روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الرابع 4 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الرابع 4 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت الرابع

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الرابع

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الرابعة

كانت روان نائمة بعمق على فراشها، فُتِحَ باب غرفتها بهدوء شديد ثم دلف شخص مُقنع لا يظهر مِنّهُ سوى عينيه فقط يحمل سكـ ـينًا في يده ويتقدم مِنّها بهدوء، وقف بجوار فراشها وهو يُحرك أنامله على السكـ ـين بينما كانت هي لا تشعر بـ شيء
نظر حوله يتأكد مِنّ أن المكان آمن، لحظات وشعرت روان بـ القلق ولذلك عقدت ما بين حاجبيها وهي تزفر عندما إنغلق المُكيف، فتحت عينيها وهي تزفر قائلة:الزفت دا فصل ليه هو دا وقته
شعرت بـ ظِلّ بجانبها ولذلك فركت عينيها ونظرت إليه بـ عينين ناعستان ثم إلى يده التي كانت تُمسك السكـ ـين ورُفِعت أمام عينيها بصدمة، لحظات وهي تشعر بـ الخوف الشديد وعندما رأته يرفع السكـ ـين ويسقط بها نحوها صرخت عاليًا
نهضت روان سريعًا وأبتعدت عنّ فراشها وهي تنظر إليه ثم إلى السكـ ـين التي غُرزت في الوسادة ثم رأته يرفعها عاليًا وينظر إليها، في تلك اللحظة سقطت دموعها وأزدادت وتيرة أنفاسها، خصلاتها تلتصق بوجهها بسبب حبات العرق التي كانت تتصبب على جبينها ووجهها مختلطةً بدموعها المالحة
بدأ يقترب مِنّها بهدوء تحت نظراتها الخائفة والمترقبة بينما ركضت هي إلى باب غرفتها وجاءت كي تفتحه وجدته مُغلق، حاولت فتحه بعنف ولكنه كان لا يُفتح ولذلك ألتفتت سريعًا إليه لـ تراه قريبًا مِنّها
ألتصقت بـ الباب ونظرها كان مُثبت على يده التي كانت تُمسك السكـ ـين، نظرت إليه مِنّ جديد وأبتلعت غصتها وقالت بنبرة مهزوزة وهي تُراقب يده مِنّ الوقت إلى الآخر:انتَ مين ودخلت هنا أزاي … طب طب خُد اللي انتَ عايزُه عندك فلوس عندك موبايلات عندك عربيات حاجات كتير تقدر تسر قها بس بلاش تعمل فيا حاجه أرجوك
وبـ الطبع كان لا يهتم بما تقوله ولذلك مسحت على خصلاتها إلى الخلف ولَم يعُد يفصل بينهما سوى سنتيمترات، حاولت مجددًا فتح الباب علّهُ يُفتح ولكن للأسف فشلت محاولاتها في الهرب
شعرت فجأه بـ يده توضع على كتفها لـ تنتاب القشعريرة جسدها، ألتفتت إليه سريعًا ودفعت يده بعيدًا وهي تنظر إليه بحدة وغضب قائلة:انتَ أزاي تتجرأ انتَ عبيط
حاول مجددًا وضع يده على كتفها ولكنها دفعتها مِنّ جديد ولذلك لَم يتردد ثانية واحدة عندما وجد المقاومة مِنّها وكانت السكـ ـين تستقر أسفل بطنها
تزامنًا مع علو شهقاتها وصدمتها، نظر إليها نظرات حا قدة وضغط أكثر بها لـ تسقط دموعها تزامنًا مع إنغلاق عينيها ألمًا، أخرج السكـ ين ومعها تناثرت دمـا ئها بقوة لـ تفتح عينيها وتنظر إلى دما ئها التي تندفع بقوة ولَم تشعر بـ نفسها إلا وهي تسقط أرضَا غارقةً في دما ئها
ألقى السكـ ـين أرضًا وأبتعد عنّها وهو ينظر إلى جسدها المُلقى أرضًا ويبدو بـ أنه أرتكب جريمة قـ ـتل الآن، وهذا ما أقتنع بهِ بعدما أستفاق مِنّ فعلته الشنيعة تلك
وقبل أن يهرُب سَمِعَ أصوات أقدام في الخارج تقترب لـ يشعر بـ الهلع ويركض سريعًا هاربًا مِنّ الشُرفة، ولسوء حظه أثناء هروبه أصتدم بـ الطاولة التي تحركت واسقطت المزهرية أرضًا مُسببةً صوت إنكسارها
ترك كل شيء وخرج إلى الشرفة لـ ينظر إلى الأسفل ويرى بـ أن المسافة ليست عالية ولذلك كان في أقل مِنّ ثوانٍ يقف على الجهة الأخرى مِنّ السور ولَم يتردد وسقـ ـط مِنّ الأعلى إلى الحديقة
دلف يزيد في هذه اللحظة بعدما قام الآخر بـ فتح الباب مِنّ الداخل بـ المفتاح لـ ينظر إلى الداخل ويُصعق مِنّ ما يراه، أقترب مِنّها سريعًا وجلس بجانبها ضاممًا إياها لـ يرى بقعة د ماء أسفلها وسكـ ـين مُلقاه بـ جانبها مليئة بـ الد ماء
نهض يزيد سريعًا واقترب مِنّ الشرفة لـ يرى المكان خالي ألا مِنّ الحرس الذين كانت أجسادهم تتسطح الأرض، صرخ بعلو صوته وهو ينظر إلى الأسفل قائلًا:يــا وجــيــه … يــا وجــيــه
دلف مجددًا وعاد إلى روان وضمها إلى أحضانه وهو يصرخ بـ الجميع قائلًا:حــد يــلــحــقــنــي … يــا طــه … يــا عــمــي بــاســم
نظر إلى روان وهو يضرب على خدها برفق بـ أيدي مرتعشة قائلًا بنبرة تملؤها الرعب:روان .. روان فوقي
دلف طه في هذه اللحظة إلى غرفة شقيقته لـ يُصعق مِما يراه وسريعًا جلس على الجهة المقابلة لـ يزيد وجذب شقيقته إلى أحضانه وهو يُحاول إفاقتها تحت نظرات يزيد التائهة والمصدومة
نظر طه إلى يده التي تلوثت بـ د ماء شقيقته وهُنا أدرك مدى الكارثة التي حدثت، نهض طه سريعًا عندما تذكر حديث أخيه حينما قال لهُ مُحذرًا
“أوعى يا طه تشوف أي حد قدامك تعبان أو فيه حاجه وحشة لقدر الله وتسيبه أيًا كان ايه اللي صايب اللي قدامك تاخده وتجري بيه على المستشفى متتأخرش لحظة واحدة عنّه لأن اللحظة دي تفرق أوي يا إما يعيش .. أو يمو ت”
ركض بها طه ويليه يزيد بينما في هذه اللحظة رأته كارما التي صُعقت عندما رأت أبنتها في هذه الحالة وركضت خلفه دوّن أن تُبدل ملابسها صارخة:بــنــتــي
