روايات

رواية تمرد عاشق 2 الفصل العاشر 10 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق 2 الفصل العاشر 10 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق 2 البارت العاشر

رواية تمرد عاشق 2 الجزء العاشر

رواية تمرد عاشق 2 الحلقة العاشرة

”تمرُّ على الإنسانِ أوقاتٌ، تكونُ فيها أعظمَ أمنياته، هي ألّا يشعُر“
فتح عيناه وجدها بالقرب من للحد غير المسموح بينهما.. أعتدل على فراشه وهو يضم وجهها بين راحتيه
– حبيبي أنتِ هنا
هزت رأسها ونظرت بإشتياق إليه وأردفت
– هنا بين ايدك..
لم تكمل حديثها عندما التقط شفتيها الناعمة بشفتيه ليتذوقها لأول مرة لاغيا عقله… ظل يصافحها بقبلاته التي تشبه زخات المطر عندما رطبت جفاف قلبه بعد عجاف لعدة شهور
صباحا بفرنسا
استمعت لطرقات على باب المنزل
قامت بفتح الباب
ذُهِلت بمن يقف أمامها بطوله الفارغ وهو يطالعها بدهاء.. إمتقع لونها بشدة وانسحبت الدماء من أوردتها
أردفت بشفتين مرتعشتين
– جواد!!
كان يستند بجسده على الجدار وهو يعقد ذراعيه.. مط شفتيه… وأقترب وهو يصافحها بإبتسامة ساخرة
– عاملة إيه يابنت عمتي…
واخيرا بعد الهروب من مكان لمكان يامولي
قالها يراقب حالتها بأعين ثاقبة… ياااه بقلنا اد إيه يامولي مشفناش بعض
آجابته وهي تفرك يديها…
– أنا الحمدلله.وإيه هروب دي..على فكرة … وحشتني
لم تكد تكمل حديثها إذ خرجت والدتها وأردفت متسائلة
– مين ياأمل؟
ظهر جواد من خلفها بجواره بيجاد الذي يقف يضع يديه ببنطاله
رفعت أمل نظرها لبيجاد وأردفت
– إنت!!
ابتسم بسخرية وأردف
– أهلا إستاذة أمل…شوفتي الدنيا ضيقة إزاي وتقابلنا تاني… بس ماكنتيش تعرفيني أنك قريبة حضرة اللوا ياشيخة وإننا بلديات
انكمشت ملامحها بإمتعاض ولمعت عيناها ببريق الخوف تلك المرة التي لم تكن بالحسبان عندما علمت بتلك اللعبة التي أرجعتها بلعبة حقيرة وتذكرت ذاك الرجل الذي يدعى بجاك
– هذا المسؤل بأعمالي بالقاهرة.. لقد نسيت أن اعلمك بأن المشروع سيقام بالقاهرة
ضيقت عيناه وتسائلت
– ليه القاهرة… ليه مش فرنسا
سيدتي النجاح الحقيقي سيكون بالقاهرة عن تجربة.. فقد بدأت كل أعمالي بها وكبرت هنا.. لا تقلقي
نظرت لذاك الرجل الذي يرتدي نظارة شمسية وتعمقت بالنظر إليه ثم أردفت متسائلة
– وهو مصري ولا متعدد الجنسية
نظر يوسف الذي يدعى بجاك وابتسم لبيجاد وأردف
– هذا مصري واسمه جاد المصري
مط بيجاد شفتيه ناظرا للأسفل حتى لا ينكشف أمره ولا يعلم لماذا أتى إلى هنا ليكمل تلك المهمة المملة كما إدعى
نظرت إليه أمل وتسائلت
– منين ياجاد
أجابها سريعا وهو يناظرها بترقب
– إسكندرية
اومأت إيماءة بسيطة وأكملت حديثها
– أنا مينفعش أنزل القاهرة حاليا… عندي مشاغل كتيرة هنا متجيش تطلب مني أسافر بعد كدا
إتسعت إبتسامته وأخذ نفسا من سيجارته وهو ينظر إليها بعيون صقرية
– لا تقلقي… ليس مطلوب منكِ شيئا كهذا
رفع بعض الورق أمامها ووضعه على المكتب
– لقد إنتهينا من جميع البنود وحان الوقت للتوقيع… ليس لدي وقت… قالها يوسف وهو ينظر بساعته
تناولت القلم وقامت بالأمضاء سريعا دون النظر مرة آخرى للأوراق مرة أخرى
عودة للحاضر
شهقت أشجان عندما وجدت جواد يخطو بخطواته الثابتة إليها
وقفت وهي تضع يديها على فمها من الصدمة من ظهور جواد المفاجئ بعد تلك السنين… وتحوّل وجهها ليوازي شحوب الأموات
إقترب جواد وهو يحاوطها بنظراته ويناظرها بنظرات قاتمة وتحدث:
– عاملة إيه ياعمتو
دلف بهدوء جالسا على الأريكة التي توجد ببهو الشقة
دنت منه بعدما أصيبت بتصلب جسدها وجف حلقها ثم.. تبسمت له بإصطناع
– حبيبي عامل إيه؟
وأخبار والدك… وحشني أوي حتى كنت لسة من يومين كنت بتكلم مع أمل علشان ننزل القاهرة علشان وحشتونا
جز على فكيه وأردف بسخرية
– والدي!! بتسألي بجد ولا دي حنية من بتوعك اللي مغرقانة فيها
اتسعت ابتسامتها رغم إرتعاش جسدها من معاملة جواد القاسية
– ايه اللي بتقوله دا.. هو فيه أغلى عندي من حسين وولاده… معلش ظروف السفر اللي بعدتنا عنكم غير طبعا المشاكل و..
