روايات

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 البارت الرابع والعشرون

رواية أولاد الجبالي 3 الجزء الرابع والعشرون

أولاد الجبالي 3
أولاد الجبالي 3

رواية أولاد الجبالي 3 الحلقة الرابعة والعشرون

الابتلاء أمارة من أمارات محبة الله للعبد، ويدل على ذلك الحديث الذي ورد السؤال عنه، وهذا الحديث رواه ابن مسعود وغيره من الصحابة رضي الله عنهم أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذا أحَبَّ الله عبدًا ابتلاهُ لِيَسْمَعَ تضرُّعَهُ» أخرجه الإمام البيهقي
………..
عندما تأخر مسالم فى العودة لطمئنة قمر ولم تسمع له صوت ، دب الخوف والفزع فى قلبها وقالت بذعر :
_ أتأخرت ليه عليه أكده يا مسالم .
_ لا أنا جلبى مش مطمن ، أستر يارب .
ثم تفاجئت بمن يقتحم عليها الغرفة، فسقط قلبها خوفا ، وأزرق وجهها من شدة الذعر وارتجفت أوصالها فأخرجت صرخة هزت جميع أركان المنزل :مسااااااااالم.
_ أنت فين يا مسالم ؟
فضحك زرارة ساخرا : مسالم بره نايم فى سابع نومة ، وبطلى صريخ بجا يا حلوة عشان متصحهوش .
_خليه يريح منك شوية ، ثم طالعها بلهفة من شدة جمالها وأردف وهو يسير إليها : صراحة أنتِ مش قمر واحد أنتِ قمرين ، حاجة كده تفتح النفس وخسارة فى مسالم .
عشان كده هنخدك منه يا قمر أنتِ .
فاتسعت عين قمر من الخوف وتجمدت الدماء فى عروقها ورفعت يديها مشيرة إليه بفزع : إياك تقرب منى ، بعد عنى .
وإلا هصرخ وفى دجيجة هتلاقى الحكومة إهنه ، عشان هما محاوطين البيت وساعتها هتندم ، فبعد عنى أحسلك.
فضحك زرارة مردفا بسخرية : هما لو محاوطين البيت كنا عرفنا نچيلك .
_ يلا يا حلوة عشان حبيب الجلب * حمدى * مستنيكِ على نار .
فازداد لعاب قمر وتيبس جسدها وتوقفت الكلمات فى حلقها وشخص بصرها وجاهدت حتى تصرخ تستغيث فلم تستطع سوى أن تهمس بألم : حمدى .
لتنهمر الدموع فى عينيها وظهر أمام مخيلتها كل ماضيها المؤلم معه من اغتصابـ ها وهى تحت تأثير المواد المخدرة ، ومواقعتها بعد ذلك رغما عنها بعد أن أدمنت ، ثم إجبارها على العمل معه فى تلك الصفقات المشبوهة .
والأدهى من ذلك ضعفها الذى جعلها تضع المواد المخدرة لأختها ، حتى تذوق من نفس الكأس التى ذاقته هى .
وكل ذلك تحت ستار الحب المزيف الذى أوهمها حمدى به وحلمت باليوم الذى تتزوج منه بعد أن يطلقها براء .
ولكنها وقعت فريسة له ، لتستيقظ بعد ذلك على كابوس أسود دمر حياتها .
ليأتى بعد ذلك شعاع نور بين كل ذلك الظلام الذى عاشت به وكان هذا الشعاع هو ” مسالم ” الذى أضاء سماء حياتها الحالكة وعلمها معنى الحب الحقيقى الذى أثمر عن نبتة مازالت فى أحشائها لم ترى النور بعد .
كل ذلك جعلها تصرخ مجددا بإسم مسالم لكى ينقذها كما وعدها وطمئنها من قبل أنه لن يحدث لها شىء طالما هو بجانبها .
_ فلم خذلها الآن فى أكثر وقت تحتاج إليه !!
مسااااااااالم ، الحجنى ، يا مسااااااالم
عيخدونى لحمدى تانى بعد ما لجيتك .
هرچع تانى بعد ما نضفت توبى .
مساااالم ، انت فين ، إلحجنى .
ليصرخ رضوان فى زرارة : أنت مستنى إيه خدرها بسرعة ، قبل ما تفضحنا بصريخها ده ، وحد يسمعها ونروح فى داهية .
