روايات

رواية يناديها عائش الفصل السادس والعشرون 26 بقلم نرمينا راضي

رواية يناديها عائش الفصل السادس والعشرون 26 بقلم نرمينا راضي

رواية يناديها عائش البارت السادس والعشرون

رواية يناديها عائش الجزء السادس والعشرون

يناديها عائش

رواية يناديها عائش الحلقة السادسة والعشرون

 

قد يكسر قلبي ما تراه عاديـًا

༺༻

اقتـاد زيـاد سيارته بأقصـى سرعة وبحرص شديد، مُتغاضيـًا عن تلك الصرخات الصادرة من المارة وسائقين السيارات،يحاول أن يقطـع الوقت والزمن ليصل لها قبل فـوات الآوان،بينمـا بـدر أسند رأسـه بجانبه وقد تملكت منه مشاعر حزينة ملأت أنيـاط قلبـه وحفرت وتيـنه تجعله يشعر بالضّعف والألم، فلا أحد يشعر بمقدار هذا الحزن في العائلة إلّا هو ، يتألّم من الدّاخل ويدمع من صميم قلبه، يؤلمه الحزن كسهمٍ يقطّع أحشاءه، وتعجز الكلمات عن وصفه لكنّ دموعه تكشفه، حتى إنـه عاجز عنّ وصَف مّا بِداخِله، فُلا يستطيع التحدثُ ليرتاحُ ولا الصراخ ليخرج ما يتسبب في أوجاعـه.
لقد تعذب قلبـهُ كثيـرًا، تمـامـًا كالذي أمضـىٰ عُمرهُ في بناء سفينة، وعِندما أنتهي جفّ البحر، وعندما حطمهـا هطل المطر، هكذا هو حظـه.
وصـلَ لمكان المقهى وترجل كلاهما سريعـًا يبحثانِ بأعينهما عن عائـشة؛ ولأن الليلة هي أول ليلة في أيـام العيد، فكان المقهى الواسع مزدحم جدًا.. ظلوا لدقائق يبحثان عنها؛ حتى اشتد قلق بـدر وخوفه؛ فوضـع يده في جيبه ليخرج هاتفه؛ ولكنه لم يجده، يبدو أنه فقده في البيت أثنـاء انفعاله الشديد.
هتف بتوتر بالغ
–زيـاد.. تليفونك بسرعة
أخذ بدر الهاتف ليكتب رقمها ثم طلبها عدة مرات فلم يجد رد، مما زاده ذلك قلقـًا وتوترًا، فأخذ يهتف بتيـه وهو يغرز أصابعه في شعره بعجز

“عمل فيـها حاجه.. أكيد الكلب ده عمل فيها حاجه.. أعمل إيـه.. اتصرف ازاي يارب.. أعمـل إيه !!”
لم يكن شعور زياد بالخوف عليـها أقل من بـدر فهي ابنة عمه أيضـًا وفي مثـل شقيقته، لذا لم يتردد لحظة في أن يذهب للعاملين بالمقهى؛ ولكنه لم يعرف ماذا يقول وهو لا يعرف شكله حتى ليصفه لهم، فتراجع قائلـًا لبـدر بحيرة

— متعرفش ابو الواد ده اسمه إيه؟ أو بيتهم أو أي حاجه عنه ؟.. أو حتى توصف شكله للجرسون يمكن يكون عارفه ؟

 

 

 

أجاب بـدر بعد صمت دام للحظات يحاول المام شتات نفسـه

— هو مش غبي عشان يودي نفسه في داهيه وياخدها لبيته.. أكيد خدها مكان محدش يعرفه.. أقسم بالله لو وقـع في إيدي مش هرحمه.. بس أعرف هي فين.. دا حتى تليفونها بيدي جرس ومبتردش.. أنا هموت من الخوف عليها يا زياد.. حاسس إن روحي بتنسحب مني
لم يستطيع زياد مواساته تلك المرة، فبماذا يواسيه وهما في موقف لا يُحسد، ابنة عمهم مختفية، ربما تكون هربت معه وربما تكون أُختطفت، في جميع الأحوال هما مكبلان الأيدي لايعرفان مالذي يتوجب عليه فعلـه للحاق بها وإغاثتها إذا وقعت في فخ ذلك الأبلـة.

