روايات

رواية تمرد عاشق 2 الفصل السادس عشر 16 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق 2 الفصل السادس عشر 16 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق 2 البارت السادس عشر

رواية تمرد عاشق 2 الجزء السادس عشر

رواية تمرد عاشق 2 الحلقة السادسة عشر

لقد فقدنا رغبة التمسك… فالصمت يؤلم أكثر حينما يملأ القلب وجعا من مَنّ عشقناهم
فمؤلم أن تتصنع الإبتعاد وأنت من الشوق تنهار .. تتمنى نظرة… همسة… لمسة
أتمنى لو بأمكاني إتلاف كل شيء حدث بيننا ، ونعود إلى الوراء ما قبل اللقاء ولا نلتقي ..
جذبها من خصرها بقوة حتى أصبحت بأحضانه
ارتعشت بين يديه وحاولت السيطرة على مشاعرها وقلبها في ذاك الوقت
دفعت يديه وأردفت بقوة واهية
– “عِز”… إتجننت بتعمل إيه.. وسع كدا
ببطئ بدأ يخفف ضراوة ذراعيه من حولها.. نظر لها بعيون فاض منها عشقه الدفين… رغم محاولته إخفائه في أيامه الاخيرة:
– يعني عملتي مسرحية مع جنى علشان تفرسيني… قالها وهو يمط شفتيه ويهز رأسه ومازال يحاصرها بيديه
دفعته بيديها الرقيقة وهي تصرخ بوجهه
– بقولك وسع متخلنيش أندم إني فكرت أجيلك هِنا…… أوشكت على الألتفات فوجدت قبضته القوية التي أوقفتها بمكانها وهو يزمجر
– مستعجلة ليه ياروبي … دا حتى الأوضة نورت.. قالها وهو يمسد على خديها… راق له غضبها وخجلها منه
تصاعد غضبها للحد الذي جعلها تقول بإنفعال
– اوضة مقرفة زي صاحبها وإيدك إياك تلمسني
جحظت عيناه من كلماتها.. جذبها حتى إصطدمت بصدره
– لسانك طول يابنت عمي… وعايز قصه
أغمضت عيناها محاولة السيطرة على مشاعرها وحاولت سحب نفسا عميق عندما شعرت برائحته تحاوطها..
هدأت قليلا ونظرت إليه
– لساني طول على يستاهل ياعز واللي بقى قارفني
بلغ الغضب ذروته فلم يعد يستطع إحتمال حديثها وأهانة قلبه وأردف
– أنا مقرف يا رُبى
اهتزت نظراتها أمامه ولعنت نفسها وهزت رأسها برفض
– إنت اللي بتضايقني ياعِز
تركها ودلف لغرفة الملابس دون حديث…
تنهدت وظهر اليأس على ملامحها عندما دلف ولم تصل إليه لشيئا
اتجهت لباب الغرفة ولكنها توقفت عندما إستمعت لإشعار رسالة له
اتجهت لهاتفه وأمسكته ليس إلا فضول تقرأ تلك الرسالة التي جعلتها تجلس على فراشه
– “زيزو أنا استنيتك كتير ومجتش ليه… فرحتني إنك قبلت بعرضي للسفر… كتير مبسوطة وهنرجع أسعد أيام حياتنا”
توسعت عيناها ودقات عنيفة كادت توقف قلبها عن النبض… أكملت قراءة الرسالة التي جعلت قلبها كحمم بركانية
– عايزة أقولك بعدّ الدقايق قبل الساعات لوصولك.. وحشتني أوي أوي… وحبيت أشكرك على العشا و الهدية الجميلة دي
بحبك على فكرة يازوزو وبطل تقولي بلاش هبل.. بقولها كمان… وهفضل أقولها لحد ماتحبني
انسدلت عبراتها لا تصدق ماتراه… وضعت الهاتف بمكانه وأهتز جسدها بالكامل
– هيسافر علشانها… يعني كان مقرر وواخد قرار ينساني
شعور مقيت أصابها… وصل لقلبها التي اعلنت طغيانها بدقاته العنيفة وأنفاسا تحرق رئتيها…
خرج من غرفة الملابس وجدها تجلس على فراشه… ظل واقفا للحظات وذهب بخياله إنها زوجته وتجلس على فراشهما تنتظره لكي تنعم بأحضانه… راق له خياله
خطى إليها ونظراته ترسمها ومازال فكرة إنها زوجته تسيطر عليه
وقف أمامها… شعرت بوجوده… إهتزاز داخلي جعلها غير قادرة على النظر أول المواجهة إليه… ولكن كيف لها أن تبرد نيرانها المشتعلة… نيران مستعيرة اطاحت بها للهاوية… سحبت نفسا طويلا حتى تستطيع التملك من عدم بكاؤها أمامه… هي ليست تلك الضعيفة التي تقع في براثين عشقه… نعم احببته بل عشقته عشقا مميت لقلبها… ولكن كيف له أن يفعل بجبروت طغيانه ويحرق قلبها الذي لم يعرف من الحب سواه فقط
قطعت الصمت ونظرت إليه محاولة رسم ابتسامة بسيطة على محياها عندما أردف
– فكرتك مشيتي… معرفش إن الاوضة حلوة كدا ووصل إنك تقعدي على سريري كمان
أجابته بهدوء رغم ضجيجها:
– دوخت شوية فقعدت بس
نظر إليها بتمعن وأردف بصوتا هادئ متسائلا
– مقولتليش إيه حكاية إبن عميد الكلية دا… وليه جم هنا من يومين… أنا محذرتكيش يارُوبى وقولت بلاش تتلاعبي بمشاعري… ماتحوليش تستفزيني وطلعي مني إنسان مش سوي…
اللعنة على قلبي الذي يقع صريعا لقربه وصوته الذي يجعلني متذبذة… ولكن كفى
طالعته بنظراتها وتمكن الشك بقلبهاوكلمات تلك الفتاة تسيطر على عقلها.. أغمضت عيناها وذكرياتها معه وكلماته ووعوده التي تخلى عنها كاملا
خبأت آهاتها الصارخة وخيبات قلبها… لغت قلبها تماما وفكرة تحطيمه بعقلها… نظرت لمقلتيه
ثم رسمت ابتسامة خبيثة على شفتيها ثم نهضت من فراشه وأردفت بقوة:
– كان جاي يخطبني بس للأسف بابا رفض حتى الفكرة… مع إنه شاب كويس… بس حضرتك عارف عمك…مفكرني لسة… مع إنه عجبني … مفكرني، توقفت عن الحديث ونظرت إلى مقلتيه
إني لسة بحبك… ميعرفش إن دا كان هبل مني.. ميعرفش اني لسة متذبذبة…
قاطعها بنظراته الغاضبة النارية لو تحرق لأحرقتها
جذبها بقوة ثم ضغط مرة آخرى على خصرها ورفع حاجبه بسخرية
– بتستفزيني ياروبى…مش كدا… عايزة تستفزيني وتعرفي إن ني لسة بحبك ولا لا…
كانت تناظره بهدوء يتنافى مع ضجيج قلبها.. رسم ملامح سعيدة على وجهها
– مين المجنون اللي قال كدا يازيزو.. إنت بح ماضي وإنتهى
اللعنة عليكي طفلتي… كَبرتي لدرجة اللعب معي
لمس وجنتيها بأصبعه وأردف:
– عادي مفيش حاجة بقت تضايقني منِك…خلاص إنتهينا حتى لو جيتي ووقفتي قدامي وطلبت أسامحك انخفض لمستواها وهمس إليها
– روبي إنتِ بنت عمي الصغيرة… طفلة العيلة المدلله ياقلبي لازم اخدك على أد عقلك…
ماذا تنعتني أيها الغبي… كانت عينها تقيد لهيبا ودّت لو تحرقه… كلماته القاسية مزقت قلبها لأشلاء ولكن كفى أيها المستفز الغبي… كفى أيها المتسلط المغرور
هنا صرخت كرامة الأنثى بداخلها
ابتلعت الغضب بداخلها ورسمت ابتسامة سمجة على ملامح وجهها… فضّلت أن تقتله تلك اللحظة حتى تشفي نيرانها الذي اشعلها بداخل صدرها… دنت منه ناسية اقترابهما الخاطئ… ولكن إياك ياآدم أن تغتر بحواء وتجرح كبريائها
– صدقني ياعز إنت مسكين ومفكّر إن روبي الطفلة هتبكي عليك العمر كله…غلطان يابن عمي ولولا طنط “نهى” طلبت مني إني أكلمك علشان متسافرش مكنتش عبرت
❈-❈-❈
أظلمت عيناه بنظرة قاسية… فأرادت الهرب من بين براثنه
دفعته حتى إبتعدت قليلا ونظرت اليه نظرات نارية واستطردت
– لو عمك وافق… حتى لو فيه أمل… كنت زماني ملكه لوحده… ومش بس كدا.. كنت هكون ملكة قلبه وأحس إنه يستاهل يكون مالك قلبي… هو الصراحة يستاهل
كفى ايتها الغبية… كفى لقد طفح الكيل..
