روايات

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل الثالث عشر 13 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل الثالث عشر 13 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 البارت الثالث عشر

رواية أولاد الجبالي 3 الجزء الثالث عشر

أولاد الجبالي 3
أولاد الجبالي 3

رواية أولاد الجبالي 3 الحلقة الثالثة عشر

‏”عندما تكون صبورآ في محنتك وترضى بقضاء الله يعوضك الله بما هو خير لك وأجمل من توقعاتك قل يارب ❤️ ”
…………
وبين فرحة قدوم الصغيرة *ريحانة* بخير ،وتلك المشاعر المتأججة فى قلب ملك ، فقد كانت تحمل بين جمبيها رحمة وحب يساع العالم أجمع .
وبين ترقب لخروج عزة من غرفة الولادة سالمة ولكن تأخر خروجها بعض الشىء ، مما جعل القلق يدب فى قلوب الجميع .
وبات الكل ينتظر بلهفة خروج الطبيب ليطمئنهم على حال عزة .
ثم خرج الطبيب فى بادىء الأمر وظهر على ملامحه التوتر ،فأقبل عليه باسم بقلب مرتجف خشية أن يكون حدث لـ عزة شىء فهى فى النهاية أم إبنته ونفس يعز عليه فقدانها بسهولة .
باسم بقلق : طمنى على عزة يا دكتور ؟
تنفس الطبيب ببطىء قائلا : للأسف مدام عزة أتعرضت لفقدان كمية كبيرة من الدم والأكسجين قل جدا فى جسمها ودخلت فى غيبوبة يعالم هتفوق منها إمتى ؟
تجهم وجه باسم وحدثه بألم ظهر على وجهه : يعنى ايه ، أكده خلاص هتروح عزة منينا من قبل حتى ما تشوف بتها .
_ لا يا دكتور ، لا ، جول إنها كويسة وعتفوق دلوك ونشوف بتها .
فوضع الطبيب يده على كتفه ليهدىء من روعه مردفا : قول يارب ، محدش مننا يقدر يقول حاجة زى دى .
_ الأعمار بيد الله يا دكتور باسم ، ما أنت عارف ياما بتقبلنا حالات مستعصية ونقول مفيش أمل ونتوقع النهاية ويجى ربنا سبحانه وتعالى يقول أنا الرحيم وانا اللى حدد والحالة تخف وتقوم وكأن مفهاش حاجة .
طأطأ باسم رأسه بحزن قائلا : ونعم بالله .
ثم رفع رأسه مردفا : ممكن ندخل نشوفها ولو حتى دقيقة واحدة .
الطبيب : دلوقتى مش هينفع للأسف ، لأننا بنحاول دلوقتى ننقل لها دم عشان تعوض جزء من اللى فقدته ، غير أنها على تنفس صناعى .
وبعد ما تخلص نقل الدم ، هننقللها عناية مركزة ، وساعتها ممكن حضرتك تشوفها لحظات معدودة .
ثم غادره الطبيب ، ليضع باسم يده على رأسه .
_ ليلاحظ براء وزاد وملك ووالدته ملامح حزنه أثناء تحدثه مع الطبيب ، فسارعوا إليه .
وكان فى مقدمتهم براء الذى سئله بلهفة : ايه يا باسم مالك وشك مخطوف ليه أكده ، هو الدكتور قالك ايه !
_ وعزة مخرجتش ليه لغاية دلوك ؟
فأشارات زاد إلى براء : مهو أكيد حد طسها عين ، عشان أكده شكلها هتفرفر چوه .
فضغط براء على شفتيه بغيظ وتمتم : نجطينا بسكاتك دلوك ، وخلينا نسمع باسم عشان نعرف حوصل ايه .
أما ملك فقالت بحنو بعد أن أمسكت بيده وضغطت عليها برفق لتسانده : ملها عزة يا باسم ؟
فصمت باسم ولم يتحدث ولكن نار الفقد تنهش فى جسده ، فهو يخشى أن يفقدها ولم يكفر بعد عن ذنب إبتعاده عنها وعدم عدله بينها وبين ملك .
_ لا متموتيش يا عزة دلوك ، مش عقدر إستحمل.
_ كيف يعنى عشتى مظلومة وتموتى من غير ما الفرحة تدخل جلبك وأتحسر أنا على تجصيرى معاكِ وأشيل ذنبك .
