روايات

رواية صدفة الفصل الخامس 5 بقلم هدير محمد

رواية صدفة الفصل الخامس 5 بقلم هدير محمد

رواية صدفة البارت الخامس

رواية صدفة الجزء الخامس

صدفة
صدفة

رواية صدفة الحلقة الخامسة

” حبيبتي… متوهميش نفسك… انتي زي الفل…
‘ زي الفل ازاي و لحد الآن مفيش حمل… بعدين انت بتتكلم بأريحية كده ليه ؟
” مش عايزك توهمي نفسك بحاجة مش موجودة…
‘ اوهم نفسي اممم… إلهان… حصل ما بينا علاقة ولا لا ؟ انت بتلمـ,ـسني ولا لا ؟
” احنا زوجين يا رنا… ليه بتسألي الاسئلة دي ؟
‘ حساك بتكذب عليا…
” و هكذب ليه ؟
‘ عايزني اصدقك ؟
” ياريت…
‘ إلمـ,ـسني دلوقتي…
” مبتجيش بالطريقة دي…
‘ لا بتيجي…
قالتها ثم أصلقت شفتاها ب شفاهه… ايقظت رغباته تجاهها التي أطال في كبتها… لم يقدر إلهان على مقاومتها اكثر من ذلك… ضمها إليه و قام بنزع ملابسها قَبلها بعنف و قام بوضع علامة إمتلاكه عليها…
‘ قلبي…
فاق إلهان على تلك الكلمة… نظر إليها وجدها تتنفس بصعوبة و تحاول إلتقاط أنفاسها…
” رنا…
اغمضت عيناها و فقدت الوعي… قام إلهان بتحريكها
” قومي… يا رنا…
لم يجد اي رد فعل… شعر بالذعر… ماذا فعل بها !!
في المستشفى….
كان إلهان يمشي ذهابًا و إيابًا و قلبه يتآكل من الخوف بسبب بما فعله بها… بالرغم من معرفته لضعفها… استسلم لرغبته بها… تلك المرة لم يحميها من نفسه و الآن هي بداخل الطوارئ بسببه… ظل يدعو كثيرا ان تخرج بخير…
فُتح الباب و خرجت الطبيب… ركض إليه و قال
” فين رنا ؟ بخير صح ؟
* للأسف… دخلت في غيبوبة…
” انت بتقول ايه !!
* اللي حضرتك سمعته… قلبها ضخ نبضات غير طبيعية أدت لدخولها في غيبوبة
احس إلهان ان البرق صعق رأسه… ظل ينظر يمينًا و يسارًا و يتنفس بغضب لدرجة ان نفسه مسموع… جمع قبضته بغضب و عيناه احمرت و قال
” يعني مش هتقوم تاني ؟
* دي حاجة انا مقدرش اقررها… ادعيلها متطولش في الغيبوبة…
ربت على كتفه و ذهب… وقف إلهان متجدمًا مكانه يحاول ان يستوعب ما قيل له الآن… جلس على الأرض و ارخى ظهره على الحائط… نظر للسقف و نزلت دموعه… كيف فعل بها هذا ؟
” خسرتك بإيدي…
قالها بنبرة ضعيفة… ف ضميره يأكله من الداخل… ظل يحميها من نفسه لشهور طويلة… في لحظة ضعف منه اتجاهها دمرها… لماذا يا إلهان… لماذا لم تحميها من نفسك كما اعتدت مثل كل مرة… كيف لم تتمكن من إحكام نفسك… خسرت حبيبتك بسبب فعلتك هذه… هي الآن في ثُبات عميق و طويل… كل هذا بسببك أنت !!
تم نقل رنا الى الغرفة التي ستقيم بها في تلك الفترة… دخل إلهان الغرفة و يمشي بخطوات ثقيلة كأنه يمشي على الجمر… رنا التي دائما يقول عنها ان لديها فرط حركة بسبب نشاطها الزائد… الآن نائمة على ذلك السرير ڪ الجثة… جسدها هنا… لكن أين روحها ؟!
جلس على الكرسي الذي بجانب سريرها… نظر إليها و يتمنى ان تفتح عيونها السوداء اللامعة و تنظر إليه مثلما اعتاد منها على ذلك… لكن لا… لم يحصل ذلك…
مسح موعه و امسك يدها… قَبلها و قال
” أرجوكي قومي… انا آسف… ده غباء مني و تهور… بس انا حبيتك… مقدرتش اتلغب على رغبتي فيكي المرة دي… آسف… قومي و اوعدك اني مش هقرب منك عمري كله… بس قومي… افتحي عيونك… نومك على السرير ده و هنا بيقـ,ـتلني !!
تاني يوم…. عاد إلهان لبيته… لكن هذه المرة بمفرده… دخل لغرفته… نظر للسرير و تذكر ليلة أمس… تذكر نفسه عندما انقض عليها ڪ الوحش الجائع بالرغم من معرفته ما بها… هي قالت لك هذا الكلام لانها لا تدري الذي سيصيبها لو اقتربت منك… لكن ماذا عنك انت يا إلهان ؟ انت تعرف كل شئ… لماذا جئت في لحظة ضعيت كل شئ… لماذا تسببت لها في هذا الأذى… انت أناني و أردتها لتشبع حاجتك بها… رميت بها الى الموت و انت كنت تدري جيدا عواقب ذلك…
جلس على الأرض و اسند ظهره على الكيمود… مسح دموعه التي لا تتوقف عن النزول من القهر… نظر لكل ركن بالغرفة… تذكر ذكرياته اللطيفة معها
F
” فاتحة ليه الدولاب كده ؟ ( نظر للفوضى التي حولها ) هو الصيف جه و انتي بتشيلي الشتوي ولا ايه مش فاهم ؟
‘ ششش اسكت… خليني اركز…
وقف ربع يديه و ينظر لها… و بعد صمت صرخت قائلة
‘ بس لقيتها اخيرا !!
