روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثاني عشر 12 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثاني عشر 12 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت الثاني عشر

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الثاني عشر

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الثانية عشر

إني عبدُ الله ولن يُضيّعني
____________________
نظر حُذيفة إلى علي الذي كان الضيق يحتل معالم وجهه لـ يدلفوا أربعة حراس رفقة سعدية التي عادت مرة أخرى وهي تقول:الحرس يا هانم
نظرت مِسك إلى الحرس وقالت بجدية:البت دي أزاي دخلت هنا
نظر إليها واحدٍ مِنّ الحرس الأربع وقال بـ أحترام:قالت يا هانم إنها تبع واحد مِنّ العيلة
نظرت مِسك بحدة إلى ناهد ثم قالت:مين هو
دام الصمت بينهم لوقتٍ غير معلوم، الحارس يُفكر كيف سيقول ذلك ومِسك تنظر بشك إلى ناهد التي كانت تقف على الجهة المقابلة وتنظر إليها بهدوء ببرود
زفر ليل وقال بنبرة خافتة ساخطة:هتفضل خارسة كدا لحد أمتى انا خُلقي ضيق لوحده وبتلكك لأي حد
أنهى حديثه وأقترب مِنّها وهو يرفع يده عاليًا قائلًا بغضب:هتتكلمي ولا أخليكي تتكلمي انا
مَنّعته يدٍ أخرى مِنّ المساس بها لـ ينظروا جميعهم إلى الآخر والذي وقف أمام ليل يمنعه مِنّ لمسها وهو ينظر إليه بغضب ووعيد، بينما نظر إليه ليل وهو لا يقل عنّهُ شيئًا لـ تزداد حِدة الأجواء أكثر تزامنًا مع قول شريف:اللي بتمدّ إيدك عليها دي تبقى مراتي … مرات شريف عمار داوود يا أستاذ ليل
جحظت عينين مِسك التي ألتفتت تنظر إلى أحمد الذي صُدم كذلك وهو لا يصدق ما سمعه ونظر إليها، نظروا إلى بعضهم البعض وهم في حالة مِنّ الهدوء المُريب
دفع شريف ليل بعيدًا وهو ينظر إليه بغضب بينما كان ليل مازال يستوعب بـ أن الواقفة خلف شريف تلك زوجته، في الحقيقة لا يعلمون كم مَرّ مِنّ الوقت، الصدمة كانت بمثابة طلقة تحذيرية طائشة إليهم
ألتفت شريف إلى ناهد ينظر إليها لـ تنظر هي إليه وهي لا تصدق بـ أنه مضروب مثلما أخبرها الرجٌل، حاولت تمالُك نفسها بينما أقتربت روزي في هذه اللحظة وهي تنظر إليهم بهدوء وعدم فهم، وقفت بجانب ليل وهي تنظر إلى شريف وإلى التي تقف خلفه وهي تتسأل بداخلها عنّ هوية هذه المرأة
بينما كانت ناهد تنظر إليها مِنّ أعلى إلى أسفل وهُنا أدركت روزي أن هذه المرأة خبيثة، نظرت إلى ليل الذي قال:ليك عين تجيب البت دي هنا
أجابه شريف وهو ينظر إليه قائلًا:مراتي … ايه
ليل بسخرية:مراتك … انتَ صدقت نفسك ولا ايه يا شريف … انتَ وهي بره
ناهد بتبجح:مين دول يا عينيا اللي يطلعوا برا دا بيت جوزي
ضحك ليل بسخرية لاذعة وقال:بيت مين يا أم بيت … هي المدام عامية ولا ايه … أبقى أكشفلها نظر يا شريف أصلها مش عارفه الفرق بين الشقة والڤيلا والقصر … انتِ فـ قصر يا حاجة
أغتاظت ناهد كثيرًا وقالت:مش هتفرق المهم إنه مِلك جوزي
ضحك ليل مجددًا بعدم تصديق وقال:مش قادر أصدق بجد … هو شريف مفهمك ايه بـ الظبط
تبدلت معالم وجهه في ثانية ونظر إليها قائلًا بصرامة:القصر دا بتاع جدي … اللواء ليل سالم الدمنهوري … وشريف دا جده يبقى إبن خالة جدي … يعني مِنّ الآخر كدا شريف دا أصلًا ضيف عندنا مش أكتر … ملهوش حاجه فـ القصر … القصر دا بتاعنا إحنا يعني تظبُطي نفسك كدا وتوقفي عِدِل وانتِ بتتكلمي معايا … عشان انا قليل الأدب وبارد جدًا … بمعنى أصح متربتش … فاهمة يا كارتة
تقدم حُذيفة ووقف بجانب إبن عمته وهو ينظر إلى شريف وناهد ببرود والتي كانت تستشيط غضبًا أيضًا في هذه اللحظة، أبتسم ليل بجانبيه وقال:لسه مُصرّه تتهزقي برضوا
نظر شريف إليه وقال:خلصت
نظر إليه ليل قليلًا وأبتسم قائلًا:اه خلصت
شريف:هتقعد برضوا
قلّب ليل بصره بملل وهو يقول:شكل البهيمة مفهمتش فـ محتاجة برسيم أكتر عشان تفهم … هعيد تاني
شريف بصرامة:ليل
نظر إليه ليل وجحظت عينيه قليلًا وقال بصرامة أشدّ:هتعمل راجل عليا ولا ايه
حاولت روزي تشتيت ليل قائلة:ليل … ليل يلا عشان نمشي إحنا جاهزين
تحدث ليل وهو مازال ينظر إلى شريف قائلًا بحدة:أستني يا روزي دلوقتي
توترت الأجواء بينهم لـ تنظر روزي إلى مِسك التي فَهِمَت نظرتها ونظرت إلى أحمد كي يتحرك ويُبعد ليل عنّ شريف، وقف شريف أمام ليل وهو ينظر إليه قائلًا بتحدي:راجل غصب عنّك وعنّ اللي يتشددلي حلو كدا
دفعه ليل وهو يقول بغضب:طب خليك قد كلامك الأول وبعد كدا أبقى أقف قدامي
جذب أحمد ليل وهو يقول:متحملش نفسك غلط أكتر مِنّ كدا يا ليل ومتردش عليه
