Uncategorized

رواية راهنت عليك الفصل السادس عشر 16 بقلم عبير فاروق

 رواية راهنت عليك الفصل السادس عشر 16 بقلم عبير فاروق

رواية راهنت عليك الفصل السادس عشر 16 بقلم عبير فاروق

رواية راهنت عليك الفصل السادس عشر 16 بقلم عبير فاروق

غرفه آمر  نيفين دخلت ملهوفه عليه ودموعها ماليه وشها، حاول كتير يهديها ومع إصرارها على تفاصيل الحادث، حكى لها خلص كلام وشاف في عيونها نظره هو عرفها كويس حب يتفادها لكن مش هيعرف يهرب من عيون نيفين وسألته فجأة:
-بتحبها؟ 
السؤال كان صادم بالنسبه له، لكن هو متوقع منها بأي حاجه حب يغير الكلام أو يتوهها عن طريق الغنى والضحك. 
-حب اي اللي انت جي تقول عليه أنت عارف قبله معنى الحب ايه. 
ضحكت عارفه طبعه لما بيعوز يهرب منها بس هي مصره على مواجهته:
-عايز تفهمني أنك شوفت تصويب المسدس وتقف قدام الهدف ويبقى شئ عادي؟ 
-عادي… عادي… عادي… مانا  عادي اهو..
-طب تفسر بي أيه خوفها وقلقها عليك، طول الطريق وأمن البوابه وهو جايبني على هنا بيحكي عنها وعن اللي عملته معاك. 
آمر افتكر هدهد وهي حضناه وبتعيط كل كلمه حفرت في قلبه طرقعه صوابع نيفين فوقته بتسأله :
– هااا روحت فين؟ 
– رايحين جيين مش عارف السكه دي تؤدي لي فييييييييييين. 
نيفين اتعصبت من إنكاره ده 
– بقي كده أنا غلطانه إني بكلمك، 
جت تقوم من جنبه شد ايديها له وبسها، وقعد يحايلها ويغنيلها عارف انه له تأثير كبير عليها ومش هاتقدر تزعل منه:
– الحب كله حبيته فيك الحب كله
وزماني كله انا عشتوا ليك زماني كله
حبيبي قول للدنيا معايا ولكل قلب بدقته حس يا دنيا حبي وحبي وحبي
ده العمر هو الحب وبس. 
“آسر” رجع المستشفى عند “آمر” بس ملامح وشه ما لهاش تفسير، دخل عنده لقى “نيفين” قاعده جنبه وماسكه ايده وعمالين بيضحكوا “آمر” أول ما شافه استغرب من شكله وسأله بضحك:
-ما لك يا ابني وشك عامل كده ليه زي ما يكون واحد مديك 90 قلم على وشك. 
“آسر” ببتسامه بسيطه ورد عليه:
– ابدا ما فيش حاجه أنا طبيعي اهو.
“آمر” بيبص وراه يشوف “هدهد” فين وسأله :
-ايه ده امال فين يا هدهد مش انت قولت إنها رفضت تمشي. 
“آسر” نسي يقوله تماماً وجرى وراها وروحها من غير ما يعرفه:
– لا أنا لقيتها تعبانه ومجهده واصريت عليها إنها لازم تمشي. 
اتعصب من فكره إنها في مكان، وهو في مكان بعيد عنها خايف حد يأزيها فطلع غضبه كله فيه:
– أنت مجنون مش قولتلك ماتغبش عن عينك، افرض حصل لها حاجه هناك وهي لوحدها، انت غبي إزاي تعمل كده من دماغك؟ 
“آسر” و”نيفين” نظراتهم كلها موجهه عليه، لما حس انه اتعصب زياده وتلميحات “نيفين” بعيونها بيأكد الكلام اللي قلته له من شويه، هو نفسه مش عارف اتعصب ليه ما تروح ايه المشكله بس بعد صمت من التلات أطراف رد عليه:
-اهدي شويه على نفسك وبطل غلط؛ لكسرلك الدراع التاني واطمن آمنت الفيلا والشركة وهنا كما اهدي بقي. 
-طب يلا أخفى من قدامي أدفع الحساب على ما اغير هدومي. 
“نيفين” بندفاع وخوف:
– انت اتجننت تغير تروح فين انت لسه تعبان. 
-يابني أنت على الأقل عايز لك أسبوع لحد ما تخرج. 
