روايات

رواية مذكرات فيروزة الفصل السابع عشر 17 بقلم شيماء آل شعراوي

رواية مذكرات فيروزة الفصل السابع عشر 17 بقلم شيماء آل شعراوي

رواية مذكرات فيروزة البارت السابع عشر

رواية مذكرات فيروزة الجزء السابع عشر

مذكرات فيروزة
مذكرات فيروزة

رواية مذكرات فيروزة الحلقة السابعة عشر

-(الخاتمة الأولى)-
فى صباح يوم جديد وتحديداً فى قصر الراشد، وبعد أن تم سجن”خالد” وزوجته بتهمة الشروع فى قتل “فيروزة” لمدة سنة، بينما كان باقى أفراد العائلة مجتمعة على سفرة الطعام فى صمت شديد، نهض “عمر” من مكانه فأتاه صوت ابيه قائلاً:- قومت ليه من على الاكل أنت ماكلتش حاجة.
أردف “عمر” بضيق وصوت عالٍ: ماليش نفس كل أنت يمكن تشبع.
نظر إليه “عامر” الذى قال بحده:- أنت ازاى بتكلمني كدا ايه مفيش احترام لأبوك.
أجابه الأخر باللامبالاة:- والله حضرتك دي طريقة كلامي .
وفى هذة المرة تحدثت “نازلي” بتحذير:
– الزم حدودك ياعمر ومتنساش اللى بتتكلم معاه يبقى أبوك فخلى بالك من كلامك الزفت دا.
-والله لو كلامي مش عاجبكم محدش منكم يوجهلي كلام من أصله ياريت على الأقل أبقى مرتاح.
هب “عامر” واقفاً وهو يستشيط غضباً ثم اقترب من ابنه ليقول بضيق وهو يجذبه من ذراعيه:
– الظاهر أني دلعتك زيادة عن اللزوم والله ياعمر لو ماحترمتش نفسك لتشوف مني حاجة مش هتعجبك.
أبتعد “عمر” عنه بعنف وهو يقول بغضب:
– وياترى المرة دي هتعمل فيا زي ما عملت فى بنتك فيروزة ولا لسه فى وش تانى عند سيادة اللواء مظهرش.
ساد الصمت فى أرجاء القصر إلا صوت تلك الصفعة التى تلقاها “عمر” من أبيه، وضع يديه على موضع الصفعة وقد بدأت عيناه تلتمع بالدموع فقال بحزن:
– ايه كلامي وجعك للدرجاتي، بس وجعك ده ميجيش حاجة جنب وجعها هى، و بسببك أنت أختي مشيت وسابت البيت ولحد دلوقتي مش عارفين هى فين ولا نوصلها، بسببك أنت كانت هتموت لكن ربنا نجاها انا عمري ما هسامحك يابابا لان انت السبب فى كل اللى حصلنا.
بعد ما أنهى حديثه غادر المكان بأكمله تاركاً خلفه تلك الصدمة والحزن الذى أحتل ملامح الكل، بينما “عامر” شعر بثقل فى قدميها وكاد أن يسقط فاسنده أخيه “أحمد” الذى قال بقلق: – عامر أنت كويس حاسس بحاجة تعباك.
وضع الأخر يديه على موضع قلبه الذى يؤلمه بشده ليقول بخفوت: لا مفيش أنا كويس.
أبتعد عنه وهو يخطو بثقل صاعداً إلى الأعلى، بعد خضون دقائق دخلت “نازلي” غرفتها لتجد زوجها جالس على الأريكة ممسكاً بيديه صورة جمعته بأبنته “فيروزة” وهى تحضتنه، جلست بالقرب منه وهى تضع رأسها على كتفه، قائلة بحزن:
– أنا قلبي واجعني على بعدها عني طول الفترة دي، مش عارفة ايه اللى وصلنا لكدا نفسي أشوفها.
تحدث “عامر” بخفوت وألم:
– أكيد هترجع بس هى زعلانه مننا علشان كدا سابتنا، بنتنا قلبها أبيض ونقي عمرها ماهتكرهنا هى محتاجة شوية وقت ترتاح فيه وتنسى اللى حصل، وبعدها هترجلنا أقوى من الأول.
أخذت الأخرى تبكي قائلة:
– ولو مرجعتش وفضلت زعلانه مننا قولي هقدر أعيش أزاى من غيرها دى بنتي ياعامر حته من روحي.
أحتواها بين ذراعيه وقد التمعت عيناه بالدموع ليقول بخفوت:
– متقوليش كدا إن شاء الله هترجع، وبعدين أنا عيزاك تصبري شوية كمان لحد مانعدى الفترة دي عايز أشوف مراتي اللى دايما بتكون الدعم والسند ليا، علشان خاطري يانازلي مش عايز اشوفك ضعيفة بالشكل دا لان بحس أن دنيتي بتضلم، أوعديني أنك متعيطيش تانى وأنا هعمل المستحيل عشان ارجعها لحضننا.
– حاضر ياعامر أوعدك.
بعد مرور عشر أيام أُخر قام “أدم” بعقد قرآنه على “سارة” دون عمل حفل زفاف وسافر بها إلى إحدى البلاد السياحية ليقضوا شهر العسل نظراً لتلك الظروف التى تمر بها العائلة،،
بينما الأخ الفرفوش “طارق” جلاب المصائب تمت خطبته رسمياً على حبيبته “سهر” ابنة عمه “أحمد” التى كان لها دور كبير فى تخطيه ذاك الحزن والخزي والعار الذى تعرض لهما من عائلته،،
ومازال “عمر” يقاطع أبيه ويرفض أن يتحدث معه، فهو يحمله كامل المسؤلية فى ابتعاد أخته وصديقته وكاتمة أسراره عنه ولن يجتمع معهما ثانياً إلا عندما يأتي إليه ب “فيروزة”،،
———————————————————————
كانت تأخذ الصالون ذهاباً واياباً تتوعد بعقابٍ شديدٍ إليه، ظلّت تقطم أظافرها بأسنانها، فقد تاركها مساء البارحة بمفردها فتلك الشقة العريضة ولم يأتي حتى الآن، فقالت متواعدة:
-ماشى ياعمران أما وريتك مبقاش أنا فيروزة، بقى تسبني طول الليل لوحدي ومتجيش طيب والله ما هسكتلك بس لما تشرف.
بعد مرور بضع ساعات
فتح “عمران” باب الشقة بهدوء وهو يلتفت حوله ليرى المكان هادئ للغاية، فأغلق الباب خلفه وأخذ يتفحص الأركان فلم يسمع لها زفيراً، علم على أثر ذلك أنها فى غرفتها تنهد بهدوء وهو يضع تلك الأشياء الذى بيديه على الطاولة، ثم أقترب من غرفتها وطرق الباب بخفة فأتاه صوتها الغاضب:
– وأخيراً الاستاذ شرف ايه اللى جابك ما لسه بدري.
وضع يديه على شعره وقال بأبتسامة خبيثة:
– بجد يعنى أمشى، حاضر امرك يطاع أيتها الأميرة.
أبتعد قليلاً عن الباب تحسباً لأى بطش سيحدث منها، وعلى أثر ذلك رأى الباب يُفتح بقوة لتخرج منه وهى ممسكة بيديه عصا، بينما “عمران” نظر إليها بصدمة من هيئتها الغاضبة ومازاد دهشته أكثر العصا التى تحملها بيديها، بدأت تقترب منه وهو يتراجع للخلف، فقالت بأبتسامة غاضبة:
– جرب كدا تمشى وأنت هتشوف ايه اللى هيحصلك.
رفع يديه أمامها ليقول بحنان:
-أهدي ياقلبي أنا عارف أنك زعلانة مني بسبب اني مجتش البيت بليل بس والله غصب عني.
وضعت يديها على خصرها ثم قالت بضيق:
– وايه اللى غصبك ياعنيا، ميكنش شايفلك شوفه جديدة.
اقترب منها ونزع العصا من يديها ليقول برفق:
– يافيروزة ياحبيبتي هو أنا أقدر اشوف غيرك انتي بس اللى مالكة قلبي، وبعدين ياستي مكنش بمزاجي اني مجيش، ابني سفيان كان تعبان أوى امبارح وكان لازم أفضل معاه ودلوقتى بس عرفت اسيبه مع أمي وأجيلك.
أردفت بقلق واضح فى نبرتها:
– سفيان تعب طب هو كويس وايه اللى حصله رد عليا.
أبتسم بخفة وتفهم خوفها فهى الأيام الفائتة كان يأتي بسفيان إليها دون علم أحد وقد بدأت تتعلق به، بينما هو قال برفق:
– الحمدلله هو كويس متقلقيش عليه.
نظرت إليه بحزن ثم قالت:
– طب ليه معرفتنيش امبارح باللى حصل بدل ما كنت سايبني كدا قلقانه وخايفة عليك.
– حقك عليا عارف أن أنا غلطان وعلشان كدا جبتلك معايا حاجة تراضيكي.
– ايه هى.
أمسك يديها ليقترب من الطاولة وقام بإخراج علبة قطيفة زرقاء من تلك الشنط، قام بفتحها فسعدت
“فيروزة” عندما وجدت بداخلها سلسلة ذهبية على هيئة فراشة، ابتسم ثغرها لتقول بسعادة:
– دي علشاني أنا.
أمسك “عمران” السلسلة بيديه وقام بوضعها على رقبتها ليقول هامساً:- اه ياست البنات دي علشانك أنتي، وكمان جبتلك الشوكولاته التى بتحبيها.
هرولت باتجاه الشنط وقامت بإخراج كيس مليئ بالشوكولاته فصرخت بفرحة:
– بجد مش عارفة أقول ايه بس أنا فرحانه أوى ياعموري، أبقى هاتلي كل يوم شوكولاته من دي لان أنا بحب النوع دا أوى.
– من عينيا حاضر دا أنت تؤمر ياجميل وعمران عليه انه ينفذ.
أقتربت منه بدلال وهى تقول:
– عشان تعرف أني مش بحبك من فراغ.
أمسك خديها برفق وهو يقول بمرح:
– مصلحجية أنتى ياروزا، المهم سيبك من دا كله أنتى مش جعانة.
وضعت يديها على بطنها تتحسسها وكأنها تذكرت عدم وضع الطعام فى فمها منذ الصباح، فقالت بجوع:
– اه أنا جعانة اوي ياعمران من الصبح مكلتش أى حاجة.
نظر إليها بعتاب قائلاً:
– ليه بس مش أنا نبهت عليكي كذا مرة متسبيش نفسك من غير أكل انتي ليه مش بتسمعي كلامي.
– ما أنت عارف أن أنا مش بحب أكل لوحدي.
تنهد بهدوء ثم قال:
ماشى يافيروزة اتمني ان ده مايتكررش تانى مفهوم.
– مفهوم.
– تحبي نطلب ايه من برا.
– نفسي أكل بيتزا وشاورما لو ينفع تطلبهم ليا اطلبهم.
– ماعنديش مانع بس هتقدري تأكلي الاتنين.
نظرت إليه بطرف عينياها لتقول:
– اه عندك مانع ياأستاذ.
– ابدا والله بس ياريت تاكليهم وماتسبيش حاجة منهم عشان عيزاك كدا تربربي.
– لا ياخويا أنا حلوة كدا.
أردف بمرح قائلاً: – يابت علشان يوم فرحنا لما تلبسي الفستان تبقى مالية مركزك.