 

 

 

***

فعّلَت عائشـة وضعيت هاتفها ليكون صامتـًا، ولم ترى اتصالات بـدر الكثيرة.. اتجهت برفقة أميـر لداخل الفيلا وشعور القلق يكبر في قلبها تدريجيـًا، لا تدرِ لماذا تشعر بالخوف والقلق من تلك الفيلا رغم جمالـها، أحست بأن أمـرًا سيء سيحدث.
استدار أميـر ليقول بمـرح
— ده الصـالون.. بصي كده التصاميم اللي على الجدار ده.. ده بقى من ابتكاري.. إيه رأيك؟
ابتسمت بخفوت قائلة

— جميل.. تابعت وهي تنظر له بإرتبـاك

“ممكن نروح بقى ونبقى نشوفه بعدين؟ ”
ابتسـم أميـر بمكر ثم بدأت ابتسامته في التلاشي وهو يتفحص جسدها ببطء وبرغبـة التمعت في عيناهُ، مما شعرت عائشة بأن هناك شيء خاطئ فحاولت الإبتعاد عنه؛ لكن يده كانت أسرع منها.. اقترب وعلى فاهه ما زالت ترتسم تلك الإبتسامة الماكرة التي استطاع بجهد جهيد أن يُحولها لإبتسامة رجل عاشق حنون.. حاوط خصرها برفق ونظر مطولًا في عينيها ليهمس بصوت عذب جعلها تستجيب لرقته وشغفه بها ظنـًا بأنه يعشقها بصدق

“متخافيش.. إنتِ معايا بأمـان.. عائشة.. صدقيني.. لو لفيت الدنيا دي كلها مش هحب حد قدك.. أنا بحبـك بجد”
خفق قلب عائـشة بقوة واتسعت ابتسامتها الراضية واطمئن قلبـها الضعيـف تجاههُ، فبادلتـه الهمس
” أنا دلوقت حسيت إني اخترت صـح ”

ود أميـر أن يضحك بشدة على سذاجتها ويخبرها أنه يراها مجرد سلعة رخيصة لأي أحد ولكنه أظهـر براعة في التماسك والتظاهر بحبه لها، بينمـا عائشة تنهدت بإرتيـاح بعد وضعها لـبدر وأمير في مقارنة بمخيلتـها، فوجدت أن كفة أميـر هي الرابحة، الآخيـر يسحرها بكلامه العذب ومغازلتـه لها في حين أن بـدر لم يظهر أي نوع من الحُب تجاهها، هذا هو فهم عائشة لمعنى الحُب.
سحبـها أميـر من يدها برفق وهو يغمـز لها بمغازلة وتبتسم هي بخفـة.. أخذها ليُريـها بقية الغرف في الفيـلا، بينما هي تشاهد براعة التصميم الحديث بدهشة وإعجـاب.
***

لم يعُد يسعني الهَرب من التفكيـر بكِ .1

༺༻

عاد “كريـم” لفيلته بعد أن انتهى من بعض الأعمال في قسـم الشُرطة.. دلف لغرفته دون أن يخاطب أحد وتبعه والده بنظرة ثاقبة تنم عن نيته لفعل شيء ما.
نزع كريم ملابسـه ووضع منشفة حول خصره ثم دلف لدورة الميـاة ليأخذ حمامـًا باردًا ينعش عقلـه الذي أوشك على الضيـاع من كثرة التفكير بفتاة احتلت قلبه دون حتى أن يعرف شكلها أو يتحدث معهـا..أنهى حمّامه وخرج وهو يقوم بتجفيف شعره من الماء ثم ارتدى ملابس رياضيـة زرقاء اللون لائمت بشرته القوقازيـة وعيونه المائلة للون الكهـرماني كشعره، شبه الجميـع كريم بجدتـه الأوكرانيـا الجميلة؛ فكـان أكثـر عائلتـه وسامة وما زاده جمالـًا أنه طيب القلب كثيـرًا حنون لدرجة تجعل الكثير من الفتيات يتمنون أن يتزوجن برجل مثلـه، لم يقطع كريم فرض منذ أن فهم وأدرك ما معنى” الصلاة ” منذ بلوغه العاشرة وهو يحافظ على إقامة الصلوات جماعـة، جده ووالدته هما اللذان توليا رعايتـه لذا شبَ على طاعة اللـه، إلا شيء واحد فقط يود من قلبه أن يبتعد عنه ولكنه أصبح إدمانـًا له، ألا وهي تلك اللعينة “السجـائر”
طـرق والده البـاب ودخل بعد أن أتاه صوت كريم يسمح للطارق بالدخول.
رمقـه والده بنظرة تفحصية سريعة فتفهم أنه ذاهب للصالة الرياضيـة.. قال وهو يجلس أمامه وينظر له بلـؤم

“شيلت موضوع البت دي من دماغك زي ما قولتلك ؟”
تنفـس كريم بعمق وهو يرتدي حذائه الرياضي متجاهلًا ما قاله والده.. أعاد والده السؤال.. فأجاب كريم بهدوء
” ياريت حضرتك ما تكلمش عنها كده.. دي هتبقى مرات إبنك إن شاء اللـه ”

اغتاظ والده كثيـرًا وهبّ واقفـًا ليشير بسبابته إليه محذرًا بغضب

 

 

 

 

— اسمـع يا حضرة الظـابط.. أنا مش هكلمك كـأب لإبنه.. أنا هكلمك كـلواء لظابط شُرطة.. جواز من النوعيـة دي فيه خطر عليك وعلى مستقبلك ”