لتصيح زهيرة : ما تكلم يا ولدى ، وجعت جلوبنا عاد ؟
فحاول باسم إخراج تلك الغصة التى تقف فى حلقه ، وزفر بضيق مردفا : عزة دخلت فى غيبوبة ويعالم عتفوق منها ميتى ، ودلوك هيدخلوها العناية وربنا يستر.
تنهدت زاد بألم مرددة : لا حول ولا قوة الا بالله.
زهيرة بحزن : ليه بس أكده ، استغفر الله العظيم يارب .
أما ملك فبكت مرددة بنحيب : لا عتفوق عزة يا باسم ، عشان تشوف بتها وتفرح بيها ، دى ريحانة كيف الملاك الصغير .
أما براء فوضع يده على كتفه بحنو مرددا: هدى نفسك وقول يارب أحسن من كل شىء وبكرة تفوق وتبجا زى الفل .
باسم بحزن : يارب .
ثم أتت الممرضة لتخبرهم ببكاء الصغيرة *ريحانة * من الجوع .
الممرضة : البنوتة عتعيط ولازم ترضع ، والأم تعبانة للأسف ، وعشان أكده لازم حضرتك تشيع تچيب لبن صناعى .
أومىء باسم رأسه : حاضر عجيب .
سمعت ملك حديث الممرضة ، فقذف الله فى قلبها أمر فابتسمت لمجرد التفكير فيه وارتجف جسدها .
ثم أمسكت بي باسم مردفة بخجل : باسم ممكن أطلب منيك حاچة ؟
حدقها باسم بعينيه المحبة مستطردا بهمس : أنتِ مش تطلبى ، أنتِ تاخدى عينيه يا روح الروح أنتِ يا ملك .
ابتسمت ملك بخجل وهمست : ربى يخليك ليه وما يحرمنى منيك .
_ انا بس سمعت أن هناك حبوب او إبر عتاخدهم الستات عشان ينزل ليهم لبن ويرضعوا .
_ وعشان إكده فلو مكنش عنديك مانع ، تچبلى يمكن ربنا يكرمنى عاد وينزل لبن صوح وأرضع بتى ثم تابعت بحرج ”
_أقصد بت عزة عقبال ما ربنا يعافيها ، عشان أنا خابرة اللبن الصناعى ده تقيل على المعدة واللبن الطبيعى أفيد.
إبتسم باسم ولمس إحدى وجنتيها بلطف قائلا : بس إكده عيونى ، وأكده سبحان الله عتكونى أمها بچد يا ملك بالرضاعة .
سبحانه مسبب الأسباب .
فلمعت دموع الفرحة فى عيون ملك وتمتمت : اللهم لك الحمد وانا رضيت ، وعشان إكده رضانى .
إستمعت زاد لحديث ملك وباسم فدعت لهم أن يديم عليهم محبتهم ولكنها فى ذات الوقت شعرت بالغيرة من ملك ،لإن براء مختلف كليا عن باسم ولا يعطيها نفس الإهتمام ولا يحدثها بعشق مثله .
فأخرجت تنهيدة حارة منفثة بها عن ما فى صدرها ، فشعر بها براء فداعبها بقوله : مالك إكده عتنفخى وعتطلعى من خشمك دخان كيف العربية اللى عتسخن عشان تمشى .
ليستطرد بسخرية :
_ أروح أجبلك واحد بيبسى ساجع طروى بيهم على مرواحك ؟
فوضعت زاد يدها على رأسها التى تكاد تنفجر مرددة : والله أنت اللى محتاچ سطل مياة سخنة مولعة تنزل على جتت عشان تسيح البرود اللى أنت فيه ده .
_ بجولك إيه انا مش جعدة إهنه تانى ، انا عروح وإبجا أطمن من باسم على حال عزة .
_ انا ماشية عشان خلاص چبت أخرى منيك .
فتح براء فمه ببلاهة مردفا : والساجع .
زاد بصراخ : أشربه انت مهو شبهك ، ساجع وبارد.
ثم ركضت فى إتجاه الخارج ، فأقتربت منه زهيرة ومدت يدها لتمسك بأذنه وجذبتها بقوة ،فتألم براء مردفا : ايه يمّه ، فيه ايه ؟
_ هو انا علاجيها من زاد ولا أنتِ كمان عاد !
زهيرة بغيظ : مهو من عمايلك ، ايه اللى عتهببه مع مرتك ده !
_ على طول أكده ناقر ونقير ، ومعدتش تبل ريقها بكلمة حلوة .
