روايات

رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة أسامة

رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة أسامة

رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء البارت الثاني عشر

رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الجزء الثاني عشر

وخنع القلب المتجبر لعمياء

رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الحلقة الثانية عشر

– يعقوب باشا .. اتفضل..
ولج يعقوب للداخل ثم جلس بهدوء فوق المقعد واضعًا قدمًا فوق الأخرى بكبرياء بينما يرمي عفاف المرتجفة بنظرات مستحقرة من أعلى لأسفل…
قال أحد الضُابط وهو يرمق يعقوب بغضب مكتوم:-
– أكيد يا يعقوب إنت متهم لغاية ما تثبت براءتك..
ابتسم يعقوب بخفة وردد عاقدًا جبينه:-
– بس إنتوا بتقولها باين .. المتهم بريء حتى تثبت إدانته، جات عندي واتغيرت ولا أيه..!!
وأكمل يعقوب وهو ينظر للضابط المسؤول الأعلى رُتبة:-
– ممكن أعرف مين إللي هيبقى مسؤول عن التحقيق علشان أتكلم معاه..
ردد المقدم “براء” بجزم وهو يُشير للضابط الأخر:-
– اتفضل يا سيادة النقيب على شغلك .. أنا ويعقوب هنتكلم..
خرج الضابط على مضض بينما يكبت إعتراض يلوح فوق لسانه في حين يرشق يعقوب بنظرات ناقمة..
استرخى يعقوب بجسلته دون مبالاة ثم هتف بتسلية يتلاعب بأعصابها:-
– يلا نبدأ وكل واحد يقول إللي عنده يا براء باشا، عندي تسجيلات من قلب البنك هتعجبكم أووي وأوراق وكالة عامة على أعلى مستوى..

 

وبالمقابل طبعًا إنت عارف إن الطب متطور أوي وأكيد السيدة الوقورة عفاف مش هتعترض أبدًا إن بناتها يتعرضوا على الكشف الطبي، وأنا مجرم متعاون جدًا…
ولا أيه يا عفاف … الجرب..
شحب وجه عفاف أكثر وهي تُسرع تقول بنفي:-
– لا .. لا يا باشا .. أنا غلطانة مش هو ده الشخص، يمكن غلط في الأسماء…
أنا همشي يا باشا بعد إذنك .. أنا مش عايزه حاجة..
وقفت تفرك يديها ليغمز يعقوب لبراء فيقول:-
– غوري ودي أخر مرة تهوبي هنا..
أطلقت لقدميها العنان تفرّ خارجة وكأن وحوشًا كاسرة تطاردها وهي تتيقن أن تلك الطريقة لن تُجدي نفعًا مع هذا المتكبر المتفاخر..
هي تعلم ما الذي سيجعله ينسحب من تلك الحرب..!!
تعجب براء وهو يتسائل بغرابة:-
– ليه سبتها تمشي يا يعقوب، الأدلة إللي معاكِ توديها في ستين داهية…
أسند يعقوب ظهره للخلف وقال بنبرة غامضة يتخللها المكر والخُبث:-
– مش بالساهل كدا يا براء … السجن ده أخر خطوة، لازم أعيشها الرعب والمذلة إللي عيشتها لرِفقة … لازم تدفع التمن غالي قبل ما تتعفن في السجن..
تنفس بعمق وهو يستقيم ثم قال وهو يمد يده يُصافح براء:-
– شكرًا جدًا لك يا براء وأكيد هنبقى على تواصل..
أردف براء بصدق:-

 

