روايات

رواية أترصد عشقك الفصل الثامن والخمسون 58 بقلم ميار عبدالله

رواية أترصد عشقك الفصل الثامن والخمسون 58 بقلم ميار عبدالله
رواية أترصد عشقك البارت الثامن والخمسون
رواية أترصد عشقك الجزء الثامن والخمسون
أترصد عشقك
أترصد عشقك

رواية أترصد عشقك الحلقة الثامنة والخمسون

نظرت إلى عينيها
فاجأتني بطلب الغرام
فقلت لها ما أنا سوى عابد زاهد، والغرام لم أطرق بابه قط
فتوسلت إلى
ضعف اجتاحني .. والنظر إلى عينيها المتوسلين أخرس صوت العقل
فتحت كلتا ذراعى واستسلمت بعينين مغمضتين إلى السقوط فى بئر عينيها ارتوى منه لحد الشبع
لكننى لم أكف الحاجة عن الأرتواء قط !!!
فى حى عاصي،،
وقفت وجد أمام السطح العاكس تنظر يمينًا ويسارًا تحدد المواضع التي ازدادت نتيجة شهيتها المفتوحة، وإصرار توحة على اطعامها كما لو أنها طفلة صغيرة تحتاج للتغذية!!
زمت شفتيها وهى تضع كف يدها على موضع جنينها لترتسم ابتسامة سعيدة محدثة بخفوت نحو صغيرها الذى ينمو بين احشائها، كشفت عن بطنها امام المرآة لتنظر الى التكور الصغير كدليل حى عن تكليل عشقهما بطفل من صلبه..
تجمعت الدموع داخل مآقيها وشتان حالها قبل مقابلته وحتى الآن
بحياتها لم تتصور انها ستحب رجلاً إلى هذا الحد، حب بدرجة يائسة قابلها هو عشق جنونى منه
مررت يديها على اردافها وبدأت تشعر انها ازدادت عن الشهر السابق، لفت بجسمها يسارًا تنظر نحو اكتساب وزنها بابتسامة متألقة
عمتها جميلة تكاد ستصاب بنوبة قلبية إن رأتها الآن!!
لقد ازدادت خمس كيلوجرامات، ورغم حرص عاصى على الذهاب الى صالته الرياضية، إلا أنها سعيدة بهذا الوزن الضئيل الزائد .. بالنهاية ستصبح أم وتحتاج الى زيادة بعض الوزن، مررت يديها نحو ثدييها لتنظر بحيرة امام المرآة..
معظم فتيات مجتمعها بعد الحمل يقمن بالكثير من عمليات التجميل لعودة أجسادهن كما لو لم ينجبن … حينما سألت زوجها .. أخبرها ببساطة انه جسدها وان كانت لا تشعر بالراحة مع اكتساب الوزن يستطيع أن يساعدها على فقده وحرصه على تناول طعام صحي خلال الحمل ممتنعة عن المقرمشات التى بدأت تدمنها مع توحة..
عضت طرف شفتها السفلى وهى تنظر الى المرآة نحو جسدها، ثم الى وجهها الذى ازداد نضارة كما علقت توحة بعد حملها…
شعرت بيد خشنة وضعت على بطنها وانفاس رجولية خشنة لفحتها من خلف عنقها جعل شعيرات جسدها تتصلب حينما طبع قبلة على فكها وكف يده ازدادت تملكًا حينما وضعها فوق كفها على موضع جنينها… جاءه همسه الأجش يداعب انوثتها التى تستجيب سريعًا نحو أى مبادرة منه
-الجميل لوحده بيعمل ايه؟
يديه تعبثان نحو المنطقة المكشوفة من بطنها ليزيل الجزء العلوى منامتها الحريرية لتقع عيناه نحو تلك القطعة الصغيرة من الدانتيل الأسود.. تأوه ضعيف خرج منها حينما قبض على خصرها ببعض الحزم لتصطدم بصدره العضلى.. يديه وشفتيه تعيث فسادًا فى جسدها وشفتيه تطبع قبلات متفرقة على ما تطاله من بشرتها العارية ليدير بجسدها لتقع أمام عينيه
عينيها السوداوين متسعتان بظلمة أثر لمساته الجريئة ، وانفراج شفتيها اللاهث أفقد طور عقله ليندفع مقبلاً إياها بشغف.
حاول السيطرة على جماح عقله، متذكرًا انه ما زال فى جدته، وجدته بالأسفل مع أسماء .. والليلة يجب إبعاد يديه عن زوجته كونها فى بداية شهور حملها.. إلا أنها أحاطت ذراعيها حول عنقه مما جعله يحملها بين ساقيه واضعًا إياها على الفراش… شعر بيديها توضع على صدره مبتعدة عنها قائلة بصوت لاهث
– بطل قلة ادب بتاعتك دي احنا فى بيت توحة
اعتراضها الضعيف كان كمثل تعلقه الذى انفلت حينما وضعت كف يدها الناعمة على صدره، يشعر بنفس تلك الطاقة الكهربائية حينما تضع يدها على جسده
أفهمتهم إلى أى درجة يائسة أوقعته أميرته فى سحرها ؟!!
أجابها بابتسامة ماكرة والخضرة فى عينيها داكنة لأثر عناقهما مما جعله يغمغم بعبث
-توحة مش هنا، توحة تحت مع اسماء، بتلحقها قبل ما تهرب من البيت
عاد مرة اخرى يدفن رأسه فى تجويف عنقها يعبث قبلات خفيفة على طول جيدها، لتضغط وجد بكف يدها الحرة على خصلات شعره، لا تعلم أتشجعه على الأقدام أم من المفترض أن تزيحه عنها
همست بصوت ضعيف
– عاصي
رفع عاصى وجهه وهو ينظر نحو مقلتيها، يرى أثر انعكاس صورته عليها، وجنتيها توردت وانفاسها اللاهثة الضعيفة جعلته يجيبها طابعًا قبلة نحو شفتيها
-عيون عاصي
اغمضت وجد جفنيها بيأس تجاه ضعفها أثر كلمته تلك.. لم تشعر سوى أنها نقلت نحو عالم آخر
عالم يسرده كل مرة حينما يتقابلان، يحكى لها عن أميرة تبحث عن الحب وعن مزراع سقط فى عشقها منذ النظرة الأولى
يسرد لها بشغف عن لقاءاتهما .. عن غيرته وتملكه تجاهها حينما كادت تتزوج من رجل آخر
كانت تستمع له بشغف نحو كل كلمة، ثم سرد لها عن تحدى المزارع لذلك الذي تقدم ليديها.. مبارزة كانت الحد الفاصل بينهما
ورغم قلق الأميرة، كون أن حبيبها المسكين المزارع لا يعلم كيفية استخدام سيف، إلا أن إصراره على الفوز والظفر بأميرته جعلته يتحدى أى عوائق تفصل بينهما.. لكن ببساطة لم يستطيع المزارع البسيط أن يغلب براعة الفارس.. استفاقت من شرودها على صوت يديه التى تنزع قطعة الدانتيل الوحيدة لتزيح يديه قائلة بخشية
-عاصي، لأ
ابتسم عاصى وهو يدفن وجهه فى تجويف صدرها، واضعًا كلتا يديه حول ظهرها قائلاً ببراءة
– انا كل تفكيري بس احضنك
انفجرت ضاحكة وهى تميل رأسها للخلف قبل أن تلكزه في كتفه قائلة
– وفاكرنى عبيطة عشان اصدق ان اخرك معايا حضن
رفع وجهه عن صدرها لينظر نحو عينيها بنظرة ثبتتها وهى ترى تلك اللمعة المتلألئة في حدقتيه الخضراوين، بحياتها لم ترى تباين واندماج اللونين العسلى والأخضر معًا ليشكلا وحدهما لوحة بديعة تتأملها لمدة قد تستمر لعدة ساعات ولن تشعر بالملل منها، شعرت بيده وضعت مرة أخرى على رحمها ليجيبها بجدية
– ما انتى اللى بتضعفيني اعملك ايه.. كل ما ابعد الاقيكي بتكلبشي فيا ومش بتسبيني غير وانا …
تلك المرة كانت لكزتها أقوى لتزيح يديه الجريئتين عنها باحثة عن جزء منامتها العلوية قائلة بغضب مصطنع
– كل مرة بتثبلتي انك قليل الادب
انفجر عاصى ضاحكًا من خجلها الذى تداريه بغضب وحنق مزيف، ليغمز بعينيه قائلاً بعبث محبب لقلبها
– وعايزة المحترم يعمل معاكي ايه يا روحى، مكنتيش هتشيلي ابنى اللى فى بطنك
تذكرت تعليقات الجميع، بداية من تعليقات جيهان وآسيا الوقحتين، وصدمة عمتها التى لم تشفى منها حتى الآن، قائلة انها لم تتصور أنها ستحمل منه سريعًا، توقعت انها على الأقل ستنتظر عامًا قبل ان يفكران بالحمل.. الا انها لم تفكر بالأمر خاصة مع رحابة صدر عاصى لأى قرار تتخذه تجاه الحمل، فقررت امتناع تناول الحبوب وتركت الأمر يسير على سجيته .. والنهاية أصبحت تحمل بذرة عشقهما!!
تمتمت بغيظ تجاه عبثه اللامحدود له خاصة فى منزل توحة
– بمناسبة ابنك او بنتك.. العيلة كلها بترمي تعليقات اني حامل من اول كام شهر جواز
ابتسم عاصى بخفر وهو يستند برأسه على الوسادة واضعا كلتا كفيه خلف رأسه قائلاً بغرور
– وده يضايقك فى ايه، بالعكس تحسي بالفخر لجوزك
تحت كلماته المبطنة بالوقاحة لم تستطيع وجد من جذب احدى الوسادات وقذفها فى وجهه بعنف لتصيح بحدة
– انت طلعت اوحش من آسيا بجد
تأوه بصوت خفيض تجاه المقذوفة النارية التى أتته على حين غفلة، أزاح الوسادة جانبًا وانتفض من فراشه مقتربًا منها قائلاً بمشاكسة
– قوليلي بقي فين البدلة بتاعتي
عضت وجد باطن خدها تمنع تلك الذكريات الوقحة تجاه هذا الرجل، فرغم اصراره انها تجاهلت صنع بذلته فى وقت سابق، استسلمت تجاه حزنه الذى سرعان ما كان فخًا بالنسبة لها، وحينما وقفت تأخذ مقاسات جسده لا تعلم ما يحدث تاليا سوى انها تغرق فى بحور عشقه!!
غمغمت بسخط إلا أن هذا لم يمنع تورد خديها حمرة أثر سيالات الذكريات العابثة
– وانت بتخليني الحق اخد مقاساتك .. انا حرمت خلاص
ابتسامة جانبية تحتل ثغره ليدفن وجهه طابعًا قبلة على جيدها، متنفسًا رائحة جسدها بانتشاء… صار رائحتها الأنثوية شغفًا آخر ينضم إلى جوانب شغفه المتعددة
ربت على صغيره وحس بالتملك والمسؤولية يزداد نحو أميرته، فهناك طفل صغير سينير عالمهم ويجب أن يكثف جهوده كى لا يقصر فى حق أى منهما، خاصة وجد .. يعلم فترة الحمل الأول وما يتبعها من الرضاعة ستكون مرهقة على كليهما ويجب عليه أن يمسك بزمام الأمور كى لا تنفرط حبات العقد !!