أتبعها باسم عندما رأى الد ماء ساقطة أرضًا ويبدو بـ أن الجميع أستيقظ على صراخ كارما ويزيد
________________________
كان ليل نائمًا وهو يحتضن صغيره وبجواره روزي، صدح رنين هاتفه يعلنه عنّ أتصال مِنّ طه لـ المرة الثالثة على التوالي، أنزعج ليل وألتفت إلى الجهة الأخرى لـ يرى المتصل أخيه لـ يزفر بضيق ويُجيبه قائلًا:أيه يا طه شغال زن ليه دا وقت تتصل فيه يعني
نهض سريعًا وهو يقول بصدمة وكأنه أستفاق على ما يقوله أخيه لـ يقول بحدة وغضب:في ايه يا طه براحة روان فيها ايه
أستيقظت روزي على صوته العالي لـ تراه ينهض ويتجه إلى الخزانة جاذبًا ما ألتقطته يده قائلًا بحدة:براحة يا طه انا هلاحق عليك ولا على أمك انا عايز افهم … أطلع بيها على المستشفى اللي تبع الشرطة العسكرية اللي جيتلي فيها مرة … انا هتصرف المهم إطلعوا بيها على هناك بسرعة وانا هحصلكوا يلا أقفل
أغلق معه وارتدى بنطاله سريعًا وعاد هاتفه يصدح مِنّ جديد بـ مكالمة أخرى، تجاهله ليل بينما نظرت إليه روزي وقالت بقلق:في ايه يا ليل مين تعبان
أجابها ليل بغضب وهو يتجه إلى المرحاض قائلًا:روان أتطـ ـعنت بـ سكـ ـينة في مكان خطر وطالعين بيها على المستشفى
صُعقت روزي ونهضت سريعًا قائلة:أمتى الكلام دا
لَم تتلقى ردّ فـ الآن هو كـ الثور الهائج بـ التأكيد عندما يتعلق الأمر بـ شقيقيه يتحول إلى وحش جامح، أخذت فستانها الأسود هو ما كان أمامها وأرتدته سريعًا ثم بدأت بـ أرتداء خِمارها ولا تعلم كيف أرتدته بـ تلك السرعة لـ تلتقط نقابها ترتديه
كل ذلك تحت غضب ليل الذي كان يبدو على معالم وجهه وأفعاله ورنين هاتفه المتواصل، أخذ الهاتف وأجاب على حُذيفة وهو يخرج إلى الشرفة بينما جلست روزي وأرتدت حذائها وهي تستغفر ربها وتُحاول تهدئة نفسها مِنّ هول الصدمة التي تعرضت لها منذُ قليل
حمّلت طفلها الذي كان نائمًا وربتت على ظهره برفق حتى لا يفزع ولكنه بـ الفعل أستيقظ فزعًا عندما صرخ ليل الذي دلف وهو يتحدث في الهاتف قائلًا:انا معرفش أي زفت بشم على ضهر أيدي انا … أقفل عشان مغلطش فيك أكتر مِنّ كدا
أغلق بوجهه ثم أخذ اغراضه وخرج دوّن أن يقول شيء لـ تتبعه هي وهي تراه يخرج مِنّ المنزل ويتحدث في الهاتف مع الأستقبال لكي تدلف روان سريعًا إلى غرفة العمليات دوّن أن يقومون بتعطيلهم بسبب الإجراءات المطلوبة
________________________
عاد إيثان إلى منزل أخيه في وقتٍ متأخر لـ تستقبله تقوى التي قالت بنبرة هادئة وهي تنظر إليه متسائلة:هل توصلت إلى شيءٍ ما إيثان عنّ ما يتعلق بـ إيدن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حرك إيثان رأسه نافيًا وهو يزفر بتعب قائلًا:للأسف لا تكوى .. لم أتوصل إلى شيءٍ بعد … أشعر بـ الضيق الشديد تكوى هذه أول مرة يفعل بها أخي ذلك لم يسبق وأن ترك المنزل فجأة وبدون سبب
زفرت تقوى وقالت بقلق:حسنًا إلى أين سيذهب وما سبب ذهابه هكذا دوّن إخبارك أنت على الأقل
حرك إيثان رأسه بجهل وهو يمسح على وجهه قائلًا:لا أعلم تكوى رأسي ستنفجر حتمًا
ربتت تقوى على كتفه برفق ومواساة لـ تسمعه يقول:أين هي الآن
أجابته بهدوء وهي تنظر إليه قائلة:نائمة في غرفتها بعد وصلة بكاء دامت إلى ساعة ونصف
زفر إيثان ومسح على وجهه مجددًا قائلًا بتوتر وخوف:أين أنت إيدن … أنا أشعر بـ الخوف يتأكل فؤادي تكوى دوّن رحمة … بحثتُ في كل مكان في جميع المستشفيات وكذلك مراكز الشرطة لَم أترك مكانًا في روما إلا وقد بحثتُ فيه عنّه
ربتت تقوى على كتفه بمواساة وهي تقول:لا تقلق إيثان سيكون بخير صدقني … سيكون بخير وسيأتي عنّ قريب لا تدع الخوف والقلق يُصوران إلى عقلك تلك السيناريوهات البشعة
إيثان بقلة حيلة:ماذا أفعل تكوى ليس بـ يدي شيئًا لـ أفعله حقًا أشعر أنني على مشارف الجنون … سأذهب وأبحث عنّه مجددًا أنا لا أستطيع النوم وأخي في الخارج لا أعلم عنّه شيئًا
تركها وخرج مجددًا بينما حاولت هي إيقافه بشتى الطرق ولكن دوّن فائدة، زفرت تقوى وجلست مجددًا وهي تنظر إلى ساعة الحائط التي كانت تُشير إلى الثالثة والنصف فجرًا
_______________________
أقترب ليل سريعًا مِنّهم وخلفه روزي التي كانت تسير بهدوء وفمها لم يكف عنّ الدعاء إلى روان، وقف ليل أمام طه ناظرًا إلى يديه وتيشيرته الملطخين بـ د ماء شقيقته قائلًا بنبرة حادة:ايه اللي حصل لـ أختك
نظر إليه طه وأدمعت عينيه قائلًا:روان بتضيع يا ليل
وضع ليل راحتيه على كلا ذراعيه وضغط عليهما قائلًا بنبرة غاضبة يملؤها الكرا هية والحقـ ـد:أوعى تقول كدا … انتَ فاهم أوعى تقول على أختك كدا انتَ سامع
سقطت دموعه لـ يصرخ بهِ ليل وهو يقوم بـ هزُه بعنف قائلًا:متعيطش … في ايه يا طه … هو دا كلامي معاك مِنّ أسبوع … انتَ الراجل دلوقتي ومسئول عنّها لَما انتَ تضعف في وقت زي دا هي محتاجاك فيه مين هيسندها … انتَ راجل يا طه يعني فـ الأوقات الصعبة اللي زي دي لازم تكون قوي … قلبك ميت عشان وراك كتير مُنهارين عاوزين اللي يديهم أمل … جرب تعدّي موقف مؤلم لمرة واحدة مِنّ غير ضُعف أو دموع
نظر إليه طه بـ عينين حمراء دامعتان قائلًا:ما انتَ بتعيط قدامي وضعيف … انتَ ذات نفسك مش قادر … انا هقدر
