روايات

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الحادي والخمسون 51 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الحادي والخمسون 51 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة البارت الحادي والخمسون

رواية قد انقلبت اللعبة الجزء الحادي والخمسون

رواية قد انقلبت اللعبة الحلقة الحادية والخمسون

عنوان اللعبة الواحد والخمسون–« ‏- لا حُبًا كَحُب أُمي. »
| عيشت حياة قا سية ظالمة إلي قلبي برغم هذا لَم أُجرء علي خدِشَ قلبَ أحد، فلماذا انخدش قلبي بهذه الغزارة؟. |
#بقلمي
* داخل فيلًا عز نور الدين
بعد تَفكير تَحدث عز قائلًا بنبرة جادة ويديه قابعه داخل جيوب بنطاله:
– لاا ، جاسر لازم يطلع من قوقعه خوفه بنفسه.. جاسر مش صُغير علشان ينهار ويتعب وعايز اللي يسانده ، هيوقع وهيقوم بنفسه.
نَظرت سارة إلي خلود بتوتر كذلك بادلتها خلود نفس ذات النظرات لتردف سارة قائلة:
– مش هَينفع يا عز جاسر لسه متعالجش..
قاطع عز حديثها بنبرة جادة قوية صارمة لا تَحتمل النقاش:
– ولا كلمة يا سارة ؛ ولا كلمة أنا عارف مصلحت أخويا كويس أهدي وأقعُدي وجاسر هيكون كويس.
عضت سارة علي شفتها بغضب تنظُر إلي عز بنظرات شرارة بسبب حديثه ، لتتحرك خلود تَسحبها من ذراعها تتحرك بها إلي المقاعد ليجلسوا سويًا.
* أمام حُجرة حنان
يَقُف جاسر بأقدام مُثبته علي الأرضية غير قادرة علي التحرُك ولو بخطوة واحده ، لأن تلك الخطوة ستفتح عليه أبواب يُحبها ويبغضها بنفس التوقيت أبواب ك الجحــــ يم تُرهق عقله وقلبه وبدنه.
مَد يديه و وضعها علي مقبض الباب بدون أن يَفتحه يُفكر ، إلي أن قرر مواجهة نوبات هلعه ألتقط أنفاسه للداخل بقوة كتمها ثوان ثُم نفث عنهُم للخارج مع تَحريك المقبض.
بعد أن دَلف جاسر وخطي داخل الحُجرة بَخطوات بطيئة رأي والدته مُتسطحة علي فراشها غار قه في نومًا ثابت ، سار بخطواته نحوها بوجه باهت حزين مُرهق وَقف بجانب الفراش يتأمل مظهرها ومعالم وجهها الهادئة الناعمة ، تَنهد بقوة وهو يَنزع حذائه ليصعد علي الفراش يجلس بجانبها اتكأ بكوعي علي الفراش ساندًا رأسه علي كف يده ، وعينيه تتحرك علي كُل شبر بوجهها يتأملها ظل علي هذا الوضع دقائق إلي أن بدأت حنان بالاستيقاظ أثر أنفاسه السريعة تَفتح عينيها برفق.
لتردف قائلة بنبرة ناعسة:
– عز حبيبي أنت كويس؟
قالت كلماتها وهي تُجاهد بفتح عينيها بسبب استيقاظها المُفاجأ بسبب أنفاسه.
بعد حديثها شَعر جاسر بالضيق لا يعرف لما، لَكنه غضب وغار بسبب أن أول كلمة خرجت من فوها أسم عز، لَكن بعد ثوان صُدم حرك نظراته عليها كانت تنظُر إليه هي أيضًا بصدمة وتفاجأ ، لَكن صدمة كُلًا منهُم مُختلفة هي كانت مصدومة من وجوده وبنفس التوقيت مُتفاجأه لَكنها سعيدة لرؤيته ، أما هو كان مصدوم بسبب حديثها ليس بسبب ما نطقته بل أنها تحدثت من الأساس متي عادت تتكلم مثل السابق مُنذ جلوسها بالمصحة وهي أنقطعت عن الحديث أصبحت صماء ، هل تم شفاءها عادت أليهُم مرةً أُخري؟ ، هل سُتسامحه ستعفو عن فعلته الحمـــ قاء تجاهها؟ ، لا يعرف ولا يَهمه الأمر كُل ما يشغل باله الحين رؤيتها أمامه بدون عوائق يُريد عناقها والبُكاء بحُضنها حتي يعود ذلك الطفل.
نَظر جاسر إلي حنان بنظرات مُرهقه ليردف قائلًا بنبرة حاول إخراجها من فوه ليخرُج صوته حَزين يكسو الألم:
– أنا جاسر يا أُمي.
تَجمعت الدموع بأعيُن حنان بعد سماعها إلي حديث جاسر بنبرة صوته الحزينه التي كانت مؤلمة لقلبها هي أيضًا ، تَحركت بجسدها لأعلي تَرفعه حتي تسند ظهرها علي الفراش ليُساعدها جاسر بالجلوس بشكل مُريح ، كانت نظراتهُم مُتبادله لبعضهُم بعد أن جلست حنان حمحمت حنجرتها لتردف قائلة بنبرة صوت ضعيفه مُتلعثمة:
– ج.. جاا.. جاسر
لَم يجعلها تُكمل حديثها بعد أن نطقت أسمه بتلك الطريقة أرتمي داخل احضانها يتمسك بكفوف يديه بظهرها وكأنه يتخبأ من ظُلــــ م العالم بها لا يُريد سوا حُضنها ، أنتابُه نوبه عالية من البُكاء كان يبكي كأنه لَم يبكي بحياته سوا تلك المرة يبكي بقلب محروق ك شخص فقد عزيز للتو.
لَم يَكُن عليها الصمت تعرف هذا لَكنها فضلت أن تُبادله العناق حتي يشعُر بحنانها الذي أفتقده تلك السنين بسبب صمتها الدائم وعدم النظر إليه ، تَعلم أن بسبب صمتها طيلة السنين التي مرت أثرت علي نفسية جاسر لَقد فَهم صمتها بأنها غاضبة منه لا تُريد الحديث معه ، لَكن الحقيقة أنها فضلت الصمت حتي لا تَنهار باكية أمامهُم لا تُريدهُم أن يُعادوا أبيهُم من أجلها لا تُريد أن يدخلون بمشاكل من أجلها لهذا أرغمت نفسها علي الصمت وكأنها أصبحت بكماء وعمياء أيضًا لا تري ولا تتحدث.
ظلت تُربط علي ظهر جاسر وكُلما ربطت عليه وتذوق حنانها أزداد بُكاءه وتشبُته بها أكثر ، لَم يَكُن حالها أفضل منه كانت عينيها تَزرُف بالدموع روحها تتمز ق من أجل ولدها.
سَحب جاسر نفس قوي للداخل ليردف قائلًا بنبرة مُتحشرجة أثر بُكاءه:
– مسمحاني يا أُمي.
أزدادت دموعها بالهبوط علي وجنتها لتشهق بدون قصد ، ليردف قائلًا بنبرة مُتحشرجة و وتيرة أنفاسه كانت مُرتفعة:
– سامحيني ما أُمي وحياة عز وجني لتسامحيني..
قاطعت حديثه لتشد علي عُناقة بقوة لتردف قائلة ببُكاء ظاهر:
– مسمحاك يا جاسر، مزعلتش منك من الأساس مَقدرش أزعل ده أنت حياتي و روحي أنت وأخواتك كُل اللي ليا إنتوا الحاجة الحلوة اللي طلعت بيها من جوازتي.
أبعدته عن أحضانها تُحاوط وجهه بكفوفها تنظُر إلي عينيه مُباشرتنًا لتردف قائلة بنبرة هادئة جادة مليئة بالحنان:
– أوعا تحلفني بحياة أخواتك أنت تحلفني بحياتك أنت كُل واحد يحلفني بحياته علشان إنتوا التلاتة حياتي سامع يا جاسر.
حرك رأسه بإيماء ودموعه تنساب بغزارة علي وجنتيه رَفع يديه يَضع كفوفه علي كفوفها يشدد عليها ليهتف قائلًا بنبرة ترجي:
– قوليلي يا أبني عايز أسمعها منك.
أزدادت الدموع بعينيها لتتحرر علي وجنتها وهي تردف قائلة بنبرة مُتحشرجة:
-سامحني يا أبني علي سكوتي السنين اللي فاتت لو أعرف أن سكوتي هيد مرك بالمنظر ده مَكونتش سكت ، بس صدقني ده الحل اللي كان بأيدي علشان أفضل عايشه يا أبني.
أرتمي جاسر بين ذراعي حنان صارخًا بكُل قوته يُخرج تعب السنين داخل أحضانها وهو يَبكي بأنين كأنه عاد إلي ذلك الطفل الذي إذا أصابه مَكروه يَركُض إلي والدته حتي يختبأ داخل احضانها من قسو ة أبيه والألم الذي سببه ليُمزق روحه البريئة الطاهرة ، يُريد أن يختبأ من قسوة العالم ، كان بعالم أخر لا يشعُر بما حوله يُريد أن يتوقف الكون وهو بين ذراع والدته الذي يَكن إليها كُل الحُب من أجل ما فعلته إليه وإلي أشقاءه بالرغم من قسو ة أبيه لَم تتخلا عنهُم بل هو الذي تخلي عنها وجعلها تُلقي داخل مصحة نفسية بسبب شهادته الكاذبة عليها بسبب خوفه من أبيه ، هو يَكره ذاته يَبغض هذا الطفل الذي كان عليه ، كان جسده يرتجف وينتفض كُل حين.
تَحدثت حنان بنبرة قلق وخوف قائلة بعجله:
– مالك يا جاسر أنت تعبان يا حبيبي؟! .
أردف قائلًا وهو يَمسح وجهه بين ذراعيها كالقطط التي تتمسح بصاحبها بنبرة مُتحشرجة من البُكاء وجسده يرتجف وينتفض:
– ضُميني يا أُمي أنا تعبان بس مش تعب جسدي قلبي اللي وجعني ، ضُميني محتاج حُضنك أوي فاكرة يا أُمي وأنا صغير لما كُنت بخاف أو ببرد كُنتي بتاخديني في حُضنك وتنيميني.
عانقت جسده بشدة وضمت رأسه بين ثناياها لتُربط علي شعره وهي تَطبع قُبلة عميقة عليه لتردف قائلة بنبرة حنونة:
– يا حبيبي يابني ، حقك عليا يا جاسر.. حقك عليا يابني أنا السبب في تعبك كُنت فاكرة أنِ بحميكُم بسكوتي طلعت بأذيكُم ودمر تك بأيدي.. سامحني يا جاسر سامحني يابني.