غمغم متسائلا باهتمام
– مقولتليش نفسك فى ايه على العشا
اتسعت عينا وجد ذهولا، تبًا ليس هو الآخر..يكفى الوزن الزائد الذى اكتسبته والذي اعجبت به، هزت رأسها بيأس قائلة
– حرام عليك يا عاصى مش انت وتوحة، انت مش شايف انى وزنى زاد خمسة كيلو خلال فترة دي
دقق عاصى النظر نحو جسدها بحميمة جعل وجد تزدرد ريقها شاعرة بجفاف حلقها تحت وطئ نظرات زوجها ليجيبها بإعجاب
– والنبى على قلبي زي العسل، ولو بقيتي زي الدرفيل بعد الحمل مش هتفرق معايا
ضاقت وجد حدقتيها وهي تنظر نحو جسدها الأنثوي الذى تراه مثاليًا منذ دقائق، إلا الآن استشعرت ان حجم جسدها ازداد ثلاثة أضعاف، غمغمت مستنكرة
– درفيل؟!
كأى زوج مصرى أصيل كان حتمًا عليه أن يسارع بتبرير كلمته والقاء محاسنها لجسدها الذى لا يشوبه زائدة حتى لو ازدادت بضع كليو جرامات، فالنساء وقت الحمل تصبحن حساسات لأى كلمة تسبب فى تعكر مزاجهن، ورغم أن نيته خيرًا وقصده الإعجاب لكنها تركت جميع عبارته واستوقفت نحو كلمة ” درفيل” .. ورغم ذلك لم يهز رأسه سوى ايجابًا
وتلك اللحظة، أخرج الثور من مخدعه!!
التمعت عيناها بشرر نارى متراقص جعله يتوجس خيفة حينما شعر بها تكيل الضربات فى جسده من كل جانب ولم تكتفى بذلك بل حاولت البحث على أى شئ تلقيه فوق رأسه هذا الجلف، إلا أنها لم تجد سوى ذراعين قويتين تكبلان جسدها
محكمًا وثاقها
داحضًا أى مقاومة يائسة للفرار
ظلت انفاسهما تتبارى وذراعيه تزداد احكامًا حول خصرها حتى تهدأ من نوبة ثورتها النارية
تبًا لم يعلم أبدًا أن أميرته يختبئ خلفها كل تلك الثورة والغضب
حينما علمت أنه لا فائدة من فك حصارها، استسلمت لذراعيه يائسة قائلة بغضب
– اطلع برا .. مش طايقة اشوفك دلوقتي
طبع قبلة معتذرة على جبهتها، إلا أن هذا لم يطفئ غضبها، ليهمس ماكرًا فى أذنها
– الله !! وانتى تزعلى من خلقة ربنا ليه.. ماله الدرفيل دلوقتى
تلك المرة تأوه بتوجع حقيقى حينما لكمته فى معدته، ليخفف من وطئ حصاره تحت ألسنة اللهب التى تخرج من شفتى أميرته الوديعة .. التي ليست بوديعة فى الوقت الحالى!!
-عاصى، متخلنيش اطلع جناني عليك، اطلع دلوقتي خليني اجهز عشان فرح أسماء بليل
عاد يطبع عدة قبلات متفرقة على وجهها، ممتصًا الغضب الكامن بداخلها، ليقول بعبث حقيقى
– ما تسيبك منهم، ونرجع شقتنا
بحياتها لم تتصور الرجل أن يكون وقحًا داخل منزل جدته، بل يتعمد اخجالها وان تمسكهما توحة بالجرم المشهود طاردة اياه خارج المنزل، لتستوحذ عليها فى دردشة نسائية حتى بزوغ النهار
زفرت بحدة وهي تتخلص من ضمه العنيف لجسدها قائلة
– شقتنا لا.. انا وعدت توحة هنبات معاها النهاردة
تجهم ملامح عاصى وهو يعلم ضعف وجد لكلمة “لا” أمام توحة، فالمرأة تمتلك قدرة رهيبة فى تنفيذ كافة متطلباتها بصدر رحب وابتسامة عريضة… عبس امام وجهها قائلاً بجدية زائفة
– متخلنيش احلف عليكى انتى مش طالعة من البيت
هل سيتحول الآن لزوج متحكم عصبى، وضعت كلتا يديها على خصرها كما ترى توحة تفعلها مرارًا لتصيح بسخط
– هتستخدم سلطتك عليا يا عاصى
ارتفع حاجبا عاصى وهو يرى وضعية يديها على خصرها، ليغمغم داخله
“بركاتك يا توحة، علمتى مراتى الردح من دلوقتي”
غمغم قائلا نحوها بصدق
– انتى عارفة يا وجد انك الوحيدة اللى
ماسكة سلطة قلبى وروحى من اول مرة شوفتك بتهربى برا القصر
وتلك الجملة تحديدًا كانت وجد بحاجة ماسة لسماعها، رفعت جميع حصونها أمامه ليبدأ فى غزو عقلها ببطء لإقناعها للعودة إلى منزلهما بعد حفل الزفاف
لكن توحة توقفت به بالمرصاد ليسمع صوتها من خلف الباب تصيح بتهكم
– والله يا واد اكلت عقلها بكلمتين
يستطيع الآن ان يبكى على مخططاته التي تحطمت على صخرة واقعه.. ليغمغم من بين أنفاسه
– مش وقتك خالص
تقدمت توحة داخل غرفته قائلة بصوت حاد
– بتبرطم بتقول ايه يا ابن بنت بطنى
ألقى نظرة حانقة تجاه زوجته التي يسمع ضحكتها ليغمغم ببؤس
– مش ببرطم حاجة
تأملته توحة فترة وجيزة قبل أن تغمغم ببرود
– اه يا خويا بحسب، يلا يا حبيبي كدا ورينا عرض كتافك وانزل مع صحابك شوفلك اي حلاق.. دي مكنتش جوازة
رأى التماع عيني زوجته المتسلية، وتضحك ايضًا بتلك الابتسامة البلهاء التي يريد إشباعها تقبيلاً ليقول بحذر
– و اسيب ابنى ومراتي ازاي بس يا توحة
رمقت تحية الزوجان ببعض الشك، لقد تركتها لعدة دقائق وكان لا أثر لحفيدها .. هل أصبح يتسلل للدخول الى شقتها فى عدم وجودها، منزلها طاهر لن يدنسه ذلك الأحمق حتى بعد زواجه .. له منزله يتصرف به كيفما يشاء، وليس فى منزلها
منزلها له قوانين أدب واحترام
اما العبث والقبلات المسروقة من خلف ظهرها لن تسمح به مطلقًا!!
رفعت حاجبها ساخرة لتقول بحدة
– ايوا خش عليا بقى بالبوقين دول، انجر يا واااد خلينا نخلص فى يومنا اللى مش فايت
تحرك عاصى مرغمًا للخروج من المنزل، يفكر جديًا بعدم المبيت اليوم .. كيف يقنع جدته أنها امرأته حلاله
بالله المرأة حامل، كيف تطلب منه إبعاد يديه عنها كما لو أنهما في فترة خطبة!!
التفتت تلك المرة تحية تخفى ابتسامتها المتسلية تجاه حنق حفيدها، فرغم علمها انها تقسو عليه قليلاً لكن جيد
ليكثر شوقه تجاه زوجته الحمقاء، اقتربت منها موبخة إياها بحدة
– وانتى يا بت، مش اى كلمتين حلوين يوقعك بيهم، انشفى كدا.. ده انتى هتشوفي الويل
ابتسمت وجد وهى تقترب منها قائلة بمشاكسة لطيفة
– عايزة تقولي الحاج مكنش بيقول كلمتين حلوين
لمعت عينا تحية بالحنين نحو زوجها الراحل لتهمس بنبرة خجلة لا تخلو من النصيحة
– يووه ده كان بيقول كلام يدوب الجبال، بس توحة ناصحة، بتعرف امتى ترخي وتشد معاه، وانتى شاطرة وعاقلة هتعرفي امتي تشدي وترخي معاه
عضت وجد باطن خدها لتجيبها بصراحة اعتادت عليها معها فى أحاديثهم
-اعمل ايه يا توحة بس .. غصب عنى والهرمونات بتلعب فى اعصابي
دفعتها للجلوس على الاريكة لتقول تحية بحزم
-يابت متبقيش خايبة، وكويس انى جمبك.. وقت ما تحتاجيني شاوريلي بس وهتلاقيني واقفة على رأسه
قهقهت وجد متذكرة عبوس وغضب حبيبها منذ قليل مضطرًا للمغادرة من منزله، انتبهت على سؤال تحية
– تحبى اعملك ايه تاكليه على السريع قبل ما ننزل للإعصار اللى تحت
اغمضت وجد جفنيها بيأس قائلة بنفى
– يا توحة حرام بجد، انا لسة واكلة الغدا
مررت تحية عينيها بعدم رضا تجاه نحافة زوجة حفيدها، بالكاد ترى أى اكتساب وزن طبيعى يحدث مع الحمل، لولا فقط المقرمشات السريعة لما رأت أى تحسن نسبى ملحوظ .. اجابتها سريعًا
– يختي اسكتي، هو اكل العصافير بتاعك ده يبقي اكل، انتى مبقتيش لوحدك .. فيه قرد قاعد جوا بيشفط منك كل الغذا من جسمك، استني هعملك سندوتشات على السريع كدا عقبال عشا الفرح
ولم تنتظر اعتراض وجد، لتنطلق بخفة كفتاة عشرينية تجاه المطبخ تعلم أن الفتاة لن تكسر بخاطرها تجاه شئ صنعته خصيصًا بيدها، أما وجد فأغضمت جفنيها بيأس بين ألقاب طفلها القادم ما بين قرد ودرفيل لتربت على صغيرها قائلة بعبوس
– مفيش فايدة.. هتخلونى درفيل فى الاخر
******
وإن كان لنا قدرًا للقاء
فاحفظ ميعاد يوم اتحدت جميع الكواكب لتشهد قصتنا
لكن آسفًا على الرحيل
ظننت أنى سأنهار والعالم سيكون من حولى ممزق
أفق .. فما من شئ قادر على انحناء رأسى مرة أخرى كما فعلت بخيانتك لي!!
داخل مؤسسة المالكى،،
لفت آسيا خصلة حول شعرها تستمع الى جميع إرشادات غالب نحو العمل
فالرجل قرر التقاعد تاركًا حمل المسؤولية كاملة على عاتقها وطليقها الذى لم تسمع عنه أي خبر منذ طلاقهما
لو تعلم فقط أين أختفى؟
أوجد امرأة أخرى استأنس صحبتها؟!
اللعنة عليه لو صدق ظنها، تقسم انها ستترك العمل يهبط من رأسه كوابل من حجر وتجلس هى فى أقرب منتجع صحى تستعيد به نضارة بشرتها وليونة جسدها!!
تبًا له .. بدأت تشعر من كثرة العمل أنها أشبه بآلة متناسية رعاية انوثتها التي تأن بوجع .. تحتاج الذهاب لأقرب صالون تجميل فهى على وشك الزواج من زاهر.
ارخى غالب رابطة عنقه ونظر الى حفيدته الشاردة، عينيها فقدا بريق الحياة بعد طلاقها .. هذا عداك على كونها شبه مدمنة للعمل
كيف تسمح لشخص ببساطة اعطاءه فرصة
هو لا يشكك فى خلق زاهر، لكنه يخشى منها هى، ومدى تقلبات مزاجها الحاد!!
سألها بدون مواربة وقد اكتفى من ادعائها اللامبالاة
-برضو مصممة اللى فى دماغك
تركت اسيا خصلة شعرها، لتعطى كامل انتباهها لغالب قائلة
– هو انا مش من حقى يكون ليا عيلة يا غالب، انا مش عايزة ابقى كبيرة فى السن عقبال ما احمل، عايزة اخد وقت شبابي وانا بربي عيالي
هز غالب رأسه يائسًا من ذكر أمر الأطفال، حتى انه تمنى من حفيده الأحمق اعطاء فرصة لإنجابها، بدلا من سعيها الحثيث لدرجة انها تتزوج رجلاً فقط لأجل الإنجاب!!!