إكده متزعلش يا ولدى لو راحت منيك .
إتسعت عين براء بصدمة قائلا : تروح منى ، لا ده يستحيل .
_ انا ههزر معاها مش أكتر ياما ، لكن أنا عحبها جوى وأنتِ خابرة .
إلتوى فم زهيرة بسخط مرددة : وعينفع بإيه لما تخبى الحب فى جلبك من غير ما تعبر عنيه وهى تحس بيه .
_ وتخليها تحس إنها قليلة فى نظرك ، وعينيها عتبظ لباسم ومرته .
براء بحرج : لا مش للدرجاتى ، هى عارفة إنى بحبها ويمكن حبى ليها اكتر من حب باسم لملك .
زهيرة: انا نصحتك يا ولدى وانت حر عاد .
ثم جاء باسم بتلك الحبوب ، وتناولتها ملك بلهفة ، ليمضى عدة ساعات شعرت حينها بثقل فى صدرها تمهيدا لنزول اللبن وما لبث أن نزل بالفعل فبكت وضمت تلك الملاك الصغير إلى صدرها وأرضتعها حتى شبعت ونامت فى إحضانها .
ملك بفرحة : ياااه على كرمك ولطفك يارب ، إحساس چميل جوى اللى انا فيه دلوك .
يارب ما تحرم حد وأعطى كل مشتاق
***
إتصل محمود ببراء ليطمئن على عزة ومولدتها ، وأخبره براء بما حدث فحزن لذلك كثيرا ودعا لها بالشفاء .
_ ثم أخبره بما كُلف به فى الغد وهو تمشيط القرية والقرى المجاورة بحثا عن حمدى .
وسيرافقه هو ، بعد أن يشرف بنفسه على الأفراد الذين سيكونوا فى حماية قمر .
فزفر براء بضيق : تمام يا محمود ، نتقابل بكرة بإذن الله.
ثم حدث نفسه بمرارة : مش هنخلص عاد من الموضوع ده ، يكش يعتر فيها ويخلصوا على بعض ويبجا أكده ريحوا وارتاحوا .
***
الشخص الذي يفكر دوماً بالانتقام، هو شخص يبقي جراحه مفتوحة.
داعبت مرام خصلات شعر فريد وهو بجانبها على الفراش وتسائلت : ها مقولتليش هنفذ خطتنا دى إزاى مع براء ؟
_ وإزاى أصلا هيروح الشقة الملعوبة دى ؟
إبتسم فريد بثقة وهو يلاعب أرنبة أنفها قائلا: بسيطة وحدة من معرفتى ، هتقصده وهو ماشى ، وتعمل نفسها مغمى عليها ، هيلحقها طبعا عشان معروف عنه حنين زى حالاتى كده ويموت فى الصنف الحلو .
تقوم رشة عليه حاجة تخليه مش فى وعيه بس فى نفس الوقت يقدر يتحرك عادى ، فتاخده وتطلع الشقة .
_ وبس ليكِ أن تتخيلى الباقى ، وبعديها يصوروه .
_ وبعدها تليفون صغير ، لبوليس الاداب ، يجى يقبض على سيادة المقدم متلبس ومع البوليس صحفى نص كوم معرفة ، يحب يصطاد فى المية العكرة عشان يستنفع ويشهر نفسه.
_فيصور ويكتب بقا الخبر بالبونط العريض فى كل مواقع التواصل الأجتماعى .
_ ويا فضيحة تبقا بجلاجل وتخيلى مراته لما تشوف جوزها بالوضع ده .
وهنا أطلقت مرام ضحكة مدوية تحمل فى طياتها كثير من الغل والحقد على على زاد التى فضلها براء عليها رغم أنها أقل كثيرا منها فى الجمال .
مرام : يا حلاوتك يا جمالك يا أحلى فريد فى الدنيا ، إمتى بجى اليوم ده .
فريد بثقة : قريب جدا , بس نشوف أراضيه فين دلوقتى وحالته إيه عشان نعرف ننفذ الخطة .
وقلبك يفرح يا روح قلبى أنتِ .
********
ابتعدت قمر عن حضن مسالم الدافىء مردفة بحب : طيب هقوم دلوك أحضرلك الغدا ، اكيد چعان يا حبة عينى .
_ ولو اعرف إنك چى بدرى أكده ، كنت حضرته من بدرى ، معلش حقك عليه ، بس مش هغيب إن شاء الله.