سارت دموعه بغزارة علي وجنته تستقر علي عبائتها ليردف قائلًا ببحه بصوته:
– متسبنيش خليكي جمبي محتاجك أوي ، أُحضنيني أنا بردان.. بترعش.
كان يتحدث بصوت مُتحشرج مُرتجف وكفوف يديه ترتجف بقوة ودموعه تتساقط بالأنسياب علي خديه ، قلبه كان يتمز ق من الألم لا يستوعب ما يَحدُث الأن خائف بأن يعود كُل شي كالسابق وتترُكه مرةً أُخري حالته كانت أشبه بطفل رضيع يُريد حنان والدته لا يعرف سواها هي من تطعمه الحليب من جسدها وتضُمه داخل أحضانها عندما يقسو البرد ويلحف جسده الهش وهي من تعتني بهِ.
ضَمت جسده بقوة وعانقت كفوف يديه براحة يدها تَفرُك بهُم حتي تبعث الدفء لها ، وكُل ثواني تَطبع قُبلة علي جبينه تاره وعلي رأسه تاره ، لتردف قائلًا بنبرة هادئة يكسوها الحنان:
– أوعدك يا جاسر مهما كبرت حُضني هيفضل مفتوحلك أنت أبني الصُغير.
دَس جاسر رأسه في حُضنها بشدة ليردف قائلًا بنبرة مُتلعثمة مُرتجفة ، وبإبتسامة إرتسمت علي شفته لَكن بنفس التوقيت كان يُجاهد إرتجاف وجهه حتي يبتسم بسبب حديثها الذي أخترق كيانه بأكمله:
– فاا.. فاكرة يا أُمي اليوم الل.. اللي دافعت فيه عنك وو.. وَ وقفت قُدام الصياد..
أنسابت دموعه بغزارة ليسحب كف يده من بين يدها يَمسح دموعها علي الفور يُحاول تَجميع كلماته واستعادت طاقته وشجاعته ليردف قائلًا بنبرة يملؤها الدموع الحارقة:
– فااكرة يا أُمي ، هي المرة الوحيدة اللي قدرت أقُف قُصادو فيها ب.. بس بعد اللي حصلي ماا.. ماقدرتش ؛ ماقدرتش أدافع عنك تاني كُ.. كُنت جبان غير عز اللي دايمًا كان بيدافع عنك بالرغم أنُه عارف إيه اللي هيحصلوا بعدها.. بس مَكنش جبان زي وده الفرق ما بينا هو علطول شُجاع وراجل ، أما أنا جبان عيل وده اللي خلاكي تَحبي عز اكتر مني ليكي حق أنا مش بلومك أنا بلوم نفسي وبكر ها كُل يوم أنا أستحق أبقي أبن الصياد لأنِ جبان خسيس زيو بالظبط.
أزدادت وتيرة أنفاس بُكاءه لتعلا شهقاتُه ليُحاول سَحب جسده من حُضنها وهو يصرُخ بعلو صوته ليكور كف يديه ويقوم بصفع ذاته علي قلبه بقسو ة.
– أأ.. أنا بكر ه نفسي وبكرر ه اللي عملتوا فيكي يا أُمي ، صَدقيني أنا بحبك والله العظيم بحبك بس خوفت.. عارف أنِ مينفعش أقول كده بس للأسف هو بيخوفني أأ.. أنا بخاف منُه ، ااه ااااه يارب ؛ يااارب أرحمني مبقتش قادر يااارب.
كان صُراخُه يُرجرج جُدران الحُجرة ، أما عن حنان كانت تَبكي معه وشهقاتها أزدادت كما حدث معه بعد أن رأته بتلك الحالة ، حاولت أن تُهدئه بكُل الطُرق لَم تدعه أن يبتعد عن حُضنها بل شَدت علي ذراعيه بشدة وتمسكت بهُم بيديها ، بعد أن هدأ سَحبت رأسه علي صدرها لتضع شفتها علي شعره من الأمام لتُربط علي شعره من الخلف بكف يدها.
لتردف قائلة بنبرة مُتحشرجة ودموعها تتساقط عبر وجنتها إلي شفتها:
– متشيلش نفسك ذنب مش ذنبك يا جاسر ، أنت كُنت صغير يا حبيبي مَكنش قُدامك حل غير السكوت عز كان أكبر منك ونزل شُغل من زمان يعني أكتسب خبرة وأتعامل مع العالم البشــــ ع أما أنت بريء أبني الحنين عليا سندي وراجلي ، ولو علي اللي حصل زمان أحنا فيها دلوقتي أحميني أحمي أُمك وأسندها.
رَفعت رأسها من عليه ليرفع رأسه بَبُطء ينظُر إليها بعيون ذابلة ليردف قائلًا بنبرة طفل مُتألم:
– بجد يا أُمي أنتِ شايفاني أقدر أحميكي!!
حاولت رسم إبتسامة علي شفتها لتردف قائلة بنبرة حنان:
– أنت بتسأل! ، جاسر أنت راجل وشُجاع واكتر حاجة بتثبت ده مكانتك دلوقتي يا حبيبي ، عز قالي أنك أتجوزت وخلود حكتلي عن الحالة السيئة اللي كُنت فيها بسببي وبالرغم من كده أنت راجل مال وهدومك قادر تعافر ، أوعي تستسلم أو تنهزم علشان كام موقف عديت بيهُم بحياتك وأثروا فيك.
لَوي شفته بسُخرية ليردف قائلًا:
– كام موقف! ، أنا اتهديت لدرجة حسيت بالشيبة وأنا لسه في عز شبابي.
رَفعت ذراعيها لتُحاوط وجهه بكفوف يدها لتردف قائلة وهي تنظُر إلي عينيه بحُب:
– بلاش الكلام ده ، كفاية عُمري اللي راح وأنت وأخواتك بعيد عني بسبب سَكوتي خليني أعيش اللي باقيلي في حُضنك أنت وأخواتك ، ومتحرمونيش من رؤية أحفادي عايزاكُم تملولي البيت بعيال كتير اوي.
رَفع يديه و وضع كفوفه علي كفوفها ليُحرك شفته جانبًا يَطبع قُبلة علي باطن يدها ليردف قائلًا:
– بعد الشر عليكي يا أُمي ، ربنا يطول في عُمرك ربنا ياخُد من عُمري ويديكي ، أنت هتعيشي وهتربي أحفادك.. ودلوقتي قومي أغسلي وشك من الدموع اللي أنا السبب في نزولها علشان تشوفي مرات أبنك وتقوليلي إي رأيك في الجنيه الحلوة اللي أختارها أبنك.
توسعت إبتسامتها لتردف قائلة:
– ربنا يطول في عُمرك أنت وأخواتك ويسعدكُم يا حبيبي ، يلا يا واد هات مراتك علشان أتعرف عليها.
ظل ينظُر إليها بإبتسامة ليطبع قُبلة علي جبهتها ومن ثُم هبط الفراش يتحرك خارج الحُجرة وعيناه لا تُفارق وجهها إلي أن فارق الحُجرة وهبط للأسفل.
بَعد أن خرج جاسر أنسابت دموعها علي وجنتها تَرفع يديها لأعلي تُنادي رَبُها بأن يُحقق إليها جميع الأُمنيات والدعاء التي ترجت الله بأن يُسعد أولادها ويجعل حياتهُم جنه علي الأرض ويبعد عنهُم كُل شرور الحياة ويُهديهُم ويرزقهُم الخير.
* داخل سيارة قاسم
كان يَقود السيارة وبجانبه إيلا مُتجهين سويًا إلي أتيليه حتي تنتقي إيلا ثوبًا إلي حفلة عَقد قُرانهُم ، وكان يُرافقهُم رحلة طريقهُم ألحان الموسيقي بكلماتها التي تذوب قلوب العُشاق.
“آه لو تعرف يا حبيب قلبي وأنت معايا بحس بإيه ، خلي شوية لبُكرة يا قلبي الحُب ده ما أقدرش عليه.. بص في قلبي يا عيون قلبي شوف كام حاجة بتتمناك ، فرحة وشوق وأماني كبيرة وليالي حب بتستناك.. ”
كان قاسم مُنغمر بالقيادة يُريح ظهره علي المقعد ويضع يده علي عجلة القيادة واليد الأُخري يَضعها بجانبه أعلا فرامل اليد كان الطريق فارغ هادئ للغاية لا يَمُر به سيارات بسبب أنه سَلك طريق مُختصر غير الطريق العمومي ، أما إيلا كانت تُردد كلمات اللحن المُشعل بترانيم صوتها العازب الهادئ الرقيق وهي تنظُر إليه تُشبع عيناها من تفاصيله المُحببه إليها ، حركت يدها لتضع كف يدها علي يده تتشبت أناملها بأنامله.
– يا أغلى حاجه ليَّ وليَّ مين غير قلبك أنت ، يا أجمل حاجه فيَّ وفيَّ إيه غير حبك أنت.
حرك رأسه بأتجاها ينظُر إليها بعشق ليرفع كف يدها المُتشبت بكفه يَطبع عليه قُبلة حنونة ليردف قائلًا بنبرة حُب يستكمل مَقطع غنائها:
– شفايفي لما أجيب سيرتك بيحلو الكلام فيهم ، عينيَّ كل ما بشوفك بحب اسهر لياليهم.
خفضت بصرها لأسفل مع توسع إبتسامتها ، مما جعله يُحرك نظراته عليها ليردف قائلًا:
– من يوم ما عرفتك والدُنيا ليها طعم جديد يا مَلبن غزو ثقافي.
ظلت نظرها مُنخفضه لأسفل لتردف قائلة بنبرة خجل:
– وأنا كمان.
ترك يدها ليضع يده أسفل ذقنها يرفع وجهها إليه حتي تتقابل عيونهُم لتتقابل نظراتهُم الشغوفة المليئة بالحُب والسعادة حينها أردف قاسم قائلًا دون وعي فعيونها بها سَحر يأخُذه لبعيد إلي الغويط ، عندما ينظُر إليها يسبح بها فعيونها كالسحر الذي يأخُذه بعيدًا ويُغمر بها إلي ما لا نهاية.
– كُل غنوة حُب فيها حاجة منك ، كُل نسمة فَجر بتكلمني عنك ، كُل شيء بيهون عليَّ مادام بحبك.. بحبك يا ملبن.
أغمضت عينيها بسعادة لتردف قائلة وهي غار قة بيحور العشق:
– كُل كلمة بتقولها بتعبر عن اللي جوايا ، كُل حُب الدُنيا ديا في قلبي ليك يا غالي علي قلبي وكُل ما ليا.
