روايات

رواية شخص آخر الفصل السادس 6 بقلم هدير محمد

رواية شخص آخر الفصل السادس 6 بقلم هدير محمد

رواية شخص آخر البارت السادس

رواية شخص آخر الجزء السادس

شخص آخر
شخص آخر

رواية شخص آخر الحلقة السادسة

* يحيى باشا… معلش اتأخرت عليك في الرد…
” مش مهم… المهم… لقيتها ؟
* اه لقيتها… هي هي نفس اللي في الصورة… و هي دلوقتي عندي في المخزن… تحب اوجب معاها انا و رجالتي ؟
” لا توجب ايه بس… لحد هنا و مُهمتك انتهت… الباقي عليا… انا اللي هوجب معاها…
* براحتك يا باشا… طب ايه يا باشا مش هتكا…
” متقلقش… خلال ربع ساعة هتلاقي الـ 10 مليون في حسابك… ابعتلي عنوانك حالًا…
* عنيا…
اغلق يحيى هاتفه و ابتسم بشَر… اخرج سيارته من الجراج… ركب سيارته… اخذ نفس عميق ثم فتح تابلو السيارة… اخرج منه سـ,ـكين كبير و حاد… نظر للسـ,ـكين و قال
” اخيرا جات اللحظة اللي بتمناها من 3 سنين… انا عند وعدي يا ريم… السـ,ـكينة دي هفصل بيها رأسك عن جسمك… و هدخل السجن و انا في قمة السعادة… المهم مو*تك يبقى على ايدي انا وبس !!
وضع المفتاح في السيارة و دهس على الفرامل و انطلق…
في الطريق…. اتصل يحيى على والده
* نعم يا يحيى ؟
” انت فين يا بابا ؟
* عند واحد صديقي… عمل عملية ف روحت زورته… نص ساعة و جاي…
” ماشي… عايز اقولك حاجة…
* قول يا ابني…
” انا بحبك اوي يا بابا…
* و انا كمان يا يحيى… بس ايه مناسبة الكلام ده ؟ للدرجة دي انا اتأخرت عن البيت ؟
” قولت اقولك كده… يمكن دي آخر مرة نتكلم فيها…
* يحيى… في حاجة ؟ امك و اخواتك بخير ؟
” اه بخير… بلغهم اني بحبهم كلهم… كان نفسي احضنهم لآخر مرة بس مجتش فرصة…
* في ايه يا يحيى ما توضح كلامك ؟! انت واقع في مشكلة ؟ اتكلم يا يحيى !!
” اتمنى تسامحني على اللي هعمله… ياريت تفهم ان روحي مش هترتاح غير بالطريقة دي… انا آسف…
* يحيى انت…
انتهت المكالمة… صَعِد الخوف لقلب أبيه… رن عليه مجددا
* الرقم الذي تطلبه غير مُتاح حاليًا *
* لا يا يحيى… اوعى تعملها… ارجوك لا…
لم يعرف ياسر ماذا يفعل… تأكد من كلامه و توديعه له انه وجدها و سوف يقتـ,ـلها… ذلك الكابوس الذي يراوده كل ليلة… هذا الكابوس سوف يتحقق الآن… ابنه سيقـ,ـتلها و سيدخل السجن !
اسرع بالرن على صديقه خالد… لم يرد لكنه عاود الاتصال مرة و إثنان و ثلاث حتى رد عليه
– نعم يا عمي ؟
* خالد… انت فين ؟!
– انا في البيت و كنت نايم… و صحيت على رنك عليا… في حاجة ؟ يحيى بخير ؟
* كلمني من شوية بطريقة غريبة و يقولي سامحني على اللي هعمله… بعدها قفل تليفونه… يحيى لقى ريم… و هينفذ اللي في دماغه… إلحقه قبل ما يقتـ,ـلها !!
– لحظة بس… هو لقيها ازاي اصلا ؟
* معرفش… قوم يا خالد إلحقه قبل ما يودي نفسه دا*هية… امنع اللي هيعمله ده
– حاضر يا عمي…
اغلق خالد مع ياسر… رن على يحيى من كل أرقامه… لكن هاتفه مغلق…
– طب هعرف مكانه ازاي ده ؟ يوووه يا يحيى برضو مُصر تضيع نفسك عشان بنت الكلـ,ـب دي…
نهض خالد و غسل وجهه… ظل يلف ذهابًا و إيابًا في غرفته و يكرر ” ماذا يفعل “… وسط ذلك التفكير وقف مكانه و قال بإستدراك
– انا فاكر كويس اني حطيت جهاز تتبُع في عربية يحيى… عشان لما يعمل مصـ,ـيبة اعرف مكانه… هشغله من تليفوني و اعرف مكانه !!
اخذ خالد جاكته و هاتفه و ذهب مسرعًا….
من الجهة الاخرى…..
” اتأكذت ان الفلوس وصلت ليك ؟
* اه وصلت و تمام كله يا يحيى باشا…
” فينها يا يونس ؟
* جوه… اتفضل…
فتح له باب المخزن الحديدي… وجدها مربوطة على الكرسي و عيناها مغطاه بقماشة سوادء… ابتسم بشَر و قال
” بس كده لغاية هنا… انت متعرفنيش ولا انا اعرفك… تمام يا يونس ؟
* ولا شوفتك اصلا…
” المنطقة دي مهجورة صح ؟
* مفيهاش صنف مخلوق… اطمن…
” تمام اوي…
* تؤمر بحاجة تاني قبل ما امشي ؟
” لا… امشي يلا…
* عنيا…
اخذ يونس رجاله و ذهب… إلتفت يحيى لتلك البنت المربوطة على الكرسي… تحولت ملامحه لغضب شديد… اقترب منها و نزع العُصبة من عيناها… اتسعت عيناها بصدمة عندما وجدت يحيى أمامها
” ازيك يا ريم ؟ مش لايق اسم ريم عليكي… تحبي اقولك يا زا*نية ولا يا خا*ينة ؟!
