Uncategorized

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الأول 1 بقلم فرح طارق

 رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الأول 1 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الأول 1 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الأول 1 بقلم فرح طارق

يجلس الجميع حول مائدة الطعام التي كانت تضُم كلًا مِن..
ماجد الذي يترأس الطاولة بِسعادة لِمن حوله، ف هو إعتاد أن يجمع الجميع كُل أسبوع بِبيته ف قد إعتاد على ذلك منذ أن كان والده عتمان يفعل ذلك قبل موته حتى يظل شمل العائلة مُجتمع من حوله..
وشروق تجلس بجانبه، وامامها جاسر ابنها الأكبر ذو الثماني العشرون عامًا، وعلى يمينها زياد ذو الخمسة والعشرون عامًا، وتجلس بجانبهُ ابنتها الصُغرى ليان ذات الثاني والعشرون عامًا..
والجانب الآخر، يجلس هشام وزوجته مروة بجانبه، وأمامهم قاسم ابنهم الأكبر ذو السادس والعشرين عامًا، وبجانبه صبا ابنتهم الصغرى ذات العشرين..
وأخرًا يجلس عمرو ورنيم زوجته وامامهم أسر ابنهم ذو السادس والعشرين من عُمره.
وتِلك المسكينة التي تجلس معهم، تتوسط زياد وشروق بجلستهم، تجلس وهي تُطالع الجميع بتوتر، كم ترغب بالرحيل حقًا، تشعُر وكأنه ليس مكانها، ذاك ليس موطنها الذي اعتادت على المكوث بِه، ف مُنذ وفاة والدتها وإحضار والدها لها هنا وتركهُ لها وحدها وسفرهُ بعيدًا عنها وهي تشعُر بالغربة..
بالرغم مما تفعله شروق معها، ولكنها لا تشعُر بالأُلفة بينهم، وخاصة ذاك المدعو بجاسر..
مسحت تِلك الدمعة التي كادت أن تخونها وتنهمر من اعيُنها وهي تتذكر حينما جاء لجامعتها لإقالتها، وكانت تقف مع دكتورها، ولا تدري ما الذي حدث ولكنها وجدت يد الدكتور موضوعة على كتفها، وباللحظة التالية يد جاسر كانت تهشم فم الدكتور..
ابتعد عنه بعدما أخذ يكيله بعض الضربات، وأخذها وعاد للبيت بها وأقسم عليها عدم الذهاب للجامعة مرة أخرى..
Flash Back..
وقعت على الأرض أثر تِلك الصفعة التي هوت على وجنتها، بينما أردف هو بغضب : خروج من الأوضة تنسي يا فريدة، و مرواحك الجامعة مرة تانية تنسيه خالص.
لم تُجيبه بينما ظل صوت شهقاتها وبُكائها يعلو بالغرفة..
وانزل بجسده مُقابلًا لها وهو يمسك ذراعها بعنف واردف بصوت حاد : مفهوم؟
هزت رأسها بمعنى نعم بخوفٍ شديد وهي تنظر له بعينان مُرتجفة وجسدها يرتجف من كثرة الخوف..
نهض جاسر وخرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه بالمفتاح، بينما قابله هشام بغضب : إيه الي أنت هببته ده؟ أبوك مش هيكست ولا هيعديها عليك يا جاسر!
جاسر بصرامة : عمي لو سمحت، هي غلطت وأنا بعاقبها، واظن مش عشان حبه ليها هو وماما ودلعهم ليها بحجتهم أنها يتيمة وآخر شئ فاضل من ريحة أقرب حد لماما يبقى كدة هنسيبها تمشي ع حل شعرها؟
استدار جاسر على إثر صراخ ماجد الغاضب بإسمه..