توسعت إبتسامته كاد أن يتحدث ليأتي صُراخ إيلا وهي تنتفض لأعلي لتدفع نفسها عليه تدس رأسها بين ثناياه ، بعد صُراخ دَمي أُذنيه ظلت مُخباه رأسها به ، مما جعله يتوقف بالسيارة جانبًا ويسألها عن سبب صُراخ لتأتي إجابتها التي طيرت نصف عقله.
– في حشرة بتطير يا قاسم شكلها مُخيف ، ااه حاسب لتُقرصني.. هتاااكُلني.
أ نفجر قاسم بالضحك لَم يستطع السيطرة علي نوبة الضحك التي احتلته ليأتي علي ذهنه ذكري مُسبقًا جعلته ينفــــ جر بالضحكات بنبرة مُرتفعة ، مما أغضبها لتبتعد عنه وهي تُصرخ به بصوت طفولي بأن يتوقف عن الضحك وهي تردف قائلة بنبرة غاضبة مُشتــــ علة:
– والله هو أنا قولت نُكته أنت بتضحك عليا ومش همك خوفي، قاااسم بطل ضحك.. والله لو مابطلش هنزل من العربية وهروح.
كتفت يديها حول صدرها لتردف قائلة وهي تنفُخ بغضب:
– والله! ، طب تمام آوي أنا نازلة وسيباك تكمل ضحك براحتك.
حاول إيقاف ضحكاتُه دون جدوي لَكنه أمسكها من معصمها يجذبها نحوه ،حاولت دَفعه بغضب بسبب أنه يَتمسك بيدها ولا يتوقف عن الضحك ظَلت تُعافر بد فعه إلي أن تَوقف عن الضحك ، حرك نظراته عليها ينظُر إلي عينيها المُشتـــ علة بالغضب ليتذكر الموقف لينفــــ جر مرةً أُخري بنوبة ضحك مما جعلها تدفعه علي صدره بيدها الأُخري صارخه عليه بغضب وعصبية بأن يترُكها.
– سبني بقولك سبني ، متخلنيش أعمل حاجة مش عايزة أعملها.. طَب والله العظيم لو مسبتنيش هصوت والم عليك الناس.
بعد حديثها الصارم الغاضب تَوقف قاسم علي الفور عن الضحك ليتهجم وجهه يُشد علي معصمها وهو ينظُر إلي حدقيتها ليضع أصبعيه أسفل ذقنها يُحرك وجهها مُقابل وجهه حتي ينظُر إليها بتعمُق ، ظلت نظراتهُم بضع ثوان إلي أن أردف قائلًا بنبرة هادئة لَكن يملؤها الجدية والصرامة بالحديث:
– أولآ وطي صوتك ، افهمي أنا بضحك علي إيه وبعدين أتكلمي بطلي تأفوري الموقف علي رأي أمجد.
رَفعت حاجبها تنظُر عليه بأستفهام لتردف قائلة بنبرة جادة:
– أمجد! ، إيه اللي جاب سيرة أمجد دلوقتي؟!
توسعت ابتسامته ليضحك مرةً أُخري وهو يتذكر المشهد الذي أضحكه ، لتتوسع حدقتيه إيلا تنظُر إليه بأعيُن مُشتـــ عله غاضبة لترفع يدها قاصدة دَفعه ليتمسك بكف يدها مع كفها الأخر بيد واحده وبيده الأخري يَضر ب جانب رأسها بخفه.
ليردف قائلًا بنبرة تحذيرية صارمة:
– قولت إيه!! .
نَفخت بضيق لتدير رأسها بأتجاه أخر تَرفُض النظر إليه ، ليأتي صوت قاسم الصارم قائلًا:
– هتسمعي ولا هنقضيها افآفه.
تنفست بقوة لتردف قائلة بنبرة هادئة:
– أتكلم يا قاسم سمعاك.
لوي شفته بسُخرية ليردف قائلًا:
– قاسم! ، الله يرحم لما كُنتي بتترعبي من صوتي وتردي عليا نعم يا أبيه قاسم.
أدارت وجهها إليه تنظُر إليه بحاجب مرفوع لتردف قائلة بأعيُن نسر مُصبه بالكامل إليه:
– والله لو عايز ترجع الألقاب معنديش مانع ، بس وقتها هنفسخ خطوبتنا أصل مينفعش أقول لخطيبي يا أبيه.. ولا أنت رأيك إيه!! .
خرج حديث قاسم علي الفور بنبرة هادئة حتي يُصلح الموقف ويُهدئها قائلًا بنبرة غزل:
– يااه عليكي وعلي مُخك الصُغير، بهزر يا بت معاكي.. قال نفسخ الخطوبة قال ده أنا روحي رحتلك ومجتش شكلها ناوية علي بيات.
غَمز بنهاية حديثه لتنفلت ضَحكه من ثغرها بإبتسامة هادئة رقيقة كعادتها، لتردف قائلة بمُشاغبة:
– مش ناوية علي ليله روحك هتفضل معايا طول العُمر.
رَفع يده يُمسد علي شعرها ليردف قائلًا بحُب وغزل:
– وأنا راضي، راضي بكُل حاجة تخليني أفضل جمبك.
حاولت ضَم شفتها بسبب سعادتها التي عبرت علي وجهها ، عبر توسع إبتسامتها وتوهُج أشعة الحُب بعينيها لتلمع لؤلؤئتيها ، أما عن القلب عبر عن حُبه و ولعوا بها بدقات تطرُق كالطبول مُخصصه للعُشاق، خفضت رأسها تُخفي وجهها المُبهج الذي يظهر عليه كُل أثار عشقها إليه.
لتردف قائلة قاصدة تَغير الحديث كانت نبرتها مُتلعثمة غير مفهومة أثر إحراجها:
– قولي أمجد الحوار، ق.. قصدي إيه دخل الحوار في الحوار.
ضَحك قاسم ليردف قائلًا وهو يُربط علي وجهها:
– هفهمك بدل ما أنتي مش عارفة تقولي كلمتين علي بعض، بس قبل ما أقول هديكي نصيحة يا ملبنايه مش قد الجرأة متتجرئيش.
قال حديثه الأخير وهو يَقرُص وجنتها بأصبعيه.
قلبت عيناها بملل لتردف قائلة بمُشاغبة:
– طَب أخلص.
تَنهد قاسم ليردف قائلًا:
– فاكرة لما سافرنا سوا ومعانا عيلة سارة وأمجد ومايا.
حركت رأسها بالإيجاب ، ليستكمل قاسم حديثه:
– لما وقفنا ودخلنا الهايبر في البريك وأمجد زقك و وقعتي علي رجلك وأتفتحت وقتها فضلتي خايفة للجرثومات تتكون في رجلك ويحصلك صديد أو رجلك تبوظ خالص ونضطر نجبلك واحده تانية.
لَم يستطع قاسم تَكمله حديثه لينفــــ جر بالضحك وهو يتذكر حديثها بنبرتها الطفولية الفزعه.
* الأسترجاع الفني
– هَحاول بس علي الأقل عاوزة أطهرها علشان الجرثومات متتكونش في رجلي ويحصلي صديد ولا رجلي تبوظ خالص ويشيلوهالي يا آبيه.
* أنتها الأسترجاع
عضت إيلا علي شفتها السُفلية بضيق بعد أن تذكرت الأمر ، ليأتي علي ذهنها حديث أخر لها بنفس التوقيت.
* الأسترجاع الفني
– الحمدلله ربنا بيحبني والله كُنت مُمكن أمو ت فيها يا آبيه ، يااه بجد مش عارفة أشكُرك ازاي إنك أنقذتني.
* أنتها الأسترجاع
حينها تذكرت حديث أمجد عندما أردف قائلًا موجهًا حديثه إليها بضيق.
– افوري افوري.
ليأتي صوت قاسم يُكمل حديثه بعد أن رأي معالم وجهها الذي عرف حينها أنها تذكرت الأمر وعرفت علي ماذا يتحدث.
ليردف قائلًا بصوت ساخر يُقلد حديثها مُسبقًا:
– الوقعة صَعبه جدًا كان مُمكن يحصلي فُقدان ذاكرة وأقعُد بالسنين مش فاكره حاجة ، او أنسي كُل عشر ثواني زي فيلم كريم عيد العزيز.
حرك نظراته عليها لتنظُر إليه قائلة بنبرة دفاع عن ذاتها:
– ده زمان أنا دلوقتي مبعملش كده.
رَفع حاجبه ليردف قائلًا بأستهزاء وهو يترُك يدها:
– اه ما أنا عارف يا كبيرة.
حرك فرامل اليد ليتحرك بالسيارة وهو يردف قائلًا:
– نقطيني بسكاتك لحد ما نوصل للأتيليه ، وبطلي رغي.
ضيقت حدقتيها تُشير علي نفسها بأصبعها وهي تَردف قائلة بنبرة مُنخفضة:
– أنا رغاية وكمان أوفر، تمااام.
* بالأسفل عند جاسر
بعد أن هَبط جاسر الدرج وتحرك إلي سارة ليراها تَجلس بجانب خلود أما عز كان يُباشر عمله علي الجهاز اللوحي جالسًا بأريحية علي الأريكة.
وَقف جاسر مُقابلتهُم تحت نظرات سارة وخلود كانت سارة تنظُر إليه بخوف وقلق عليه، لتنهض تَقُف مُقابلته تتمسك بكفوف يده بين راحه يدها.
لتردف قائلة بنبرة هادئة يكسوها القلق عليه:
– جاسر حبيبي أنت كويس.
حرك رأسه بإيماء ليشد علي كفها قائلًا بنبرة هادئة:
– كويس جدًا يا سارة.
تَنهد بقوة ليستكمل حديثه قائلًا:
– تعالي أعرفك علي ماما، عايزة تشوفك.
رَكض جاسر وسارة علي الدرج يصعدون لأعلي، تَحت أنظار عز وخلود لتتوسع إبتسامة خلود ليأتي صوت عز قائلًا:
– علشان تسمعوا الكلام أنتِ وهيا، جاسر علاجوا أنُه يشوف سَت الكُل.
بنهاية حديثه غَمز لخلود يَحسها بنظراته ويُلوح بيده بأن تأتي إليه، لتركُض فورًا تتسطح بجانبه علي الأريكة تَدس وجهها بَحُضنه، ليلف عز ذراعه حول خصرها رَفعت وجهها تنظُر إليه ليطبع قُبلة ناعمة علي شفتها ، لتلف ذراعيها حول عُنقه تُبادله قُبلته ظَلت قُبلتهُم دقائق ليغلق عز الجهاز اللوحي ومن ثُم نَهض حاملًا خلود بين ذراعيه مُتجه بها لأعلي وهو يُسمعها بصوت مُنخفض بعض كلمات الغزل التي تُعبر عن شوقه إليها، مما جعلها تردف قائلة بعجله:
– عَز أعقل أحنا مش لوحدنا في البيت.