لانت معالم وجه ليل وهو ينظر إليه بـ عينين حمراء يكسوهما الدموع لـ يتركه ويعود خطوتين إلى الخلف، بينما كان طه ينظر إليه ودموعه تسقط بغزارة على وجهه لـ يرفع يديه أمام عينيه قائلًا بنبرة باكية يكسوها حُرقة آلألم:الد م اللي على إيدي دا د م أختي وأختك … يعني يوم ما يبقى د م حد عزيز على قلبي بـ المنظر دا على إيدي يبقى انا أتضر بت فـ مقـ ـتل … أتطعـ ـنت وانا حي وماشي بنز ف … همشي وانا بصرخ وحاطط إيدي على قلبي واعيط بـ حُرقة وأقول بـ بعلو صوتي آااااااااه يا قلبي … قلبي بينز ف ومش عارف أوقف نز يفُه يا ناس … أختي مطعو نة ويا عالم هشوفها تاني ولا لا
سقطت دموع ليل وهو يُولِيه ظهره ضاربًا بعنف على الجدار وهو يستند عليه، تزايد بكاء كارما التي كانت تقبع بـ أحضان باسم الذي كان يُحاول طوال الوقت طمئنتها وهو في الحقيقة يمو ت خوفًا عليها
بينما سقطت دموع روزي وهي تنظر إليه بعدما لامس حديث طه وحُرقته على شقيقته قلبها، أستند ليل على الجدار بـ ظهرهِ ثم جلس أرضًا وهو يضع يديه على رأسه
أقترب حُذيفة مِنّهُ ثم جسى على رُكبتيه وجلس بجانبه مُعانقًا إياه بين أحضانه مُربتًا على ظهره برفق ومواساة، أقترب عادل مِنّ طه وعانقه لـ يبكي طه بـ حُرقة
في الحقيقة كانوا جميعهم ليسوا في أفضل حال، لا أحد يعلم مَنّ مِنّ المفترض أن يواسي الآخر، كان يزيد يقف أمام غرفة العمليات وهو ينظر إلى الداخل والدموع عالقة في مُلقتيه، تذكّر كيف رأى روان حينما دلف وكيف كانت الد ماء حولها
صراخه وهلعه مناداته وصرخاته في الجميع تصم أذنيه، تذكّر كيف كانت جـ ـثة هامدة بين ذراعيه تتحرك كما يقوم دوّن مقاومة وكأنها فارقت الحياة
كان ليل الجد يقف بعيدًا وهو يستند على بـ ظهره على الجدار خلفه ويُغمض عينيه، شعر بـ يد توضع على كتفه وسَمِعَ صوته الهادئ وهو يقول:هدوءك دا انا عارف اللي وراه كويس أوي
فتح ليل عينيه ونظر إليه بهدوء لـ يقول الآخر:متخافش هتبقى كويسه وزي الفُلّ إن شاء الله وهتفوق مِنّ اللي هيه فيه دا وتبقى بخير وتفرح بيها وهي عروسة قريب
تحدث ليل بنبرة هادئة وهو يقول:انا قلبي بيتقطع حِتت … جوايا نار ومش عارف أطفيها يا بهاء … حفيدتي يحصل فيها كدا وانا موجود … مستقبلها كله متوقف على طعـ ـنة
حزن بهاء كثيرًا وربت على كتفه قائلًا:نارك مبتطفيش غير بـ الأنتـ ـقام يا صاحبي … بالك مبيهداش غير وانتَ واخد حقك بـ إيدك
ليل:صفية لو كانت عايشة لـ اللحظة دي كانت كَلتني بـ سنانها آكل يا بهاء
بهاء بهدوء:عارف والله يا صاحبي … ربنا يرحمها ويغفرلها
زفر ليل قائلًا:رينا يرحمك يا نور عيني … ويقدرني على اللي مستنيني … سعيد وأيسل وروان … تحس أحفادي بيتاخدوا مِنّي واحد ورا التاني وانا مش دريان
بهاء:محدش يقدر ياخدهم مِنّك يا صاحبي صدقني متعيش فـ أوهام كدابة انتَ تقدر تِحميهم حتى مِنّ نفسهم … خلي بالك بس على حفيدك الكبير عشان حاسس إن هدوءه دا مش مُريح وبيخطط لـ حاجه … انتَ عارف ليل غشيم ومبيتفاهمش مع حد
زفر ليل وقال:مكانش كدا يا بهاء … كان أطيب وأحنّ واحد … معرفش ايه اللي جراله أول ما كِبر
بهاء:كلهم كدا يا صاحبي
ليل:بس ليل مش كدا … ليل أتغير جامد لو قارنته بـ الطفل البريء دا مش هتلاقي في مُقارنة بينهم
ريت بهاء مجددًا على كتفه وقال:متشيلش هم يا صاحبي خير إن شاء الله ربنا قادر على كل شيء
في هذه الآونة أقترب شهاب مِنهم بـ صُحبة أخيه الذي كان يقوم بـ مساندته حتى وقف أمام أحمد قائلًا بتساؤل وقلق:في ايه يا أحمد مين جوه أنتوا كويسين؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تحدث أحمد بنبرة هادئة وقال:متقلقش مفيش حاجه … روان أخت ليل هي اللي جوه
شهاب بذهول:ليه ايه اللي حصل
أحمد:طه أخوها ويزيد دخلوا عليها لقوها سايحة فـ دمها … معرفش تفاصيل ولا حد مِننا عارف حاجه مستنيين روان تخرج ونتطمن عليها وبعدين نشوف مين اللي عمل كدا
شهاب بحزن:لا حول ولا قوة إلا بالله … هو ليل فين
أجابه أخيه وهو يقول:قاعد على جنب
شهاب:وديني ليه يا شُكري
تحرك معه شهاب وهو يُحرك عصاته بهدوء حتى لا يسقط وذلك لأنه لا يرى، أوقفه شُكري أمامه لـ يجلس شهاب أمامه ماددًا يده وهو يتحسس أمامه لـ يُمسك حُذيفة بـ يده قائلًا:أزيك يا شهاب
تحدث شهاب وعلّت أبتسامه هادئة ثغره قائلًا:حُذيفة … واحشني
أبتسم حُذيفة بخفة وربت على يده قائلًا:طمني عليك
شهاب:كويس الحمد لله لسه راجع مِنّ شويه وجيتلكوا جري أول ما شُكري قالي الخبر والله
ربت حُذيفة مجددًا على يده وقال:متحرمش مِنّك يا حبيبي
أبتعد ليل عنّ حُذيفة وهو ينظر إلى رفيقه للحظات نظرات مشتاقة ثم أرتمى بـ أحضانه لـ يُعانقه شهاب قائلًا بـ أبتسامه ومشاغبة:شوف مين بيترمي في حضني دلوقتي … انا أول ما عرفت معرفتش أتلم على بعضي وجيتلك على طول
شدد ليل مِنّ عناقه إليه لـ يُربت شهاب على ظهره برفق قائلًا:متخافش يا صاحبي هتقوم وهتبقى زي الفُلّ … دا أختبارك مِنّ ربنا يا صاحبي ولازم تنجح فيه … صلي وأدعيلها كتير وإن شاء الله ربنا هيقومها بـ السلامة وتبقى زي الفُلّ
تحدث ليل بنبرة خافتة يملؤها الخوف قائلًا:خايف يا شهاب … خايف أوي عليها … دي بنتي قبل ما تبقى أختي خايف عليها أوي