إندفعت الدماء لأوردته وصارت كالنيران التي تلتهم دواخله بالكامل وتحولت عيناه باللون الأحمر
إياكِ ياحواء التقليل بغيرة آدم… فالغيرة نار تحرق أحشائه كما تلتهب النار سنابل القمح
ظل ينظر إليها بصمت ناري…فكانت أشد اللحظات المميتة لقلبه من تلك الغبية التي أراد أن يحطمها ويقطع لسانها حتى تكف عن اللهو وكلماتها التي ذبحته .. ظهرت عروقه من شدة نيران قلبه… تمادت رُبى ورفعت أصابعها محدثة صوتا أمامه تضحك بسخرية وأكملت ماقسم ظهر البعير
– تعرف أحسن حاجة فيه.. أنه شخصية جديدة وجميلة بيفهمني بسرعة من نظرة…المرتين اللي قاعدت فيهم معاه مزهقتش منه وتحسه راجل كدا وبيحاول يسعدك… ولما يقرب منك بيحسسك إنه هيجبلك نجمة من السما
أقتربت حتى اخلتطت أنفاسهما ببعضهم البعض.. آنفاسه الغاضبة المشعة بنيران الغضب الجحيمي… وأنفاسها الباردة من حبه المخادع كما خيل لها… نظرت لمقلتيه وأردفت بقوة عندما تخيلته مع تلك الفتاه
– دا لما أحبه هديله كتييير اوي… وكمان ياسلام بقى لو بيموت فيّا بقى شوف ممكن يعمل إيه
رفعت يديها واردفت بإنتشاء
– كتيييير أوي يازوزو… وخصوصا لما تكون خارج من تجربة حب فاشلة وعايز تعوض الحب دا في حد يستاهل
خرجت كلماتها كالسهم حتى استقرت إلى صدره ليمزقه إلى أشلاء وألما
ساد صمتا مقتولا منه فقط ينظر إليها
فعندما تغار المرأة تكره الرجل وعندما يغار الرجل يكره نفسه
عندما تغار المرأة تبكي وتظهر شجاعتها الواهية بكلمات ساخطة تُذبح لترضي غرورها أما عندما يغار الرجل يصمت
فالغيرة هي مملكة الحب…
ماذا فعلتِ طفلتي لكي تكسري رجولتي بلا تهاون… ماذا فعلتي لتخرجي شيطاني
كلماتها إنها ستخص غيره… اشعلت نيرانه… ايقظت المارد بداخله… ورغم نيرانه التي تكويه ارتفع صوته بضحكات صاخبة على غير عادته وذاك الموقف وأردف:
– بتغيظني صح ياروبي…قالها عندما جذبها بقوة حتى أصبحت بأحضانه… مطوقها تماما بذراعيه
أفاقت على حاله وبدأت تدفعه ولكن كان مغيب تمام لم يستمع سوى كلماتها التي خرقت قلبه قبل آذانه…
الغيرة توقف العقل.. فلاتسمع حينها لمتعقل… لكن تستمع لشخص كشارب الخمر
– بس لعبتي في منطقة غلط ياروبي… حتى لو كنتي بتحاولي تستفزيني… عند قلبي أدوس عليكي يابنت عمي
أصابتها رغبة عارمة بإحتراق صدره التي يقترب بها منه بأظافرها وتتناول قلبه وتمزقه لأنه يخصها وحدها ليس غيرها
دفعته بقوة حتى ابتعدت قليلا عندما أهلكها كفى ماصار لها… نظرت بغضب وتحدثت
– تدوس على مين… أنا مسحتك من حياتي ياعز… وحياة قلبي اللي كسرته لاكون ملك لغيرك ياعز… وهعرف أعيّشه سعيد… ومش بس كدا… همسح الفترة اللي كنت مفكرة إني حبيتك… اقتربت منه متعمدة خفض صوتها الذي اشعله بالغضب ونظرت لمقلتيه
مؤلم أن تتصنع الأبتعاد وانت من الشوق تنهار..
وقفت تنظر إلى الفراغ بعينان تقطران ألما… هربت من أنظاره التي تلتهما كما تلتهم النيران وأكملت ماقسمه لنصفين:
– اكتشفت إني كنت عيلة ومحبتكش… يعني حبي الوحيد هيكون لمالك قلبي بس أكيد مش إنت لإنك أكتر شخص إتمنيت إني مقبلتوش ولا ظهر في حياتي
إذداد الغضب بداخله حتى تشكلت غصة مريرة بحلقه جعله عاجز عن التنفس.. شعر بإنسحاب روحه.. تمنى أن يذهب من تلك الدنيا في تلك اللحظة
رمقها بإحتقار والتفت لينوي المغادرة ولكنه تسمر بمكانه عندما أردفت
– هداياك وكل مايخصك هبعتهولك ولا احرقهم أحسن أكيد مش محتاجهم… وأنا بكرة هيجلي الأحسن منهم
نظر لمقلتيها… وانتابه عاصفة من كسر كبريائها وتمزق قلبها الذي حاولت انتمائه لشخص غيره… صراع عنيف بين قلبه وعقله الذي شعر بوخزه كإبر شوكية
مطت شفتيها وسعادة بعينها عندما رأت حالته الذي اوصلتها اياه
❈-❈-❈
– مبروك السفر مقدما ياابن عمي تروح وترجع بالسلامة ومتنساش الجوبات…. ولا اقولك هتصل بيك أنا علشان أعزمك اكيد ماهو عمك عارفه قلبه حنين وميستحملش زعل بنته الوحيدة فأكيد هيراضي قلبها وإنت طبعا عارف إيه اللي يراضي قلبي
اشعلت بجوفه عاصفة غضب هوجاء اوشكت أن يقضي عليها حينما أقتربت منه
– بكرهك ياعز وبكره قلبي علشان بيحبك
صمتت بعدها عندما جذبها بعنف ملتقط شفتيها بقبلة شرسة علّها تصمت بعدها للأبد … ظل يقبلها بشراسة حتى انقطعت انفاسهما…صدره يحترق وقلبه يتمنى ان يتوقف عن نبضه لتلك الغبية التي لا تعلم عشقها ينبض بوريده… فصل قبلته وهو مغيب بعقله… كل ماصوره خياله ملكها لغيره وكلماتها التي ذبحته.. ونعتها له بالكره
جذب حجابها ملقيه بقوة على الأرض وهي تصرخ بوجهه وتدفعه محاولة الفكاك من بين براثينه… ولكن كيف ولم يظهر سوى كلماتها الجارحة لرجولته
قطع صراخها بقبلته الداميه عندما دفعها بقوة على فراشه وقام بتمزيق كنزتها بالكامل…لم يشعر بنفسه إلاإنها بأحضان غيره..نار احرقت صدره بالكامل..وعجز السيطرةعلى شيطانه الكامن بداخله…. اتجه لعنقها ليصك ملكيته عليه بقوة حتى ظهرت أثاره… وكلمات كالمجنون