لَم يستمع لحديثها ليركُض إلي حُجرتهُم إلي أن دلفها كانت أن تتحدث ليسكُت حديثها بقُبلة أسكتت حديثها للنهاية، ليغلق باب الحُجرة بقدمية لينجرفون سويًا داخل بَحور عشقهُم الذي أنبتت بذرة حبهُم داخل أحشائها وقريبًا ستأتي لتنير حياتهُم ليكتمل عشقهُم. ♡
* بالأعلي داخل حُجرة حنان
بعد أن رأيت هذا المشهد توقفت عدساتي تلتقط هذا المشهد الأكثر من رائع كان يملؤه الدفء والحنان الذي يُغمر كُلًا منهُم.
~ المشهد مُصور بعدسات فكري قبل أعيُني.
حنان تَجلس علي الفراش بجانبها الأيسر جاسر وعلي الجانب الأخر سارة تَلف ذراعيها حولهُم كُلاهُم يضعون رأسهُم علي كتفيها ، كانت تُحرك يدها من علي حولهُم لأعلي تُمسد علي رأسهُم تُغرز أناملها داخل فروة رأسهُم، أما الصمت كان حليفهُم.
جاء صوت جاسر بعد أن حمحم حنجرته ليردف قائلًا بنبرة حُزن وصوت ضَعيف مَكسو ر:
– ماما فاكرة لما كُنا بنُقعد نفس القعدة دي أنا وأنتي وعز، بَس الفرق أن عز كان بيكون مكاني وأنا مكان سارة دايما مَكاني كان الأضعف وعز الأقوي.
أنسابت دموعه علي وجنته ليستكمل حديثه بنفس النبرة قائلًا:
– قولتيها قبل كده عز يُقعد علي الشمال علشان هو دراعك الشمال الدراع القوي اللي بيسند، أما جاسر يُقعد علي اليمين علشان بتعتبريني دراعك اليمين الدراع الجميل الطيب ، مرت السنين وعرفت كان قصدك إيه أنا الدراع الجبان الندل الهذيل اللي ملوش منفعه.
سَقطت دموع حنان بغزارة بسبب حديث جاسر كذلك سارة، ليضيف علي حديثه قوله:
– مَكونتش أعرف أن هيجي اليوم اللي تعتبريني فيه دراعك الشمال بعد ما خذلتك.
أدار وجهه إليها ينظُر إليها بدموع تَحرق روحه وروح من حوله، ليردف قائلًا:
– أنا أسف يا أُمي، أسف لو كلامي بيوجعك ب.. بس أنا مش قادر أأ.. أنا تعبان، تعبان قوي ومش عارف أرتاح.
عض بأسنانه علي شفته السُفلية بندم وحسرة مع أنكماش وجهه أثر ضيقه من ذاته لتنساب الدموع بشدة تأخُذ طريقها عابرة عبر خديه إلي عُنقه كذلك أنفه أنسابت الدموع منها.
ليردف قائلًا بنبرة مُتحشرجة من البُكاء يملؤها الحسرة:
– أنا ضعيف حتي مش قادر أمسك دموعي قُدام مراتي، أأ.. أنا هعيش وهمو ت ضعيف زي ما أأ.. أبوي.. الصياد قال، أنا من ضعفي مش قادر أنطقها.
بنهاية حديثه أنفــــ جر ببُكاء مرير مما جعل حنان تسحب ذراعها من حول سارة تَحتضن أبنها بيدها الإثنين بقوة وهي تطبع قُبل مُتكررة علي رأسه ودموعها لا تتوقف عن التساقُط ، تَحركت سارة من الفراش تَجلس علي طرف الفراش بجانب جاسر ترمي نفسها عليه تُحاوط خصره بذراعيها بقوة لتدس وجهها بمعدته.
لتردف قائلة وهي تنتحب بقوة:
– لا، لااا يا جاسر متقولش كده علشان خاطري بلاش توجعني بكلامك أنت راجل وسيد الرجالة بلاش تخليني أخاف أنت هتفضل راجلي وسندي وجوزي اللي بتحامه فيه بلاش كلام ده.
رَبطت حنان علي ظهر جاسر لتردف قائلة بنبرة باكية هادئة:
– عُمرك مفهمتني ، دايما مُند فع وبتاخُد كلامي من سياق تاني غير اللي أقصدوا أنا بحبكُم كُلكُم قد بعض عُمري ما فرقت في المُعاملة يا جاسر ما بينك وبين أخواتك ، لازم تفهم أنكُم جاين من بطن واحده بَطن متقدرش تفرق ما بينكُم أنت أبني اللي بحبوا ، أنا كان قصدي وقتها أن عز الكبير وأنت الصُغير كلامي كان كُل مقصدي منه أنِ أفهم عز أنُه راجلنا لازم يحمينا مينفعش يضعف ويستسلم قُصاد جبرو ت وشر الصياد.
تّمز قت روحه وهو يَسمع حديثهُم شَعر بأنه هَش ضعيف هذيل هذا ليس هو ، يَشعُر بأن من يجلس الأن شخصًا غير جاسر شخص ضعيف تلبسه وإذا ظل هكذا سينهشه الضعف وسيُد مر حياته حتي تنتهي ، عليه التفكير وأحتواء الموقف حتي يُثبت لوالدته وزوجته والصياد أولهُم أن جاسر قادرًا علي مواجهته والوقوف مُقابلته والدفاع عنهُم أمام إي شخص.
أغمض عينيه بقوة يُحاول إستعادة ذاته الضائعة وإيقاف دموعه التي أصبحت تَهبط أكثر من ألثرثرة فالأمر أصبح مُبالغ به ، ليفرد ظهره للخلف بقوة يُحاوط جسد والدته ليُصبح هو السند وليس هي، أما سارة لَف ذراعه حول خصرها يَسحبها علي جسده إلي أن رفع رأسها إلي صدره يُحاوطها ليُصبح هو القائد الرجُل هذا الوضع الصحيح الرجُل يُسند لا يُسند يَحتوي حريمه لا يجلس تحت كتفيهُم يبكي علي حظه وحياته المأساوية.
طَبع قُبلة علي رأس والدته أولًا يليها سارة ، ليُباشر حديثه علي الفور قائلًا بنبرة هادئة حاول إخراجها بقدر الأمكان أن لا تَكُن مهزوزة:
– حقك عليا يا أُمي، حقك عليا يا سارة.. من النهاردة هتشوفوا جاسر جديد مَفيش ضَعف ولا حُزن هنعيش سوا من جديد كُل اللي فاتنا موافقة يا أُمي تفتحي صفحة معايا من جديد ونعوض بعض كُل اللي فات.
أومأت حنان إليه بالإيجاب ، ليلتفت برأسه إلي سارة ينظُر إلي عيناها قائلًا بحُب صادق:
– موافقة يا سارة تبدائي معايا صفحة من جديد..
وَضعت أصبعها علي شفته تَمنعه من أسترسال باقي حديثه ، تنظُر إليه عينيه بعشق جارف لتردف قائلة بحُب ونبرة تائهه وكأنها نست وجود حنان معهُم:
– صفحتي لسه موجودة من الأساس متقفلتش وعُمري ما هقفلها في وشك، إلا إذا أنت قررت أنك تقفلها.
سَحب رأسها علي الفور يَضُمها داخل حُضنه طابعًا قُبلة علي شعرها قائلًا بنبرة هامسة:
– عُمري ماقدر، ده أنتِ اللي صبرتيني علي فُراق أُمي وعوضتيني.
إبتسمت سارة لتفر دموعها هاربة من عينيها علي خديها لتدس وجهها بصدره، لتريح حنان رأسها علي كتف جاسر وهي تنظُر إليه بأشتياق وتدعو ربها بأن يُصلح حال ولدها ويرسل السعادة والسرور إلي حياته ويُرزقه الذُرية الصالحة، ظَل عقلها مَشغول بشيء واحد فقد ” أبنتها” صغيرتها المُدللة هي التي مازالت بعيدة عن عينيها تُريد أن تراها ستتحدث مع عز حول هذا الأمر.
* أمام الأتيليه
تَوقفت سيارة قاسم أمام اتيليه فَخم كبير يُشغل مساحة واسعة من المكان وبه سلالم للصعود.
هَبط قاسم السيارة وأغلق الباب ليتحرك لَكنه تَوقف بعد أن رأها ما زالت بداخل السيارة ، ليتقدم إليها واقفًا أمامها ينظُر لها لتخرُج رأسها من نافذة السيارة تنظُر إليه بأعيُن ناعسة تدلل عليه.
لتردف قائلة بنبرة دلال:
– إيه مش هتعاملني مُعاملة البرنسيس ، مستاهلش.
رَفعت حاجبها بنهاية حديثها ، ليفهم قاسم مقصدها ليقُف مُقابلتها ثابتًا بظهر مفرود مفتول العضلات ليمد يده يَفتح باب السيارة ومن ثُم يَنحني قليلًا ويُحرك يديه بدراما كالأمير الذي يَستقبل أميرته ، توسعت إبتسامتها وهي تُحرك قدميها خارج السيارة ليُفاجأها بأنه مَد يديه إليها نَظرت إليه بَحُب لتضع كف يدها بين راحة يده لتهبط السيارة ليغلق بابها ليتحركوا سويًا للداخل وهي تَضع ذراعيها بين ذراعيه ليضغط علي زر أغلاق السيارة وهُما يتقدمان داخل الأتيليه.
* داخل الأتيليه
دَلفا داخل الأتيليه بخطوات ثابتة ولَم يُفارق ذراعها ذراعه بل ظلت مُتشبت به، ليتقدم منهُم صاحب الأتيليه بإبتسامة واسعه ، هو علي علم بقدومَهم لتأتي أحد العاملات لديه تُقدم إليهُم صَحن مُزخرف مَطلي بالنحاس بداخله أنواع من الشوكولاتة الفاخرة تحسهُم علي الألتقاط منها وتذوقها ليرفُض قاسم بأحترام كذلك فعلت إيلا ، ليأتي صوت صاحب الأتيليه يَحسهُم علي الألتقاط لَم يرضون أن يَحرجونه ليلتقط كُلاهُم واحده من الشوكولاته.
من هنا بدأ قاسم بالحديث مع صاحب الأتيليه يسأله هل نفذ ما طَلبهُ منه عبر الهاتف ، ليأتي صوت الرجُل قائلًا بأحترام مُتددلي.