” لقيتي ايه ؟
وجهت الصورة في وجهه و قالت
‘ مين البنت دي ؟
” فين ؟
‘ اهي اللي من وراء دي…
نظر للصورة جيدا… هذه صورته و هو في عطلة في السويد بداخل احد الكافيهات… أثناء إلتقاط تلك الصورة هناك بنت كانت في الطاولة التي خلفه ف جاءت بالخطأ بتلك الصورة
‘ حبيبتك دي صح ؟
” ولا اعرفها اصلا… جات في الصورة بالغلط…
‘ والله ؟! عبيطة انا عشان اصدق الكلام ده… ليو انا كبيرة و فاهمة كل حاجة…
” انتي ليه عايزة تطلعيني بتاع بنات و خلاص…
‘ عايز تفهمني ان الصور دي كلها لوحدك او مع صحابك بدون وجود أنثى معاك ؟
” يعني لو لقيتي أنثى معايا في الصور هترتاحي ؟
‘ اه طبعا هترتاح… و هقتـ,ـلك انت و هي…
ضحك بشدة و قال
” انتي مش معقولة… بقا انتي قالبة الدولاب بالمنظر ده عشان تدوري لي على غلطة ؟ رنا… ارجوكي اتهدي…
‘ انا مش هتهد غير لما اعرف…
” تعرفي ايه بالضبط ؟
‘ اكيد حبيت قبل كده… متفهمنيش انك خلاص دخلت على 31 سنة و عمرك ما حبيت او ارتبطت قبل كده…
” كنت مرتبط بس فلكشت
‘ بس كده ؟
” اه بس كده… كل واحد راح ل حاله…
‘ اممم… لسه بتحبها ؟
” لا…
‘ ليه بقا ؟
” عشان خا*نتني… ف سيبتها…
‘ تصدق صعبت عليا… اتفووو عليها…
” يلا بقا اهدي و رتبي الدولاب زي ما كان…
كان سيذهب لكن وقف عندما احضنته مثل طفلة صغيرة…
‘ انا مش بخو*ن يا ليو… ف متقلقش… هحطك في عيوني…
ابتسم و بادلها العناق
” ازاي بتقدري تكوني كده ؟
‘ اكون كده ازاي مش فاهمة…
” تصرفاتك طفولية و بريئة… بتقدري تغيري مزاجي بسرعة…
‘ عشان انا ابقا رنا يا ليو… مفيش حد زيي…
” تواضعك ده احرجني…
‘ طب بذمتك… انا احلى و لا حبيبتك الوا*طية القديمة ؟
” مفيش مقارنة اصلا… متقارنيش نفسك بحد… انتي مختلفة و جميلة…
‘ بجد ؟ يعني روحي مش وحشة ؟
” ملاحظ انك علقتي على الكلمة دي اول ما قولتهالك… مش قصدي اقول كده عليكي…
‘ في حد تاني قالهالي… ف ساعات بحس ان ده صح…
” غلط… مفيش اجمل منك ولا من روحك السكر دي…
‘ بجد ؟
طبع قُبلة لطيفة على شفتاها و اومأ لها… ابتسمت بسعادة و عانقته مجددا
B
ابتسم وسط دموعه و نظر لمعصم يده و الى الإسوار الذي عليه…
F
‘ ليووو… بُص جبتلك ايه…
نظر إليها وجدها تمسك أسوار أسود عليه اسمها محفور بطريقة جميلة…
‘ هات ايدك ألبسهولك…
اعطاها يده و ألبسته لها… نظر إلهان إليه و ابتسم… ف أعجبه كثيرا…
‘ بُص على ايدي كده…
نظر ليدها وجدها ترتدي نفس الإسوار و المختلف فيه فقط الاسم… ف إسوارها يحمل اسمه…
‘ ماتشيجن خطير… اختارت اللون الأسود عشان يليق على اي حاجة تلبسها… اما بالنسبة للأسماء… ف إسوارك عليه اسمي عشان اي بنت كده تفكر تشقطك تعرف انك بتاعي و بس… و أنا إسواري عليه اسمك عشان اي ذكر يبصلي يعرف اني بحب واحد اسمه ليو…
” جبتيهم ازاي ؟ اسمي مش منتشر في كندا كتير…
‘ خليت الحداد يعمل أسمائنا كده… دي فضة أصلية على فكرة…
” يا بنت اللعيبة… و عرفتي الحداد من فين ؟
‘ لقيته و انا في السوق مع نيڤين… اصل امبارح سيبت المحاضرة و طلعت معاها و…
صمتت رنا حين استوعبت انها وقعت بلسانها أمامه… نظر لها إلهان بحده و اقترب منها و هي ظلت ترجع للوراء حتى وصلت للحائط و حاوطها و منعها من الهروب
” بتزوغي من المحاضرات من ورايا ؟
‘ اسمع يا ليو بقية القصة… امبارح كان عيد الام ف روحت مع نيڤين عشان تشتري هدية لوالدتها…
” بس امبارح كان 15 في الشهر…
‘ لا ما عيد الام في كندا معاده غير في مصر…
” هتعرفي اكتر مني يعني ؟
‘ طب خلاص مش هتتكرر تاني…
” بطلي لَف… عايزة تلفي قوليلي…
‘ ما حضرتك بتكون مشغول… الإهتمام مش بيطلب على فكرة…
” لا بيطلب… اطلبيه و انا هدلعك ( قَبَل وجنتها ) شكرا على الإسوار…
‘ اوعي تشيله من ايدك…
” مش هشيله… متقلقيش…
ابتسمت له بسعادة و عانقت يده
” طب و ايدي الشمال وحشة ؟ مش بتحضنيها ليه زي ما بتحضني ايدي اليمين و على طول لازقة فيها…
‘ لما تشيل الوشم منها ابقا احضنها…
” مش هشيله…
‘ خلاص… هفضل اتعامل معاها ڪ انها مش موجودة…
” يا باردة…
‘ نينينيني…
B
ضحك و مسح عيناه… وقعت عينيه على الريموت و تذكر شيئًا ما
F
‘ هتجيب الريموت ولا لا ؟
” قولتلك ها*تي بو*سة و هدهولك… انتي اللي موافقة
‘ و مش هوافق… يا إلهان بطل برود المسلسل هيبدأ و انا مستنية الحلقة دي على نار…
” ليه هيحصل ايه في الحلقة دي ؟
‘ مسكوا المجرم و النهاردة اعلان الحكم النهائي… بس في قفلة الحلقة اللي فاتت… المجرم لقي دليل هيخرجه براءة و انا هموت اعرف هو لقي ايه… بقولك ايه متاخدنيش في الكلام و الحلقة تفوتني… هات الريموت !!
