظلـ مت الحر.باية…حاولت أشوفلك اسم يليق بيكي في قاموس اللغة العربية ملقتش للأسف بس لقيت الاسم ده أقرب حاجة ليكي فاختارته …
عبست وهي تنظر إليه …أخذت تطـ حن أسنانها بغيظ وولجت للمنزل دون ان يدعوها ياسين ….أخذت تنظر حولها ورفعت حاجبيها بترفع وهي تنظر الى ورد وياسمين ابنتها …رسمت ابتسامة مدروسة على شفتيها وقالت برقة:
-ياسمين حبيبتي تعالي سلمي على مامي …
أمسكت ياسمين كف ورد بر عب وقالت وقد وخزت الدموع عينيها :
-ماما ورد!!!
تصاعدت النيران بعيني جوري …الغضب عصف بها بقوة ….
نظرت الى ياسين وهي تطحن اسنانها بغضب بالغ
-وكمان خليت بنتي تقول لمراتك يا ماما ؟!!شيلتني من حياتها كده بكل بساطة وانا اللي تعبت فيها وولدتها!!!!
كانت تصرخ جوري بإهتياج بينما شدت ياسمين كف ورد بر عب ودموعها تنفـ جر من عينيها…رؤية تلك المرأة الأن جلبت لها ذكريات غير سعيدة بالمرة …ذكريات مظـ لمة ودت لو تمحيها من ذاكرتها نهائياً….
-تعالى يا ياسمين يا حبيبتي ندخل جوا….
قالتها ورد وهي تمسك كف ياسمين لتصرخ جوري :
-هتبعدي بنتي عليا كمان !!!
-ممكن توطي صوتك بنتك خايفة!
قالتها ورد بحزم …فنظرت جوري الى ياسين وأتجهت إليه وهي تقول :
-يعني مش كفاية اخدتك مني …عايزة تأخد بنتي كمان …ياسين ليه سمحت بده يحصل …أنا بس ام ياسمين ….أنا كنت مراتك حبيبتك…نسيت ذكرياتنا سوا يا ياسين
اقترب منها ياسين وقال من بين أسنانه:
-كفاية ر خص وروحي من هنا …
-أنت بتحبني أنا وبس …متقدرش.تعيش من غيري …متقدرش تخطي في حياتك من غيري أنا …
صرخت به لتتحول النير ان في عينيه لجليد ويقول:
-فعلاً اديتي قمية مضبوطة لنفسك في حياتي …أنك تكوني جزمتي …
شهقة قوية صدرت من ورد وأمسكت كف ياسمين ودخلت مسرعة للغرفة …لم تكن تريد لياسمين أن تسمع هذا …
بينما ظل ياسين مبتسما بسا دية وهو يرى اتساع عينيها والأ لم على وجهها .. وقال:
-بس والله حتى الجز مة بتاعتي أغلى منك دي جزمة أديداس الأصلية .. أنا اشتريتها من شهرين في التخفيضات بألف وميتين.
شحب وجهها بقوة …كانت لا تصدق ان هذا ياسين الذي أمامها ..كيف يجر حها بتلك الطريقة …
-أنا مش مصدقة أنك بقيت بالجبر وت ده معايا يا ياسين …نسيت أنا مين ..أنا جوري حبيبتك!!!
هز.رأسه وقال ببرود:
-عمرك ما كنتي كده يا جوري …وأنتِ أصلا عمرك ما حبتيني مش هنضحك على بعض …أنتِ صعبان عليكي ان أنا متجوز ومبسوط في حياتي مع مراتي…فطبعاً أنا ازاي اكون مبسوط لازم تنكدي عليا …خلاص فوقي يا جوري احنا ملناش رجعة ..روحي خلي الست والدتك تجوزك واحد يتحمل جنا نك …
-ياسين …ياسين ارجعلي عشان خاطري وانا هروح أتعالج ..صدقني هسمع كلامك المرة دي وهتعالج….
-كويس …كويس أووي …روحي اتعالجي بقا وابعدي عني وعن عيلتي بدل أقسم بالله أقتـ لك وأخلص منك …بت أنتِ أنا لما بشوف وشك. بيجيلي ضيق تنفس بحس ان عفا ريت الدنيا بتتنطط قدامي …فاحسنلك ابعدي يا بنت الحلال بدل ما اجيب كرشك ده …
-أنا معنديش كرش …
صرخت بعصبية فقال بإستفزاز:
-لا عندك ….
-ياسين انت واحد …
ولكنها توقفت عن الكلام عندما خرجت ورد …اقتربت جوري منها وقالت:
-ما بلاش أنا نية …حرام عليكي تحرمي راجل من أم بنته وبنت من أمها …أنتِ أيه معندكيش قلب ولا إحساس …أنتِ واحدة حر امية وحقير ة …
صرخت في كلمتها الأخيرة ثم شدت شعرها …ولكن ياسين اقترب منها بسرعة وجذبها من ذراعها ليبعدها عن ورد ثم رفع كفه بعنـ ف وصفـ عها !!!