– اسيا انتى عارفة اني مش بحكي على جانب العيال
شبكت اصابعها قائلة بهجوم
– حفيدك بغباوته ضيع عليا اجمل فرحة انى اكون ام، شايف كبيرة اووي عليا إنى اكون ام
سب حفيده وهو يستشعر المرارة فى صوتها ليغمغم بثبات
– اسيا انا مستعد اعمل اي حاجة عشان تبقى سعيدة، بس انتي يا بنتي مش سعيدة، انتى تدوري ورا حلم، حلم خايف يتحول لكابوس
عقدت اسيا حاجبيها ريبة لتسأله
– خايف من زاهر؟
هز رأسه نافيًا، فسمعة الرجل وحدها كفيلة بأن يزوجه لإحدى حفيدتاه .. لكن اسيا ليست مستعدة
فرجل كزاهر بالنهاية لن يكتفى فقط بكونه آلة للإنجاب ..ليس بعد كل تلك الأعوام من الزهد سيتزوج فقط من أجل تلبية رغبات حفيدته
هو بحاجة لأنثى يستشعر رجولته، بحاجة لمشاعر انثى تستطيع تروى أرضه القاحلة!!
لكن آسيا ليست المرأة المنشودة له!
فقط لو تستمع إليه، هز رأسه ساخرًا قائلاً
– والله انا اخاف عليه منك
قلبت عينيها بملل حقيقى، فرغم انهم يرغبون بوضعها فى خانة المرأة السيئة
لتعطيهم سبب مقنع لهذا الأمر .. انتبهت على صوت غالب المهتم
– متستعجليش، خدي وقتك .. الجواز مش لعبة، ومتفتكريش ان لؤي كان هيرضخ للطلاق بالسهولة دي الا بعد ضغط منى، مكنش فيه حاجة هتمنعه منك إلا
زفرت بحنق قائلة بإقرار أدهشه
– عارفة
رفعت حاجبها بتسلية أثر نظرته المندهشة لتسترسل قائلة
– متستغربش انى اعترفت بسرعة كدا
نقر غالب انامله على طاولة مكتبه وهو يحاول التعمق داخل روحها الشريدة، لم تصل حفيدته إلى بر الآمان بعد ..
يشعر بها تتقبل وجوده فى حياتها كمرشد وناصح، لا كسلطة عليا عليها
وهو متقبلاً لهذا الأمر، فبالنهاية نشأت فى مجتمع بعيدًا عنه مسؤولة عن شقيقتها الصغرى ووالدتهما، وكل ما سببه لها منذ الصغر يستحق المعاقبة عليه.
غمغم بصراحة
– منكرش اني قولت وقت الطلاق فرصة ليكم عشان تفكروا بدون مشاعر وبدون اي افكار سلبية، بس يا اسيا انتي بعدتي عن الطريق.. منكرش ان زاهر راجل محترم بس صدقيني مش هتقدري تديله اللى هو عايزه
قلبت اسيا عينيها بملل حقيقى، لتنظر نحو ساعة المزينة معصم يدها لتدرى أنها تأخرت على الصغيرة تسبيح، لقد وعدتها بتصفيف شعرها قبل المسرحية المقررين عرضها اليوم، انتبهت على صوت غالب
– حاسس بيكي لسه متعلقة بـ لؤى، حتى لو اتجوزتي مشاعرك مستقرتش لسه متذبذبة.. غصب عنك هتقارني ما بينهم وده شئ بيقتل أى راجل
عضت باطن خدها تمنع أى تعليق قبيح أو ساخر وهى ترى فى عينيه اهتمامًا لمشاعرها، وهذا ما شجعه مسترسلاً
– ست زيك هتبقى مكسب لأي راجل .. معروف ان عقلك واعى وفى الخطط مقولكيش ابليس يصقفلك، بس الحب مخليكي بتاخدي قرارات غبية
إلى هنا وكفى!! استقامت من مقعدها صائحة اسمه بتحذير، ليس معنى انها تعمل بجواره، ويصطحبها الى كافة الحفلات والاجتماعات أن علاقتهم توطدت، ما زالت تضع بينهما حواجز متينة لن تتغير بمرور الوقت، أولهما أنها ليست بحاجة لوصى، فليحفظ هذا الدور لـ وجد!!
– غالب
نهرها غالب بحزم ولم يكترث ابدًا لعينيها العاصفتين برياح لا تبقى شيئًا ولا تذر !!
– بت اتعدلى بلسانك وانتي بتكلمي جدك
كظمت غيظها وهي تتوعده بعينيها، لترق عيناه وهو يبتسم بهدوء قائلاً
– لؤي لسه ميعرفش ان فيه حد اتقدملك
وهل يظن جدها أمرًا كهذا لن يعلمه لؤى ؟!!
سحبت حقيبتها وابتسمت بجفاء قائلة ببرود
– لما يكلمك ابقى قوله إن خطوبة طليقته خلال ايام
استدارت راحلة لينظر غالب نحو اثر غيابها متمتمًا بحنق
– غبية و دماغك ناشفة زى ابوكى الله يرحمه
وعند ذكرى ابنه، ترقرقت عيناه من الدمع حزنًا، ليستغفر ربه داعيًا أن يلهمه الصبر والقوة كى يستطيع لجم جماح حفيدته، واعادة رشد حفيده نحو الصواب.
تحركت آسيا بعجالة شديدة وهى تلعن غباءها على قضائها بعض الوقت في مكتب غالب، تعلم أنه حينما يطلبها لأمر لن يستغرق العشر دقائق تمر ساعة كاملة فى مكتبه دون أن تشعر… دفعت باب الخروج ليقابلها زاهر أمامها مبتسمًا بتألق زادت من وسامته الرجولية
لن تكذب أن الرجل عند العمر الأربعون تبدأ معالمه تزداد جاذبية، مضيفة رونق آخر تجعل الفتيات يسقطن فى سحر الخصلات الفضية، اقترب منها بتؤدة قائلا بترحاب
– صباح الخير يا آسيا
رفعت حاجبًا ساخرًا لتنظر الى ساعة معصمها قبل أن تجيبه بسخرية
– احنا عدينا الضهر، بس صباح الخير يا سيدى
ضم زاهر يديه فى جيب بنطاله لتبرز عضلات صدره وقوة بنيان جسده
التقط نظرات عينيها المعجبة، ليبتسم بجاذبية مفضلاً عدم التعليق على نظراتها المسترقة لجسده قائلاً
– اتمني متكونيش نسيتي ميعادنا
عقدت حاجبيها لبرهة من الزمن قبل أن تغمض جفنيها بيأس
تبًا .. تبًا .. تبًا
اليوم ميعادها اليومى للإصغاء والأحاديث للتعارف فيما بينهما قبل أى خطوة جدية على وشك اتخاذها، عبست ملامحها اسفًا لتهمس باعتذار صادق
– انا اسفه بجد يا زاهر، بس حقيقي انا وعدت تسبيح انى اجيلها واعملها مكياج مسرحيتها
تغضن وجه زاهر ليسألها بعدم فهم فلم يسبق انه استمع الى اسم تسبيح قبلاً
– تسبيح مين؟
ابتسامة عريضة زينت شفتيها واقتربت منه قائلة بمشاكسة
– دي قصة طويلة، ما تيجي معايا المشوار ده
وهو لم يكن يظن أنها ستبادر بإعطاء جزء من وقتها الخاص لمشاركتها اياه معه!! وافق دون تردد ودفعها ليصطبحها داخل سيارته وقد املته عنوان المكان بالتحديد.
توقفت السيارة أمام بوابة المؤسسة الخيرية التي واظبت على حضورها اسبوعيًا والفضل يعود لوجد التى اصطحبتها لهذا المكان، فمع زواج وحمل وجد أصبحت زياراتها متقطعة لكن لا تغيب كثيرًا كون الأطفال يسألونها عنها دائما فى زياراتها ..
ترجلت من السيارة وحيت بابتسامة ناعمة تجاه العامل ليتبعها زاهر بذهول ناظرًا تجاه تلك المرأة العجيبة
لم يتصور ابدًا أن تكون آسيا بهذا الوجه مطلقًا
كلما تمر نحو مجموعة أطفال بإزياء شخصيات كرتونية تميل آسيا بطبع قبلات دافئة على خديهم وحلوى فاخرة محتفظة به فى حقيبتها، و المقابل عناق دافئ من الصغار وقبلات متبادلة تجعلها تنفجر ضاحكة بسعادة.
رقت عيناه وهو يراها تدفعه للتحرك ليتحرك بجوارها هامسًا بصوت أجش
– مكنتش متوقع حقيقي انك بتيجي هنا
لمعت عيناها الزرقاوين بصفاء وهى تغمز له بمشاكسة
– خلى بالك انا مليانة مفاجآت
لم يملك سوى الابتسام على شقاوتها، فـ آسيا تعطيه وجه آخر غير الذى يعلمه، فلم تكن حذرة في الحديث
أو سمك قرش فى الاجتماعات
بل كانت ببساطة أنثى
انتبه على اندفاع قطر صغير بخصلات شعر سوداء يحتضن خصر آسيا بتوق
– ميس اسيا اخيرا جيتي، تعالي بسرعة المسرحية قربت تبدأ وانا مستنياكي
هبطت آسيا نحو مستوى الصغيرة تسبيح لتطبع قبلة على وجنتها قائلة
– اسفه يا روحي، يدوب خلصت شغلي وجيتلك علطول
لمعت عينا الصغيرة بتوق شديد، لتمسك بكفها بقوة قابلتها تشبث يد اسيا، رفعت انظار الصغيرة تجاه رجل لتعبس ملامحها قائلة بهمس تجاه آسيا
– مين ده
ابتسمت آسيا بتألق وهى تعرفه ببساطة
– ده عمو زاهر .. يبقى صاحبي
ابتسم زاهر ببشاشة ولم تراه يشعر بالذعر أو التردد تجاه بشرة وجهها، لقد أصبحت تتقبل طبيعتها بعد مشوار طويل من البكاء والحذر … غمغمت تسبيح وهى تجر جسد اسيا للوصول الى كواليس المسرح
– هو مش مخيف زي جوزك .. بس انا بحب عمو لؤي اكتر بيجبلي العاب كتير، حتي هو جابلي مجلد قصص الاميرات كلهم
عبست اسيا ملامحها وتوقفت برهة عن السير لتسألها بتردد
– هو بيجي هنا
اومأت تسبيح موافقة ودفعت جسدها للوصول الى الكواليس قائلة بابتسامة عريضة
– وبيحكيلي كمان قصة الاميرة والوحش عشان بتفكرني دايما بيكي وبيه، عارفة دايما بيقولي انك ساحرة بس مش شريرة، ساحرة من النوع اللي بيخطف قلوب وانك خطفتي قلبه
لم يفته زاهر تلك النظرة فى عيني اسيا، تصلب جسده ما ان استشعر انحناء رأسها ودمعة حارة سقطت من عينها، لم يكن ليلاحظها سوى أصحاب النظر الثاقب والصغيرة حتمًا لاحظتها لتمسك بكفى آسيا قائلة بحزن
– انتي بتعيطي ليه يا ميس اسيا، انا مقصدش بجد، هو قالي اني مخلكيش تعيطي زي زمان .. بيقولي انه دموعك غالية علي أى حد حتى هو
لم تكن لتتصور أن تشعر بتلك الرعدات الجسدية كما لو انها مست سلك كهربائى، فغرت شفتيها لتأخذ شهيقًا وزفيرًا محاولة ايقاف ارتجاف يديها، فكلما حاولت صنع جديلة خاصة لمسرحية الصغيرة تفشل فشلاً ذريعا… شبكت كفيها معًا محاولة وقف ارتجافهما بحدة، تبًا له
لقد أصبحت تعيش حياتها دون سمع ذكرى أسمه
لتأتى صغيرة تحطم كافة ثباتها بجمل بريئة تخفى سببًا أعظم.