اصطنع كريـم عدم الفهم وتسـاءل
“مش فاهم حضرتك تقصد إيـه بجواز من النوعيـة دي ؟ ”
( يعني واحده لابسه خيمة سودا مفيش حاجه باينه منها يبقى أكيد مستخبيه من حاجه.. تقدر تقولي ليه مخبيه وشها ؟.. متقولش طاعة لله.. فيه كتير مش لابسين الزفت ده والجنة أولى بيهم.. واحده منقبة يبقى من المؤكد ستات عيلتها كلهم كده والرجالة مربيه دقونها.. وإحنا ياما شوفنا من المُلتحيين دول.. بيتاجروا بإسم الدين والشريعة وإحنا نصدقهم وناخد على قفانا.. لا يا حبيبي فوق كده.. دول مسكوا مصر سنه خلوها جحيم.. دول قتالين قُتلـة.. أنا لا يمكن أوافق على الجوازه السوده دي.. فـــاهم .. مستحيـل)1
قـال ذلك وهو يـرمقه بتحدي كبير وغضب شديد.. لم يكن كريم بالشـخص المنفعل الصـارم والمتسرع في ردوده.. بل ابتسم ببسـاطة وقـال بثقـة

” حضرتك محتـاج تراجع نفسـك وتراجع علاقتك بربنـا.. عشان تفهم هما منتقبين ليه وملتحيين ليه.. يمكن تستوعب إن مش كل النـاس وحشه.. مش كل بنت اتنقبت تبقى هربانه من حاجه ومش كل راجل ربى دقنه يبقى تبع الجماعة التكفيرية.. حضرتك عاشرت ناس من النوعية اللي بتاجر بالدين وليك الحق تقول عليهم أكتر من كده.. لكن ده ميسمحلكش أبدًا تعمم وتقول كلهم زي بعض..
وملكش الحق تحكم على حد من غير ما تعاشره ”

دُهـش والده من ثباته وثقته في الرد عليه ولكنه تحجج بتطاولـه عليه في أول حديثه، فإقتـرب منه بوعيد وبنظـرة تهديد هتف

— إنت جالك الجرأة تطول لسانك عليا وتقولي راجع علاقتك بربنا.؟..إنت مستوعب إنت بتقول لأبوك إيـه !؟
بإبتسـامة بسيـطة قال كريـم

— أنا مش بكلمك كإبن أنا بكلمك كظابط وبالمنطق برُد عليـك.. لما الكبـار بيغلطوا لازم الصغيرين يدخلوا ويصححوا الغلط
اِنْفَعَل والده اِنْفِعالًا شديدًا وثارت ثائرته ليصيـح

— فـوق لنفسـك يا كــــريم.. انت مستوعب بتقول إيـــــه.. وإيه رأيك بقى إنك مش متجوز البت المنقبه دي.. واخبط راسك في أطخن حيطه
حك كـريم ذقنه بلامبالاة ليجيب ببرود

— أولـًا اسمها روميساء.. ثانيـًا مسمهاش منقبة.. اسمها مُنتقـبة.. وأنا مش مضطر أخبط راسي في أطخن حيطه.. أنا هتجوزها بإذن اللـه يا بابا.. أقصد يا حضرة اللوا
قال آخر جملة ثم اتجه للخارج؛ فإستوقفه والده في محاولة منه لكسبه لصفه ليقول بهدوء

— إيه رأيك في نِـداء بنت أشرف عمك ؟.. أنا عارف إنكم كنتوا بتحبوا بعض
استدار كريم له مُردفـًا بتأني

–كُنـا.. كُنـا وخلاص.. فعل ماضِ..

 

 

 

 

 

 

هتف والده سريعـًا

— أقدر أجوزهالك من الصبح.. هي لسه بتحبك علفكره

هز كريم أكتافه بعدم اهتمام ليجيب

— مبقتش شغلاني.. بإختـصار أنا حر في إختيار شريكة حياتي.. أرجوك وفر على نفسك المعاناة.. سلام دلوقت عشان إتـأخرت
ركل والده الكرسي بجانبه متمتمـًا بحُنق

–ماشي يا كريم.. على آخر الزمن ابني يكسر كلمتي.. لا وإيه يقولي راجع علاقتك بربنا…معاش ولا كان اللي يكسرلي كلمة حتى لو كان من صُلبـي.