مستحيل تكوني لغيري اموتك وأموت نفسي.. ظل يقبلها بعنف عله يطفئ ميرانه.. عله يسحب كلماتها التي أحرقته بالكامل… عله يجد طفلته التي عشقها منذ الصبا… ركلته بقوة وهي تبكي وتحاول الفكاك من بين يديه… حولته من الحبيب العاقل لشيطان مارد
حجزها بقوة بيد ذراعيه وهو ينظر لبكائها ودموعها الذي اشعلت نيران قلبه… دموعها التي تكويه دون رحمة… وضع جبينه فوق جبينها وتحدث وهي محاصرة بجسديه
– عاوزك تكرهيني أوي… اكرهيني وانتِ بتكرهيني ادعيلي أعرف اكرهك ياحبيبة عمري… ادعي عليا دايما في صلاتك ياروبي إن عز اللي مااتمناش في حياته غيرك إنه يكرهك للأبد
– اعرفي انك موتيني… إقترب من شفاها ملمسا إياها وتحدث:
موتي عز اللي كان يتمنى يسمع إسمه من شفايفك… موتي قلبي اللي كان بينبض باسمك…. حطمتي غروري بنفسي… بس أهم حاجة مش قادر أكرهك… لإني بعشقك بجنون
صرخت بوجهه
– واعرف إنك أكتر واحد كرهته في حياتي بكرهك ياعز بكرهك… قالتها بصراخ وهي مغمضة العينين ودموعها كالشلال على وجنتيها… ومحاصرة بين يديه
ابتعد عنها عندما ارتجف قلبه من كلماتها وفاق من سيطرة شيطانه التي أودت به للجحيم…
نظر إليها ولحالتها وملابسها الممزقة… وشفتيها الدامية… وعيناها الحمراء ناهيك عن علاماته التي تزين عنقها… أصابه الهلع
هز رأسه كالمعتوه وخرج كالعاصفة الهوجاء..بخطى متعثرة اندفع بلا هدي يتخبط بمشيته هنا وهناك… حتى اصطدم باإخته التي فزعت من حالته
اردفت بذهول
– عز مالك وفين ربى… طلعت علشان تكلمك…
تركها واتجه الى سيارته وصدره يستعير مثل لهب بركان ثائر… قاد سيارته بسرعة جنونية والغضب يعمي بصره وبصيرته والغيرة كالنار… احترق صدره من مظهرها ودموعها التي كوته كاملا
❈-❈-❈
بروسيا
بعد جولة من التزلج على الثلج… إتجه ممسكا بيديها لمكانا دافئ داخل ذاك المبنى الذي يبعد عدة كليو مترات… جلس وأجلسها بأحضانه
نظرت لوجهه القريب الذي كان يطالعها بحب..كان قلبها يذوب كقطعة شيكولاتة من عشقه لها… اقترب يقبل وجنتيها التي كانت كلوح ثلج.. محمرة الخدين.. وأنفها الذي يشع إحمرارا من برودة الجو
رفع إصبعه على انفها يداعبها
– شكلك دلوقتي عايز يتاكل… ودا كتير على قلبي الضعيف
رفعها بخفة ليجلسها أمامه يداعب أنفها بأنفه… رفعت يديها تحاوط وجهه بين راحتيها
– النهارده أسعد يوم بحياتي لو قولتلك أنا محظوظة كتير بيك ياأجمل راجل في الدنيا … لمست خده وهمست له
– نفسي أرجع غزل الشقية علشان أسعدك وأجننك
ضيق عيناه وتسائل
– تسعديني؟
هزت رأسها وأردفت بحب
– آه ياجواد أسعدك حاسة إني مقصرة معاك ياحبيبي… قاطعها عندما وضع إصبعه على شفتيها وتنهد بحب وهو يحاوطها بذراعيه
– مين قالك إني مش سعيد.. زوزو إنتِ السعادة نفسها… طول ماانتِ جنبي وفي حضني أنا أسعد مخلوق على وش الأرض
بالعكس ياحبيبي أنا اللي حاسس إني ظلمتك.. إنتِ جميلة أوي وصغيرة ربطي نفسك بواحد أكبر منك بسنين… اتحرمتي من حاجات كتيرة البنات اللي في سنك كانوا بيعملوها بسبب طبيعة شغلي
اقتربت وهمست أمام شفتيه
– هبوسك دلوقتي علشان تبطل كلامك اللي زعلني دا… وشوف لما بزعل بعمل إيه قالتها عندما مطت شفتيها كالأطفال
قهقه بصوت مرتفع عليها جعلت من حولهم ينظرون إليه
رفعت يديها تدير وجهه إليها عندما وجدته ينظر لتلك الشقراء التي حادثته بلكنتها الروسية
– أحقا ضحكاتك جذابة أيها الرجل.. إني أذوب عشقا في تلك الضحكة
بتبص على إيه إيه أنا قفص خيار رفعت نظرها لتلك الشقراء وإقتربت تلمس شفتيه بشفتاها مردفة من بينها
– لقد ذوبت عشقا بك أيها الوسيم… ومن فيهن يحاولن الأقتراب من مملكتي سأمزقه بمخالبي
لمستها له بتلك الحالة آثارت جنونه وحولته من عاشق متمرد لرجل يوّد لو لم يبعد انش واحدا عن زوجته بل إنثاه الطاغية
– “غزل ” خرج إسمها من بين شفتيه بنبرة مثيرة خافتة
تقابلت نظرات العشق بينهما… وزعت نظرها على وجهه كاملا وهمست له
– لا أعلم ماالذي تفعله بي.. سوىإني احبك كل يوماً أكثر وأكثر.. ولو سُئلت يعني إيه الحياة؟
لـ جوبتهم إنت الحياة… إنت السعادة… فقط إبتسامة منك ياحبيبي تجعل قلبي ينبض بالحياة… وليس ذلك فقط فإني أذوب بك عشقا حد الجنون… أغار حد الموت
رفعت يدها تلمس خصلاته
– أغار عليك من ثيابك… من صوتك لأحد غيري.. أغار من همسك لغير قلبي
وضعت جبينها فوق جبينه
– جود بحبك فوق ماعقول البشرية توزن معنى كلمة حب
كانت كلماتها رائعة مثيرة جعلته يحبس أنفاسه ودقاته تتقاذف بقوة داخل صدره حتى شعر أنه سيصاب بذبحة صدرية تسمى غرق العشق
لمس وجنتيها وتحدث بصوتا متقطع مبحوح من المشاعر التي اجتازته إنثاه الطاغية
– زوزو حبيبي كفاية… قلبي ضعف معدش بيتحمل زي الأول… نظر لمقلتيها بعيونا فيّاضة بالعشق
– إنتِ أجمل هدية ليا في الدنيا.. نعمة كبيرة ربنا أنعم عليا بيها… ولو قولتيلي رغم اللي حصل هقولك ومستعد أكتر من كدا بكتير.. المهم تكوني جنبي جوا حضني وبس…
نهض من مكانه وأوقفها لترتدي جاكتيها بمساعدته ثم حاوط خصرها متحركين للخارج