-ياسين ..
هتفت ورد وهي تنظر إلى جوري بشفقة …..إلا أن ياسين لم ينظر إليها حتى بل ضغط على ذراع جوري وسحبها خلفه بعـ نف ثم فتح الباب ودفعها للخارج لتسقط أرضاً …رفع هو وجهه وقال:
-لو جيتي هنا تاني هقتـ لك فعليا يا جوري!!
ثم.أغلق الباب بوجهها …ظلت للحظات تلهث ثم نظرت إلى يديها وابتسمت بخبـ ث وهي ترى بعض خصلات ورد وقالت:
-هنشوف مين اللي هيجي لمين يا ياسين !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي …
كانت واقفة متجمدة تماماً أمام فستان الزفاف الرائع الذي أمامها …كانت عينيها الزرقاء متوسعة على أخرها ..هي لم ارى أبداً فستان زفاف بتلك الروعة في حياتها بأكملها…أرتعشت ابتسامة على شفتيها وللحظة واحدة فقط تمنت ان يكون هذا حقيقي …أن يكون هذا الزفاف حقيقي …زواجها من فؤاد حقيقي وليس مجرد هروب من بطش والدها بها …تصاعدت الدموع بعينيها وهي لا تفهم مشاعرها …كيف بعد ان تجاوزت العشرون من عمرها تكون بهذا التشتت لا تعرف ماذا تريد أو من تحب …هل تحب يوسف حقاً؟!اذن لماذا لا تصد فؤاد عنها …فؤاد الذي أعترف بحبها له…أخبرها بوضوح انه يحبها ويريدها …ولكن بعد ان عرف الحقيقة …حقيقة ارتباطها بيوسف هل ما زال حبها في قلبه ام احتقـ رها وسيتزوجها من أجل ان يحميها فقط …يتزوجها من أجل الواجب فقط …صلة القرابة…دعكت عينيها ومحت تلك الدموع التي تكونت على جانبي عينيها …لا هي لا تريد أن تبكي الآن …يجب أن تظل صامدة للأبد !!! ويجب أن تتأكد انها لن تظلـ م فؤاد …فؤاد الذي وقف بجانبها …
اقتربت ليان منها وهي تجدها تنظر الى الفستان بشرود وقد بدا وكأن الفستان أعجب ليان …تفحصت ليان الفستان جيدا لتتسع عينيها بإعجاب
-الفستان شكله يجنن صح ؟!
قالتها ليان وهي تلمس كتف نسرين وتنظر الى الفستان وعينيها متسعة بإعجاب …كانت جواهر أيضا تنظر الى الفستان وهي فاغرة الفاه…كان الفستان في غاية الروعة …يبدو كأحد.فساتين الزفاف التي خرجت من عالم الخيال …
-جميل اووي .
قالتها جواهر بدهشة لتقترب منها ليان وتقول :
-مش كده يا بيري…الفستان يجنن …يالا يا نسرين روحي جربيه يالا …عايزة أشوفه عليكي …
هزت نسرين رأسها لتبتسم صاحبة المتجر وتمسك الفستان كي تجربة العروس المستقبلية ….
……
بعد دقائق معدودة كانت نسرين قد أرتدت فستان الزفاف وخرجت وهي مرتبكة ….
-آه !!!
صرخت ليان بدهشة وهي تنظر الى نسرين …لدقائق ظلت عينيها متسعة بقوة وهي لا تصدق ما تراه أمامها …فنسرين بدت وكأنها خارجة من عالم الخيال …بدت كعروس اسطورية …الفستان كان ينسدل بنعومة على جسدها الرشيق…فستان بياضه نقي محتشم للغاية بأكمام طويلة …شفاف قليلا من جهة الصدر تزينه ورود رائعة من بداية الفستان لنهايته …اما حجابه فكان قصة آخرى …حجاب طويل للغاية شفاف مُغطى بورود صغيرة…حقا بدت نسرين وكأنها أميرة اسطورية من قصص ديزني …بدت عروس مثالية !!
ارتبكت نسرين وقالت بصوت خافت:
-أيه شكلي و حش ؟!
خرجت ليان من صدمتها وقالت:
-شكلك و حش أيه يا بنتي انتِ بتهزري ؟!!أيه الجمال ده بجد ؟!…أنا حاسة أنك خارجة من عالم ديزني !!
ارتبكت نسرين وقالت:
-مش للدرجادي يا لي لي بلاش مبالغة ….
هزت ليان رأسها وقالت:
-والله يا نسرين شكلك قمر أووي كأنك أميرة من ديزني ..حلوة أووي …يا بخته فؤاد بيكي …
انتشر اللون الأحمر على وجهها بينما ضمتها ليان وقبلت وجنتها ..كم تتمنى أن تسعد صديقتها …أن تنسى يوسف وتعيش مع فؤاد بسعادة فما فعله يوسف لا يُغتفر …
-أيه هتأخدوا الفستان ؟!