شعرت بيدين خشنتين توضع على كفيها، رفعت عيناها تجاه نظرات زاهر المبهمة لتراه يدفع جسدها للجلوس على المقعد المقابل للصغيرة، هزت رأسها نافية لتنظر الى الصغيرة .. ابتسم متفهمًا ليقول بنبرة دافئة
– متقلقيش هعرف اعملها
جادلته بيأس وهي تراه ينظر نحو صورة الضفيرة المعلقة على السطح العاكس
– بس دي يا زاهر مش ضفيرة عادية
اجابها بابتسامة رجولية ويديه وضعت على رأس الصغيرة لـ يقول بمرح
– عندي بنات اختي مجننيني زي القمر
انتبهت الصغيرة على يدى الرجل ليسألها بلطف
-تسمحلي اميرة تسبيح اعملك تسريحة شعرك عشان ميس آسيا تعبانة شوية
هزت الفتاة رأسها موافقة، سرعان ما حطت عينها نحو اسيا لترقرق عيناها بالدموع قائلة بصوت متحشرج
– انا اسفه مكنتش اقصد، هو قالي محكيش عن اللي بينا، بس حسيت انك لازم تعرفي
عينا آسيا كانت مدققة للنظر تجاه يدىّ زاهر البارعتين فى تصفيف شعر الصغيرة دون أن يؤلمها، ابتسمت بحنان مضاعف تجاه الرجل لتشعر بنظرته التي امسكتها بالجرم المشهود.. اتسعت ابتسامتها وهى تسمعه يجيبها بنبرة دافئة
– ميس اسيا مش زعلانة .. بس واضح انها محتاجة تقعد مع نفسها شوية
كانت الصغيرة مطيعة تحت يدى الرجل، مما جعل اسيا لفترة تنظر نحوهما دون ملل، وما ان انهى تجديل شعرها حتى قدمت روفيدا مديرة المؤسسة والمشرفة على العرض المسرحى قائلة بتعجل
– يلا يا تسبيح دورك فى العرض قرب
ألقت ابتسامة عابرة لآسيا ولضيفها، ثم مدت يدها لتضع الصغيرة يدها نحو الآخرى مودعة إياهما متسائلة إن كانا سيحضران العرض، اومأت اسيا رأسها لتستقيم من مجلسها متجهة نحو صالة العرض وبجوارها زاهر
كان الطريق بينهما يسوده الصمت
صمت كئيب جعلها أول من تكسره قائلة
– انا
ارتعد جسدها فوريًا لقربه وهو يمسك يديها ببعض الحزم، جعلها ترفع عينيها ناظرة الى الغضب الذى يموج فى حدقتيه، قال بلهجة خشنة
– لما قالولي اني مجنون عشان اخد واحدة مطلقة، قولتلهم مش مجنون ولا حاجة.. الفكرة ان الطلاق بيحصل لما اتنين مش بيقدروا يتفقوا فكريا
تعلم بأنها أغضبته، والفكرة بحد ذاتها تثير الضحك والسخرية
لقد سألها مرارًا إن كانت تخطت طليقها، لكن يبدو انها بحاجة لتدريب تعابير جسدها ووجهها، غمغمت باعتراض محاولة الفكاك من حصاره لمن يديه الحازمتين منعتها كليًا
– زاهر الفكرة مش كده، ببساطة انا
قاطعها تلك المرة وهو يضغط بخفة على كفيها، ليس بحاجة إلى حجج واهية وفارغة ليقاطعها قائلا بصراحة
– حنيتي ليه مش كدا !! انا فاهم ومستوعب ده.. بس هقدر اتحمله
عينيها حدقت به لا تعلم أتأمن جانبه، أم تثق به .. فما الضير ؟!
لقد خسرت الكثير… ضغطة خفيفة جعلتها تنتبه إليه ليهمس بصوت هادئ بالكاد تسمعه هى بمفردها
– آسيا عايزك تفهمي اني راجل اناني جدًا للست اللي هتبقي منى وهتشيل اسمي، عارفة يعني ايه اناني.. مش هقولك اني وقعت في حبك ومش هستحمل راجل غيري يلمسك لأنه للأسف ده حصل، وصدقيني ده عمره ما ينتقص من حقك
ابتسامة ساخرة زينت ثغرها، هذا طبع الرجال الشرقيين وكم تعشق هذا التملك والأنانية منهما، لم يدخر وقتًا ليعلن ملكيته للأنثى التى يرغبها
– الست بتاعتي عايزها حواسها يا اسيا ليا، حواسها كلها مركزة معايا مش مجرد جسمها وقلبها
هزت رأسها مغمغمة بصدق
– انا مش هعرف اعمل ده، انا اسفه
تنهد زاهر وهو يراها تنسل يديها من بين كفيه، ليهمس بشبه إقرار دون الحاجة للسؤال
– لسه بتحبيه
هزت اسيا رأسها ما بين الرفض والإيجاب، لن تنكر انه لمس شغاف قلبها، وجعلها شبه انثى هائمة فى مداره .. لكن بقدر الحب .. قابله كراهية لا تستطيع غفرانه، غمغمت بتعب
– كسرني يا زاهر، كان عارف ايه اكتر حاجة وجعاني وللأسف وجعني بيها عشان كدا مش هقدر اسامحه
سألها بدون مواربة
– يعني مش هتديله فرصة تانية؟
أغمضت جفنيها وهى تعلم ان بعد اجابتها لا عودة للخلف
جزء داخلى منها يحتاج لمعرفة هذا الـ زاهر، همست بابتسامة لطيفة
– مش هديله
ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيه لتلمع عيناه قائلاً
– اعتقد اننا متفقين
هزت رأسها موافقة، وشعور داخلي لا تعلم كهنة ..يخبرها انها ستظلم نفسها وتظلم رجلاً مثله، ربما لو آتى فى عمر آخر وتخلصت من سمومها لأستطاعت أن تعطيه ما يرغبه بصدر رحب
انتبهت على يده التي مدها نحوها قائلاً بطريقة مسرحية
– تحب نتفرج العرض
لمعت عيناها بحماس وانحنت بمسرحية قبل أن تلتقط يده قائلة
– احب جدًا
توجهها نحو المسرح لتسأله آسيا بفضول
– قولتلي بنات اختك عندهم كام سنة
ضحك زاهر متذكرًا شغب صغيرتيه ليقول بمداعبة لطيفة
– مش عايز ملامحهم البريئة دي تغرك، دول شياطين
اختفا الاثنين عن زوج من العيون تلمعان بالغضب .. ألسنة اللهب تآكلت حدقتيه حتى استحالتا رمادًا قبل أن يشد رداء عزيمته
إن قررت الساحرة اللعب ببذائة، فلا يوجد من هو أبرع منه !!
*****
فى مطعم نزار…
أتدرون ما هو أكثر شئ وقاحة تخبرك به إمرأة ؟
بالطبع كلا إن فكرتم أن تعيب فى رجولته
أو تشكك من قدراته!!
أو حتى تتهمه بالبخل والغيرة الخانقة
بل تطلب منه أن يذهب لطبيب مجانين؟!
كما لو انه مختل عقلى هرب من المصحة!!
تلك الوقحة كيف تتجرأ نعته بالجنون حتى
هل تظن كونها ازدادت جمالا وفتنة، وكونه يسعى خلفها تستطيع تقديم أى قيد أو شرط له ؟!!
كـلا .. تحلم
لا توجد مطلق امرأة تستطيع جبره على ما لا يرغبه، أو دفعه إلى ما لا يطيقه
تأفف بحنق بالغ وهو يتوعدها لتلك الوقحة، سليطة اللسان … تظن كونها تطلقت منه أنها خرجت من مداره
والله ابدًا .. سيلف مائة حبل حولها حتى يحكم قيدها ان تخطت حدودها معه..
هو فقط تركها تتنفس بحرية كما تزعم، لحاجه في نفسه قضاها
انسل من جيب سترته لفافة تبغ، وعينيه تتأمل المحيط بتقزز… لم يكن ليأتي هنا سوى وعد عصفورته رهف .. فعائلة نزار تحتفل بمناسبة قرب زواجهما بوليمة ضخمة فى مطعمه.. اشعل السيجار وسحب نفسًا عميقًا وابقاه لداخل صدره منتظرًا من النيكوتين أن يخرس مطارق عقله
أغمض جفنيه لبرهة وشبه ابتسامة لاحت عليه وهو يشعر بصفو عقله
إلا أن شعوره بيد شخص تجذب لفافة التبغ أيقظ وحوشه الهاجعة
فتح جفنيه بحدة ودكنة حدقتيه بشرر ترعب فرائص من امامه، الا ان أسرار قابلته بسكون أمواجها وابتسامتها الصفراء ليزفر نضال بحدة ممررًا أنامله في خصلات شعره السوداء بسخط
-اللهم طولك يا روح
جلست اسرار بالقرب منه، ولم يفتها تبدل حاله .. على الرغم انه لم يعد ساخرًا سليط اللسان بكثرة … الا ان هذا لا يمنع شعورها بتبدل حاله .. ابتسمت بلطف تربت على يده
-افرد وشك يا نضال، ساعة زمن مش هيخسر من وقتك
أيجب عليها جلب سيرة معوج اللسان الآن!!
يالله لثوانى حاول عدم التفكير به، زاد من غضبه اضعافًا ليغمغم بنزق
– قولتلك مش بطيق الراجل ده، ده بيعوج لسانه وهو بيكلمني اخد كلامه بجدية ازاي
ضحكة انفلتت منها وهى تدعى رهف ان يلهمها الصبر على أخيها لتسترعى انتباهه بجدية صوتها
– نزار حاول تتقبل ان فيه لهجات غيرك بتتكلم عربي، الراجل مش بإيده يعني
عينيه مشطت المحيط باحثًا عن قبس نوره فى الحياة
التمعت عيناه بوهج واشرقت ملامحه حينما حطت عيناه على صغيرته تتلاعب مع طفل أسرار وطفلة وقاص
نضجا الصغيران واصبحا يسيران بخطى متعثرة على الأرض تحت أنظار فريال وزوجها
ابتسم ما ان وجد صغيرته توجه الصغيران بقيادة نحو منطقة اللعب، ليتبعها الآخران برضوخ مستسلم
عادت عيناه نحو أسرار وبداخله يشتم البوهمى خاصتها
تبًا .. يريد حتما تلك الباردة ..نسختها القديمة أفضل بكثير مما هى عليه
اجابها بنزق
– لا بإيده، يسترجل كدا وهو بيتكلم معايا مش يتمايص معايا ايه فاكرني هيغويني يعني
قابله صمت من اسرار وكأنها تعلم أنها مهما حاولت يائسة من الشرح إلا أنه لن يستجيب أو يميل لرأيها، خيمهما الصمت لدقائق وهو يحاول البحث عن رهف
ليست بالقرب من الأطفال ولا حتى بالقرب من فريال
اللعنة هل غرر بها ذلك الشامى؟!