– لازم نرجع دلوقتي… ممكن يمسكوني هنا متلبس بقضية فاضحة للأخلاق
صفقت بيديها وهي تقهقه عليه
– يعيني عليك ياحبيبي لقد ذهبت الهيبة
جذبها بقوة حتى اصطدمت بصدره
تمركزت عيناه على شفاها وهي تتحدث وتضحك تملك منه الشوق ليتذوقها ولم يبخل على قلبه ليبرد لهيب اشتياقه لها
عندما جذبها يقبلها بجنون
فصل قُبّلته وهما ينهجان كأنهما بسباقا.. وضعت يديها على صدرها علها تتنفس
ونظرت إليه وهو يناظرها فقط.. ملامحها الجميلة وشفاها التي يغرق بها… ظلت يداه تحاوطها وهو يعقد ذراعيه خلف ظهرها واضعا جبينه فوق جبينها وعيناه تناظرها بعشق
– بتقولي لي إني الحياة صح
هزت رأسها ولم تقو على الحديث كأنهما في بداية تعارفهما
جنيته الجميلة التي عشقها وتغلغل عشقها بداخله جعتله شابا لا يصل سوى للعشرون ربيعا
همس أمام شفتيها مردفا
– إنتِ الروح والنبض… إنتِ الشريان والوريد… إنتِ الحب والعشق.. إنتِ الحياة والسعادة… إنتِ غزالتي المجنونة غزالة الجواد
بالأسكندرية
جالسا على فراشه يقرأ كتابا… دلفت إليه تكاد تنفجر غيظا… أغلقت باب الغرفة بقوة جعله ينتفض فزعا… رفع نظره ينظر إليها
– فيه إيه مالك… براحة أنا فكرت زلزال
وضعت أظافر بفمها تتأكل بها من الغيظ
صارت تذهب في الغرفة ذهابا وإيابا عندما رجع ينظر لكتابه
-” ريان” صرخت بها مماجعله ينظر لها بسخط
رفع نظره يجاوبها بسخرية
– فيه قالك اني مبسمعش.. ايه اللي في القاهرة سمعوكي… القى الكتاب بقوة… ثم عقد ذراعيه ينظر إليها بصمت
– هاتي آخرك وبلاش شغل الستات الأهبل دا
زفرت بضيق من أسلوبه المستفز.. واستشاط داخلها فأردفت
– ايه اللي قولته تحت دا.. إنت إزاي بقيت كدا… تطرد الولد وتقولي الباب اللي يفوت
وتضرب عمر قدام مراته وقدامنا وتضحك عليا وتقولي كلام أهبل ياريان
اطبق جفنيه من زوجته المجنونة التي ذهب عقلها
رفع حاجبه بسخرية
– وايه كمان ياهبلة… أنا عايز اعرف فين نغم اللي كانت بتفهمني من نظرة
اقتربت والشرر يتطاير من مقلتيها
– مش هتسكتني بكلمتين زي كل مرة هتقوم دلوقتي تروح تراضي عمر وتتصل ببيجاد يرجع لحد مايتجوز وبعدها هو حر
جذبها بقوة حتى سقطت على الفراش أمامه…ثم نظر إليهانظرات تحذيرية
– كلمة كمان وهخليكي تحصليهم
توسعت عيناها مما استمعت إليه
نهضت تنظر إليه بجمود
– تمام ياباشمهندس… شكرا ولو مفكر أني ضعيف.. غلطان، أنا دلوقتي عندي اولادي بقى ليا سند يابن المنشاوي… و..
قاطعها عندما التقط ثغرها بقبلة علّها تصمت عن لهوها العابث بقلبه.. ظل فترة ليست بالقليل ذاهبا بها لعالمه الخاص بهما
بعد فترة كانت تغفو على ذراعيه يمسد على خصلاتها
– أنا ميهونش عليا ازعل حد من ولادنا يانغم… دول حياتي قطعة من روحي… أنا راضيت عمر بعدها واتأسف له قدام سيلا متخافيش… أما الحيوان بيجاد دا هو عارف اللعبة كلها بس هو بيحب يستفزني… وياستي متخافيش هو معندوش دم يعني ولا في دماغه اصلا
اتكأت على ذراعيها تنظر إليه
– ريان مبحبش أشوف الولاد زعلانين… علشان خاطري حبيبي فهمهم علشان مايزعلوش عمر دا طيب مالوش في الخطط دي..
قبل خصلاتها وأردف
– متخافيش حبيبتي عمر اتفهمني وعرفته
رفع ذقنها ينظر لزيتونتها التي تجذبه بلا هدي
– أنا زعلان منك يانغوم… هونت عليكي تقولي هتسيبيني وتمشي
اقتربت تضع رأسها بأحضانه
– انا مقدرش ابعد عنك حبيبي… كلام قولته وقت غضب مش أكتر
رفعها حتى أصبحت بمقابلة وجهه
– طيب حبيبك زعلان وواخد على خاطره ولازم تصالحيه
لامست كلماته اوتار قلبها الذي سرى بها تيار كهربي نابع من عشقها له ألهب جميع حواسها
اغمضت عيناها وأقتربت تقبله
– أنا مقدرش أزعل حبيبي مني أبدا.. اقترب يبادلها قبلتها التي خدرته فأصبح يتطلب المزيد.. وضعت إصبعها على شفاه
– هخليك تنسى حتى نغومتك قالت ايه
قهقه عليها… ورفع حاجبه
– عارف ومتأكد من إمكانيات نغومتي.. جذبها حتى أصبحت بأحضانه
– للصبح… معاكي للصبح
توسعت عيناها
– أكيد بتهزر… دا لسة الساعة تسعة
رفع ذقنها مملسا على خديها
– إيه ياحبي كبرتي… أشوف حد صغير
لكمته بصدره ورفعت سبابتها امامه
– ريان اتلم.. الحاجات دي مفهاش هزار
اقترب… ولكن قاطعه رنين هاتفه، نظر لهاتفه ورفع يديه
– أهو الحيوان اللي دايما قاعد على قلبي.. يخربيته ملحقتش افرح بثانية حتى
لكمته وهي تضحك عليه بصوتا صاخب
– رد على الولد… دا أكتر واحد شبهك على فكرة
رفع حاجبه متزامنا مع شفته العلوية مستنكرا
– ايوة هتقوليلي دا بارد ومستفز ياحبيبتي.. هتجبيه لحبيبك
أعاد الهاتف بالرنين ونغم تضحك عليه بصخب
استغرب ريان تواصل بيجاد بالرنين على غير عادته فهو يتصل مرة ولم يكررها بنفس التوقيت
نظر لنغم وطلب الصمت
– فيه إيه ياحيوان دوشتني… هب واقفا وهو يحاول أن يفهم كلماته التي لم تصل لمفهومه سوى
-“بابا انضرب عليا نار وغِنى اتصابت مكاني “مراتي بتموت يابابا
نهض سريعا متجها لغرفة ملابسه
– اهدى حبيبي ساعة وأكون عندك… جاد اجمد حبيبي حالا انا في الطريق..