ظل جالس لم يهتم بحديثها ينظر بمختلف الأتجاهات لفت نظره تلك الصورة التي توضع بأحد الأركان.. فكانت صورته مع والده وصهيب معهما
نهض ببطئ وأمسك تلك الصورة ينظر إليها
ترقرق الدمع بعينيه وتحدث بصوتا مكتوم
– ياااه ياعمتو تعرفي الصورة دي الوحيدة اللي مفقودة مننا…
ضيقت عيناها وتسائلت بصوتا مهزوز بعض الشئ
– إزاي ياجواد.. لا عندكم زيّها أنا شوفتها عند والدك في مكتبه
إستدار بجسده ومازال بمكانه
– قصدك الغلاف ياعمتو دا اللي تقصديه
فجاة ألقى الصورة على الأرض حتى تهشمت متناثرة بالأركان…
حل الصمت بالمكان كضيفا وأستغل نظرات الخوف التي لمعت بعيني أمل فاقترب ينظر لعمته
وصل ووقف أمامها ينظر لمقلتيها
– قصدي الروح العائلي اللي كان فيها شوفي كدا ينفع تلميها تاني وترجعيها .. دا اللي حاولتي بكل الطرق تعمليه
ثم أكمل إسترسال
الصورة دي من اربعين سنة يعني تقدري تقولي كان عندي وقتها خمستاشر سنة
كبرناو الحب بيكبر جوانا والحنان والعطف من إخواتي… بابا الله يرحمه علّمنا يعني إيه حب وجمع شمل العيلة… حبتي تسافري وتتجوزي واحد مش من توبنا ووقفتي قدامنا ورفضتي كلام بابا وعملتي اللي في دماغك وروحتي وخوضتي تجربة ورا تجربة وكل ماتخرجي من فشل تدخلي في فشل أكبر…
وضعت يديها على شفتيه وأردفت بحزن متصنع
– أبوك مات ياجواد… ياحبيبي ياحسين
بساقه ركل المنضدة التي بجواره وأشار بيديه
– شغل التلات ورقات دا مش مع جواد الألفي… ماشي… خليني اكمل مسيرتك العملاقة علشان نستفاد كلنا من خبراتك العظيمة…
تحركت أمل إليه وعزمت أمرها على أن تفر من شظايا غموضه الذي بدأ يصل معناه لعقلها بعد ربطها باللعبة التي احكمت بذكاء
– جواد حبيبي ممكن تقعد ونتكلم أحنا منعرفش إنت بتتكلم عن إيه
صاح بصوت غاضب وظل يقاوم نيران قلبه الملتهبة عندما تذكر فلذة كبده وانهيار زوجته في تلك الليلة وموت والده بسبب تلك الشمطاء.. رفع اصبعه وصرخ بوجهها يدفعها كأنها عدوى تصيبه
– اخرصي يابت… حبك بورص ياختي مين دا اللي حبيبك… دا حتى الكلمة حسيتها بالمرض الخبيث مجرد مااسمعتها من بوقك…
دفعها بقوة حتى سقطت على المقعد بجوار والدتها واردف مشيرا بسبابته
– اسمع صوتك قبل ماأخلص كلامي ورب الكعبة ادفنك مكانك… وياريت تعمليها
علشان الموت رحمة من اللي هتشوفيه
إستدار ينظر بمقت وغضب كان يوزع بينهما نظرات نارية كنيران جهنم ثم
زفر بحزن واكمل حديثه
– ياريت توقفي على كدا ياعمتي الحلوة.. عملتي من بنتك نسخة مصغرة منك.. ونفس التجارب الخايبة والفاشلة… مع إن أي واحد عاقل يكون إتعلم من كم الفشل والإنحلال.. لكن عند أشجان الألفي العنتظة والبجاحة بتجري في دمها وبدأتي تعملي مزاد على بنتك واللي يدفع أكتر يشيل
توقفت أمامه وتحدثت أنا مش فاهمة ياجواد كلامك
أشار بسببته ان تصمت…
– أنا قولت إيه.. مش عايز مقاطعة… إحنا لسة بنحكي في البداية يااشجان هانم دا مجرد كلام بس
سحب نفسا طويلا يعبأ رئتيه وأكمل استرسالا
– قعدتي عشر سنين في لبنان وخسرتي كل اللي وراكي واللي قدامك.. عارفة ليه
نظر لمقلتيها شرزا وتحدث
– علشان أخدتي حق مش حقك… واوعي تفكري إني نسيت محاولتك الفاشلة والرخيصة مع عمو ماجد بعد موت طنط حنان…
دنى وهمس لها
– جواد مابينساش حاجة… وإحمدي ربنا إن بابا مكنش موجود وإن عمو ماجد راجل محترم حافظ على شرفه… رجع بجسده ورفع صوته بغضب
– ماهو انتِ متلزميش حد… كل اللي عمله علشان أبويا وبس..