أتمت كلماتها تلك واستعدت للوقوف ولكن أمسك مسالم بيديها مردفا : بس بس رايحة فين ، مفيش جومة من السرير ده !
_ وإن كان على الوكل ، فأنا عملت حسابى بحجات سهلة على التحضير وانا هقوم أحضرها .
ابتسمت قمر وربتت على يده بحنو : ربى ما يحرمنى منك ، بس ليه أكده الحجات دى غالية عليك ، وانا زينة متقلقش عليه ، بحضر عادى الاكل من غير تعب .
مسالم : مفيش حاچة تغلى عليكِ يا جلب مسالم .
ثم شعرت قمر بحرارة فى جسدها وهذا بسبب هرومنات الحمل ، فحدثت مجاهد : معلش أفتح الشباك عشان حاسه چتتى عتطلع سخونية يچيب شوية هوا .
فتلون وجه مجاهد خوفا مستطرا : لا شباك لأ ، ولا حتى بلكونة تتفتح من النهاردة يا قمر ، أنتِ فاهمة !
_ ولو عملتيها هزعل منيكِ جامد .
إندهشت قمر من ردة فعله على طلبها البسيط فقالت : عتزعل منى عشان عايزة أفتح الشباك يا مسالم !
مسالم بتصميم : ايوه .
فحاولت قمر السيطرة على نفسها الغاضبة مرددة بإستسلام خلاص اللى تشوفه ، المهم متزعلش عاد .
ولكنها حاصرته بنظراتها المندهشة المعاتبة له ، لذا قام سريعا حتى لا تفضحه عيناه أمامها وتعرف ما قد يجعلها تموت خوفا .
ثم إستمع إلى طرق الباب فتوتر خوفا ، ليعود بإدراجه إلى غرفة قمر قائلا : اوعاكِ أسمع ليكِ صوت ، ومتفتحيش الباب مهما حصل لغاية ما أجى انا افتحه ، فاهمة ؟
شعرت قمر بالتوجس من كلماته فسئلته بحيرة : هو فيه ايه يا مسالم ؟
_ انا حاسه انك مخبى عليه حاچة .
_ ومين اللى عيخبط على الباب ؟
مسالم : مش خابر هروح افتح وأشوف، بس زى ما فهمتك ماشى .
فاومئت قمر برأسها حتى لا تثير إنفعاله وتوجه هو لرؤية من الطارق , فوجده طفل صغير بعثه المكوجى ببعض الملابس .
فـ تنهد بإرتياح وأخذ منه ملابسه مبتسما وشكره وأعطاه المال المطلوب بزيادة له .
ففرح الطفل وغادر سريعا .
ليعود إلى قمر مبتسما وفتح الباب وقام بوضع ملابسه فى الخزينة بين نظراتها المدهشة ثم خرج .
قمر بحيرة : هو ماله الراچل ده النهاردة ، غريب جوى !!
وعندما خرج شعرت قمر ببعض الملل ،تناولت هاتفها ثم فتحت وسائل التواصل الاجتماعى تقلب بين صفحاتها قليلا لتقضى بعض الوقت .
حتى وقع بصرها على خبر جعلها تصرخ , فسمعها مسالم فانقبض قلبه من الفزع وكاد أن يسقط صريعا .
********
نفث حمدى دخان سيجارته الملفوفة بالحشيش بإستمتاع ، ثم إنحنى على أذن زرارة قائلا بهمس : بجولك يا يا واد عمى .
زرارة : جول يا حمدى , كل اللى نفسك فيه .
حمدى : انا دماغى خلاص چابت أخرها من كلامك على البت دى ، ومش جادر أصبر عشان أشوفها .
ورايد أشوفها دلوك يا زرارة ، جلبى جايد نار يا خوى.
زرارة بضحك : يا كبدى ، بس يا سيد الناس يعنى ، العين عليك جامدة جوى دلوك ، وأخاف أطلعك من إهنه حد يعرفك يبلغ عنك ، ونروح كلنا فى حديد .
*****
يبدو الثأر في البداية حلو المذاق، ولكن أثره مردود فيما بعد.
على جانب آخر كانت حسنية فى البيت تطالع جاد أخو جاسر بغل ، فما عادت تطيقه فى المنزل معها .
_ خصوصا إنه يترصد حركاتها ويوشى بما تفعله من أفعال غير لائقة لجاسر ، لينهرها ويوبخها الأخير ويهدد بطلاقها ولكن سرعان ما تهدئه كعادتها بسلاح الحب وأنوثتها الطاغية .