أبتسم شريف وقال بـ إغاظة:إسمع كلام إبن عمك يا … يا ليلو
حاول ليل الإفلات مِنّ قبضة أحمد وهو يقول بغضب شديد:أوعى يا أحمد سيبني أربي الحيـ ـوان دا … يلا يا كلـ ـب
نظر إليه شريف مِنّ أعلى إلى أسفل وقال بسخرية لاذعة:تصدق محدش هنا كلـ ـب غيرك
تحرك ليل بعنـ ـف مِنّ بين يدي أحمد حتى أفلته وتقدم ليل سريعًا مِنّ شريف وركـ ـله في معدته بعنـ ـف وهو يصـ ـرخ بهِ قائلًا:همـ ـوتك يا شريف … أقسم بربي لـ أرمـ ـيك فـ السجـ ـن زي الكـ ـلب لحد ما تعفـ ـن جواه يا زبـ ـالة
خرجوا الكِبار في هذه اللحظة وكذلك الأبناء لـ تصرخ كارما قائلة:يالهوي إبعدوا ليل هيمـ ـوته
تدخل عُمير سريعًا وهو يجذب ليل مِنّ أعلى شريف بقوة وهو يصـ ـرخ بهِ قائلًا:إبعد يا ليل هتروح فـ داهـ ـية
صـ ـرخ بهِ ليل وهو يقول بغضب جحـ ـيمي:سيبني يا عُمير … أقسم بالله يا شريف لـ تمـ ـوت … مش هسيبك
تدخل باسم وهو يُبعد ولده بـ القوة وهو يصـ ـرخ بهِ حتى يتوقف وهو يعلم أن ليل ليس بوعيه الآن وغضبه قد أعمى بصره وغلب عقله، بينما جلست ناهد القرفصاء وهي تُساعد شريف على النهوض وهي تنظر إلى ليل قائلة بغضب:حسبي الله ونعم الوكيل فيك … حسبي الله ونعم الوكيل فيك ربنا ينتـ ـقم مِنّك
صـ ـرخ بها ليل بقوة وهو يقول:ينـ ـتقم مِنّي انا يا شيطـ ـانة … ربنا ينـ ـتقم مِنّك انتِ وجوزك يا زبـ ـالة دا انتِ جايه مِنّ الشارع يا بت هو انتِ تطولي أصلًا ولا كان فـ أحلامك توقفي فـ قصر
صـ ـرخ بهِ باسم وهو يقول بغضب:كـفـايـة …. كـفـايـة أسـكَُّـت خـالـص مـسـمـعـش صـوتـك
نظر إليه ليل وهو يلهث بعـ ـنف وحبات العرق تتصبب مِنّ على جبينه وصـ ـرخ بهِ قائلًا:بتد عي عليا انتَ عايزني أسكُّت … انا مش هسكُّت
قاطعهم صـ ـراخ ليل الجد وهو يقول بغضب موجهًا حديثه إلى حفيده قائلًا:انـا مـش قـولـتـلك مـلاكـش لازمـة … ممشـيـتـش لـيـه لـحـد دلـوقـتـي … أتـفـضـل يـلا
نظروا إليه بذهول وعدم تصديق ومِنّهم روزي التي كانت لا تفهم شيء وكارما المصدومة التي قالت:يعني ايه يا بابا
تحدث ليل وهو ينظر إلى حفيده بحده قائلًا:هو عارف كويس يعني ايه … أتفضل يلا ومشوفكش خالص قدامي الفترة دي
نظر إليه ليل الحفيد وهو مازال لا يصدق جده وما يقوله، تحت نظرات تلك العقربة ناهد الشامـ ـتة، تركه عُمير بهدوء وهو ينظر إلى أولاد عمومته بعدم فهم
نظر ليل إلى ناهد بطرف عينه المليئة بـ الشـ ـر لها ليرى الخـ ـبث في عينيها، نظر إلى جده وقال بهدوء:لا متقلقش … انتَ مش هتشوف وشي تاني أصلًا
تقدم مِنّ روزي وأخذ رائد مِنّها وقال بحدة:يلا
ذهب ليل وهو يُمسك بـ يد صغيره الذي قال:عايز ألعب مع جدو
وهكذا أخذ الصغير يُردد وألتمعت عينيه بـ الدموع حتى خرج ليل مِنّ القصر بـ أكمله، نظرت روزي إليهم بهدوء ثم تركتهم وخرجت تلحق بـ زوجها، فتح ليل باب السيارة الخلفي وأجلس صغيره على المقعد والذي لَم يتوقف عنّ الترديد بهذه العبارة
تقدمت روزي لترى ليل يربط لهُ حزام الأمان والصغير مازال يقول “عايز ألعب مع جدو” بشكلٍ غير عادي ليصـ ـرخ بهِ ليل قائلًا بغضب:أسكُّت خالص مسمعش صوتك .. مفيش جدو تاني سامع لو أتكلمت تاني هتضـ ـرب
أغلق ليل باب السيارة بغضب بينما أخذ الصغير يبكي، كل ذلك تحت نظرات روزي التي كانت تقف مكانها وتنظر إليه نظرة غير راضية عمَّ يفعله ليل
جلس ليل على مقعد السائق وربط حزام الأمان والغضب مازال يستوطن وجهه لينظر إليها ويقول بغضب:مش ناوية تركبي انتِ كمان ولا ايه ما تخلصي
نظرت إليه قليلًا ثم تقدمت مِنّ السيارة وفتحت باب السيارة وجلست مغلقة الباب خلفها وقد أحتل الضيق وجهها بسبب معاملته وغضبه المبالغ فيه، ربطت حزام الأمان وتحرك ليل بـ السيارة
بينما تحدث طه وهو ينظر إلى جده قائلًا بعتاب:لأول مرة يا جدو أضايق مِنّك بـ الشكل دا
نقل بصره إلى شريف الذي كان ينظر إليه بتخابث ليقول بـ أشمئزاز:انتَ مكانك الشارع فعلًا على رأي أخويا
تركهم وصعد إلى غرفته وما هي إلا ثوانٍ وصفع الباب بعنف خلفه، بينما نظر ليل إلى شريف وقال بهدوء:خُد مراتك وعلى فوق
نظر إلى البقية وقال:خلص الكلام
تركهم وذهب بينما نظروا جميعهم إليه بصدمة وعدم تصديق ثم نظروا إلى روز التي نظرت إليهم بقلة حيلة وعدم رضا ثم ذهبت، تحدث أحمد بعدم تصديق وهو يصعد إلى غرفته قائلًا:أقسم بـ الله دا ما طبيعي … مش طبيعي يا خلق دا لا … مش طبيعي
نظر عُمير إليهم وقال:أحمد أتجـ ـنن … وإحنا هنحصله قريب … ربنا يستر مِنّ اللي جاي
نظر حُذيفة إليهم وقال:انا همشي
نظروا إليه ليقول علي بـ أستنكار:تمشي؟؟؟!!!!!
