روايات

رواية سيرة الحب الفصل الثالث 3 بقلم هاجر نورالدين

رواية سيرة الحب الفصل الثالث 3 بقلم هاجر نورالدين

رواية سيرة الحب البارت الثالث

رواية سيرة الحب الجزء الثالث

سيرة الحب

رواية سيرة الحب الحلقة الثالثة

النار قامت من تاني أول ما الشيخ بدأ يقرأ عليا، صوتها بيزيد علوّ وبيزيد خشونة كل ما الشيخ بيزيد في القراءة، لحد ما إتحول صوت غُناها لصوت صُراخ عالي ومُزعج مش قادر أتحملهُ حتى بعد ما سديت وداني، لدرجة وداني نزلت د م بسبب الألم اللي الصوت البشع المرعب دا مسببهُ، والشيخ مش مبطل قراءة، لحد ما الصوت وكل حاجة جواليا هديت فجأة، الصوت وقف وحتى صوت الشيخ سكت، فتحت عيني بإستغراب وكنت في مكان تاني لوحدي غير بيتنا، مكان فاضي تمامًا، بيت قديم مهجور وفاضي، شكلهُ مخيف وقابض للقلب، شوية وقت عدوا ومن قعدها سمعت نفس الأغنية المشؤومة من تاني على نفس المقطع:
_طول عمري بخاف من الحب، وسيرة الحب، وظلم الحب لكل أصحابهُ…
الأغنية لسة مكملة بنفس صوتها، صوت أكتر واحدة كنت بعشقها بقى أكتر صوت بكرههُ وبيرعبني لما بسمعهُ، كان جاي من دور فوق، أنا معنديش فضول أفلام الرعب بصراحة عشان أطلع وأشوف إي اللي بيحصل فوق، خرجت من باب البيت اللي أنا فيه عشان أبعد وأنا مش عارف إي اللي جابني هنا وجيت إزاي وأنا كنت لسة من دقيقة في بيتنا، بمجرد ما خرجت من باب

 

البيت لقيتني بدخل باب شقة معرفهوش، ولكن هي واقفة مدياني ضهرها وباصة ناحية الراديو وبتكمل الأغنية الملعونة دي، فهمت إني في الشقة اللي هي كانت عايزاني أطلعها، بلّ فهمت إني بكل المكان اللي فيه دا بسببها هي، هي اللي جابتني لمكانها وكل دا مش واقعي، كنت زهقت من كل اللي بيحصل ومن المصايب اللي خصلت واللي لسة هتحصل، إتكلمت بتساؤل وخوف من اللي جاي وبحِدة في نفس الوقت:
_أنا عايز أفهم إنتِ عايزة مِني إي، حتى أكتر واحدة حبيتها خليتيني بكرهها وبكره شكلها وصوتها اللي عيشت طول الفترة دي مش بعشق قدهم، خليتي كل الذكريات اللي بيني وبينها عبارة عن ذكريات مُرعبة، ليه بتعملي كدا؟
وقفت غُنا ووقف معاها الراديو وبصتلي وقالت بهدوء:
=عشان بحبك يا ياسر، بس الظاهر إنك مش مقدر الحب دا لدرجة جايبلي واحد يحرقني؟!
بصيتلها بسخرية وقولت وأنا خلاص فاض بيا:
_بتحبيني إي، مفيش حد بيحب حد يأذيه بالطريقة دي، ثم إن سهر خطيبتي وحبيبتي ماتت من سنتين، إنتِ شيطانة.
الغضب ملا وشها وبصتلي بحِدة وقالت بصوت مرتفع نسبيًا بعد ما قربت مِني شوية:
=أنا مش شيطانة يا ياسر، أنا جزء من سهر اللي عيشت أكتر منها وهعيش أكتر منها لحد يوم يبعثون، أنا قرينها يا ياسر، أنا كمان عيشت قصة الحب دي معاك، أنا كمان حبيتك وحبيت حُبك ليا، ليه دلوقتي عايز تتخلى عني، عشان جسمها ميت ومدفون دلوقتي؟

 