ويل له أن وجدهم فى وضع فاضح، سيلغى الزفاف وليضرب ذلك الأحمق اعوج اللسان فى أقرب حائط
هم بالقيام باحثًا عنها إلا أن صوت صغيرته المندفعة نحو تهمس اسمه
– بابي
فتح نضال ذراعيه لتقفز الصغيرة فى جسده، ملقيًا رأسها فى صدره باستكانة هادئة تزيد من معدل نبضات قلبه
أصغر فعل تفعله صغيرته يدفعه لافقاد رشده، طبع قبلة خاصة على مقدمة رأسها قائلاً بنبرة رخيمة
-نعم يا روح بابي
زمت شمس حاجبيها متسائلة
– يعني ايه يغويني
رفع نضال حاجبيه والتفت تجاه اسرار التى انفجرت ضاحكة تاركة اياه يتعامل مع صغيرته التى أصبحت فضولية تجاه كل شئ، رغم تحذير اسرار أن يلجم لسانه كون ان صغيرة بجواره إلا أنه لا يستطيع الجام غضبه من التفوه ببعض الكلمات التى لا يصح لصغيرة سماعها
غمغم بجدية لاهيا اياها لأمر هام
– ده كلام كبير، وبعدين انتي مش قولتي هتروحي مع رهف عشان تأكلك
اجابته بابتسامة واسعة
– عمو نزار اخدها وقالي فيه مفاجأة محضرينهالي
الحقير
تأكد انه آسر عصفورته لنفسه، سيقتله بيديه العاريتين، كظم غيظه وهو يقول بسخرية
– وانتي طبعا ما صدقتي كلامه لما قالك محضر مفاجأة
هزت شمس رأسها مدافعة عن عمها ببسالة
-عمو نزار مبيكدبش، وبيعملي الكيك اللي بحبه
سيؤجل قتله بالتأكيد
يفكر جديًا تعذيب ذلك الحقير حد الموت، ولا يطيله
من هو حتى يختطف صغيرته ويضمها لجيشه ؟!!
بالكاد يتحكم في اعصابه كي لا يفتعل فضيحة وإلغاء الزواج، لولا ان اخته الحمقاء واقعة فى حب المغفل بيأس
اختلج عضلة فى فكه وهو ينظر تجاه اسرار التى تنظر بابتسامة شامته ليسألها بسخرية
– عجبك اللي بيعمله ده، اهو واخد بنتي تحت جناحه
اجابته اسرار بصراحة
– الستات مبتقولش لأ للأكل صدقني، بحب لما سراج يكون فى المطبخ ويحضر العشا
بالكاد منع نفسه كى لا يتقزز من سماع شئ من زوجها البوهيمي، بالله ما دخله هو ليتصور ذلك الكائن يقوم بعمل رومانسى احمق يخطف قلب النساء
القى نظرة واحدة على جسدها ثم أجاب بتهكم
– مش شايف صراحة أى فرق فى التغذية بالعكس ده بياكل اكلك انتى وابنك
التفت نضال تجاه صغيرته المستريحة على صدره
– شمس
رفعت شمس عينيها الشبيه بعيني ابيها ليقول
– ادخلي عليهم كدا وشوفيهم بيعملوا ايه
هزت شمس رأسها موافقة ليضع ساقيها على الأرض، وحينما همت بالتحرك عادت كما لو تذكرت شيئا وهى تتحدث بخفوت كـ سر تخشى أن ينتشر
– مرة يا بابى عملوا حاجة قليلة الادب
لمعت عينا نضال ليقبض يديه بعنف على مسندى المقعد، صاح بخشونة
– عملوا ايه
لمعت عينا اسرار بالفضول رغمًا عنها، لتسمع الصغيرة تهمس
– اداها kiss يا بابي، وقالي غمضي عينك
يشعر بالبراكين الثائرة تموج فى صدره، كثور منتظر فقط الرقعة الحمراء للفتك بها
جز على اسنانه صائحًا بحدة
– وانتى طبعا بنت ابوكي غمضتي عينك
هزت شمس رأسها مجيبة
– قالى هيديني كيك شوكلت
الصبر .. حتمًا يسأل من الله الصبر كى لا تجلطه ابنته هى الآخرى، كيف نست امرًا كهذا تتحدث اليه فورًا
هسهس بغضب منفعل والمطارق فى عقله لا تساعده ابدًا على الهدوء
– القذر بيساومها
استقام من مجلسه فورًا وبداخله مهمة واحدة يجب عليه تنفيذها
هو فى حاجة ماسة لقتل الشامى
استقامت اسرار هى الاخرى تمسك ساعده لتهتف فى وجهه
– رايح فين يا مجنون، ده جوزها
القى ضحكة ساخرة وهو يجيبها
– جوزها لما تخش بيته، بس حركات ال**** مش هتحصل في بيتي
ظلت الصغيرة تنظر ببرود نحو غضب والدها العظيم، لتقول ببراءة
– ما عمو وقاص بيدي kiss لفريال
اتسعت عينا نضال جحوظًا وهو لا يصدق اخيه سيفعل هذا امام صغيرته، هو لا يأمن امرأته لكن اخيه !!
اللعنة أخيه وامام صغيرته، هل يحاولون تلوث براءتها؟!! غمغم بسخط وهو يستمع الى انفجار أسرار الضاحك
– انا وقاص ده متبري منه
الصغيرة تختبر مقدار صبره حتمًا، هبط نضال الى مستوى صغيرته يضم يديها داخل كفيه قائلا بحنق
– والله انتى اللى هتجيبلى الضغط والسكر، وانتى يا شاطرة حبيبة ابوها بتبصي علي الناس الكبيرة ليه، مش المفروض البنت المحترمة تقعد في اوضتها وتلعب تخش اوض الناس ليه وتتجسس عليهم
زمت شمس شفتيها وهى تستمع الى تقريع والدها، لتجادله قائلة
– مش بخش اوض حد، عمو وقاص بيلعب معايا وفريال بتديله kiss فى خده .. انا كمان عايزة kiss يا بابي
إذا القبلات بريئة وليس كما تخيل!!!
كما لو أن حملا ثقيلا انزاح من على كتفيه، ليتنهد بحرارة قائلاً
– وقعتي قلبي يا شيخة انا دماغي راحت فى حتة بعيدة
لكن الصغيرة القت قنبلتها الموقوتة فى وجهه وهى تسأله
– بابى انتى كمان هتدي kiss لانطى غالية عشان تجيبوا عيال
اتسعت عينا أسرار بجحوظ وبقى نضال مغلق المشاعر لبرهة، سيضيف صغيرته للائحة .. الفتاة لا تختبر صبره
لا بل تريد ان تصيبه بذبحة صدرية، سألها بملامح غير مقروءة التعبير
– مين اللي قالك الكلام ده
أجابت الصغيرة ببساطة وهي تقدم بطاقة الموت
– يحيي
ألم تكن تكرهه الصغيرة مفضلة صحبة الذى يقضى وقته فى الرسم والتلوين، عقد نضال حاجبيه ليسألها بنبرة مرعبة
– ويحيي جاب الكلام ده من فين
هزت شمس كتفيها بعدم علم، ليمسك نضال بعضدى صغيرته صائحًا بلهجة حادة مخيفة
– الواد ده هو وأخوه اياكي تقعدي معاهم تاني
رأى تجمع الدموع في حدقتى الصغيرة، لكن ما يعجبه هو كبحها لعدم انزلاقها امامه حتى، انفلتت شمس سريعًا من قبضته لتلقى بجسدها تجاه أسرار التى تتابع بصمت .. فلن تتدخل حتى أن تهدأ تلك الزوبعة ولها حديث آخر مع الصغيرة
رفعت الصغيرة نحو أحضانها، لتربت على ظهرها مهدهدة إياها، تحت نشيج بكائها لتسأل نضال بعدم فهم
– مين غالية
اجاب بحدة وهو يحاول عبثًا معرفة من أفسد عقل الصغير، يعلم غالية من المحال أن تتحدث امرًا كهذا لصغيريها
حتمًا طليقها الأحمق
تنهد وهو يجيب على سؤال اسرار الفضولي
– واحدة اتقدمتلها للجواز
تلك المرة رفعت شمس رأسها قائلة برفض
– لا يا بابي يحيى شرير مش عايزاه معانا
وقفت اسرار لفترة كالبلهاء محاولة فهم متى كل الأمور حدثت، سألت الصغيرة قائلة
– هي معاها عيال
اومأت الصغيرة رأسها، لتنفرج شفتي أسرار صدمة وهى تسمع صوته الساخر
– اتنين ربنا ما يوريكي
التفتت نحو الصغيرة التي همست ببساطة
– بابى عايز يتجوز يا اسرار
اللعنة، هل لتلك الدرجة لا تعلم عن امرأة تلك المرأة وصغارها
متى تغير ذوق نضال ليختار امرأة سبق لها الزواج، بل لها طفلين
غمغمت بفضول تسألها
– ويا ترى انطى غالية حلوة يا شمس
اتسعت ابتسامة شمس سريعًا وهى تهز رأسها عدة مرات لتقول
– حلوة اووي، بتعملي orange juice
طبعت اسرار قبلة على خد الصغيرة لتضعها على الارض طالبة منها اللعب مع الصغار، هزت شمس رأسها وانطلقت نحو الإرجاء تلهو بصخب يعبث الحياة فى قلب والدها
وضعت اسرار ساعديها على صدرها لتسأله بتجهم
– ايه الحكايا، مقولتش ان فيه واحدة عايزها
ألقى نظرة سريعة تجاهها ليجيبها بحدة
– لما توافق يبقى هقولك
لمعت عيناها تألقًا لتسأله بمشاكسة
– هي كمان مش موافقة
شبه ابتسامة لاحت على شفتيه ليجيبها بتهكم
– تخيلي، نضال الغانم يترفض
انطلق تجاه صغيرته يصيح قائلاً
– شموس روحي شوفي رهف بتعمل ايه وتعالي
عبست اسرار يائسة من اقحام صغيرته فى شؤون الكبار
لا فائدة ترجى منه مطلقًا !!