حاولت ريم ان ترجع للوراء بعيدًا عنه لكنها مُقيدة بإحكام
” مفيش هروب النهاردة… مش هتعرفي تهربي تاني ولا مفيش مخلوق هيبعدك عني… خلاص Game Over يا ريم… دلوقتي وقت الحساب وبس !!
قالها و هو يسحب السكـ,ـين من وراء ظهره… بلعت ريم ريقها بخوف و تبكي بشدة و تحاول ان تصرخ لكن فمها مُقيد أيضًا… سحب يحيى كرسي آخر و جلس مقابل وجهها… مَشَى اصبعه على السكـ,ـين و قال
” السكـ,ـينة حادة اوي… تحبي اطير بيها رقبتك على طول ولا عندك كلمة اخيرة عايزة تقوليها قبل ما تروحي جهنم ؟
هزت رأسها بمعنى انها تريد ان تقول شيء… نزع الشريط اللاصق من فمها ف قالت
– يحيى ارجوك متقـ,ـتلنيش… بلغ عني البوليس… اسجني مؤبد… لكن متقتـ,ـلنيش
” يومها لما قفشتك معاه قولتلك جملة اوعي تنسيها… قولتلك روحك دي انا هطلعها بإيدي… مفيش حد غيري هيقـ,ـتلك… انا مستني اللحظة دي من 3 سنين… مش متخيلة كَم السعادة اللي انا فيها حاليًا و انا شايفك مذ*لولة قدامي و خايفة من المو*ت…
وضع السكين على رقبتها و هي تعتصر عيناها من شدة الخوف… اما هو لا يبالي لانه يريد ان يحقق انتقامه فقط…
” ايه رأيك في السكـ,ـينة ؟ خطيرة صح ؟
– يحيى انا آسفة… بُص انا هصلح كل حاجة…
” بجد ؟ ازاي بقا ؟
– كل الفلوس اللي اخدتها منك هرجعها والله…
” لا خليهم… حلال عليكي انا مسامح فيهم…
– طب اعمل ايه يرضيك و انا عمله فورا من غير ما افتح بوقي بكلمة وحدة حتى…
” تعملي ايه يرضيني يا ترى ؟ اممممم… اه في حاجة لو عملتيها هرضى عنك رضى احلى من رضى الام…
– قول و انا هنفذها فورا…
” عايز شرفي اللي حضرتك دوستي عليه بالجز*مة… و عايز رجولتي و كرامتي اللي ب خا*ينتك القذ*رة دي رمتيهم في الز*بالة… طبعا هتقولي ازاي ارجعلك كل دول… بصي دول مش هيرجعوا غير لما افصل رأسك عن جسمك…
ضغط بسِن السـ,ـكين على رقبتها… تألمت و قالت
– لا يحيى… أرجوك لا…
” بس فيه سؤال معلق معايا من 3 سنين… معرفتش أخد جوابه من حد لان الاجابة عندك انتي… بس انتي هربتي و معرفتش اوصلك… بما اننا في وش بعض… جاوبي على سؤالي…
تحولت ملامح يحيى الغاضبة لملامح حزن
” ليه ؟ ليه عملتي فيا كده ؟
نظرت له و عيناها غارقة في الدموع
” بطلي العياط… مش هشفق عليكي زي ما انتي مشفقتيش عليا… ردي على سؤالي… ليه عملتي فيا كده ؟! و انتي نايمة في حضنه و اسمك مراتي انا… مصعبتش عليكي في مرة ؟ ضميرك مأنبكيش و قالك ليه بتعملي كده في يحيى ؟ يحيى اللي حَبك اكتر من نفسه… ( غلبته دموعه و اكمل ) ده انا قاطعت ابويا لما موافقش اني اتجوزك… اتجوزتك غصب عن الكل… لاني حبيتك… اختارتك انتي دونًا عن اي حد… 4 سنين كاملين عشتهم معاكي في نفس البيت و في نفس الاوضة… كل المدة دي بتخو*نيني معاه ؟!!
– انا آسفة…
” آسفة !!