– مالكش دعوه أنا عارف نفسي، ويلا روح بمزاجك بدل ما تعملها غصب عنك. 
“آسر” بص لـ “نيفين” بقلة حيله:
– عجبك كده؟ 
هزت رأسها وكتفها بنفي وقلة حيله زيه، وشاورت له أن يروح يكمل الإجراءات لخروجه وفعلا خلص كل حاجه بعد إعتراض من الدكتور المعالج لـ “آمر” بس “آسر” اتفق معاه انه يمر عليهم كل يوم يشوفه ويبعت حد يغير له على الجرح بأستمرار. 
واحد من البودي جارد 1ماسك شنطته وماشي قدام، والتلاته من وراهم  و”نيفين” و”آسر” سنده في الوسط وخرجين من المستشفى ركبوا العربيه “آمر” استغرب ان “آسر” ماركبش بص له وهز راسه بتسائل رد عليه.:
– أي ياعم ماوريش غيرك ولا اي هروح اشوف الشركه واخلص شويه حاجات كده وارجع لك. 
– لا ماترجعش روح على بيتك يا سأيل. 
– لا قاعد على قلبك ده بيت عمي، وأنا حر فيه. 
ضحكوا هما الاتنين مع توصيات “آسر” للحرص انهم يفتحوا عيونهم كويس.
وصلوا بوابه الفيلا، بيدور عليها بعنيه بس مش شيفها قابل ميشو وملك جريت على اوضه هدهد لقتها بتنازع وهي نايمه و وشها مليان مايه وعلامات الخوف ظهره اوي عليها قربت تثحيها بشويش لكن رد فعل هدهد كان قوي بتحاول تقاوم حد في حلمها ملك خافت عليها راحت مزعقه في ودنها جامد اتفزعت مع شهقه قويه منها ملك مسكت ايديها تطمنها هدهد بتتشاهد على روحها ملك ادتها كوبايه مايه وطمنتها هدهد قالت لها أنه كان كابوس بلغتها أن آمر وصل جريت قدمها
واتفاجئ “آمر” وهي نازله من على السلم ، جريت عليه بلهفه وقالت:
– اية اللي رجعك وأنت تعبان كده؟ 
استمتع بنظرة خوفها، ولهفتها عليه، ابتسم ورد بهدوء :
– مش بحب قاعدة المستشفيات، قولت استريح هنا احسن. 
قربت منه بحب، وعيونها ملهوفه عليه، مش قادرة تداري خوفها، ومدت اديها وقالت:
– طب هات ايديك اسند عليا، عشان نطلعك تستريح. 
كانت “نيفين” متابعه نظراتهم لبعض، واتأكدت من مكابره “آمر” وطلعته فوق، وبعدين راحت تشرف على الغداء، و”هدهد” اصرت تروح معاها. 
      ——————- 
“بطة” واقفه في وش الباب، بتبص على الراجل اللي معينة “صلاح” من شراعة الباب تشوفه قاعد ولا مش موجود، عايزة تنزل عشان تشوف المحامي يطمنها على جوزها، اول ما قام يصرف نفسه في اي ركن، جريت وخرجت بسرعه، ونبهت ابنها “علي” انه ميعملش حس خالص، ولو الباب خبطت ميفتحش، ويخلي باله من أخته اللي نايمه جوه، نزلت جري على السلم، واول ما خرجت من باب البيت؛ لاقت “صلاح” في وشها بيسألها بحده، وبصوت عالي:
– اية اللي منزلك بتتسحبي كده؟ ورايحه فين؟
اتلجلجت في الكلام وبتهتهه قالت:
– ابدا اصل.. اصل من يوم ماولدت وأنا مش عارفه ارضع البنت كويس، قولت انزل اجبلها لبن صناعي يساعدني في الرضاعه.
– اااه، وكان فين المحروس اللي مقعده يشوف طلباتك، مبعدتهوش ليه؟
– لا اصلي كنت هنادي عليه، ملقتوش، قولت الصيدلية قريبه خطوتين وبس.
– طب اطلعي فوق، ومش عايز اشوف ديل جلابيتك في الحاره، وكل طلباتك هتوصلك.
فضل يزق فيها لحد ما طلعت شقتها وفتحتها، بس هتموت وتعرف اي خبر عن “ماهر” وهو مش مديها عقاد نافع، بيلاوع في الكلام كل مره بس خلاص الكيل فاض بيها. 