………
داخل مطعم نزار،،
تخلى نزار عن طاقم مطعمه، لكى تسنح له الفرصة للإنفراد مع كنافته .. فبعد انتهاء امتحانات عامها الأخير هرول الى شقيقها طالبًا تحديد موعد الزواج فى أقرب وقت
استجاب وقاص لهلفته قائلاً بضعة أشهر فقط تفصله على التهام زرقاء العينين، هشة البنيان تمامًا كالكنافة التى لا يمل منها ابدًا
انفجرت رهف ضاحكة بخجل وهى تترك عقلها وجسدها تحت استجابة حبيبها المتلهف ليحاصرها بين الباب وجسده العضلى
– ماني مصدئ انو كلها كم يوم رح تنوري بيييتي
كان تورد وجنتيها من الخجل لم يمنعها ان تهز رأسها بشقاوة اكتسبتها واعتادت عليها فى حضرته
حتى باتت جرأتها معه تزداد تحت وعده بحمايتها حتى من نفسه، لكن هذا لا يعنى أنه لا يختلس قبلات بين الحين والآخر، غمغمت بشقاوة
-حاول تصدق
اغمض نزار جفنيه محاولا السيطرة على تلك الرجفة التي تحكمت به، تمسك بكفيها بقوة مداعبًا بإبهاميه منطقة رسغيها هامسًا بصوت أجش يكاد يسيطر على ذاته كى لا ينفلت امامها مسببًا فى فضيحة يستغلها أخيها العابس الآخر مؤجلاً الزفاف
-خلص كل شي كان يمنعك عني راااح بحال سبيله واخيرا رح غنجك ودلعك اخر دلاااال ياكناااافتي
ازداد معدل نبضات قلبها وهي ترى عينيه الخضراء الراكدتين استحالتا مروج كعشب أخضر، إلا أنها زمت شفتيها بتدلل قائلة
– طب بالله ينفع حد يدلع خطيبته ويقولها يا كنافة .. انت شايفني ايه
القى نظرة كاملة على جسدها بفستانها الأزرق الصيفى، رغم انه محتشم لا يبرز شئ يسبب فى رفع ضغط دمه، الا ان ابراز هشاشة جسدها وحدها كفيلة لإخراجه من طور تعقله، تقدم منها هامسًا فى أذنها بصوته المذيب لأعصابها
– كنافتي بالقشطة يلي مابقدر قاومها ولا اشبع منا
تعترف ان لهجته واحدة كفيلة باستسلامها لأى شئ يدفعها للقيام به، شعرت بيديه توضعان حول خصرها بتملك شديد، وارتطم جسدها اللين بعضلات جسده الصلبة لتخرج شهقة كتمها سريعًا بين شفتيه
تعلم أن ما يفعله خاطئ، بل وتصرف جرئ من قبله
لكنها رغمًا عنها استسلمت لدرب الجنون الذي أصابه
وهو أقرب لمدمن لا يستطيع الابتعاد عن جرعة سعادته
جرعة كفيلة لإصابته بالنشوة مستسلمًا الى غياهب ظلماته
اتسعت عينا رهف بهلع حينما زادت وطئ لمساته أكثر جراءة، لتضع كلتا كفيها على صدره مبعدة إياه ببعض القوة، الا أن قذائف مشاعره الملتهبة جعلها تشعر برخو أعصابها… همست بنبرة لاهثة ووجه امتقع من الخجل
– اعقل العيلة كلها برا، ونضال مستحلف لأى حاجة عشان يأجل الجوازة
ذكر أسم نضال وحده كان كفيلا بأن يدفعها دفعًا للاستسلام لجيوشه الضارية ليغمغم بحدة
– يروحو يبلطو البحر محدا الو عندي شي وانت بتعرفي ما فارق معي
أغمضت جفنيها بيأس على عقله الجلمود، لتهمس بصبر لحالها، انها ستستلم له عدة ثوانٍ قبل دفعه، صوت انثوى اجفلهما معًا
– انا اسفه بجد، مخدتش بالي حد هنا
همست بها بيسان بحرج شديد مشيحة بعينيها للنظر اليهما، المكان الوحيد الذى ظنته سيكون خالى فى الوقت الحالى، يستغله ابن خالتها مع خطيبته، غادرت بحرج كما اقتحمت خلوتهما متخذة باب الخلفى للخروج دون ان تنظر للخلف .. مما دفع رهف ازاحة جسده بحدة قائلة بلوم
– عجبك كدا جايبلي الكلام
لكن مقدار الحرج والخجل الذى اكتنف رهف لم يكن بمثل ما شعر به نزار من ازعاج وتدخل سافر لمقتحم خلوتهما، صاح بيأس
– لك انت مرتييي مرتي غنيلك ياااها بعدين ياكنافتي شو علمنا يعني عم نحكي مع بعض ماعملنا شي يوه
زمت شفتيها بعبوس شديد، لتغمغم بتهكم مبعدة جسده عنها
– اكدب الكدبة وصدقها يا نزار، قال بنحكى قال
صدر صوت والدته من خارج المطبخ صائحة
– نزار تعالى شوف اللى فى الفرن
عض نزار نواجذه محاولا استدعاء الصبر كى لا يفقد رشده، صاح بسخط
– نزار قرر يحمل حاله ويروح لانو رح يطلع من تيابه من وراكن
جاء صوت شقيقه غسان الذي يبدو أنه حضر عند جملته الأخيرة، لينظر تجاه رهف متسائلا بعدم فهم
– شو به
هزت رهف رأسها وهى ترى نزار على وشك الإصابة بالجنون، لتغمغم ببساطة
– مجنون
تنهد مغمغمًا كلمات يائسة يسب الجميع بداية من شقيقها
فهو لا يتركه يهنأ بزوجته ولو لخمس دقائق!! والآن أصبحت عائلته تعاضدت جنبًا الى جنب شقيقها!!
تسائل غسان بخشونة
– وينها بيسان
أشارت رهف نحو مخرج الحديقة قائلة
– برا فى الجنينة
هز غسان رأسه متجهًا الى الخارج لتتجه أنظار رهف تجاه حبيبها الغاضب، اقتربت منه بتؤدة قائلة
– مش ملاحظ حاجة
لمعت عيناه بخبث وقد ظن انها تقربها لمصالحته ليكبل جسدها بواسطة ذراعيه قائلاً بنبرة عابثة
– ملاحظ انووو وزنك زاااد اتوسة
تجهمت ملامح رهف وكأي امرأة مصرية كان ردها الوحيد لتعليق رجل على وزنها الذى بالكاد يلاحظ أنه زائد أن قامت بلكزه في صدره ثم تعمدت قرص ذراعيه الكماشتين لتنسل من بين قبضته، مما جعل نزار يتأوه بوجع قائلاً
– يا مجنونة افهميني ، وزنك زاد بالاماااكن واااااو
لكن هذا لم ينقص من مقدار عزيمتها لتضربه بعنف على صدره مما جعله يتأوه بوجع حقيقي، حتمًا لم يكن يعلم أن تلك الهشاشة ينبع منها تلك القوة
– اخخخ اخخخ صايرة ايدك تقيلة يا كنافتي
زمجرت رهف بغضب
– عشان تحرم بعد كدا
سحبت رهف نفسًا عميقًا وزفرته على مهل، محاولة استعادة صفاء ذهنها لتتذكر بيسان وشقيقه مما دفعها تهمس
– انا بتكلم عن غسان وبيسان
عقد نزار حاجبيه بعدم فهم قائلاً
– شبهن
زمت رهف شفتيها وهى ترى علامات اللامبالية فى وجهه لتهتف بفضول
– حاسة ان فيه كهربا ما بينهم، مش حاسس بده
لكن الأحمق لم يفهم الإشارات التي تحاول إرسالها اياه.. لا تعلم أيتعمد عدم الفهم
ام انه حقًا غير مبالي بتلك الذبذبات التى تستشعرها حينما يكونا الاثنين معًا
غمغم لها بلا مبالاة
– بيسان كلها كم شهر وتتزوج
رفعت رهف احدى حاجبيها ساخطة، تسأل من الله الصبر كى لا تندفع بقتله بعدم اكتراثه، صاحت ساخطة
– والله انت اعمى
انفجر ضاحكًا وهو يراها تكظم غيظها او محاولة قتله، هو ليس أعمى لتلك الدرجة لكى لا يرى تلهف شقيقه اليوم حينما علم أن بيسان وخالته ستحضران في ذلك التجمع الصغير
ربما هو متوجس خيفة فقط من تصرفات شقيقه، فالرجل عاش لسنوات وتلبس بطباع الغرب كحال صديقه .. ويخشى أن تكون ابنة خالته فقط تحدى جديد أو مجرد نزوة جديدة تضاف ضمن لائحة إنجازاته
اقترب ضامًا جسد حبيبته بين احضانه، ليدفن وجهه داخل تجويف عنقها هامسًا بصوت جشن
– حبيبتي انا ما بشوف غيرك اصلا ياقلبيييي
طبع قبلة على فكها الأيسر، ليشعر برجفة جسدها تأثرًا به، إلا أنها دفعته ببعض القوة قائلة وهى تجعد جبينها
– انت سامع الصوت ده
حتمًا ستقاطعه من أجل صوت ماكينة ليغمغم بحدة
– سامع شو
ارهفت رهف اذنيها السمع لتهمس
– حد بيتخانق
بالكاد كتم صيحة يائسة خارجة من شفتيه، ليدمدم بغضب
– لك اتركينا منهن ،خليكي معي يااا كنافتي
هم أن يجذبها إلى دوامة عشقه جاعلا اياها تتناسى جميع أصوات الانسان والحيوانات حتى صوت رقع النملة على قدميها، إلا أنها امسكته من مقدمة قميصه هامسة بدهشة
– ده صوت اخوك
تلك المرة أخرج صيحته اليائسة ليبتعد عنها صارخًا بيأس
– لك ريتو الله يصطفل فيك يا جحش ما عم تخليني اتهنى مع كنافتي ربي ياخدك وارتاح منك هففففف بقا لشوف هالجحش شو عم يخبص
……
فى خارج الحديقة الخلفية،،،
قبل المشاجرة بعدة دقائق…
بالكاد تتمالك بيسان حرجها منذ اقتحامها خلوة ابن خالتها .. بقدر ما تشعر تلك الغصة فى حلقها وهى ترى هيام وعشقه لرهف
هى لا تشعر بالغيرة كالسابق، بقدر حاجتها لذلك القدر من الاهتمام الذى يصبه نزار لمعشوقته
هى ببساطة لم تحب نزار كما تخيلت،
بمرور الوقت فترت مشاعرها وأصبحت انوثتها تقتات من روحها، تتمنى حب كبير وعشق أعظم لكن تعلم ان تلك الأمور لن تستطيع نيله
نظرت إلى خاتمها الذهبي لتتنهد بضعف، كلمات ذلك الأحمق غسان كون خطيبها اختار واجهة جميلة، كشئ يفخر به أمام عائلته وأصدقائه أكثر اهتمامه من الجوهر
وهى سخرت منه، ولم تجد اعتراضًا أن يراها كشئ جميل فى بادئ الأمر، لكن الآن !!!
أصبحت ترغب منه بالمزيد، والكثير من العواطف الداخلية أكثر من انبهاره بجمالها الخارجى.
انتبهت على ذراعين رجولتين احتضنت خصرها، شهقت بفزع حينما شعرت بشفتين تطبع على خدها، ليتعامل جسدها بنفور شديد حينما سمعت صوت خطيبها مصطفى يغمغم بكلمات تسبب لفتاة مثلها بالخجل .. فمهما كان لم يقرب منها أى رجل بحميمة كما يفعل خطيبها
-مصطفي احنا قولنا ايه
زفر مصطفى بحدة مستشعرًا تصلب جسدها نفورًا، ليتنهد بضيق.. أدار جسدها لتقع عيناه على أجمل ما رأى من النساء فى محيط عمله.