فزعت نغم من حالة زوجها امسكته من مرفقيه
– الولد ماله… ايه اللي حصل
نغم هدخل اخد شاور تكوني جهزتيلي هدومي بسرعة
وقفت امامه تلكمه وتصرخ بوجهه
– ابني ماله ياريان… الولد فيه ايه
سبّ نفسه عندما افزعها دون قصد منه
ضمها لأحضانه مقبلا رأسها
– بيجاد كويس حبيبتي… غنى اللي انضربت بالنار ولازم اتحرك حالا
أمسك هاتفه
– عمر شوفلي طيارة للقاهرة فورا…خلال عشر دقايق
هزت رأسهاواردفت هروح معاك ياريان مستحيل أفضل هنا ومعرفش حاجة عن ابني
قبل راسها
– تمام اجهزي… متخافيش الولد كويس وإنت سمعتي أهو بيقول إيه
بعد فترة يقف بجانب بيجاد أمام غرفة العمليات… ثم تذكر صهيب
❈-❈-❈
بفيلا صهيب
كان متجها لباب الفيلا… وجد عز يستقل سيارته متجها للخارج بحالة مرزية… اتجه بنظره للمنزل عله يرى احدا.. خطى للداخل أوقفه رنين هاتفه.. الذي جعله متجها للخارج مهرولا بعدما استمع للمتصل
دلفت جنى تبحث عن رُبى … تسمرت مكانها عندما وجدتها بمظهرها المزري
صرخت باسم والدتها ثم اتجهت إليها
-رُبى حبيبتي إيه اللي عمل فيكي كدا… وصلت نهى عندما استمعت لصياح ابنتها
شهقة خرجت من فمها… وضعت يديها على فمها من الصدمة… ذهول جعلها كالمشلول الذي شلت حركته بالكامل
كانت تجلس على فراشه تنظر في شرود ودموعها تنسدل بغزارة كالشلال… خصلاتها المبعثرة على وجهها بفعل مافعله بها… شفاها الدامية وملابسها الممزقة… كان جسدها يرتعش ولسانها يردد
– عايزة ماما.. أنا عايزة ماما
ضمتها نهى بأحضانها وهي تصرخ بفزع…يادي المصيبة…يادي المصيبة.. لم تكن تتوقع بأن إبنها سيصل بهذه الحقارة
بكت نهى على حالتها وأردفت
– أنا آسفة ياعمري.. ياريت ماطلبت منك يابنتي… قبلت خصلاتها وبدأت تهذي بهذه الكلمات
ضمت وجهها بين راحتيها
– روبي حبيبة قلبي سمعاني.. قوليلي حبيبتي.. عز عمل ايه، عملك فيكي ايه الحيوان دا، والله لأخلي باباه يموته بس الحيوان دا يجي
نظرت رُبى بشرود وأردفت كالتائه
– أنا عايزة مامي… اتصلي بمامي علشان خاطري ياآنطي نهى.. هاتيلي مامي
استمعت لطرقات على باب الغفلة
نظرت نهى لجنى التي تمسك يد رُبى وتبكي…
– شوفي بابا جه ولا لأ… خليه يجلي حالا هنا… وهاتي حاجة من هدوم بنت عمك تستر نفسها
هزت جنى نفسها وهي تبكي بنشيج لم تصدق مافعله عز بحبيبته
فتحت الباب إذ بالعاملة تردف
– حضرة الضابط جاسر تحت وهو الباشمندس اوس… عايزين الدكتورة رُبى
هزت جنى رأسها وتحدثت
– قوليلهم رُبى نايمة.. هتبات مع جنى النهارده
أومات العاملة ثم تحركت للخارج
أغمضت جنى عيناها بحزن وهي تنظر لرُبى المكومة بأحضان والدتها
في مكانا آخر… توقف بمكان لا يعلم أين وصل وكيف.. اخنفاسه تعلو وتهبط .. كره حاله عندما تذكر ماأوصلها به.. الألم يكاد يدمي قلبه… كانت دقاته تتقاذف بعنف داخل صدره بينما انسحبت أنفاسه… تمنى أن تزهق روحه
ترجل من السيارة يتخبط بمشيته وهو يصرخ من أعماق جوفه حتى شعر بتمزق أحباله الصوتيه
بدأ يلكم رأسه بالسيارة علّه يكون داخل كابوس وسيفيق منه
ظل يسير بلا هدي تاركا سيارته وعبراته تغرق وجهه… ونيران تحرق صدره.. جلس بمكان مظلم يشبه حديقة عامة..وضع جسده الذي انهكه التعب من كثرة السير وجلس على الأرضية يضع رأسه على ذلك المقعد الحجري بجواره… لا يعلم أين وصل..
“مبارك عليكِ يانفسي وجع قلبي الدامي
مبارك عليكي حياة بلاها..
مبارك عليكي شعورك بالهوان والضعف دونها
مبارك عليكي حياة كالأموات”
❈-❈-❈
بفيلا جواد الألفي
دلف الاخوان وهما يمزحان مع بعضهما البعض.. توقف جاسر ينظر لأوس مردفا
– يعني ثبّت أبوك وعمو ريان
تهكم أوس ساخرا من كلمات أخيه بحركة من شفاه ثم تحدث
– مسمهاش ثبتهم ياحضرة الضابط… أسمها قدرت تقنعهم يابني… وعلى فكرة بابا وعدني بعد الأمتحانات هنروح نخطبها
صفق جاسر بيديه
– أيوة بقى وأخيرا هيدخل الفرح بيتنا يابني
لكمه أوس وتحدث ساخر
– كان المفروض الخطوة دي تعملها انت ياحضرة الضابط… ضحك جاسر وهنا ذهب بذاكرته لتلك العيون الزرقاء وشعرها الأشقر لم يعلم لما أتت على باله
أخرجه من شروده صوت العاملة
– أحضرلكم العشا يابشوات
وقف جاسر أمام العاملة وأردف بهدوء
– هو أنا يا”منى “هفضل أفهمك لحد امتى
زمن البشوات دا اتلغى
نظرت إليه” منى” بنظرات إعجاب وأردفت
– برضو العين ماترفعش على الحاجب ياجاسر باشا
جذبه اوس وتحرك
– شكرا يا”منى” إحنا لسة متغدين برة
توقف جاسر وتسائل
– هو بابا متصلش بيك النهارده.. بقاله يومين متصلش بيا
هز أوس رأسه برفض
– وأنا كمان..بس غريبة دي،إن حضرة اللوا مايتصلش بينا…دا أنا كنت عايش دور العسكري
لكمه جاسر بخفةورفع حاجبه بسخرية وتحدث
– ماله العسكري ياحضرة المهندس العظيم
أمام غرفة العمليات
بعد خروج الطبيب وحديثه الذي أنهاهم جميعا…جلس بيجاد على ارضية المشفى وكأنه لا يسمع ولايرى سوى لقائتهم
حاول صهيب أن يصل لجواد وكالعادة الهاتف مغلق
قاطعه رنين هاتفه مع جاسر
– فينك ياعمو…دي السهرة اللي وعدتنا بيها…وكمان الباشمهندس عز معرفش راح فين
لم يكن بحالة للنقاش ابدا
– جاسر إحنا بالمستشفى حبيبي…أختك حالتها خطرة ومش عارف أوصل لبابا
ربى مالها صرخ بها جاسر أفزع أوس الذي،كان بغرفته..اتجه سريعا لأخيه..استمع لصوت جاسر
– مالها رُبى ياعمو…أنا لسة راجع من عندكوا…
أغمض عيناه وأردف بهدوء
– دي غِنى ياجاسر مش ربى غِنى طلعت اختك
هزة عنيفة أصابت جسده بالكامل..ووخزة قوية اصابت قلبه..مما جعل هاتفع يتساقط من يديه
– “غنى” أختي… يعني غنى توأمي.. يعني كانت بتعمل كدا علشان تقرب مننا
هز رأسه ويكاد رأسه ينفجر من الأسئلة.. كيف ومتى وصلوا لمعرفة الحقيقة
وماذا عن والده… هل كان يعرف
إحساسي بيها مكنش غلط..
وصل أوس ونظر لأخيه التائه المشتت الذي يحادث نفسه
– جاسر مالها رُبى
بصعوبه إستدار بجسده إليه وأردف كالمعتوه يضحك ويبكي في آن واحد
– غِنى طلعت أختنا…غنى طلعت توأمي
قهقهات عاليه دون الشعور بشيئا سوى شيئا واحد ضعفه
– كيف لم يشعر بها…هنا ذهبت ذكريات الطفوله وتشوش العقل
جذبه أوس وتسائل
– غنى مين ياجاسر..قصدك غنى خطيبة بيجاد
هز رأسه بنعم..ثم رفع نظره وتسائل
– إنت شوفتها ياأوس
هز رأسه برفض وتحدث
– لا كنت في الغردقة يوم الخطوبة ومتنقبلناش خالص…خرج جاسر من اسئلته وذهب متجها للمشفى
– لازم أعرف الحقيقة…وازاي وصلو لها
ناداه أوس..إستنى هاجي معاك
أوقفه جاسر بيديه
– لا خليك هنا ممكن رُبى تزهق من بيت عمك وتيجي وخصوصا شدها الأيام دي مع عز
❈-❈-❈
بالمشفى
وقف ينظر إليها من خلف الزجاج ودموعه تنسدل بقوة… تذكر كيف سيكون حالة آخيه عندما يعرف
مسح على وجهه علّه يفكر بشيئا
اتجه بيجاد للطبيب
– عايز أدخل اشوفها حتى خمس دقايق لو سمحت
أومأ صهيب برأسه للطبيب
خطى بخطوات هزيلة بعدما احضرته الممرضة…كانت الدموع تغرق وجهه..صرخة بآهة عاليه خرجت من عمق قلبه..شهق ببكاء مرتفع عندما وجدها متسطحة على ذاك الفراش اللعين…تمنى لو يخطفها ويذهب لعالم لا يوجد سواهم
جلس أمامها على ركبتيه وهو يقبّل جبينها
– غِنى حبيبتي..افتحي عيونك ياحبيبة بيجاد…عايز أقولك أنا بحبك اد إيه ياعمري بحبك أد اللحظات اللي بعدتي عني فيها
بحبك أد كل دقة قلب خرجت من قلبي وإنت بعيد…بحبك أد كل كلمة حب اتقالك
مسد على خصلاتها
– على فكرة مش بكيفك تسبيني تعبان كدا…لازم تفوقي وتعانديني..وحشتيني ياعمري أنا
وضع رأسه على كفيها… أنا هفضل نايم كدا لحد ماتفتحي عيونك وتزعقي وتقولي امشي يامستفز…
رفع يديها يقبّلها بحب
– ياله ياغنايا… افتحي عيونك لحبيبك علشان الشمس ترجع تنور حياته تاني
غنايا أنا بموت آسف على كل كلمة حبيبي
زعلتك فيها… أسف على كل حرقة اعصاب حرقتهالك.. تمنى لو ينزع ذاك الجهاز ويقبل شفاها حتى تفيق من نومها الذي كرهه
دلفت الممرضة
– لو سمحت ماينفعش كدا… قولتلك ماتقربش منها
نظر إليها بغضب
– إمشي أطلعي برة..