اقترب ماجد بغضب واردف : إيه الي بتقوله ده؟
جاسر ببرود : زي ما سمعت، الهانم روحتلها النهاردة الجامعة والاقي الدكتور بتاعها واقف جمبها وحط ايده على كتفها، والله أعلم بقى إيه بينهم؟
نظر الجميع بصدمة أثر صفعة ماجد لجاسر واردف بغضب : دي عشان شكلي أنا الي دلعتك زيادة عن اللزوم يا جاسر، وهات المفتاح افتحلها.
نظر لهُ جاسر وعيناه تأبى الانكسار واردف : سوري يا بابا، بس المرة دي أنت مش هتتدخل.
أردف بكلماته وترك ماجد واقفًا مكانه يغلي من شدة غضبه، واقتربت منه شروق وضعت يدها على كتفه تحاول تهدئته وهي تدعِ بداخلها أن يمُر الأمر بسلام على تِلك المسكينة التي اوقعها القدر ببراثِن جاسر..
هشام لماجد : يلا يا ماجد عشان عمرو زمانه على وصول، وجاسر شوية وهتلاقيه جه وفتح لفريدة.
نظر لهُ ماجد ومن ثم استدار بجسده ورحل من أمامهم بغضب.
شروق : ربنا يهديك على البت يا جاسر، دي مش حِملك خالص والله.
زياد بسخرية : مراته مستحملة إزاي مش فاهم! ده عليه بصة بتموتني والله، أنا كـراجل أهو وبخاف حتى من بصته! ما بالك مراته! 
هشام بتساؤل : هي مراته فين صح؟
زياد بصوت ساخر : وهي من امتى بتكون موجودة ف أي جَمعة عائلية؟ أكيد خدت بعضها وراحت النادي زي عادتها.
شروق بحدة : زياد، دي مرات أخوك أتكلم عنها كويس، مفهوم؟
زياد بخجل : آسف يا ماما، عن أذنك.
رحل زياد واردف هشام : ربنا يهديهم.
Back..
أفاقت من شرودها على صوت شروق الحاني وهي تخبرها بأن تتناول طعامها..
فريدة بتوتر : ب..باكل أهو.
شروق : فين ده؟ طبقك زي ما هو يا فريدة، انتِ بتلعبي فيه بس، كلي يلا يا حبيبتي.
أخبرتها بإبتسامة، بينما قابلتها فريدة بإبتسامة مهزوزة متوترة، وهي تلمح ذاك الجالس أمامها يُتابعها بأعيُن الصقر..
هشام بسعادة : أنا بقيت استنى كل جمعة عشان الجمعة بتاعتنا دي.
عمرو : فعلًا، الله يرحمه عتمان بيه كان دايمًا مجمعنا حواليه.
هشام : الله يرحمه، بس أن شاء الله الجمعة الجاية تكونوا ف البلد عندي.
ماجد : خليها الي بعدها يا هشام، لأن قاسم وجاسر هيكونوا سافروا يخلصوا شغل مع الوفد ف فرنسا، وأنت عارف مبحبش نتجمع وفيه فرد ناقص مننا.
هشام بإبتسامة : عندك حق، خلاص الي بعدها نتجمع ف البلد ف الدوار.
شروق : وحشتني البلد أوي، بقالي كتير أوي مروحتش هناك.
ليان بسعادة : الله، أنا آخر مرة روحت بجد مكنتش عاوزة أمشي نهائي، الجو هناك جميل فوق ما تتخيلي، والزرع والأشجار كل حاجة تحفه هناك.
صبا : والمزرعة بقى، عاوزين نبقى ناخد فريدة معانا، أكيد هتحب المكان أوي، صح يا فريدة؟
فريدة بإبتسامة مهزوزة : أه أكيد.
مر اليوم عليهم، وسط مُناقشات الجميع، وفي نهاية اليوم كانت تجلس فريدة وصبا وليان معًا بحديقة المنزل..
فريدة : المُرجيحه دي حلوة أوي.
ليان بضحك : طب حاسبي لتقعي أحسن صبا كل ما تقعد عليها تقع.
صبا بضحك : أه يخرابي، دايمًا لازم أقع.
