رواية نبض الهوى الفصل الرابع 4 بقلم أماني سعيد

رواية نبض الهوى الفصل الرابع 4 بقلم أماني سعيد

رواية نبض الهوى الجزء الرابع

رواية نبض الهوى البارت الرابع

رواية نبض الهوى الحلقة الرابعة

اول مرة حد يخرج من العمليات بالحلاوة دي ، قطعت تفكيري بصوتها الرقيق وهي بتقول
_ زين انا فين ؟
ضحكت وقولت :
_طالما انا موجود يبقي اكيد في الجنة ولا عندك شك
سكتت فكرتها هتضحك بس باين انها لسه مفقتش، اخدت كرسي وقعدت جمبها ، بصلتلها شوية كان وشها باين عله الإرهاق ورغم كده فيه حاجة حلوة ، كانت مغمضة عينها رغم أنها في وعيها يمكن بتتجنب تبصلي مش عارف ليه انا معملتش حاجة غير إني سلمت ورقها لدكتور محمد ، ولو اعرف ان ده هيسببلي المشاكل دي كنت علقت الملف بتاعها مادلية في رقبتي ولا كنت سلمته ولا سبته لحظة اصلا، يخربيت اللي يزعلك يا شيخة، فتحت عينها ببطء وقالت
_ايه اللي حصل انا مش فاكرة .. مش فاكرة غير إني كنت علي البحر و حسيت ان قلبي وقف حسيت ان نفسي اتقطع وجريت علي الصخور اطلب مساعدة
قومت واديتها ضهري علي اساس بتابع الأجهزة، ومن جوايا بسمع لكل حرف ، قلبي واجعني عليها عارف احساس الغريق اللي مستني اي فرصة نجاة اي اید تسحبه، هي بس كانت الغريق ده كانت أنفاسها معدودة حتي شوية الصخور العادية مقدرتش تكملها مش عارف اقولها ايه بس واجبهالها ازاي دي لما عرفت ان عندها ثقب في القلب كان هيغمي عليها اومال لو عرفت باقي الورق في ايه هيجرالها ايه ، اخدت نفس عميق ولفيت وشي ليها بابتسامة مصطنعة وقولت بحماس
_محصلش حاجة يستي تعبتي شوية ونقلوكي علي هنا لقينا الثقب الصغنن اللي في قلبك بقي ثقب كبييير بقي زي ثقب الأوزون، قومنا دخلناكي بسرعة عمليات وعملنالك حتة قسطرة إنما ايه هتاكل من قلبك حتة، بس كده وخرجتي زي الفل
مش عارف ايه جو الأطفال اللي كنت بكلمها بيه ده و کمية الكدب اللي كدبته، طبعا مكنتش هقولها انها من أصعب العمليات اللي مرت عليا ولا إني كنت قربت انام من کتر ما طولت ولا اي كلام يخوفها كفايا اللي هي عاشته ، ضحكت ضحكة خفيفة خطفت قلبي، وقالت
_و مين اللي عملي العملية دكتور محمد برضو
هرشت شعري بحركة لا إرادية من الكسفة اللي حطتني فيها، دي مش معقول صاحية من عمليات دي كانت صاحية من بدري ومتمزجة كمان فایقالي ياختي ، رديت بثقة _لا انا اللي موجود في المستشفي ف انا اللي عملتها
بصتلي بصة مفهمتش معناها حسيتها شمتانه فيا، ايه ده يا ربي هو أنا عملتلها حاجة ، حواجبي طلعت ونزلت كتير من كتر الاستغراب والأسئلة اللي بتدور في دماغي، بصتلها وقولت السؤال اللي كان شاغل بالي
_هو دكتور محمد عمل حاجة ديقتك ؟! هو في بينكم مشاكل يعني
بصتلي فجأة وبرقت وقالت بصوت حاولت تعليه لكن مقدرتش
_يعملي انا حاجة هو انا كنت هسيبه يفكر فيها اصلا ولا حتى ي..