دلفت زوجتـه لتقول باسمة

— كريم فين.. أنا حضرتله الأكل
صاح هو بغضب

— عنـه ما طفح.. طالما عاوز يكسر كلمتي يبقى ملوش عيشه معانا
رمقته زوجته بصدمة هاتفة

— إنت بتقول إيـه.. عايز تطرده من الفيلا ؟
تركها ليخرج مستشيطـًا بغضب وهو يقول

” ملوش قُعاد معانا.. يا يرجع عن اللي في دماغه ده.. يا هو لا ابني ولا أنا اعرفه.. الموضوع مُنتهي”

***
‏حين تخذلك جميع الأشياء التي حولك .. لا تحاول أن تثق بها مجددًا، فقط حاول أن تثق بأنك تستطيع العيش بدونها.

༺༻

عكفت روان على نفسـها حزينة تبكي في صمت تشعر وأن العالم كله يتخلى عنها، تشعر وأنها منبوذة من الجميع لايريدها أحد، لا يُحبـها أحد.. تبكي لأجل نفسها التي أهلكتها الأحزان والهجران.. تمنت لو أنها لم تُولد بالأساس، كم تمنت لو أن يأخذها الله من لعنة الدنيا وسواد البشـر وقسـوة قلوبهم..
تحتاج لوالدتها بشدة؛ لتحكي لهـا عن وحدتـها، عن حزن عينيها وإرتجافات فمـها، تحتاج لقُرب والدها؛ لتخبره بعمق الثقب بصدرهـا وكم هو مؤلم.
لقد أصبحت شخصـًا لا يشبه ما أرادتـه يومـًا، مسار الحياة والواقع لم يلائم أحـلامها، أصبح الأمر أشبه بالإكراه.

وضعـت روميسـاء الطعام أمامها وقالت بلُطف

— يلا نتعشى ياروني.. إنتِ مكلتيش من الصُبح
بنفي أجابت روان وهي تنهض من فِراش روميسـاء

 

 

 

 

 

 

— لا مليش نفس.. أنا هروح اتوضى وأصلي ركعتين.. محتاجه أقعد مع ربنـا شويه.. في كلام كتير جوايا تاعبني.. عاوزه أرتاح.. هشتكي لربنا.. هشتكيله من قسوة الدنيا وشر عباده.. عاوزه احكيله اللي كل اللي حساه.. مفيش حاجه هتفك خنقتي وهمي غير الصلاة.. هروح أصـلي ياروميساء

أومـأت روميساء بحُزن بدا عليها مما يحدث لتلك المسكينة.. دعت الله من قلبها أن يبدل حياة روان من التعاسة للسـعادة.
توضـأت روان وتهيئت للصلاة، أرادت أن تبقى وحدها بالغرفة؛ لتكون وحدها مع ربـها.
لم تستطيع روان الصمود أثناء سجودها أما الرحمن الرحيـم؛ فإنفجـرت باكية وشهقت بقوة وهي تردد

“يارب.. يـــارب.. ساعدني.. ساعدنـي يارب”
سلمت عن يمينها وشمالها ثم كفكفت دموعهـا، وضمت كفيها ورفعتهما لتدعو بضعف ووهن

“يالله إغرس في قلبي القوة ، إجعلني قادرة على تجاوز ما ظننتُ أنني لن أجتازه ،اللهُم قوّة أخفي بها ضُعفي ، أعوذُ بك من فواجع الأقدار وغصة القلب وضيق الحياة ، ربي وحدك تعلم ما يؤلمني ، ومايرهقني ، وما أريد ، فخفف عني و إرحم ضعفي وقلة حيلتي و أوصلني إلى ما أريد.”

صمتت لدقائق تنظر للأعلى وهي مغمضة العينين بقوة تمنع نزول دموعها كأنها تحاول الإنتصـار على الآلآم والأحزان، ثم فتحت عيونها ببطء هامسة

“أنا لوحدي يارب.. لوحدي.. مليش غيرك.. متسبنيش.. أنا بحبك يارب.. أنا مليش غيرك”
مرّت نصف ساعة وهي جالسة في اتجاه القبلة على سجادة الصلاة، ظلت تستغفر وتحوقل حتى شعرت بإرتيـاح شديد، فمالت برأسها لتتسطح على السجادة، وضعت كفها تحت خدِها ثم أغمضت عيناها مستسلمة للنوم بسلام، شعرت للتو بأن الله سيختصـها بحنانه؛ لذا استسلمت للنوم لأول مرة بذهن خالي من التفكير بأي شيء يرهقها، قد تركت أمـرها كُله لله.
***
بعد أن تجولت عائشة بالفيلا مع أمير ورأت جميع الغُرف، أبدت إعجابـها بها كثيرًا وقالت بسعادة

— الفيلا ناقصها حجات بسيطة خالص وتبقى تحفة

بادلها أمير الفرحة وقال غامزًا

–فاضل أوضـه
تعجبت عائشة متساءلة

–فين دي ؟
أشار أميـر لأحد الممرات في الطابق العلوي

 

 

 

 

 

 