قالتها جواهر وهي تخرج ليان من شرودها لتهز نسرين رأسها ببساطة…صحيح الزفاف بعد شهرين ولكنها قررت أن تأخذه ربما لن تجد مثله مطلقاً … أخرجت هاتفها واتصلت بفؤاد الذي بالخارج ثم ذهبت مسرعة لتبدل الفستان…
دخل فؤاد المتجر واقترب من ليان وقال :
-اومال فين نسرين ؟!
-راحت تغير الفستان مش هتتخيل طلعت قمر اد ايه في الفستان زي الأميرات …
مط شفتيه وقال بغضب مازح ؛
-طيب ليه متصلتوش بيا اشوفها بيه …ده أنا العريس ..
-وعشان أنت العريس لازم تشوفها يوم الفرح عشان تنبهر بيها
-عندك حق
قالها بود
ثم خرجت نسرين ودفع هو حساب الفستان وذهب
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كان ينظر إلى السلسال الذهبي الذي اشتراه دافعاً فيه مبلغ كبير من مدخراته …كان مبتسماً وهو يتخيل هذا السلسال على جيدها الناعم …فجأة هز رأسه بقوة واستغفر عندما رأي أفكاره تتجه لمناطق غير مرغوب بها …وعاد لتأمل السلسال الذي كان رقيق للغاية وينتهي بقلب مزدوج يُحمل فيه صورتين …وكان مكان الصورتين فارغ ….
تنهد وهو ينتظر قدوم تحية …كان متحمس للغاية….
رن جرس المنزل ليقفز سريعا ويذهب ليفتح الباب …ارتدت تحية قليلا ونظرت إليه بتوجس وقالت:
-ايه الحماس ده يا واد فيه أيه؟!خضتني يا عم …
-ادخلي يا تحية ..
قالها أمير وهو يجذب كفها ..دخلت وقالت وهي تضر ب كف على كف ..
-أنت شكلك اتجـ ننت يا واد ولا أيه …جايبني هنا وقايلي مقولش.حاجة لعبير وشكلك غريب …فيه ايه يا واد
-تحية ممكن تدي ده لعبير .
قالها وهو. يضع السلسال بعبوتها ويقدمها لها …نظرت إليه تحية بحيرة وقالت :
-دي سلسلة ؟!
هز أمير رأسه وهو يحك عنقه بينما كان ينظر إليها بتوتر ….
ابتسمت تحية وقالت:
-ممكن أعرف ايه السبب طيب ولا مش ممكن يا أخويا …
هز أمير رأسه بالنفي وقال:
-هي لو عايزة تقولك هتقولك …
رفعت تحية حاجبيها وقالت:
-الله الله يا أمير ..مكانش العشم. يا واد …حالا البنت قدرت تأخد عقلك بالشكل ده …
ضحكت بمرح وقالت:
-بس والله يا واد عندك حق البنت زي القمر بصراحة بسكوتاية كده …أنا بالنسبالها دكر بط…
ابتسم أمير وقال:
-لا يا أختي أنتِ زي القمر برضه …المهم خدي السلسلة والجواب ده اديهولها …
ثم مد رسالة مغلفة لها فقالت:
-جواب في عصر النت …لا ده أنت حالتك صعبة ..طيب يا روميو هوصلها الجواب ..حاجة تانية يا اخويا …
هز أمير رأسه وقال:
-لا يا تحية شكراً .
ذهبت تحية من بيته ليجلس على الأريكة وقلبه يخفق بقوة يتمنى أن يكون كل شئ على ما يرام
……..
في منزل تحية …
كانت عبير تلاعب التوأم وهي سعيدة ومرتاحة …تنسى ولو قليلاً اشتياقها القا تل لأمير …هل تقول انها غاضبة منها لانها لم يكلمها حتى الآن …حسنا هي غير غاضبة أبداً على العكس تماماً هي تتفهمه وتتفهم ما يفعله ..تعرف أن أمير رجل يخاف الله وعندما عرف أنه سيضعف أمامها أبعدها عنه يجب أن يسعدها هذا لأن أمير يراها شئ ثمين يجب أن يحافظ عليه وربما يحدث شئ ما وتصبح له …ربما تكون من نصيبه …فقد لتدعو الله علمتها تحية هذا أنها إذ أرادت شئ بقوة عليها أن تدعو الله والله كريم يعطي عباده وهي تدعو الله ليكون لها بالحلال ..تبقى تحت حمايته هو …
فُتح الباب لتدخل تحية فقالت عبير:
-كنتِ فين ؟طلعتي بسرعة ومقولتيش رايحة فين؟!
ابتسمت وقالت :
-كنت عند روميو ..
عبست عبير وقالت بحيرة :
-روميو؟!