حدق بها بعينين تبدو كلهيب جهنم
ثم نظر إليها بمقت وإحتقار
– حاولنا نوقف معاكي ونصحح من أخطائك وأبويا يقول معلش يابني دي أختي اللي فضلالي مقدرش أرميها ومهما تعمل هفضل أحاميلها مش علشانها ابدا… دا علشان جدك وجدتك
❈-❈-❈
جلس محاولا السيطرة على هدوئه
فكانت نظراته تتناقض كليا في تلك الأثناء مع هدوئه الذي يحاول السيطرة على نفسه…
وقف مستندا بظهره على الجدار خلفه وهو يعقد ذراعيه ويوزع نظراته بينهما
وعدت الأيام والسنين وحسين الألفي لازم يكون الصدر الحنين لأشجان هانم كل ماتعمل مصيبة يطبطب عليها…
هز رأسه بايماءة:
– عارف أيوة الغلط في دي مش عندك.. عند أبويا ماهو لو من أول غلط كان أخد موقف مكنتيش وصلت للفُجر اللي يخليكي تحاولي تخطفي مراتي وتعملي فيديو خيبان مع عاصم وشاهيناز…
هزت رأسها برفض
– والله ماحصل ياجواد أنا معرفش إنت بتتكلم عن إيه
تحرك بضع خطوات وهو رافع رأسه كأنه يفكر بشيئا ما
– ايوة صح إزاي… إزاي عاصم دخل الفيلا وضرب نهى… إزاي عرف جدول غزل
إزاي عرف البيت اللي خطف غزل فيه ومحدش يقدر يشك فيه
لكم بيده بقوة على المنضدة حتى تهشمت وارتفع صوته بصراخ
– ازاي عمتي تعمل كدا…
وضع يديه على راسه وتحدث
-أزاي كنت غبي ياجواد ومعرفتش تربط الاحداث دي كلها… إزاي حد غريب يدخل
بيت الألفي ينوم الأمن بتاعه ويولع في بيته…
أقترب منها ودّ لو أطبق على عنقها
– يولع في بيته علشان الكل يتجمع عند الحريق.. والأندال يدخلوا يخطفوا ولاد جواد
دفعها حتى سقطت جالسة على الكرسي
وأكمل إسترسالا:
– ماهو جواد انتقم مننا وبدأ ياخد كل فلوس أبوه علشان معدش يدينا حاجة خلاص حسين بح… لازم ننتقم علشان لم بنتي وجوّزها لواحد من عيّنتها أصلها بعد كدا مش هتعرف تلعب على الأغنياء وتاخد فلوسهم
قام بحجزها بين ذراعيه ونظر بنظرات نارية لو تحرق لأحرقتها بالكامل
وتخطف بنت بريئة من حضن أمها ولا حتى فكرّت ولا جه على بالها أزاي ممكن أم تعيش بعيد عن بنتها.. ماهو اكيد إنتِ مش أم اللي تحرق قلب أم كدا حرام تكون أم
وبكل بجاحة جاية تعيط وتحضنها وتقول ياما قولنالك ياجواد شغلك دا هيدمر العيلة كلها… وبدأث بخبثها وسمها تضرب العيلة كلها في بعضها
وتخلي مراته توقف قدامه وتصرخ وتقوله إنت السبب بنتي اتخطفت بسببك…
وياترى عمتي الجميلة تسكت لحد كدا
هز رأسه برفض وتحدث كالمجنون
– تروح وتدوس أكتر وأكتر وتقولي مراتك مهملة ومتستهلش تكون أم… إزاي تسيب ولدين صغيرين لوحدهم
صفق بصوت مرتفع وضحك ضحكات كالمعتوه
– برافو أشجان خانو… دا كله علشان نوقع في بعض… تكوني لعبتي لعبة حقيرة مع منال خانواللي احقر منك…ماهم الحقراء اتجمعوا مع بعض..وتفكروا وتخططوا وتخرّجوا البنت برة البلد… ماهو جواد الأهبل لما يقدر يتحكم في عيلته كان كل حاجة عدت