قالها ثم ضحك بسخرية
” بالسهولة دي… آسفة !! اعملها ايه آسفة دي ؟ اصرفها من فين ؟
– يحيى انا…
” انتي ايه ؟! انتي ايه يا ريم ؟ كمان عايزة تتكلمي و تبرري لنفسك و عندك قُدرة تردي عليا و تحطي عينك في عيني عادي بعد ما دمر*تيني بخا*ينتك الو*سخة دي… انتي بجحة بشكل مُقزز… كل ما ابصلك بكون عايز ارجع و اجيب كل اللي بطني… قرفت منك و مش طايق حتى اسمع صوتك…
– اسمعني بس…
” اسمع ايه بالضبط ؟ ليكون عندك و مبرر قوي دفعك انك تخو*نيني ؟ سمعيني… يمكن اكون انا قصرت في حاجة في حقك… يمكن انا الغلطان في كل ده و معرفش و استاهل الخيا*نة…
– اهدى يا يحيى ارجوك… انا ندمت على كل اللي عملته فيك و لسه ربنا هيعاقبني كمان… و مش بقولك متقـ,ـتلنيش عشاني… انا بقول كده عشانك انت… مش عيزاك تتأ*ذى بسببي…
” على أساس بعد كل ده انا لسه متأ*ذتش ؟ بسببك انا اتغيرت… بقيت واحد غريب انا معرفهوش… اتجننت بسببك… تعرفي ليه ؟ لان لحد اللحظة دي بجمعلك سبب مقنع يدفعك انك تخو*نيني… بس مش لاقي… لأن معملتش اي حاجة وحشة ليكي… مشوفتيش مني غير خير و حُب… اخدت ايه مقابل قلبي اللي سلمتهولك غير الخيا*نة و القر*ف منك… تعرفي… بعد ما هربتي على ملى وشك… نسيتي تليفونك… اخدته و فتحته… و شوفت شاتك معاه… لقيتك ماسحة برجولتي و بكرامتي الارض… بقا انا يا وحشة مش قادرة اسعدك ڪ زوجة و مش مكفيكي و مبعرفش ؟ اخس عليكي يا ناكرة الجميل…
– يحيى أرجوك اهدى…
صفعـ,ـها بقوة على وجهها ثم امسك يده و ضغط عليها بشدة و قال بغضب يجتاح وجهه و الدموع حول عيناه
” انتي دمر*تيني و دمر*تي كل حاجة كانت حلوة فيا… خلتيني امشي اكلم نفسي و اقول طب انا عملت ايه عشان تُغدر بيا بالشكل ده ؟ خلتيني اسأل نفسي هل انا وحش فعلا و مستحقش اتحب عشان كده خو*نتيني ؟… انا مغفل اوي صح ؟ وثقت فيكي ثقة غبية خلاتك تستخفي بيا و تخو*نيني ( ضغط على يدها أكثر ثم لواها للخلف حتى كُسـ,ـرت و صرخت متأ*لمة ) دخلتيه بيتي و اوضتي… لمسـ,ـك على سريري… و انا كل ده كنت فين ؟ كنت بشتغل زي الحـ,ـمار عشان مخلكيش تحتاجي لحد من عيلتك اللي مش معترفين بيكي اصلا… حبيتك و اخدتك في حضني و عوضتك عن غيابهم… لكن برضو مش عاجب… تعرفي لو كنتي اخدتي فلوسي كلها مكنش قلبي هيتحر*ق دقيقة وحدة حتى… لكن انتي خو*نتيني بدم بارد فوق ده كله… كسر*تيني… خلتيني اتجنن و افكر في الانتحا*ر و كنت هعملها يوم ما حر*قت بيتي حبست نفسي و قعدت وسط النار و الدخان دخل في جسمي كله… ده نفسه البيت اللي اتجوزتك فيه و عيشت قصة حُبي معاكي فيه و اللي كمان خو*نتيني فيه… لكن ربنا له حكمة تاني… عيشت بس عشان اللحظة دي… تعرفي اني رغبتي في قتـ,ـلك انتي بالذات اكتر من رغبتي في قتـ,ـل عشيقك ؟… اصل هو طبيعي يخو*ني لانه ميعرفنيش غير اسمًا بس… لكن انتي عرفتيني و عرفتي كل حاجة عني و نمتي في حضني و عيشتي معايا و شوفتي حنيتي عليكي و حُبي و اهتمامي بيكي… كل ده انكرتيه و نستيه ولا كأنه تعرفيني اصلا و خو*نتيني عادي جدا… هقتـ,ـلك و مش هقتـ,ـلك اي قتـ,ـل… انا هد*بحك يا ريم عشان اشوفك و انتي بتطلعي في روحك قدامي… ميهنيش اتسجن ولا اتعـ,ـدم… كل اللي يهمني ان مو*تك يبقى على ايدي انا و بس !!
رفع رقبتها و ضع عليها السكيـ,ـن و لسه هيذ*بحها بالفعل… جاءت رهف ضر*بت يده بجذع الشجرة ف وقعت السـ,ـكين من يده على الارض… امسك يحيى معصم يده متأ*لما من تلك الضر*بة… نظر ل رهف الذي تنظر له بصدمة و لا تصدق ماذا كان سيحدث لولا انها سمعت حديثه مع يونس في الحديقة و تتبعت سيارته و تدخلت على آخر لحظة… شكله غريب و مخيف و عيونه حمراء من الغضب…
” انتي… جيتي ازاي هنا ؟
‘ جيت امنعك من المصـ,ـيبة اللي كنت هتعملها…
قالتها ثم جست على ركبتها و لتفُك الحبال التي مُقيدة بها ريم…
” انتي بتعملي اييه !!
‘ بفُكها عشان تمشي… مش هسمحلك تقـ,ـتلها…
ضحك يحيى بطريقة مريبة و مخيفة… لم تهتم به رهف و واصلت في فَك الحِبال… لكن وجدت يحيى يخرج مسد*سه من بنطاله و يوجهه على رأسها… وقفت رهف أمام ريم تحميها من شَر يحيى
” امشي من هنا…
‘ بتهـ,ـددني بالمسد*س ؟
” اه بهددك… امشي من هنا بقولك بدل ما اتهـ,ـور عليكي…
‘ اتهـ,ـور… مش خايفة منك…
شَد زناد المسد*س و قال بجمود
” بس لازم تخافي مني…
‘ مستر يحيى ارجوك ارجع لوعيك…
” ما انا وعيي و زي الفل اهو…
‘ ده مش انت… مستحيل ده يكون انت…
” لا ده انا بس آخر إصدار مني ( نغز كتفها بالمسد*س ) يلا بقا يا شطارة… امشي من هنا و روحي إلعبي بعيد…
‘ امشي عشان تقتـ,ـلها و تبقى قا*تل ؟!