هزت تحية رأسها واقتربت منها وهي تعطيها السلسلة والرسالة
-دي هدية من روميو بتاعك وده جواب اقريه الواد مستني على نار …
قالتها تحية وهي تغمز لعبير التي احمر وجهها بقوة وقالت بإرتباك ؛
-مش فاهمة …
ضحكت تحية ونظرت إليها بخبث وقالت:
-يا بت عليا الكلام ده برضه …خدي يا حبيبتي الجواب من أمير والسلسلة كمان …شوفي العاشق الولهان عايز أيه…
-أنتِ فاهمة الموضوع غلط …
قالتها عبير وقد ازداد توترها لتمسك تحية كفها وتقول :
-لا فاهماه صح يا حبيبتي ..أنا عارفة أخويا …يارب يجعلك من نصيبه يا رب ..ادخلي الاوضة واقري الجواب وبعدين قوليلي هو قالك ايه بالتفصيل الممل ..ماشي ؟!
هزت عبير رأسها وهي تتجه الى الغرفة …

في الغرفة ..
جلست على الفراش وفتحت الجواب بلهفة وهي تقرؤه ومع كل حرف كان قلبها يهدر بقوة داخل صدرها :
-عبير أنا طول عمري انسان صريح مع نفسي مبحبش أكد ب ولا أنكر مشاعري …بس أنتِ دايما كنتِ استثناء ..استثناء لكل حاجة في حياتي …أعترف أن جات فترة وأنكرت مشاعري ليكي بس دلوقتي لا ..دلوقتي أنا مش عايز أنكر مشاعري اكتر من كده ..ده.هيكون الفيصل في حياتنا…عبير انا جوايا مشاعر قوية ليكي …مشاعر رغم اختلافنا ..رغم انك مش من العالم بتاعي …رغم أن والدك مستحيل يوافق على ارتباطنا ..بس انا مش عايز اندم بعد كده ..عبير لو ليكي نفس المشاعر اللي قلبي يبقى احتفظي بالسلسلة والبسيها وانا هحا رب عشانك هحا رب للنهاية عشان تبقي ملكي بالحلال وده وعدي ليكي …لكن لو مفيش اي مشاعر ومش موافقة متحسيش بالذ نب أنا هتفهم …اديني الإشارة بس يا عبير عشان أحارب عشانك ووعد ليكي هعمل كل حاجة عشان احسن من مستوايا وأليق بيكي ..بس لو اديتيني الإشارة بالموافقة مش هنتواصل مع بعض تاني لحد ما تيجي بيتي وأنتِ مراتي …أنا مش عايز اغضب ربنا فيكي أنا عايز احافظ عليكي عشان أنتِ غالية اووي على قلبي…ولأنك غالية تستحقي أني احا رب عشانك وأمشيلك بلاد …تستحقي أني اتعب عشان اقدر اخليكي مراتي على اسمي ..اي كان قرارك أنا راضي بيه يا عبير وحتى لو رفضتي ده مش هيقلل من معزتك في قلبي بالعكس هفضل احافظ عليكي لحد ما تتحل مشكلتك ..مستني ردك بكل شغف ..
أمير ..
كانت دموع السعادة تغرق وجهها …لا تصدق لقد اعترف لها …أنه يريدها بحياته ….رفعت الرسالة وأخذت تقبلها بقوة وهي تضحك وتبكي ثم فتحت العبوة المخملية لتتسع عينيها وهي ترىسلسال رائع الجمال …وضعت كفها على قلبها وتنهدت بسعادة ثم ارتدت السلسال وقالت:
-أنا بحبه ..بحبه أووي.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في المساء …
-أووف كل ده بتلبس ؟!
قالها عدي وهو ينظر الى ساعته منتظراً أسفل الدرج …فجأة أمتص أنفاسه بصدمة وهو يراها تنزل الدرج وترتدي فستان أرجواني محتشم بأكمام طويلة يلائم بشرتها البيضاء …ولا تضع على وحهها سوى الماسكرا وأحمر الشفاه وظلال الأعين…بدت حقاً كأميرة من عالم الخيال …بدت أميرته …عبس فجأة وهو ينظر الى قدميها المخبئة داخل حذاء رياضي!!!!!…رمش عدة مرات وهو يستوعب ما يراه …تلك كارثة بعالم الموضة …كيف تفعل هذا ؟! نزلت ووقفت أمامه.
-فيه حد يلبس Shoes ابيض علي فستان سهرة !!!أنتِ ايه التناسق معداش علي بيتكم خالص ..
قالها من بين أسنانه وهو يراها تقف أمامه وتبتسم بوداعة وقالت :
-الهيلز بتتعب رجلي …ده مريح اكتر …
سخر غاضبا :
-مريح ايه …هو انا بقولك رايحين الملاهي …احنا راحيين حفلة عيد ميلاد بنت شريكي …يعني مينفعش خالص تطلعي بالمنظر ده ..
ابتسمت بإستفزاز وهي تعيد خصلات شعرها الاسود للخلف وقالت:
-والله ده اللي عندي …وبعدين أنا نصحتك قبل كده تتجوز واحدة غيري ليها في جو الحفلات التافه بتاعكم …انت اللي ماسك فيا كأني آخر قطعة في الكون ..ايه الاخلاص ده !!
بغيظ جذب ذراعها وهو يسير بها وقال:
-اوعدك لو لقيت حد عنده نفس جينات التخلف بتاعتك هتجوزه أكيد …
ضحكت برقة وقالت:
-تمو ت انت في ضيق التنفس ..