خرجت بعدما وجدت حالته.. بعد قليل دلف صهيب إليه
– بيجاد تعالى مينفعش كدا… لو عايزها تقوم بالسلامة ياريت تلتزم بكلام الدكاترة.. لو سمحت، أنا مش مستعد لأي مخاطر
نهض متجها للباب ونظراته تحاوطها وقلبه يناديها
– ياله غنايا افتحي عيونك لحبيبك… عارف ومتأكد إنك بتحبيني.. انسدلت دمعاته… ضحيتي بنفسك علشاني هعاتبك لما تفوقي
خرج وهو لايشعر بشيئا خرج ينظر لوالده
أمسك هاتفه للمرة التي لا تحصى وهو يهز رأسه بآسف
لكم بيجاد الحائط بقوة وشهقة مليئة بالوجع عندما أردف الطبيب الوقت بيعدي
وجد جاسر آتيا في أول الردهة
اتجه برأسه سريعا للطبيب
– لسة فيه أمل يادكتور… لو أبوها مش موجود… أخوها موجود
رفع صهيب نظره لبيجاد
– ودا مستحيل يحصل يابيجاد… لازم ابوها يكون موجود… هب فزعا وصرخ بالجميع
– أي أمل يوصل لشفاها مش هتاخر إني اقدمه ولو أنا أنفع مكنتش محتاج حد فيكم… قالها بصوتا مرتفع
وصل جاسر ينظر اليهم
– ايه الكلام اللي حضرتك بتقوله دا ياعمو… وإزاي اتأكدو انها غنى اختي… قالها وهو ينظر لطارق وتهاني
جذبه بيجاد ونظر إليه
– دي أختك وأنا كنت عارف من أول مرة شوفتها واتحققنا من دا..ولو تفتكر قولتلك بلاش كلام بكرة تندم عليه… دلوقتي اختك محتاجك وإنت الوحيد اللي تقدر تنقذها أو باباك.. اي حد في اخواتك ياجاسر
وقف جاسر متصنما بمكانه عندما فهم مايشير اليه
رجع بجسده للخلف… وفجأة انسدلت عبراته وهو يهز رأسه
– مستحيل دا مستحيل… أكيد بابا ميعرفش… هز رأسه هزات عنيفة وكأنه تحت الصدمة التي لا يستطيع مقاومتها
لا ماهو كدا كتير… عمو صهيب بيجاد بيقول إيه هي… أشار لبيجاد ثم توقف
– لا كدا بابا عارف… ومعنى انكوا تطلبوا حاجة زي دي… رجع خصلاته للخلف وهو يتنهد بوجع
أشار لباب الغرفة التي تمكث بها
– أختي هنا بتموت ياعمو… مش كدا… أختي بتموت صح، لوكيميا..
هز رأسه عندما وجد حالتهم جميعا
صرخ وهو يلكم الجدار بجواره
– طيب ليه عرفنا… مكناش عايزين نعرف… مكناش عايزين نتوجع تاني.. هي كدا هتسبنا.. آه… آه… هتسبنا تاني بس المرادي للابد.. أبويا ذنبه إيه.. وأمي… آهة صارخة بنيران الوجع والألم… آه، وآه عليكي ياامي لما تعرفي
جذبه صهيب وصرخ بوجهه
– إنت أهبل يلآ بنقولك هتخف… عمليه بسيطة وهتخف
ابتسم جاسر بسخرية
– عملية بسيطة.. لوكيميا بسيطة ياعمو.. دا حتى خلي غيرك يقول كدا
صفعه بخفة على وجه
– فين إيمانك بربنا ياحمار.. ينفع نقول لربنا ليه ياجاسر… أكيد له حكمة في كدا حبيبي
ضمه عمه وجلس على المقعد وكل مايفكر به حالة جواد وغزل عندما يعلمون
نهض بيجاد وتحدث
– بما أن الموضوع متوقف على عمو جواد… يبقى أنا لازم اوصله.. وهعرف أوصله..
اوقفه صهيب قائلا
– بيجاد لو وصلتله قبلي عرفه إني عملت حادثة… متقولش غير كدا يابيجاد.. صدقيني يابني الضربة هتكون أخف وفي نفس الوقت عمره ماهيتأخر عني
نظر جاسر لعمه
– إزاي تطلب دا
– يعرف وهو جنبي ياجاسر أهون لو عرف وهو لوحده…
أومأ بيجاد برأسه متجها للخارج
ظل ريان يهاتفه عدة مرات ولكن دون جدوى
❈-❈-❈
بروسيا
أمام المدفأة كانوا يتناولون وجبة العشاء، نظر لغزل التي تتلاعب بطعامها
– مبتكليش ليه حبيبي
رفعت وتمنت أن يستمع إليها
– جود قلبي وجعني أوي عايزة اطمن على الولاد وخصوصا غنى وربى…حاسة فيهم حاجة
ضمها لأحضانه عندما شعر بما تشعر به
– تمام ياقلبي..نتعشى واتصل بيهم…وكمان عايزة أطمن على باسم بقاله فترة مااتصلش بيا
ضيقت عيناها وتسائلت
– ماله باسم؟
ابتسم بسخرية واردف
– اتجوز…وضعت يديها على فاهها من الصدمة
– متقولش لحق نسي مراته وراح اتجوز ياجواد هزعل منه أوي…دا كان بيحبها أوي
تنهد بوجع على صاحبه
– ياريته ينساها ياغزل..كان هيكون أرحم من اللي بعمله..