” يا ستي انتي مالك ابقا قا*تل او لا… ميخصكيش…
‘ فكر في عيلتك على الاقل… دول بيحبوك… لو قتـ,ـلتها و دخلت السجن او اتعـ,ـدمت… قلبهم هيتحر*ق من القهـ,ـر عليك…
” هيزعلوا كام يوم و هينسوا…
‘ بالسهولة دي ؟ طالما الحوار كام يوم و يتنسي… انت منستش ليه ؟
” لان اللي بتحميها دي طالما عايشة و بتتنفس… انا مش هنسى… لازم تمو*ت و انا اللي هقـ,ـتلها…
‘ مش انت اللي تقرر مين يعيش و مين يمو*ت… غضبك و تفكيرك في الانتقام بس خلاك تنسى ان ربنا موجود… مستعِد تعمل حاجة من الكبـ,ـائر بس عشان تطفي غضبك…
” يعني انا الوحيد اللي هبقى عملت حاجة من الكـ,ـبائر لو قتـ,ـلتها… و هي لما ز*نت معاه و هي على اسمي كده هي هتدخل الجنة و انا اروح النا*ر ؟!
‘ ربنا موجود و شايف ده كله و هي هيحاسبها على غلطها…
” معلش انا بحب الد*م… ابعدي انتي ملكيش دعوة…
‘ انت ازاي كده ؟! لا فارق معاك ربنا ولا فارق معاك عيلتك و مُصمم تعمل القر*ف اللي دماغك…
” تصدقي صح انا قلبي اسود و مش فارق معايا حد ؟ ممكن ابقا صهيـ,ـوني… في جميع الحالات الحوار ده يخصني و ابعدي عنها يا رهف…
‘ مش هبعد…
” ده آخر كلام عندك ؟
‘ اه ده آخر كلام عندي…
” ماشي…
ابعد المسد*س عنها ف اطمنت قليلا… لكن ما هذا… انه صوب المسد*س على رأسه !!
” لو مبعتديش عنها حالًا… هقتـ,ـل نفسي…
‘ انت اتجننت !!
” اه اتجننت… الليلة دي و من المكان ده… واحد بس فينا هيخرج من هنا عايش… يا تسبيني اقـ,ـتلها عشان قلبي يرتاح… يا اقتـ,ـل نفسي و تغو*ر الحياة دي…
‘ ارجوك اهدى… كل حاجة هتتصلح والله !
رد عليها باكيًا و مهزوزًا
” بطلوا ام الاسطوانة دي… مفيش حاجة هتتصلح… من ساعة ما اكتشفت خيا*نتها ليا من 3 سنين… حتى اليوم ده كل حاجة رجعت لطبيعتها ما عدا انا… و مستحيل ارجع لطبيعتي… انا بقيت مر*يض… بسببها و بسبب كل القر*ف عملته فيا… انا مش عايز اعيش اصلا… انا عيشت بس عشان اخد حقي منها… يمكن اريح قلبي اللي ما*ت من القـ,ـهر بسببها… انا معملتش حاجة عشان تعمل فيا كده… والله ما عملت حاجة… انا حبيتها بس… غلطت يعني لما حبيتها ؟ ده انا مخو*نتهاش في خيالي حتى… طول ال 4 سنين كنت مُخلص ليها… ليه هي تخو*ني ؟… ليه هي ترد كل اللي عملته عشانها بالطريقة دي ؟! لو كانت قتـ,ـلتني كان أحسن والله… لكن هي ذكية… اختارت الطريقة دي عشان افضل اتعذ*ب كل يوم و كل دقيقة… عرفت تد*مرني كويس اوي و نجحت في كده… انا لحد الآن مش مصدق اللي بعشيه ده… بخيا*نتها دي خليني اعيش في نمط حياة أسود مفهوش اي ملامح الحياة… لا قادر انسى ولا قادر اكمل حياتي ولا قادر ابدأ من جديد… خلاص مبقاش فيا طاقة تاني لحياتي دي… عايز امشي من هنا و مش عايز اعيش اكتر من كده… بس مش عَدل ان انا امو*ت و هي تكمل حياتها عادي بعد ما دمرت حياتي…
كان يتكلم و هو يبكي ڪالطفل شفتاه تتخبط في بعضهما و يتشنج في بكائه… متأ*لم و مجر*وح… فقط لانه أحبها… ألهذا الحَد يُجرح من أحب بصدق ؟ لم تصدق رهف ماذا يحدث أمامها الآن و بكت عليه… هذا الرجل الذي دائما كان قويًا و جامدًا و باردًا… يبكي الآن من قَهـ,ـره و يحتر*ق من داخله و قلبه يتآكل من الألم بسبب البنت الذي أحبها…
اقتربت منه رهف بحَذر… لكنه لاحظ حركتها…
” متتحركيش و إلا هقـ,ـتل نفسي…
‘ تمام مش هتحرك… بس و النبي اهدى و نزل المسد*س ده…
” امشي من هنا يا رهف…
‘ انا خايفة عليك !!
” متخافيش عليا !!
قالها بإنفعال و غضب ثم اكمل
” تخافي عليا قال… انتي مين اصلا ؟! امشي يا رهف من هنا و اتفي شَري احسنلك…
رهف رأت خالد آتٍ من خلف يحيى… و أشار لها بأن لا تتحرك حتى يصل إليه من غير علمه و يسحب منه المسد*س…
” بقولك امشي !!
‘ مش همشي…
” تمام… و انا مش ندمان على اللي هعمله… المهم ان انا مبقتش عايز اعيش… و حاولت انهي حياتي قبل كده بس للاسف فشلت… بس المرة دي محدش هيمنعني !!