-لا بمو ت فيكي
واعترافه المفاجئ جعلها تشحب …لا يمكن ان يحبها …هي لا تريده ان يحبها !!
…….
وصلا إلى عيد ميلاد ابنة شريكه وهو يحمل هدية فاخرة لإبنته …أخذا يتكلما قليلاً عن الأعمال مما أصاب جواهر بالملل وأصبحت تنظر حولها لتجد أعين أحد الفتيات مثبتة عليها تطالعها بقر.ف …
عبست وهي تقول لنفسها :
-مالها دي ؟!
وجدتها تقترب منهما وقد انمسح تعبير القر ف عن وجهها وابتسمت بلطف لتمتم جواهر مجدداً :
-اه فهمت دي شكلها عندها انفصام في الشخصية ربنا يشفي
-عدي بيه أزيك .
قالتها الفتاة وهي توجه كلامها لعدي الذي قطع كلامه مع شريكه وقال:
-أهلا يا آنسة نورا ..
-طبعاً أنت فاكر نورا بنت عمي يا عدي ..
قالها تامر شريكه ليهز عدي رأسه وأمسك كف جواهر وقال:
-احب اعرفك عبير صديق مراتي يا آنسة نورا ..
نظرت إليها من فوق لتحت وقالت:
-أووه مكنتش اعرف انك اتجوزت مش تعزمنا
-معلش عملنا الحفلة عائلية تتعوض بإذن الله …
مطت شفتيها بدلال جعل جواهر تغلي وترغب في تمز يق خصلات شعرها …تلك الأفـ عى الصفراء قالت نورا وهي ترفرف أهدابها بدلال مدروس :
-المهم أنت وحشتني أووي مبقتش اشوفك كتير ..
ايه رايك نرقص سوا ونتكلم شوية …
كاد عدي أن يتكلم إلا أن جواهر شدت على كفه وقالت :
-معلش يا حبيبتي اصلا عدي مبيرقصش الا معايا أنا …عن إذنك بقا رايحة أرقص مع جوزي يا ضلمة أنتِ. ..
-أسمي نورا ..
هتفت بإعتراض فقالت جواهر بتسلية :
-مش باين عليكي
لم يمنع عدي ابتسامته التي شملت كامل وجهه …كان سعيد ..نعم سعيد للغاية بغيرتها تلك ..غيرتها كانت واضحة للأعمى …
شدها إليه وضع كفه على خصرها وقال وهو يضع شفتيه على شعرها :
-بتغيري ؟!
-لا مبغيرش بس مبحبش المياصة ..
قالتها بضيق ليضحك ويقول بتسلية:
-كد ابة يا مهلبية بتغيري وبتغيري اووي كمان باين على نظراتك …ده أنتِ ثانية وكنِ هتجيبي نورا من شعرها …
طحنت أسنانها بغضب وقالت:
-ودي مين دي كمان ؟!واحدة من اللي كنت بتحضنهم وأنت وصغير …بس باين عليها صغيرة عليك …
ضحك وقال :
-لا دي بنت عم شريكي … كانت دايما بتجري ورايا بس انا دايماً شايفها عيلة صغيرة …
ضغطت جواهر على أسنانها وهي تنظر إليها وقالت :
-ذوقها و حش أووي فيه حد عاقل يجري وراك …
ضحك بقوة وقال:
-يوووه كتير بس دولوقتي عينيا بقت مبتشوفش الا حد معين وعارف أن الحد المعين ده برضه مش شايف غيري…
اشتبكت نظراتهما سوياً ورأت العشق يفيض من عينيه تهربت من نظراته
استمرت تراقصه برقة بينما عينيها تهرب من عينيه …لا تريد أن تسمع مجدداً ما تهرب منه ..قلبها يرتعش …انها خائفة …تتمنى أن تختفي مشاعره له …ان تختفي كوهم…ضميرها لن يتحمل ان تجرحه …لن تتحمل ان يقع في غرامها ليكتشف بالنهاية انها كاذبة …لانها خدعته مثل حبيبتي السابقة …نعم هي مثلها لا تختلف عنها بشئ …
-ليه بتهر بي بعيونك.مني.؟!مش معقول أنتِ مكسوفة مني ؟!
قالها مبتسماً بتسلية ..لتبتلع ريقها فيكمل هو :
-بيري. أنتِ ليه خايفة مني أنا مش هأذيكي !!!..ليه بتهر بي من مشاعري الواضحة.ناحيتك …
-مشاعر ..مشاعر أيه؟!
قالتها بتلعثم وهي تنظر إليه بخوف …قلبها غار داخل صدرها ….
ابتسم برفق وهو يمسك ذقنها ويجعلها تنظر إليه …لن يسمح لها أن تهرب.منه الآن …هي حبيبته.وأنتهى الأمر….