– كُل اللي طلبتُه أتنفذ ، متقلقش ولو الكولكشن معجبش الهانم في غيروا.. كُل الديزاينات اللي موجودة جديدة وأول مرة تتنفذ في السوق.
أومأ قاسم إليه بالإيجاب ليبعد يديه عن ذراعها يُحاوط خصرها يُقربها إليه قائلًا بنبرة هادئة إليها:
– يلا يا حبيبي علشان تختاري الفُستان.
إرتسمت شفتها بإبتسامة جميلة للغاية ليتحركوا خلف الرجُل التي أتبعتهُ نفس العاملة التي قدمت إليهُم الحلوي.
بعد أن دَلفوا داخل ساحة أُخري غير الساحة المعروض بها باقي الفساتين الخارجية ، تَقدم الرجُل من قاسم يتحدث معه قائلًا يُشير إلي مقعدًا بمُنتصف الساحة باللون الأحمر الغامق كان المقعد وثيرًا بأقمشة القطيفة ومُرصع بالذهب هذا المكان خاص بالأشخاص المُميزين لدي المكان فئة الشخصيات المُهمة.
– أتفضل يا قاسم باشًا أُقعد علي الكُرسي وأنا هتابع بنفسي مع الهانم، وهتدخُل تقيس وتطلع تورينا الديزاين عليها ونختار.
أخرج قاسم يده من جيب بنطاله واليد الأُخري كانت مُلتفته حول خصر إيلا ، ليضع يده علي بدلة الرجُل يُربط عليها ليخرُج كلماته بصوت خفيض ناظرًا لأسفل كي يُسيطر علي غضبه.
– حرف النون ده هيجيب أجلك.
لَم تصل كلمات قاسم إليه ليردف قائلًا:
– بتقول حاجة يا باشا؟!
ليستكمل حديثه بصوته الرجولي الصارم يردف قائلًا وهو ينظُر إليه بنظرات مُتو حشة.
– شايف في حاجة ملزوقه علي قفايا.
بلعت إيلا لُعابها عندما فهمت مَقصده ، أما الرجُل نظر إلي ما يَقصده قاسم بعفوية هو لَم يفهم مقصده مما جعل قاسم يَسحبه من ياقة سُترته قائلًا بنفس نبرة الصوت لَكن بأكثر قوة.
– هو أنت هتستعبط ، شايفني مختوم علي قفايا علشان أقعُد وأسيبك تفرجها أنت علي الفساتين ، هو أنت شايفني إيه!!.. لا وكمان تفرجنا ومش بس كده نختار يعني أنت أنا.
بلع الرجُل لُعابه بخوف ليردف قائلًا علي الفور يُدافع عن ذاته:
– أنا مَقصُدش أبدًا اللي فهمته يا قاسم باشا، إنتوا أصحاب مكان و والدته حضرتك متعودة تيجي وأنا اللي بساعدها في أختيار الفُستان بما أنِ بفهم في الأستايل اللي بيليق علي الجسم، وجسم الهانم يليق عليه..
منعه من أسترسال باقي كلماته ليسحبه من ياقة سُترته إليه بقوة ليبعد يده الأخري من حول خصرها ، وعضلاته تَحفزت علي العراك بسبب كلماته ليردف قائلًا بغضب:
– أنت عبيــــ ط ولا شارب حاجة في ليلتك اللي مش عايزة تعدي علي خير دي! ، هي مين دي اللي هتختارلها حاجة تليق علي جسمها.
مَسكت إيلا معصمه تُحاول إبعاد يديه عن ملابس الرجُل وهي تترجاه بصوت خفيض أن يترُكه.
– قاسم نزل أيدك مينفعش كده عيب ، مامي هتزعل أنت عارف مش بتشتري غير من هنا ويُعتبر صديق العيلة يعني مش غريب.
نَفض يديه علي الفور بعد حديثها الذي لَم يُهدأه بل زاد الطين بله لتعرف هذا بعد أن رأت عينيه المُتوهجه بالأحمرار، لَكنها فضلت الصمت ليأتي صوت قاسم موجهًا حديثه إلي الرجُل.
– أُخرج أنت دلوقتي عشان مخرجش كُل غضبي عليك.
خرج الرجُل علي الفور برغم أن حديث قاسم أغضبه إلا أنه لا يستطيع فعل شيئًا معه بسبب علاقته بوالدته الطيبة ومكانه جلال الجارح في المُجتمع ولا يُريد أن يخسر زبونه مثل زينب هانم.
بعد أن خرج وخرجت معه العاملة تَقدم قاسم من إيلا ينظُر إليها بشرا سة ، لتنكمش علي ذاتها تُرجع بخطواتها للخلف ضَغط قاسم علي أسنانه يُسيطر علي غضبه برغم أن حديثها ما زال يتكرر داخل ذهنه ، ماذا يفعل هو يُغار عليها بجنون يعرف هذا لَكن لا يعرف أن يظل صامتًا بموقف كهذا.
مَد ذراعه الطويل بلحظه قَبض علي معصمها ليشدها إليه بقوة ليرتطم وجهها بصدره ، رَفعت وجهها بَبُطء تنظُر إليه بخفاء تُريد أن تعرف كَم نسبه غضبه بسبب حديثها ، ثبت وجهها قبل أن تهرب عيناها منه ينظُر إليها بشرا سة ، لَكن حديثه كان غير ما انطقه عيونه.
– يلا نقي الفُستان اللي يعجبك ، لَكن متلبسيش حاجة مبينة جسمك.. فاهمة!!
لَم تتحرك بعد كلماته بل ظلت تنظُر إليه بعدم فهم ، لينفُخ بضيق ليقوم بمسك كف يدها بين راحة يده يُحركها أمام أستاند الفساتين ومن ثُم تركها وتحرك جالسًا علي المقعد.
ظَلت تُدعبس بالفساتين بغضب من طريقته لتُقرر كسر كلماته لتنتقي أكثر فُستان فا ضح تسحبه لتدخُل به إلي غُرفة القياس ، كان يُتابعها بأعيُن ثاقبة برغم أنه كان يَمسك الهاتف كأنه مُنشغل به لَكن نظراته لَم تُحيد عنها ينظُر لها بالخفاء.
بعد وقت خرجت إيلا بفُستان بدون حمالات طويل لَكن به فتحه من الجانبين من مُنتصف فخذيها لأسفل كان بلون الأبيض الناصع مُرصع بفصوص الؤلؤه ، وَقفت أمام هذا المشهد بأعيُن غاضبة تَصُك علي أسنانها لتحمل ذيل الفُستان الخف من علي الأرض تتقدم إليهُم بعجله كانت حافية الأقدام.
المشهد الذي أغضب إيلا هو وقوف تلك العاملة بالقُرب من قاسم بل كانت مُلتصقه به ، بيدها مجلة من الوضح أنها تريه شيئًا يَخُص الفساتين ، لَكن هذا الوضع لَم يُعجب إيلا مما جعلها تثور ، وَقفت مُقابلهُم تَحمل الفُستان بتلك المظهر لتقوم بألقاء الذيل علي الأرض وبيدها تُفرده حتي تُظهر فتحتين الفُستان ، لتظهر جمال ساقيها ناصعة البياض لتضع يدها علي خصرها تتحدث بدلال قائلة بدلع.
– عَجبني ده الفُستان اللي هاخده ، روحي نادي مُراد بيه عشان الفُستان عايز يضيق من منطقة الصدر.
بنهاية حديثها وجهت الحديث إلي الفتاة تنظُر إليها بغضب ، كادت أن تتحرك الفتاة لَكن أتت يد قاسم التي مسكت معصمها بعد أن نَهض ليوجه حديثه إليها قائلًا:
– مَتبلغيش حد ، روحي أنتِ دلوقتي وتعالي بعد شوية عشان نكمل اللي كُنا بنعمله.
رَفعت إيلا حاجبها تضغط علي خصرها بأناملها لتهتز بغضب ، بعد أن تحركت الفتاة وأُغلق الباب عليهُم ألتفت برأسه إليها ينظُر لها من أغمس قدميها لأعلاها وهو يري أهتزاز جسدها بعُنـــ ف وملامحها الغاضبة.
كرر اللعب معها علي طريقتها ليردف قائلًا ببرود:
– عَجبك الفُستان ده؟!
حركت رأسها بالايجاب بغرور دون أن تتحدث ، ليردف قائلًا ببرود وهو يضع يديه بجيوب بنطاله:
– تمام مَفيش مُشكلة ، يلا روحي غيري عشان ناخدُه.
لَم تتحرك من مكانها لَم تتوقع أن هذه هي رده فعله كانت تتوقع بأنه سيغضب عليها وسيثور كالمجنون ، ليأتي صوته يُخرجها من شرودها كان حديثه لُغز كبير جعلها علي حافة الحيرة والجنون.
– ااه أفتكرت عايزة مُراد عشان يضيقلك منطقة الصدر مش كده، تمام حالا هندهولك.
عند هذا الحد جن جنونها من طريقته أبتلعت لُعابها بخوف وقلق من ردوده ، لتردف قائلة بتوتر وهي تراه يتحرك بخطواته للخارج، لتعبث بأناملها ببعضهُم بخوف:
– ق.. قاسم
ألتفت إليها ينظُر لها ببرود ليردف قائلًا:
– نَعم
أسبلت عيونها لتردف قائلة بنبرة هادئة مَصدومة:
– ق.. قاسم أنت هتناديه بجد؟!
حرك رأسه يمينًا ويسارًا قائلًا بنبرة باردة:
– هو مش أنتِ عايزة كده!
خفضت بصرها لأسفل ثوان لترفع رأسها قائلة:
– يعني أنت موافق أنُه يشوفني بالمنظر ده؟!
تحدث ببرود ونظرات ثابتة عليها قائلًا:
– مش أنتِ عايزة كده وهتكوني مبسوطة!
حركت رأسها بالنفي لتردف قائلة بندم:
– لا مش عايزة ولا هكون مَبسوطة ، وبطل أسلوبك ده يا قاسم أنت عارف أنِ عملت كده عشان أغيظك.
كاد أن يبتسم بسبب طريقتها وندمها ، لَكنه تماسك ليردف قائلًا بنبرة ثابتة:
– عايزة تغظيني ليه؟!
خفضت بصرها وهي تعُض بأسنانها علي شفتها السُفلية مع تَجمع الدموع داخل حدقتيها ظَلت ثوان هكذا ، كان يُراقبها بصمت إلي أن فرت دمعه من عينيها هاربة علي وجنتها لتزيحها علي الفور حتي لا يراها ، لَكنه رأها وبمُجرد أن رأها رق قلبه وكيانه بأكمله لها ليردف قائلًا بنبرة حنونة لَكن لا تخلو من الجدية.
– تعالي يا إيلا.