اصبعه تحرك و لسه هيضغط… جاء خالد و امسك يده و ضُر*بت الطلقة في السقف… اخذ منه المسد*س و دفعه بعيدا عنه… ضغط يحيى على أسنانه بغضب و انقض على خالد لكَمه على وجهه بقوة… ترنح خالد للخلف و هو يمسك فَك وجهه… غضب كثيرا منه ثم رد له اللَكمَة و صرخ فيه قائلًا
– بتضر*بني عشان لحقتك من الغباء اللي كنت هتعمله في نفسك !!
” انت بتدخل ليه اصلا ؟ خالد ابعد عني و اطلع منها احسنلك !!
– و لو مطلعتش ايه اللي هيحصل ؟!
لَكمه خالد مجددا… صرخت رهف
‘ بس كفاااية !!
– كفاية ايه… هو مش بيفوق غير بالطريقة دي… عيل مستهتر و غبي و عايز يضيع نفسه بأي طريقة !!
مسح يحيى الدم الذي بجانب فمه و ضحك بشَر… نهض و بحركة سريعة ركل خالد في بطنه ثم امسكه من ملابسه و دفعه للجدار… نظر له بغضب و قبل ان يتكلم وضع يده على رقبته و ضغط عليها بقوة… انه يخنـ,ـقه !! ركضت رهف إليهم و حاولت منعه مما يفعله بدون وعي… لكنه اقوى منها ولا ينصت لها… كان شخصًا غريبًا… غاضبًا ڪ البركان و عيناه حمراء من الغضب الذي سيطر عليه ولا يرى منْ أمامه… رغبته في الانتقام جعلته وحشًا يفترس كل من يمنعه… اشتد عليه بقبضة يده القوية و حاول خالد ابعاده عنه لكن لم ينجح… احس ان روحه ستخرج بيده… و بسرعة اخرج الحقنـ,ـة من جيبه و غرزها في كتفه… يده ارتخت و أحس بالدوار ثم وقع على الارض فاقدًا لوعيه…
ظل يسعُل خالد كثيرا و يستنشق الاكسجين الذي كُتِمَ عنه…
اما رهف في حالة ذهول مما حدث أمامها… كان سيقـ,ـتل صديقه !!
‘ استاذ خالد حضرتك كويس ؟
– اه كويس… كويس انك وصلتي قبلي عطلتيه لحد ما جيت…
نظر ليحيى النائم و قالت
‘ هيبقى كويس صح ؟
– اه هيبقى كويس… بس انا مش مصدق… هو ده صاحبي ؟ ده كان هيقـ,ـتلني !! كله ده بسببها… فين بنت الكلـ,ـب ريم… والله ما تخرج من هنا غير لما افش غِلِي منها !!
نظروا خلفهم وجدوا الحبال ملقاه على الارض و الكرسي فارغ…
– هربت !!
‘ كويس انها هربت… كنت هتقتـ,ـلها انت كمان ولا ايه ؟
– خليها تغور… يارب تمو*ت… خسرتني صاحبي…
‘ مستر يحيى مش طبيعي… لازم يروح لدكتور نفسي…
– راح لدكتور نفسي… كده اصلا يعتبر كويس عن زمان…
‘ بالشكل ده ؟
– اه والله… اصلك مشوفتهوش زمان… كده هو احسن… المهم ساعديني اقومه خليني اخده و نمشي و نخلص من ام اليوم ده…
اومأت له و امسكت ذراعه وضعته على كتفها و هو امسك ذراعه الآخر… خرجوا به من ذلك المكان و مشوا… وضعوه داخل السيارة و ذهبوا…
* الساعة 12 بالليل… اتأخرتي ليه يا هانم ؟ ( نظرت لها بتفحص ) مال وشك مخطوف كده ليه ؟
تركتها رهف و دخلت الحمام… اغلقت الباب عليها و فتحت الصنبور و غسلت وجهها مرارًا و تكرارًا و تحاول ان تستوعب ما حدث اليوم… كانت في حالة صدمة مما رأته و عاشته منذ قليل… و تتسائل كيف يحيى يتحول من شخص بارد الاعصاب الى شخص غاضب ڪالشيـ,ـطان لا يرى منْ أمامه… طرقت حبيبة باب الحمام
* يا رهف متخضنيش عليكي… في ايه ؟
فتحت رهف الباب
* انتي كويسة ؟
اومأت لها و بسرعة دخلت في حضنها و عانقتها… ربتت حبيبة على ظهرها و قالت
* متخوفنيش عليكي… حصل ايه ؟
‘ مستر يحيى…
* ماله ؟
‘ لقي طليقته و انا عرفت و روحت وراه و كان هيقـ,ـتلها…
* يلهوي !! اوعى يكون لمس شعرة منك !