– وأنا في الخدمة يا يعقوب والولية دي هتاخد جزاءها أكيد..
– تسلم يا باشا..
خرج يعقوب وسار نحو سيارته ليتنهد براحة قبل أن ينطلق نحو مكانٍ ما، غاب بداخله أقل من ساعة ثم خرج يبتسم بينما يحمل بعض الأشياء بسعادة عرفت طريق عُقد وجهه التي لم تسري السعادة فوقها من قبل…
*****************
بمجرد أن رحل يعقوب هاتفت نهال والديها وأخبرتهم أن ستظل مع رِفقة لظرفٍ ما وعلى مضض وافق والديها لمعرفتهم برِفقة وحالها..
نظرت نهال بحزن على رِفقة التي لم تتناول بالكاد سوى لُقيمات قليلة بانطفاء، أردفت تقول بضجر:-
– إحنا هنفضل قاعدين كدا يا بت يا رِفقة، تعالِ أعرفك على الشقة وأوصفهالك شبر شبر ما هي بردوه هتكون بيت صاحبتي وأختي..
وأكملت تقول بمكر:-
– وبعدين هو سي يعقوب قالك أيه كدا مخليكِ سرحانة أوي كدا..!!
بس ما شاء الله عليكِ يا بت يا رقرق وقعتي واقفة، جايبلك كل الأكل إللي بتحبيه حتى المشروبات .. ألا قوليلي هو عرف عنك دا كله إزاي..!!
ابتسمت رِفقة بشحوب فهذا يعقوب لم ينبثق إليها إلا في أشد الأوقات ظُلمة، فهكذا يكون الفجر الصادق لا ينبعث إلا من الظلمة الكاحلة..
همست تقول بحيرة:-
– مش عارفه والله … بس يمكن علشان أنا مثلًا كنت بزور مطعمه عالطول .. بس أصلًا هو مش كان بيبقى موجود ألا يجي مرتين أو تلاته..
اقتربت منها نهال وهتفت بسعادة:-

 

– يلا بقاا أهي مصلحة .. كل يوم والتاني هروح مطعم البوب أكل لما أشبع ووقت الحساب أقول أنا تبع مدام يعقوب..
لكزتها رِفقة وأردفت بوجه متخضب:-
– بطلي بقااا يا بت يا نهنه وبطلي تقوليلي رقرق دي..
– أنا مش عارفه أيه الهباب إللي إحنا فيه ده، حتى اسماء الدلع إللي مختارينها كلها مُشتقه من النكد والعياط.. نهنه وترقرق… حاجة أخر انشكاح ما شاء الله علينا..
– كله منك يا نكديه..
جذبتها نهال برفق وأردفت:-
– تعالي يلا أعرفك على الشقة القمر دي..
سارت معها رِفقة لتبدأ نهال تشرح لها كل شيء وتجعل يدها تتحسس مكان المقاعد والأثاث وتوصف لها كل شيء بدقة .. الألوان والتصاميم وكل شيء…
وقالت بانبهار وهي تفتح الشُرفة:-
– ما شاء البلكونة مليانة زرع وورد زي ما بتحبي يا رِفقة وفيها نجيلة صناعية .. شكلها مُبهج أوي..
وكمان أغلب ألوان الشقة فاتحة زي ما بتحبي…
وأكيد يعقوب هيعدلها على حسب ذوقك كمان..
ابتسمت رِفقة وهي تتحسس الأرضية بأقدامها وأصابعها تتلمس الورود والزرع بفرحة فيالعشقها للطبيعة والزهور…
قالت نهال وهي تتأملها:-

 

– بس واضح إنها معموله قريب مش من بعيد..
أبلج يُشرق وجهها ثم قالت بهدوء:-
– ممكن بس يا نهال تساعديني أتوضى وتعرفيني مكان القبلة عايزه أصلي وأقعد شوية لواحدي..
سارت بصحبتها نهال وتمتمت:-
– حاضر يا رِفقة وأنا هشوفلك إتجاه القِبلة في الموبايل…
وبعد مرور القليل كانت رِفقة تجلس فوق سجادة الصلاة شاردة تتذكر الأحداث الماضية وما لاقته على يد زوجة خالها وبناتها وتلك الصدمة التي تلقتها منهم، نعم كانت تعلم بأنهم لا يستحسنون مكوثها لديهم، لكن ما فعلوه يبرهن كرهمم وحقدهم الدفين تجاهها…
اشتعلت النيران بقلبها ليسقط دمعها، همست بإصرار وهي تجمع كفيها تمدهم لأعلى:-
– أنا رِفقة يارب … بوعدك إن دي أخر مرة هبكي فيها، وبوعدك إن من هنا ورايح هبقى قوية ومش هسمح لحد يإذيني ولا يوجعني…
أقولك على حاجة .. أنا أصلًا قوية بيك، طول ما إنت معايا أنا مش هخاف من أي حاجة في الدنيا دي، علشان عارفه إنك موجود وهتحميني..
أنا واثقة إن كل دا حصل لحكمة لا يعلمها إلا أنت، ويكفي إن عرفت حقيقة ناس كنت مخدوعة فيهم وكانوا بيضحكوا عليا…
أنا هشكيلك من حاجة يارب، دلوقتي أنا الحمد لله والله مش زعلانة فقدت البصر وأنا راضية، ليه الناس بتستغلني وتمكر ليا، ليه يعاقبوني على حاجة أنا مليش ذنب فيها…
وبما إنك تعلم ولا أعلم يارب فأنا بوكلك بكل شيء وأنت خير وكيل، بوكلك يا عادل تاخد حقي وتحميني…
اللهم من أراد بي سوءًا أو شرًا فرد كيده في نحره وأشغله في نفسه واجعل تدبيره تدميرًا عليه يارب العالمين..
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين…