رفعت بصرها تنظُر تجاه لتتقدم إليه بخطوات بطيئة إلي أن وَقفت أمامه بأعيُن لامعه من تَجمع الدموع بها ، ظَنت أنه سيحتضنها ليقوم بمُصالحتها إلا أنه فاجأها بحديثه.
– من غير دموع أنا مزعقتش ولا هعمل حاجة ، ولو عايزة الفُستان ده هاخدوا عشانك.
كلماته القا سية بسبب بروده جعلتها تشعُر بأهانه دائمًا يُغار عليها ماذا حدث الأن؟ ، أنفــــ جرت بالبُكاء لَم تحتمل نبرته التي يتحدث بها معها ، كان سيُكمل طريقته لَكن بعد أن رأي دموعها لَم يستطع ليسحبها إليه يحتضن رأسها يُربط علي شعرها إلي أن هدأت شهقاتها ، أبعد يديه عنها ينظُر إلي عيونها الزابلة ليمسح عليها ويُزيح بأنامله بقايا دموعها المُلطخه علي وجنتها.
ليأتي صوته قائلًا بنبرة تَحول الجد والصرامة بها:
– خلاص يا إيلا بس مرة تانية تفكري في الكلام قبل ما تقولي ، أنا المرة دي هعديهالك علشان معكننش عليكي في يوم زي ده بس مرة تانية مش هيهمني.
حركت رأسها بإيماء لتردف قائلة بندم:
– أسفة
رَبط علي وجنتها ليردف قائلًا:
– يلا أدخُلي غيري المسخرة دي.
كانت ستتحرك ليمسك يدها قائلًا:
– تعالي الأول نختار الفُستان بالمرة سوا والفُستان ده هيكون علي زوقك و زوقي باردوا مش عايز أفوره.
حركت رأسها بإيماء ليبتسم إليها لتُبادله الإبتسامة ومن ثُم تحركوا سويًا ينتقون الفُستان سويًا.

° تَكملة اللعبة الواحد والخمسون °
* في اليوم التالي عند خالد وجني داخل المُستشفي/ تحديدًا بحُجرة العناية
دَلفت الطبيبة إلي الغُرفة برفقة عز الذي وَقف يُشاهد جني وخالد المُنغمسين في نوم عميق بأحضان بعضهُم لتتوقف أنظاره علي الأبر المُتصلة بجسدها الواهن الضعيف حتي تَمدها بالدواء الذي تحتاجه لتسترد عافيتها.
جاء صوت الطبيبة بنبرة خافضة قائلة:
– الدموية ردت في وشها ف أقل من يوم عشان هو جمبها، ما بالك لما يكون معاها العُمر كلوا.. بلاش تفرق ما بينهُم هو مُمكن يكون عصبي أو طباعُه سيئه بس بيحبها ، ده اللي ظهر قُصادي في الفترة اللي أتعاملت معاه فيها.
حرك عز رأسه بأتجاه الطبيبة ليُحرك رأسه بإيماء، ليردف قائلًا:
– عارف ، بس طول ما هو جمبها بيأذ يها حُبوا بيأذ يها أنفاسُه خطــــ ر عليها ودي مش أُختي دي بنتي بعمل كُل ده علشانها وده اللي مخليني سايبوا لحد دلوقتي في حياتها.
إبتسمت الطبيبة لتردف قائلة بنبرة هادئة:
– هروح أحضر علاجها علي ما تصحيهُم، عايزاك تديهُم طاقة إيجابية بلاش كلام يدايق وده لمصلحت أُختك.
أومأ عز رأسه بالإيجاب ليقترب من الفراش بعد خروج الطبيبة ، وَقف أمام الفراش يُكتف يديه حوله ليردف قائلًا بنبرة مازحة وصوت مُرتفع بعض الشيء:
– والله عال روميو وجوليت نايمين ومش حاسين بأي حاجة بِتم حواليهُم.
فَتح خالد عينيه بَبُطء ليرفع يده يَفرُك عينيه حتي يستطع رؤية الواقف أمامه، لينفُخ بضيق بعد أن رأي عز ليردف قائلًا وهو يعتدل بجلسته يُسند ظهره علي الفراش:
– إيه اللي جابك؟!
رَفع عز حاجبه ليردف قائلًا بعتاب ساخر:
– بقي كده يا جوز أُختي مش عايز تشوفني، إيه ماوحشتكش!
لوي خالد شفته ليردف قائلًا:
– والله! ، ماتشوفش وحش.
تحرك عز بجانب جني يطبع قُبلة علي جبهتها يوقظها برفق إلي أن بدأت تُجاهد بفتح عينيها ، ليبتسم عز عند رؤيتها وأردف قائلًا بنبرة حنونة:
– صباح الخير يا بطة، يلا قومي وكفايا كسل مش عايزة تاخدي أدويتك عشان تطلعي من المُستشفي ولا القاعدة عجبتك.
ليغمز لها بنهاية حديثه مما جعلها تُحرك رأسها جانبًا تنظُر إلي خالد بصدمة مُزيفة قائلة:
– أأ.. أنت إيه اللي نيمك جمبي يا خالد، قوم يا بابا قوم أنا تعبانة.
دَفعته بخفه بيدها المُحررة من الأبر، مما جعل عز ينفـــــ جر بالضحك أما خالد كان مصدوم ليهبط الفراش ينظُر إليها بضيق ليردف قائلًا:
– والله! ، بتبعيني عشان أخوكي أنا جوزك يا هبلة.
غَمزت بطرف عينيها إلي خالد بأن يُجاريها بحديثها ليفهم أنها مُحرجة من عز أنه دَلف ورأهُم، مُتسطحين بجانب بعضهُم، تَحرك عز إلي الجانب الأخر ليجلس بجانبها علي طرف الفراش يُربط علي شعرها قائلًا:
– عايزك تستردي صحتك عشان في خبر هيفرحك جامد.
أسبلت عيناها وهي تردف قائلة بحُزن:
– نفسي أفرح آوي يا عز ، بس حاسة أن مش مكتوبلي الفرح.. وفرح إيه اللي بتتكلم عنه بعد ما فقد طفلي.
قطم عز شفته ليأتي صوت خالد قائلًا قبل أن يَدلُف المرحاض:
– حبيبتي أنتي ليه مُصره أنِ مش راجل زي ما خليتك تحملي أول مرة هعرف أعملها تاني، بلاش تستهيني بقُدراتي.
توسعت حدقتيها بالصدمة لينهض عز علي الفور لَكن يتوقف بعد أن دَلف خالد المرحاض سريعًا غالقًا الباب عليه، عاد عز مرةً أُخري بجانبها ليري الخجل علي وجهها ليردف قائلًا:
– مستحمل قلة أدبُه علشانك ، مش عارف مستحملاه إزاي وعلي إيه يا جني.
عضت بأسنانها علي شفتها السُفلية ، لترفع وجهها إليه قائلة:
– هو صحيح قليل الأدب حبتين تلاتة بس حنين خالص يا عز.
لوي عز شفته ليردف قائلًا بسُخرية:
– حنين أُمك أسمها حنان يا جني.
ضيقت حاجبيها لتردف قائلة بعدم فهم:
– طَب ما أنا عارفة أن ماما أسمها حنان، صحيح بتروح تزورها يا عز.
إرتسمت إبتسامة علي شفته ليردف قائلًا:
– هو ده الخبر اللي هيفرحك يا جني ، ماما خرجت وقاعدة عندي في الفيلا.
بلعت لُعابها بصدمة لتردف قائلة بعدم تصديق كانت نبرتها يملؤها اللهفة والخوف بنفس الوقت:
– بتتكلم جد يا عز، ماما خرجت من المصحة عرفت إزاي طيب ده الحُكم اللي أُصدر تجاها..
قاطع عز حديثها ليستكمل حديثه قائلًا:
– مش مُهم إي حاجة دلوقتي، أهم حاجة عندي أنك تستردي عافيتك عشان تقدري تشوفي ماما.
تحدثت جني بنبرة عجلة يملؤها اللهفة قائلة:
– أنا كويسة يا عز، وديني أشوف ماما.
مَسك كف يدها بين راحة يده ليردف قائلًا بنبرة هادئة صادقة:
– مش هينفع يا جني ماما لو شافتك كده هتتعب، أستردي عافيتك بس وهخليكي تشوفيها ومش بس كده مش هتبعدي عن حُضنها من تاني.. اه عايز أقولك أنها ماتعرفش أن جاسر حصله شلل لفترة مارديتش أحكيلها عشان متتعبش.
أومأت جني إليه بالإيجاب لتردف قائلة:
– عندك حق ماما مش لازم تشوفني تعبانة وضعيفة وعشان كده أنا هخف بسُرعه عشانها، وأحسن أنك خبيت عليها تعب جاسر هيا مش ناقصة كفاية اللي عاشتو.
ظَل عز معها طول اليوم إلي أن خرجت من المشفي ، ليصلها هي وخالد إلي بيتهُم ليترُكهُم بعد أن أطمئن عليها وأوصي خالد عليها بأن إذا تعبت يُخبره وسيكون في الحال أمامهُم.
* داخل فيلًا خالد الشيمي
بَعد أن دَلفان للداخل كادوا أن يصعدوا الدرجات ليأتي إليهُم صُراخ ريتاج ليلتفتوا إليها.
كانت ريتاج داخل المطبخ تُحضر لنفسها كوب شاي وعندما أستمعت إلي الباب يَنفتح خرجت سريعًا بحماس وبيدها كوب الشاي ، لتصل إليهُم كادت أن تحتضن جني لَكن ألتقط خالد معصمها يسحب منها كوب الشاي الذي تناثر بعضه علي الأرض بسبب ركضها.
بعد أن سَحب منها كوب الشاي نظر إليها قائلًا:
– مش تخلي بالك كُنت هتحر قي نفسك وهتحر قيها.
أندفعت تَحتضن جني بحماس لتردف قائلة إلي خالد:
– من فرحتي برجوعكُم مَختش بالي.
أبتعدت عن جني عندما تألمت ليُحاوط خالد خصر جني بخوف قائلًا:
– مالك يا حبيبي؟ ، إيه اللي وجعك؟!
حاولت رسم إبتسامة علي شفتها لتردف قائلة:
– معدتي بس وجعتني شوية.
لتنظُر إلي ريتاج بنظرات أمتنان لتردف قائلة:
– شُكرا يا ريتاج علي أهتمامك.
بادلتها ريتاج الإبتسامة لتردف قائلة:
– مستنياكي تكوني كويسة عشان لينا كلام كتير اوي مع بعض، أطلعي أرتاحي ولو أحتجتي إي حاجة أنا موجودة.