حَرّك حُذيفة رأسه برفق وقال:مش هقعد هنا ثانية واحدة … اللي ياكل مِنّ إيديها يتشاهد
تركهم وصعد إلى الأعلى ليقول علي:تصدق عندك حق … انا همشي انا كمان … وانتَ كمان يا عُمير لو تعرف تقعد فـ أي حتة يبقى أحسن ليك انتَ ومراتك … السِم مدفون وسطنا دلوقتي عارف يعني ايه
تركه علي وصعد إلى الأعلى لينظر عُمير إلى أثرهم بهدوء وهو شارد الذهن
___________________
كانت روزي تنظر إلى النافذة بهدوء وهي تسمع بكاء صغيرها وأنينه المتواصل الخافت، أغمضت عينيها وقلبها يؤلمها عليه، ولَكِنّ لَم تتحمل أكثر مِنّ ذلك وألتفتت تنظر إليه لترى عينيه الباكية والتي مازالت تزرف الدموع ويضم قدميه الصغيرة إلى صدره
قامت بـ فكّ حزامها وألتفت تقوم بـ فكّ حزامه كذلك بهدوء، وعندما أنتهت حمّلته وأعتدلت في جلستها وأجلسته على قدميها لـ يضم نفسه إلى أحضانها وينكمش خوفًا مِنّ والده
ضمته روزي إلى أحضانها وهي تُربت على ظهره بحنان وتمسح دموعه، طبعت قْبّلة على رأسه وقالت بنبرة خافتة وهو تُمسدّ على ظهره:متخافش يا حبيبي مفيش حاجه
ضمها رائد بينما نظرت روزي إلى ليل الذي كان يقود بهدوء والذي لَم يتحدث معها بتاتًا، وصلوا أخيرًا إلى المنزل ليتوقف ليل بـ السيارة وهو مازال ينظر أمامه، فتحت روزي باب السيارة وترجلت مِنّها بهدوء وهي تحمّل صغيرها الذي خَلَدَ إلى النوم على ذراعها دون أن تتحدث مع ليل بحرفٍ واحد
دلف إلى البِنْاية بهدوء تحت نظراته التي كانت تُتابعها بهدوء، دلفت روزي إلى المصعد وأغلقت الباب خلفها وضغطت على رقم ستة، بينما تحرك ليل بـ السيارة مجددًا
____________________
كان مينا جالسًا أمام النيل وهو ينظر إليه بهدوء وشرود وعقله منشغل في التفكير الدائم والمتواصل، لحظات وزفر بهدوء وأخرج هاتفه يعبث بهِ قليلًا، ضغط على أسم ليل وهو يُفكر أيقوم بمحادثته وإفراغ تلك العقدات المترابطة والمتشابكة إليه كي يقوم هو بـ فكّها مثل كل مرة ويُعطيه بعض الحلول المناسبة أم يتراجع ويُحاول فكّها بمعرفته
ظلّ ينظر إلى الهاتف قليلًا حتى أتخذ قراره وأغلقه عازمًا على حلّ هذه المشاكل بنفسه، مسح على وجهه وهو ينظر إلى السماء بهدوء حتى مَرّ القليل مِنّ الوقت وشعر بـ الذي يجلس بجانبه
نظر إليه بهدوء وقال بـ أستنكار:ليل؟؟؟!!!!!
نظر إليه ليل ثم نظر أمامه بهدوء لينظر إليه مينا قليلًا قبل أن يقول:انا كنت لسه بفكر أكلمك … بس رجعت فـ كلامي … كنت عايز أحكيلك زي كل يوم بس معرفش ايه اللي منعني
دام الصمت بينهما بعد ذلك لوقتٍ غير معلوم، كل ما يُسمع هو أصوات الهواء القوية ومياه النيل اللامعة مع سطوع القمر في السماء وأصوات أبواق السيارات التي لا تتوقف
لحظات وقطع ليل هذا الهدوء القاتل بقوله:خير يا مينا … عايزني فـ ايه وأترددت تكلمني
نظر إليه مينا للحظات ثم قال:مش قبل ما تقولي مالك … أول مرة أشوفك كدا
زفر ليل بهدوء وهو يعقد ذراعيه أمام صدره ويضع قدمه اليُمنى على الصخرة العالية بعض الشيء أمامه ثم أراح ظهره وهو يقول بهدوء:دماغي فيها دوشة وزحمة غير طبيعية
أعتدل مينا في جلسته وقال:قول انا هسمعك وأكيد كل دا هيتحلّ
نظر إليه ليل للحظات ثم قال:مشاكل في البيت وصداع ملهوش آخر … أول مرة أبقى مش طايق البيت باللي فيه … ضغط على ضغط على ضغط خلاني فقدت أعصابي وطلعت كل اللي جوايا قدامهم … انا بطبيعتي مبحكيش لحد حتى أخويا نفسه بس دلوقتي حسيت إني بجد لو متكلمتش هيجرالي حاجه
مينا بعتاب:يا عم متقولش كدا … رَوَق يا عم كل البيوت فيها مشاكل وكلنا زيك كدا … بس حاول تفصل وتاخد أستراحة شويه
زفر ليل وقال:مش عارف يا مينا … مش عارف الوَش اللي جوه دماغي مجنني … أول مرة أتعصب على أبني وأزعق فيه بـ المنظر دا وأهدده بـ الضرب … غصب عنّي مبقتش متحمل بجد الضغط اللي انا فيه مِنّ كُل حتة مخليني مش قادر يا مينا
نظر إليه مينا قليلًا ثم ضمه إلى أحضانه وهو يُربت على ذراعه قائلًا:هَونها تهوُن يا صاحبي … متحملش نفسك فوق طاقتها مش هتستحمل … زي ما بتقول دلوقتي طلعت أسوأ ما فيك فـ أبنك وهو ملهوش ذنب … كل حاجه هتتحل يا صاحبي مهما كانت ايه هي معقدة بقى مستحيلة هتتحل بس مطلوب مِنّك تهدى عشان تعرف تاخد قرار صح
تحدث ليل وهو ينظر أمامه بهدوء وقال:مش ناوي تقولي ايه اللي مَنَّعك تكلمني
ضحك مينا بخفة وقال:انا قولت نسيت يا عم
أجابه ليل وهو يزجره بخفة بمرفقهِ قائلًا:تبقى لسه معرفتنيش كويس يا مينا … قول يلا انا سامعك
___________________
“في صباح يوم جديد”
دلفت چويرية إلى غرفة روان وأغلقت الباب خلفها وتقدمت مِنّ فراشها وهي تقول بتعجب:في ايه يا بنتي جيباني بدري كدا ليه!!!!!!!