” دي بو*سة بس… مش حاجة صعبة يعني…
‘ يا إلهان ده انت غتت !!
ركضت ورائه ف ركض بالجهة المقابلة للسرير
‘ انت فرهدتني معاك !!
” اخلصي عشان تلحقي مسلسلك…
‘ اوووف… ده انت عيل بارد…
” عيل ؟! ده انا اخلفك مرتين يا قصيرة انتي…
‘ هتديني الريموت ولا لا ؟
” لا… لو عيزاه تعالي بو*سيني…
‘ في دا*هية… مش عيزاه…
فتحت التلفاز ف وجدت القناة التي عليها مسلسلها أمامها… شهقت بسعادة و قالت
‘ ولا الحوجة ليك… لقيت القناة اللي عيزاها في وشي…
” اوكي…
مسك الريموت و ضغط احدى الازرار و قلب الى قناة اخرى… نظرت له بغضب ثم رمت عليه الشبشب
‘ تصدق انك نطع !!
نهضت انقضت عليه… كانت ستضر*به لكنه امسك يدها و يضحك
‘ انت واحد بارد و غتت… مش فالح غير في مضايقتي…
” اهدي يا قمر مش كده…
‘ اقولك ايه متكلمنيش… ابعد عني حفاظًا على حياتك…
” ده القطة طلع ليها ضوافر و بتخربش كمان…
‘ تحب اوريك ؟
” وريني…
اقتربت منه و وقفت على قدمه… شدته من ياقة ملابسه و قبلته… تفاجئ إلهان كله سعد كثيرا و وضع يده خلف ظهرها و ضمها إليه و ظل يُقبلها بشغف كأنها اول مرة تُقبله… و هذا ما يعجبه… انه لا يمَل أبداً… ابتعدت بخجل أما هو ابتسم و قال
” ياريت تخربشيني زي كده على طول…
‘ نينينيني… وريني الريموت كده…
اخذته من يده و شغلت مسلسلها… جلست على السرير تأكل الفيشار و تشاهد بتركيز… استلقى إلهان على السرير و وضع رأسه على رجلها… و ظل ينظر لها و يتأملها بدون ملل
‘ شوف نرمين بت الجز*مة !!
” عملت ايه ؟
‘ هقولك بعدين… كُل فيشار…
وضعت اربع حبات فيشار في فمه… اكلهم إلهان و نظر لها و ابتسامته مازالت موجودة… اعتدل و شدها لحضنه
‘ إلهااان… سيبني اكمل الحلقة…
” كمليها…
‘ و انت حاضني كده ؟
” عندك مانع ؟
‘ لا… خليني في حضنك الجو برد… كُل فيشار
وضعت اربع حبات اخرى من الفيشار في فمه… اكلهم ثم قَبَل رأسها بلطف…
B
ضحك رغمًا عنه و مسح دموعه
نهض بصعوبة و ذهب غسل و وجهه و اكل ساندويتش صغير ليكي يستطيع إكمال اليوم… كان يشعر بغصة في حلقه… بيته كئيب و مظلم و بلا روح بدونها…
في المستشفى……
– اهي الأوضة دي…
* تمام شكرا…
دخل رحيم الغرفة و وجدها نائمة على السرير… اتصدم… هذا يعني انه ما سمعه صحيحًا… حبيبته دخلت في غيبوبة !!
اقترب منها و نظر لها بحزن… كيف حدث هذا…
وضع يده على رأسها بتردد و برفق ملس عليه و قال بنبرة ضعيفة
* انا سيبتك عشان اليوم ده ميجيش… سيبتك عشان مشوفكيش هنا… اتخليت عنك في حين ان انا محتاجك معايا اوي… دوست على نفسي و على مشاعري و سيبك عشان تبقي بخير… انا ميت من اليوم اللي سيبتك فيه… متتصوريش اد ايه انا بحبك… ليكي حق تكرهيني… بس مكنش قدامي غير كده… انا سبب كل ده و سبب الحادث ده من الأول… لولا الحادث ده كان زمانك معايا و عايشين سوا… بس مقدرتش اكمل معاكي و انا شايفك بتتعبي بسببي… انا دوست على قلبي بالجز*مة و سيبتك عشان ميحصلش ده اللي كنت خايف منه… الظاهر كنت غلط… كان مفروض معاكي و ليكي و احميكي من اي أذى… بس صدقيني… مقدرتش ارفع عيني في عينك من اول حصل ده كله… أنا آسف… ارجوكي سامحيني…
سقطت دمعة من عيونه… مسحها بيده ثم امسك يدها
* وحشتيني… كان نفسي منوصلش لهنا… كان نفسي اتجوزك و تبقي معايا للابد… في يوم و ليلة كل حاجة اتقلبت… بعدت عنك و حُبك ليا اتحول ل كُره انا شوفته في عينك… اتجوزتي و بقيتي مع واحد غيري… متتصوريش اد ايه انا بتو*جع مجرد ما اتخيل انك معاه… قلبي بيوجعني اوي بس مش بإيدي اعمل حاجة… خصوصًا بعد شوفت حُبك له في عيونك و ابتسامتك… مجرد ما اشوفكم في الجامعة سوا… بتحكي معاه بكل راحة و حُب و هو يمسك ايدك بإمتلاك… بكون عايز ادفني تحت الأرض… انا اتعذبت كتير بسبب حُبي ليكي… والله بعدت عشان تكوني بخير… كنت خايف ان ده يحصل… عدت سنين و حصل اهو… وجهة نظري طلعت غلط… أنا آسف…
في تلك اللحظة دخل إلهان الغرفة… وجد رحيم مُمسك بيد زوجته و جالس بجانبها… غَلى الغضب داخله و اشتعلت نار الغيرة… ابتعد رحيم عن رنا و وقف…
* انا آسف… كنت بطمن عليها…
” بتطمن على مين يا ********
انقض إلهان عليه و لكَمُه على وجهه… ترنح رحيم للخلف و امسك فَك وجهه الذي آلمه من تلك اللكمة… امسكه إلهان من ياقة ملابسه و دفعه على الحائط و قال بغضب جحيمي
” ازاي جاتلك الجرأة تدخل على مراتي الأوضة و هي لوحدها و كمان تمسك ايدها و تبقى قريب منها كده يا ***** و انا اقول ليه مكنتش بتحضر محاضرتك ولا بتطيق تشوف وشك… اتاريك كنت بتضايقها يا *****
جز رحيم على أسنانه بغضب و صمت من أجل رنا
” ما تنطق !! انت مين و عايز ايه من مراتي ؟؟؟
* دكتور إلهان… لو سمحت سيبني امشي…
” والله ؟ هو دخول الحمام زي خروجه ؟ ( صرخ فيه قائلا ) كنت بتعمل ايه هنا يا و*سخ ؟
دفعه رحيم بقوة و قال
* إياك تتعدى حدودك معايا… لولا رنا كنت همسح بيك بلاط المستشفى كله… بس انا مقدر انك جوزها ف بمحترمك عشانها مش اكتر…
” انت مين ؟ بتتكلم كده ليه كأنك تعرفها !