وما زاد تصميمها تلك المرة ، عندما سمعها جاد وهى تحدث أحد الرجال بإنتشاء ودلال وضحكات تصدح فى أركان المنزل :
_وبعدين معاك يا معلم حنتيرة ، انا مجدرش على الكلام الحلو ده .
_ وكمان عيب ده انا ست متچوزة عاد .
المعلم حنتيرة بتنهيدة حارة : أعمل ايه بس يا بت ، منا أنتِ جننتينى بچمالك ، ومعدتش جادر أمنع نفسى عنك .
_ وجلبى بيجيد نار لما بشوف چوزك معاكِ ،وبجول أنتِ بچمالك ده خسارة فيه وانا أولى بيكِ
_ ها جولتى إيه ؟
فشهقت حسنية : يا عيب الشوم ، عايزنى أطلج يا معلم !
وهنا وجدت جاد على باب الغرفة يرمقها بنظرة حادة .
فتوترت وحدثت المعلم حنتيرة بقولها : طيب أجفل دلوك يا معلم ، ونبجا نكلم وجن تانى .
وعندما أغلقت الخط ، اتجهت نحو جاد وعينيها تنذر بالشر مردفة : أنت يا طور ، إيه موجفك إهنه ، عتصنت عليه ؟
نظر لها جاد بإشمئزاز مردفا : أنتِ مَرة جليلة الحيا ،وانا عجول لاخوى جاسر على كل حاچة ، وعخليه يطلجك عشان تبعدى بعفنتك دى عنينا .
فدق قلبها خوفا وتوتر ونظرت حوليها بإرتباك حتى رأت عصاة غليظة ، فالتقتتها سريعا وصاحت بغلظة فى وجهه : أكده يا جاد ،طيب ودينى لأموتك بيدى قبل ما تلحق تجول حاچة .
ثم رفعت العصا لتهوى بها على رأسه ولكن جاد فر من إمامها سريعا وولج إلى غرفته واغلق عليه الباب خوفا منها .
ليهبط ويعلو صدرها خوفا أن أبلغ جاد أخيه جاسر بما سمعه فربما يقتلها .
لذا جلست تفكر فيما تقول له حتى تنجو منه ،حتى جاءتها فكرة شيطانية وهى أن تدعى إنه كان يتلصص عليها وهى تبدل ملابسها دون أن تدرى وان لم يطرده ستترك له البيت وتذهب لأبيها .
ليمر حينا من الوقت ، لتستمع إلى صوت مفتاح الباب ثم قوله : أنتِ يا بت يا حسنية ؟
_ لتسارع هى فى البكاء بإصطناع بصوت عالى ، فامتلىء قلب جاسر بالفزع وأسرع إليها يقدم قدم فوق قدم حتى وصل إليها مردفا بهلع : حوصل ايه يا بت ، انطوجى جولى ؟
حسنية ببكاء : بص بجا يا جاسر ، يا أنا يا أخوك فى البيت ده .
_ ولو موفقتش المرة دى هتكون مش راچل ، عشان مفيش راچل يقبل أن أخوه عيبصص لمرته وهى عتغير خلجاتها من غير ما تحس .
تشنجات ملامح جاسر وصاحب بإنفعال : معقول ده !
_ لا كله الا إكده ، وجعته مطينة بطين ومهواش بايت فيها النهاردة ..
ابتسمت حسنية بمكر ، حين ولاها جاسر ظهره وذهب لأخوه يعنفه ويطرده .
وعندما سمع جاد صوت أخيه ، فتح الباب ليخبره بما حدث ولكن ما أن وقف أمامه وفتح فاه ليتكلم ، هوى جاسر على وجهه بصفعة قوية جعلته يترنح مردفا بقسوة :
_ انت يا كلب عتبصص على مرتى وانت لساك عيل اتناشر سنة امال لما تكبر عتعمل ايه عاد !
وضع جاد يده على وجنته وأغرقت عينيه بالدموع وارتجفت شفتيه وهو يقول : اناااا والله ما حصل ، دى هى اللى …
ولم يكمل حديثه حتى صاحت حسنية : انا ايه يا ولا ، يا كداب يا جليل الحيا.
ثم أشارت إلى جاسر بقولها : الواد ده لو جعد ثانية إهنه كمان ، هلم هدومى وامشى يا جاسر وانت حر بجا .
جاسر : لاا ، هو اللى عيمشى ودلوك ، انا مستغناش عنك يا بت واصل .