نظرت إليها روان قليلًا ثم قالت:معرفتيش اللي حصل إمبارح
عقدت چويرية ما بين حاجبيها وقالت بتساؤل:ايه اللي حصل؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حركت روان رأسها برفق وهي تقول:يبقى كُنتي نايمة فـ العسل … ليل أخويا شَدّ مع شريف بليل والهانم اللي متجوزها دي جت هنا وقعدت تبجح فـ كل واحد شويه وقال ايه هترمي مِسك برا وتقعد هي وكلام عبيط كدا … وبعدين ليل اتعصب لما مَرَدتش هي وكان بيهددها يعني إنه هيضربها كـ تخويف يعني بس المحروس وقف قصاده وشَدّ معاه وقعد يستفزه لحد ما ليل جاب آخره وضربه وحصلت مجزرة
جحظت عينين چويرية بصدمة وهي تقول:لا أكيد بتهزري … وجدك فين مِنّ دا كله
أبتسمت روان بتهكم واضح وقالت:جدي يا حبيبتي قاله خُد مراتك وأطلع على فوق … ومَشى ليل أخويا مِنّ القصر بليل
چويرية بذهول:كل دا وانا نايمة … وازاي جدك يقعده أصلًا إذا كنا مش طايقين شريف هنطيق الحيزبونة دي
روان بجهل:معرفش بقى
صمتت چويرية قليلًا وكأنها تذكرت شيئًا ما لـ تنظر إلى روان قائلة بهدوء:روان انتِ مخدتيش بالك مِنّ حاجه
وضعت روان يدها على جر حها وأعتدلت بهدوء في جلستها وهي تقول:مِنّ ايه
نظرت إليها چويرية وقالت:شريف أتفك أزاي وهما رابطينه فـ الأوضة اللي ورا
نظرت إليها روان نظرة ذات معنى وكأنها أكتشفت لغزًا آخر مُعقد، تحدثت قائلة بذهول:اه صح … شريف أتفك أزاي
نظرت إليها چويرية نظرة حذرة وهي تأمل أن يكون ما يدور في عقلها خاطئ، طرقت روان على باب غرفة يزيد وهي تستند على الجدار وبجانبها چويرية، لحظات وفُتِحَ الباب وأستقبلهما يزيد بقوله:روان … صباح الخير
نظرت إليه روان وقالت:صباح النور
عقدت چويرية ذراعيها أمام صدرها وقالت:صباح النور
نظر إليها يزيد وأبتسم قائلًا:لسه كُنت هقول صباح الخير يا چويرية بس انتِ سَبَقتي
چويرية:هعديهالك المرة دي بس … المرة الجايه لا يا رسام
نظرت روان إلى يزيد وقالت:عايزينك في موضوع مُهم أوي
“وبعد مرور القليل مِنّ الوقت”
تحدثت روان قائلة:بس يا سيدي فـ كُنا عايزينك يعني تساعدنا
يزيد بهدوء:أساعدكوا أزاي مش فاهم
چويرية:انتَ مش ليك فـ الألكترونيات والبرمجة والحاجات المعقدة دي
يزيد:اه
چويرية:طب محلولة أهي … إحنا عايزينك تختـ ـرق كاميرات المراقبة اللي فـ القصر كله
_____________________
“مرحبًا يا رفاق لقد عُدتُ مِنّ جديد”
نظروا إليه وصاحوا جميعهم بسعادة وهم يستقبلونه بـ عناق حار، تحدث إيثان بصوتٍ مختنق بعض الشيء وهو يُحاول الإبتعاد عنهم قائلًا:كفى يا رفاق سأموت
أبتعد إيثان وهو يقول بضيق:ستقتلوني أيها الأغبياء تبًا
“كُنا نتسأل أين أنت الآن يا رجٌل ظننا أنكَ لن تأتي مثل المرة السابقة”
نفى إيثان ذلك وهو يقول:بالطبع لا يا رجٌل … تعطل السير قليلًا ولذلك تأخرت
آنا بـ أبتسامه:العرض بعد قليل أأنت مستعد
حرك إيثان رأسه برفق وقال:لا تقلقوا أُريد فقط أن تكونوا قد تدربتم على خاتمة رقصتنا … يجب أن تتم بدقة أرجوكم
“لا تقلق لقد فعلناها مئات المرات وكل شيء يسير كما نُريد”
“ولَكِنّ في وجود الفرقة الألمانية تلك وهذا القائد البغيظ لا”
إيثان بجدية:لا يهُم كل ذلك … ما يهُم الآن هو شيئًا واحدًا فقط … نحن … نحن هُنا على أرضنا … وهذا كفيل أن يجعلنا نفوز مهما حدث … أتفهمون ذلك … أرضنا وسنفوز عليها وسنُسعد الجميع … سيكون هذا العرض مختلفًا … العديد مِنّ الفئات ستكون أمامنا مِنّ بلاد ودول مختلفة علينا التركيز وعدم وقوعنا في الخطأ حتى قبل إنهاء العرض في صالحنا … لا تدعوا البؤس والإحباط يتمكّن مِنّكم … أتفقنا … مِنّ أجل بلدنا يا رفاق
نظر إلى ماليسا وقال:كيف حال قدمكِ ماليسا هل تستطيعين المشاركة
ماليسا:لا تقلق أنا بخير وأستطيع المشاركة وقد أختبرني أيضًا المدرب … كل شيء بخير
إيثان:حسنًا يجب أن نخرج الآن كي نرى كيف يسير الوضع في الخارج
وبعد مرور القليل مِنّ الوقت كانت الفرقة الألمانية في الداخل تؤدي عرضها الذي كان مذهلًا وبشدة، ألتفت إيثان إليهم بعدما شاهد العرض ونظر إليهم وقال:نحن أيضًا سنُقدم عرضًا أفضل مِنّ ذلك
“إيثان … هؤلاء يفوقونا بـ مراحل عدة … يا رجٌل يمتلكون مهارة عالية .. إنهم أفضل مِنّا”
إيثان بحدة:نحن لسنا أقل مِنّهم في شيء … نحن نستطيع أن نجعل الجميع يرقصون معنا في الداخل … لا ننسى أننا على أرضنا وفوزنا أمرًا محسوم … الفوز يا رفاق مهما حدث الجميع على شاشات التلفاز وفي الشوارع والأرصف والمنازل والمحاجر يضعون أملهم علينا … الجميع الآن يهتم بـ أسمنا … أن نصل إلى النهائي لـ المرة الرابعة هذا وحده فخر يا رفاق أفيقوا … العرب نفسهم يضعون أمالهم علينا … الليلة ليلة الفوز لا جدال أفهمتم