_ايه ايه اهدي ماسورة ردح أتفتحت في وشي، دكتور محمد كويس جدا وذوق عشان کدا مستغرب وبسألك لو في حاجة هعلقه علي باب العيادة مخصوص بس انتي تقولي كده واتفرجي ع اللي هيحصل
بتصلي بطرف عينها وقالت
_متشكرة متتعبش نفسك
هي بتكلمني بقرف ولا انا اللي قرفان وشايف كل شئ مقرف، أتمني يكون الخيار التاني لان مش بعد الجري والتعب ده تكلمني بأسلوب وحش والله اقوم اخد القسطرة بتعتي وامشي، قومت عشان امشي لفيت ضهري وقبل ما اطلع كانت بتنادي
_زين
لفيت وبصيتلها خير يا رب ، قالت
_شكرا
يخربيت جمال الكلمة منك والله دبش بس عليها واحده شکرا بصوتها لما يبقي رقيق بتاخد القلب والعقل ، ردیت بأسلوب احلي من اسلوبها
_لا شكر علي واجب، اه نسيت اقولك حاجة
بصتلي باهتمام وقالت
_ايه الحاجة دي
رديت بابتسامة
_خليها لما تقومي بالسلامة احسن، في كل الأحوال محدش هيمسك حالتك غيري ف متستعجليش هتعرفي كل حاجة في وقتها
مشيت وسبت علي وشها الف سؤال محدش هيجاوبهم غيري بس الافضل ترتاح دلوقتي ولقاءتنا الجاية كتير هتعرف اللي هي عايزاه وانا كمان هعرف كل حاجة بس الصبر
“لیلی ”
كنت فاكرة كل حاجة كويس فاكرة احساسي بالخنقة فاكرة قاعدتي قدام البحر علي الرملة وانا ضامة رجلي إلي صدري زي ما كنت بعمل وانا صغيرة ، حسيت ان الدنيا مفهاش حاجة حلوة أو يمكن فيها بس مش من نصيبي، الخنقة زادت لدرجة أن دموعي اتحبست جوايا ، بقي الهوا بیدخل لصدري بالعافية كأنه بيعدي من خرم إبرة، سمعت صوت الفون لقيت رسالة منه
” ليلي انتي كويسة ؟! ”
كنت عايزة اقوله انا مخنوقة زعلانة، انا لوحدي ، انا ضعيفة ،ضربات قلبي حسيتها اتعدمت نفسي اتقطع مش حاسة بالهوا كتبت وانا بنهج
” أنا مش قادره اخد نفسي ”
بعتها وحسيت ان هيغمي عليا ، وقفت بسرعة مفيش قدامي حد ،مشيت ناحية الصخور حطيت ايدي عليها حاولت اخد نفسي مش قادرة ، مقدرتش اطلع الصخور حاولت اتسلقها ايدي فاتت ،محستش غير بوجع في ضهري كانه اتقسم نصين، الدنيا بدأت تضلم واحدة واحدة لحد ما بقت سودا..