كانت تجلس وجسدها يرتعش من الرعب الذي بدى على ملامح أمل من هيئته التي آصابته بالجنون
جسدها زاد بالأرتعاش من هيئته عندما تخلى عن هدوئه
دقات عنيفة أصابت صدره بالكامل عندما أستدار ينظر لأمل يتسائل
– بنتي فين ياامل… ودتوها فين… ماهو مش كل مرة تفلتوا من بلد لبلد علشان مااوصلكمش… دلوقتي الحمدلله اتقابلنا تاني بعد سبعتاشر سنة.. دا طبعا كرم من ربنا علشان أعرف بنتي فين
نظر لعمته التي انكمشت وتحدثت
– إحنا منعرفش حاجة عن بنتك ياجواد.. روح دور عليها بعيد عننا
مسح على وجهه بعنف وحاول السيطرة على نفسه حتى لا يقتلهما
تمام مش عايزين تقولوا هي فين
رفع نظره لأشجان وتسائل
آخر مرة هسأل بنتي فين ياعمتو..
ظلا الإثنين صامتين.. فجأة جحظت عيناهما مما إستمع
بالقاهرة بمنزل جواد الألفي
صباحا
استيقظ ينظر حوله مبتسما… ولكنه أغمض عيناه عندما علم أنه ماكان إلا حلم
مسح على وجهه عله يهدي من روعه.. ثم نهض متجها لمرحاضه كي يؤدي فرضه
بمنزل حازم الألفي
كانت تجلس تقلب بطعامها نظرت لإبنها
– جواد أيه رايك ننزل نقضي الإجازة مع بابا
بدا يلوك طعامه بهدوء
ذهب لذكرياته مع والده بعد رجوعهما من انجلتر بعد الحادثة التي تعرض لها عز
جلس بجوار ولده يضمه لأحضانه
– مش اقدر أقولك إنساها ياحبيبي.. ولا اقدر أقولك دوس على قلبك… بس اللي عايز اكدهولك
الحياة مابتقوفش على شخص.. ثم أكمل حديثه
– مينفعش إنك تتجوزها بالغصب… وأنت سمعت وشوفت… بلاش نفرق العيلة ياجواد بسببكم… مش يمكن نصيبك مع حد تاني
خرج من شروده عندما أخرجته والده عندما تسائلت
– مردتش ياعني ياجواد
اتجه لوالدته وتحدث:
– مينفعش أسافر ياماما متنسيش أني ظابط… ممكن تاخدي تقى وتسافروا
اتجهت بنظرها لتقى التي كانت شاردة
– إيه رأيك ياتقى ياحبيبتي نسافر لبابي
زفرت بوجع ثم نظرت إليهما وتحدث بهدوء رغم حزنها الظاهر بعينيها
– إعملي اللي تعمليه يامامي بعد إذنكم انا شبعت… هعدي على جنى ونروح نقعد مع رُبى شوية
اومأت مليكة برأسها ثم استدارت لجواد إبنها
– اختك مالها ياحبيبي بقالها يومين مش عجباني
رفع نظره إليها وتحدث
– معرفش ياماما ممكن تقعدي معاها وتسأليها أنا دخلتلها إمبارح وسألتها ماقلتليش حاجة… كل اللي قالته إنها مضايقة من كلية الألسن بس
بمنزل جواد الألفي
حاولت عدة مرات الإتصال به ولكن هاتفه مغلق
زفرت بحزن على حالتهما التي بدأت بالفطور مرة اخرى ولكن ليس بتلك الحالة… فرغم إختفاء غنى وحزنه إلا أنه لم يفعل بها ذاك
جلست تمسد جبينها لعل ذاك الصداع يزول عنها
فجأءة إستمعت لأشعار رسالة إلى هاتفها
هبت سريعا علّه زوجها
– أمسكت بهاتفها إذ بها تنصدم
صورته وهو يضم إحدهما بأحضانه… ترقرق الدمع بعيناها
– حاولت النظر إلى هاتفها مرة إخرى..لا تصدق ما تراه…أمسكته بأصابع مرتعشة كحال قلبها حينما شعرت بإنسحاب روحها