نظر مرة أخرى إلى الشاشة وهو يرى الفرقة الألمانية أنهت عرضها تحت صيحات الجميع، نظر إليهم مرة أخرى وقال:مستعدون
نظروا إلى بعضهم البعض قليلًا بهدوء ثم نظروا إليه بعدها وقالوا:مستعدون
أما في الداخل صعد مُنظم المسابقة وهو يتحدث في مكبر الصوت قائلًا:والآن بعد أن شاهدنا هذا العرض الرائع والمثير كذلك دعوني أُبدي إعجابي الشديد بهذا العرض إنه مذهل ويستحق الفوز ولَكِنّ ثمة فريقًا آخر يستعد لـ تقديم عرضًا سيُشعل المكان … دعونا نُحرب بـ فرقتنا الإيطالية
أما في الخارج دلفوا جميعهم وهم يستعدون ولَكِنّ توقف إيثان فجأة وألتفت ينظر إلى المدرب ثم تقدم مِنّهُ ووقف أمامه ينظر إليه، وبدون مقدمات عانقه لـ يُربت المدرب على ظهره قائلًا:أثق بكم
أبتعد إيثان وهو ينظر إليه لتتقدم بقية الفرقة وهم يعانقونه، ثم اجتمعوا حوله وهم يتعاهدوا على الفوز، تقدموا جميعهم على المسرح وهم يرتدون اللون الأبيض وينظرون إلى هذا الحشد الكبير الذين ينتظرون رؤية هذا العرض
نظر إيثان إلى تقوى التي كانت تقف في الأسفل تنظر إليه بـ أبتسامه ومعها رهف، جلسوا جميعهم على ركبة واحدة وقبضة أيديهم على الأرض ثم نهض بهدوء وبدأ العرض تزامنًا مع أرتفاع الموسيقى والرقص المنتظم، بدءً مِنّ وقوف كل واحدٍ مِنّهم في مكانه إلى رقصهم الإيطالي المميز
بينما كانت الفرقة الألمانية في الأسفل تُشاهد ومِنّهم قائدهم الذي كان ينظر إليهم بتهكم وسخرية، تقدم واحدٍ مِنّ الفرقة وهو يقدم رقصته وينظر إلى قائدهم بتحدي
وقفوا خلف بعضهم يتقدمهم هذا الأبكم وعلى الجهتين ثلاث رجال وهو يقوم بـ بعض الحركات السريعة بـ يديه لـ تندهش المنظمة وهي تُشاهد بـ إعجاب العرض
تحركوا ووقفوا بجانب بعضهم البعض دون أن يتحرك الأبكم الذي بدأ يُحرك نصفه العلوي وكأنه إنسان آلي تحت صيحات الجميع المستمتعة والأعلام التي تُرفرف عاليًا، قاموا بـ الرقص مرة أخرى تحت نظرات المدرب الراضية حتى الآن بهذا الأداء
تقدموا ووقفوا على مقدمة المسرح وهم يُحركون رؤسهم حركات دائرية تزامنًا مع إيقاع الموسيقى ليعودوا إلى الخلف وهم يقفون لـ يتقدم واحدٍ وهو يقوم بـ حركة الشقلبة ليخرج في هذا الوقت لون أخضر مِنّ حذائه ويقوم الآخر بـ الشقلبة كذلك ليخرج حينها اللون الأحمر ثم ثالثهم الذي رفعانه صديقها عاليًا مِنّ خلفهم ليتشقلب في الهواء ويخرج اللون الأبيض مِنّ حذائه ومِنّ ثم تشقلبوا بجانب بعضهم البعض تزامنًا مع خروج هذه الألوان ليتشكل لون علم بلدتهم ويعودون إلى الرقص مرة أخرى مع الأضواء الملونة خلفهم والتي كانت ألوان العلم
بدأ كل واحدٍ مِنّهم يقف في مكانه المخصص ثم قفزوا عاليًا ومِنّ ثم رفعا أثنين ماليسا عاليًا مِنّ خلفهم، وها هم يقفون حتى يبدأو بـ إنهاء عرضهم بـ المرحلة الأخيرة والتي بدأ المدرب يشعر بـ القلق حينها في هذه اللحظة مِنّ حدوث شيء
جلسوا خمستهم على ركبتهم ثم أستندوا بـ أيديهم على الأرض في وضعية “الطفل الذي يحبى” ليصعدوا فوقهم أربعة في نفس الوضعية ثم يصعدو ثلاثة أخرين، أبتسم قائد الفرقة الألمانية بسخرية لاذعة عكس بقية فرقته الذين كانوا مستمتعون بهذا العرض، صعدا أثنين لينظر واحدٍ مِنّهم إليه ويبتسم إليه بـ إغاظة
وقفت ماليسا يمينًا وعلى اليسار آنا وأخيرًا إيثان الذي صعد عاليًا ووقف في قمة هذا الهرم البشري الكبير وهو يُلوح بـ علم إيطاليا عاليًا تحت سعادة الجميع وأطمئنان المدرب
بينما في الأسفل سعل الأبكم لينظر إليه صديقه ويرى الدماء تسيل مِنّ فَمِه، جحظت عينيه بصدمة وفي لحظة متهورة مِنّه مدّ يده ووضعها على يده لـ يختل توازن مَنّ في الأعلى ويسقطون أرضًا تحت نظرات الذهول والصدمة مِنّ الجميع
حلّ الصمت المكان فجأة ونظروا جميعهم إليهم بينما كان إيثان في هذه اللحظة يشعر أنه في صدمة، ليس بعد هذا كله يُهدم حلمهم في لمح البصر هكذا، بدأو ينهضون بهدوء والصدمة تُسيطر عليهم
وقفوا جميعهم وهم ينظرون إلى الجميع بهدوء ثم نظروا إلى بعضهم البعض بهدوء وحزن شديد وبدأو بـ الإنسحاب بهدوء شديد، نظرت ماليسا إلى إيثان وربتت على كتفه وهي تنظر إليه بحزن ثم تركته وذهبت معهم بينما وقف هو مكانه يُمسك بـ العلم وينظر إلى المدرب الذي يظهر عليه الحزن الشديد ثم إلى تقوى التي كانت تنظر إليه بدموع
وقع إيثان بصره في هذه اللحظة على إيدن أخيه الذي كان واقفًا بين الحاضرين وهُنا ألجمته صدمة أخرى، أخيه أمامه أم أنه يحلُم، بينما كان إيدن بـ الفعل يقف بين الحاضرين وهو ينظر إلى أخيه ويعلم ما سيحدث إليه بعد أن يخرج ويعود إلى المنزل
حرك إيدن رأسه برفق شديد إليه بأسى وكأنه يُخبره ما باليد حيلة، خَيم الحزن عينيه أكثر وقبل أن يتحرك منعه صديقه الأبكم الذي كان واقفًا ويشعر بـ تأنيب الضمير والحزن وأن كل هذا حدث بسببه في الأخير