صك زرارة على أسنانه بغيظ مردفا: طيب من غير زعيق ، ده أنت أكده إلى عتفــ.ضحنا لكن هى صوتها كيف النعامة .
ثم أقترب منها وحاولت هى التراجع للخلف خوفا منه وجاهدت لتخرج صوتها لتستغيث ولكنه باغتها ونثر المخدر على أنفها ، ففقدت توازنها ثم سقطت بين يدى زرارة مغشيا عليها .
فأخذ صدره يعلو ويهبط من اللهفة عليها وهى بين يديه ولا يستطيع الفتك بها الأن .
فصاح رضوان : عتفضل تتأمل فيها كتير أكده ، لغاية ما الحكومة تتطب علينا ولا جوزها يفوق .
_ يلا بينا بسرعة من إهنه قبل ما يحس بينا .
فحملها زرارة على كتفه ، ثم ألقى رضوان عليها ملائة لتغطيها حتى لا يراها أحد ويفتضح أمرهم .
_ ثم غادروا سريعا بها ، ووضعوها فى السيارة لينطلوا بها إلى مصيرها حيث حمدى .
فـ ااااااه عليكِ يا قمر
بعد أن وقعت بين يدى من لا يحرم
وأنت أيها المسالم
كيف سيكون وقع الأمر عليك عندما تكتشف أن منية القلب التى كنت تحاوطها بجفون عيونك ، قد سرقوها منك .
فأى ألما هذا !!
******
تفاجىء فريد بطلب مرام بالزواج ، ففتح فاه ببلاهة مرددا :
_ إيه !
لتحتقن الدماء فى جسدها وتكرر طلبها بخفوت : قولت نجوز
_ مش قولت بتحبنى يا فريد ، واى قصة حب لازم تنتهى بالجواز .
فضحك فريد وعبث بخصلات شعره ليستطرد ساخرا :
_ أديكِ قولتيها يا مرام ، تنتهى .
ثم إستطرد بمرح : وأنا مش عايزها تنتهى .
_ أنا عايز أحبك كده لغاية أخر العمر يا قلب فريد أنتِ
لتبتعد عنه مرام بعد أن شعرت بغصة فى قلبها ، وطالعته شرزا قائلة بإنفعال : يعنى أفهم من كده إنك عايز تعيش معايا كده فى الحرام على طول من غير جواز .
فقطب فريد جبينه وعقد حاجبيه وزفر بضيق مردفا : مرام أنتِ عايزة إيه بالظبط ؟
_ عايزة توصلى لايه ؟
_ لانى مش مقتنع بحكاية الجواز دى ، لانى لمؤاخذة عارفك من سنين وإنك مقضياها ومش بتحبى التقييد .
_ فليه جاية دلوقتى تقولى جواز وبتاع ؟
_ليه نجيب النكد لنفسنا ، ده أنا مبصدق أسيب النكد وهم العيال وأجيلك هنا أفرفش ساعتين ، تقومى تقوليلى جواز .
_ يعنى أطلع من نكد لنكد ، ده هو كده الحرام بعينه !!!
قال جواز قال ، مفيش أحلى من الحب كده يا جميل .
فأغمضت مرام عينيها حزنا على ما فعلته بنفسها لإنها تعلم أنه صادق فيما يقول ولن يتزوجها رجل يعرف ماضيها الأسود .
ثم فرت الدموع من عينيها وتمتمت بحزن : كل الحكاية إنى كان نفسى أستقر ويكون ليه عيال زى أى واحدة ست .
فسخر منها فريد بقوله : عيال ايه بس ، هو مرام هانم الدلوعة ، تربى عيال برده !!
_ ده العيال بتجيب الهم والضغط يا شيخة ويعجزوكِ بدرى .
وأنتِ متقدريش على كده .
_ سيبك سيبك ، ثم حاول أن يقترب منها مرة أخرى واستطرد : خلينا فى الحب وبس وسيبنا من سيرة النكد دى .
وحينها أدركت مرام إنه لا فائدة من الحديث معه وأنها ستظل هكذا حتى آخر رمق .
*****
جلس باسم يطالع تلك التى تجلس على الفراش وتحتضن ريحانته الصغيرة وتطعمها من صدرها بحب .