ترنح جسدها وأحست أن ساقيها فقدت القدرة على حملها
فجلست وكأن غصة أحكمت مجرى تنفسها وكأنها لم تشعر بمن حولها الإ من تلك الصورة التي أوضحت إحداهن بأحضان زوجها
آهة خفيضة تحررت من بين شفتيها فوضعت يديها المرتعشة على فمها
دلف عز الذي وصل حيث وقوفها ينظر بتمعن لحالتها ووجهها الذي تحول لونه
اقترب عز وأردف متسائلا
– فيه حاجة ياطنط..؟
سكنت لثواني حتى تستعيد أنفاسها…ثم أطبقت جفنيها… واتجهت بنظرها إليه تبتسم و أومأت رأسها وأجابته:
– كويسة ياحبيبي… إنت عامل إيه دلوقتي
إستندت برأسها على المقعد خلفها عندما شعرت بألما ينخر قلبها
تذكرت تغيّره منذ فترة وإبعاده عنها في تلك الفترة
جلس عز أمامها على عقبيه
– طنط غزل إيه اللي حصل
❈-❈-❈
وصلت رُبى تنظر لوالدتها وتسائلت
– مامي فيه إيه مالك؟
هزت رأسها وتحدثت بصعوبة
– أنا كويسة.. بس ممكن يكون ضغطي نزل شوية…
ثم رفعت نظرها لعز الذي يحاوط إبنتها بنظراته بإشتياق فقد تزلزل كيانه عندما إستمع لصوتها.. قاطعت غزل نظراته عندما تحدثت :
– تعالي ياحبيبي هنا علشان تاخد الحقنة
كعاصفة تتعثر برياحها الهوجاء تهاوى على المقعد ينظر بحزن للتلك التي جافته للأبد
عندما تركتهم وكأنه غير موجود
أومأ برأسه وجلس بجوارها يعطيها أدويته
قامت بقياس ضغطه كعادتها
– الضغط كويس ياعزو… والحمد لله بدأت تتعافى أهو
لم يكن يستمع إليها
كل مايؤرق روحه أكثر إشتياقه الجارف لها لمتيمة قلبه… الآن لم يشعر سوى إحتراق صدره بالكامل فهاهي أمامه ولكنها بعيدة كبعد الشمس عن الأرض
كانت غزل تحادثه ولكنه
كان يراقب التي ابتعدت عنهما بهاتفها. هي تتحدث لإحدهما وكأنه لم يعنيها أغمض عيناه بحزن وآلام قلبه تنخره بقوة
ربتت غزل على يديه وتحدثت
– اعذرها يازيزو… الموضوع صعب عليها ياحبيبي برضو… هي بتحبك متخافش واطمن
أومأ بقهر وشعر بوخز قلبه التي تشعل صدره لا يريد سوى قربها حتى لو بضع كلمات تنعش روحه الغائبة عن جسده
ورغم ذلك نظر لغزل وأجابها
– براحتها ياأنطي.. ولو مش عايزاني تاني مش هلومها… قالها وهو يشعر بإنسحاب روحه بالكامل
إلتفتت تنظر إليه ومازالت تتحدث بهاتفها
نظراتها السريعة التي التقت بعيناه… ورغم إنها سريعة ألا أنها ضربت قلبه كصاعقة.. عندما أخفت بها لهيب إشتياقها له…
لا يعلم بشعورها الآن وهو أمامها تود لو ترتمي بأحضانه ولا تتركه حتى تشبع روحها من إشتياقها له الذي جعلها كوردة في وسط صحراء تحتاج لمن يرويها ويعتني بجفافها
أخيرا أنهت إتصالها وناظرته بإشياق ورغم جفائها له إلا أنها كانت تعتني بكل تفاصيل يومه مع إخته… ظلت تحاوطه بنظراتهاعندما وجدت انشغاله بالحديث مع والدتها
كانت تقف تناظره كطفل يبكي بقلب مفطور مليئ بالثقوب من بُعد والدته عنه
هذا هو حالها…ثم تسائلت مع نفسها
أحقا يشعر بآلامي!!