وقف أمام إيثان الذي نظر إليه ليُشير إليه وهو يقصد “ما حدث الآن هو خطأي أنا إيثان وأنا سأُصلح كل شيء لا تقلق”
نظروا جميعهم إليه بترقب بينما جلس هو على رُكبتيه مثلما كانوا وهو ينظر إلى الجميع وفجأة خرج صوته وهو يقول عاليًا:إيطاليا”
نظروا جميعهم إليه بذهول والدماء مازالت تسيل مِنّ فَمِه لـ ينهض قائد الفرقة الألمانية في هذه اللحظة وهو يُصفق إليهم إحترامًا إلى هذا الأبكم أولًا ثم إليهم لـ يبدأو جميعهم في التصفيق عاليًا وأخذو يصيحون عاليًا بـ “إيطاليا”
تقدموا جميعهم مرة أخرى وبدأ كل واحدٍ مِنّهم يأخذ مكانه كمان كان بينما ربتت ماليسا على كتف إيثان وهي تبتسم ثم أتخذت مكانها وكذلك آنا، نظر إيثان إلى الجميع وصاح عاليًا وهو يرفع يده بـ العلم، وقفت ماليسا مكانها وهي تصيح عاليًا:الفوز إلينا
صعد إيثان مرة أخرى ووقف مجددًا وأشهر العلم عاليًا لـ ينهضوا حُكام المسابقة وهم يصفقون إليهم بـ أحترام وفخر
وكان الفوز حليف إيطاليا بـ الفعل، بـ الإصرار والعزيمة والقوة أستطاعوا حسم المسابقة والفوز إليهم بعد أن كان الفوز حليف ألمانيا ولَكِنّ يتغير كل شيء في لحظة واحدة مِنّ المستحيل إلى الممكن
“تهانينا يا رفاق كان عملًا جيدًا”
“أرأيت يا رجٌل كيف سقطنا”
“تبًا ظننته زلزالًا يا رفاق”
“وأنت أيها الأحمق كيف تقع فوق رأسي لقد ظنّنتُ أن عظام رأسي تهشمت”
علّت الضحكات والأحاديث الجانبية بينهم بينما في هذه اللحظة كان إيثان يبحث عنّ إيدن بلهفة كـ المجنون، نظر إلى يساره ليرى رهف تقف ومعها تقوى وإيدن ينظرون إليه بـ أبتسامه، توقف إيثان مكانه وهو ينظر إلى أخيه بذهول وعدم تصديق بينما نظر إيدن إليه بـ أبتسامه وعينين دامعتان، بدأ إيدن يتقدم مِنّهُ بهدوء تحت نظرات تقوى التي كانت تنظر إلى إيثان وتعلم ما يدور بداخله
توقف إيدن في منتصف الطريق وهو يفرد ذراعيه في الهواء إليه يدعوه إلى عناق أخوي حنون، ركض إليه إيثان وأرتمى بـ أحضانه لـ يضمه إيدن وهو يُربت على ظهره بينما شدد إيثان مِنّ عناقه إلى أخيه وهو يبكي بصمت
ربت إيدن على ظهره بمواساة وهو يقول:أشتقتُ إليك كثيرًا أخي
أبتعد إيثان وهو ينظر إليه بـ عينين باكيتان لـ ينظر إليه إيدن ويمسح دموعه قائلًا:سامحني أخي الصغير … سامحني رجاءً
إيثان بدموع:لا يَهُم … أنا الآن سعيدًا بعودتك مرة أخرى لا تُفسد هذه اللحظة التي كُنتُ أنتظرها إيدن أرجوك … أرجوك أخي
نظر إليه للحظات ثم عانقه مرة أخرى، أبتسم إيدن وقال:وأنا سعيدًا لرؤيتك أخي … أشتقتُ إليكَ كثيرًا أيها الصغير
سَمِعَ إيثان يقول وهو مازال يُعانقه ويضع رأسه على كتفه:تبًا إيدن لا تدعوني بـ الصغير حتى لا أجعلك تبكي
أبتسم إيدن وقال بـ أستفزاز:بلى إيثان أنت صغير وتتذمر وتبكي مثلما تفعل الآن
أبتعد إيثان عنّهُ وهو يقول بغضب:تبًا أيها الحقير العجوز لستُ صغيرًا أم أنك مغتاظ لأنكَ تقدمت في العُمر أيها العجوز
إيدن:يا رجٌل تحتاج إلى أن يفحص طبيب عيون عينيك جيدًا يبدو أنك أُصبت بـ الضُعف بها أنا مازلتُ صغيرًا ولَكِنّ أخيك الكبير أيها الصغير المتذمر
رمقه إيثان نظرة مغتاظة ثم صق على أسنانه قائلًا:تبًا لكَ أخي
تركه وعاد إلى أصدقائه لـ يضحك إيدن عاليًا ويقول:حسنًا ولَكِنّ لا تفتعل المشاكل أيها الصغير
صاح إيثان عاليًا بغضب وقال:تبًا لكَ إيدن
ضحك إيدن مرة أخرى وقال بنبرة عالية:سأعود إلى المنزل حتى لا تبحث عنّي كـ الصغار وتقول بنبرة باكية أين أنت إيدن
ألتفت إليه إيثان وقال بنبرة حاقدة:إن لَم ترحل الآن أيها اللعين سأقوم بتهشيم رأسك تلك … ستظلّ وقحًا إيدن
ضحك إيدن بخفة ثم ألتفت إلى رهف التي كانت تنظر إليه طوال الوقت بـ أبتسامه وهي لا تُصدق أنه عاد إليها مرة أخرى، نظرت إلى تقوى وقالت بـ أبتسامه:انا هروح دلوقتي
نظرت إليها تقوى بـ أبتسامه وحركت رأسها برفق لـ تتركها رهف وتذهب رفقة إيدن الذي حاوطها بـ ذراعه وخرج وهو يتحدث معها، نظرت إلى إيثان الذي كان يقف رفقة أصدقائه ويتحدث معهم ويضحك بسعادة وهي الآن تُدرك أن إيدن بـ النسبة إلى إيثان العالم بمن فيه
___________________
تقدم يزيد مِنّ روان وچويرية وجلس على المقعد المجاور إلى روان ووضع حاسوبه على الطاولة وهو ينظر إليهما قائلًا:هكـ ـرت الكاميرات كلها وعرفت كل حاجه
أعتدلت روان في جلستها ونظرت إليه ومعها چويرية التي قالت:عرفت ايه بـ الظبط
فتح يزيد حاسوبه وجعل شاشته جهة روان وچويرية قائلًا:بُصي كدا مين ساعد شريف يخرج
نظرت روان ومعها چويرية إلى الشاشة لترى ناهد هي مَنّ دلفت إلى الغرفة وفكّت قيوده، جحظت عينين روان ونظرت إلى يزيد وقالت بـ أستنكار:لا مستحيل … أزاي وعرفت منين لا مستحيل؟؟؟!!!!!