ربت شهاب على ظهره برفق وهو يقول:صدقني هتكون زي الفُلّ … أدعيلها يا صاحبي هي في أمسّ الحاجة لـ الدُعا
ربت حُذيفة على ظهره بمواساة لـ تسقط عينيه على مريم التي كانت تنظر لهم بهدوء وفَهِم نظراتها وفي نفس الوقت رأى شريف ينظر إليها والغضب باديًا على معالم وجهه ولولا الأجواء المتوترة تلك لـ كان فعل الكثير والكثير
نظر إلى أحمد الذي كان ينظر إلى شريف بتوعد، نهض وأشار إلى مريم التي أقتربت مِنّهُ بهدوء لـ يضمها أحمد إلى أحضانه وهو ينظر بتحدي إلى شريف الذي نظر إليه بتوعد
نظرت مريم إلى أخيها الذي كان مازال ينظر إلى شريف ثم نظرت إلى شهاب وها هي مشاعرها تحيا مِنّ جديد، بينما على الجهة الأخرى لا يعلم شهاب ماذا حدث فجأة، لقد عادت مشاعره تستيقظ داخله مجددًا معلنًا عنّ عودة حُبّه الذي كافح لـ دفنهِ يحيا مجددًا وكأنه يُعانده على عدم تركه بعيدًا
أبتعد ليل ونظر إليه ثم إلى مريم التي كانت تقف بجانب أخيها ثم عاد ونظر إليه لـ يقول بنبرة خافتة لَم يسمعها سوى شهاب:الحُبّ بتاعتك قريبة مِنّك
توتر شهاب قليلًا ثم أبتلع غصته ونهض بهدوء تحت نظرات ليل، أقترب مِنّهُ شُكري وقال:محتاج حاجه يا شهاب
حرك شهاب رأسه نافيًا والتوتر يُسيطر عليه بينما كانت مريم تنظر إليه بهدوء، نظف شهاب حلّقه وقال:عنّ أذنكوا
علي بتساؤل:على فين كدا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شهاب بهدوء:هتمشى شويه وراجعلكوا تاني لعل يكون في أخبار حلوة
أخذ شهاب عصاته وتحرك بهدوء وهو يُشهرها أمامه بهدوء بينما لَحِقَ بهِ شُكري بهدوء وهو ينظر بحدة إلى شريف الذي كان ينظر إلى شهاب
________________________
“مالك يا شهاب حسيتك مش على بعضك وأتوترت فجأة؟؟؟؟؟؟؟”
أبتلع شهاب غصته بهدوء وقال:مفيش
أعتدل شُكري في جلسته ونظر إليه نظرة ذات معنى شعر بها شهاب لـ يسمعه يقول:لسه بتحبها يا شهاب
وكأنه أيقظه مِنّ نومه بـ ذِكّرها، أعتدل شهاب في جلسته وعينيه تجول في جميع الاتجاهات وكأنه يُبصر بـ الفعل لـ يسمع شُكري يقول:كنت عارف إنك مش هتنساها بـ السهولة دي … ولا هتنساها … مش شهاب العطار اللي ينسى حُبّه الأول بسهولة
مسح شهاب على وجهه ودام الصمت بينهما للحظات قبل أن يقطعه شهاب بقوله:انا لسه بحبها يا شُكري … مش قادر أكرهها أو أنساها … مريم دي يوم ما شوفتها قبل الحادثة حسيت مِنّ ناحيتها بـ حاجات كتير أوي … شوفت فيها الحُبّ والحنية … أبتسامتها اللي بتدوب قلبي … انا عيشت معاها أجمل أيام حياتي عشان أصحى في يوم مِنّ الأيام ألاقيها مع واحد تاني غيري … متتصورش يا شُكري انا قلبي وجعني أزاي وقتها وكأن ميتلي ميت … بس انا وقتها أتمنتلها الخير ودعيتلها جايز هو أنسب مِنّي … مش كل حاجه بنتمناها بناخدها يا شُكري
قاطعه أحمد قائلًا:ومين قالك إنه أنسب مِنّك
ألتفت شُكري خلفه ينظر إليه بينما أكمل أحمد حديثه وهو يقترب مِنّهُ قائلًا:شريف مكانش مناسب لـ مريم ولا هيكون … انا لو عليا أجوزهالك مِنّ الصبح بس هنقول ايه بقى … حُكم القوي
جلس أحمد أمام شهاب ونظر إليه وقال:شريف مش شبه مريم يا شهاب … شريف دا عقر بة سا مة … أستغل وقتها إنك مسافر وطلع عليك سُمعة مش كويسه قدام مريم عشان يكرهها فيك ويحلو هو في عينيها عشان تقبل بيه وتنساك … انا أول واحد كنت معترض على خطوبته مِنّها بس هلال صمم وأقنعني إنه كويس ومش زي ما انا شايفُه بس مع ذلك انا برضوا مقتنعتش يا شهاب بس وافقت لأن كان رأي بابا هو اللي ماشي والعقربة دا وقتها عِرف يضحك على بابا ويوهمه إنه كويس وبيحب مريم وهيحافظ عليها وهيعملها أي حاجه هي بتتمناها … بس الحقيقة إن مريم أختي بتعيش كل يوم في كابوس وهي معاه … مريم أول ما شافتك فوق حسيتها أتغيرت فجأة … مريم شافتك أتغير حالها فجأة انا عارف إنها بتحبك وانتَ بتحبها بس العقربة دا هو اللي بوظ كل حاجه وواخدها معايا عِند … مريم لسه بتحبك يا شهاب
شهاب بهدوء:حتى بعد ما خسرت أغلى حاجه
أحمد:مريم يوم ما حبّتك حبّتك انتَ … حبّت شهاب نفسه مش شكله ولا مهنته … انا واثق إنها لسه بتحبك حتى لو انتَ ايه … انا عارف ومتأكد مليون في المية إن الحادثة دي بـ فِعل فاعل وواثق مِنّ كدا كمان بس لازم نلاقي اللي عمل كدا … انتَ موقوف عنّ العمل بسبب الحادثة دي بقالك تسع شهور … بس صدقني يا صاحبي لا انا ولا أي حد مِنّ الشباب ساكت … بقالنا تسع شهور بندور على اللي عمل فيك كدا ومش عارفين نلاقيه كأنه فص ملح وداب بس أوعدك إنه هيتجاب سواء دلوقتي أو بعدين
نظر شُكري إلى باب المستشفى ورأى شريف لـ ينظر سريعًا إلى أحمد قائلًا:شريف جاي
نظر أحمد إلى الجهة التي ينظر إليها شُكري لـ ينظر سريعًا إلى شهاب قائلًا:انا قريب مِنّك ها
نهض أحمد وذهب سريعًا واختبئ خلف الشجرة القريبة مِنّ شهاب لـ ينظر شُكري إلى أخيه قائلًا بضيق:انا مش هستحمل الواد دا خمس دقايق على بعض
شهاب بهدوء:عشان خاطري يا شُكري إمسك نفسك على قد ما تقدر
وقف شريف أمام شهاب الذي كان جالسًا على المقعد والذي نهض أيضًا وهو ينظر أمامه ويقول بهدوء:أهلًا يا أستاذ شريف
شريف بحدة:راجع تاني ليه يا شهاب … انا كنت مرتاح مِنّك
صق شُكري على أسنانه وقال بغضب:تصدق إن انتَ….