-يعني.أنتِ مش عارفة …مش واضح عليا يا بيري …أنا طلبت منك.فرص كتير عشان نكون سوا أنتِ ليه.مش عايزانا نتقدم في حياتنا سوا …
-أنا محتاجة وقت يا عدي …لو سمحت اديني وقت ومتنساش ظروف جوازنا ….
تنهد وهو يضع شفتيه على شعرها ويراقصها برقة ويقول:
-لسه بتحقـ دي عليا عشان أتجوزتك وانتِ مش راضية…أنا مستعد أحكيلك عن كل حاجة يا بيري ..اديني فرصة …أنا عارف أن فيه مشاعر ليا جواكي…غيرتك دي مكانتش طبيعية أبداً…اعترفي يا بيري…
توقف عن الرقص فجأة واحتوى وجنتيها وهو ينظر لأعماق عينيها فيجعل قلبها يهتز ويقول :
-أنا هقولك عن كل حاجة …هبدأ حياتي معاكي بصراحة تامة …
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في السيارة…
كانت جواهر تفرك كفيها بتوتر…فقد قرر عدي ان يخبرها كل الحقيقة …يريد ان يبدأ حياة جديدة معها دون اسرار ..دون اي غموض …يريد ان يكون صريحاً منها ويتوقع هذا أيضاً منها …ولكن ماذا تخبره…ماذا ؟!هل تخبره انها كا ذبة وانها ليست عبير صديق …ليست تلك الفتاة الثرية بل هي مجرد فتاة مُعدمة كانت والدتها تعمل خا دمة بمنزل شريف …مجرد مخا دعة …كا ذبة …اسـ.تغلته وخد عته …لا تختلف عن كارمن في شئ…هل تخبره هذا ؟!وبالطبع ردة فعله معروفة كل ما سيفعله انه سوف يطر دها من حياته شـ ر طر ده …سوف يحتـ قرها …سوف يطر.دها من حياته دون اي تردد …وقد يسـ جنها
تنهدت بصوت مسموع لينظر إليها …اراد ان يتكلم او يطمئنها ان كل شئ سيكون بخير ولكن الكلمات أبت الخروج من فمه.. لن تُبني الثقة بينهما بسهولة …فهي ابنة الرجل الذي حطـ م قلبه وهو الشخص الذي تزوجها رغماً عنها …ولكن رغم هذا سيحاول …سيحاول من أجلهما سوياً….سيحاول لانه بالفعل قد عشقها !!!لانه يريدها بحياته بأي ثمن …مد كفه وأمسك كفها وشد عليه وقال:
-كل حاجة هتكون بخير …متقلقيش يا بيري …
نظرت إليه وهي تكتم دموعها ليتها تخبره وترتاح من تأنيب الضمير ولكن ما الذي يضمن انه لن يؤ.ذيها …انه لن يضعها في السـ جن ويد مر حياتها …رغم ان خد اعها له يؤ لمها الا انها لا تثق به …هو بالطبع لن يحميها من شريف ….ضغطت على شفتيها بقوة كي لا تبكي ونظرت الى النافذة بينما ما زال كله محتضن كفها ….
أخيراً وصلا إلى مقهى هادئ يطل على النهر …المكان كان هادئ ولطيف …هنا يستطيعان التحدث براحة تامة …
خرج من السيارة وفتح الباب لتخرج هي أيضاً بينما يبتسم لها بشغف…ارتج قلبها داخل صدرها وهي تعطيه ابتسامة مرتجفة وتمسك.كفه المدود ليضم هو كفها إليه ويسير بها إلى المقهي
جلسا في طاولة تطل على النهر مباشرة .. …كلا منهما غارق بأفكاره الخاصة …ظل الصمت لعدة لحظات مسيطر على المكان …
ابتلع عدي ريقه وبدأ بالكلام …،
-اللي حصل ده حصل من حداشر سنة تقريباً …كان والدي توفى وأنا اللي استلمت أمور الشركة وقتها كنت في العشرينات …كنت مصدوم وحاسس نفسي مكـ سور …ابويا راح وأمي قبله كانت ما تت…لقيت نفسي أنا وأختي مطمع لناس كتير وغير الناس اللي حاولوا يوقعوا الشركة ورغم اني مكنتش أعرف حاجة عن ادارة الأعمال بس خالي وقف جمبي وعلمني ازاي احافظ على الشغل …وبالفعل الشركة نجحت على ايدي ..مكنتش بنام.لحد ما الشركة بقت اتنين ..وقدرت انجح في عالم الأعمال وبنيت علاقات كتير ..لحد ما قابلتها …قابلتها بعد مو ت والدي بخمس سنين …في الوقت اللي كنت فيه ناجح جداً …كان اسمي ضارب في عالم الأعمال …بنت من أسرة بسيطة …قدمت في الشركة لشغلانة سكرتيرة …كارمن كانت جميلة أووي ..جميلة بشكل متتخيلهوش …أكيد شوفتيها صح ؟!