نظر إليها يزيد وقال:وانتِ مفكرتيش عرفت القصر منين … وجايه ليه وعايزه ايه ومين دي أصلًا وعرفت شريف منين
نظرا إلى چويرية التي قالت:عرفت منين إن شريف هنا … في حاجه غلط في الموضوع
يزيد:لحد دلوقتي مفيش أي جديد حتى أخويا خَد أيسل ومشيوا بعد اللي حصل إمبارح بليل … وليل مبيردش على حد مِنّ إمبارح
زفرت چويرية وقالت:هو انا أتهورت لمَ قولت الحقيقة
روان بحدة:لا طبعًا انتِ عملتي الصح في الوقت الصح … انتِ أنقذتي مريم مِنّ قاع أسود يا بنتي
يزيد:بلاش تأنيب ضمير دلوقتي يا چويرية والأفكار دي … المهم دلوقتي هنتصرف أزاي … خَلّي بالك يا چويرية شريف مش هيسكوتلك ولا البت دي كمان
حركت چويرية رأسها برفق وقالت:ما انا عارفه … بس متقلقش … دايمًا هكون على قلبه مش هسيبه لحظة يفكر فـ حاجه
روان:هو أزاي لسه قاعد لحد دلوقتي اللي زي دا يترمي برا على طول أزاي سامحينله يقعد
يزيد:أوامر جدك اللي محدش بقى فاهم حاجه مِنُه
روان:أيوه يا جماعة بس أكيد جدو في حاجه فـ دماغه انا عارفه جدو كويس أوي … وهو عمل كدا مع ليل لأنه خاف عليه … جدو عمل كدا بـ الذات قدام البت دي لأنه شك فيها وخاف على ليل أخويا مِنّها … هي أكيد جايه عشان حاجه مُعينه
يزيد بجهل:والله يا روان ما حد عارف حاجه بس أدينا قاعدين وهنشوف
_________________
أقترب ليل مِنّ روزي التي كانت تُعد الغداء بهدوء ووقف ينظر إليها قليلًا ثم قال بنبرة هادئة:آسف لو زعلتك مِنّ غير ما أخد بالي
تحدثت روزي وهي تقوم بـ تقليب الطعام قائلة بضيق:بعد ايه بقى … كان ناقص تديني قلمين على وشي
تقدم ليل مِنّها بهدوء وتحدث وهو يُعانقها ويضع رأسه على كتفها قائلًا:بالله عليكي ما تزعلي مِنّي … انا مضايق أوي يا روزي … انتِ يرضيكي اللي جدي عملُه دا معايا … شوفتي كلهم كانوا ضدي أزاي يا روزي عشانه … وفوق كل دا انا اللي غلطت غلط كبير ويعاقبني بـ سفري ولمَ ملقاش نفعة مِنّها قال يمشيني مِنّ القصر … انتِ لو مكاني يا روزي هتعملي ايه … هتتصرفي أزاي
صمتت روزي وهي لا تعلم ماذا عليها أن تفعل أو تقول فقط ألتزمت الصمت، لحظات وأبتعد ليل ونظر إليها وقال:هتعملي ايه
نظرت إليه وقالت بجهل:مش عارفه … بس اللي خلاني متعصبة مِنّك زعيقك وتهديدك بـ الضرب لـ رائد
ليل:غصب عنّي انا أكيد مكنتش هعمل كدا ولا هَمّد إيدي عليه
روزي:لا كنت هتعملها … انتَ وقت عصبيتك مبتبقاش عارف انتَ بتكلم مين ولا بتقول ايه … رائد مش بس خايف مِنّك دا بقى مرعوب
مسح ليل على وجهه وزفر قائلًا:طب هو فين
روزي بهدوء:فـ أوضته
تركها ليل وخرج بينما نظرت هي إليه وحركت رأسها برفق وقلة حيلة، بينما دلف هو بهدوء إلى غرفة صغيره ليراه جالسًا على الأرض ويلعب بـ ألعابه، تقدم مِنّهُ بهدوء شديد حتى جلس على رُكبتيه خلفه
نظر إليه قليلًا ثم مَّد يده ومّّسد على رأسه برفق لـ يلتفت رائد برأسه وهو يظنها والدته قائلًا:ماما
ولَكِنّ رأى والده هو مَنّ يجلس خلفه، ترك رائد ألعابه ونهض وعندما جاء كي يركض إلى الخارج مَنَّعه ليل الذي أمسك بهِ، نظر إليه رائد بـ عينين دامعتان وخوف لـ ينظر إليه ليل قليلًا ثم ضمه إلى أحضانه وهو يُمَسدّ على ظهره برفق
طبع قْبّلة على خده وقال بنبرة حنونة:متخافش يا حبيبي انا مش هعملك حاجه … متخافش
تحدث الصغير وهو يجهش في البكاء قائلًا:ماما
ربت ليل على ظهره وقال:مش هعملك حاجه يا حبيبي متخافش … مش هضربك واللهِ
طبع قْبّلة أخرى على خده وقال:متخافش يا حبيبي
نظر إليه ومسح دموعه برفق وقال:مستحيل أضربك … متخافش مِنّي
نظر إليه الصغير بـ عينين باكيتان لـ يبتسم إليه ليل ويطبع قْبّلة على جبينه قائلًا:ايه الحلاوة دي كلها … ينفع ألعب معاك
نظر الصغير إلى ألعابه ثم نظر إلى والده وقال:ماشي
أنزله ليل وقال:يلا بينا … هتلعب ايه
ذهب الصغير إلى الكرة وأخذها ثم نظر إلى والده وقال:كورة
أبتسم ليل وقال:ماشي … انا هبقى الحارس ومش هخليك تجيب جول
وقف الصغير أمامه على بُعد سنتيمترات وهو يُمسك بـ الكرة مُحركًا رأسه بنفي لـ يبتسم ليل أكثر وهو يقول بعناد:مش هخليك تجيب جول برضوا
ألتزم ليل مكانه بينما وضع الصغير الكرة على الأرض ووقف ينظر إلى أبيه الذي قال:يلا شوط
ركل الصغير الكرة لـ يُمسكها ليل ويُعطيه إياها قائلًا:شوط جامد عشان معرفش أمسكها
ركلها الصغير مجددًا لـ يُمسك بها ليل مرة أخرى، أعطاه إياها بينما دلفت روزي في هذه اللحظة وهي تقول:ليل الغدا جاهز
ألتفت ليل برأسه ينظر إليها قائلًا:ماشي هاجي دلوقتي
في هذه اللحظة ركل الصغير الكرة لـ تتجاوز ليل، صرخ الصغير بسعادة وهو يقول:جول
نظر إليه ليل ثم إلى الكرة التي تخطته لـ يعود وينظر إليه مرة أخرى قائلًا:يا غشاش أستغليت إني بكلم ماما
نظر الصغير إلى والدته وقال بسعادة:كسبت يا ماما
أبتسمت روزي وقالت:براڤو يلا أكسبه تاني
نظر إليه ليل وقال:مرة ومش هتتكرر تاني يا شبر ونص