جاد بنحيب : حسبى الله ونعم الوكيل ، عتطردنى من بيت ابوى يا جاسر ..
زفر جاسر بضيق مؤكدا بإنفعال وهو يشير بيده نحو الباب : ايوه _ اطلع بره ومش رايد اشوفك تانى ولو شوفتك جصادى هكتلك.
_ روح لأخوك جابر اللى فاكر نفسيه محدش زيه واصل واحنا چمبه ولا حاچة .
وهو طردنى من الشغل وخلى رجبتى زى السمسمة ، بس ماشى يا چابر ، عتشوف منى وش تانى خالص وعندمك على اللى عملته ده .
ثم صرخ فى جاد مرة أخرى قائلا : انت لسه واجف عنديك ، جولت بره .
فزدادت دموع جاد بهيسترية ثم ركض للخارج بقلب متحطم ، نحو قصر الجبالى حيث اخوه جابر.
نظر جاسر إلى أثره مردفا: فى ستين داهية.
لتأتى إليه حسنية تتغنج فى مشيتها وتضع يدها على كتفه مردفة بدلال: تسلملى يا سيد الرچالة .
فلمس جاسر يدها ورفعها إلى فمه وقبلها مردفا : ويخليكِ ليه يا جمرى .
ثم تركها وجلس مهموما على الأريكة التى من ورائه ووضع يده على رأسه ، فأتت إليه حسنية وجلست بجانبه وداعبت خصلات شعره مردفة بحنو : إيه مالك يا حبيبى ، شايل طاجن ستك ليه إكده ؟
رفع جابر رأسه ونظر إلى عينيها ثم أغمضهما بحزن مردفا : سى چابر بيه طردنى يا حسنية ، انا أخوه عشان ناس ملهاش جيمة ومتمشيش غير بالمركوب .
عقدت حسنية حاچبيها مردفة بغلظة : عبيط أخوك چابر ده ، انا خابره وطالع زى أمه مچنون ، كيف ما أمى بتجولى .
_ بس سيبك منيه ، هو احنا يعنى محتاچين الكام هلفوت اللى بيچى منيه .
_ احنا خلاص بجينا فى العالى ، عشان تعرف بس فضل مرتك حسنية.
حرك جابر رأسه مؤكدا ولكنه أجاباها بإستياء: مجولناش حاچة بس يا فهيمة عصرك وأوانك ، كيف هنتصرف فى البضاعة دلوك اللى عنديه فى المخازن بعد ما طردنى ومينفعش دلوك أخطى چوه المصنع تانى عاد .
فوضعت حسنية يدها على رأسها مردفة بضجر : ايوه _ طيب وبعدين هنتصرف كيف ؟
_ دى مشكلة واعرة جوى ، واحنا محتاجين البضاعة عشان نقبض تمنها ونمشى حالنا الواجف ده
_ ولولا أكده ، كنت شورت عليك تبلغ عنيه وشوطه تاخده نستريح .
أومىء جابر برأسه : ايوه ، بس عنعمل ايه دلوك ؟
وفى تلك اللحظة سمعوا طرق خفيف على الباب ، فتجهم وجه حسنية مردفة : يوه ، ده شكله المنيل أخوك جاد رچع تانى ، وأهو چابر أخوك اللى فاكر نفسه راچل بتاع قال الله وقال الرسول مستحملهوش دقيقة وخلته يعاود .
_ بس ادينى عجولهالك تانى يا جاسر , لو دخلته إهنه تانى ، انا هطلع فى ساعتها .
_ اه ما انا مش هستنى لما فى يوم يچى ويتهچم عليه ، ده الموت عندى أرحم .
تجهم وجه جابر ووقف والدماء تغلى فى عروقه مردفا بإنفعال : ده انا كنت أحط رجبته تحت رچلى.
ومتخافيش مش هدخله تانى ، ويبات بجا فى أى زريبة ، تليج بيه الحيوان ده .
ثم اتجه لفتح الباب وهو يضرب بقدميه فى الارض من الغضب ، وأدار مقبض الباب بيد مرتجفة من شدة الإنفعال ليهدر : انت چيت تانى ليه يااااا ولكنه لم يكمل كلمته لإنه رأى ….؟
ماذا رأى جاسر جعله ينتفض هكذا ؟
وهل سيستطيع بالفعل حمدى أن يصل إلى قمر ؟

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أولاد الجبالي 3)

اترك رد

error: Content is protected !!