ليان : وخصوصًا بقى لو زياد كان جاي، حتى لو قاعدة عليها بقالها حبة والدنيا تمام وبتتمرجح عادي، هوب زياد يجي والمُرجيحه تشم خبر تقوم صبا واقعة من عليها.
صبا : فاكرة يا ليان الدكتور الي مسكته ضربته؟
ليان : وده يتنسي؟
فريدة : دكتور ايه؟
ليان : ف مرة صبا تعبت والدكتور قال لازم تعمل رسم قلب، وراحت عشان تعمله و روحت معاها أنا و ماما ومرات عمي، يومها مش فاكرة إيه حصل بس المهم حصل حاجة خليتنا أنا وماما ومرات عمي نتلهي فيها ونسيب صبا تعمل رسم القلب، وفاجئة كلنا اتلمينا على صوت حد بيصرخ وبيقول والله لاقتله..
ظلت الفتاتان يضحكان بشدة، وفريدة تستمع بإنتباه وتركيز واكملت ليان وهي تحاول السيطرة على ضحكاتها : جرينا ع الصوت لقينا الدكتور على الأرض وصبا فوقيه وعمالة تضرب فيه، ونقولها في إيه تقول الي هيقرب وربنا لاخده تحتيه..! وفضلنا نحاول نشدها من فوقيه وهي هاتك يا ضرب ف الدكتور، ولُكميات وايه..!
ضحك ثلاثتهم بشدة، حتى دمعت أعينهم واردفت فريدة وسط ضحكاتها : طب ليه ضربتيه؟
صبا : مش محترم، لما جه يعملي رسم القلب مش بيتصرف كـ دكتور محترم، لأ ده كان واحد مترباش ومحتاج الي يربيه، ف قومت زقاه ولقيته وقع ع الأرض قومت محستش بنفسي غير وأنا فوقيه وبضرب فيه..
فريدة بضحك : يخربيتك..
صبا : البركة ف أبيه جاسر وتدريباته لينا عن الدفاع على النفس، كان بيدربنا كتير أوي الصراحة، وازاي ندافع عن نفسنا، ولو حد قرب مننا إزاي نقلبه ونتقلب فوقيه، الصراحة ادانا شوية تدريبات بتنفع أوي معانا.
فريدة بتفكير : ممكن تعلموني؟
ليان : طبعًا طبعًا نعلمك.
صبا : ممكن سؤال؟ بس آسفة لو هيضايقك وأنا والله ما قصدي حاجة، أنا بسأل عشانك واتمنى تفهميني صح.
فريدة : اسألي طبعًا 
صبا بتردد : هو أبيه جاسر الصبح لما..
فريدة : ع الدكتور؟
ليان : هو الدكتور ضايقك؟ عملك حاجة؟ 
فريدة : هو هو حاول كان يكلمني كتير، وأنا كنت برفض، والنهاردة وقفني بعد المحاضرة علشان يكلمني تاني ف أنه مُعجب بيا، وكنت هسيبه وامشي زي ما بعمل، بس اتفاجئت بايده الي حطها على كتفي، وكنت لسة هزقها لقيت أبيه جاسر معرفش جه منين وفضل يضرب فيه، وبعدين خدني ومشينا.
صبا : ليه مقولتيش ع الدكتور الزفت ده يا فريدة؟ هو مش عمي ماجد نقلك معانا ف الجامعة عشان نكون سوى؟ كنتِ قولي لواحدة فينا أنه بيضايقك! أو كنتِ اشتكي وقولي إنك تبع ماجد المهدي بلاش تقولي حاجة تانية!
فريدة : هو مكنش بيعمل حاجه، كان بس كل شوية يقولي مُعجب بيكِ ونفسي تديني فرصة نتكلم حتى! وأنا مكنتش بديله فرصة انن يكلمني اصلًا بس النهاردة معرفش إيه الي حصل!
ليان : هو إسمه إيه الدكتور ده؟
فريدة : دكتور يوسف الشاذلي.