– ماقولتليش مفيش اخبار عن ماهر وقضيته انا عايزه اشوف جوزي؟
– اه طبعًا فيه، المحروس اتحكم عليه بالاعدام النهاردة.
برقت عنينها، وضربت بأديها على صدرها، وصرخت من قلبها، والصدمه مسيطره عليها، رجليها مش شيلاها من على الارض، الدنيا بدور من حولها، معقول تكون دي النهاية، وجوزها اللي كان شريف هيموت في لحظة ويسبها، “صلاح” متابع بعينه صدمتها، حب يضرب على الحديد وهو مولع، فكمل كلامه :
– اوعي تكوني فاكره انه برئ، يابنتي إحنا هنجرانيه، السرقة دي بتجري في دمنا، ولو كان برئ مكنش القاضي حكم عليه بالإعدام، كل الادله ضده، بس انتي اللي مش عايزة تشوفي حقيقه جوزك اللي أنا عارفها ومتأكد منها.
بتهز راسها بالنفي، مش قادره تصدق كلمه، جوزها وعدها انه هياكلها بالشرف، مستحيل يرجع للحرام، هو تاب، بتحاول تزقه عشان تروح لجوزها، وبتصرخ في وشه:
– اوعي كده سيبني، ملكش دعوه بيا، أنت ملكش حكم عليا، أنا عايزة الحق جوزي واشوفه، أكيد في حاجة غلط، مستحيل ماهر يعمل كده، يسرق ويقتل، أنت كداب، ابعد عن طريقي.
وهنا مقدرش يستحمل كلامها زقها قدامه وقعت على الكنبه، الكل شايف “ماهر” ملاك وهو بس اللي شيطان، وده اللي خلاه يجيب اخره، زعق بأعلى صوته، ومسكها بقوة من ايديها وهز فيها جامد، لدرجة وجعتها، اول مره تشوفه بالغضب ده، خافت من شكله:
– انتي فاكراها اية وكاله من غير بواب، قسما عظماً لو خرجتي يابطة، ولا لمحت طرفك لهيكون اخر يوم ليكي تشوفي الشارع، وهحرمك من عيالك، ولا هتعرفي ليهم مكان، وانتي عارفه أني اقدر أعملها، فاتلمي احسن واتكني في شقتك، خابت هي على اخر الزمن النسوان تلف في السجون، أخويا أنا اولى بيه، ومش هسيبه، واياك المحك تاني في الشارع.
وتوالت الصدمات فوق راسها، لكن المرة دي الضربه كانت قاضي مقدرتش تتحملها، كله إلا عيالها نن عينها من جوه، سكتت، ودعت جواها ينتقم من الظالم المفتري، بنتها بتعيط جريت عليها اخذتها في حضنها، وابنها شايف وسامع كل ده بس طفل مش فاهم حاجه؛ بيعيط على عياط أمه فضلت تنعي حظها اللي وقعها تحت رحمة من لا يرحم، مكنش قدامها غير الدموع تنزل من عيونها بقلة حيله، فاقت على ايد ابنها بيديها التليفون اللي بيرن ومش مبطل رن من بدري.
          *************
في عز الليل وسكونه، واحلامه اللي الكل بيتمنى يشوفها، إلا واحد مش قادر يغمض جفونه رغم تعبه واجهاده طول النهار؛ إلا أن النوم جفاه، قام يشم هوا من شباك اوضته ويطرد كل الأفكار اللي قلقه نومه، بيفكر فيها طول الوقت؛ لسه حاسس بحضنها بيضمه ودمعها اللي نزلت علشانه مش متخيل انه ممكن يحس الشعور ده، كل فكره عن الحب انه بيساوي المساومه على المشاعر، عمره ما شافه ولا عرفه كل اللي فات كان خداع وكدب وغش؛ هو مثال واحد عن الحب الصادق متذكره في امه وابوه لكن كانت نهايته الموت، وحاليا عرفه وحسه بردو عن طريق الموت، ليه على طول الحب الحقيقي متعلق بالموت بالشكل ده؟ اللي بيحب بصدق نصيبه الفراق مافيش قصه حب كملت من بدايه الخلق لحد دالواقت.