قاطعه شهاب وهو يقول:أستنى يا شُكري معلش … وضح كلامك يا شريف
شريف بسخرية:ليه هو انتَ أعمى ولا غبي
لَم يستطع شُكري تمالُك نفسه وقال بغضب:ما انا ممكن أخليك الاتنين دلوقتي ووقتها هسألك نفس السؤال عادي
نظر إليه شريف وقال بنبرة باردة:انا مبوجهلكش الكلام
نظر إلى شهاب مرة أخرى وقال:لو فاكر نفسك واد جدع وابن بلد جاي يقف جنب صاحبه في وقت مِحنته تبقى غلطان يا شهاب … انا قادر أخلي مريم تكرهك أكتر ما هي كرهاك
أبتسم شهاب أبتسامه تهكمية ساخرة وقال:ويا ترى هتخلي مريم تكرهني أزاي يا نجيب عصرك وزمانك وغير كدا هي كانت بتكرهني أولاني عشان تكرهني تاني
شريف بترقب:قصدك ايه
أبتسم شهاب أكثر وقال:مش مُجبر أوضحلك كلامي … بس عايز أقولك إن انتَ واقف قدام ظابط بتهدده بكل بجاحه ومش هامك حاجه
شريف ببرود:انا مبهددكش انا بحذرك … إبعد عنّ مريم يا شهاب أحسنلك عشان متندمش تاني
عقد أحمد ما بين حاجبيه عندما أستمع إلى تلك الكلمات لـ يسمع شهاب يقول:قصدك ايه بـ تاني دي انتَ كنت ندمتني أولاني وانا معرفش
شريف ببرود:انا حذرتك وخلاص المرة اللي جاية مش هتلاقيني بحذرك يا شهاب
نظر إليه شُكري وقال بنبرة تهكمية:دا لو عرفت ساعتها
نظر شريف إلى شهاب نظرة ذات معنى لـ يبتسم شهاب بدوره قائلًا:نورت يا شريف … تهد يدك وَصل
تركهما شريف وذهب عائدًا إلى المستشفى مِنّ جديد لـ ينظر إليه شُكري بـ أشمئزاز ثم بصق عليه وهو يقول:يلعن أبو شكلك عيل دمه يُلطش
أقترب مِنّهما أحمد مجددًا لـ يقول:شريف بيهددك
أبتسم شهاب مجددًا وقال:فُكك مِنُه دا أهبل وميقدرش يعمل حاجه
أحمد بجدية:بس انا كدا شكيت فيه
شهاب:بيضللنا أكيد … حركات شريف القذرة يا صاحبي معروفة
زفر أحمد وقال:حرّس ولا تخون يا صاحبي
شهاب:خليها على الله يا صاحبي قُل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا
أحمد بهدوء:ونعمة بـ الله
______________________
مرّت الساعات عليهم جميعًا وكأنها سنين، حالة مِنّ الخوف والقلق يسودان المكان، زفر ليل وهو يمسح على وجهه، خرج الطبيب أخيرًا مِنّ الداخل لـ ينهضوا جميعهم وكان أول الراكضين إليه باسم وكارما يليهما طه وليل
وقفت كارما أمام الطبيب وقالت بنبرة باكية مبحوحة:طمني يا دكتور على بنتي هي كويسه مش كدا
نظر إليها الطبيب وقال بنبرة هادئة:أتفضلوا معايا
ذهب الطبيب بينما نظرت كارما إلى باسم الذي ربت على ظهرها برفق ولحِقا بـ الطبيب
“بنتي فيها ايه يا دكتور؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
أردفت بها كارما التي كانت تجلس أمام الطبيب وعلى الجهة الأخرى باسم وليل وطه يقفان بجانب بعضهما البعض، نزع الطبيب نظارته الطبية وقال:انا مش عارف أجبهالكوا أزاي لحد دلوقتي بصراحة
باسم بهدوء:بنتي فيها ايه يا دكتور
الطبيب بهدوء:الآنسة روان جاتلنا وهي فـ أسوأ حالاتها … مخبيش عليكوا الآنسة روان واخدة طعـ ـنة سكيـ ـنة في مكان صعب أوي … حالتها مش مُبشرة دلوقتي إحنا يا دوبك لحقناها وبعدها خرجناها على العناية المركزة على طول … الطعـ ـنة للأسف في الرحم والطعـ ـنة باين إن فيها عُنـ ـف مِنّ الطرف الآخر … حاولنا ننقذ الموقف على قد ما نقدر بس حالتها لسه حَرِجة
طه بعدم فهم:يعني ايه يا دكتور
نظرت كارما إليه وقالت:انا فاهمه يا طه
نظر إليها طه وقال بحدة:يعني ايه انا عايز أعرف أختي حصلها ايه
أمسك ليل بـ يده لـ ينظر إليه طه ومعالم الغضب بادية على وجهه، بينما نظر إليه أخيه نظرة ذات معنى
______________________
نظرت إليه تالين بتوتر وخوف لـ يقوم ريان بطمئنتها، أبتلعت تالين غصتها ثم أخذت نفسًا عميقًا وزفرته وتقدمت مِنّ كارين بهدوء التي كانت جالسة وتلعب بـ ألعابها
جلست أمامها بهدوء ونظرت إليها قائلة:كارين
نظرت إليها كارين وتبدلت معالم وجهها سريعًا إلى الغضب لـ تتوتر تالين قليلًا ولكنها قالت:أهدأي أنا جئتُ لـ أجلس معكِ قليلًا
نهضت كارين وهي تنظر إليها بغضب ثم صرخت بوجهها قائلة:ماذا تريدين مِنّي
نظرت إليها تالين بهدوء وقالت:جئتُ لـ أجلس معكِ وحسب
كارين بغضب:وأنا لا أُريد الجلوس معكِ أنا أكرهكِ وبشدة
تركتها وركضت إلى المنزل لـ تنظر تالين أمامها بهدوء وتجمعت الدموع في عينيها بحزن شديد وهي لا تُصدق ما سمعته، صغيرتها تكرهها وبشدة، لقد ضُربت في مقتل لا محال، سقطت دموعها وهي تتنفس بصوتٍ عالي تُحاول منع نفسها مِنّ البكاء ولكنّ لم تستطع
أغمضت عينيها تزامنًا مع سقوط دموعها قهرًا وحزنًا وألمًا، جلس ريان خلفها وحاوطها بـ ذراعيه لـ تبدأ وصلة بكائها العنيفة والمؤلمة
ضمها ريان إلى أحضانه مشددًا عليها برفق ثم مسدّ على رأسها بحنان قائلًا:لا تحزني تالي هي لا تقصد ذلك بـ الفعل
بكت تالين قائلة:أبنتي تكرهني ريان … لقد أخبرتني أنها تكرهني وبشدة
ربت ريان على ظهرها بحنان قائلًا:لا تالي هي لا تكرهكِ صدقيني … كما أخبرنا الطبيب هي تُعاني مِنّ أضطراب ويجب علينا مساندتها .. مَنّ سيقف بجانبها غيرنا .. يجب علينا الوقوف جانبها ويجب ألا نتأثر بشيء هي لا تعي لـ شيء
حركت تالين رأسها برفق وهي تقول ببكاء:لا أستطيع تخطي هذا ريان … أشعر أن قلبي يحترق … عينيها لا تكذُب ألبتة
ربت ريان على ظهرها برفق مجددًا وهو يقول:لا تالي العين تكذُب .. العين ماكرة وخادعة … تُظهر ما تُريد إظهاره وفي تلك اللحظة ما تُظهره ما هو إلا أكذوبة حتى تخدع مَنّ أمامها … أنا أعلم أبنتي تمام العِلم وأثق أنها غير واعية … أتتذكرين تالي كيف كانت تركض إليكِ وترتمي بـ أحضانكِ وهي تتعلم أولى خطوات مشيها … أنتِ أول مَنّ نادتكِ بـ ماما … أنتِ مَنّ أعتنيتي بها عندما كانت رضعية وأنتِ مَنّ تحملتي آلألم حتى تأتي هي إلى هذا العالم الكبير … أنتِ مَنّ أهتممتي بها وقُمتي بـ تربيتها … لا تنسي كل ما فعلتيه ونولتي أجره تالي … طفلة صغيرة لا تعي إلى شيء لا يجب أن نقوم بـ محاسبتها وهي تملُك عذرًا … سنُحاول مرة وأثنين وثلاثة … لن نَمِل تالي يجب علينا إعادة كاري الطفلة البريئة الهادئة