بادلتها جني إبتسامتها عَكس ما كانت تشعُر به بالداخل، ستظل ريتاج ضُرتها التي تزوجها خالد عليها حتي لو كان حديثه صادق وأن لا يوجد شيئًا بينهُم لَكنها ستظل تقلق منها ولن ترتاح إلا عندما يتم الأنفصال بشكل رسمي حتي ترتاح.
أعطي خالد كوب الشاي إلي ريتاج ليقرُص وجنتها قائلًا:
– روحي زي الشاطرة كده نضفي الشاي اللي وقع علي الأرض ، وأعمليلي كوباية قهوة تظبط دماغي عشان مصدع آوي.
أومأت ريتاج رأسها بالإيجاب وهي تتحرك إلي المطبخ قائلة:
– من العين دي قبل دي.
ضَحك خالد علي مظهرها وهي تركُض ليُحاوط خصر جني ليصعدوا الدرج.
* داخل حُجرة عز وخلود
دَلف عز الغُرفة ليري خلود تقوم بتوضيب الفراش بوجه عابس ، أغلق الباب الغُرفة ليفتح أزرار قميصه وهو يتحرك إلي الأريكة لينزع القميص ويُلقي به علي مسند الأريكة بعدها يَقوم بألقاء ذاته عليها يفرد جسده من المُتعب لَكن برغم تعب عينيه لَم تُفارق وجهها لينظُر إلي ما ترتديه كانت ترتدي عباءة بيتيه ضيقة علي جسدها تُبرز أنحناءاته كانت العبائه بنصف أكمام بدوران من منطقة الصدر.
فرك جبهته وهو يردف قائلًا:
– مالك؟
ألتفتت إليه تُلقي نظرة عتاب ومن ثُم دارت رأسها مرة أُخري تُكمل توضيب الفراش ، لينفُخ عز بضيق لينهض من علي الأريكة يتحرك إليها إلي أن وَقف خلفها ، كانت تثني ظهرها قليلًا للأمام توضب الفرش ليمد ذراعيه يسحبها من خصرها إليه ليرتطم ظهرها بصدره لَم تُصدر إي رده فعل بل ظلت هادئه مَد عز أنامله إلي كتفها يزيح كَتف العبائة ليَطبع قُبلة عليه ومنزثُم يَضع رأسه علي كتفها.
كُل هذا تحت صمتها إلي أن أردف قائلًا:
– هو أنا زعلتك منِ أمتا؟ ، أصل مش فاكر!
ألتفتت إليه بجسدها ليُصبح وجهها مُقابل وجهه لَكنه لَم يفُك حصار جسدها بل ظل مُحاوط خصرها بذراعيه ، نظرت إليه بعبوس لتردف قائلة وكفوفها تتحرك علي صدره العا ري:
– بقي مش فاكر زعيقك قبل ما تروح لجني ليا، كُل ده عشان قولتلك تاخُدني معاك.
رَفع عز يده بَبُطء من علي خصرها يَمُرها علي ظهرها يتحسسه برفق إلي أن وصل لشعرها ليتمسك به بخفه وهو يحتضنها يضع رأسه علي كتفها يُقرب شعرها إلي أنفه يَشم عبيرها ليردف قائلًا بنبرة حُب صادقه.
– خايف يا خلود ، خايف تتأذي ويحصلك حاجة أنتي وطفلنا زي ما حصل قبل كده وأتوجعت وحصل للمرة التانية لجني ومن أقرب ما ليا ، لو حصلك حاجة مش هقدر أسامح نفسي مش عايز أتخدع في حد تاني.. عشان كده مش هسيبك تُخرجي غير وأنتِ معايا ومش عايز أعتراض لو بتحبيني أسمعي كلامي.
فرت دمعه من عينيها علي حديثه ونبرته كانت حزينه هشه كأنه يترجاها بأن لا تعترض علي قراره، رَفعت يديها تُحاوظ ظهره تُحرك يدها عليه برفق وهي تزيد من ضمه لها، لتردف قائلة بأكثر نبرة حُب يتداخل بها الطاعه لمن ملك قلبها وحياتها.
– حاضر يا حبيبي، مش هعترض بس أفتحلي قلبك وفضفض عشان ترتاح.
رفعت وجهها من علي كتفيه لَكنها لَم تبتعد هي فقط جعلت وجهها مُقابل وجهه لتستكمل حديثها قائلة:
– لو قولت للعالم كلوا أنك بخير وصدقك، أنا مش هصدق.. عز مش هو عز اللي واقف قُصادي اللي واقف راجل الهم والتعب والصراع عجزه وخوفه علي أهل بيته خوفه حسسه بالكــــ سره، بس لا عاش ولا هيعيش اللي يكــــ سره طول ما أُمه موجودة جمبه.. أنا أُمك وأبوك وصاحبك وحبيبتك ومراتك كُل حاجة ليك، ده كلامك اللي متعوده أسمعوا منك دايما تقولي أنِ خلودك في الأرض بس دلوقتي أنا بقولك أنت خلودي في الأرض من غيرك مش هقدر أكمل.. وللمرة المليون هقولهالك تعالي نبعد ناخُد كُل اللي بنحبهُم ونلحقهُم قبل ما الطوفان يجي.. الطوفان لو جه هياخدك مني وأنا مش هستحمل يا عز.. أرجوك سيب كُل حاجة ونمشي أو تصلح كُل حاجة أتنازل عشاني أنا وطفلك.
رفع يده علي وجهها يتحسسهُ بأنامله برفق وهو يُحرك رأسه إليها بالإيجاب ، ثُم حرك يده علي شعرها يتمسك رأسها من الخلف يُقربها إليه ليطبع قُبلة علي جبهتها ليحتضنها بقوة يدس وجهه بعُنقها لتشد هي بأظافرها علي ضهره تُقربه لجسدها، كان كُلًا منهُم يَضُم الأخر بشده كأنه يُريد أن يُدخله داخله حتي يُصبح جسدهُم جسد واحد يحمل هموم الأخر ويتنفس أنفاسه واحده هُم ليس مُراهقين بل زوج و زوجة وصلوا إلي أكبر سيل للعشق والولع ببعضهُم بكُل شيء ، كُلًاهُم يتنفس الأخر بحُب صادق وليس بشـــ هوة تُحركهُم. ♡
* داخل حُجرة خالد وجني
وَقف يتطلع عليها بعد أن خرج من المرحاض يَلف منشفه حول جسده السُفلي بعد أن أنعم جسده بمياه ، أما هي كانت تَجلس علي الفراش تنظُر أمامها في اللاشيء تتمسك بقطعه ملابس صغيرة تعتصرها بين كفوف يدها الصغيرة وشلال من الدموع تتساقط من مقلتيها تعبُر علي وجنتيها تحت صَمت تام منها، لعلا هذه الدموع تشفي جراح قلبها علي فُراق ضناها التي لطالما حلمت بحمله ورؤيته أمام عينيها تُشبع روحها المُشتاقة للأمومة.
تَحرك بخطوات بطيئة نحوها حتي لا يفزعها ليصعد بجانبها علي الفراش جالسًا أمامها ينظُر إلي ما بيدها ليرفع يديه يتحسس وجنتيها يَزيح دموعها برفق.
لَم تتحرك ولو بنظرة لَكنها تحدثت قائلة بنبرة هادئة حزينة تُقطع نياط القلب:
– دي القطعة الوحيدة اللي أشترتها وكأن قلبي حاسس أنِ مش هشوفه.
قالت حديثها مع تزايد دموعها بدون أصدار إي صوت يدُل علي بُكاءها ، عادا نبرتها المكــ سورة ، نظر إليها بحُزن وشفقه كاد أن يتحدث لَكنه صمت بعد أن تحدثت هي تُكمل حديثها.
– هو ليه القدر مُصر يعاندني يا خالد، هو أنا وحشة.
حرك رأسه يمينًا ويسارًا ينفي حديثها وهو يردف قائلًا:
– لااا، أنتِ أنقي من وجُد علي الأرض، أنتِ ملاك متستاهليش اللي بيحصلك، أنتِ تستاهلي راجل ملاك زيك مش زي أنا.
بنهاية حديثه خفض رأسه لأسفل بحُزن عليها، سَحبت نفس قوي لتستكمل حديثها بنفس النبرة المؤلمة:
– من بعد ما شوفت أبويا وهو بيتسبب بدخول أُمي المصحة قولت لنفسي أن ده أول جر ح يندب في نعشي، بس بعدها جيت أنت ودبيت جر ح تاني بجوازك مني بالشكل اللي تم، بعدها أتعود علي الجر وح ومهما أتجر ح منك مبقتش أتأثر زي ما تقول جتتي نحست.. بس مع ظهور عز في حياتنا تاني الجر ح بدأ يتكون تاني وبألم فظيع مَكونتش قادرة أستحملوا خايفة علي جوزي من أخويا ، وخايفة علي أخويا من جوزي وقتها أستعديت للضر بة القاضية في نعشي كُل ده بسبب زعلي وخوفي علي اللي حواليا، بعدها ربنا أراد أن قلبي يفرح شوية بعد التعب اللي عايش معايا سنين وأتحسنت علاقتنا ببعض وعز سامحني مع أنِ ماليش ذنب في إي حاجة بس قولت الحمدلله علي كُل شيءٍ.. روحي اللي أفتقدها بقالي سنين عادت تاني أول ما أدتني فُرصة أنِ أحمل وبالفعل حملت وجرو حي أختفت تاني ب.. بس القدر بيعاندني ومُصر علي وجعي الجر ح عاد تاني بس بأضعاف مُضاعفه ودي كانت أكبر جر ح يندب ف قلبي.
ثبتت أنظارها علي خالد تستكمل حديثها ودموعها تشير علي وجنتها بغزارة قائلة:
– عارف ليه علشان الجرح المرادي يخُصني أنا مش خوفًا وزعل علي حد، المرة دي أنا زعلانة وموجوعه علي نفسي، أنا أستحملت ورضيت بكُل حاجة من الدُنيا ومهما أتعور منها بستحمل بس المرة دي حاسة أنِ روحي بتروح مني عارف ليه، عشان تعورتي في ضنايا.. ضنايا اللي عشت عُمري أحلم بيه ويوم ما الحلم أتحقق راح مني فلحظة من غير إي ذنب ليا..
عضت شفتها السُفلية تُسكت حديث قلبها حتي لا تجر ح خالد لا تُريد أذ يته بعد كُل ما حدث لَكنها ستكون رحيمه للنهاية، سَحبها خالد داخل حُضنه يُربط علي ظهرها ويطبع قُبل مُتفرقة علي عُنقها وهو يعتذر لها عن كُل ما بدر منه ويوعدها بتعويضه لها عن كُل جر ح تسببه لها دون قصد أو بقصد وسيعيش باقي حياته لإشفاء جرو حها.