‘ لا… خالد جه… و اتخانقوا خناقة كبيرة و كان هيقـ,ـتله هو كمان…
* ايه اللي انتي بتقوليه ده ؟
‘ هو ده اللي حصل قدامي…
اعادتها حبيبة الى حضنها و عانقتها مجددا
* عشان كده جاية خايفة بالشكل ده… يا حبيبتي
‘ اصلك مشوفتهوش… كان شخص تاني… غريب و مخيف…
* و قتـ,ـل طلقيته ؟
‘ لا… انا منعته… لما جه خالد و اتخانقوا… هربت و سبتهم ماسكين ف بعض ولا جات حتى تساعدني اني ابعدهم عن بعض…
* الوا*طية الجبا*نة… ياريته كان قتلـ,ـها و خلص…
‘ مستر يحيى مش كويس خالص… عيط قدامي و قعد يسألني يقولي ليه عملت فيا كده… صعِب عليا مع اني خوفت منه بعد ما شوفته وهو متعصب و مش شايف حد قدامه…
* هو فيه اللي مكفيه الصراحة… بس شكله اتجنن… المهم انتي… اهدي يا حبيبتي…
ظلت في حضنها لدقائق و حبيبة ترتب على ظهرها بحنان حتى تطمئن…
* عايزة اقولك حاجة…
‘ قولي…
* الز*فت عمر في حد أصابه بالمسد*س في رجله… هو دلوقتي في المستشفى…
‘ بتتكلمي بجد ؟
* اه والله…
‘ احسن في دا*هية يكش يتحر*ق… بس مين عمل كده ؟
* ميعرفوش لسه…
‘ حصل ازاي كده و امتى ؟
* بيقولوا كان في وسط البلد… واقف مع صحابه عادي… حد ضر*به بالمسد*س و وقع وسط دمـ,ـه
‘ تسلم ايد اللي عمل كده… يستاهل الو*سخ…
* ربنا يحفظه… قومي يلا غيري هدومك… عملتلك مهلبية بالبندق اللي بتعشيقها…
قَبلتها رهف في خدها بحُب
‘ بحبك اوي…
ابتسمت حبيبة لها و نهضت رهف غيرت ملابسها…
تاني يوم….. في العصر….
استيقظ يحيى ليجد نفسه في غرفته… امسك رأسه بكلتا يديه لانه يشعر بالصداع الشديد… نظر لهاتفه وجد الساعة 3 العصر…
” انا ازاي نمت كل ده ؟
نهض من السرير و دخل الحمام غسل وجه حتى يفيق… خرج وهو يجفف بالمنشفة… وقف أمام المرآة… وجد كدمة زرقاء بجانب فمه
” جات من فين دي ؟
في تلك اللحظة تذكر كل ما حدث ليلة البارحة… امسك هاتفه و رن على خالد
* الرقم الذي تطلبه غير متاح حاليًا *
” اوووف… ايه اللي انا عملته مع خالد ده…
فتح الواتس و أرسل له ڤويس صوتي يقول فيه :
” خالد اول تفتح تليفونك رد عليا… انا لازم اشوفك… والله اللي حصل امبارح ده مش بإيدي… مقصدش امد ايدي عليك…
أرسله له لكنه مازال حزينًا… كيف يفعل ذلك بصديق طفولته ؟
قرر ان يذهب عنده… فتح الدولاب و غَيَر ملابسه… بعد ما انهى… اخذ هاتفه و نزل للاسفل… كانوا اخوته و امه حاضرين… تخطاهم بدون اي كلمة و قبل ان يفتح باب القصر… قال والده
* يحيى…
إلتفت له يحيى و قال
” بعدين يا بابا… عندي مشوار مهم…
* مش هتلاقيه…
” ايه اللي مش هلاقيه ؟
* خالد صاحبك… مش هتلاقيه في بيته…
” ليه ؟ راح فين ؟
* مش عارف… لما رجعك ليا امبارح… قالي انه مش عايز يعرفك تاني و ابعد عنه…
” يعني ايه الكلام ده ؟ خالد عمره ما يقول كده !!
* لا قال… ده كلام اي شخص طبيعي لما يلاقي صاحبه بيمد ايده عليه و عايز يقتلـ,ـه…
” انا مكنتش في وعيي و هو عارف كده…
* ايوة عارف… بس زهق و جاب آخره منك لانك لا بتسمع كلامه ولا كلامي…
” الكلام ده كذب… خالد عمره ما يتخلى عني…
* بس اتخلي اهو… اتخلى بسببك و بسبب افعالك الطايشة…
” مش هصدق الكلام ده غير يقوله هو في وشي…
* انت مفكر ايه يا يحيى ؟ مفكر انه بعد اللي عملته ده هيفضل معاك ؟
” اه هيفضل معايا… لو كان عايز يسيبني كان عمل كده من زمان… هو مضايق بس… كام ساعة كده هيتصل يطمن عليا… انا متأكد…
* يطمن عليك ؟! ليه ان شاء الله ؟ هو اللي خنقك ولا ايه… اتقبل الحقيقة انت خسرت صاحب عمرك…
” لا مستحيل…
* كام مرة طلبت منك تشيل ام فكرة الانتقام من رأسك دي… كنت هتضيع نفسك و كمان كنت هتضيع صاحبك… انت ايه يا يحيى ؟ مفكر ان الكل هيفضلوا جمبك و انت مش بتقدر وجودهم في حياتك… لا بتسمع كلام حد ولا بتسمع نصيحة من حد… حتى انا… دايما ماشي عكس كلامي… قولت معلش انا اللي محسيتهوش بحنيتي ف لجأ للغريب بره… حاولت اعوضك عن كل اللي مريت بيه… منفعش برضو… ليه ؟ لانك مش قادر تشيلها من رأسك… دفعت 10 مليون في وحدة و*سخة… كل ده عشان تنتقم ؟
” اه عشان انتقم !! انت مش حاسس باللي انا حاسه… محدش حاسس باللي حاسه… لانكم مش مكاني ف طبيعي تشوفوا تصرفاتي دي مجرد طيش و جنون… بابا… انا مش كويس… والله انا مش كويس… انا اتخدعت في الانسانة اللي حبيتها… مش قادر اتخطى بأي طريقة…
* لو بتحبني و بتحب اخواتك… وقف كل ده يا يحيى… بطل اللي انت بتعمله ده !!
” مقدرش !! انت ليه مش راضي تفهم ؟ انا مقدرش اعيش بالجر*ح ده بقية عمري !!
* يوووه بقا انا زهقت من دلعك ده… استرجل شوية… مش ست اللي تعمل فيك ده كله !!
” استرجل ؟!