نظرت إلى يديها اللتان تحملان أثار حرق بسيط لـ تشعر بـ ريان يُربت على ظهرها بحنو مُعانقًا إياها، زفرت تالين وحركت رأسها برفق قائلة:سأتحمّل ريان … سأتحمّل كما تحمّلتُ مِنّ قبل
أبتسم ريان وطبع قْبّلة على رأسها قائلًا:كنتُ أعلم أنكِ ستفعلين ذلك تالي … أنتِ ألطف أُمًا قد رأيتها مِنّ قبل تالي … وتأكدي أن بعد هذا الشقاء والعناء ستحظين بـ مكافئة كبيرة لـ الغاية … مثل عبدٍ يسعى في الأرض مقتربًا مِنّ الله كي ينال رضاه ورحمته … ومكافئته هي الجنة … لكي لن تتخيلي تالي كيف سيكون الأمر وأنتِ تخطين أولى خطواتك داخل جنة عرضها كـ عرض السماوات والأرض … ترتدين الحرير الأبيض وتتناولين ما لذ وطاب … وحينها لن تري سوى الخير … الخير فقط هو الذي سيكون في كل مكان … أليس الأمر في غاية الروعة تالي عندما أتحدث مع أحد أقاربي عنّ هذا أكون سعيدًا لـ الغاية ولا أعلم كيف تركت الصغيرة وتحدثتُ عنّ هذا ولكن لا بأس … مَنّ يسعى ينال مقدار سعيُه … وأنتِ الآن يجب أن تظلين خلف الصغيرة … وأنا سأظل معكِ لن أترككي للحظة واحدة … أتفقنا حبيبتي
حركت تالين رأسها برفق وأبتسمت بخفة وقالت:أتفقنا
أتسعت أبتسامته وطبع قْبّلة على رأسها وشدد مِنّ عناقه إليها لـ تقوم هي بـ معانقته بحب وهي تضع رأسها على صدرهِ بعدما شعرت بـ الراحة بعدما أستمعت إلى حديثه
_______________________
كان ليل يجلس على الأرض ويستند بـ ظهره ورأسه على الجدار خلفه مُغمضًا العينين قابعًا قرابة الأربعة ساعات أمام غرفة العناية القابعة بها شقيقته، أقترب مِنّهُ الآخر بهدوء وجلس بجانبه قائلًا:ليل انتَ نمت ولا ايه
لَم يتحدث ليل لـ ينظر إليه طه قائلًا:ليل … ليل
حركه برفق لـ يستيقظ الآخر بفزع وهو ينظر إليه لـ يعتدل في جلسته وهو ينظر حوله لـ يسمع طه يقول:انتَ نمت بجد
نظر إليه ليل مِنّ جديد وحرك رأسه برفق وقال بنبرة ناعسة:عيني غفلت مِنّ التعب ومحستش بـ نفسي
ربت طه على يده ثم أعطاه حقيبة بلاستيكية قائلًا:إمسك جبت أي حاجه نسند بيها طولنا
وضع ليل الحقيبة بينهما واستند بـ رأسه مجددًا على الجدار قائلًا:مليش نفس يا طه كُل انتَ
نظر إليه طه وقال:مينفعش يا ليل لازم تاكل انا مش هاكل لوحدي … الأكل ملهوش علاقة يا ليل
تحدث ليل وهو ينظر إلى غرفة العناية قائلًا:آخر مرة سمعت فيها صوتها لَما كنت في نبطشية مِنّ تلات أيام … كـ العادة سرحت ومفاقتش غير وانا بكلمها … وقتها أعتذرت وقالتلي حقك عليا سرحت كـ العادة … على قد إني بتخض وقتها بس لَما بسمع صوتها بتطمن عليها … مكنتش أعرف إن هيحصل فيها كدا
أغمض طه عينيه وهو يرفع رأسه عاليًا لـ يُكمل ليل حديثه قائلًا:أقسم بـ الذي لا يغفل ولا ينام لـ أقطع الإيد اللي أتمدت عليها … أختي خط أحمر اللي يتخطاه يبقى حكم على نفسه بـ الإعد ام … مش كدا ولا انا بتكلم غلط
نظر إليه طه وأيّده قائلًا:عندك حق … انا مش قادر أنسى اللي شوفته ومش ههدى إلا وانا واخد حقها وطاعنه نفس الطعنة
زفر ليل واستند بـ رأسه على الجدار وأغمض عينيه وقال داعيًا إليها:اللهم رب الناس أذهب البأس واشفيها أنتَ الشافي لا شفاء إلا شفاؤُك شفاءً لا يُغادِر سقَمًا … ربنا يهون عليكي تعبك يا نور عيني … لو أقدر أخفف التعب والوجع اللي هتحسي بيه كنت خففتهولك ولا خليتك تتوجعي ثانية واحدة … ربنا يخفف عنّك وترجعيلي كويسة واسمع صوتك مرة تانية
نظر طه إلى غرفة العناية بهدوء شديد وهو كل ما يُريده رؤية شقيقته وحبيبته بخير، سماع صوتها بـ النسبة إليه كمَنّ رُدّت إليه حياته مِنّ جديد
______________________
“فين روان هي كويسة دلوقتي ايه اللي حصل وامتى وازاي متعرفونيش على طول وتسيبوني لحد دلوقتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
كانت ملك هي مَنّ أردفت بهذه الكلمات بسرعة فائقة لـ تُجيبها بيسان قائلة:أهدي يا ملك أهدي مش كدا خُدي نفسك
نظرت إليها ملك وقالت:أخُد نفسي أزاي بس يا ماما دا انا جايه لو أطول أشيل العربية واجري بيها هجري … انا متلمتش على بعضي أول ما شوفت البوست اللي طه منزله دا انا كنت هتجنن
بيسان بهدوء:روان لسه تعبانة لحد دلوقتي ومحدش هنا قادر يتكلم بعد اللي حصل حتى كارما نامت بـ مُهدئ لـ أول مرة لا عايزة تنام أو تاكل وعايزة روان … دي بقت عاملة زي المجنونة
ملك بحزن:حقها بصراحة دي بنتها … ربنا يهون عليكي يا خالتو كارما ويطمنك عليها يارب … بقولك ايه يا ماما انا جايبه شنطتي وبنتي وجايه أقعد هنا شويه
نظرت إليها بيسان نظرة ذات معنى ثم قالت:انتِ أتخانقتي مع أسامة مش كدا
صمتت ملك ونظرت إلى الجهة الأخرى بتوتر لـ تعقد بيسان ذراعيها أمام صدرها وهي تنظر إليها قائلة:ويا ترى سبب الخناق المرة دي ايه
نظرت إليها ملك وقالت:انا هقولك والمرة دي بقى انا مش غلطانة
_______________________
“أزيك يا بتول”
ألتفتت إليه بتول لـ تبتسم قائلة:عز … أزيك
أبتسم عز وقال:بخير الحمد لله … قاعدة لوحدك كدا ليه
بتول بـ أبتسامه وهدوء:مفيش … مستنية روان تخف عشان نقعد سوى زي الأول … أينعم هي أكبر مِنّي بس انا بحبها أوي وصحاب جدًا كمان
عز:روان أختنا كلنا … وكلنا بلا أستثناء بنحبها وبنخاف عليها وأكيد زعلانين عليها زي ما ليل وطه زعلانين كدا
نظرت إليه بتول مِنّ جديد وقالت:بس زعلنا ميجيش حاجه جنب زعل ليل وطه … صحيح هي بنت خالتي بس هما أخواتها وأقرب ليها مِننا … تفتكر هتكون كويسه صح