شاف خيال تحت الشباك فضل متابعه، لحد الخيال ده مابقى قدامه مباشرةً؛ شخص لابس بنطلون اسود وسويت شرت بي طاقيه ورفعها مغطى وشه، وبيتسلل وطريقة للجنينه الخلفيه “آمر” فكر يزعق أو ينادي حد من الحرس، بس هيلفت انتباه وممكن يأذي حد قرر ينزل وراه وأول ما يقرب منه يمسكه وينادي على الأمن، بس قبل ما يتحرك لمح وش الشخص ده وكانت “هدهد” وهي بتتلفت حواليها تشوف حد شايفها ولا لأ “آمر” للحظة اتسمر مكانه “هدهد” ازاي وليه بتتسحب وتتلفت كده؟ وليه كده ليه؟ أسأله كتير قطعها ونزل يجري يشوفها رغم تعبه اللي قل من سرعته، على ما وصل لمكانها كانت اختفت دور عليها كتير ولا لها أثر في الفيلا كلها. 
————————
عند “كاميليا” بترن على” صافي” وطلبت منها تروح ليها على وجه السرعه  لأمر مهم “صافي” استغربت من الححها  بس ركبت عربيتها وراحت لها فتحت بترحيب :
-اهلا… اهلا.. يا صافي اتفضلي. 
– في ايه يا كوكي الموضوع ده ماينتظرش للصبح يعني؟! 
– صبح (ضحكت بمياعه) إحنا بتوع صبح جرا ايه يا صافي ما ده العادي بتعنا ايه الجديد يا قلبي. 
-أبداً يا ستي بابي مركز معايا اليومين دول، ومشدد عليا أقل من السهر وكده يعني… يلا قولي عايزه اي مهم اوي كده. 
– ودي تيجي من غير ما نشرب كأس الأول. 
-لا.. لا.. لا لو رجعت شاربه مش ضامنه رد فعله ايه. 
-طب نمشيها عصير فريش ونتكلم. 
طلبت من الخدامه تجبلها عصير  لـ”صافي” ، وليها كأس وسكي وبدأت تتكلم وهم بيشربوا. 
-ها اي الموضوع. 
– الموضوع قرب يخلص وعايزين نتمم اتفقنا.
“صافي” بدأت دمغها تتقل، وعيونها الرؤيه فيها مشوشه حتى كلامها مش وصلها نصه، الصوت بيتضخم ويرفع لوحده مسكت دمغها تسندها وبصوت متقطع. 
– انت.. مم اي، اه.. أي.. ده مش قادره اي بيحصل. 
جت تقوم “كاميليا” قعدتها تاني. 
– أي مالك يا روحي حسه بي أيه؟ 
-مـ… شـ.. ش عار.. ف.. ة انا جـ.. ر أ.. لي ايه شر.. بت اي ؟ 
“كاميليا” بضحكه مليانه شر وكره. 
– شربتي عصير فريش بس انتي اللي مرهقه شويه دلواقتي ترتاحي عالآخر. 
“صافي” غابت عن الوعي تماما، “كاميليا” اتصلت على “جاسر” جه بسرعه، فتح بمفتاح معاه كانت ادتهوله قبل كده، بينادي عليها أول ما وصل عندها اتصدم  من منظر “صافي” وهي نايمه على الكرسي قدامها، والتانيه حطه رجل على رجل بتشرب سجاره بتنفخ دخانها في الهوى، جرى بلهفه عليها يفوقها اتعصب على “كاميليا” واسألها ايه حصل، وعملت فيها ايه؟ هي اتعجبت من رد فعله وهجمته في الرد:
-أي مالك كده مخضوض عليها اوي مش ده اتفقنا واللي بتتمناه من زمان؟ 
“جاسر” تراجع شويه في رد فعله وبرر لها:
– اه بس كده فجأة من غير ما تعرفيني، وبعدين أنا خوفت عليكي انتي فكرتك اتجننت وقتلتيها ولا حاجه. 
– ايوه كده اتعدل، ولو مش عايز تكمل انتقامك زي ما بتقول؛ اجيب الف غيرك يخلص عادي يابابا عملتها قبل كده كتير. 
-أنا عند كلمتي واتفاقي (حب يلطف الجوي قرب عليها وضمها له وكمل بهمس) بس عارفه اللي مزعلني اوي كده؛ أنك مش هتنامي في حضني الليله دي (غمزها) بس مش مشكله اخلص على البتاعه دي وارجع لك ياقطة. 
كاميليا ضحكت بمياعه :
– لاااا أنا عايزاك تتأنى كده وتتمزج وعلى راحت راحتك، أنا هروح فين مانا اهو يا روحي. 