قطبت مابين حاجبيها وتسائلت
– ليه ياحبيبي عمل ايه
زفر بغضب عندما تذكر مافعله
– عرف مين اللي قتل مراته وابنه…فاكرة العتال اللي كان خطفك انتِ وسيف
أومأت برأسها
– هو دا أكبر داهية على روؤسنا كلنا..باسم عرف يوصل لبنته…عنده بنت أد جاسر وغنى في الجامعة عمل عليها حوار حب والبنت وقعت في غرامه فعلا وراح اتجوزها من ورا ابوها علشان يقهره…طبعا البنت صغيرة أوي عليها فرق اكتر من عشرين سنة
شهقة خرجت من غزل وأردفت بحزن
– طيب ليه يعمل كدا…أنا مابعترضش على السن أنا بعترض على الطريقة اللي لعب بمشاعر واحدة بريئة
تحدث جواد بغضب عندما تذكر حالته
– دا اللي زعلني منه وكان رافض اني اعرف..خطط هو وعثمان وعملوا كل حاجة من ورايا
– طيب والبنت ياجواد ذنبها إيه بس
مسح جواد على وجهه بعنف
– للاسف ياغزل…باسم عامل زي الوحش،..مبيسمعش لحد…تخيلي اخد البنت مكان محدش يعرفه…ومعرفش ناوي على إيه..أنا خايف عليه…العتال مش سهل ابدا
ربتت على يديه وتحدثت
– إن شاءالله ربنا هيوقف معاه…المهم يرجع البنت المسكينة لأهلها
هز رأسه بتنمي وأردف
– البنت كانت بتحبه أوي دلوقتي بقت تكرهه وخايف لتعمل فيه حاجة
شعرت بوجعه على صديقه…وضعت رأسها على كتفه واردفت
-ان شاءالله هيكون كويس ياحبيبي متقلقش،
❈-❈-❈
أمسك هاتفه الذي يغلقه بالأمس…وقام الأتصال بابنته اولا
تناولت نهى هاتف ربى سريعا
– دا باباكي ياروبي..قبلت جبينها وابتلعت غصة مردفة
– كلميه وبلاش تعرفيه حاجة لما يجي يابنتي أنا عارفة ابني غلط ولازم يتأدب
أمسكت الهاتف بيد مرتعشة وتذكرت حالته التي كان عليه
– أيوة يابابي… قالتها بصوت مؤلم حزين
انشق قلبه على صوتها الحزين
– مالك يابابي… بتعملي ايه
جذبت غزل الهاتف من يديه
– روبي حبيبة مامي… وحشتيني ياقلبي
هنا انهارت رُبى بالكامل
– مامي وحشتيني… تعالي بسرعة… انا محتاجكي اوي يامامي
نهضت غزل وقلبها يؤلمها من كلامات ابنتها
– الصبح هكون عندك ياروح مامي… بطلي عياط… جذب جواد الهاتف
– ربى انتِ فين
بصوتا متقطع من البكاء، عند عمو صهيب
اعطت الهاتف لنهى عندما ازداد بكائها
-ايوة ياجواد متخافش، هي شكلها شافت كابوس فبتعيط علشان كدا
كان قلبه يؤلمه شعر بكذب نهى من حديثها المتقطع… اجابها
– تمام يانهى… بكرة هنكون في مصر إن شاءالله
قام الاتصال سريعا على جاسر
نظر جاسر الذي يجلس بجوار صهيب وريا… جحظت عيناه وهو يبتسم
دا بابا
رد عليه بسرعة هذا ماقاله ريان
نظر صهيب وتحدث بهدوء
– جاسر زي ماقولتلك… بلاش تقوله حاجة قوله زي ماقولتلك… عمو صهيب عمل حادثة تمام ياحبيبي
انقطع الاتصال زفر ريان بقوة
اتصل بيه يابني بسرعة… الوقت بيتحكم فينا… لم يكمل حديثه اذا استمع لرنين هاتف صهيب
جذب ريان الهاتف
– انحت لسة هتفكر
– أيوة ياجواد… اتجه جواد للنافذة.. وبدا الشك يخترق صدره
– هو دا مش تليفون صهيب ولا أنا اتصلت بالغلط ولا إيه
تنهد وحاول أن يملأ رئتيه بالهواء ثم تحدث
– لا دا تليفون صهيب…وجاسر معايا كمان
هزة عنيفةأصابت جسده جعلته غير قادر على الحركة وسنيورهات كثيرة تداخلت بعقله
– ايه اللي حصل ياريان عندي،
ساد صمتا للحظات… لم يعلم امر إخباره سيكون صعبا بهذا الحال
– جواد صهيب عمل حادثة… وبنحاول نوصلك من امبارح
كان الرعب قد تسلل إلى قلبه… ابتلع ريقه الجاف وتسائل
– حالته إيه ياريان لو سمحت.. قولي إن اخويا عايش، ومتخبيش حاجة
قاطعه ريان بصوتا مرتجف بعض الشئ… اشفق عليه كثيرا فالامر صعب ومؤلم
من جميع الجهات
– هو كويس… بس لازم تيجي ياجواد
شعر أن الأرض تميد به وأصبح قاب قوسين او أدنى من فقدان وعيه… وشعور بضعف الدنيا يحتل كيانه ورغبة في الوصول إليه بلحظات
وقفت غزل مذهولة من تبدل حال زوجها
جواد في ايه؟
مين؟ صهيب ولا سيف
نظر إليها وعيناه تغشاها الدموع
– صهيب عمل حادثة ياغزل من امبارح… أخويا بيتوجع من إمبارح وأنا قاعد هنا بتفسح
وضعت وجهه بين راحتيها
– جود حبيبي هو اكيد كويس،… ياله فوق علشان تشوف طيارة نرجع فورا أنا برضو قلقانة حبيبي… لازم ننزل نطمن على صهيب.. ياله حبيبي
قاطعه رنين هاتفه
– دا بيجاد… اجابه سريعا
– فينك ياعمو جواد… دي عملة تعملها
صرخ بيها بيجاد بقهر ووجع قلبه
ذهل جواد من حديث بيجاد
– بيجاد طمني صهيب كويس
مسح بيجاد على وجهه يكاد يقتلع جلده محاولا السيطرة على نفسه حتى لا يشعره بما يشعر به
– هو كويس… هو عايز يشوفك… أنت فين وانا هتصرف وأشوفلك طيارة خاصة
سقط على المقعد كمن تلقى ضربة اقسمته لنصفين عندما شعر بسوء الاحوال
– انا في روسيا يابيجاد… ساعتين هكون في المطار علشان أنا في غابة بعيد عن البلد
أوف أوف.. صرخ بها بيجاد عندما فقد السيطرة
إنت شايف الجو دلوقتي عامل ازاي… مستحيل تعرف تخرج من مكانك حاليا… صمت قليلا واردف
– طيارة هليكوبتر… لازم
قاطعه جواد يصرخ فيه
– اخرص يلآ… ساعتين وهكون في المطار
❈-❈-❈
بالقاهرة بغرفته
عدة محاولات الأتصال بها ولكن ككل مرة
– الهاتف الذي طلبته ربما يكون مغلقا
ألقى هاتفه بقوة على فراشه.. وأحس بأرتفاع ضغط دمه من تلك المستهترة… لقد طفح الكيل من أفعالها الباردة
جلس أمام مكتبه وفتح مشروعه محاولا العمل عليه.. ولكن تذكر أخته التي تحدث عنها جاسر منذ قليل… رجع لهاتفه يحمله وقام الأتصال به
نظر جاسر لصورة اخيه على هاتفه
– أيوة ياأوس
– ايه ياجاسر قولت هطمني ومفيش كلام
نهض بعيدا عن مكان الجميع وأجابه
– الوضع هنا وحش أوي ياأوس،.. غنى طلعت مريضة بلوكيميا وكمان مضروبة بالنار وحالتها خطرة وبابا جاي في الطريق
نهض سريعا من مكانه متجها لغرفة ملابسه…يرتدي ملابسه سريعا
– أنا جاي بعد شوية…
أجابه جاسر:
– عدي على اختك عند عمك عرفها علشان ماتجيش ومفيش حد في البيت
– نعرف ياسين ولا لا؟ تسائل بها أوس
رفض جاسر قائلا
– بلاش دلوقتي هو كدا كدا في الكلية ومعرفش بلاش نقلقه…لحد مايوصل بابا بالسلامة ونعرف هيعمل إيه
بعد عدة ساعات وصل جواد لمطار القاهرة