–في نهاية الممر ده.. تعالي أوريهالك

رافقته عائشة وهي تصدق كل كلمة قالها، فهو بتمثيله الماهر إستطاع إقناعها بجدارة أنه متيم بها، وهذا ما تقع فيه معظم الفتيات.. تقعن ضحية للكلام الحُلو والمغازلات المصحوبة بتعابيـر الحُب؛ حتى يأخذ منها كل ما يريد بحجة أنه سيتزوجها، ثم يتركها تحت بند أنها لم تحافظ على نفسها وربما أنها في علاقات غرامية أخرى مثلما فعلت معي.. المجتمع مليء بضِبـاع شرسة مثل هولاء الفتية المحتالون، وفتيات ساذجات تصدقن أي شيء يقال لهـا، وهذا كله بسبب تقصير العلاقة مع الله عز وجل، فيتهمن بخيانة أهلن وتمزيق شرفهن رغم أنهن الضحية لهولاء الشباب الحُثالة.
عندما اقتربت عائـشة من الغرفة سمعت أصوات ضحك وهمهمات صادرة من الداخل، التفتت التفاتة سريعة لتهمس بحذر

— فيه صوت حد جاي من جوا
أومـأ أمير ليقول بثقة مزيفة

— ايوه يا حبيبتي.. ده صوت الصنايعية
أكملت عائشـة خطواتها بينما أمير يحاول التأخر قليلًا، حتى فتحت الباب فقام هو بدفعها للداخل ودلف وراءها تاركـًا الباب مفتوح؛ لتقع هي على الأرض ثم رفعت رأسـها ببطء فوقع بصرها على ثلاث شُبان واحد منهم عاري الصدر وبيده زجاجة خمـر والآخرانِ يلعبان الشطرنج بمرح وصيـاح.
استدارت عائـشة برأسها وهي ما زالت واقعة لتنظر لأميـر بنظرات ريب وخوف انتاب جسدها وجعلها ترتعد..تساءلت بقلق

— في إيـه ؟.. مين دول يا أميـر؟
أخرج أميـر هاتفه ليريها الفديو الخاص بها وببـدر.. صعقت عائشة وشعرت بأن الأرض تميد بها وعجز لسانها عن النطق.. ظلت فقط تنظر لهم بعدم فهم وخوف، بينما هو صاح بغضب

— إيــــــه.. مفكرة إن أميـر المليـطي هيبص لواحده من العشوائيات زيك؟.. لا ده إنتِ طلعتِ عبيطة بقى.. وبالنسبة لإبن عمك اللي عامل فيها من أولياء الله الصالحين هخليه يندم على اليوم اللي فكر يهيني فيه..
نظر للفديو بعيون ملتمعة بالرغبة وأعاد النظر لها ليقول بسماجـة وسخرية

 

 

 

 

 

 

 

— ما إنتِ طلعتِ جامده أهو ومقضياها.. اومال إيه بقى ؟.. هتجوزني يا أمير.. بتحبني يا أمير.. ليه.. حد قالك إن أمير مغفل عشان يشارك واحد رخيصه زيك حياته.. إنتِ هبله يا ماما.. عبيطه إنتِ ولا بتستعبطي.. المهم عشان منضيعش وقت إحنا عاوزين ننبسط
كل ذلك قيل وحدث أمام عائشة التي شعرت بالعجز تمامـًا عن المواجهة من الصدمة التي رجت كيانها وأصابت عقلها كالوابـل.
جذبها شاب من يدها ليوقفها وهو يحاول أن يتحسس جسدها؛ ولكنها زجته بقوة في صدره ليبتعد عنها، ألمتـه يدها فما كان منه إلا أن يصفعها بقوة شديدة ذُهل لها أمير والشابان الآخران.. سعلت عائشة الدماء من فمها وتأذى أنفها أيضـًا فتقطرت منه الدماء على الأرض
كان هذا هو المخمور “خالد صديق أميـر”.. نهره أميـر هاتفـًا

— خالد.. بلاش كده.. إحنا مش جايبنها نضربها
ابتسم خالد بتهكم ليميل عليها يجذبها من وشاحها حتى نزعه وانسدل شعرها الغجري الكثيف مما أشعل غريزتهم الشهوانية نحوها أكثر.. كانت عائشة شبه مغيبة عما يحدث تمامـًا من قوة الصفعة التي نالتها منذ قليل.
حملها خالد ليضعها على الفراش ثم تسطح بجانبها وهو يمسد على شعرها بإستمتاع قائلًا بسُكـر

” صح.. إنت صح يا أمير.. إحنا مش جايبنها عشان نضربها ”

ثم بدأ في العبث بملابسها مما جعل عائشة ترجع لوعيها لتنهض في محاولة بائسة منها لجعله يبتعد وهي تنظر لأمير بإستغاثة هاتفة

–ليـه.. أنا وثقت فيك.. ليه بتعمل فيا كده.. أنا بيعت الكل عشان ابقى معاك.. ليه بتغدر بيا
اقترب أمير منها بعد أن أشار لخالد بأن يبتعد ثم جذبها من شعرها في حركة مفاجئة ليرمقها بنظرات ثاقبة هامسـًا
“اللي تبيع أهلها عشان خاطر واحد.. تبقى متستحقش أي حاجة حلوة.. إنتِ حلال فيكِ اللي أنا عملته.. دي أقل حاجه تستحقها واحده رخيصة زيك”
تمالكت عائشة نفسـها ثم بصقت في وجه لتصرخ