لاتعلم إنه يعاني آلاف المرات مما تعانيه
ولما لا فالحب عندما يخترق القلوب يصبح كسرطان ينخر بالجسد ولا يوجد الشفاء منه
وصلت إليهما عندما تغلب القلب عن العقل وفي غياب عقلها تماما.وانشغال قلبها بدقات تخصه وحده عندما إستمعت لصوته الرجولي وهو يتحدث مع والدتها
– عادي الحياة بقت زيها زي الموت عندي.. يعني ممكن تقولي مفيش حاجة فارقلي بعد كدا
حزنت غزل على حديثها فهي مرت بتجربته وتشعر بشعوره
شعرت رُبى برجفة بجسدها من حديثه المدمي لقلبها فتخطت إليه حتى وصلت إليه
.. شعر بوجودها خلفه.. حاول أن يتنفس عندما شعر بإنسحاب الهواء من حوله من رائحتها العبقة التي ملئت رئتيه
– “عز ” قالتها بشفتين مرتعشتين
أغمض عيناه… وهزة عنيفة أصابت جسده بالكامل.. وانتفض قلبه متأثرا بصوتها المتناغم بإسمه من بين شفتيها… إستدار بهدوء وشعور فقط يستحوز عليه أن يسحقها بأحضانه…
هب واقفا عندما وجد دموعها تسيل بغزارة فوق وجنتيها
تحرك خطوة واحدة وهي يردد إسمها بإشتياق بين شفتيه
-” نعم “قالها بصوتا مبحوح من كثرة مشاعره المشتاقة إليها
وقفت غزل عندما وجدت الاجواء مفعمة بمشاعرهم وحاولت الحديث حتى ينتبه كليهما إليها
– أنا هعمل فطار علشان زيزو هيفطر معانا
ابتسمت ابتسامة بسيطة ثم نظرت لعز واقتربت منه هامسة
– هسيبك شوية معاها وعلى الله تقدر تصالحها.. بس باحترام اصلي ارجع في كلامي
ابتسم لها حتى ظهرت نواجزه ثم قبّل يديها
– تسلميلي ياست الكل
بالأسكندرية
– كانت تسير على الشاطئ سريعا تقوم برياضة المشي تضع سماعات هاتفها تستمع لميوزك.. فجاة إذ بها تنصدم بأحدهما
-” أوس”!! إنت بتعمل إيه هنا
رفع نظره إليها بإشتياق مردفا
– وحشتيني… دي كلمة وحشتك
إبتسمت بخجل له ثم نظرت تحت قدميها
– إيه اللي بتقوله دا على فكرة عيب كدا
ضحك بصخب عندما توردت خدودها باللون الأحمر وأردف
– عايزين يتقطفوا والله.. وأنا قلبي ضعيف ممكن أموت فيهم غرقا
ضيقت عيناها وتسائلت
– إيه هم دول؟
قهقه عليها… ثم سار بخطواته معها وأردف سعيدا…
– إنسي ياصغننة ثم أكمل حديثه
– بتعملي رياضة ولا إيه
أومأت رأسها دون النظر إليه
– طيب ينفع تخبي عيونك عني أنا بقول وحشتيني دا يكون ردك
– كان لحديثه وقع خاص على قلبها الذي جعل قلبها يرفرف كالفراشة…
إزداد توترها مع رعشة جسدها عندما رفع يديه يخفي تلك الخصله المتشردة من حجابها وأردف بصوتا كالهمس لها
– مبحبش حد يشوف حاجة تخصني غيري.. قالها وهو ينظر إليها..
تقابلت النظرات في حديث عشق تام بينهما.. ظل للحظات يغرق برمديتها التي جذبته منذ سنتين وهو بعسليته التي تشبه قرص الشمس…
أغمضت عيناها عندما لامس خديها الناعم بإصبعه وتحدث
– إعملي حسابك أول مابابا يرجع من السفر هنتكلم في إرتباطنا
هزة عنيفة أصابت جسدها مما جعلها تبعد عنه بضع خطوات… فعلتها عندما شعرت بماس كهربائي بجسدها من لامساته وهمساته لها
حاولت أن تجمع شتات نفسها وتخرج حروفها الهاربة من شفتيها عن تلك الرجفة
– أوس ماينفعش كدا… متلمسنيش تاني ولا تقرب مني.. حتى وقفتي معاك دون علم بابا وماما غلط
ثم رفعت نظرها وأردفت
– مش عايزة ثقة بابا فيّا تهتز لو سمحت.. وأسفة لازم ارجع حالا
ابتسم من كلماتها وزاد تعلقه وحبه بها فصاح بصوته بعدما تحركت عدة خطوات
– بحبك ياياسمينا… قالها ثم تحرك من أمامها
أمام جامعة غنى
تقف تنتظر شخصا ما
إبتسمت لها وأردفت
– اهلا
أومأت برأسها
– إنتِ بقى غنى اللي بيقولوا عنها
