روايات

رواية مرسال كل حد 2 الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 البارت الخامس والثلاثون

رواية مرسال كل حد 2 الجزء الخامس والثلاثون

مرسال كل حد 2
مرسال كل حد 2

رواية مرسال كل حد 2 الحلقة الخامسة والثلاثون

معطنيش أي رد وفضل على وضعه من السكون التام, دخلت الأوضة بتقدم بقعد قصاده وأنا بقول على مضض: تقتل القتيل ومتفكريش حتى تمشي في جنازته؟
بصلي بلامبالة بيقول بسخرية: ده ايه ده؟
“مش عارف مرسال ديما كانت بتقولي الجملة دي لما أحاول اتهرب من مصيبة عملتها”.
بصلي من فوق لتحت وبعدين عطاني ضهره, بصتله على تذمر بقول: انت بتتجاهلني؟
“أنت شايف ايه؟”
“مش شايف قدامي غير واحد غير الي اعرفه, انت كنت عارف إنك لما تتنازل عن نصيبك في الشركة عمر هيتعدم علشان أحمد هيكون له قرار المحكمة العليا؟”
“وده هيفرق معك في حاجة؟”
“انت عبيط يا خالد؟ انت عايز تعدم أبوي وتقولي هيفرق معك في حاجة؟”
“ابوك؟ دلوقتي بقى أبوك؟أنت مش كنت مخاصم عمر علشان مطلعيش أبوك؟”
“كوني كنت مضايق منه علشان أخفى الحقيقة ده مش معناه خالص إني بكرهه”.
“أحمد هو أبوك مش عمر وأنت عارف ده كويس”.
“بس انا عمري ما اعتبرت أحمد أبوي, الشخص الوحيد الي هفضل أنادله بابا هو عمر وبس, كونه أبوي البيولوجي مش معناه أي حاجة, الأب هو الي ربى وصاحب وتعب وكان معي في كل أوقاتي”.
بنبرة تخللها بعض النقم والسخرية قال وهو لسه مديني ضهره: طب كويس انك ليقت أب عقبال ما أقلاي أنا كمان أم.
“أنت مضايق من أمنا علشان اختارتني؟”
سكت ومرديش فكملت: هي مختارتنيش علشان كانت بتحبني أكتر أو انها مش عازاك, هي بس خافت إني أموت لأني كنت مريض وأحمد عمره ما كان هيعرف ياخد باله مني, هي قدمت الأولوية مش الأفضلية.
“….”
كان لسه ساكت ومش راضي يرد علي, اتنهدت واستلقيت على ضهري جمبه على السرير وانا بقول: لما كنا أصحاب كنت بتحبني ليه فجأة كرهتني أول ما عرفت إننا اخوات؟
بصوت خافت رد بدون ما يبصلي: على أساس إنك مش عارف.
“مظنش إنه علشان أمنا اختارتني, مانت كمان باباك اختارك ووافق على التقسيمة دي كان مفروض اكرهك؟”
قام من مكانه قاعد بيبصلي بنقم بيقول: أنت أساسًا بتكره أحمد وأظنك ممتن إنه مختاركش وإلا حياتك كلها هتبقى عبارة عن جحيم مجرد لعبة بيمتلكها وبس بيحركها زي ما هو عايز, إنما أنت عشت بحريتك, لك قرارتك الخاصة, في وسط عيلة بتحبك, وأب بيراعيك ومصاحبك, انا اتحرمت من كل جدودي وأنت اتمتعت بحضن جدي وجدتي, لو كنت أنا مكانك حياتي مكنتش هتبقى بالجحيم الي انا عايشاه ده دلوقتي.
“خلاص تعالى نبدل”.
“نعم؟”
“انت تروح تعيش مع هدية وعمر وأنا هعيش مع أحمد بس بشرط…”
بصلي باستغراب: شرط ايه؟
“ترجع نصيبك تاني في الشركة علشان على أقل تقدير نسحب من أحمد حكم السلطة على عمر وانه يكون بدل المحكمة وباقي الشرط إنك تساعدني أخد نصيب أحمد على الأقل 30 في المية علشان نحكم احنا ببراءة عمر لأني واثق إنه حتى لو أجلنا شوية قرار المحكمة أحمد هيتدخل تاني بطريقته”.