بصيتلها بتعجب ورُعب في نفس الوقت وأنا حاسس إني مشلول من الصدمة لحد ما قدرت أحرك إيدي وشاورت نجيتها وقولت:
_إنتِ قرينها!
وبعدين أنا حبيتها هي محبتش قرينها، أنا ماليش علاقة بيكِ ولا من العالم بتاعك ولا حتى كنت حاسس بوجودك، أنا كنت بحب سهر بس، مش شيطانة أو مسخ مؤذي ومُرعب، متنسيش إني شوفت شكلك الحقيقي.
خلصت كلامي ولقيتها إتعصبت وبعطين هديت مرة واحدة وإبتسمت إبتسامة جانبية وقالت وهي بتتحرك ناحيتي ببطئ:
=هوريك دلوقتي شكلي الحقيقي مرة تانية، دا اللي إنت عايزهُ وتستاهلهُ، حاضر.
كنت برجع لورا وهي بتتحول من قدامي لشكلها الحقيقي البشع اللي مش قادر أتحملهُ من قبل ما تكمل أساسًا، في الوقت دا سمعت صوت الشيخ وهو بيقرأ قرآن وبعدين وقف وقال:
_متسمعلهاش يا ياسر يابني، كل اللي إنت فيه دا مش حقيقي، آيًا كان اللي إنت شايفهُ وعايشهُ دلوقتي مش حقيقي، ركز على صوتي وإمشي وراه عشان نخلص منها ونحبسها في عالمها عندك، لو معرفتش تخرج نفسك مش هتخرج خالص، إمشي ورا صوتي ومهما حصل، مهما حصل يا ياسر إوعى تسمعلها أو تخاف منها لو وقفت في طريقك، مش هتقدر تمسك، يلا يا ياسر يابني إمشي ورا صوت القرآن دليلك.
بدأ الشيخ يقرأ قرءان ووقتها حسيت إن الدنيا كلها بتسود حواليا ومش عارف أمشي منين، لحد ما لقيت بصيص نور وسامع من جهتهُ صوت القرآن، فضلت ماشي فيه وأنا مش عارف أنا رايح فين بس متأكد إن الطريق دا أخرهُ خلاصي، لقيتها فجأة وقفت قدامي بهيئة سهر وهي بتعيط وبثالي ببراءة وبتقول:
=إوعى تسيبني يا ياسر، أنا سهر حبيبتك، معقولة هتسيبني في المكان المخيف دا لوحدي، إنت عارف إني بخاف من الضلمة يا ياسر؟!

 

كانت طريقتها وصوتها، كانت هي، قلبي مش مبطل دق، بس في نفس الوقت أنا عارف إن مش هي سهر، إشمعنى من بين كل الأشكال يا مسخ إختارتها هي، إشمعنى!
حاولت أتغاضى بكل ما فيا وفضلت مكمل مشيّ وكنت بعدي من خلالها عادي وهي لسة مستمرة في إقناعي وأنا مش برد عليها ولا موضحلها إني شايفها من أصلهُ، لحد ما بقيت سامع صوت القرءان من قريب وفهمت إني قربت، إتحولت لهيئتها الحقيقية واللي بقت بشعة ولا تُطاق وتخطف الأنفاس، مبقتش قادر أتحرك ووقفت من الرعب، ولكن سمعت صوت الشيخ وهو بيعلى أكتر وأكتر وتحديت نفسي أعدي كل دا عشان أخرج وغمضت عيوني ومشيت على حسب الصوت لحد ما بقى الصوت تقريبًا جنبي، فتحت عيوني وبصيت قدامي لقيت باب كبير جدًا مطرز عليه كلمات غير مفهومة، فتحت الباب ودخل من خلالهُ ضوء قوي من بعديها صحيت لقيت نفسي لسة مرمي في الأرض والشيخ بيقرأ عليا والنار سكتت، أمي اللي كانت بتعيط هي وأخويا فضلوا يكرروا “الحمدلله” وهما مُبتسمين، الشيخ من بعدها قالي إنها كدا إتحبست في العالم بتاعهم، لو كنت ضعفت أو يمعت كلامها أو حتى مكملتش الطريق للأخر بسبب الخوف كنت هفضل محبوس معاها هناك للأبد أو هي اللي هتسمح لنفسها بالخروج مرة تانية لحياتي.