–حقيـــــر.. إنت واحد حقيــر.. ابعــد عنــي.. ابعدوا عنـــــي

مسح أمير آثار ما فعلته بغضب وغيظ ثم انقض عليها ليمزق ملابسها ويصفعها كلما حاولت المقاومة، بينما البقية وقفوا يشاهدون بضحك وإستمتاع.. استطاع أمير أن يمزق نصف ملابسها العلوية؛ فظهرت بعض مفاتنها..حاولت الصراخ ولكنه كتم فمها وأكمل ما يفعله بها.. استجمعت عائشة قوتها الضئيـلة بصعوبـة وركلته أسفل الحزام؛ فإبتعـد سريعـًا متألمـًا بشدة.. هجم عليها البقية.. فكرت سريعـًا وأخرجت مشبك الشعر خاصتها ثم طعنت به ذلك المدعي خالد في فخذه.. أخذ يصرخ من الألم.. حاولت عائشة الهرب والخروج من الباب.. حاول يوسف الشاب الآخر أن يمنعها ولكنه تفاجئ بزميلهم الرابـع وهو “حسن” يخبره بأن يدعها ترحل
رمقه يوسف بدهشة قائلًا

–إنت مجنون !. نسيبها تمشي ؟!
بإيماء أجاب حسن

— خلاص اتعكننا والليلة ضاعت علينا معتش ليها لازمة
انتهزت عائشة فرصة حوارهم وتسللت بخفة لتفرّ هاربة لحديقة الفيـلا فتعثرت على الدرج من شدة خوفها مما التوى كاحلها وجعلها تصرخ من الألم.. هرول أميـر وراءها بعد أن وبخ حسن ونعته بالغبي لتركها تهرب.. حاولت عائشة الوقوف بصعوبة وأكملت سيرها للخارج ولكن ببطء بسبب الألم الناشب من الإلتواء.. ظلت تصرخ بقوة وبإستغاثـة طالبـة النجدة
***
لم يتجـه كريم للصالة الرياضية وقرر أن يقود سيارته في أي اتجاه يقابلـه، محاولـًا الإبتعاد قدر الإمكان عن كل ما يرهقه حتى يتسنى له التفكير بسلاسة.
لم تكن صدفة بل هو القـدر.. تدخل القدر وجعل كريم يمرّ من أمام تلك الفيلا التي استأجرها أمير للنيل من عائـشة.. سمع أصوات صرخات عاليـة ولأنه كان يقود سيارته ببطء كان من السهل أن يصل لمسامعه الصراخ.. توقف أمام الفيلا ليتأكد من الأمر فسمع صوت أنوثي يطلب الإستغاثة.
***

تمكن أمير من الإمساك بعائشة وسحبها للداخل ولكن قبل أن يختفي من الحديقة، كان كريم قد اقتحم الفيلا، بعد أن وجد الباب مفتوح ولم يقفل جيدًا؛ ولأن كريم لا يخرج إلا بمسدسه فقد أخرجه من سيارته على الفور حين سمع الصراخ.. أطلق كريم رصاصة في الهواء وهو يصيح
— أقف عنـــــــدك

 

 

 

 

 

ترك أمير عائشة ليصيح هو الآخر بغضب

— إنت مين ودخلت هنا ازاي
تحدثت عائشة بصعوبة وهي منهارة تمامـًا على الأرض

— انجدني منهم.. هيموتوني..
قاطعها أمير سريعـًا ليهتف بمدافعة

— أنا.. أنا معرفهاش.. أنا سمعتها بتصرخ جيت الحقها.. بتقول إن فيه تلت شباب عاوزين يغتصبوها

صاحت عائشة ببكاء

— كــــداب.. كـــــداب.. هو اللي ضحك عليا.. كــداب
تفهم كريم الأمر.. فوجه مسدسه ناحية أمير صارخـًا

— انزل ياض على ركبك وايدك ورا راسك.. على رُكبــك.. يــــــلا
ولأن أميـر يتسم بالجُبن ففعل ما أمره به كريم.. لحظات وخرج الثلاث شبان الآخرين على صوت الرصاصة.. نظر الثلاثة بدهشة لأمير وهو يجلس على ركبتيه مستسلمـًا لذلك الذي يرفع مسدسه تجاه رأسه.. استدار الثلاثة محاولين الهرب ولكن كريم كان أسرع منهم برصاصته التي اخترقت الحائط أمامهم فأوقفتهم في الحال وجعلتهم يرتجفون خوفـًا.. هم بالآخير مجرد شباب في مقتبل العشرون طائشين يجهلون ما يقومون به..يُسهل النيل منهم وإخافتهم ببسـاطة
كانت عائشة تبكي بشدة وتحاول اخفاء مفاتن جسدها بشعرها الطويـل.. تساءل كريم بهدوء بعد أن جعل الثلاث شبان الآخرين يستسلمون مثل أمير ذلك الجبان الذي تجمعت الدموع في عينيه مثل الأطفال خوفـًا مما سيحدث له بعد أن عرف هوية كريم.
“اسمك إيه ؟ ”
عائشة.. قالتها وهي تشهق ببكاء