* عشان انا اعرفها فعلا… اعرفها قبلك بكتير !!
نظر له إلهان بتفاجئ و قال
” يعني ايه ؟ و انت تبقى مين ؟
* قبل ما تتجوزها ب 3 سنين… انا كنت خاطبها…
” انت اللي عملت معاها الحادث ؟
* ايوة… و بعد ما عرفت ان الحادث اتسببلها بمشاكل في القلب… سيبتها لان انا السبب… قولت اني اتسببت بأذيتها يبقى انا مستهلهاش و مش هعرف احميها… عارف معنى تشيل ذنب حبيبتك طول السنين دي كلها ؟ عارف لما تحس انك سبب كل اللي جرالها ده ؟ سيبتها و اتجوزتك انت… كنت عارف ان عندها شرخ بالقلب صح ؟
صمت ألهان قليلا ف صرخ رحيم فيه قائلا
* طالما سكت يبقى كنت عارف… عارف ان اقل ضغط هيضرها… مع ذلك عملت فيها كده و وصلتها لهنا يا غبي !! ده انا خوفت عليها من نفسي… تقوم انت توصلها للحالة دي !!
” ملكش دعوة بيها و هخرج بره…
* هخرج… بس اول ما تفتح عيونها… ابقا وريني لو خليتها على ذمتك دقيقة وحدة…
” بتتكلم بالثقة دي ليه ؟ على أساس انها هتبص في وشك ؟ فوق لنفسك و اعرف هي بتحب مين دلوقتي و متجوزة مين…
* هنشوف هي بتحب مين… الى اللقاء القريب يا دكتور…
قالها رحيم بإبتسامة مستفزة و خرج… غضب إلهان و جلس بجانب رنا… امسك يدها و قَبلها و مسد على شعرها برفق…
” مستحيل اسيبك… انتي ليا و هتفضلي ليا… محدش عيقدر ياخدك مني… لا هو ولا عشرة زيه…
مرت الأيام و الاسابيع… اضطر إلهان الرجوع للجامعة بسبب العقد الذي بينه و بين العميد… لكن هو لم يكن في مزاج للتدريس أساسا لكنه مضطر حتى لا يتعرض للمسائل القانونية… جميع الطلاب لاحظوا ملامحه العابسة… لم يعد يحكي معهم و يمزاحهم كما في السابق… و بمجرد ما ينتهي من محاضراته يعود للبيت… الطلاب أيضا لاحظوا اختفاء رنا… ف مَرَ شهرين منذ آخر مرة رأوها بالجامعة… نيڤين لاحظت اختفاءها ذلك و اتصلت عليا لكن هاتفها مغلق… و سألت دكتور إلهان و اخبرها انها دخلت في غيبوبة… ف ذهبت الى المستشفى لتراها… أما إلهان بمفرده في البيت… حزين… كئيب… و قلبه يتآكل على حبيبته بسبب ما فعله بها…
كان إلهان في بيته… يجلس على الانتريه و أمامه الكثير من قارورات الخَمـ,ـر… شعره هايشوذقنه طولت و وسطه فوضى عارمة في البيت… رفض وجود اصدقائه معه في تلك الأيام… ف غياب رنا عنه تلك المدة دمره خاصًة انه متأكد اذا تحكم في نفسه و رغبته بها… لم كان سيحدث كل ذلك… لجأ للشرب… ليهرب من واقعه قليلا و ليتركه ضميره الذي يفتته من كثرة التأنيب…
ترك القارورة التي انها و رماها بعيدا… كان سكيرا و الرؤية مشوشة أمامه… بصعوبة فتح قارورة أخرى… و شربها كلها دفعة واحد… زادت ضربات قلبه كثيرا… جسد لن يتحمل تلك الكمية…
رن جرس منزله… لم يفتح لكنه رن مرارًا و تكرارًا ف نهض بصعوبة و هو يترنح يمينًا و يسارًا حتى وصل للباب… فتح وجد چيسي أمامه بملابسها الضقية و القصيرة
* هاااي ليو…
دفع الباب ليغلقه في وجهها لكنه وضعته قدمها و منعته
* بقولك هاااي يا ليو… دي غلطتي اني جاية اطمن عليك…
” ابعدي عني يا چيسي مش ناقصك !! اخرجي و اقفلي باب وراكي…
عاد إلهان للجلوس في الصالون بين قارورته… وقفت چيسي لوهلة و عندما رأت الحالة التي هو عليها قالت في سرها
* مش هسيبك يا ليو… دي انسب لحظة تخليتي قريبة منك…
اغلقت الباب و ذهبت عنده وقفت أمامه و نظرت للحالة المزرية للصالون… ف هي تعرف جيدا ان إلهان يهتم كثيرا بالنظافة و لديه هوس النظافة… كيف يجلس الآن وسط تلك الفوضى… مسك القارورة ليشرب ما تبقى بها… امسكت چيسي يده و منعته
* كفاية شرب… ضغطك هينزل… هتقع من طولك
اخذت منه القارورة و وضعتها بعيدًا… ارخى إلهان رأسه للخلف و اغمض عينيه بتعب… لم يهتم بوجود چيسي… فهو يعتبر في حالة مُزرية… نظرت له چيسي و لعروق يديه البارزة و كذلك جبهته… تنهد إلهان بتعب و قال