ليخرج هاتفه بعد ذلك ليلهى نفسه قليلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى تنتهى ملك من إرضاع صغيرته ، لعلها تحنو عليه هو الآخر ببعض الحب الذى يشتاق إليه معها .
فقد أصبح يغير حقا من صغيرته التى استأثرت حب وحنو ملك وأهملته هو ، وهو المتيم بحبها ويعشق تفاصيله معها .
وعندما فتح الفيس واخد ينتقل من خبر لأخر ، وجد عنوان جذبه للغاية وتوقف عنده ليتابع بقية الخبر .
( القبض على رجل شرطة فى شقة منافية للأدا.ب) .
ليفجع بعدها برؤية أخيه براء بجانب فتاة ليل ، فاتسعت عيناه قائلا بذهول : لاااا مش معقول ، أخوى يعمل أكده !!
_دى أكيد صورة متفبركة ، أخوى ميعملش أكده ابدا مهما كان .
هو ممكن يحب الهزار كيف أنا زمان ، لكن لغاية الحرام لأ لأ ميعملهاش .
ثم وقف وغادر الغرفة دون أن ينظر إلى ملك غاضبا ، حتى يتثنى له الحديث مع براء عما رآه ليؤكد له أنه ليس الذى فى الصورة ويطمئن قلبه .
وعندما قام بالأتصال به وجد هاتفه مغلق ، فوضه يده على وجهه واستغفر : استغفر الله العظيم.
_ده وقت تليفونك يكون مقفول يا براء
_ أستر يارب ، أستر .
ثم حاول عدة مرات وكانت النتيجة واحدة ، فدخل الشك فى قلبه .
ثم وجد اتصالا من محمود , فاستجاب له على الفور قائلا : اهلا بسيادة المقدم .
محمود بصوت يتخلله الحزن : دكتور باسم ، ياريت لو تقدر تنزل القاهرة حالا ، لإنى للأسف مرتبط بمأمورية مهمة هنا ومش هقدر أسبها .
حاول باسم إبتلاع غصة أجتاحت حلقه ليردد بخوف : براء أخوى ماله ، حوصل ايه ؟
_ معقول اللى شوفته على الفيس ده صوح ؟
_ أوعاك تقول صوح وهو دلوك …لا لا مش أخوى ده .
_اكيد دى صور مفبركة .
صمت محمود للحظة وتنهد بقهر ليجيبه : للأسف صح .
وهو أتقبض عليه متلبس ، بس أنت عارف إن الرجالة اللى بيتقبض عليها بتخرج بضمان إقامة لكن الستات هى اللى بتتحبس ، كان الذنب على الست بس ، مع أن الاتنين مشاركين فى الجريمة ، قانون ظالم للأسف .
_وعشان كده لازم تكون موجود ، عشان حالته صعبة جدا .
_لإنه للأسف اللى حصل مش هيعدى بالساهل وسمعت أنه ممكن يتوقف عن العمل .
فصاح باسم بقهر : إيه ، لااااا .
أنا مش مصدق اللى حصل ده !
_ كيف براء يعمل أكده !
اااااا يا وجع جلبى عليك يا خوى .
والله على وجه جلبى لما مرته كمان تعرف .
ليسمع باسم صراخ يأتى من غرفة زاد ، فأغمض عينيه بألم قائلا : طيب هجفل دلوك اشوف المصيبة اللى كانت ولا على البال ولا الخاطر .
وأحضر نفسى عشان أنزل القاهرة .
محمود : الله المستعان .
……..
كيف أقولها وقلبي يتألم من البكاء، كيف أحببت يوماً قلباً لا يعرف البكاء، كيف اشتقت لعينيك وأبحث عنها بين النجوم، هل تعرف حقاً معني البكاء، هل تعرف يوماً معنى الوفاء، هل تركت القلب يهوى وعشقت البكاء، أبداً لن تعرف البكاء، لن يعرف قلبك البكاء.
دوى صوت صراخ زاد فى أركان القصر بعد أن أصابتها الصدمة بعد رؤية صور براء مع تلك العاهـ..رة فى الفراش .
_ ااااااااااه يا خاين ، يا خسيس .
يا بتاع النسوان .
_ من يومك وأنت أكده ، مش بتحرم أبدا ، واخرتها كمان شقق استغفر الله العظيم.
_ اه يا مرى ،وفضيحتك يا زاد بين الخلق وهما جايبين چوزك أبو ولدك إكده .