كان ينتظره جواد حازم بالمطار…أسرع جواد بحالة من الذعر،
– صهيب كويس صح… انتوا مش مخبين حاجة ياجواد… كانت تقف بجواره ودموعها تنسدل
– حبيبي طمنا ورد على خالك… خالو صهيب كويس… تذكر حديث صهيب عن حالة جواد عندما يعلم
نظر إليهما واصتنع ابتسامة هادئة
– والله كويس… ياله علشان تروحله
استقلوا السياره متجهين للمستشفى… توقف بالطريق
– أنا هنزل أخد تاكسي ياغزل وانتِ روحي إطمني على رُبى حبيبتي
أشارت غزل إليه
– حبيبي رُبى كويسة ونهى معاها .. يعني متخفش… هنا توقف لحظة ينظر لجواد
نهى سايبة جوزها وقاعدة مع رُبى…
انتوا مخبين عليا إيه ياجواد
– خالو طنط نهى متعرفش حاجة وحياة ربنا ماتعرف حاجة
تزاحمت الأفكار بعقله وظل يفكر بجميع الاتجاهات… ورغم ذلك
– عدي على البيت نوصل مرات خالك
أومأ جواد حازم دون حديث عله يخرج مأزقه
نظرت غزل تستنجيه بنظراتها
– لو سمحت ياجواد خليني اروح أطمن على صهيب
ضم اكتافها وأردف
– شوفي البنت حبيبتي وتعالي.. صوتها مش مطمني… تمام يازوزو
أومأت وهناك نخر بقلبها يدعيها للرفض
❈-❈-❈
بعد قليل وصل جواد للمشفى
صعد سريعا الطابق المنشود… كان متجها في أول الردهة.. ودقات عنيفة أصابت قلبه ارجعها لخوفه على أخيه.. ولكنه تسمر بوقفته ينظر للأمام بفجع وصدمة زلزلت كيانه… وتوقف قلبه عن النبض
عندما وجد صهيب يقف بجوار ريان… وبيجاد يجلس يضع رأسه بين يديه وبكاء تهاني وطارق على الجانب المقابل لديهم
خطى بخطوات كأنه يتحرك على نيران قلبه… نيران اشتعلت بجسده… وهزات عنيفة أصابته بالكامل … عندما وصل لبعض التكهنات
رمق جواد حازم بنظرات جانبية
– بتلعبوا بيا ياجواد… بتلعب بخالك
خالو لو سمحت الموضوع غير، ماانت مفكر
رسم ابتسامة سخرية
– بنتي حصلها إيه ياجواد
ذُهل جواد عندما علم أنه كُشف امرهم
نيران بصدره جعله يدلكه بقوة ويخطو إلى أن وصل ووقف أمام الجميع
رفع بيجاد نظره لذاك الذي يقف أمامهم
هب واقفا… وضمه بقوة وهو يحمد ربه
– كنت عارف إنك مش هتتأخر… رفع يديه يقبلها وحالة ذهول من الجميع… أبكت ريان على حالة ابنه الذي ضمه لصدره هو وعمر اخيه
– حبيبي إهدى مينفعش كدا…
خلي عمو جواد يرتاح…. قالها ريان
قاطعهم بيجاد عندما دفعهم واتجه لجواد التائه والمشتت بوجوهم… ذهب نظره لتلك الغرفة التي كان يقف أمامها صهيب منذ قليل… ثم اتجه بنظره لصهيب
– بنتي مالها ياصهيب
أطبق صهيب جفنيه بقوة… مؤلما أخي تلك المواجهة… مؤلما حقا تلك الضربات التي لم يحتويها عقلا ولا قلبا… حقا أخي كفي ماصار لك… ماكان عليه إلى أن يجذبه لأحضانه
– إيمانك بربنا أد ايه ياجواد…عندك يقين بربنا .. انت عارف الصبر على الابتلاء من الأيمان
خرج ينظر لمقلتيه وتسائل
– بنتي فيها إيه ياصهيب…
بلاش مقدماتك دي
وقف بيجاد أمامه ودموعه تنسدل بقوة
– بنتك بتموت… ياعمو… غنى بتموت وأنت في إيدك تنقذها… الصراحة مش إنت بس
وزع نظره بين جاسر وأوس،وبينه
حد فيكم اللي يقدر… أي حد فيكم قالها بقهر قلبا مؤلم على حبيبه
اكمل حديثه
– حضرتك عايز بنتك ترجع… أهي رجعت ياعمو… ياله بقى انقذها… روح قول للدكتور أنا أبوها وهنقذها
صمت هائل على الجميع بعد حديث بيجاد الذي جعل عالمه ينهار أمامه… ولم يرى سوى صوتها وضحكاتها واعترافاتها بحبه
❈-❈-❈
خطى بخطوات بطيئة كطفلا يتعلم المشي… فتح باب الغرفة توقفت الممرضة أمامه… دفعها بقوة حتى اصطدمت بالحائط… دلف للداخل وعيناه محجرة بدموع العجز والألم… دموع جفت من كثرة البكاء،… دموع جفت من كثرة الانتظار.. دموع أبت النزول… فقط جسده أصبح بلا روح… جسد لا يشعر بشيئا سوى صفعات القدر
وصل وجدها تفتح عيناها لأول مرة منذ إصابتها بطلق ناري… ركع على ركبتيها وجسده ينتفض أمام عيناها التي تحاول بفتحها ولكن أضاءة الغرفة تعرقل فتحها.. عدة محاولات وهي تمتم باسم بيجاد
اقترب من جبينها يطبع قبّلة مطولة عليها
– ألف مليون سلامة عليكي ياروح بابا
اهتزت شفتيها وأردفت بصوتا متقطع
– عمو جواد.. وحشتني أوي
رفع يديها وقبّلها مردفا
– عمو جواد يفديكي بروحه ياحبيبة عمو إنت…
-فين بيجاد…كان عايزين يموتوه
صدمة اذهلت مقاومته..لم يعلم بما أصابها..للتو نظر إلى.جسدها. علم بما أصاب صغيرته..أيعقل تصاب بطلق ناري غير مرضها
اتجه للنافذة الذي يقف عليها الجميع
– شايفة بيجاد برة أهو هيموت عليكي…عايز يطمن عليكي ياروح أبوكي
أغمضت عيناه وذهبت بالنوم مرة أخرى وهي تردف
– قوله غنى بيجاد كويسة أوي يابابا لو سمحت
توسعت عيناه من ذكراها له ببابا
قبّل يديها..دلفت الممرضة لكي تنقلها لغرفة عادية
بعد قليل
كان يجلس يضمها لأحضانه ودموعه تنسدل بقوة…دلف صهيب إليه
– جواد سيب البت بقالك ساعتين وإنت كدا…ولادك هيموتوا برة..حبيبي قوم يالا هديهم أنا مش قادر عليهم … ولسة كمان غزل اللي متعرفش لحد دلوقتي… لازم تحضر نفسك لما تعرف
هز رأسه برفض
– سبني أشبع من بنتي ياصهيب… أخوك بيموت ياصهيب… معدش فيّا حيل خلاص تعبت
دلف ريان وتحدث
– انا بعت لدكتور في ألمانيا وبعتله كل التحاليل والأشاعات وهو ان شاء الله خلال يومين هيكون هنا
تسائل صهيب
– ليه غزل مش هي اللي هتعمل العمليه لجاسر وغنى
كان ينظر بشرود قاطعه دلوف غزل وهي
تقف مذهولة تهز رأسها برفض وبكاء
– لا مش معقول… لا حد يقولي إني في كابوس… مستحيل.. مستحيل… دا كتير والله كتير… ضمتها نهى
– غزل ممكن تهدي
ظلت تنظر لجواد وهي تهز رأسها
– دا كابوس صح… حد يقولي دا كااااابوس
صرخة خرجت من قلبها قبل جوفها
بفيلا صهيب
رجع باليوم التالي… والذي يراه يظن إنه خارجا من موتة بصعوبة… رأسه التي بها بعض الجروح… ويديه التي تنزف…
دلف إلى غرفته… وجدها تغفو بهدوء على فراشه… وقف يستند على باب الغرفة يتنفس بألما بصدره.. حاول التنفس عله يخرج تلك المشاعر التي تؤلمه… ويشعره بنغزة بصدره… خطى إلى أن توصل لفراشه
وألقى بجسده بجوارها

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تمرد عاشق 2)

اترك رد

error: Content is protected !!