ضحك يحيى بسخرية و قال
” اه طبعا انت شايف مشكلتي حاجة تافهة… لانك عمرك ما حبيت… حتى ماما عمرك ما حبيتها… لو انت نسيت انك كنت هتتجوز عليها بس خوفت لتطلب الطلاق منك و تخسر علاقتك مع شركة جدي… مش قادر تصدق ان انا حبيت و اتجر*حت لانك عمرك ما حبيت اصلا و كل اللي بتعمله معايا ده لانك خايف على سُمعتك و اسم العيلة و بس لانك مجرد واحد أناني… من زمان لحد اللحظة دي بتفكر في نفسك و اسمك بس !!
صفـ,ـعه ياسر بقوة على وجهه… اتصدم يحيى و وضع يده على وجهه… نظر له ياسر بغضب
* انت قلـ,ـيل الادب و متربتش… اطلع بره… إياك اشوف وشك هنا تاني !!
قال عاصم
– يا بابا…
* اخرس !! ( فتح الباب و امسك يحيى من ذراعه ) امشي يلا… طول ما انا عايش… إياك اشوفك هنا…
اغلق ياسر الباب بوجهه… و أشار لهم بتحذير
* اللي عايز يروحله يتفضل… مجرد ما حد منكم يعدي الباب ده يعتبر انه ملهوش أب من اللحظة دي…
– ايه اللي انت عملته ده يا بابا ؟ انت مش شايف حالته ؟ مينفعش يقعد لوحده…
* ايه هتقول كلام فوق كلامي ؟
– مقصدش بس يحيى…
* بقولك اخرس !!
قالت ناهد
– الكلام اللي بيقوله يحيى ده صح ؟ انت مبتحبنيش و كنت عايز تتجوز عليا ؟
* ناهد إياكي تصدقيه…
– لا هصدقه… ده ابني و عمره ما هيقول كده غير لما يكون متأكد من اللي بيقوله… انت ازاي وحش كده ؟ انا قصرت معاك في ايه ؟ ده انا حبيتك و اتجوزتك و انت في بداية حياتك و عيشت معاك حياة بسيطة… مشيت معاك الطريق كله لحد ما وصلت… ازاي بعد ده كله تنسى وقفتي جمبك و تروح تلف من ورايا عشان تتجوز عليا !!
* ناهد…
– بلا ناهد بلا زفت… والله ما اقعدلك فيها تاني… اشبع بقصرك و بفلوسك لوحدك…
ذهبت من أمامه و إسراء ذهبت ورائها… جلس ياسر على الانتريه و لا يصدق ما حدث الآن… خسر ابنه و زوجته !!
ذهب يحيى الى العمارة التي يسكن بها خالد… صعد للدور الرابع… تفاجئ عندما وجد باب شقته مغلق بالقفل…
” لا يا خالد… متسبنيش انا محتاجك !!
جلس يحيى على السلم و رأسه بين يديه… كيف حدث هذا… خسر عائلته و صديقه في نفس اللحظة !! ندم كثيرا على تهوره…
مَر اسبوعين… يحيى لم يأتي الى الآن… و رهف اضطرت ان تلغي الكثير من الاجتماعات لان وجوده مهم و حاولت في فترة غيابه ان تتحمل كل العمل بمفردها حتى يظهر… رنت عليه كثيرا لكن لا يجيب… قلقت عليه… ف من ذلك اليوم هو اختفى تمامًا… حتى خالد لم يأتي الشركة مجددا مثلما كان يفعل… هناك امرٌ ما… ذهبت لبيت يحيى… عملت من اخاه أنه تشاجر من والده و قام بطرده… حتى والدته عادت لبيت أبيها…
كيف تغيرت الامور الى هذا الحَد منذ تلك الليلة ؟
في الليل…. في الفندق…
كان يحيى في غرفته التي يتعاد ان ينام فيها في فندقه… يجلس على الاريكة و قارورة الخمـ,ـر بيد و سيجـ,ـارة بيد الأخرى… انه سكيرًا… فتح هاتفه و اتصل على خالد مجددا… لكن رقمه مغلق منذ ذلك اليوم… ألقى الهاتف على الارض بغضب…
” ليه يا خالد ؟ انا غلطت في حقك… تعالى حاسبني في وشي… تعالى عاتبني… ليه تقفل تليفونك و تسيب شقتك و تخرج من حياتي في اكتر وقت انا محتاج دعمك ليا فيه…
اغمض عينيه و تذكر ذكرياته معه
F
” افرض منجحتش ؟
* هتنجح يا يحيى… اياك تقول انك مش هتنجح… انا واثق فيك… عايزك تدخل تقطعـ,ـهم كلهم… يلا انطلق يا بطل !!
* يحيى ياسر الكيلاني حصل على المركز الاول في الملاكمة على المستوى الافريقي *
* قولتلك هتنجح…
” شكرا لدعمك ليا…
* ده واجبي… بعدين ايه شكرا دي… اعزمني على كُشري…
” و بسبوسة كمان…
* ايوة كده دلعنااااي…
” لسه زعلان مني ؟
* مبزعلش منك يا يحيى… انت اخويا و صاحبي
” هو ده العشم يا ابو الصحاب
* بس لو عزمتني على فرخ مشوية… هرضى عنك
” بس كده ؟ يلا بينا على اغلى و احسن مطعم عشان خاطرك…
* كده كويس ؟
” اه بس جمبي وجعني…
* قولتلك متتخانقش…
” ده شتمـ,ـك قدامي… عايزني اسكت ؟
* لا طبعا متسكتش… كنت اتصلت عليا كنا ضر*بناه سوا
” المرة الجاية…
* هو فيه مرة جاية ؟ يحيى اتهد انت لسه طالع من الخناقة دي متكـ,ـسر
” المهم اني اخدت حقك…
* اه منك يا مشاكس انت…
B
سقطت دمعة من عيناه بعد ما تذكره…
” مهما بعدت عني… هتفضل صاحبي لآخر العمر… ياريت بس تسامحني…
استلقى على الاريكة و ضَمَ نفسه بكلتا يداه و دموعه غلبته… لقد تأ*لم كثيرا… مرة في حبيبته… مرة في صديقه… مرة في عائلته… لقد خسر كل شيء… لقد عَمَى الانتقام عيناه و خسر أحبته جميعهم… و الآن هو وحيد…
تاني يوم……..