صبا : يوسف الشاذلي! أبيه جاسر عرفه؟ ولا ضربه ومشي بس؟ قولتيله إسمه؟
فريدة : لأ ليه؟
صبا : ده دكتور إسمه مسمع ف الجامعة كلها، وطبعًا ليه سُلطة بسبب أبوه، لأنه إبن رجل أعمال كبير أوي، أبوه منافس كبير جدًا لعمي ولجاسر ولقاسم، ومعروف ماضيه قذر أوي.
فريدة بخوف : هو ممكن يعمل حاجة لأبيه جاسر؟
ليان : مش ممكن ده أكيد.
صبا : ربنا يستُر.
ليان : يا رب وبابا وأبيه تعدي بينهم على خير.
فريدة : هو إيه الي حصل بينهم؟
ليان : بابا ضرب أبيه جاسر بالقلم عشان حبسك ف الأوضة..
شهقت فريدة واردفت بتأنيب ضمير : ضربه بسببي! 
على الجانب الآخر..
دلف لغرفة إبنه حتى يطمئن عليه كما إعتاد يوميًا..
أشارت لهُ المُربية الخاصة به بأنه نائم، ف دلف بهدوء وجلس بجانبه ونهضت المُربية وخرجت من الغرفة بأكملها..
قبل جاسر رأسه وابتعد مرة أخرى ونظر لهُ واردف بنبرة حزينة : أمك فين بقى؟ تعرف؟ أنا حاسس بالذنب تجاهها بس مش قادر أبطل، عارف أنه خيانة ليها أني أفكر ف غيرها وهي مراتي، أو إني أكون معاها وأنا متخيلها واحدة تانية بس مش قادر، وهي مش مساعداني أكون معاها بعقلي قبل نفسي، غصب عني يا قاسم.
أبتسم بسخرية وهو يتذكر حديث قاسم حينما أخبره بأنه سيتزوج من شيري..
Flash Back..
قاسم : هتتجوز شيري؟ إحنا قولنا إيه يا جاسر؟ طب أبوك وهنحاول نقنعه بأنك مش بتحبها ومينفعش تتجوزها، إنما انت؟ أنا وأنت عارفين إنك مبتحبهاش، ومش هتحبها، دا أنت مبطقهاش يا جدع! تتجوزها؟
جاسر : قاسم، خلصنا، أنا غلطان أني جيتلك أساسًا..
أردف جاسر بكلماته ونهض يستعد للرحيل، ونهض قاسم سريعًا خلفه واردف : جاسر أنت عارف أني مش قصدي، بس عارف بحبك قد إيه، وأنت أخويا مش إبن عمي، وطبيعي لما أشوفك هتضُر نفسك بحاجة الحقك.
جاسر : وأنا بقولك هتجوز مش هرمي نفسي ف النار!
قاسم : هتتجوز بنت غادة؟ 
جاسر : وغادة ماتت، بنتها جتلنا بتعيط، نرميها؟ 
قاسم : أنت قلبت على أبوك كدة ليه؟ ماشي غادة ماتت وشيري جتلكوا عشان انتوا أهلها، ودخلت بيتكوا وقعدت فيه، بس ده مش معناه أنك تتجوزها! شيري من يوم ما دخلت البيت لا أنا ولا أنت مرتاحين لدخلتها!
جاسر : وأبويا لو إيه حصل مش هيمشيها، ولا هيعملها أي حاجة، حل سليم أني اتجوزها وخلاص، مش هنرميها أكيد، وهي ملهاش غيرنا، وغادة بعتتها لينا قبل ما تموت و صِت أبويا وابوك عليها، وشيري مش هتفضل وسطنا كلنا وأحنا كام شاب معاها ف نفس البيت؟ صدقني قرار سليم وكويس أني اتجوزها.