لقد كانت خجولة، قليلة الكلام مع الجنس الآخر ..لكنها جريئة بطبعها وأمام انوثتها، لم تشعر بالخجل من التباهى بجمالها وانوثتها مستشعرة بالقوة من شعورها بنظرات الرجال نحوها، وهو مثلهم
لكنه قرر أن يظفر بتلك الحلوى بمفرده .. وحينما تقدم للزواج، ظن أنها ستلين وترضخ لمجرد بضع لمسات بريئة من وجهة نظره إلا إنها بالنسبة لها شئ محرم فى قاموسها
وحينما عرض عقد القرآن كى لا تشعر بالذنب، رفضت رفض قاطع واستكفت أن عقد القرآن مع حفل زفافهما .. فهى ببساطة قالت ” مستعجل على ايه، ما انا كدا كدا هفضل قدامك ٢٤ ساعة لحد لما تزهق منى”، وكلمة الملل كانت وحدها كلمتها القاضية
هو يخشى أن يشعر بالفتور خلال فترة زواجهما.. خاصة أن كلا طبعيهما مختلفين تمامًا
أصدر جملته الشهيرة كأى رجل مصرى أعزب يرغب فى تلين تيبس عقل أى فتاة
– بيسان متحبكيهاش بزيادة، يا بت انتى هتبقي مراتي
إلا أن جملته الشهيرة لم تلقى صدى في عقلها، لتزم شفتيها قائلة بحدة
– ولو يا مصطفي، حاجة زي دي مش مضمونة لسه فيه وقت كبير على الجواز
زم مصطفى حاجبيه بانزعاج ليغمغم بتهكم
– ده كله عشان بوستك من خدك، اومال لو بوستك من شفايفك هتعملي ايه
اتسعت عينا بيسان لجرأته ووقاحته لقولها ببساطة وصراحة أشد، لكن جميع ثورتها وانفعالها خمدت حينما صرخ صوت خشن
– اجااااك الموت ياتارك الصلاة تعاااال لهون
وضعت بيسان كفها تغطي فمها وهى ترى الثور يهجم كليًا على طريدته بالمعنى الحرفى .. همست بصوت خفيض خشية أن تطالها بطشته
-يالهوى، ده هيموته
اندفع غسان بكل دم رجل حار يدافع عن شرف عائلته، تلك الحمقاء ستمرغ بأسم العائلة فى الوحل بتصرفاتها اللاعقلية
لم يكن يرى بالمعنى الحرفى ما يسببه للذى يستغيث أسفل يده
لكن كل ما يراه هو اللون الأحمر
ووقوده هو الثأر
ضم قبضة يده وصار يوجه قبضاته العنيفة نحو كل وجهه ليمسكه من تلابيب قميصه صارخًا بوحشية
– وبكل وقاحة جاي تبوسها يا حقير، شو مفكر ولك مافي وراها رجااااال
عضت بيسان باطن خدها، وهى تكاد ترتعب من مظهر غسان الهمجي
بقدر ما تكرهه، إلا أنها لن تسمح له أن يكون له السلطة العليا بحياتها وقرارتها
حاولت ارتداء عباءة الحزم والجدية وهى تتقدم بساقين رخوتين هامسة بصوت ضعيف مرتجف
– غسان سيب الراجل هتموته
ظنته لم يسمع وهى تراه يسدد لكمة، فالثانية، اتبعها بالثالثة، لتراه يرفع عيناه المدججين بالخطر صارخًا فى وجهها بوحشية
– انت سدي بووووزك همسك ما بدي اسمعه
على اثر صراخه الهادر، ارتدت ثلاث خطوات للخلف تنظر بعينين مضطربين نحوه محاولة إرغام جسدها على عدم الارتجاف أثر نبرته، لتزم شفتيها وهي تنظر نحو خطيبها مستصرخًا الفرار من قبضة الليث لتهمس بنبرة أقوى من سابقتها
– يا مجنون سيبه .. هتموته علي ايدك
رمى جسد المرحوم عليه مستقبلا، واستقام ينفض كفيه وكأنه تذكر ان لمس جسد الرجل لوث يديه، ليقترب نحو الاخرى الواقفة بصلابة أنثى و عينيها الدباحتين متسعتان بفضول وترقب ليزمجر في وجهها بفورة غضب ما زالت تدق فى أذنيه
– وشوو بدك ياني اعمل مثلا اقعد صفقلك يعنييي اااااه
احتقنت أوداجها سخطًا وهى تهسهس بغضب
– وانت مالك يا همجي انت، دي حاجة ما بينى وما بينه
رفع حاجبه بريبة ليقترب منها مانعًا إياها استنشاق أى هواء نقى فى حضرته، اختلج قلبها وهى تشعر بذبذبات جسده المشحونة بطاقة سلبية سائلا اياها بصوت جامد
– كنت رح تخلييه يلمسك
عضت باطن خدها ممتنعة عن الرد فى الوقت الحالى، هى حتمًا غير موقنة لأى رد فعله سيبهرها به
الأحمق بالله كيف من ليلة وضحاها يتدخل فى أدق تفاصيلها مع خطيبها
ماذا يظن نفسه، كونه الأبن الأكبر لخالتها يحق له التصرف كأبيها أو كشقيقها المزعج!!
تبًـا له ان ظنت انها ستسمح له ليتدخل فى قراراتها، انفجر يصرخ فى وجهها بنفاذ صبر يختبره فى حضرتها
– ردى عليييي كنت رح تخليه يلمسك لهالكلب
ان كان يظن أنه الوحيد الذى يستطيع أن يصرخ فى وجهها، فهو مخطئ تمامًا
صرخت بحدة مستعيدة لسانها السليط
– هو اي اللي مش من حقه، ده جسمي انا وانا اللي سيدة قراري ان شاء الله قررت انام معاه انت مالك
اتسعت عيناها جحوظًا جراء ما تفوه به عقلها الغبى، لم تحاول النظر فى عينى الآخر إذ وجدت ذراعيه اللتين عملتا ككماشتين يدفعها للارتطام بصدره هسهس بغضب
-اوعا يا بيسان، لا تخليني اتنرفز اكتر من هيك الفيوزات يلي بعقلي رح يطقو ..تكة واحدة وصدقيني مارح تلومي غير حااالك فهماااانة
صاح آخر جملته وهو يهز جسدها حرفيًا، كانت تلك القشة الأخيرة قبل أن تعود لسلاطة لسانها تدفع جسده عنها صائحة بحدة والآخر ملقى الجسد غائب الوعي
– انت مالك متعصب كدا كأنك غيران عليا
الجملة الجمت وحوش عقله الهاجعة، لينظر الى ذلك البهاء المتوحش حين غضبها، الأحمق الآخر لا يعلم أن تلك المرأة جمالها يكمن فى غضبها وليس فى خضوعها!!
زم شفتيه بحدة وهو يندفع قائلاً بحمية رجولية تدفعه لحمايتها
– يا بنت انت عرضي، لا تتغابي عليي ولك
زفرت بحنق متجاهلة اياه، ورغم تبارى انفاسهما، إلا أن هذا لم يمنعه من التحديق الكامل للنظر إليها
كانت أجمل بكثير منذ رحيل والبقاء بجوار صديقه
لا يعلم أنه تركها بين يدين رجل خسيس لا يهمه سوى إشباع غريزته المقيتة، عادت الوحوش تنهض ليسألها بجدية
– قوليلي هالكلب لمسك او باااسك او حضنك قليلي احسن ما انفجر فيك خلصيييني
لا تصدق جرأة الرجل امامها ليسألها عن شئ خاص كهذا، احتقنت وجنتيها غضبًا لتهدر بحدة
– غسان مصطفي خطيبي وفي حكم جوزي مقدرش اقولك انا وهو بنعمل ايه..ده مش من حقك.. انت ترضي دلوقتي لما تتخطب اقولك انت وخطيبتك بتعملوا إيه وبتتكلموا في ايه
بطرف عينيه وجد الآخر يستقيم من مجلسه يهم بأخذ ثأره، ولملمة كرامته المبعثرة
بالكاد يهم للانقضاض عليه، إلا أن هذا لم يقابل من الآخر سوى بضربة قاضية فى منتصف الجبهة تمامًا جعله يسمع صوت نزار الهادر من خلفه
– يا مجنون اهدى حاج متل التور عضلات عالفاضي
رأى شقيقه يقترب منه مبعدًا إياه عن الآخر، وترك بيسان تهتم بخطيبها ليحكم جسد غسان الغاضب صارخًا فى وجهه
– انت صار لعقلك شييي كيف بتضرب خطيب بنت خالتك
دفع جسد شقيقه واضعًا كلتا كفيه على صدره صائحًا بغضب
– لك حل عني ياااا هالحقير كان بدو يبوسها
لمعت عينا نزار غضبًا، ودفعته الحمية للفتك بالذى تعرض لعرضه، ليكيل باللكم هو الآخر على الذى بالكاد لا يرى ليهسهس بغضب وقد وجد حلاً لمتنفس غضبه
– الحقيير، كيف بيتجرا
نظرت بيسان بعجز تجاه خطيبها رغم محاولاتها المستميتة للتحدث مع نزار إلا أن ذراعىّ غسان منعتها نهائيا عن الاقتراب منه، سحبها بعيدًا عن أعين الجميع كى تقع تحت حمايته و انظاره
شعر باهتزاز جسدها وصوت نحيبها، ليرفع رأسها لتقابله مقلتيها الدامعتين
رغم قوة شكيمتها لعدم الانهيار، سامحة فقط دمعتين للهبوط
الا كان لهذا أثر مزلزل لقلبه، لا يعرف كهنة هذا الشعور!! .. لكن ما يرغبه هو عدم السماح ذرف تلك الدموع الغالية لأجل حقير مثله.
عض على نواجذه يكبح إخراج سبة حقيرة من شفتيه ليغمغم لها قائلا بصوت أجش
– يالله ياالله لك لييي عم تبكي هلا فهميني
عضت بيسان على باطن خدها، وجسدها الأنثوى يستشعر ذلك الجسد الرجولى بالقرب منها، قرب تشعر بالأمان بجواره، رغم كونه أكثر شخص تبغضه فى الحياة بأكملها، لكن قربه تستأنسه، وتستطيع أن تعلم أنه لن يتعدى أى خطوك حمراء أو بالتحفز حينما يقترب خطيبها منه بغية طلب جرئ !!
همست بعذاب وهى تنظر الى عينيه المشتعلتين بالغضب، إلا أن داخل عمقهما اهتمام وقلق
– انت ليه مُصر تتدخل في حياتي يا غسان، انا كنت مرتاحة من عدم وجودك فى حياتي
أصابت كلماتها فى مقتل، لتشعر اختلاجة عضلة فكه وأظلمت ملامحه لتشعر بوجع أليم بين عضديها أثر انغراس أصابعه فيهما ليسألها بجنون
– بهمك يعني امره لهالحقييير
همت بوضع يدها على صدره الا ان حالة الجنون تلبسته كليًا حينما همست بيأس
– انت بتحرمني ليه من الشخص اللي عايزني
ربااااااه
المرأة تدفعه لارتكاب جناية حقيقة لذلك المصطفى، بالله كيف يستطيع أن يأمنه عليها وهو الحقير يتمنى فعل شيء دنيء معها!!! ألم تلاحظ كل تلك العلامات الحمراء لفسخ خطبتها؟!!
دفعها بعنف ليرتطم جسدها بحائط صلب جعلها تأن بتوجع حقيقى، اللعنة ألا يلاحظ أنها امرأة وعظامها اللينة لن تتحمل أى خشونة كما يفعله معها، وضعت يدها تمسد ظهرها بتوجع لتراه يتقدم منه بغضب
وهى تشعر أن جسده ازداد ثلاثة اضعاف من حجمه، رفعت عينيها ناظرة الى الجنون المتلألأ في حدقتيه
ازدردت ريقها بتوتر لتراه يمسك ذقنها بخشونة صارخًا فى وجهها
– انت مجنونة هبلة غبييية لك شايفة هالكلب كيف بيطلع عليك نظرته بتقرف يابيسان افهمي بقا هالواطي مو شايفك غير مجرد جسم بدو يتباهى فيه قدام الناس ……لك تخيلي لو انو يعد الزواج زاد وزنك لك رح يزتك ويدور عوحدة جسمها عاجبه
جسده يستشعر نعومة جسدها اسفل منه، تلك الرقة والنعومة شعر بها أثر عينيها الجريحتين والمتألمتين لكلامه، يعلم أنه اوجعها .. وهى تستحق رجلا أفضل ممن معها .. تحتاج لرجل بصدق يتقبلها بكافة عيوبها وكافة تقلباتها وجنونها قبل النظر الى جسدها وملامح وجهها..