–إسمك بالكامل
“عائشة محمود الخيـاط”
رمقها بدهشة متسائلًا

–من عيلة الخياط اللي في حارة (..)
أومأت عائشة فتساءل بدهشة

–بدر الخيـاط يقربلك ؟
تعجبت عائشة من معرفته لبدر فقالت

 

 

 

 

 

 

 

–ابن عمي
***

بعد أن فكـر بدر مليـًا هتف متلهفا

–معاك رقم كريم اللي كان صاحبنا من أيام الثانوي؟
بتعجب أجاب زياد

–ليه ؟.. مش عارف هشوفه
بحث زياد عن الرقم ولكن لم يجده.. هتف بدر سريعـًا

–هات تليفونك هكلم هاجر تملهوني من تليفوني.. كريم ظابط واحتمال يكون ليه معارف يقدر يوصلنا بالكلب ده
طلب هاجر شقيقته ولكن المفاجئة أن كريم هو من اتصل على هاتف بدر.. تعجب بدر كثيرًا وأخذ الرقم منها ليهاتفه..
***

لم يتردد كريم لحظة في أن يتصل على بدر ويخبره بالأمر ولعدم وصوله رد صمت قليلًا يفكر ماذا يفعل.. لحظات وآتاه اتصال من رقم مجهول فأجاب ليجد أن المتصل بدر.. أخبره كريم بأن يأتي في الحال على العنوان الذي أملاه له..
هرول بدر وزياد للسيارة وأسرع زياد في قيادته ليصل لتلك الفيلا التي أخبره بها كريم..
تلاحقت أنفاس بدر خوفـًا من أن يكون قد حدث شيء سيء لمعذبة قلبـه، ولكن حين دلف للداخل ووجد هذا المشهد أمامه شعر بأنه في حُلم وأخذت الأرض تدور به وهو يرى طفلته التي حملها بين أحضانه منذ أن كانت رضيعة.. تجلس على الأرض وشعرها مبعثر وملابسها ممزقة.. كانت عائشة في حالة يُـرثي لها تمامـًا.
بينما زياد هو الآخر وقف متصلبـًا يشاهد بصدمة ابنة عمه في ذلك الموقف المحرج لعائلتهم.
كاد أن يتحدث كريم ويخبره بما حدث ولكن بـدر فقد السيطرة على نفسه تمامـًا وانقض كالأسد على أمير يضربه بكل قوته؛ حتى تحول وجهه لبركة دماء وفقد الوعي بينما بدر لم يكف عن ضربه وهو يصرخ بجنون
“عملتِ فيها إيـــــه.. ياابن الكلــــــــب.. والله لأموتــــــــك”
حاول كريم وزياد ابعاده أكثر من مرة ولكن باتت جميع محاولاتهم بالفشل تحت قوة بدر وجنونه وتهيجه من شدة الغضب.. عجز كلاهما عن ابعاده عن أمير، بينما بدر انفجر غضبا ليصرخ بصوت غليظ كأنّه هدير النهر في هيجانه

“مش هرحمـــــك يا أميــــر مش هرحمـــك”
خـــلاص يا بـــــدر.. ابعد عنه.. هيموت في إيدك
قالها كريم بخوف على بدر بينما زياد استطاع بمهارة أخيرًا أن يبعده عنه بعد أن غاب أمير عن الوعي تمامـًا.. كان الشباب الثلاثة يشاهدون تلك المجزرة بقلب طفل يرتجف من الخوف.. لم يكن بدر قد اكتفى بعد وكأنه صار أسد جائع يود التهام أكثر من فريسة في آنٍ واحد.. فهجم على الثلاثة يضربهم في أنحاء متفرقة من جسدهم وهم يصرخون بألـم..
قال أمير محاولًا تهدئة هذا الوحش الثائر

–القانون هياخد مجراه وبنت عمك هتاخد حقها.. اهدي.. متوديش نفسك في داهيه عشان الأشكال دي
أما زيـاد اتجه ليساعد عائشة على النهوض محاولًا أن يفهم منها ماذا حدث وكيف جاءت لهُنا.. جاءهم صوت بـدر وهو ينظر لعائشة ويصيح بصوت جهوري أجـش والغيظ يعصر قلبه منها

 

 

 

 

 