قاسم : أنت مقتنع بكلامك؟
زفر جاسر بتنهيدة بينما أردف قاسم : ماشي يا جاسر، برغم إن لا أنا ولا أنت مقتنعين باللي قولته دلوقت، بس ماشي، اتجوزها، بس أفرض جيت بعدين وقلبك اتفتح ودق لواحدة تانية؟ 
نظر لهُ جاسر نظرة مُطولة واردف : هقفل عليه، زي ما مدقش قبل كدة مشو هيدُق بعد كدة، هيفضل مقفول عليه دايمًا يا قاسم.
قاسم : مش بتظلم نفسك بس، بتظلم شيري معاك.
جاسر : فين الظلم ليها؟ مشوفتش فرحتها لما بابا قالها أني هتجوزها.
قاسم : اهي فرحتها دي عمري ما ارتاحت ليها.
جاسر بضحك : صفي نيتك شوية بس والدنيا هتسلك معاك.
قاسم : أنت بتضحك يا جاسر؟
جاسر : ومضحكش ليه؟ أضحك يا قاسم، بقولك هتجوز مش هدفن نفسي، ولا حتى بقولك اتجوزها انت!
قاسم : عشان أنا وأنت واحد وأنت عارف كدة، علاقتنا حتى مش مجرد أخوات، لأ ده بينا رابط أكبر، والرابط ده للأسف جابرني أني أفكر في الي أنت فيه وكإني أنا الي مكانك مش أنت.
جاسر : عارف يا قاسم، وصدقني أنا مبسوط بقراري.
قاسم بتنهيدة : اتمنى يا جاسر، اتمنى من كل قلبي.
Back..
أبتسم جاسر وقبل رأس إبنه مرة أخرى واردف : متخيلتش أن هيجي اليوم الي كلام قاسم فيه يكون صح، بس أوعدك علشانك هحاول، علشانك وبس.
نهض جاسر من مكانه، وخرج من الغرفة بأكملها مُتجهًا لغرفته..
توقف مكانه وهو يمسك بيد تلك التي اصطدمت بصدره للتو وكادت أن تقع..
جاسر بغضب : مش تمشي عِدل؟
فريدة بخوف : أنا آسفة.
زفر جاسر بغضب وتركها ورحل..
أطلقت فريدة زفيرًا وهي تتنفس براحة من أنه تركها ورحل ولم يُلقي على مسامعها بعضًا من كلماته السامة كما المُعتاد.
في غرفة ماجد وشروق..
وقفت خلفه وهي تُساعده بخلع سُترته واردفت : تفتكر حياة جاسر هتفضل كدة؟ أنا حزينة أوي علشانه يا ماجد، خايفة تكون ظالمه!
تنهد ماجد واردف : أنا كملته، وهو قالي هو كدة حياته كويسة، ومن مُجمل كلامه قصده أني مدخلش.
شروق : وفريدة؟ مقالكش طيب بيعمل معاها كدة ليه؟ 
ماجد : لسة مكلمتوش عن فريدة، هغير هدومي وانزله.
شروق : قوله براحة عليها شوية يا ماجد، فريدة بحسها زيي أوي، شبهي ف كل حاجة، ونفس رمية الزمن ليها، أمها ماتت وأبوها اتجوز ورماها، وخصوصًا أمها كانت غالية أوي عندي، كنا صحاب من الطفولة، كانت أمها لما بابا يضربني هو ومراته كانت تيجي وتتحايل عليه تاخدني اقعد معاها والعب مع بنتها، متخيلتش أن الزمن هيخليني سبب ف أني أساعد بنتها زي ما هي كانت بتخلي أمها تساعدني من بابا.
قبل ماجد رأسها واردف بحنو : ربنا يرحمهم يا حبيبتي.
شروق : يا رب يا حبيبي.
في منزل عمرو ورنيم..
رنيم لأسر : عامل إيه دلوقت يا حبيبي؟
أسر بإبتسامة : الحمدلله يا ست الكل.
عمرو بغيرة مُصطنعة : خلاص مش كدة، مكنوش شوية برد الي خدهم يعني!
رنيم : ولو إيه! لازم اطمن عليه قبل ما انام حتى لو مش تعبان.
قبل عمرو رأسها واردف : ربنا يحفظك لينا يا حبيبتي.