فتحت عيني على ضوء ابيض عالي متركز عليا كاني مجرم هربان عليه كل العيون، غمضت تاني وشوية شوية بدأت افتح لقيت ممرضات رايحين جايين و واحدة ابتسمت وطلعت تجري علي برا ، حرکت راسي شمال ويمين بالعافية كل عضمة في جسمي بتوجعني ، بيص قدامي لقيته بأبتسامته اللي دايما بتديني جرعة تفاؤل و أمل أن الحياة لسه فيها حجات حلوة ،حجات حلوة زيه ، رغم التعب اللي حسيت بيه الا أن اسمه كان اخف حاجة علي قلبي ، أسلوبه في الكلام حسسني إني بنت عشر سنين حسسني ان عملية كبيرة زي دي تمثل شكة دبوس ، انا عارفة كويس انها مش كدا وان حياتي كانت متعلقة بين السما والأرض وكان ممكن اصحي القي نفسي في الجنة أو النار بس الحمد لله صحيت في جنة الأرض، الجنة اللي هو موجود فيها زي ما هو قال ، كان الجو جميل اوي حسيت براحة في وجود كتلة التفاؤل دي قدامي بس كل الراحة دي اتحولت لنرفزة بمجرد ما سأل سؤاله الغبي ويعني هيكون ايه اللي بيني وبين سي محمد ،مفيش حد يقدر يدايقني اصلا ده انا كنت فضحته، وكمان افتكرت أن دكتور محمد هو اللي هيكمل عن زين فزادت عصبيتي وحزني، خلاص انا ارتحت ل زين انا بخف لما بشوفه معدش ينفع اي حد تاني، زي الدوا اللي بتاخده يوميا وجسمك ادمنه مهما اخدت أدوية هيفضل الدوا ده مصدر شفاك لمجرد انك بتحبه، معرفش انا قولت ايه بس اللي فاكراه هو صوتي المخربش زي القطط وكلام مش مفهوم بس من تعابير وشه اظاهر انه فسر كل كلامي وعصبيتي، و توقعت انه يرد ويتعصب عليا بس هو عمل عکس کدا ،قام ومشي بهدوء ، دايما حضوره خفيف ميتهيئليش انه ممكن يفكر يدايقني ولو بكلمة، حسيت اني للمرة التانية غلطت فيه وهو اللي انقذ حياتي ، حسيت اني عايزة اوقفه واقوله اسفة بس انت اللي غبي ومش فاهمني، اسفة أنا طيبة و الله وبحترمك و صوتي العالي ده صدى حزني والله انت بس ناقصك حبة ذكاء كده و مش هتشوفني متعصبة بس المخ العسل ده يفتح شوية، ناديته وطبعا كل الكلام الكبير ده انكمش وبقي كلمة واحدة
“شكرا”
#اماني_سعيد
، شكرا لأنك الشئ الوحيد الحلو في دنيتي الملخبطة، شكرا لأنك أدركت أن في طفلة جوايا محتاجة الحنان، شكرا لأنك الطف انسان ، رغم اني منطقتش ب ولا كلمة من دول واكتفيت بالشكر الا انه ابتسم ابتسامته العذبة وكلمني بأسلوب هادي ، هو مُصِر يثبتلي كل يوم أن قلبه ابيض وان مفيش زيه اتنين ، قلبي اتقبض شوية لما قالي ان في حاجة لازم اعرفها بس كل القلق ده اتحول لفرحة، فرحة ايه بس ده انا كنت برفرف في سقف الأوضة مش مصدقه انه هيرجع يمسك حالتي تاني ايوة كدا اهي دي الاخبار ولا بلاش ،هو مشي من هنا وانا كان هاين عليا اقوم ارقص و واوزع ورد علي المستشفى كلها ، بس انا يدوب کنت بتقلب في السرير بالعافية ف الأعمال بالنيات بقي ونعتبر ان المشهد ده حصل لغاية ما اقوم بالسلامة ويحصل تاني وتالت ،هو مش قال لقاءتنا الجاية كتير يبقي هيحصل كتير اوي ، نمت من التعب وصحيت تاني يوم علي نور جدید وبداية جديدة بقلب من حديد، بصيت حواليا لقيت بوكيه ورد مسکت ودورت علي التيكت لحد ما لقيته، فتحته لقيت مكتوب
” بعد ليلي متعبة جدا طلعت شمس الخیر”