— ما إنتِ لو اتربيتِ كويس مكنتيش عملتِ فينا كده.. إنتِ لعنة يا عائـشة.. وجودك لعنة معانا

رمشت عائشة بأهدابها لاتصدق ما قاله بدر عنها للتو ولكنها أوصلته لهذا الجنون حتى انفجر وفقد السيطرة على نفسه وأصبـح كالبركان المنفجر.
حاول كريم التدخل وتهدئة الأمور فقال
“أنا هكلم البوكس يجوا دلوقت عشان نلم شوية الكلاب دول نربيهم من أول وجديد”
هتف بدر بملامح محمرة من الغضب والكتمان طيلة الوقت
“مش هما لوحدهم اللي عاوزين يتربوا..
اقترب من عائـشة ثم جذبها من جانب زياد ليبعدها عن أعينهم فقد انتبه لظهور بعض من أجزاء جسدها.. امسك زياد بمعصمه قائلًا

–بدر.. ارجع لوعيك.. اهدي.. هتعمل ايه
” ملكش دعوه ”

قالها بوجوم مكملًا سيره للداخل حتى توارى عن العيون ونزع قميصه ليلقيه في وجهها هاتفـًا بحدة

“داري لحمك الرخيص يارخيصة”
ألقت عائشة بالقميص في الأرض لتصرخ باكية

“حتى إنت.. والله ما..
قاطعها مزمجرًا وهو يرمقها شزرًا

— ششش اخرسي خالص.. ده إنت ليلتك معايا سوده انهارده.. وكل أيامك الجاية هتبقى زفت على دماغك يا عائشة.. البســـــي
ارتدت قميصه وهي تشهق بقوة.. بينما هو كانت انفاسه تتلاحق بغضب لا مثيل له.. ثم استدار لها بعد أن انتهت ليكمل توبيخها دون أن يراعي تلك الدماء التي تنزف من أنفها أو تورم كاحلها
” أقسم بالله متستاهلي حُبي ليكِ.. لو أعرف انك هتطلعي واطيه كده مكنتش فكرت فيكِ لحظه

قالت عائشة بصوت متقطع ضعيف

— والله ما كنت أعرف إنه هيطلع كده
انفجر فيها بـدر بصراخ

— إنتِ بتعملي فيـا كده ليــــــه.. شوفتِ مني إيـــه وحش.. ليـــــه يا عائــــــشة.. ليـــه ياغبيـــة.. ابوك اللي ميت في تربته ده ذنبه ايه تشوهي سمعته.. ده إنتِ مرحمتهوش وهو عايش.. ارحميه وهو ميت.. حـــــرام.. حــرام اللي بتعمليـه في أهلك ده.. عملنالك إيــــــه عشان تعملي فينا كده
انتابت عائشة حالة من الذهول التام وعجزت عن المواجهة أو حتى المدافعة عن نفسها فجلست على الأرض بضعف وأخفت وجهها بين كفيها لتبكي بشدة.. جذبها بدر من ذراعيها ليوقفها رغمـًا عنها ثم صاح فيها

— ياريتك كُنتِ مُتِ قبل ما تيجي.. مكنش حصلي كل ده.. وجودك وراني السواد اللي في الدنيا.. دي مش غلطتك لوحدك.. أنا اللي دلعتك زياده عن اللزوم لحد ما ركبتِ ودلدلتِ رجلك.. لكن والله العظيم من هنا ورايح لأعلمك الأدب.. أنا هربيكِ من أول وجديد.. بدر الطيب الأهبل مات.. انتِ خرجتيني عن شعوري.. خلتيني مش طبيعي.. مجنون.. بس مش مشكله.. أنا هطلع كل اللي عملتيه فيا عليكِ.. في خلال يومين هتجوزك.. وهتعيشي معايا تحت سقف بيت واحد وهربيكِ يا عائشة.. أقسم بعزة جلالة الله لأوريكِ النجوم في عز الضهر.. مش إنتِ بتكرهيني وشايفاني أقل من الكل.. تمـــام.. أنا بقى شايفك رخيصه ومتستاهليش غير المعاملة دي
وضعت عائشة يدها على أذنيها تحاول أن تهرب من كلماته الجارحة كالسيوف..

 

 

دفعها أمامه وهو يهتف بغيظ

— أُدامـي.. واحمدي ربنا إن هتجوزك بعد ما عرضتِ لحمك الرخيص
التفتت لتنهره صارخة

— حرام عليك.. أنا معملتش كده
كتم بدر فمها بقوة حتى كادت أن تنقطع أنفاسها ونظر في عينيها بحدة هامسـًا بوعيد+

–مسمعش صوتك ده خالص.. من هنا ورايح عايز اسمع كلمتين بس.. نعم وحاضر

أومأت بضعف وخوف وهي لا تصدق تغيره كليًا ليصبح هكذا
“حـاضر”

 

يُتبع ..

 

تعليق واحد

اترك رد