_ اااااه يا النار اللى فى جلبى .
_ للدرجاتى أنا وحشة أكده ، عشان يوصل بيه الحال كمان للشقق .
_ منك لله يا بعيد ، ربنا ينتقم منك على قدر حرقة الجلب اللى أنا فيها وعلى قد حبى ليك .
اللى عمرك ما عملت ليه قيمة خالص ،وكل شوية تقهرنى .
_أنا غلطانة عشان سامحتك فى الأول وصدقت إنك بتحبنى .
بس كنت باقية عليك وبحبك .
_ وأهو سوقت فيها وعملت ما فى بدالك واتفضحت بين الخلق كمان .
_حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا براء ، عمرى ما هسامحك أبدا.
ويستحيل أقعد على ذمتك ثانية واحدة .
_انا خلاص بكرهك ومش عايزة أشوفك تانى ابدا .
ااااااااه على وجع جلبى .
لتزداد صرخاتها ثم دخلت فى نوبة هيسترية وأخذت تبكى دون توقف .
وتجمع على صوت بكاؤها وصراخها ، باسم وملك وزهيرة ونهلة وبانة .
وجدت بانة نهلة تقف على باب زاد ويظهر على وجهها القلق ، فوقفت بجانبها وطالعتها بحنق مردفة : أنتِ ايه جابك إهنه ، متخليكِ فى حالك ومتدخليش بينا .
_ مش كفاية وشك الفقر اللى من ساعة مشوفناه ، واحنا بنقع من مشكلة لـ مشكلة .
_ انا لو مكانك مجعدش ولو ثانية واحدة تانى من الكسوف .
لترفع نهلة أحد حاجبيها مرددة بثبات : والله اللى مش عچبه حالى ، يخليه فى نفسه عاد ويجفل على روحه .
_ لكن أنا الحمد لله ، الكل هيموت فيه إهنه ويكفينى حب چوزى ، مش محتاچة رأى حد تانى .
_ الدور والباقى على الناس اللى سحنتهم حلوة بس جلوبهم كيف الحجر الجطران وعيطفشوا الناس من بين إيديهم .
_ وعيجعدوا بطولهم ومحدش عيعبرهم بعد أكده .
فاتشنجت تعابير وجه بانة وصاحت فى وجهها : انتِ جصدك مين بالكلام ده يا سهتانة ، يلى ماشية على حل شعرك عشان أكده عتوجعى الرچالة فيكِ .
فسخرت منها نهلة : والله اللى على رأسه بطحة ، وانا لو ماشية على حل شعرى مكنتش إتچوزت سيد الرجالة سيادة المقدم حتة واحدة يا صفرا .
لتغلى الدماء فى عروق بانة وتحر.قها بنظراتها ثم قبضـ.ت بيديها على حجابها بقوة حتى مالت نهلة للوراء من شدة الألم وصر.خت .
لتصيح بانة بغضب : أنا صفرا يا چاموسة أنتِ والله لعلمك إزاى تكلمى ستك وتاج راسك ، عشان إظاهر نسيتى اصلك انك كنتِ خدامة عندينا .
لتفزع زهيرة وباسم من صراخ نهلة أيضا ، أليس يكفى صراخ تلك التى فى الداخل .
لتصيح زهيرة فى بانة بغضب : شيلى يدك عنها يا بانة والا والله ، هرميكِ فى أوضتك وأحبسك وأجفل عليك الباب بالمفتاح ، عشان نستريح من عمايلك السودة دى فى خلق ربنا .
لتصلك بانة على أسنانها بغيظ مردفة : انا ياما .
_عتحبسينى عشان الخدامة دى !!
ليهدر باسم بغضب : بااااااانة ، وبعدين .
_أدخلى أوضتك دلوك ، عشان إحنا فى مصيبة سودة وجعت على دماغنا كلاتنا ، ومش فايقين للعب العيال بتاعك ده .
فطالعته بانة بحزن وعتاب ، ثم إلتفتت إلى غرفتها متوعدة تلك الدخيلة التى وبختها بعقاب قاسى جدا ولن ينجدها أحدا منها تلك المرة .
طالعت زهيرة نهلة بخجل مرددة : معلش يا بتى ، متزعليش.
هى بانة أكده عقلها متركب شمال لكن جلبها أبيض ،
أومئت نهلة برأسها : مفيش حاچة يا حاجة ، إحنا اخوات فى الأخر مهما حصل .