“أنت بتعجزني يعني؟ أنت عارف كويس إني مش هعرف أعمل كدا ثم ليه ممكن أعرض حياتي للخطر وأنت كدا كدا هتجي تعيش معنا أنت وهدية؟”
“متقوليش إن السبب الي خليك تتنازل عن نصيبك كان علشان أحمد قالك إنك بكدا هتجبرنا نعيش معكم تاني”.
“ده مش إجبار, أحمد بس هيرجع كل حد لمكانه الصحيح”.
“ده على أساس إننا ممتلكاته الخاصة فيرجعنا ليه تاني؟”
“سميها زي ما تسميها”.
بصتله بنقم: ماشي يا خالد براحتك بس أنت لو مرجعتش نصيبك تاني وساعدتني أطلع عمر, انسى أي حاجة بنا, لا صداقة ولا إخوة.
سكت لوهلات بيبصلي, بعدها تجاهل النظر لي بيكمل: حتى ولو كرهتني هي أكيد مش هتكرهني.
“أنت اناني زيك زيه”.
سكت ومردش فسبته ومشيت وأنا الغضب بيتخلل خلاياي, أنا مش متخيل إن ده نفسه خالد الي عرفته في فرنسا, كملت طريقي لعمر بعد ما أحمد ما عطا الإذن بزيارته, مكنتش عارف أقوله ايه, بس كان لازم أتكلم معه بخصوص الطلاق, مكنش فيه حل تاني غير كدا لكنه رفض يقابلني وكأنه كان حاسس وقتها فكرت إني ممكن أحاول تاني وممكن دينا تكون ليقت حاجة في ملف القضية يساعدنا, روحت لدينا تاني وكأن مبقاش لي حد غيرها يقدر يفهمني ويفهم اضطرابي, بس لما روحتلها كانت مش على بعضها بتدور في أوراق ومستندات وهي بتعيط وكأنها مش مصدقة, اتقدمت ناحيتها بسأل: دينا أنت كويسة؟
بصتلي وهي بتعيط بتبتسم: عمر.. عمر يا هادي…
“باباي ولا تقصدي عمر ابنك؟!”
“الاتنين”.
“مش فاهم”.
“عمر باباك هو نفسه ابني”.
“ازاي يعني مش فاهم؟”
“لما طلبت منك تبعتلي ملف القضية علشان المحامي يشوفيه اكتشفت إنه نفسه عمر ماجد ابني وده اسمه باباه بالكامل وده مكان الميلاد ومحل الاقامة قبل ما يجي هنا وأهو اسم الأم أهو, ده اسمي يا هادي”. قالت كلماتها دي وهي مش قادرة تمسك دموعها بتعيط وبتوريني الأوراق, مكنتش فاهم ولا مستوعب ببصلها: ازاي يعني؟ أكيد فيه حاجة غلط, عمر عمره ما جاب سيرتك.
“لأنه اتبرى مني من زمان علشان فكرني خنت باباه, مانت عارف الحكاية”.
“أيوة بس بس ازاي يعني وازاي عمر ملاحظيش إنك جيتي ومريم كل يوم كانت عندك”.
“مش عارفة بس هي ديما كانت بتجي لوحدها ولما كنت بقبى عايزة اوصلها كانت بتخلني أوصلها على بيت مرسال مش عمر”.
“قصدك إنها ممكن تكون كانت عارفة حاجة ومخبية؟”
“مش عارفة ومش عايزة أعرف غير إني أروح لابني دلوقتي ازاي وأرجعه لحضني, أنا تعبت من ألمي عليه طول السنين دي ويوم ما أقلايه أقلاي بين حبل المشنقة”.
“طب اهدي بس وأكيد هنلاقي حل وهنطلعه و…”
“مفيش و… الحل الوحيد إن عمر يطلق هدية, هادي أرجوك حاول تقنع هدية بالطلاق هو لما هيلاقيها مصرة كدا هيضطر يطلقها, علشان خاطري, أرجوك يا هادي, أنا حاسة إن أيامي في الدنيا معدودة مش هقدر اتحمل إني أعيشهم وأنا شايفة ابني بين حبل المشنقة”.
مكنش قدامي حل تاني, أحمد خلص كل الحلول الي معي, علشان كدا كنت مضطر أكلمها, بعد محاولات كتير وعياط هستري أمي وافقت, مريم كانت بتبصلي بنقم وكره مشوفتشهوش قبل كدا بس كان فيه حاجة لازم أسألها عليها قدام العيلة كلها بصتلها ومرسال كانت قاعدة معنا هي وحد: أنتي كنتي تعرفي إن دينا هي مامة عمر؟