“جاسر” اتاكد من كلامها ان في حاجه تاني هي ناويه عليا، بس مش عارف يكشف أوراقها كلها حط في باله انه يسايرها لحد الآخر، قرب على “صافي” وشلها بين ايديه وابتسم بخبث وشر وقال لها:
– بردون يا روحي بقي اديكي شايفه. 
اخدها على أوضه، “كاميليا” سبقته وفتحتله الباب التاني، دخلها مع ضحكه ميعه منها ونظرة غدر وشهوه منه وقفل الباب برجله، جريت على اوضتها فتحت شاشه كبيره وظهر قدمها “جاسر” وهو بينيم “صافي” على السرير ضغطت على كام زرار بالريموت. 
“جاسر” قرب عليها اوي؛ بيبوسها واتعدل خلع قميصه رماه على الأرض، فك سوسته فستانها، خلع جذمتها رماها بعيد، ومد ايده طفى نور الابجوره، كانت هي مصدر إزعاج له.
“كاميليا” بره هتتجنن مش شايفه حاجه لعنته بغضب، الرؤية انعدمت خالص اتنرفزت أكتر وراحت تفتح عليهم الباب بعنف لقت رد “جاسر” وصلها بسرعه. 
-لا ماتحوليش ياروحي الباب مقفول وايدي مش فاضي افتحلك. 
نهى كلامه بضحكه شرير، طمنتها انه بينفذ اتفاقه، وحسبتها بين نفسها انه كفايه توريها اول الفيديو ده كفيل انه يموتها بالحيا. 
خلص “جاسر” مهمته بكل إتقان، عدل هدومه؛ ولاحظ أن “صافي”بدأت تفوق في السرير، بتحاول تشيل دمغها مش قادره فتحت عيونها نظرتها مشدوده بصه للسقف مش هي اوضتي، وفي لحظه افتكرت انها مش في بتها اصلا ماروحتش  قامت بضعف بصت على روحها، حست انها مسلوبه منها، عريانه برغم انها لابسه فستانها المفتوح، بروده قويه قشعرت جسمها، رفعت جماله الفستان عدلته بدون تركيز، بصت على رجلها لقتها حافيه انتفضت تقوم تدور على جزمتها لاقت فرده، كانت تايهه عيونها مفتوحه على وسعها بتبص زي المجنونة على التانيه، عايزة تخرج من الكابوس ده بأي طريقه ممكنه، عدلت نفسها، ضمت جسمها بي أيدها قفلت فستانها بسرعه جنونيه شدت شعرها المنعكش ورى ودنها، بتمم على نفسها مش مستوعبه اللي هي فيه، بتبوص بخوف في الاوضة حواليها، كل ده
و”جاسر” قاعد على كرسي وحاطت رجل على رجل بكل عظمة، وجزئه العلوي عريان وبيتفرج عليها عيونهم اتلاقوا هي بنظره مصدومه له وزعت نظراتها بين جاسر والسرير، لمحت علامات براتها وشرفها منحور قدمها، بتهز دمغها بنفي وبصريخ يصحى الاموات جريت عليه زي النمره المفترسه، تقطعة بضوافرها وشه جرحها كبير، بتنزف ألم، وشرف، وكرامه، صرخه مدبوحه جت علي اثرها “كاميليا”  لمحها “جاسر” بتقرب سمعت “صافي” وهي بتردد بأنهيار: 
– أنت …. أنت عملت فيا اية ياحيوان ياحقير؟
بصلها بعيون بتلمع من الانتصار، وحاول يمسك اديها بقوه، وهزها جامد :
– هكون عملت اية يعني ياقطة؟
عملت اللي كان لازم  يتعمل من زمان، وانتي مرضتيش اخده في الحلال، فأخذته بطرقتي، عشان تعرفي ترفضي “جاسرالحسيني” أنا مفيش حد يقولي لأ.
رفعت ايدها وضربته قلم بكل قوتها وضعفها وكسره نفسها، كان هيرده لولا دخلت “كاميليا” في وشها وبتضحك بانتصار وعيونها مليانه غدر وشماته، كملت على صدمه “صافي” اكتر وعرفت انه اتغدر بيها في لعبه قذرة،  مش قادره  بتنفي اللي شيفاه بعينيها حسه انه كابوس بيقتلها عايزه تهرب من العالم كله من نفسها، ومن جاسر، ومن كاميليا، لكن مسكتها من ايديها بتكمل شماته وطعن الغدر بتكمل عليها بضحكه رقيعه:
-على فين يا عروسه صاحيه مباركه ما لسه بدري. 