ضيقت غِنى عيناها وأردفت
– مش فاهمة.. هم مين دول
كانت نظرات ماسة ثاقبة عليها توّد لو تسحبها من خصلاتها.. فهي شعرت بآلام قلبها عندما وجدت صورتها على هاتف بيجاد
دنت بخطوات واثقة وأردفت وهي تنظر لها بجحيم عيناها
– إبعدي عن حبيبي بقولك أهو… أنا جاية بتكلم معاكي الأول بالذوق متخلنيش أتكلم بأسلوب تاني
اغتاظت غِنى من حديثها ورغم شعورها من عجرفتها ولكن اشتعل قلبها أكثر عندما علمت بمن تخص حديثها
احتدت نظراتها واختنقت أنفاسها فجأة تشعر بغثيان لا تعلم ماهيته… حاولت بعض اللحظات السيطرة أمامها ولكنها لم تقو على الوقوف اذ إستدارت تقوم بالقيئ المفاجأ
رفعت ماسة رأسها تطالعها باستخفاف مردفة
– ياعالم إيه اللي حصل خلاكي بالقرف دا… نظرت إليها نظرات مشمئزة وأكملت
– بيجاد المنشاوي خطيبي خط أحمر بلاش تزعليني منك… قالتها وتحركت مغادرة
أخرجت هاتفها سريعا عندما شعرت بآلام تصاحب جسدها كليا كنيران تسري بأوردتها
– يُمنى إلحقيني أنا قدام الجامعة عند العربية تعبانة أوي
❈-❈-❈
باليوم التالي بالقاهرة
بالمطار
– نزل من الطائرة بجواره جواد الذي أشار إليه بإستخراج ماجلبوه واتجهوا إلى السيارة إلى أن وصلوا المكان المحدد
دلفو إلى ذلك المكان عبارة عن منزل ريفي بجوار مزرعة خاصة بريان المنشاوي
دلف جواد اولاً ينظر للتي تقبع فوق فراشها تنظر للخارج وتبتسم بسخرية
إرتفع جانب وجهه بشبه ابتسامة متهكمة قائلا
– مرحبا سيدة منال جبتلك ضيفة عزيزة
نظر لبيجاد وتحدث
إفتح التابوت يابيجاد
رفع حاجبه وتحدث بشقاوة:
– تؤمر ياباشا هو أنا اقدر أعارض أوامر معاليك
فتح التابوت بهدوء ينظر بسخرية مردفا
Welcome to the land of Egypt
I hope the journey has made you happy
اتمنى الرحلة تكون أسعدتكم
باليوم التالي
قاد سيارته سريعا متجها إليها بعدما وجد كم الرسائل التي ارسلتها وعدد المكالمات الهاتفية…
وصل أمام منزلها عندما علم بعدم ذهابها للجامعة… قام الإتصال عليها
– إنزلي أنا تحت متخلنيش أطلعك وعلى ماأظن مفيش غيرك في البيت
ألقت الهاتف بغضب على الفراش
عندما تذكرت حديث تلك الماسة التي لم تكن على مسماها ابدا
شعرت بالبكاء لا تعلم لماذا عندما استمعت لصوته.. اشتاقته حد الجنون.. مسحت على وجهها بعنف حينما شعرت بتشتتها كيف لها أن تعشق أثنين بنفس التوقيت وهناك سؤال يردد على لسان حالها
– بمن تختار إذا فرض عليها الإختيار
شعورها بشخص كجواد شعور خاص من نوع آخر لديها… حديثها معه… تقاربها منه
كل شيئا تحفظه عن كثف… اما ذاك المتمرد الذي تعشق جنونه… وعصبيته بعض الأحيان
ارتدت مأزرها وخرجت تسرع وقلبها كالمعذوفة تنبض بعنف داخل قفصها الصدري
وصلت له خلال لحظات كان يتكأ على سيارته ويدندن فمنذ آخر لقاء كان شعاره نيران مقيدة بالقلوب بسبب إعترافها لجواد… ورغم ماقالته إلا انه لم يتحمل صوتها الحزين برسالتها
– بيجاد أن تعبانة ومحتاجاك أوي
خلال دقائق كان يصل إليها… رآها تأتي من بعيد بخطوات مرهقة يبدو عليها التعب والأرق… اتجه يراقبها بعيون مرتعشة وأنفاسا تعلو صدره عندما وجدها بتلك الهيئة فهو لم يراها منذ أكثر من أسبوعين بعدما حدث بينهما تصادم أدى إلى تقديم شكوى بقسم الشرطة لولا تدخل جاسر لساءت الأمور بينهما
تحرك يقابلها حتى اخترق قانون المسافات بينهما… اقترب فغلفت رائحته رئتيها
دقق النظر في ملامحها التي تشبه انشقاق الندى عند المساء… تأكد أن بها شيئا ما جعلها هشة بتلك الحالة