صمت عز قليلًا ثم أبتسم وقال:هتبقى كويسه … انا واثق في روان
صمتت بتول قليلًا وهي تُفكر في شيءٍ ما، بينما كان عز ينظر إليها بهدوء، نظرت إليه فجأة وقالت:بقولك ايه انا عندي فكرة حلوة أوي عايزه أطبقها
نظر إليها بـ أهتمام وقال:فكرة ايه
أعتدلت بتول في جلستها وأشارت إليه قائلة:أقعد
جلس عز وهو مازال ينظر إليها لـ تتحدث هي بحماس قائلة:انا جاتلي فكرة حلوة أوي نعملها لـ روان … بُص إحنا هنجيب ورق ملون اللي هو أصفر ولبني وبينك … ونكتب أدعية ليها ونلفهم ونربطهم بـ شريط فضي ونجمعهم كلهم وننزل أماكن مختلفة ونخلي الناس تسحب ورقة عشوائي وأكيد هيفتحها قدامنا ولَما يفتحها ويقرأها هيكون مِنّها دعالها وخد ثواب في نفس الوقت … وممكن برضوا نخلي الأطفال تدعيلها بطريقة حلوة
أُعجب عز بـ فكرتها لـ ينظر لها بـ أهتمام قائلًا:ايه هي
بتول:هنخليهم يسحبوا برضوا ورقة عشوائية مقابل لعبة أو أي حاجه بيحبوها وبرضوا نشجعهم يعني انا هاخد وهديك فاهمني زي ما تكون عايز حاجه بس لازم يكون في مقابل
أبتسم عز وقال بـ إعجاب:حلوة أوي انا موافق جدًا … انا معاكي مِنّ غير تفكير … ونعمل دا ونصوره ونبعته لـ طه وليل هيفرحوا أوي
أبتسمت بتول وقالت:أشطا … نجمع باقي الأحفاد ونقولهم ونتجمع كلنا ونبدأ ننفذها
_______________________
“حسنًا أخبريني الآن ما رأيكِ في فرنسا … أليست الأجواء رائعة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
أبتسمت تمارا وقالت:بلى إنها غاية في الروعة … لقد أحببتُ ذلك
سفيان:أُحب أن أأتي إلى هُنا دومًا ومِنّ ثم أذهب إلى باريس ثم مارسيليا ثم ليون … أُحب السفر كثيرًا
نظرت إليه تمارا بـ أهتمام وقالت:ما هذه الأسماء التي قُلتها الآن سفيان
سفيان:هذه مدن في فرنسا بغض النظر عنّ باريس فـ هي غنية عنّ التعريف أشعر أن العالم أجمع يعلم باريس حيث يوجد برج إيفل وبعد الأماكن الرائعة بها
تمارا بتساؤل:وماذا عنّ المدينتين اللتان ذكرتهما توًا؟؟؟؟؟؟
أخذ سفيان نفسًا عميقًا ثم زفره قائلًا:حسنًا مارسيليا هي ثانِ إحدى المدن المشهورة تسبقها باريس في المقدمة … مارسيليا رائعة وبشدة أعشق الذهاب إليها والتواجد بها بعض الوقت … إذا قُمتي بـ البحث في جوجل سترينها إنها حقًا مبهجة … أما ليون فـ هي ثالث مدينة مشهورة يسبقها باريس في المقدمة ومارسيليا في الترتيب الثانِ … ليون أيضًا ساحرة جميع المدن في فرنسا رائعة نادرًا إن وجدتي مدينة سيئة
تمارا بتساؤل:وماذا يعني أسم مارسيليا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجابها سفيان بنبرة هادئة وقال:اسم مارسيليا يعود إلى أصل عربي، وهي تعني المرساة التي تُثبّت السفينة عند المرفأ والذي يسمى بدوره مرسى السفن
تمارا بـ أبتسامه وحماس:حسنًا يُمكنك أخذي إليهم جميعًا أليس كذلك
أبتسم سفيان وقال:بـ التأكيد … هيا أخبريني ماذا تُريدين أن تتناولي
نظرت تمارا إلى القائمة قليلًا ثم قالت:لا أعلم أنا في حيرةٍ مِنّ أمري
أقترب سفيان قليلًا ثم قال:حسنًا دعيني أختار معكِ
نظر قليلًا إلى القائمة معها حتى قاطعهما صوت النادل وهو يقول:معذرةً سيدي
نظر إليه سفيان قائلًا بجدية:تفضل
تحدث النادل بهدوء وهو يُشير إلى تمارا قائلًا:هل جعلت تلك السيدة تخرج الآن مِنّ هُنا فـ هي تُخيف الجميع بـ هذا الشيء الذي ترتديه على رأسها وغير مسموح بدخول النساء اللواتي يُشبهنها إلى هُنا
نظر سفيان إلى زوجته ثوانٍ ثم نظر إليه مجددًا وأردف بجدية وحدة:أيها الجاهل هذا خِمار فرنسي
تحدث النادل بكل وقاحة وقال:أيًا يكن دعها تخرج فحسب وإلا سأجعل الأمن يقوم بـ إخراجها
ضرب سفيان بـ كلتا يديه على سطح الطاولة ثم نهض وهو ينظر إلى النادل نظرة غاضبة حقودية متوعدة لـ يقول بنبرة تحمل في طاياتها التهديد والوعيد:إن أقترب أحد مِنّ زوجتي سأقتله … ولن تخرج مِنّ هُنا مهما حدث
نظر حوله نظرة ترقب ثم قال بنبرةٍ عالية وهو ينظر إلى النادل:هُناك ثلاثة سيدات غير زوجتي يرتدين الخِمار الفرنسي لِما لم تُحدثهن أيضًا
سمع رجُل آخر يُجيبه ولَم يكن سوى زوج السيدة المختمرة قائلًا بحدة:بلى سيدي هذا الحقير أيضًا قال نفس الشيء لي إنه يُهين زوجاتنا أجمع وهو لَم يُكلف نفسه عناء النظر إلى هيئته القبيحة في المرآة
نهضت السيدة الثانية وهي تقول بغضب:إن كان خِمارنا يُزعجك هكذا فـ أنت مَنّ يجب عليه الخروج مِنّ هذا المطعم … أين مدير هذا المطعم أنا أُريده في الحال أنا لن أصمت على إهانتك لي ولصديقتي ولا لـ هاتين السيدتان
تحدث الرجُل الآخر بحدة وهو يقول:أين مدير هذا المطعم
جاء رجلًا آخر يرتدي بدلة أنيقة لـ يقف بينهم جميعًا قائلًا بتساؤل:ماذا يحدث هُنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عقد سفيان ذراعيه أمام صدره ونظر إليه قائلًا بنبرة حادة:أنا سأشرح لك أيها المدير … هذا الحقير الذي يعمل هُنا نادلًا يُريد طرد زوجتي مِنّ المطعم
نظر المدير إلى النادل الذي كان ينظر إلى الأرض ثم عاد ينظر إلى سفيان قائلًا بتساؤل:لماذا سيدي أيُمكنك التوضيح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أشار سفيان بجدية إلى تمارا وقال بحدة:يُُريد طرد زوجتي مِنّ المطعم
نظر المدير إلى تمارا ثم نظر إلى الجهة الأخرى حيث كان الرجُل الآخر يقف ومعه زوجته وعلى الطاولة الأخرى فتاتين أحداهما التي كانت تتحدث بغضب وهي تطلب المدير
نظر إلى سفيان مجددًا وقال:ولكنه مُحق سيدي … ألم ترى ماذا ترتدي امرأتك
نظر إليه سفيان بصدمة ثم نظر إلى زوجته لـ يسمع المدير يقول:إن أردت أن تظل جالسة هُنا إجعلها تنزع هذا الشيء
هتفت تمارا بـ أستنكار قائلة:ماذا؟؟؟؟؟!!!!!!!