– لا ياخويا متقلقش أنا مالية مركزي من غير أى حاجة.
– طبعاً يابطل هو أنا أقدر أقول حاجة.
فيروزة: طب ايه مش هتطلبنا الأكل ولا هتخليني جعانة.
أخرج الهاتف من جيبه وهو يقول:
– حاضر ياحبيبتي هطلب أهو.
فى وقت متأخر…..
أستيقظ الساعة الثالثة ليلاً وهو يشعر بالظمأ فخرج من غرفته متجهاً إلى المطبخ ليقع بصره على باب غرفتها ليرى ضوءاً ينبعث منه، أتجه نحوه وفتح الباب بخفه فوجدها تجلس على الأريكة بجانب الشرفة تقرأ إحدى الروايات، نظر إليها مُبتسماً ثم ولج إليها وأقترب منها ليقبل رأسها برفق ثم قال متسألاً:
– وياترى رواية ايه اللى بتقرأيها النهادرة؟
إشارت إليه أن يصمت فضحك بخفة ليتركها ويتجه إلى المطبخ ليروى عطشه ثم أخرج من الثلاجة علبة مغلفة ليملء كأس من العصير البرتقال الذى تعشقه بشدة ثم ذهب إليها مجدداً وقام بوضعه بجانبها على الطاولة، بينما هو جلس على طرف الفراش ينظر إليها بكل حب فهى من سكنت روحه حتى تفارق روحه مثواها وهى الوحيدة التى تربعت على عرش قلبه، فالحب هو أندفاع روح إلى روح وأندفاع جسد إلى جسد، ظلّ يتأمل تفاصيل وجهها الطفولية فكانت تقرأ وبعض الدموع تنساب على وجنتيها فلم يتحمل أن يشاهدها تبكى هكذا ليقترب منها وجلس أمامها وهو يضع يديه على الكتاب ليغلقه قائلاً:
– كفاية قرآءة لحد هنا يافيروزتي الجميلة…وبعدين ايه اللى حصل خلاكى تعيطي بالشكل ده !.
نظرت إليه بعيون باكية ثم وضعت كفها الصغير على وجهها لتبكى بأنهيار قائلة: البطل مات.
احتواها بين ذراعيه ليمسد على شعرها بحنان محاولاً تهدئتها وهو يجاهد نفسه الا يضحك بصوت عالٍ حتى لا تغضب منه..فأن فتاته الصغيرة حقاً مجنونة أهى تبكى من رواية خيالية، فقال مبتسماً:
– حبيبتي روزا أهدى ياقلبي والله لو حد سمعك ليفتكروا أن حبيبك هو اللى مات مش البطل لاسمح الله فأهدى كدا يامجنونة بدل مايتلموا علينا ونتفضح تخيلي كدا لو حد جه وسألني هقوله ايه معلش أصل البنت اللى بحبها وخطفها بتعيط على البطل اللى مات.
ضحكت بخفة وهى تنظر إليه بنظرات عاشقة فقام هو بمسح وجهها من الدموع بيديه وقال مازحاً:
– أصبحت وظيفتي فى الحياة هى مسح دموعك شوفتي أنا بتعب أزاى علشانك.
أبتسم ثغرها بخفة وهتفت برقة: عمران.
ألتمعت عيناه بالحب والشغف ليقول: نعم ياقلب عمران.
رفعت يديها تلمس وجهه لتمررها على ذقنه النابته قائلة:
– ممكن أطلب منك طلب صغير خالص مش هتتعب فيه.
تحدث “عمران” بهدوء قائلاً: ده أنتى تأمريني ياملكة قلبي.
أقتربت منه أكثر ثم قالت برقة: ممكن ننزل نتمشى شوية.
أبتعد عنها قليلاً لينظر إلى ساعة الحائط ثم قال:
– حبيبتي أنتى بتهزرى صح الساعة دلوقتى ٣ونص والفجر قرب يأذن وغير أن الجو برا برد جدا وممكن تبردى.