رنيم : ويحفظك لينا يا حبيبي
أسر : أه انتوا جايين تحبوا ف بعض ف اوضتي؟
دفعه عمرو بإحدى الوسادات واردف : بس يالا.
أسر : أنت ف اوضتي، وملقتش غير هنا الي تيجي وتحب مراتك فيها؟ خد مراتك وروحوا اوضتكوا وحب فيها وتحب فيك براحتكوا.
نهض عمرو وهو يحضر إحدى الأحزمة الجلدية واردف : لا أنا مش هاخد مراتي، أنا هربيك دلوقت عشان شكلك فلت.
أمسكت به رنيم وهي تردف : خلاص يا عمرو.
رجع أسر للوراء بخوف مصطنع واردف : خلاص يا عمرو، صحتك يا حبيبي مش كدة، مش صحتك الي هتضيع عشاني يعني؟ خد مراتك يا حبيبي وروحوا اوضتكوا، ضيع صحتك على حاجة أحسن!
عمرو لرنيم : شايفة تربيتك ودلعك ليه؟ شايفة قلة أدبه؟سبيني بقولك!
أسر : هي مش مسكاك على فكرة ها..
رنيم وهي تحاول كبت ضحكتها : خلاص يا أسر اسكت.
نظرت لعمرو بترجي واردفت : خلاص يا عمرو، سيبه وتعالى ارتاح يلا، أنت أكيد تعبان عشان روحت الشغل وروحت عزومة ماجد ف تعبان.
أسر : أه يا حبيبي روح ارتاح يلا.
رمقه عمرو بغضب وخرج من الغرفة بأكملها بينما اردفت رنيم : هتفضلوا كدة ناقر ونقير ولا كإنه أبوك؟ عيب يا أسر!
أسر بضحك : والله يا ماما ببقى بهزر معاه وبتقلب مش عارف ليه، غصب عني بلاقي الموضوع وِسع مني.
ضحكت رنيم على أبنها وخرجت للحاق بزوجها الغاضب..
دلفت للغرفة وجدته جالسًا على الفراش بغضب، اقتربت منه وجلست بجانبه واردفت : هتفضلوا تناقروا ف بعض كدة؟
عمرو : أنا ناقرتوا؟ شايفاه قليل الأدب إزاي؟ لولا بس أني عامل حساب لطوله وسنه لكنت كسرته دلوقت.
رنيم بضحك : أنت عارف أنه بيهزرر يا عمرو وبعدين أسر بيحب يناقرك كتير.
زفر عمرو بضيق بينما وضعت رنيم رأسها على كتفه واردفت : خلاص بقى يا حبيبي.
أبتسم لها عمرو وضمها لصدره أكثر وهو يقبل رأسها..
في فيلا ماجد..
دلف ماجد للمكتب وكما ظن وجد إبنه جاسر جالسًا بِه، مُستندًا برأسه للخلف وهي يغمض عينيه، ورافعًا قدميه أعلى المكتب..
نهض جاسر سريعًا حينما وجد ماجد بالغرفة، بينما أبتسم له ماجد وجلس أمامه..
عم الصمت عليهم لوقتٍ طويل حتى قاطعه جاسر : فيه حاجة يا بابا؟
ماجد : حقك عليا أني مديت أيدي عليك يا جاسر، بس مهما كان إيه مش عاوزك تغلط ف بنت نهائي..! وفريدة يتيمة، وبالنسبة ليها أبوها جه رماها وسطنا ومشي، يعني مهما نعمل معاها هتفضل حاسة بالكسرة وسطنا، واجبنا معاها نمحي إحساسها ونخليها تحس بأنها واحدة من العيلة.
جاسر بهدوء : وده كان هيكون نفس تصرفي لو صبا أو ليان مكانها يا بابا، وعشان اعتبرت أنها واحدة من العيلة عملت كدة.