” خسرتها…
* مين اللي خسرتها ؟
” مراتي… رنا… حبيبتي…
شاطت چيسي غضبًا عندما قال عليها لقب حبيبته… ف قبل ان تدخل رنا حياة إلهان… چيسي كانت هي منْ تحمل ذلك اللقب بالنسبة الى إلهان… لكنها خسرته برغبتها… ف ارتباطها به كان مجرد لتثبت لصديقاتها انها اوقعته في حبها لانه كان صعب الايقاع… ذلك خا*نته برغبتها و كسر*ت غروره… لكن الآن تشعر بالغيرة لان هناك فتاة في حياته و هي زوجته و ينعتها بحبيبته… هل هي أيضا احبته كما كان يحبها في الماضي لهذا السبب رجعت إليه ؟
قررت إيقاعه مجددا… ابتسمت بخُبث و اقتربت منه كثيرا… مالت على كتفه و مشت يدها على صدره بجرائة
* وحشتني…
نظرت لعيناه و اكملت
* وحشني قُربك مني… فاكر لما كنا سوا… فاكر لما كنت في حضني ؟ انا آسفة لاني سيبتك و روحت ل غيرك… مؤخرا اكتشفت اني بحبك… حاولت كتير اتواصل معاك بس انت رفضت تشوفني… في الآخر عرفت انك اتجوزت… مش قادرة اصدق انك بقيت لغيري…
وضعت يدها على ذقنه و نظرت لشفتاه و قالت
* عايزاك ترجعلي… ترجع بتاعي انا وبس…
كان إلهان في حالة اللاوعي… لا يستوعب ما تقوله ولا يسمعه حتى من تأثير الخَمـ,ـر… استلغت چيسي ذلك و اقتربت أكثر… جذبتها انفاسه الساخنة… قَبلته بين شفتيه…
تاني يوم…..
استيقظ إلهان وجد نفسه على السرير و عا*ري الصدر و يشعر بصداع رهيب… نهض و دخل الحمام… استحم و خرج… تفاجئ من الحالة الفوضية لمنزله و من كَم قارورات الخَمـ,ـر التي على الطاولة و بقايا السجائر… كيف كان يجلس بين تلك الفوضى المقر*فة… لبس في يديه الاثنتين قفاز أسود و كمامة… اخذ كيس أسود كبير و جمع كل القارورات و بقايا السجائر و غيره… وضعهم بداخل الكيس و ربطه جيدا و خرج ألقاه في صندوق القمامة و عاد غسيل يده جيدا ثم اتصل على الخادمة لتنظف المنزل…
في المستشفى…..
كان إلهان جالس بجانبها… يضمها لصدره و يُلَمِس على وجنتها برفق…
” كفاية يا رنا… والله حسيت بغلطتي و ندمت عليها… كفاية بُعدك عني طال اوي… فوقي بقا…
نزلت دمعة من عيناه… مسحها ثم قال
” اصحي… فتحي عيونك… فتحي عيونك و اوعدك اني هعملك كل حاجة انتي عيزاها… حتى… لو عايزة اشيل الوشم هشيله والله… بس اصحي !!
لم ترد عليه… فهي في عالم آخر… لا تشعر بوجوده… لم يجد جدوى من التحدث معها و هي لا ترد عليه ولا تسمعه حتى… بل هي ڪ الجثة… بدون روح… ليس عليها معالم الحياة… جهاز التنفس فقط هو من يقول انها على قيد الحياة… لكن نومها استغرق كثيرا…
نهض إلهان من جانبها… غطاها جيدًا و قَبَل رأسها برفق و ذهب…
خرج من المستشفى وجد رحيم يسند ظهره الشجرة التي بأمام المستشفى و ينظر له بحِده… تأفأف إلهان و ذهب له
” بتعمل ايه هنا ؟
* بشم هوا… عندك مانع ؟
” انت عبيط ؟ مفكر اني هخليك تشوفها ؟
* عارف انك منبه على الأمن ميدخلونيش عندها…
” طالما عارف… قاعد ليه قدام المستشفى ؟
* الصراحة جاي اشوفك و اشمت فيك… لما اشوفك بالحالة دي و انت ضايع من غيرها… بتصعب عليا اوي… إحساس الفقدان ده صعب… اتمنى تكون جربت اللي انا جربته…
” انا مش جبان زيك…
* بتمسي تضحيتي جُبن ؟
” اه جُبن… لما تكون سبب مشكلة في حياتها… بدل ما تطبطب تقوم تسيبها بجحة انك تحميها… ده اسمه جُبن من تضحية… مقدرتش تواججهها و تواجه نفسك بغلطتك و هربت تحت مُسمى الحب… اللي بيحب مش بيتخلى عن اللي بيحبه تحت اي ظرف…
* كلام جميل والله… بُص اعذرلك عشان انت مكنتش في نفس الموقف اللي انا فيه… بس عايز اخد رأيك في حاجة… ايه رأيك في راجل عارف ان مراته عندها ضعف و مع ذلك طنش و اغتصـ,ـبها و دخلت في غيبوبة بسببه ؟ هااا ايه رأيك ؟
جمع إلهان قبضته بغضب… امسكه من ياقة ملابسه و قال بغضب
” لو اتكلمت كلمة تاني هدفنك مكانك !!