واقفه مش قادره تستوعب حجم الكارثه اللي بقت فيها، قربت منها مسكتها من شعرها، وفضلت تضرب فيها وتصرخ تقولها:
– أنا هوديكم في ستين داهية، انتوا متعرفوش ابويا ممكن يعمل فيكوا إيه ياسفله، يامجرمين.
جاسر ادخل وخلص “كامليا” من ايدها ضحكات سخرية دوت المكان، نزلت ايديها، وضربتها بخفه على وشها، وقالتلها بكل جبروت:
– أعلى ما في خيلك اركبيه، انتي وابوكي، لو شاطره روحي افضحي نفسك، وأنا هنزل الفيديوهات تغرق السوشال ميديا، خلي المراهقين تتبسط، وأبقى كسبت فيهم ثواب، فوقي ياقطة كده واعقلي، الروس اتساوت؛ عشان تبقي تبصيلي عدل وبلاش انعرقه كدابه، من طراطيف منخيرك. 
كملت بنتقام وغليل:
فكرك نسيت كل عميلك فيه وانا وسط شله زيكم، كل واحده طلعه في العالي ولمسه نجوم السما بايديها، وكل يوم، بابي ومامي، سفرنا، اتفسحنا، الكل كان بيبصلي كأني نكره، حشرة خيفين تلمسوها، دخلتيني وسطكوا ليه اهه؟! عشان اكون خدامه ليكي وليهم، سني من سنك وعايشين في نفس المكان، ولا عشان ابوي حته بواب في فيلتكم تعملي كده فيه، ذنبي ايه في الدنيا أن ابويا ع قد حاله؛ ولما حبيت واتحبيت وقولت هو ده اللي هيرفعني لي فوق زيكم، اترهنتي بشكولاته عليه أنتِ وصحباتك (ضحكت بهستريا) باعني بحته شكولاته، أنتِ سبب اللي وصلت له ده، بعت لحمي عشان اعيش زيكم واحسن منكم؛ بس بردو نفس النظرات هي هي ماتغيرتش؛ لكن دالواقت ماحدش احسن من حد، الروس اتساوت يا حلوه. 
وطت “صافي” عينها في الأرض، في لحظة انكسار عمرها ما اتخيلت تحصل لها، حست انها فعلا ضهرها اتكسر قدام نفسها قبلهم، ومشيت بتلملم نفسها دموعها رسمت نهر جاري على خدها، شدت على نفسها وطلعت تجري على باب الشقه وخرجت منه تهرب من عيونهم ومن نفسها قبلهم، وهي مش عارفه هتعمل اي أو مصيرها اي؟ 
جاسر خارج قدام “كامليا” مستعجل بيلبس الجاكيت دخل الاوضه التانيه سحب الكارت اللي على جهاز التسجيل اللي حصل وخارج لقها في وشه عرفته انه اخدهم مدت ايدها بجبروت له:
– هات اللي اخدته يا جاسر. 
– اللي اخدته ده هظبطه وابعتهولك ياروحي لازم أخفي ملامح وشي ولا انتي عايزه تلبسيني في الحيط. 
بصت له بعدم ثقه وبتأكد عليه:
-جاسر انت عارف التسجيل ده لو ماجنيش هعمل فيك اي؟ 
-اه عارف هحط وشي في الحيط وتذنبيني… سلام ياقطه. 
خرج قدمها عقلها بيودي ويجيب نفضت كل حاجه من دمغها وقالت هو متورط معايا من الاول مش هيقدر يغدر بيه لا.. لا جاسر ما يعملهاش.