مرسال وحد بصولي باستغراب: أنت بتتكلم عن مين معلش؟ دينا مين.؟
“دينا يا جدي, هي نفسها دينا الي نعرفها”.
“ازاي يعني؟”
“أظن ده سؤال لازم نسأله لاستاذة مريم”.
مريم بصتلي بنقم: وأنت مالك؟ هي جدتي أنا مش جدتك أنت, أنت يدوب أخونا من نفس الأم وبس وأي حاجة متعلقة بعمر ملكش دعوة بها.
حد بصلها بحزم: كلمي أخوك الكبير كويس وردي علينا أنتي كنتي تعرفي إن دينا هي نفسها جدتك؟
أخفضت راسها بترد: أيوة.
“امتى وازاي وليه خبيتي”.
“كان فيه صندوق بابا مخبيه حتى عن ماما ولما جيت بصيت على الصندوق ده من وراه شوفت صور دينا, حسيت إنها جدتي لأن شوفت بابا متصور معها صور كتير وهو صغير وبعد كدا لما هادي عرفني عليها اتأكدت إنها هي ومكنتش مصدقة بس مرضتيش أقول لبابا بعد ما عرفت هو لسه بيكرهها خوفت إنه يمنعني من إني أروحلها”.
“مريم انت متخلفة؟ أنتي فاهمة انتي عملتي ايه؟ طب حتى مصعبيش عليك وجعها كل يوم وانفطارها على ابنها؟”
“ينفع متتكلميش معي خالص, أساسا كل حاجة بنا انتهت من ساعة ما قررت تخليها تطلب الطلاق وتدمر عيلتنا في مقابل إنك تبني عيلتك”.
“أنا أكيد مش هحاول أقنعك إني عملت ده في المقام الأول علشان عمر وفي المقام التاني علشان دينا وإن ابنها يرجعلها”.
“طب واحنا؟ هتاخد مننا أمنا؟”
“إن الاتنين يكونوا عايشين أهون من انك تفقدي حد فيهم”.
“وانت مفكر إننا مش هنفقدها؟ أوع يكون في اعتقادك إن أحمد ممكن يخلنا نلمح طرفها, انسان زيه هيتملكها زي أي حاجة عنده بيمتلكها زي ما هيتملكك بالظبط”.
وقبل ما اتكلم قاطع مخانقتنا أمي: بس بقى كفاية أنتوا الاتنين, أنتوا مش حاسين بالكارثة الي احنا فيها.
سكت وسبت البيت, مكنتش عارف أروح فين ولمين, أنا بجد تايه, عمال ألف وأدور حوالين نفسي للدرجة إني روحت لأحمد تاني, كان في مكتبه, اتقدمت ناحيته وجثت على ركبتي خافض راسي بقول: أرجوك متخلنيش أحس بالعجز قدام نفسي والناس الي بحبها, أنا مستعد أكون أي حاجة لك في مقابل إنك تسيب أمي وعمر.
“توسلاتك وخضوعك ده عمره ما هخليني ألين, لازم تختار حاجة من الاتنين يا حياة عمر يا وجود هدية مع عمر بس وحولين رقبته حبل المشنقة”.
“أنت ليه بتعمل معنا كدا؟”
“علشان مصلحتك ومصلحتها”.
“بس هي مش بتحبك وأنا مبسوط مع عمر”.
“هي اختارته علشان شخص كويس مش علشان بتحبه أنا واثق إنها لسه بتحبني”.
كنت لسه جاث على الأرض قدامه مسكت ايده وانا بعيط حاططها على جبهتي: بابا أرجوك…
أفلت ايده من بين ايدي وتجاهل النظر لي وهو بيرملي أوراق على المكتب: خلي عمر يوقع على الأوراق دي, أنا روحلته النهاردة لكنه رفض يطلق, معندوش مشكلة تكون أرملة وييتم أخواتك في مقابل إنها تفضل مراته.
مكنتش عارف أعمل ايه, مكنش قدامي حل غير إني أخد الأوراق وأروح, مكنتش عايز اروح البيت بس كان لازم علشان امي, دخلت اوضتي ورميت الأوراق واترميت في احضان السرير لحد ما صحيت من النوم وملقتش الاوراق جمبي, اتخضيت بدور عليها وروحت لامي اوضتها بس ملقتهاش هي كمان.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مرسال كل حد 2)

اترك رد

error: Content is protected !!