ماجد : لو نفس تصرفك مع حد منهم كان هيبقى غلط يا جاسر، مش يمكن الدكتور ده كان بيضايقها؟ وفريدة خافت تتكلم؟ بدل ما تسمعها وتشوف إيه الي خلى الدكتور ده يتجرا وايده تتحط على كتفها تقوم تهينها وتجيب اللوم عليها هي؟ لو صبا أو ليان مكانها وكنت أنت عملت كدة بنفس الي عملته مع فريدة أنا كنت هقفلك كدة يا جاسر، وكنت هاخدها وأشوف إيه الي حصل منها، وهل بيضايقها ولا لأ، واتجرا عليها ف يوم ولا لأ، ما ممكن يكون بيضايقها وهي خايفة! و وضع فريدة معانا هيخليها تخاف اكتر واكتر وخصوصًا علاقتها بيك.
نظر لهُ جاسر ولم يُجيبه وهو يفكر بما أخبره بِه، أمن المُعقل أنه حقًا تجرأ عليها بمرة من المرات وخافت هي بإخباره أو أخبار أحد؟
فاق على صوت ماجد وهو يردف : تصبح على خير يا جاسر وفكر ف الي قولته..
خرج ماجد من المكتب، وما مر بضع دقائق حتى سمع جاسر طرقات خفيفة على باب المكتب..
جاسر : أدخل..
دلفت بهدوء وتوتر شديد، وهي تشعُر بأن أنفاسها باتت تنقطع الآن!
رفع جاسر رأسه وجد فريدة أمامه تقف وهي تفرك بيديها بتوتر شديد، نظر لملابسها وهو يبتسم بداخله على تلك الملابس المُحتشمة التي باتت ترتديها، ف كانت ترتدي بِنطالًا واسعًا من القُماش لونه تُوبي، وفوقه بلوزة بيضاء واسعة ايضًا..
جاسر بهدوء : نعم يا فريدة؟
فريدة : آ..هو أصل، أنا جاية أقول لحضرتك آسفة اني كنت عملت مشكلة بينك وبين عمي ماجد، أنا مكنتش أقصد، وكمان آسفة على..
اخفضت رأسها واردفت بصوت بالكاد وصل لأذنيه : الي حصل ف الجامعة..
أبتسم لها جاسر واردف : اقعدي يا فريدة..
رفعت نظرها لهُ وتقدمت بتوتر وهي تجلس أمامه..
جاسر بهدوء : أنا عارف تربيتك كويس أوي يا فريدة، و واثق فيكِ أوي كمان، إنما الدكتور ده لأ، مش واثق فيه، ف عاوز أعرف إيه الي بينك وبينه؟
فريدة : والله ما فيه أي حاجة.
جاسر : عارف أن مفيش، بس إيه الي خلاه يتجرا وايده تتحط على كتفك؟
فريدة بدموع : مش عارفة.
تنهد جاسر وهو يحاول التحكم بغضبه واردف : كان بيقولك إيه وقتها؟
فريدة وهي تمسح دموعها : اديله فرصة.
فتح جاسر عينيه سريعًا ونظر لها بحاجبان مرفوعان واردف : لايه؟
نظرت له فريدة بخجل واردفت : هو..
نظر لها بترقُب وهو يشعُر بالدماء باتت تنفجر بداخله، ونيران تشتعل بداخل صدره..
فريدة بخجل : من وقت ما روحت الجامعة وهو بيفضل يبصلي بصات..
صمتت مرة أخرى ولم تعرف كيف تكمل حديثها، بينما تقدم جاسر للأمام واردف بهدوء عكس تِلك النيران التي باتت تشتعل بداخل صدره : تعرفي لو صبا أو ليان مكانك؟ كانوا جُم حكولي على أي حاجة بتحصل معاهم زي ما بيعملوا يا فريدة، احكيلي وأنا سامعك يلا..