إمسكت يديها وأخذت تتوسل إليه:
– علشان خاطري أنت بكرا أجازة من الشغل وموركش حاجة يلا بقا … يلا يلا يلا علشان خاطر فيروزتك.
أمسكها برفق من كفها الناعم ليقول بهيام:
– وأنا علشان خاطر روحي أعملها كل اللى نفسها فيه هو أنا عندي أغلى ولا أجمل من فيروزتي.
قفزت بسعادة وهى تضمه بحب ثم أبتعدت عنه وهى تهرول إلى الخارج بحياء، فذهب خلفها وهو يشعر بالسعادة من أجلها فقد أستطاع أن يجعلها تخرج مما كانت فيه..
فى إحدى الشوارع كانت تلهو وتركض مثل الأطفال الصغار تحت المطر المنهمر بشدة، فهى مثل الفراشة الطائرة فى الهواء الطلق أخذت تضحك بصوت عالٍ وهى تمسك بيديه ليدور بها بسعادة لا يعرف لها مثيل
تعلقت برقبته وهمست بجانب أذنية قائلة:
– أنا نفسي أغني بصوت عالى ونرقص أنا وأنت تحت المطر.
ضمها إليه ونظر إلى فيروزتها اللامعة ليقول بأبتسامة:
– لا عايزة تغني غني وأنتى فى حضني مش عايز حد يسمع صوتك الجميل غيري أنا.
دفعته بعيداً عنها لتقول بتذمر:- بس أنا عايزة أغني بصوت عالى.
جذبها من معصمها برفق وقبل أرنبة أنفها ثم قال:
– خلاص يلا نروح وهناك غني براحتك مش هقولك لا.
تحدثت “فيروزة” برجاء: – عمران علشاني أنا حابه أغني وبعدين محدش هيسمعني لأننا أصلاً أصلاً مفيش حد حواليا.
أومأ لها فبتدأ أن تتغنى وتتمايل على نغمات صوتها فرفعها إليه محتويها من خصرها بين ذراعيه، أخذ ينظر إليها بسعادة وحب ليدور بها تحت مياه المطر فأطلقت ضحكة رنانة جعلت دقات قلبه تقذف فرحاً..
ضمها أكثر لصدره لتتعلق بعنقه تحتويه بذراعيها ليأتيها همسه المنعش لها وكأنه الحياة قائلاً:
– ياملاكي الصغير أنتِ الأمل والسعادة التى تسكن بقلبي، ولا يمر يوم علىّ دون ما أدعو الله ليحفظكِ ويرعاكِ … محبوبتي سأكون معك دائماً فى كل مكان وزمان..سأكون عونك وحمايتك وقلباً ينبض لأجلكِ..فأنتى عوض الله الجميل الذى يزهر أيامي.
أبتعدت برأسها قليلاً إلى الخلف لتنظر إليه بعينيها المشرقتان اللامعتان بسعادة لا توصف، ورفعت كف يديها الصغير لتتحسس تقاسيم وجهه ثم أقتربت أكثر وهمست بجانب وجنتيه قائلة بحب:
– عيناك وطن لا يخون …فقلبي لا يمكن أن يزهر سوى بالنظر لعينيك…ف أنت ياحبيبي ونبض قلبي لا تشبه أحد من الراجل ف أنت لا مثيل لك يا عمراني، أنت سندي وقوتي وحمايتي والعصاه التى أتكأ عليها.
دن منها ليقبلها برفق بجانب شفتيها الوردية ثم استند بجبينه على جبينها وقال بحب:
– حفظك الله لىّ أيتها الصغيرة …وأوعدك بأني سأكون الرجل الذي تمنيته دوماً…بحبك يازهرة ربيعي.

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مذكرات فيروزة)

اترك رد

error: Content is protected !!