هزت رأسها وهي تشعر بالضيق داخلها …كيف يمدحها أمامها …بينما أكمل عدي وهو شارداً؛
-بس تعرفي يا بيري ..أنا منجذبتش ليها بسبب جمالها ..صحيح كان جمالها سبب من الأسباب بس في الحقيقة انجذابي ليها كان بسبب ضعفها …بؤسها ….كانت مخلية عندي رغبة دايما أن احميها…مشاكل عيلتها كانت كتير …كان نفسي اخدها منهم وأسعدها وبالفعل اتقدمتلها رغم اعتراض خالي على الموضوع …أنا قاطعت خالي بسببها لانه كان شايفها طمعا نة فيا بس انا كنت بحبها …الحب عما ني واكتشفت قبل ما ادبس معاها أنها مزقوقة عليا عشان تطلع اسرار الشركة وده طبعاً بس خساير غريبة حصلت للشركة شكيت في الكل اللي هي …بس بيقولوا وقعة الشاطر بألف …كاميرا المكتب بتاعي جابتها وهي بتسرق ملف مني عشان تديه لمنافسي في الشغل …وقتها طر دتها من حياتي بعد ما اكتشفت الصدمة التانية أنها كانت عشـ يقة الراجل ده …اخدت اكبر صدمة في حياتي …
مسح وجهه بتعب وقال :
-وقتها قولت مش هحب تاني …بس حبيت يا عبير ….
نظر إلى عينيها الباكية وقال وعينيه تلمع بقوة :
-حبيتك أنتِ يا عبير …حبيت بنت عد وي !!أنا بقيت أسيـ رك … اديني فرصة نبدأ سوا حياة جديدة …حياة من غير ما نفكر في الماضي …منفكرش الا في الحاضر والمستقبل …عايزاكي تكوني ليا يا عبير ممكن ؟!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
خصلة من الشعر …صورة لها احضرتها بطرقها الخاصة …فقط هذا ما طلبه الدجال منها وقد نفذته …جلست جوري تنتفض بجواره …وقد أتت بمفردها دون قدوم صديقتها معها بطلب من الدجال …
ابتلعت جوري ريقها وقالت:
-يا شيخ متأكد أن جوزي هيرجعلي …
نظر إليها الدجال بمـ كر وقال:
-طبعاً هيرجعلك وهيبقى خاتم في صباعك كمان …بس الاول نكر هه فيها هي … السحر اللي عملته ده سحر الخر اب والمو ت …يعني هي هتكر.ه جوزها الأول وهتتطلق منه وبعدين هتمو.ت ووقتها الطريق هيفضى ليكي …
ارتعشت جوري ..هي لا تريد أن تقتـ لها لذلك قالت:
-هو مينفعش نطلقها بس يا شيخ …يعني بلاش قصة نمو تها دي
ابتسم الدجال بسخرية وقال:
-أيه صعبانة عليكي اللي أخدت جوزك منك …لازم تمو.ت عشان يرجعلك والا انسي الموضوع ..
-لا لا خلاص اسفة يا شيخ أعمل اللي عايزة ….
هز الدجال رأسه وهو يمسك الصورة وخصلة الشعر ويتمتم بكلمات غريبة ..يضع أشياء في النا.ر فترتفع النا ر أكثر بطريقة أخافت جوري … أمسك الدجال كوب وقال:
-خدي اشربي ده عشان نكمل …
هزت جوري رأسها وامسكت الكوب وشربته بسرعة ولم تنتبه لابتسامة الد جال الما كرة …
ما أن شربته حتى شعرت بشئ مريب ….كانت واعية ولكنها تشعر وكأن جسدها مكبل …لا تستطيع الحركة …
-أنت ..انت اديتني أيه ؟!
قالتها بتعب وهي تحاول النهوض فلا تستطع…ابتسم الدجال ونهض من مكانه وهو يمددها على الأريكة الخشبية ثم بدأ بخلع ثيابه ..كانت تهز رأسه وهي تقول :
-ايه.ده.بتعمل ايه …بتعمل أيه ؟!
ضحك وقال:
-بأخد أجري يا حلوة …هي صاحبتك مقالتلكيش …مع الفلوس ده بيكون أجري …
ضحك مرة آخرى وهو يسلبها ثيابها بينما تنظر إليه بصدمة وبدأ بالإعتد اء عليها وكل هذا وهي لا تستطيع الصراخ من الأساس وكأن صوتها عاجز عن الخروج من شفتيها !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
عادت الى المنزل وهي منهكة….لساعات ظلت تبحث عن عمل ولم تجد …عينيها مشبعة بالدموع ..رباه هي ووالدتها سوف يمو تان من الجوع ان استمر الأمر بهذة الطريقة …دعكت عينيها بتعب شديد وجلست على أرضية الصالة وهي تجهش بالبكاء …خرجت والدتها من الغرفة وهي تدفع عجلات المقعد المتحرك الخاص بها وقالت بشفقة:
-ملقيتيش شغل صح ؟!
