روايات

رواية القطار الملعون الفصل الأول 1 بقلم هاجر نور الدين

رواية القطار الملعون الفصل الأول 1 بقلم هاجر نور الدين

رواية القطار الملعون البارت الأول

رواية القطار الملعون الجزء الأول

رواية القطار الملعون الحلقة الأولى

_قلادة فرعونية!
إي الهبل دا، دي سلسلة عادية زوجي جبهالي هدية في عيد ميلادي!
بصلي بحُزن وخوف حقيقي وقال وهو باصص للسلسلة:
=مش سلسلة عادية أبدًا، دي قلادة فرعونية ملعونة بتلعن كل اللي محاوطة رقبتهُ، إقلعيها وإتخلصي منها في أسرع وقت وإلا هتقضي عليكِ.
بصيتلهُ بعدم تصديق وقولت بسخرية:
_أيوا أيوا، وإي كمان بقى، بتطلع نار؟
قول إنك طمعان فيها عشان هي غالية جدًا وتعتبر أثار وقيمة جدًا ولا تقدر بثمن، عشان كدا عايز تخوفني منها عشان أقلعها وأتخلص منها وإنت تاخدها، إلعب غيرها مع غيري يا شاطر.
بصلي بخوف وهو بيرجع لورا وقال:
=أنا عملت اللي عليا وبلغتك، ربنا يسترها ويحفظنا يارب، يارب إحفظنا يارب.
لثواني كنت هصدقهُ بسبب ردة فعلهُ المُقنعة جدًا ولكن رجعت فكرت تاني وفضلت مُقتنعة بكلامي وتفكيري أنا، الراجل إختفى من قدامي وأنا كنت لسة قاعدة مكاني في ساحة الإنتظار بتاعت القطر، أول ما جِه القطر بتاع المحطة بتاعتي طلعتهُ، الجو والناس وكلهُ كان هادي بطريقة غريبة أوي، يعني غير مُعتاد عن القطر أو عن آي وسيلة مواصلات جماعية حتى إنها تبقى بالصمت والهدوء التام المُخيف دا، طنشت وحطيت السماعات في وداني وشغلت أغنية، غمضت عيني وأنا بسمعها وسندت راسي لِـ ورا، في نُص الأغنية اللي هو بعد دقيقتين بالظبط صوت الأغنية إتغير وبقى صوت واحدة غير مفهوم

 

بتتكلم بـِ لغة غريبة ولكن واضح من صوتها الغضب وكان كإن الشبكة بتقطع وصوتها بيروح وييجي، فتحت عيني بذهول وأنا مش فاهمة إي اللي بسمعهُ دا وإزاي الأغنية إتغيرت لـ حاجة مش عندي أصلًا، بس عارفين إي المُخيف أكتر من صوت الست الغريبة دي، إن القطر لما فتحت عيني كان كلهُ فاضي ومفيهوش ولا بني آدم واحد غيري، قومت من مكاني بتلفت يمين وشمال وأنا مرعوبة ومش فاهمة إي اللي بيحصل، شيلت الهاند فري وفضلت ماشية وأنا بنادي على الناس ومفيش حد فعليًا في القطر غيري، وفي وسط ما أنا ماشية مرعوبة النور اللي في القطر قطع، معرفش إزاي وإي اللي حصل بس دا اللي حصل، كان بين كل محطة والتانية أو طريق والتاني نور خفيف بينور جزء بسيط وترجع الضلمة من تاني، أول ما النور قطع فضلت واقفة في مكاني مش بتحرك من كتر الرعب، لحد ما جِه النور اللي بيقعد 3 ثواني بالظبط ويمشي، شوفت هيئة واحدة من بعيد شوية، أتنفضت من الخضة ورجعت لورا خطوتين غصب عني من الخضة، بس رجعت أطمن نفسي تاني وقولت يمكن واحدة من اللي كانوا راكبين معايا وإختفوا، إتكلمت بهدوء وأنا الرعب مالي نبرة صوتي:
_حضرتك إنتِ كمان مش لاقية حد؟
مردتش عليا، بس لما النور جِه عليها وعلى جزء من وشها ظهرت إبتسامتها الجامبية الساخرة، نور القطر جِه من تاني بس المرة دي كانت قدامي مُباشرةً، بيني وبينها بالظبط أقل من رُبع متر، تكاد تكون هتلزق فيا، شكلها مُرعب، جلدها شاحب، شبه المومياوات، للحظة تمنيت لو إن النور مرجعش ومكنتش شوفتها، فضلت على نفس إبتسامتها وقالت بعد ما عيونها إحمروا من الغضب اللي واضح في نبرة صوتها:
=إنتِ بقى حواليكِ حاجة تخصني، تخصني أنا لوحدي ومش مسموح لحد تاني يشاركني فيها، إنتِ هتبقى عليكِ اللعنة من دلوقتي لحد ما تموتي لإن مفيش حد بيعرف يخرج من لعنتي، لعنة ڤاردانيا.
كانت بتتكلم بلغة هيلوغريفية تقريبًا، بس لسبب مجهول أنا كنت فاهمة اللي بتقولهُ وكإنها بتتكلم مصري عادي زينا، الدم نِشف في عروقي ومبقتش عارفة أعمل إي من كتر الخوف، لحد ما إتكلمت برعب وصوت مش راضي يطلع وأنا رجليا مش قادرة تشيلني ولا عارفة أتحرك:

 

_بس أنا مخدتش حاجة خاصة بيكِ، أنا…
للحظة إفتكرت السلسلة اللي جوزي جبهالي وكلام الشاب الغريب عنها وحطيت إيدي على فمي من كتر الصدمة لما إستوعبت وقولت بأسف ورجاء:
_حضرتك تقصدي القلادة!
أنا أسفة والله لو فعلًا كانت بتاعت حضرتك، أنا أسفة تقدري تاخديها ومش عايزاها خالص.
قربت مِني جدًا لدرجة إنها كانت في وشي حرفيًا، رجعت لورا ووقعت من الخضة والرعب اللي أنا فيه ومن شكلها اللي بقى أبشع وأرعب من الأول، إتكلمت بعد ضحك هستيري مُرعب بحاول أتفاداه بإيديا اللي حطاها على وداني، وأنا الرعب متملكني لدرجة إني ببكي ومش عارفة أتصرف إزاي، لقيتها بصت في عيوني بالظبط وهو طايرة من على الأرض بعد ما وقفت ضحك وقالت بإستمتاع وغضب في نفس الوقت:
=لقد تلقيتي اللعنة الآن، لا أحد بداخل تِلك اللعنة يبقى حيًا، ولكن لِـ تُجربي إن كان لكِ حظًا أيتُها الفتاة المُتطفلة، والآن لـِ تبدأ اللعنة.
خلصت جُملتها وإختفت من قدامي وكل حاجة في القطر رجعت طبيعية زي ما كانت بس برضوا مفيش ناس!
الناس راحوا فين؟
إزاي القطر فاضي بالشكل دا، روحت عند اللي بيسوق القطر ولكن للصدمة اللي مش فاكرة عددها مفيش حد سايق القطر أساسًا، القطر بيمشي لوحدهُ والدركسيون بتاعهُ بيتحرك عادي، فضلت ماشية في القطر وأنا مش فاهمة إي اللي بيحصل وليه بيحصل كدا، كل دا عشان سلسلة!
ياريتني ما لبستها، ياريتني كنت سمعت كلام الراجل، ياريتني وياريتني، واكن هيفيد بـ إي الندم دلوقتي، فتحت باب من الأبواب اللي بيتفصل بين كل روم والتانية ولقيتني فجأة بقيت في سوق!

 

بين ناس شكلها غريب، بمجرد ما حطيت رجلي للناحية التانية من القطر واللي بقت سوق فجأة واللي مش فاهمة إزاي وقبل ما آخد بالي أصلًا، لفيت ملقيتش باب القطر، مفيش وجود للقطر أصلًا، أنا وسط سوق غريب وقديم ودا واضح من لبس الناس وطريقة تسريحاتهم الغريبة وغيرهُ، كان قلبي مش مبطل دقّ من كتر الخوف واللغبطة اللي بتحصل واللي مش فهماها، حاولت أهدي نفسي وروحت سألت واحدة من اللي كانوا ماشيين:
_لو سمحتي، ممكن اسأل حضرتك سؤال ومعلش عشان خاطري متستغربيش؟
بصتلي من فوق لـ تحت وكإنها بتقول “مين الدخيلة على عالمنا وزمننا دي، اللي هيئتها ولبسها غيرنا، لبسها غريب ومُريب”، تجاهلت اسألتها بفضول كبير حاولت تكتمهُ وقالت بهدوء:
=أتفضلي.
سألتها أول سؤال جِه في بالي واللي جِه في بالكم برضوا أنا متأكدة:
_إحنا في سنة إي؟
بصتلي شوية بإستغراب وبعدين قالت:
=1990.
بصيتلها بصدمة وأنا ثابتة في مكاني مش بتحرك وفمي مفتوح من الصدمة وعيوني مبرقة ومش مصدقة اللي سمعتهُ، البنت سابتني ومشيت بعد ما بصتلي بغرابة وخافت مِني، قعدت على جنب وأنا حاطة إيدي على راسي من كتر اللي بيحصل واللي مش فهمالهُ حاجة لحد ما لقيت حد بيخبط على كتفي عشان أقوم.

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية القطار الملعون)

اترك رد

error: Content is protected !!