           ************
طلع “آمر” اوضته ودماغه بتنفجر من كتر الاسئلة اللي ملهاش إجابه، فضل علي حالته دي، رايح جاي في الاوضة، كل اللي بيعمله يشرب في سجاير، ويفكر فيها، خايف يحصلها حاجة، مرعوب من فكره أن اي حد يأذيها، طب ليه كل القلق ده، مش عايز يعترف انه حب، بيبرره انها هي المنقذ اللي هتنجيه من جوازة “صافي” ايوة هو اقنع عقله بكده،” آسر” جه في باله، فكر يتصل يشوفه اتأخر ليه لحد دلوقتي، مش وقته خالص التأخير ويسيبه لوحده ويسهر، فجأة لمحه جاي داخل عليه، لسه هيتصل بيه عشان يطلعله فوق، اتصدم لما شاف
“هدهد” نزله من عربيه بتضحك وجاية معاه، هنا وقف مشلول من صدمته، خبط ايده بكل قوة على الشباك، يطلع غضبه ونرفزته، غمض عينه بألم، حس بنغزه في قلبه، جربها قبل كده، كلم نفسه بنبره حزينه مدبوحه:
– معقول كان خداع، حضنها، كلامها، لمعة عنيها، خوفها اللي كان واضح، معقول كل ده كدب وهي مقضياها مع الكل، كلهم صنف واحد… كلهم خداعين.. مزيفيين بتوع مصلحتهم وبس، كل بنات حواء ميستهلوش غير الدوس تحت الرجلين، اقضي معاهم ليله، وفي اخرها ارمي قرشين في وشهم وعلى الزباله، وغيرهم وغيرهم، مفيش حاجة اسمها حب… الكلمه دي ماتت من زمان وانتهت بالنسبة لي .
مسك دماغه من شدة الصداع، قعد على اقرب كرسي، شارد في تفكيره، باين عليه الحزن، والزعل، محسش بدخول”آسر” وبيسأله:
– انت كويس يا”آمر”؟
رفع راسه وهزها، وطلب منه يسيبه يرتاح، استغرب من طريقته، لكنه برر بانه تعبان. 
           **********
بدأ يوم جديد، وبإحداث جديده على الجميع، وصل المأمور مكتبه واول ما شاف “دياب” نادى عليه بصوت حاد، ولهجه امره يحصله على مكتبه، حس أن الموضوع كبير، ومش هيعدي على خير، اول مره يكون شكله كده، مشي وراه وهو ساكت، دخل مكتبه، قفل الباب وراه، كان واقف قدامه زي التلميذ اللي متعاقب؛ كان صوته عالي، وبيتكلم بغضب :
– أنت اية اللي جرالك يادياب، من ساعة القضية دي، وهروب البنت منك، وانت اهملت في شغلك، والكل بيشتكي منك، فين دياب اللي كان موقف القسم على رجله واحده، ومفيش منه اي شكوى، أنا حذرتك كتير، وده اخر انذار، ياترجع زي ماكنت، يا إما أنت عارف هعمل إيه؟ !!
كان بيسمعه وهو بيغلي من الغضب، ومش قادر يرد، والكل اللي مسيطر عليه هو انه يفش غله من “هدهد” وبس، ويدوقها من النار اللي بتحرقه، هز دماغه ورفع ايده يقدم التحيه وقال:
– مفهوم معاليك.
اداله ملف في وشه وقاله بعنف:
– اتفضل، غور من وشي، وشوف القضية دي؛ عايزها تخلص وتنتهي.
– تمام يافندم.
خرج من عنده، وعايز يخرج كتله البركان اللي جواه في اي حد، نزل تحت في الزنزانة، مفيش غير الغلابه، يطل غضبه فيهم، مسك الكرباج وبكل غل بيضرب، ويضرب، ويستلذ من صوت صراخهم، كان متهيأله ان اللي بتصرخ دي “هدهد” فبيزيد كمان وكمان، على رفضها له، وهربها منه، وعلى كل اللي هو فيه من تهزيق واهانه بسببها، كان بينهج من كتر الضرب، خرج الشحنه اللي جواه، وخرج لقى عسكري ماسك واحد صغير في السن، بيسأله ماله ده، رد عليه وبلغه أنه اشتبه فيه، لانه معهوش اي إثبات شخصية، اخده مكتبه، وخرج قطعة حشيش وحطها في جيبه، ولبسه قضية، ضرب اللي واقف على قفاه رد على العسكري بكل بساطه كده بقي معاه جره اعمله محضر وع الحجز، وهو ده اللي دايماً بيعمله “دياب” ظلم وافترى، قعد على كرسيه بيلقط انفاسه بعظمه ونظرات غدر للفراغ قدامه، بيفكر ازاي يلاقي اللي طيرت منه النوم، فاق على صوت تلفونه، رد بسرعه:
– الو ياباشا، عرفت طريق اللي بتدور عليها.
اتنفض من مكانه وقال:
-بتتكلم جد يازفت، لاقيت هدهد؟
يتبع..
لقراءة الفصل السابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عشق ياسين للكاتبة سمسمة سيد

اترك رد

error: Content is protected !!