عاد يحيى للشركة… ليس حُبًا في العمل… بس للهروب من وحدته قليلًا…
رأته رهف و هو يدخل لمكتبه و سعدت كثيرا… حضرت قهوته و ذهبت لمكتبه… طارقت على الباب ف قال
” ادخل…
دخلت و وضعت الفنجان على المكتب و قالت و الابتسامة على وجهها
‘ نورت الشركة يا مستر يحيى… قهوة حضرتك اهي…
” ماشي… ايه اللي حصل في غيابي ؟
‘ كل الأمور تمام حضرتك… بس لغيت 3 إجتماعات لان حضور حضرتك كان مهم فيها… اتصل على التيم نتفق على معاد جديد ؟
” مش دلوقتي… لما اقولك
‘ تمام… تؤمر بأي حاجة ؟
تعجب يحيى من طريقتها… هي كانت موجودة تلك الليلة و رأت كل ما فعله… لماذا لم تخاف منه و تبتعد عنه مثل صديقه ؟ لماذا ظلت بالشركة و اهتمت بها في غيابه ؟
‘ مستر يحيى ؟
” نعم ؟
‘ بقول لحضرتك تؤمر بأي حاجة ؟
” لا… اتفضلي على مكتبك…
اومأت له و ذهبت… جلس يحيى على الكرسي و نزع الكارڤات لانها تخنقه… فتح اللاب توب الخاص به… ظل يعمل ما لديه…
كانت رهف في مكتبها… تتسائل ماذا حدث له في الفترة الذي غابها… و هل هو بخير الآن أم لا… قطع تفكيرها صوت رنين هاتفها… انه يحيى
‘ نعم يا مستر يحيى ؟
” تعاليلي المكتب…
‘ حاضر…
اغلقت هاتفها و ذهبت إليه
‘ نعم يا مستر يا يحيى ؟
” في 60 مليون مسحوبة من السيولة… عملتي بيها ايه ؟
‘ 60 ايه ؟
” بقولك في 60 مليون مسحوبة من السيولة بتاعت الشركة… المبلغ اتسحب امبارح الساعة 9 بالليل… انا مكنتش موجود… انتي اللي كنتي موجودة…
‘ انا مسحبتش حاجة… بعدين هعرف باسورد اللاب ازاي ؟
” الحساب اللي مسجل عليه كل السيولة انتي معاكي الباسورد بتاعه… رهف… قولي الحقيقة…
‘ بقول لحضرتك مسحبتش حاجة…
” مسحبتيش !! اممممم…. هاتي تليفونك…
‘ ليه ؟
” بقولك هاتي تليفونك !!
فتحت هاتفها و اعطته له… ظل يفتش فيه و هي تضايقت
‘ انا مش حر*امية على فكرة… لو سحبت اي حاجة هقول لحضرتك طبعا و….
” اسكتي…
صمتت رهف أما هو ظل يفتش في هاتفها… و بعد دقائق من الصمت… ضحك بسخرية… ثم وجه الهاتف لوجهه
” تم إيدع البارحة في الساعة التاسعة مساءًا مبلغ 60 مليون دولار…
تفاجئت رهف من تلك الرسالة… كيف وصل المال الى حسابها البنكي ؟! أشار يحيى لتلك الرسالة بيده و قال
” عايز توضيح منك… ايه ده يا رهف ؟
‘ والله ما اعرف… معرفش ازاي المبلغ اتسحب و وصل حسابي…
” والله ؟ يعني انتي متعرفيش ازاي المبلغ ده طلع من عندي وصلك انتي… انا اللي هعرف يعني ؟ كل أسرار شغلي معاكي انتي بأكونتات الشركة كلها… يعني استحالة حد يعمل كده غيري انا أو انتي… و طالما انا معملتهاش يبقى انتي اللي عملتيها…
‘ عملت ايه ؟ انا معرفش ازاي ده حصل !!
” احسنلك اعترفي… ولا ابلغ البوليس ؟
‘ اعترف بحاجة معملتهاش ؟ ده اسمه ظلم…
” لا يا روح امك انا اللي هعترف !!
غضبت كثيرا و صفعته على وجهه بقوة و قالت
‘ متجبش سيرة أمي على لسانك ده بأي شكل… انت فاهم !!
غضب يحيى كثيرا و امسكها من ذراعها و نظر إليها بغضب… لم تخاف منه و نظرت إليه و داخل عيناه بدون اي ذرة خوف…
” اد القلم ده انتي ؟!
‘ اه اده… لانك اتماديت في كلامك معايا !!
” اتمادى براحتي… انتي هنا في شركتي و الارض اللي وافقة عليها دي مِلكي… ف براحتي بقا…
‘ ابعد عني !!
” اوكي… قبل ما ابعد أحب اقولك انك مرفودة من الشركة… لِمي حاجتك من المكتب و مشوفش وشك هنا نهائي !!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية شخص آخر)

اترك رد

error: Content is protected !!