* عند جاسر وسارة علي النيل
يسيرون سويًا علي أقدامهُم يديهُم مُتشبته ببعضهُم كُل منهُم غار ق بأفكاره جاسر بإنتقامه من والده حتي يُرجع حق والدته وتُغفر له هو ما زال ضميره يُأنبه علي ما فعله مُسبقًا، أما سارة خوفها علي جاسر يُسيطر علي عقلها فمشهد بُكاءه لا يُغادر عينيها.
تَنهد جاسر ينظُر إلي المركب النيلية الواقفة يصعد بها الناس مُزينة بأنوار مُبهجة للغاية مُشعل بها أغاني ليُحرك رأسه ينظُر إلي سارة قائلًا:
– إيه رأيك نركب ونُعبر الضف التاني سوا ونعيش أجواء جديدة.
حركت بصرها تنظُر إلي ما يقصده لترتسم إبتسامة علي شفتها تردف قائلة بسعادة تغمُرها:
– أروح معاك لو لنهاية العالم.
شرد بعيونها ونظراتها كَم يُحبها يُحب كُل تفاصيلها هي جنيه حقًا خطفت قلبه ولَم تُرجعه إليه، تشبت بأناملها بقوة وتحركوا سويًا يصعدون المركب ليعيشوا أجواء من الرومانسية بداخلها وأجواء مُبهجة عادت النور إلي قلبهُم من جديد.♡
* داخل منزل مُعتز
أتِ مُعتز من الخارج ليدلُف الغُرفة وعيونه تَبحث عنها إلي أن رآها تَقُف بشُرفه الغُرفة تَحرك نحوها بعد أن نزع سُترته العلوية ليتوجه نحوها يدخُل الشُرفة يَقُف بجانبها ليمد يديه ساحبًا كوب القهوة من علي السور يرتشف منه القليل، وعيناه مصبوبة علي كفوفها الموضوعه علي السور ليري خاتم زواجهُم المُزين بإصبعها.
ليردف قائلًا بنبرة صادقة تحمل الجد:
– أول مرة أخُد بالي من جمال خاتم الجواز في أيدك، أنا فاكر وقت ما أشترينا سوا كان جميل بس مش بالجمال ده حتي بعد ما شوفتوا علي أيدك ببداية جوازنا مَكنش بالجمال ده.. يا تري إيه السبب؟!
عرف كيف يُلفت نظرها ويجعلها تتحدث معه، بالفعل خفضت بصرها تنظُر إلي الخاتم بتأمُل وتفكير بحديثه لتُحرك رأسها جانبًا تنظُر إليه قائلة بذهن يُفكر بالأمر:
– مش عارفة!
نظر إليها بإبتسامة ليردف قائلًا وهو يرتشف رشفه من كوب الشاي:
– العشرة، عشرتنا لبعض أدت قيمة معنوية للخاتم خلتوا يزدهر في أيدك، تعالي نفترض لو جينا نبيع الخاتم ده دلوقتي هيسوا كام عند بياع المصوغات؟
أردفت قائلة علي الفور:
– مش عارفة أحدد رقم، بس بالتأكيد هيقل سعره عن ما أشتريناه في الأول.
حرك رأسه إليها بإيماء ليستكمل حديثه قائلًا:
– مَظبوط كلامك، سعره في الشراء أغلا وفي البيع أرخص وده علشان الأستعمال بس الكلام ده بينطبق علي الدهب مش عليكي أنتِ.. أنا دلوقتي ك مُعتز لو جيت قولتلك تعالي أغيرلك الخاتم بخاتم أغلي هتوافقي بس مش هتقدري تستغني عن أول خاتم ربطنا ببعض وأنا كذلك مش عشان قيمته المادية عشان القيمة المعنوية ليه.
رآي علي معالم وجهها أنها لَم تفهم حديثه عن ماذا يدور وضع كوب الشاي علي السور، ليستكمل حديثه قائلًا:
– تعالي نرجع لمرمط الفرس، حُبي ليكي اللي وقعني فيكي من غير ما أحُط إي حاجة قُصادي حُبي خلاني أنجرف معاكي في سيل عشق مش بينتهي كذلك الخاتم أنجرف فيكي وبانت حلاوته لما أتآكدي من حُبي ليكي، أنتِ عارفة أنِ مقدرش أستغني عنك عشان كده بتتمادي في زعلك عليا، بس أنا مش قادر علي الفُراق مش عايز خصمنا يطول لأن لو خصمنا طال جمال الخاتم هينطفي في صابعك.
ألتفتت تَقُف مُقابله لتردف قائلة بنبرة ساخرة:
– والله يعني جمال الخاتم عمل كُل ده يا مُعتز!
حالت إبتسامة علي شفته ليردف قائلًا بصدق:
– عايز أصالحك ومش عارف أفتح معاكي مواضيع في ألفت إي كلام يجذب أنتباهك وبالفعل جذبته.. بزمتك إيه رأيك فيا؟!
إرتسمت إبتسامة علي شفتها لتردف قائلة:
– خلاص صالحتك بس بطل تأليف.
ضَحك مُعتز ليردف قائلًا وهو يسحبها من خصرها يُقربها إليه قائلًا:
– بزمتك تأليفي وحش.
توسعت إبتسامتها لتردف قائلة وهي تُحاوط عُنقه بذراعيها:
– لا تأليفك عجبني، ألف كتير بس ليا لوحدي سامع.
حرك رأسه بإيماء، ليأتي صوتها بنبرة هلع وخوف تتحسس جبهته بقلق:
– جاتلك سَخونية؟ ، طبعًا لازم يجيلك ما أنت واقف من غير هدوم.. كده يا مُعتز حرام عليك والله ضايقتني.
سَحب يدها من علي جبهته إلي شفته يَطبع عليها قُبلة رقيقة، ليردف قائلًا بنبرة رومانسية:
– خايفة عليا يا نور؟
لمعت عينيها لتردف قائلة بعجله:
– طبعًا خايفة عليك، مُعتز أنا بحبك ومقدرش أستحمل عليك إي حاجة.. هووف بجد ضايقتني يا مُعتز
ربط علي وجنتها برفق ليردف قائلًا:
– خلاص يا حبيبي مضايقيش نفسك، هدفي نفسي وهبقي كويس
نظرت إليه بحُب وهي تَشده من معصمه داخل الغُرفة ومن ثُم تغلق باب الشُرفة ، لتتحرك تسحب جهاز التشغيل الخاص بالمُكيف وتقوم بإشعاله علي المُدفء ، بعدها تتحرك تإلي الخزانة تسحب منامه ثقيلة لتأتي إليه تتمسك بكف يده تسحب لتجلسه علي الفراش، وأقتربت إليه تلبسه السُتره العلوية بخوف نابع وظاهر علي مقلتيها أنا هو كان يُتابع خوفها عليه بسعادة ، بعد أن ألبسته سَحبها من خصرها ليُجلسها علي قدميه ينظُر إليها بحُب ليطبع قُبلة علي وجنتها.
ليردف قائلًا بنبرة حُب:
– إنت حنين كده ليه يولا؟
هدأت ملامحها لتردف قائلة:
– عشان بحبك.. مش هقدر أستحمل عليك إي تعب.
وضع كف يده علي رأسها من الخلف يُقربها إليه وعيناه مصبوبه علي شفتها بأشتياق ليردف قائلًا بنبرة مُنغمرة بمشاعره:
– وأنا من كُتر حُبي ليكي، جوعت.
أردفت قائلة بعجله وهي تتحفز علي النهوض:
– حالًا وهعمل أحلا أكل.
لَم يدعها تنهض ليُقربها إليه مرةً أُخري قائلًا بنبرة يملؤها المشاعر الجياشة وبأنفاس مُتقطعة:
– و..هو في أحلا منك عشانها أكُلها.. وحشتيني آ.. آوي يا نور..
قال حديثه بنبرة ولع وإشتياق لها لينغمروا سويًا ببحور عشقهُم الذي لا يوجد بها سواهُم، لتعود الحياة تبتسم بوجوه كُلًا منهُم.♡
* داخل حُجرة قاسم
يَجلس علي الفراش يَسند ظهره عليه وذراعيه خلف رأسه يُفكر بعده أمور منها ديما وما تُخطط له بالتأكيد لَم تَصمُت دون أن تَخرب عليه حياته ، أما الأمر الأخر إيلا وتصرُفاتها الصبيانيه يعرف أنها صَغيرة لَكن ليس بهذا الشكل هي تتصرف حقًا بطفولة وهذا الشيء بدأ يزعجه ببعض الأحيان.
طُرقات خفيفة علي باب الحُجرة جعلته يَخرُج من شروده حمحم حنجرته قبل أن يُأذن للطارق بأن يتفضل للدخول.
دَلفت إيلا بخطوات سريعة تَركُض إليه بحماس لتصعد علي الفراش بجانبه تَجلس علي رُكبتيها ، كانت السعادة تملآ وجهها بالبهجة والسرور ظَلت تنظُر إليه بحُب.
لتردف قائلة بنبرة هادئة يملؤها السعادة والحُب:
– مش مصدقة أن كتب كتابنا بُكرة، كُل حاجة تمام مش كده مفيش حاجة ناقصة.
حرك رأسه بالإيجاب ليردف قائلًا:
– كُل الترتيبات جاهزة متقلقيش والميك أرتست والهير أستايل هيجولك لحد عندك.
توسعت إبتسامتها لتردف قائلة بحماس وحُب:
– بحبك يا قاسم
أعتدل قاسم بجلسته يتمسك بكفوف يدها بين كفوفه ليردف قائلًا بنبرة جادة:
– إيلا أسمعي الكلمتين دول من غير ما تقطعيني.
نظرت إليه بجدية لا تفهم ما به لتردف قائلة بعدم فهم:
– في إيه يا قاسم؟ ، حصل حاجة جدي كلمك وقالك حاجة ضايقتك؟!
حرك رأسه بالنفي قائلًا:
– لا كُل حاجة تمام وجدك وعيلتك جاين في الطريق حجزتلهُم في فُندق وشوية وهروح أستقبلهُم عشان أوديهُم هناك.
كانت تسأله بنظراتها عما به وهو مُتمسك بكفوفها بين راحه يده يُحاول تحريك لسانه الذي شعر وكأنه أُصاب بالشلل يعرف أن حديثه سيُحزنها ويُمكن أن يُغير مصير علاقتهُم وتعامُلها لَكنه فكر كثيرًا وأتخذ القرار الصائب بعلاقتهُم..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قد انقلبت اللعبة)

تعليق واحد

اترك رد

error: Content is protected !!