فريدة بدموع : حاول يكلمني كتير أوي وأنه مُعجب بيا، وحابب أني اديله فرصة نكون صحاب ولو بادلته بالاعجاب نرتبط، بس قولتله لو أنت صادق كلم بابا وسيبته ومشيت، وبعدها كل ما يكلمني ومش بديله فرصة واسيبه وامشي، وآخر مرة كانت المرة الي حضرتك جيتلي فيها الجامعة، وقتها وقفني وكلمني تاني وقالي نفس الكلام وعشان كنت هسيبه وامشي زي ما بعمل حط أيده على كتفي عشان أقف، بس وقتها لقيت حضرتك جيت وضربته، وأنا والله كنت هزُوءه بس ملحقتش أنت جيت.
أرجع برأسه للوراء واغمض عينيه واردف بهدوء حازم : اخرجي برة يا فريدة.
فريدة بدموع : صدقني والله ده الي حصل.
تنهد جاسر واردف : مصدقك يا فريدة واخرجي.
خرجت مُسرعة من المكتب وكأنها كمُتهم بالمُعتقل وللتو أخذ الإفراج عنه، وجرت سريعًا نحو غرفتها..
نهض جاسر من مكانه وذهب ناحية غرفته
دلف للغرفة و وجد زوجته تجلس على الفراش وهي تمسك بإحدى المجالات..
نظر لها جاسر وهو واقفًا مكانه و واضعًا يديه بجيوب بنطاله على أمل أن تنهض من مكانها وتستقبله ولكنه لم يجدي أي فعل منها وزفر بضيق واتجه ناحية المرحاض..
خرج بعد وقت و وجدها لازالت على جلستها التي تركها عليها، واتجه للخزانة لكنه فكر بشئ ما ف استدار لها واردف بحزم : قومي حضريلي هدومي يا شيري.
رفعت نظرها إليه واردفت : طب ما تمد إيدك وطلعها أنت؟
جاسر بهدوء : أظن ده واجبك ولا إيه؟ 
زفرت بضيق ونهضت من مكانها واتجهت للخزانة وأحضرت لهُ ملابس بيتيه مُريحة واعطتها لهُ..
ارتدى جاسر ملابسه وذهب وجلس بجانبها، تنهد جاسر واردف : أظن حالنا ده مش هينفع فيه مع بعض يا شيري.
نظرت له بينما أكمل : كنتِ فين طول اليوم؟ عارفة أن النهاردة بابا بيبقى جامعنا كلنا هنا؟ 
شيري : كنت ف النادي.
جاسر بغضب : بتروحيه كل يوم، هيحصلك حاجة لو فضلتي النهاردة ف البيت؟
شيري : جاسر أنت عارف أني مليش علاقة كويسة بيهم.
جاسر : ما هو بسبب إيه؟ بقالك ٣ سنين وسطنا ومعرفتيش تكوني حتى علاقة سطحية كـ مُجالمة بينهم؟
تنهدت بضيق : اديك قولت ٣ سنين، إيه الي جد وضايقك دلوقت؟
جاسر : وابنك؟ هتفضلي سيباه للمربية كدة؟ 
شيري : جاسر أنت مكبر الموضوع ليه؟
اقتربت منه وحاوطت رقبته واردفت بدلال : روق كدة يا بيبي، وبعدين قاسم معاه مُربية وعيلتك إحنا كويسين كدة، لما بقرب أوي بيحصل بينا مشاكل وبنتخانق، ف علاقتنا كدة حلوة، المهم علاقتي أنا وأنت ف الأوضة دي وبس..!
زفر جاسر بضيق بينما اقتربت منه أكثر واردفت : خلاص بقى يا بيبي، روق بالك كدة!
جاسر : وانتِ شايفة إن علاقتنا جوة الأوضة دي كويسة بردوا؟ 
ابتعدت عنه وهي تتنهد بضيق واضح واردفت : بقيت نكدي أوي يا جاسر بجد..
اتجهت ناحية الفراش والقت بجسدها عليه واردفت : اطفي النور لما تيجي تنام، وتصبح على خير.
يتبع…….
لقراءة الفصل الثاني : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
للعودة للجزء الأول : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!