ضيقت عنيا وانا عارفة قصده ايه بقي انا متعبة طب والله لاوريك التعب بحق ، و إذا كنت انا ليلى يبقي مين الست شمس ،ده انت ليلتك هتبقي سودا باذن الله بس اشوفك، جيت اقوم حسيت اني لسه تعبانه، لقيت ممرضة بنت حلال والله جريت ساعدتني اقف و وصلتني الحمام ، كان نفسي في دش بس مش عارفة عادي دلوقتي ولا ايه ف اكتفيت إني اغير هدومي والبس الفستان اللي جيت بيه بس ملقتش الشال بتاعه ، يلا اهو اي حاجة بدل لبس العيانين اللي يجيب التعب أصلا ، خرجت ساندة عليها وسالتها عن دكتور زين قالتلي انه كان هنا الصبح اطمن عليا و وصاهم يخلو بالهم مني ومشي يشوف باقي المرضى ،رجعت اوضتي قعدت على طرف السرير و الممرضة جابتلي فطار ومعاه بعض الأدوية معرفش تبع ايه بس قالتي ان زين طلب منها تديهملي بعد الفطار مباشرة ، فطرت واخدت ادويتي ومسكت الفون كان مقفول طلبت منها تتصرفلي في شاحن فابتسمت وجابتلي واحد شكرتها وحطيته يشحن، فتحت الواتس لقيته كاتب
” أفطري وخدي الدوا وارتاحي لان عندك متابعة بليل مش عايز القيكي شبه الممياوات”
#اماني_سعيد
ضحكت بقي انا شبه الممياوات بصيت في الازاز كان شكلي قمر بس منعكشة شوية، واي يعني قمر برضو رفعت شعري لفوق ونزلت قصة صغيرة من الاخر داريت النعكشة جوا مش هنخلي استاذ زين يتريق علينا يا ليلى ، رن الفون كان رقم غريب بس الفون مشحنش بعدين يا زين ما انت في نفس المستشفى ما تطلع تكلمني وش لوش بدل ما الفون يقفل في وشك ، أخدت الفون وفتحت جاني صوت تخين بيقول
“حضرتك انسه لیلی ؟!”
قلبي اتقبض رديت
” ايوة يا فندم مین معايا ؟”
“مامتك عندنا و..”
.قلبي اتقبض و ايه انطق، ببص لقيت الفون قفل یادي النيلة مش وقته حطيته يشحن ، الشحن بطئ اوي انا مش هقدر اقعد كده ده اکید زمانها قلقانه وحالتها حالة ، اخدت حاجتي ومشيت بتعكز علي الجدران انا عايزة اجري عايزة اجري اشوف حبيبتي مالها ، ركبت الأسانسير وسندت ضهري لورا ، دقات قلبي بتتسابق، كان في بنوتة معايا سألتني إذا كنت تعبانه أو في حاجة قولتلها أن اغلي في حياتي محتاجني، طبطبت عليا بشوية كلام زي متقلقيش خير ان شاء الله .. الخ ، انا دماغي مكنتش معاها اصلا ،ولا أي كلمة من دول هتهديني انا محتاجة اشوف ماما دلوقتي حالا، طلعت بحاول اجري واتعكز في نفس الوقت ، لحد ما طلعت برة وقفت تاكسي وطلعت علي البيت ، طول الطريق بفكر مين اللي اتصل ومنين وامي فين دلوقتي ، وصلت قدام البيت نزلت بسرعة رنيت الجرس محدش فتح ، رنیت تاني وتالت وانا منهارة من العياط حطيت راسي علي الباب مش سامعه خطواتها مش حاسه بها، افتكرت المفتاح اللي تحت السجادة وطیت وحاسة بألم شديد في صدري ، حطيت المفتاح ولفيته وانا مغمضة نفسي افتح علي وشها وبسمتها، فتحت ملقتش غير شوية عفش ملوش لازمة مفيش حاجة ليها لازمة غيرها من غيرها كل حاجة ملهاش قيمة، الاكل ملهوش طعم غير من ایدها، دورت عليها في البيت كله مش لاقيتها طلعت برة مش قادرة اتكلم من الشهقات، سألت كل جيرانا عليها محدش شافها ، قعدت علي الرصيف حاسة اني لأول مرة يتيمة ، عدي قدامي عم إبراهيم الراجل الطيب طبطب عليا وقالي انه شافها وهي طالعة من البيت بليل بنفس حالتي دي ومرجعتش من ساعتها..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نبض الهوى)