* اوووه… مفروض اخاف يعني ؟ طب ثواني… يا مامي انا خوفت !!… حلو تمثيلي ؟ طبعا مهما مثلت مش هوصل لاتقانك في التمثيل… شوية و كنت هصدق انك زعلان عليها بجد…
” اخرس يا رحيم !! اياك تتكلم معايا كلمة تاني… و اياك تجيب سيرتها تاني على لسانك… بتستفزني عشان اضر*بك و ابقا انا الوحش و انت المُسالم… مش هعمل كده و احقق مُعتقداتك المر*يضة… و لو عندك ذرة دم امشي من هنا… مهما عملت مش هطولك ضُفر منها و هتلاقيني في وشك دايما… ف إتقي شَري احسنلك…
دفعه و تركه… ضحك رحيم و ذهب… مسح إلهان وجهه بتعب و قال
” ليه بيتكلم بالثقة دي ؟ معقول رنا لسه بتحبه ؟! معقول لما تصحى هتسيبني و تروحله ؟ مستحيل… رنا بتحبني انا و هي مِلكي انا و بس…
رن هاتفه و كان الطبيب الذي يُتابع حالة رنا… رد عليه و عندما سمع ما قاله ارتسمت الإبتسامة على وجهه… اغلق الهاتف و ركض بإتجاه الباب الرئيسي للمستشفى… دخل الغرفة التي توجد بها رنا… وجد الطبيب و الممرضات حولها… و رنا مستيقظة !!
تخطاهم كلهم و ذهب عندها…
نظر لها بإشتياق و الدموع تغلغلت في عيناه… لم يصدق انها مستيقظة أمامه و تنظر له بعيناها السوداء الجميلة… احس انه في حُلم… حُلم جميل للغاية و يتمنى ألا يستيقظ منه… أشار الطبيب للممرضات بخرج… خرجوا و هو كذلك خرج ليتكرهم بمفردهم قليلا…
‘ إلهان…
تسمر مكانه و تجمد… لم يصدق انه سمع صوتها الآن و أيضا نادته بإسمه الذي اشتاق ان يسمعه منها… اندفع عليها و عانقها بقوة… اقفل عليها بيداه بإحكام… دفن رأسه في عنقها و اشتم رائحتها بتخدير… اخرجها من حضنه ثم نظر داخل عيناها…
‘ انت بتعيط ليه ؟
قالتها ثم مسحت دموعه بيدها الرقيقة… ابتسم بسعادة ظاهرة في عينيه و ملامح الوجهه التي تبدلت من الحزن للفرح… امسك يدها و قَبلها ثم انقض على وجهها و قَبَل كل جزء فيه… ضحكت رنا و احست انه يدغدغها بقُبلاته العشوائية اللطيفة على وجهها…
‘ إلهان انت بتدغدغني…
توقف و نظر لها بتفحص
‘ في ايه انت بتبصلي كده ليه ؟
” انتي بجد حقيقة ولا خيال ؟
‘ بعد كل التحر*ش ده بتقولي انتي حقيقة ولا خيال !! في ايه مالك ما تتعدل يا ليو…
ضحك ثم شدها لحضنه… ربت على ظهرها برفق
” مش مصدق انك اخيرا صحيتي…
‘ لا صدق عادي… ولا انت اتوعدت على غيابي ؟
” اوعي تغيبي عني تاني…
اخرجها من حضنه و اسند جبهته على جبهتها… نظر داخل عيناها و قال
” غبتي اوي… كنت بتعذب… كنت بمو*ت من غيرك… لما شوفتك صاحية كأن روحي رجعتلي… انا بحبك اوي… رجاءًا متسبنيش تاني…
عيناها دمعت عندما وجدته يبكي ڪ الطفل… مسحت دموعه و قالت
‘ بطل عياط… هتخليني اعيط انا كمان…
” لا خلاص متعيطش… مش هعيط تاني اهو…
قالها ثم مسح دموعه… نظر لها وجدها تضحك… ضحك هو أيضا و عانقها مجددا
‘ شوف الحضن ده رقم كام…
” غصب عني… وحشتيني اوي…
‘ انت كمان وحشتني…
” بحبك…
‘ و انا كمان بحبك…
ابتسم بسعادة و ظل يعانقها و يربت على ظهرها و يشتم رائحتها بإدمان… استمر عناقهم ل ربع ساعة… ابتعدت عنه و قالت
‘ الدكتور قالي اني كنت في غيبوبة شهرين اكتر كمان…
” اه فعلا… الحمد لله صحيتي لانك جبت اخري من القعدة لوحدي… وجودك معايا و دوشتك كان ليها طعم…
‘ عشان تعرف قيمتي…
” عرفتها خلاص… متبعديش تاني… ادوشيني براحتك بعد كده…
‘ طب ايه سبب الغيبوبة… ليه حصلي كده ؟
” هنادي على الدكتور و نشوف…
و بالفعل نادى على الطيب و جاء إليهم… سألها بعض الاسئلة و عملت أشعة مقطعية جديدة…
” هااا يا دكتور… ايه الأخبار ؟
* حالتها مستقرة و تمام… احسن بكتير من الايام اللي فاتت… هكتبلها شوية أدوية تنظم النبض عشان ميخرجش عن مساره الطبيعي…
‘ تنظم النبض ؟ يعني ايه ؟ ماله نبضي ؟
أشار إلهان للطيب بأن يخرج و هو سيتولى الباقي… اعطاه الطبيب الروشتة التي بها الأدوية و خرج…
‘ هو مشي ليه ؟ و ايه الكلام اللي بيقوله ده ؟
” اهدي و هقولك كل حاجة…
اومأت له ثم اخذ نفس عميق و بدأ يقول لها كل شئ… عيناها دمعت و قالت
‘ يعني انا عندي شرخ بالقلب ؟
اومأ لها و هو حزين… دموعها ازدادت و قالت
‘ ازاي نور تكون عارفة حاجة زي دي و متقوليش و تكذب عليا… و ده مش امبارح ولا من شهر… ده من سنين و هي خبت عليا !!