أخذ رائد الكرة ووضعها مرة أخرى على الأرض وركلها سريعًا لـ تتجاوز ليل لـ المرة الثانية وتعلو صيحات وضحكات الصغير بسعادة وهو يقول مرة أخرى:جول
نظر إليه ليل وقال:بتستغلني تاني
حمّله ليل ورفعه عاليًا ليضحك الصغير وهو يقول:كسبت تاني
نظر إليه ليل وقال:بتغيظني يعني طب ايه رأيك بقى إني هخليك فوق كدا ومش هنزلك
خرجت روزي وهي تضع الصحون على الطاولة وهي تنظر إلى صغيرها بـ أبتسامه عندما سمعته يقول:ماما هتنزلني
نظر إليه ليل وقال:ماما مين يا عم بس
أنزله وطبع قْبّلة عميقة على خده وقال:بتحبني قد ايه
نظر إليه الصغير وقال:قد البحر
أبتسم ليل وقال:وانا بحبك أوي
_____________________
نظرت ناهد إلى شريف وقالت بنبرة حادة:وأزاي متعرفنيش … مِنّ أول ما العقـ ـربة دي كانت بدأت تتكلم كُنت بعتلي مسدج كُنت جيتلك على طول إنما تفضل ساكت ومعرفش غير مِنّ زفت الطين دا
شريف بضيق:يعني انا كنت متنيل على عيني عارف يا ناهد وساكت … بس انا مش هسكوتلها
رفعت ناهد حاجبها الأيمن ونظرت إليه نظرة ذات معنى وقالت:ناوي تعمل ايه يعني
شريف بشرود:هفكر … هفكر
زفرت ناهد بقلة حيلة وقالت:أما نشوف أخرتها ايه … بعد دا كله تيجي بت مفعوصة زي دي تعمل اللي عملته دا
شريف بهدوء:سيبيني أقلبها فـ دماغي يا ناهد وأشوف هعمل ايه
___________________
“هي بقت كدا يا ليل … تمشي حفيدي عشان خاطر واحدة منعرفش أصلها ولا فصلها ايه”
ألتفت ليل خلفه ينظر إلى روز قائلًا:أوعي تفتكريني عشان كبرت أبقى خرفت يا روز … انا عارف كل واحد بيفكر فـ ايه ودماغه بتوديه فين
روز:بس مش حلّ إنك تمشي الواد مِنّ القصر إفرض مكانش جايب شقة مِنّ الأساس
ليل:كُنت جبتهاله … يا روز أفهميني … ليل لو قعد هنا أكتر مِنّ كدا خطر عليه وعلى اللي حواليه … ليل غشيم ودبش مبيفرقش معاه حد قد القريب وانتِ عارفه حفيدك كويس … ليل بيفكر تفكير شيطاني دلوقتي … أي قرار متهور هيعمله هيوَّدي نفسه فـ داهية … انا عارف هو عايز ايه عشان كدا قررت أوديه الحدود بس الواد ذكي وفاهم انا بعمل كدا ليه مش غبي … دا قالي حولني مجلس تأديب أو أخصم مِنّ مُرتبي بس انا مش همشي … شايفه تفكيره سابق أزاي
زفرت روز وقالت بقلة حيلة:طب دا برضوا مش حلّ … إنك تمشيه مِنّ القصر دا كدا مش حلّ المشكلة
ليل:لا حلّ … أي حركة هيعملها انا هبقى عارفها وغير إني هددته إنه لو فكر يعمل حاجه كدا أو كدا مِنّ ورايا حسابه هيبقى عسير وهو عارف انا لمَ بهدد بنفذ
روز:وقرار إنك تقعد البت دي … مِنّ أمتى وانتَ بتقعد ناس غريبة فـ قصرك لا تعرف حتى عليها ايه ولا مخبية ايه
ليل:انا مقعدها لـ غرض فـ دماغي عايز أتأكد مِنُه لو حصل
ترك جملته مُعلّقة لـ تقول هي:طب وشريف … عمار حالته صعبة ورانيا نفس الموضوع وداوود لو كان هنا كان د بحه
ليل بجدية:داوود مش هيعرف حاجه عنّ كل دا … داوود دلوقتي برا مش عايز أي حاجه توصله … انا هتصرف فـ الموضوع دا وهشوف هعمل معاه ايه … انا عارف اللي بيحصل
زفرت بهدوء وقالت:أما نشوف أخرتها ايه … كُنا مرتاحين مِنّ القرف دا كله مش عارفه ليه بيدوروا على المشاكل ويشبطوا فيها
ليل:ربنا يعديها على خير … المهم عايز البت اللي أسمها مديحة دي تستناني برا دلوقتي
نظرت إليه روز نظرة ذات معنى وقالت:ليه
ولاها ليل ظهره وهو يضع يديه خلف ظهره قائلًا بغموض:عايز مِنّها فنجان قهوة
نظرت إليه قليلًا ثم قالت:طب ما أقولها انا
ليل بهدوء:قوللها وخليها برا وانا هخرجلها
حركت رأسها برفق وقالت:ماشي
تركته وخرجت بهدوء وهي تشعر بعدم الراحة مما يكمن خلف هدوء ليل هذا بينما كان هو ينظر إلى الخارج بهدوء شديد وعقله منشغل بـ العديد والعديد في نفس الثانية
__________________
“بعد مرور القليل مِنّ الوقت”
خرج ليل مِنّ مكتبه ليرى مديحة تقف بـ إحترام وفنجان القهوة على الطاولة، نظر إليها نظرة ذات معنى ثم نظر إلى فنجان القهوة تحت نظرات روز وچويرية التي كانت تترقب ما سيحدث مِنّ بعيد
نظر ليل إلى مديحة وقال بجدية:مظبوطة
مديحة بهدوء:أيوه يا بيه
حرك ليل رأسه برفق ثم صمت للحظات تحت نظرات الترقب مِنّ روز وچويرية، لحظات وقال بهدوء وجدية:أشربيها
جحظت عينين مديحة بشدة بينما نظرت روز إلى ليل بهدوء وچويرية بسعادة والتي قالت:أحسن … وقعتي فـ شر أعمالك
تحدثت مديحة بتوتر شديد وهي تقول:أشـ … أشـ
ليل بصرامة:أخلصي
فزعت مديحة وحاولت إيجاد حجة فارغة كي تقولها تحت نظرات ليل المترقبة، أبتلعت غصتها وقالت بتوتر شديد:أصل … أصل … أصل انا مبحبش القهوة يا بيه
ليل بجدية:أشربيها قدامي حالًا … دا لو عايزاني أصدق إنك مبتحطيش حاجه لأحفادي فـ الأكل زي ما بيقولولي
___________________
وها هي ثاني نسمة هواء تُطيح بـ فرد جديد على التوالي وما هي إلا حسابات مؤجلة.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

اترك رد

error: Content is protected !!