صمت لبرهة عندما وقفت تطالعه بإشتياق ثم تسائلت
– عامل إيه ورجعت إمتى؟
كان بارعا في جمود مشاعره من الإشتياق فاردف بالا مبالاه
– كويس… عايزة ايه؟
– ايه كم الرسايل والمكالمات تقول إنك في مصيبة…
ضيق عيناه وأردف بسخرية
– إيه ناوية تعملي مصيبة تانية وعايزاني كوبري
اخرجت صورة من جيبها ووضعتها بيديه
– وصل دي لحضرة اللوا
نظر للصورة وجحظت عيناه
ثم رفع نظره ونظرات متسائلة
– عارفة لو كان اللي في بالي يبقى كدا جيبتي آخرك معايا
بمنزل ريان
وقف أمامها يتحدث بغضب
– شايف خروجك مع أوس زاد عن حده ياياسمينا… ممكن أعرف نهاية العلاقة دي إيه
نظرت لوالدتها لكي تنقذه ثم أردفت بتلعثم
– والله يابابي دي صدفة أنا مكنتش أعرف إنه بإسكندرية أصلا
زفر ريان بغضب ثم رفع يديه واشار بسبابته
– مفيش مقابلة تاني مع أوس سمعتيني… وممنوع تكلميه… هلاقيها منك ولامن البغل التاني اللي معرفش أراضيه فين من ساعة مارجع من فرنسا
قالها حينما منحها نظرة صارمة…
وعايز افهمك ياياسمينا أوس مينفعكيش… حاولي تأقلمي نفسك على كدا
كأن كلمات والدها كجمرات مشتعلة دلفت لقلبها حتى أصبح يشتعل… أزالت عبراتها ببطئ من حدقتيها وهرولت لغرفتها وهي تبكي بنشيج وقالت بصوت شبه مسموع
– حاضر يابابي
إلتفت نغم بنظرات معاتبة
– ليه كدا ياريان تكسر قلبها
أعاد شعره المتناثر على عينيه ومرر يديه على جبينه وهو يجاهد ذاك الصداع الذي بدأ يغمره وأردف بقلب أب حزين على فلذة كبده
– أوس بنت عمه بتحبه.. كفاية عليّا بيجاد وماسة… أنا خلاص تعبت
اتجهت تناظره
– بنت عمه مين تقصد؟
تنهد بوجع ونظر لزوجته وتحدث قائلا
– بنت حازم… يعني ولاد حازم الاتنين مشكلتهم كبيرة مع جواد… لسة بيحاول يفوق من رُبى شوية.. ظهرت تقى
❈-❈-❈
ضيقت عيناها وأردفت متسائلة
– وأنت عرفت إزاي هو جواد كلمك في حاجة
جلس محاولا أن يتخذ أنفاسه بسبب غضبه
– صهيب.. كنا بندردش فهو لمحلي بدا والمشكلة الكبيرة جواد لسة ميعرفش بموضوع أوس يعني المصايب ملحقاها من كل مكان
عند بيجاد وغِنى
عقدت ذراعيها وتحدثت بخبث
– هو بالظبط اللي بتفكر فيه… دنت وهمست له مش هو عامل فيها الزوج العاشق.. عايزة اعرف هيرد إزاي بعض شوية الصور دي
لم يكن لديه لحظات حتى للتفكير… جذبها بقوة من ذراعيها ودفعها بقوة داخل سيارته
– كدا جبتي تمت والحمد لله… يخربيت اليوم اللي نزلتي فيه مصر
بفيلا جواد الألفي
دلفت العاملة إليه وتحدثت
– جواد باشا عايز يشوف حضرتك ياباشا
رفع نظره إليها وتحدث
– إنت بتستأذني يامنى خليه يدخل فورا
دلف جواد إليه ينظر بحزن فكيف يحادثه فيا رأى وسمع
– مساء الفل ياحضرة اللوا
تبسم له جواد
– تعالى ياحبيب خالو… من زمان ياولد مجتش لخالك واتكلمنا راجل لراجل
جلس أمامه وهو ينظر بكل الإتجاهات هروبا من نظراته التفحصية
دقق جواد النظر إليه ثم أردف
– لسة موضوع رُبى مزعلك من خالك ياجواد
رفع نظره سريعا إليه
– ابدا والله ياخالو… كل الحكاية… انه.. أنه ظل يرددها
زفر جواد ونهض يجلس بمقابلته
– فيه إيه يابني… قاطعه رنين هاتفه
امسك هاتفه وهو ينظر لجواد
– أيوة ياباسم… هب واقفا وتوسعت عيناه من الصدمة
– بتقول إيه… ومين دي
غنى طارق عزيز
هذا ماأردف به جواد حازم
مما جعل جواد يسقط جالسا وكأن انفاسه انسحبت منه بالكامل وشعر بدوران الأرض تحت قدميه… وشعور بعجز الدنيا يحتل كيانه

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تمرد عاشق 2)

اترك رد

error: Content is protected !!