” غصب عنها… كانت خايفة عليكي…
‘ و انت… انت كنت عارف و مع ذلك خبيت عني طول جوازنا… عشان كده مكنتش بتلمـ,ـسني و بتوهمني ان حصل ما بينا علاقة…
” مكنش قدامي غير كده… حاولت ألمـ,ـسك بجد بصي وصلتي لفين بسببي و بسبب غبائي… كنتي هتمو*تي… و انا مكنتش هسامح نفسي لو جرالك حاجة… الحمد لله… فترة صعبة و عدت…
بكت بشدة و قالت
‘ يعني انا هفضل ضعيفة كده طول عمري ؟
” لا يا رنا… الدكتور كتبلك العلاج… هتمشي عليه و تبقي كويسة…
‘ افرض متعالجتش ؟
” متقوليش كده… غير كده متقلقيش… انا معاكي
‘ مش هعرف اعيش معاك ڪ زوجتك… ولا هبقى أم !
” هنخلف و هتبقي أم و أنا هبقى أب منك…
‘ ازاي بس… شوفت لما قربلتي حصل ايه… هنخلف ازاي…
” رنا اهدي… كله بوقته و انا معاكي…
لم يستطيع مقاومة دموعها… احتضنها و ظل يهدأها…
بعد مرور أسبوع….
خرج إلهان من الحمام… وجد رنا مستيقظة
” لما جيت من بره لقيتك نايمة… صحيتي امتى ؟
‘ منمتش اصلا…
قالتها بنبرة مُتضايقة… ابتسم إلهان و استلقى بجانبها… شدها لصدره و قَبَل رأسها
” و مراتي السكرة مضايقة ليه ؟
‘ مضايقة لاني مش عارفة اعيش معاك ڪ زوحتك… و غير كده بظلمك معايا…
” مكنتش عايز اقولك بسبب كده… هتقعدي تنكدي على نفسك… بعدين فُكك مني انا مشتكتش… يكفي انك معايا و كويسة…
‘ اوووف…
” ايه رأيك نخرج ؟
‘ ياريت بس الساعة 11 دلوقتي…
” ده أنسب وقت للخروج… قومي إلبسي…
قَبَل وجنتها بلطف و نهض… ابتسمت رنا و نهضت هي أيضًا…
‘ هنروح فين بقا ؟
” هنتمشى و اي مكان يقابلنا ندخله…
‘ افرض توهنا ؟
” عيب عليكي ده انا حافظ كندا حتة حتة…
ابتسمت له و ظلا يتمشيان سويًا و و رنا تمسك يده
” هقولك خبر هيفرحك…
‘ ابهرني…
” قررت اشيل الوشم…
‘ احلف !!
” والله…
‘ ده اسعد خبر سمعته في حياتي…
” هروح بكره احجز جلسة ليزر و اشيله… بس سمعت ان الليزر الماسح ده صعب…
‘ اه بيلسع فعلا…
” و انتي عرفتي من فين انه بيلسع ؟
‘ اصل بشيل شنبي بالليزر…
ضحك و قال
” بتعجبني صراحتك…( رأى عربة تبيع مشاريب ساخنة ) تشربي قهوة ؟
‘ هوت شوكلت ؟
” اوكي هوت شوكلت… زي ما تحبي…
وقفا و اشترى إلهان كوبان هوت شوكلت لهما… دفع ثمنهم و اعطاها كوبها
” سُخن اوي… حاسبي ليلسعك… ايه ده ؟
‘ ايه ؟
” انتي شربتي نص الكوباية و انا لسه مش عارف امسكها بسبب سخونتها ؟
‘ اعملك ايه انت عيل فرفور…
” فرفور ؟! شكلك عايزة تتخانقني…
‘ اه فعلا… مزاجي جاي بخناق…
” استني اخلص كوبايتي و هنتخانق…
‘ لو مش عارف تشربها هات انا اشربها…
” يا طيبة…
‘ عشان تعرف ان جوايا روح المساعدة…
” قصدك جواكي روح الطفاسة… خليكي في كوبايتك…
ضحكت و جلسا على مقعد في الشارع…
‘ الله اكبر… اخيرا خلصتها ! خايفة احسدك…
” هاتي كوبايتك عشان ارميهم بالمرة…
اعطته الكوب و ذهب ليرميهم في سلة المهملات الموجودة بالجوار… جاء شاب وسيم جلس على نفس المقعد التي تجلس عليه رنا و قال
* هاي…
‘ هاي يا ابني… اي أوامر ؟ انت تايه ولا ايه…
* لا… لقيتك قاعدة لوحدك قولت اجي اقعد معاكي… ندردش شوية و نتعرف…
‘ نتعرف !!
* الصراحة انتي جميلة و جذبتيني…
‘ ده انت وقعتك سودة… كمل و ايه كمان ؟
كان سيُكمل لكن وجد ظِل يحجب النور من عليه… رفع عينيه وجد إلهان أمامه ڪ الثور الغاضب
‘ احب اعرفك ده my husband…
نظر له الشاب بخوف و قال و ركبتيه تتخبط في بعضهما
* انا آسف والله مكنتش اعرف انها تبعك…
” اخفى من قدامي عشان مو*تك ميبقاش على ايدي…
ذعر الشاب و نهض و ذهب بسرعة… ضحكت رنا بشدة و قالت
‘ إلهان الكتكوتة قَلَب 180 درجة… بقا إلهان الأسد المُخيف
” انتي تخرسي خاالص…
‘ ليه انا عملت ايه ؟
” اسيبك دقيقتين ارجع ألاقيكي بتتشقطي !!
‘ هو اللي بيشقطني… انا مالي يا لمبي…
” بدل ما تديه قلمين ألاقي قاعدة بتسمعيه ؟
‘ كسلت والله… استنيتك انت تيجي تديه القلمين…
” انت بتهزري !!