نظرت رانيا بذبول الى والدتها وقالت بنبرة مختنقة :
-لا يا أما ملقيتش …للأسف ملقيتش …
ثم اطرقت برأسها مرة آخرى وهي تكمل بكاؤها …كل شئ ينها ر من حولها …بعد ان ظنت ان حياتها سوف تتغير الآن كل شئ انهد م من حولها …
مسحت دموعها ونظرت بعجز الى والدتها وقالت:
-اتبقى معانا كام في البيت يا أما؟!
أطرقت رابحة برأسها وتمتمت بخفوت:
-٣٥٠جنيه بس يا بنتي ….
أغمضت عينيها بقوة …تلك الأموال تكفيها فقط لتشتري دواء والدتها …كيف تتصرف …
-الدوا خلص مش كده ..
قالتها رانيا وهي تمسح وجهها بقوة لترد رابحة:
-لا لسه فيه شوية متقلقيش يا بت هتتسهل ربنا مبينساش عباده …
ابتسمت رانيا بمرارة وقالت بتعب:
-الدوا خلص يا أما أنا شوفته الصبح …هاتي الفلوس اروح اجيب غيره وهيتفضل خمسين جنيه نتعشى بيهم…
-طيب وبكرة يا رانيا ..
هتفت والدتها بإعتراض لتتنهد رانيا وترد قائلة:
-أنتِ قولتي يا أما ربنا مبيسيبش عباده …ربنا مش هيسيبنا ..هاتي الفلوس …
……..
وقفت أمام منزل السيدة ماجدة وطرقت عليه ….دقائق وفتحت لها سيدة بمنتصف العمر يبدو على ملامحها الطيبة واللطف
-رانيا ازيك يا حبيبتي..
قالتها ماجدة بترحاب لتقول رانيا …
-ممكن أدخل يا خالتي …
-اكيد يا بت البيت بيتك ادخلي يا رانيا …
ولجت رانيا الى المنزل وهي تبتسم بإرتباك …جلست ماجدة وقالت:
-اتفضلي يا بت يا رانيا اقعدي هو أنتِ غريبة …
هزت رانيا رأسها وجلست على الأريكة ….
-تشربي ايه يا بنتي ؟! …
-لا لا يا خالتي أنا بس عايزاكي في كلمتين وهمشي علطول و…
لكن ماجدة قاطعتها بلوم وقالت:
-كده برضه يا رانيا …لا يا حبيتي لازم تشربي حاجة استني ..بت يا نورهان …
أتت فتاة مراهقة من الداخل والتي كانت ابنة ماجدة وقالت:
-نعم يا ماما ..
-روحي اعملي لرانيا عصير المانجا اللي بتحبه يالا …
ابتسمت الفتاة ونظرت إلى رانيا قائلة:
-حاضر يا ماما من عيوني …ازيك.يا أبلة رانيا نورتينا
-بنورك يا حبيبتي .
قالتها رانيا بود لتدخل الفتاة فتقول ماجدة:
-ها يا رانيا كنتِ عايزاني في أيه ؟!
ابتلعت رانيا ريقها وقالت:
-عايزة شغل يا خالتي ..اي شغل …حتى لو هنضف في البيوت …أبوس إيديكي يا خالتي حالتنا بقت صعبة أووي وأمي تعبانة وأدوية السكر والضغط اللي بتاخدهم كل يوم بيغلوا عن اليوم التاني وانا مش عارفة أعمل ايه ….يا خالتي شوفيلي اي حاجة بالله عليكي …
تنهدت ماجدة ونظرت إليها وقالت:
-دكتور يحيى اتصل بيا عشانك وقال لو ….
-معلش يا خالتي ابعديني بس عم دكتور يحيى عايزة شغل بعيد عنه …
-يا بنتي ده جابلك شغلة كويسة و ..
نهضت رانيا وقالت بهدوء؛
-خلاص شكراً يا خالتي أنا هتصرف …
ثم نهضت لتقول ماجدة:
-يا بت بس استني ماله دكتور يحيى بس ؟!
ولكن رانيا لم ترد بل خرجت من المنزل مسرعة ..لتتجمد فجأة وهي ترى يحيى أمام المنزل بسيارته الفارهة والتي كانت تناقض تماماً بساطة الحي ….
تجاهلته رانيا وكادت أن تذهب ولكنه أمسك ذراعها وقال:
-حابب اتكلم معاكي …
شدت ذراعها منه وقالت:
-مش كفاية اللي الست والدتك قالته ..ممكن تسيبني في حالي ..
كانت ماجدة تراقب الحوار بفضول واتسعت عينيها بدهشة ويحيى يمسك ذراع رانيا ويجذبها نحو السيارة..
-ايه ده سيبني …سيبني !!
نظر إليها ببرود وقال:
-آنسة رانيا هنتكلم شوية وبعدين هسيبك ده لو مش عايزة أي فضايح دلوقتي …اركبي العربية بهدوء …
-مش هركب …مش هركب …
صرخت به …
أغمض عينيه بقوة وقال :
-أنتِ اللي طلبتي …
فجأة شهقت رانيا وهو يحملها بغتة ويدخلها لسيارته !!!

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشيطان وقع أسيرها)

اترك رد

error: Content is protected !!