أشار إليها سفيان وهو بـ الكاد لا يُصدق ما يسمعه لـ تنظر إليه تمارا وهي مصدومة، تحدث الرجُل الآخر وقال:حقًا
تحدث سفيان بعدما أستفاق مِنّ صدمته قائلًا بحدة:حقًا … تبًا لك ولـ مطعمك ذلك
المدير ببرود:نحن لا نستقبل نساء كـ زوجاتكن
ثنى سفيان ساعديه بهدوء وهو يقول:وأنا سأقوم بـ العِناد وأُخبرك أنني لن أدع زوجتي تخرج مهما حدث … ولكن سأفعل شيئًا آخر
أنهى حديثه وبدأ بتدمير المطعم على رأسي المدير والنادل واللذان ركضا هلعًا بينما صرخ سفيان بهِ وهو يقول:تبًا لك ولـ العنصرية سأُدمر مطعمك القبيح هذا وأقوم بـ تشميعه
_________________________
كانت مريم تضع آخر دبوس في خِمارها لـ تنظر إلى إنعكاس صورتها في المرآة بـ أبتسامة رضا، أخذت هاتفها وحقيبتها ومفتاح سيارتها واتجهت إلى باب غرفتها
فتحت الباب لـ تجد شريف أمامها، نظرت إليه وقالت بتفاجئ:شريف … انتَ ايه اللي موقفك قدام باب أوضتي كدا
نظر إليها شريف نظرة ذات معنى ثم إلى ملابسها وقال:هو انتِ خارجة ولا ايه
حركت رأسها برفق وقالت:رايحة أودي الأكل لـ طه وليل عشان معهمش حد وعمتو تعبانة شويه ومعاها عمو باسم
شريف ببرود:بس انتِ مدتنيش خبر
تعجبت مريم وقالت:هو انا رايحة لـ حد غريب انا رايحة لـ ولاد عمي
شريف ببرود:وولاد عمك مفيهومش إيد ورجل يجيبوا آكل لـ نفسهم
مريم بذهول:ايه اللي بتقوله دا يا شريف هما فـ ايه ولا ايه عيب كدا
شريف بحدة:لا مش عيب وخُشي غيري هدومك مفيش نزول
مريم بضيق:يعني ايه مفيش نزول انا رايحة وأحمد هو اللي قايلي بنفسه
شريف بحدة:وانا خطيبك وطالما رفضت يبقى خلصت … ولا تكونيش رايحة عشان حد تاني
مريم بغضب:لا بقى دي مبقتش عيشة في ايه انتَ هتحسب عليا النفس اللي بتنفسه بعد كدا ولا ايه
شريف بغضب:أيوه يا مريم وصوتك ميعلاش عليا تاني
صدح هاتف مريم لـ تنظر إلى المتصل وتجده أحمد، أجابت قائلة:أيوه يا أحمد
أحمد بتساؤل:فينك دلوقتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مريم بهدوء:لسه في البيت
أحمد بذهول:انتِ لسه مخلصتيش يا مريم يلا يا حبيبتي ليل وطه على لحم بطنهم مِنّ أمبارح
نظرت مريم إلى شريف وقالت بضيق:ما هو شريف مش راضي يخرجني وعمال يشخط فيا
أحمد بحدة:ملكيش دعوة بيه انتِ نازلة بـ أمر مِنّي انا مش مِنُه هو
مريم بضيق:أعمل ايه طيب لقيته قدامي
جذب شريف الهاتف مِنّها بـ كل وقاحة ووضعه على أذنها وقال ببرود:مريم مش هتخرج طالما انا رفضت عند الأخ الكريم مانع
أحمد بحدة:نعم يا ننوس عين أمك وكلمة أخوها هي اللي هتمشي أختي لسه فـ بيت أبوها يعني الرأي رأيه ورأي أخواتها
شريف ببرود:ميهمنيش كل دا ومريم مش هتخرج … انا عارف كويس أوي انتَ بتفكر فـ ايه وعايز تعمل ايه انا مش عبيط ولا نايم على وداني يا أحمد
صق أحمد على أسنانه واتجه إلى داخل القصر بعدما كان سيذهب ثم أغلق الخط بـ وجهه، نظر شريف إلى الهاتف ببرود ثم مدّ يده بهِ إلى مريم التي أخذته بهدوء وهي لا تفهم شيء لـ تسمعه يقول ببرود:مفيش خروج
تركها وذهب بينما نظرت هي إلى أثره وهي تشعر بـ الصدمة لـ تتفاجئ بـ أحمد أمامها وهو يقول بحدة:روحي وملكيش دعوة بيه
نظرت إليه مريم وقالت بتساؤل:طب هتعمل ايه معاه؟؟؟؟؟
أحمد بحدة:روحي انتِ وانا هتصرف معاه يلا
حركت مريم رأسها برفق ثم تركته وخرجت لـ ينظر إليها أحمد بهدوء حتى أختفت مِنّ أمامه ثم ألتفت خلفه ونظر إلى غرفة شريف نظرة ذات معنى وهو يقول:يا انا يا انتَ يا شريف
______________________
“طمنيني عليكي يا أيسل انتِ مش عجباني بقالك كام يوم في ايه حاسك متغيرة أو تعبانة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
أردف بها زين وهو ينظر إلى أيسل التي زفرت وقالت بهدوء:مفيش حاجه يا زين … انا كويسه وزي الفُلّ
نظر إليها زين نظرة ذات معنى وقال:لا يا أيسل كدا مش كويسه … في ايه يا أيسل انتِ متعودتيش تخبي عليا حاجه
نظرت إليه أيسل وقالت بحيرة:أقولك ايه ولا ايه بس يا زين
زين:قولي انا هسمعك حتى لو الكلام مش مترتب المهم إنك تتكلمي
نظرت إليه أيسل قليلًا وهي مترددة بشدة لـ يُحرك هو رأسه برفق قائلًا:قولي يلا انا سامعك
أخذت أيسل نفسًا عميقًا ثم زفرته وقالت بهدوء:انا كنت حامل وسقطت
زين بصدمة:ايـــــــه
حركت أيسل رأسها برفق وقالت:أيوه … اللي سمعته صح … سقطت بعد ما كان فيه الروح
جحظت عينين زين بصدمة قائلًا:أزاي وأمتى وليه
أيسل بهدوء:فاكر اليوم اللي قعدت تتصل فيه بيا كتير وانا مكنتش بردّ وفي الآخر علي اللي ردّ عليك
حرك زين رأسه برفق وهو ينظر إليها لـ تقول هي:اللحظة اللي كنت بتكلم فيها علي دي كنت انا فـ أوضة العمليات جوه … أجهضت بـ فعل فاعل
صمت زين لبرهة وهو يُحاول أستيعاب ما يسمعه ولكن صدمته تُضاهي ما يُقال الآن، أدمعت عينين أيسل ونظرت إليه قائلة بنبرة مهزوزة:الطفل التاني ضاع مِنّ إيدي يا زين وانا معرفش أي حاجه ولسه بحاول أفوق مِنّ صدمتي مِنّ وقتها لحد دلوقتي
ضمها زين إلى أحضانه وهو لا يُصدق ما يُقال ويُسمع حتى الآن يشعر أنه في كابوس وسيستيقظ مِنّهُ بعد قليل، ربت على ظهرها برفق وقال بمواساة:إهدي يا أيسل … إهدي يا حبيبتي اللي حصل حصل
أيسل بدموع:صعب يا زين … انا مش عارفة أفوق مِنّ الصدمة اللي أتعرضتلها
ربت زين مجددًا على ظهرها وقال:انتِ قولتي إنك أجهضتي بـ فعل فاعل؟؟!!
_______________________
صفت مريم سيارتها ودلفت إلى المستشفى وهي تحمل حقيبة بيدها، خرجت مِنّ المصعد بهدوء وأتجهت إلى العناية المركزة وهي تنظر داخل حقيبتها وتُحاول إغلاقها حيث كانت لا تُغلق، زفرت مريم وحاولت إغلاقها قائلة بضيق:وبعدين معاكي جايه متقفليش دلوقتي
أصتدمت بجسد ما أمامها لـ تتفاجئ هي وتعود إلى الخلف قائلة بـ إعتذار:انا أسفه لـ حضرتك مخدتش بالي والله
نظرت إلى هاتفها ثم نظرت إليه وقالت:بعد إذنك دقيقة
أجابت على المتصل قائلة:وصلت … أيوه … ماشي سلام
أغلقت مجددًا ونظرت إليه قائلة بـ أعتذار وتوتر:بعتذر لحضرتك مرة تانية انا كنت مشغولة في شنطتي ومخدتش بالي خالص مِنّك
أبتسم الآخر وقال:عارف … مكانتش أول مرة تعمليها يا مريم
تفاجئت مريم وقالت بذهول:ايه دا انتَ تعرفني
نزع الآخر نظارته الشمسية وهو يقول مُبتسمًا:أعرفك أوي كمان
نظرت إليه بذهول شديد وقالت بعدم تصديق:شهاب

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

اترك رد

error: Content is protected !!