تراجعت جيوشه واوقف الحرب حينما رأى انزلاق دمعات حارة، لم تكن اثنتين كالسابق، بل انفجار دمعى حار جعله يجفل كونها اظهرت ضعفًا امامه
غمغم اسمها بحدة محاولا استعادة تلك اللبؤة الشرسة بدلا من تلك الضعيفة التي تستفز جانب داخلى لمواستها، بل وازالة تلك الدموع من عينيها
– بيسان
وكان ندائه لوحده جعلها تزيد من بكائها ليقترب منها مستشعرًا أن يزيل جميع حدوده معها
مقتربًا من نهل أنثوى عذب، وهو بالنهاية رجل ظمآن … رأى استكانة جسدها مع قربه المحظور، ليضع يديه على خديها قائلا بصوت دافئ
– لا تبكي مشانه ما بيستاهلو هاللوليات تنزليهن لأي مخلوق يخلق
عينيها رفعتا تلقائيا للنظر الى تلك العاطفة، لتنهار دمعة ازالها هو بتلهف شديد بابهامه، صاحت بصوت مختنق من البكاء
– مش عشانه .. انا بعيط عشان نفسى … انا صعب الاقى حد يحبني انا، وانت مُصر تخليني شخصية شريرة فى روايتك، بس صدقني انا مش كدا
انامله رغمًا عنها تداعب وجنتيها ليرى تورد وجنتيها الذى طفق ظاهرا على جلدها ليهمس لها بنبرة أجشة
– بعرف
وهى كانت بعيدة كل البعد عن المشاعر الهائجة كبحر هائج، لتهز رأسها قائلة بحدة
– لأ انت متعرفش، متستعبطش يا غسان
ابتسم من بين ما يداعب به عقله اللعين، ليبعد انامله مرغمًا عن وجنتيها لكن ظل محتجزًا اياها بجسده ليلقى نظرة سريعة نحو اناملها الرقيقتين لكن شئ لا مع على بنصرها جعلت شياطينه تستيقظ ليزمجر بحدة
– زتيله المحبس بخلقته لهالكلب
ألقت بيسان نظرة نحو خاتمها لترفع عينيها نحوه، لتعض باطن خدها هامسة
– غسان .. مش معقول من اقل خناقة ارميله الدبلة، الفرح قرب
ضرب بقبضة يده الحائط بجوار رأسها، جعل جسدها يرتعد رعبًا لينفجر فى وجهها بنبرة آمرة
– لا تتزوجيه لهالوسخ اذا بدك حدا يحبك افسخي الخطبة هلا
فغرت شفتيها وهى تحدق به كالبلهاء، ولسانها فقد قدرته على الحركة، لتشعر بنظرته تتبدل لشئ أقرب من المشاعر المهتمة الذى شعرت بها لتهمس باعتراض واهن
– بس
نظر الى خاتم خطبتها، وبدون وعى أنه ازاى خاتم خطبتها ليضعه فى جيب بنطاله وهى فارغة الفم، جاحظة العينين، متيبسة الجسد ليقول بنبرة متسلطة
– بترجعي عالبيت وبتقولي لخالتو انك بدي تفسخي الخطبة فهمتي
لم تجد بدًا سوى انها تهز رأسها موافقة بإذعان، ليبتسم بتألق وهو يفك أسر جسدها عنه، ابتعد غسان مرغمًا وهو لا يصدق أن سرمد عبث بعقله
تبًا .. لقد أصبح مثله تمامًا وهو من سخر منه أنها كانت مرتبطة بشخص آخر لكن عجبًا لحاله الآن!!
شعرت بيسان بالبرد ينخر عظامها حينما رحل دفئ جسده عنها، لفها فى غمامة لم يكن بها سواهما، لقد تلاعب بعقلها
عينيها وقعت على بنصرها الخالى من خاتم خطبتها، لتهمس بسخط
– هو انا وافقت على كلام المجنون ده ازاي!!
*******
ترجلت فرح من سيارة أجرة، نظرت بعينين فضولتين نحو بوابة المقهى الذى طالبها به ناجى .. ربما هى ليست تعلم ما سبب اتصاله فى الصباح، لكن فضولها دفعها بالمقابل
فبالنهاية الرجل يحتاج إلى اعتذار صادق لما سببته من مشاكل وحرج فى مقر عمله !!!
مسدت فستانها الصيفى الأصفر معيدة خصلات شعرها الطليقة خلف اذنها لتدلف تجاه البوابة ..

ترجلت فرح من سيارة أجرة، نظرت بعينين فضولتين نحو بوابة المقهى الذى طالبها به ناجى .. ربما هى ليست تعلم ما سبب اتصاله فى الصباح، لكن فضولها دفعها بالمقابل
فبالنهاية الرجل يحتاج إلى اعتذار صادق لما سببته من مشاكل وحرج فى مقر عمله !!!
مسدت فستانها الصيفى الأصفر معيدة خصلات شعرها الطليقة خلف اذنها لتدلف تجاه البوابة ..
عينيها ظلت تبحثان عليه لتنتبه الى نداء اسمها
-فرح
استدارت برأسها لتجد ناجى يستقيم من مجلسه متقدمًا نحوها مصافحًا يدها قائلاً
-بقالى فترة متواصلتش معاكي، رغم انك بقيتي دلوقتي اشهر من نار على علم
قبلت يده الممتدة، ليغمغم بابتسامة واسعة
– جيت اباركلك بمناسبة نزول كتابك، وكنت حريص اني اقتنيه
لمعت عيناها لذكر كتابها الذى تعتبره كأبنها حرفيًا، همست بلطف
– هنتظر رأيك اكيد بعد ما تخلصه
دعاها للجلوس على المقعد لتقبل دعوته وهى تضع حقيبتها جانبًا لتلتف إليه محدثًا نحو كتابها بشغف
– ده اكيد، وصدقيني بدأت فيه، وعايز اقولك اني انبهرت
لمعت مقلتيها بسعادة، لتتورد وجنتيها أثر إطرائه لتسمعه يغمغم بشغف
– بترسمي وبتكتبي خواطر وقصص، ده غير اني كنت حريص اتابع فيديوهاتك اللى بتنزليها على السوشال ميديا.. صدقيني بقيتي حاليا أهم شخص صاحب تأثير إيجابي للناس
زادت وجنتيها حمرة أشبه بـ فراولة طازجة تشتهى قطافها لتهمس بخجل
– انا .. انا حقيقى مكنتش متصورة اللي بتقوله ده، بس شكرا يا ناجى
قطع حديثه قدوم النادل مناولا طلباتهم، وما إن غادر حتى قرأ فى عينيها سبب مكالمته، ابتسم قائلاً
– طبعا مستغربة وتقولي ليه اتصل بيا وطلب يقابلني .. بس هقول ايه ؟! اول مرة افتكر لما شوفتك فى فرح كنت معلقة فى بالى
رفرفت بأهدابها عدة مرات محاولة لصق ابتسامة هادئة، متنحية عن أى تفكير آخر يطرأ عقلها وقد ألهمها الصبر كى تستمع باقى حديثه
– وطبعا غير لما جيتي اشتغلتي فترة معايا
ابتلعت غصة في حلقها لتهمس بخجل من أفعال طليقها المتهورة
– انا اسفه لو سببتلك أي أذى فى شغلك
هز ناجى رأسه بلا مبالاة قبل أن يغمغم مشاكسًا
– صدقيني صعب جدا اقابل نوعية طليقك دى كل يوم
هزت فرح رأسها يائسة، وابتسامة حرجة تزين شفتيها ليصدمها بحديثه
– سعيد بجد انك اطلقتي منه، بجد سعيد انك حققتي طلب كنت اتمنى تنفذيه
تغضنت جبينها وغادرت أى ابتسامة من شفتيها لتغمغم بحزم
– ناجى
لمعت عيناه ولم تكن غبية لرسالته الواضحة، اجابها بهمس متكاسل
– نعم
حدجته بنظرة صارمة لتقول بحدة
– عايز توصل ايه بكلامك

سألها بصراحة
– للدرجة دي كلامي موضحش انا عايز اوصل لإيه
شبه ابتسامة ساخرة زينت شفتيها وهى تجيبه
– للاسف مفهمتش
اسند ذراعيه على طرفى الطاولة مقتربًا منها قائلاً بصراحة
– عايز اتعرف عليكي عن قرب اكتر
رفعت حاجبًا مستهجنا متسائلة بعدم اكتراث
– والسبب ؟
تلك المرة لمعت عيناه بتسلية قائلا بنبرة ذات مغزى
– متصعبيهاش يا فرح
لكنها كانت أعند من أن تستجيب لعبث حديثه
– السبب يا ناجى
رضخ تلك المرة قائلا بصدق تغلغل صوته
– مش عارف انساكي، انتي صعب انك تتنسي يا فرح
فغرت فرح شفتيها وهى تهز رأسها نافية، قابلها إصرار من طرفه لتهمس بأسف
– مش هينفع انا اسفه
تجعد جبينه متسائلاً ببعض الحدة
– لسه بتحبيه مش كدا؟!
اغمضت فرح جفنيها بيأس، ذلك الحقير دائما ينغص عيشتها وحياتها بأكملها
حتى حينما حاولت أن تقتصر علاقتها بعائلته كى لا يكون بينها وبينه أى احتكاك مباشر وفضلت قضاء أطول فترة مع غالية وتوأمها، لكن ذلك اللعين استطاع أن يحشر نفسه بينهما
لما فى كل يجب أن يذكر اسمه سواء بطريقة مباشرة أم عكسه
ألن تتخلص منه حتى بعد ابتعادها عنه!!!
زفرت حانقة قائلة بجفاء
– لو بحبه صدقني مكنتش طلبت الطلاق
هز ناجى رأسه قائلاً بنبرة ساخرة
– مش شرط، فيه اوقات ستات بتطلب الطلاق وبتتطلق عشان تعرف ترجع جوزها لمساره الصح، انتى بقى من النوعية دى
وضع النادل طلبهما، لتشكره فرح بإبتسامة مقتضبة قبل ان ترفع عينيها تحرق ذلك الجالس أمامها لتبتسم ببرود قائلة بنبرة فاترة من أى مشاعر
– قررت تحلل شخصيتى يا ناجى
مال شفتيه قائلاً بصراحة
– مجرد تخمين مش اكتر
تمتمت من بين انفاسها عن غبائها، تمتمت ببرود
– متفتكرش طريقة استفزازك ليا هستجيب ليها واتكلم معاك ببساطة
سألها بوقاحة جعلتها تتسع بؤبؤي عينيها لتدخله السافر لحياتها
– ناوية تكملى باقى حياتك لوحدك
ألجم غضبها وهو يقول بنبرة جادة استشعرتها منه لأول مرة منذ جلوسها معه
– فرح الشهرة والمجد ده كله لفترة مؤقتة، مع العمر هتبقى مجرد ذكرى جميلة منسية
همت بالرد عليه، الا انه قاطعها قائلاً
– وانا مش عايزك تحسى بده ابدا، عايزك تحسي ان فيه شخص معاكي وهيفضل دايما جنبك
تمتمت بصراحة فقد جاء اليها فى وقت حرج
– ناجى، صدقني انا عمرى ما فكرت حاليا بالارتباط أو حتى صداقة مع راجل
نظرت الى عينيه المبهمتين ليسألها بصوت جاف
– خايفة منه
تلك المرة أخرجت تأفف حانق لتهمس بحنق
– مش معقول كل دقيقتين تجيب سيرته
مال ناجي بجسده نحوها ليهمس لها بحنق متذكرًا كيف كان حالها سابقًا
– يا فرح للاسف انتى كنتى خاضعة ليه بطريقة موجعة .. انتى مكنتيش شايفة قيمة نفسك وهو كان بيطمس شخصيتك سواء بقصد منه أو بدون قصد
لم تظهر أى انفعال جلىّ على ملامحها قائلة بسخرية
– وانت بقى الملاك اللى بجناحات اللى عايز ينتشلني من اللى انا فيه
صاح بحدة تجاه نبرتها الساخرة
– لأ .. انا عايزك تعرفى شعور يعني ايه راجل يحبك بجد، يحترم ذاتك ويقدرها
همت فرح بالرد عليه إلا أن هناك ظل أسود غيم عليهما، انفرجت شفتيها بسبة خافتة .. ليس وقت ظهور هذا الرجل الآن وهذا الوقت
تبًا له
أغمضت جفنيها وهي تسمع نبرة صوته الأجشة من الغضب
– يا حنين وايه كمان اشجيني
رفعت عينيها لتقابل ذلك البخار المتصاعد من أذنيه، وعينيه لوحدها بمثابة بركان على وشك قذف حممه، هسهست بحدة
– انت بتعمل ايه هنا
وضع نضال يديه فى جيب بنطاله قائلاً بسخرية لاذعة
– بشوف البيه اللى عايز يحب فى طليقتي، تحبوا اجبلكم اتنين لمون واعتبرونى شجرة الغرام

يتبع

لقراءةالفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية أترصد عشقك)

اترك رد

error: Content is protected !!