لتتعالى صرخات زاد ، لتصبح زهيرة : إفتحى يا بتى ، مالك حوصل ايه ؟
_ إفتحى هتفزعى الولد أكده ، حرام عليكِ .
فوضع باسم يده على كتف زهيرة وربت بحنو ، فاستدارت إليه فتعجبت عندما وجدت عينيه مليئة بالدموع .
فشعرت بغصة فى قلبها وتسائلت : مالك يا ولدى أنت كمان ؟
_ هى فرة مسكت فيكم كلاتكم يا ولاد الجبالى ولا ايه ؟
طأطأ باسم رأسه بحرج قائلا : أمى ، تعالى عايزة أجولك حاجة ، قبل ما ندخل لـ زاد عشان تعرفى كيف تتعاملى معاها لما ندخل.
إتسعت عين زهيرة بعدم فهم واستطردت بحيرة :هو أنت خابر مالها يا باسم ومخبى عليه ؟
_ هو براء حوصله حاچة ولا ايه وانا معرفش ؟
_ جولى يا ولدى وطمن جلبى .
فرفع باسم عينيه ولكن إلى نهلة قائلا بترجى : معلش يا مدام نهلة , ممكن أنتِ تحولى مع زاد تفتح وتدخلى تكلميها لغاية ما تهدى شوى .
فاومئت نهلة برأسها مردفة : أكيد طبعا بس تفتح ، جلبى معاها والله .
فتنهد باسم بحرارة متسائلا : أنتِ عرفتى !
حمحمت نهلة بحرج : اه واكيد مصر كلها عرفت للأسف ، عشان هو كده ناسنا تحب الفضا.يح والصور أتشيرت بالالاف .
فوضع باسم يده على وجهه واستغفر : استغفرك ربي و اتوب اليك .
دارت أعين زهيرة بينهم وانقبض قلبها فصاحت : حد يفهمنى حوصل ايه ؟
وصور ايه وفضا.يح ايه !
إسترها من عندك يارب .
فحاوطها باسم بذراعه وتقدم بها قائلا : تعالى يا أمى چوه وأنا هجولك على كل حاچة ..
فسارت معه زهيرة بقلب منقبض ، حتى دلفا سويا للداخل واجلسها باسم على مقعدها .
ثم حاول أن يجمع كلماته حتى تخرج بصورة هينة على قلبها ، فهى أم وأقل شىء يؤلم قلبها .
صاحت زهيرة بعد أن نفذ صبرها : ما تكلم يا ولدى ، طمن جلبى على أخوك ، الله يطمن جلبك .
مسح باسم على وجهه ثم تنهد بقهر مرددا : ياما ، براء أخوى ، شكل واحدة من إياهم لعبت عليه وخدته معها الشقة ، وعلى حظه الموضوع إتجفش لأنها شقة مش تمام واتقبض عليه معاها وطبعا اتصوروا ونزلت الصور على النت وزاد أكيد شفتها وعشان أكده عتصرخ من الصدمة .
فضربت زهيرة على صدرها بصدمة وصاحت بإنفعال : ايه !!
_ ولدى انا اللى مربياه ، هيعرف بنات استغفر الله العظيم وعيروح معاهم شقق كمان .
_ لاااا مصدجش ابدا ده !
_ معقول للدرچاتى الشيطان لعب بيه ومشى على هواه وخسر دنيته واخرته .
وكمان أتفضح على روؤس العالمين .
_ اااااه يا خسارة تربيتى فيك يا إبن بطنى
_ ويا عينى عليكِ يا زاد ، دى مش تصرخ وبس .
دى ممكن تتجلط وتروح فيها كمان ، عشان دى مش أول مرة يعملها فيها .
_دى شافت منه كتير جوى ، ومعدتش فيها حاچة ممكن تتجال تصبرها ولا تهون عليها تانى .
_بالعكس اللى عتطلبه المرة دى أنا عنفذه ، وعحط السيف على رجبة ولدى عشان هو يستاهل .
ثم بكت بمرارة مرددة : استغفر الله العظيم.
_ليه يا ولدى تعمل أكده ، هان عليك نفسك ومرتك ودينك .
نفخ باسم بضيق واتبع بمرارة : ياما أنا يمكن خابر إن براء عيحب الهزار واكده لانه جلبه ضعيف شوى قدام الصنف الحلو ، بس عند الحرام ويوقف مش بيتخطاه .