‘ خلاص يا عم متتعصبش…
جلس بجانبها و مازال غاضبًا
‘ خلاص يا إلهان… اهو بنكدك ده هتبوظ ام الخروجة دي…
” اوووف… طيب خلاص خلصنا…
‘ متزعلش… اوكي ؟
” مش زعلان… بس دمي محروق اوي…
‘ بتغير عليا ؟
” اه طبعا بغير عليكي !!
قالها بإنفعال ثم اكمل
” بغير عليكي اوي… لو اقدر اخبيكي من العالم كله هعملها… انتي ليا وبس !!
تفاجئت رنا من رد فعله لكنها سعدت كثيرا… ربتت على شعره الأسود الكثيف و قالت
‘ انا كمان بحبك و بغير عليك… بس اهدى يا فنان… هَدِي أعصابك…
نظر لها و ابتسم و هدأ بالفعل خصوصًا عندما ربتت على شعره… ف هو يحب اهتمامها ذلك…
” رنون…
‘ قلب رنون…
” هسألك سؤال… و ياريت تجاوبيني بصراحة…
‘ اسأل…
” خطبيك السابق… سمعت انك كنتي بتحبيه اوي… لسه بتحبيه ؟
‘ لا… انا بحبك انت و مش اكون غير معاك انت…
تفاجئ من اجابتها السريعة… لم تفكر حتى في سؤال و اجابت بيقين و ثقة… و هذا طمأن قلبه و هدأ عقله من التفكير… ف كان يخشى كثيرا ان تكون بداخلها مشاعر اتجاهه…
ظلوا صامتين و ينظرون للشارع الفارغ الهادئ و الجميل و هي مازالت تربت على شعره كأنه طفلها…
‘ انا مبسوطة معاك…
نظر لها مما قالته ف اكملت
‘ اوعى تفكر لثانية اني لسه بحبه… انا مبحبش حد غيرك… انت الوحيد اللي في قلبي… و هتفضل دايما هنا بالضبط ( أشارت ل قلبها ) إلهان… انا حسيت بالأمان و الراحة معاك انت… حتى اول مرة احس بجد اني عايزة ابقا أم بعد ما حبيتك انت… اوعدك اني هواظبط على علاجي و هبقى كويسة و هبقى و ام و نخلف اطفاال كتيييير اوي…
فرح إلهان كثيرا مما سمعه منها الآن… ابتسم بسعادة كبيرة ظاهرة في عينيه…
” في حتة شيكولاتة جمب بؤك…
‘ والله ؟ فين ؟
وضعت يدها على وجهها لتبحث عنها…
‘ فينها يا إلهان ؟
ضحك إلهان عليها و هي تبحث عنها… امسك يدها و نظر لعيناها بهيام
” هقولك انا فين…
قالها ثم اخذ شفتاها في قُبلة لطيفة مليئة بالحب… ضر*بته على صدره ف ابتعد
‘ يا قليـ,ـل الأدب احنا في الشارع !!
” عادي…
‘ إلهان متعصبنيش…
” اهدي يا فنانة…
‘ بارد…
ضحك ثم اسندت رأسها على كتفه
” ايه مش كنت بارد مش شوية ؟
‘ اي نعم انت متحر*ش و بارد… بس بحبك هعمل ايه يعني… والله يا جدعان يوجد حُب في قلب فيصل بجد…
ضحك بشدة و هي تقصد التريند المشهور ” هل يوجد حُب في قلب فيصل ”
تاني يوم….
استيقظت رنا لتجد انها في حضن إلهان… ابتسمت و اعتدلت بحذر حتى لا يستيقظ… قَبلت خَده بلطف و نهضت… دخلت الحمام غسلت وجهها… جففت وجهها بالمنشفة و خرجت… نظرت الى إلهان وجدته مازال نائمًا… من اجلها سَهر البارحة كثيرا… يفعل كل هذا لاسعادها و هذا يجعله تحبه أكثر…
دخلت البلكونة لكي تشم نسيم الصباح اللطيف…
وصلت رسالة الى هاتفها… من سيراسلها في هذا الوقت الباكر… ربما حبيبة صديقتها… فتحت هاتفها و رأت الرسائل لتنصدم مما رأته !!
بعد مرور ساعات… خرج إلهان من الحمام و يجفف شعره بالمنشفة بعد أن استحم… وجد رنا تقف أمامه
” صباح الخير يا روحي…
‘ صباح النور يا… جوزي…
” فطرتي ولا لسه ؟
‘ لا… كنت مستنياك تصحى…
” طب تعالي نفطر سوا و عشان تاخدي علاجك…
‘ خايف عليا ؟ عايزني ابقا كويسة ؟
” أكيد…
‘ اممم… طالما خايف عليا… بتخو*ني ليه ؟
” اااه احنا رجعنا للهلوسة من تاني…
‘ ياريتها لو كانت هلوسة مني ڪ العادة… انت قولت هتقف معايا في علاجي و هتصبر لحد ما ابقا كويسة… ليه خلفت كلامك ؟ ليه خو*نتني ؟
” خو*نت ايه… واخدة بالك من اللي بتقوليه ؟
‘ اه واخدة بالي من اللي بقوله كويس…
” خيا*نة ايه رنا… و امتى حصل ده ؟
‘ اسأل نفسك…
” نص وقتي في الجامعة و النص التاني معاكي… خو*نتك امتى بقا ؟
‘ ليه عملت فيا كده ؟
وجدها تبكي ف اقترب منها لكنها ابتعدت عنه و قالت بغضب
‘ متقربش مني !!
” رنا في ايه مالك ؟
فتحت هاتفها و وجهته إليه… نظر للهاتف و اتصدم عندما وجد نفسه نائمًا مع چيسي…
” رنا انا…
صفعـ,ـته بقوة على وجهه و قالت بغضب
‘ نمت مع الإكس بتاعتك في حين انا كنت بصارع المو*ت في المستشفى !!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية صدفة)

اترك رد

error: Content is protected !!