 

عدا بعد الحادثة دي إسبوع ويومين وبصراحة كانوا هاديين جدًا ومحصلش فيهم آي جديد، وأنا راجع من شغلي بالليل عديت على السوبر ماركت اللي على أول الشارع بجيب طلبات، حاسبت الراجل ومشيت، وبعد ما مشيت وقفت برعب وأنا بسمع نفس المقطع لأم كلثوم طالع من القهوة اللي جنبي:
_طول عمري بخاف من الحب، وسيرة الحب، وظلم الحب لكل أصحابهُ.
بصيت ناحية القهوة وكان الوضع عادي، ناس قاعدين ومبسوطين وبيتكلموا وتقريبًا 2 اللي مركزين مع الأغنية والباقي عادي، الموضوع عادي لصوت كوكب الشرق في الشوارع ويكاد يكون حاجة تأملية أو رومانسية، ولكن بالنسبالي بعد ما كان أحسن ذكرى بقى أرعب وألعن ذكرى ممكن تعدي عليا، كملت طريقي وأنا بحاول أتغاضى عن كل حاجة لحد ما لقيت سلوى جارتي قدامي وهي مُبتسمة وبتسلم عليا، سلمت عليها بهدوء وحدود وإختصار شديد على عكس العادي وكنت هطلع البيت، لقيتها بتوقفني بكلماتها الفاقدة للأمل وقالت:
_مبقتش تحب تتكلم معايا وبتتجنبني ليه يا ياسر، أنا زعلتك في حاجة؟
بصيتلها وإبتسمت بهدوء وقولت بكل إختصار لموضوع كبير جوايا:
=لأ طبعًا يا سلوى، بس بحاول معشمكيش بحاجة مش هقدر أعملها دلوقتي، إنتِ تستاهلي حد إبن حلال زيك كدا، لكن أنا

 

لأسباب خاصة مش هقدر أدخل في آي علاقة دلوقتي حتى لو بداية كـ خطوبة بس، حقيقي مش هقدر ومش عايز أخليكِ تستني أو تبني حاجات ممكن بنسبة كبيرة متحصلش، ودا مش عيب منك خالص إنتِ ست البنات وألف مين يتمناكِ، بس تقدري تقولي كدا إني بقيت مُعقد أو لية بتعافى من شيء كبير، عن إذنك يا سلوى.
خلصت كلامي بإبتسامة هادية وطلعت وأنا سايب عيونها اللي مليانة حزن ورا ضهري غصب عني، لو قولت عكس كدا وفضلت معاها زي الأول وقبل ما يحصل اللي حصل هتتعلق بيا أكتر وأنا مش جاهز لآي علاقة في حياتي دلوقتي، مش جاهز نفسيًا وذهنيًا، اللي حصل لي مكنش هينّ ومش حاجة أتغاضى عنها بسهولة، وخصوصًا إني مش متأكد مشاعري تجاهها حُب ولا مجرد إعجاب بس، ودا لإني أول ما شوفت شبيهة سهر قلبي رجع يدُق لسهر من تاني وكنت هستغنى عن سلوى، مش عايزها تكون بديل أو ستبن، هي فعلًا تستاهل حد أحسن مِني، طلعت البيت ودخلت المطبخ عشان أحضر عشا خفيف بِما إن والدتي وأخويا عند خالتي عشان تعبانة والبيت فاضي، خرجت الأكل ودخلت إجيب الميا ولكن في الوقت دا سمعت صوت الراديو اللي في أوضتي بيشتغل على نفس المقطع بتاع أم كلثوم، على نفس المقطع الملعون من تاني، إي دا، وإزاي، ومين اللي شغلهُ والبيت فاضي، معقولة!

تمت

لقراءة باقى حلقات الرواية اضغط على : (رواية سيرة الحب)

اترك رد