وعشان أكده حاسس إن فيه حاچة فى الموضوع ومش طبيعى .
_ مش للدرچة دى براء يروح شقة مشبوهة حتى لو مكنش عارف ربنا بس على الأقل عشان خابر مكانته كراجل شرطة وده مينفعش ابدا .
طالعته زهيرة بحيرة مرددة : ياريت يكون فيه حاچة صوح ، عشان جلبى اللى جايد نا.ر ده يبرد .
والغلبانة اللى جوه دى تهدى شوى ، بس هنعمل إيه يا باسم دلوك دبرنى معاها .
فجلس باسم بجانبها ومسك كفيها وقبلهم مردفا بحنو : عايزك ياما ،تجوليلها إنك حاسه بيها وهو يستاهل الحرق عشان عمل أكده ولى تطلبه عتنفذه بس إلا الطلاق .
_عتجولك ليه ؟
_جوليلها عشان أنتِ بت أصول ولازم توقفى مع جوزك جدام الخلق معتسبهوش حتى لو جلبك جايد نـ.ار ناحيته .
_بس وجفتك جدام الناس وكلامك إنك مش مصدقة اللى حوصل وان مش چوزك اللى عمل أكده ودى صور مفبركة اكيد .
ممكن يقل شوية من الفـ.ضيحة مش عشان خاطره حتى عشان خاطر ولدك .
_عتجولك ده أتقبـ.ض عليه متـ.لبس ، جوللها لازم نسمع منيه الأول عشان نقدر نحكم دى حاجة كانت حيلة عليه زى چوازته من بتاعة المخد.رات دى ، ولا رايح على كيفه .
_واهو كلمتين من كده تحولى تهديها بأى طريقة .
_وانا دلوك هدلى مصر حالا ،وأشوف حاله وأشوف حوصل إزاى ده وأجيبه معايا .
أومئت زهيرة برأسها مرددة : ربنا يسلم عمرك وطريقك يا ابن بطنى .
وربك يكملها بالستر وينچيك منبها يا براء يا ولدى .
******
أما عند زاد فكانت تبكى بهيسترية ثم انتبهت لنداء نهلة :
_ إفتحى يا زاد ، إفتحى يا حبيبتى.
حرام عليكِ نفسك وولدك اهو عيصرخ زيك ، أكده هيتسرع حرام .
_ افتحى بس نكلم شوية ، أنا خابرة اللى حوصل وخابرة مش هين أبدا .
_ بس ذنبه إيه العيل الصغير ده ، معلش عشان خاطره إفتحى حتى أحمله أنا واهديه يا حبيبتى .
فطالعت زاد معاذ بحزن وقهر مرددة : أنا محجوجالك يا ولدى والله .
_ انا اللى غلطانة إنى أخترت أب ليك زى براء .
_وإن مفروض الوحدة لما تيچى تچوز ، مش تختار زوج أكده وخلاص ولا حب ولا كلام فارغ من ده .
_ لازم تختار أب يعرف ربنا ويعرف يربى صوح عشان متندمش ، كيف ما أنا ندمانة دلوك .
اااه يا حـ.رقة جلبى .
لما خونـ.تنى وأنت كنت لى نبض قلبي
أما كان يكفيك روحى
لما هان عليك ودى
*******
تململ مسالم فى نومته على الأرض بعد أن بدء ينتهى مفعول المخدر ليعود رويدا إلى رشده ، ثم فتحه عينيه بتثاقل .
ليسئل نفسه للحظة كى يدرك الحال الذى عليه :
_ أنا مين وفين وحوصل إيه ؟
حتى عادت لها ذاكرته ليتذكر ما حدث وفتح الباب لذلك الرجل ثم من بعدها لم يشعر بشىء .
_ لتنتفض كل جوارحه ، ووقف فجأة كالملدوغ يصرخ : قمرررررررررر .
لا لن تتركينى لأهلك وأنا المتيم فى عشقك .
لا تكتبى لى الهلاك وأنا لم أنعم بعد بحبك .
لا سبيل لى يا قمر بعدك .
قمرررررررر.
وأين قمر وما سيحدث لها على يد هؤلاء المجرمين ؟

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أولاد الجبالي 3)

اترك رد

error: Content is protected !!