 

اللهم أهلك الظالم لظلمه اللهم إنه أبكى عيونًا وقهر قلوبًا فأرني فيه عجائب قدرتك..
اللهم يا منتقم انتقم من كل مَن أذاني، اللهم إنك تعلم أنني لا أستطيع دفع هذا الأذى عن نفسي، اللهم اكفني مكرهم ورد كيدهم في نحورهم…
وهمست بإيمان وتلك الآيه حضرتها:-
– {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه}
كفكفت دموعها وهي تأخذ على نفسها عهدًا أنها لن تبكي مرةً أخرى إلا سعادةً…
همست برضى:-
– الحمد لله يارب .. الحمد لله على ما أعطيت وعلى ما منعت .. أنا راضية واجعلني دايمًا كدا قلبي مليان بالرضى..
وأخذت تردد بامتنان ويقين:-
– { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا }
تذكرت يعقوب لتستقيم وهي تؤدي ركعتي استخارة تطلب من رب العالمين أن يرشدها ويسددها لما فيه خير، كانت دائمًا عند أي أمر تهرع إلى بابه تسأله وتستخيره وإلى الآن لم يردها الله خائبة فقد أحسنت التوكل عليه وقد كفاها… ركعتي الإستخارة والدعاء طوق نجاتها من أمورٍ كثيرة..
همست برجاء ويقين:-

 

– يارب ارشدني ودلني على الطريق الصحيح، أنا محتاره ومش عارفه أعمل أيه وإنت علّام الغيوب وجيت أخبط على بابك..
يارب لو هو خير ليا فسهل ليا كل الأمور وقربه مني، ولو هو شر فابعده عني يارب..
يارب أنت خير صاحب فكن ليا الصاحب في كل خطوة من حياتي…
وجلست تتنهد براحة وهي تشعر أن أثقال كالجبال انزاحت من فوق قلبها، وتلك السكينة والطمأنينة لا تنالها إلا بجوار خالقها…
ضمت ساقيها نحو صدرها وقد جال بعقلها تلك الأحداث الأخير ليتغلغل إلى ثنايها يعقوب…
كلماته … وعوده .. وصدقه … رجولته..
وبالأخير تلك النبرة الحانية العاشقة التي كان يُحدثها بها…
بزع فوق فمها إبتسامة حالمة مطمئنة وصدى صوته يتكرر داخل عقلها وجدران قلبها..
انبعثت التساؤلات والفضول حوله، هو ليس الشخص فقط الذي حدثها عنه هناك من هو أعمق من هذا، هناك كثير داخل جُعبة يعقوب الذي تجهله!!
أفاقت من شرودها وهي تسمع رنين جرس الباب لبُرهة انكمشت على نفسها لكنها تذكرت وجود نهال معها…
بعد دقيقة ولجت نهال المسرعة بلهفة نحوها تهمس بحماس:-
– رِفقة .. رِفقة …يعقوب برا .. تعالِ عايزك..
اضطرب قلبها وشعرت بنبضاتها تتعالى بشكل جديد لا تألفه، همست بتوتر:-
– طب .. هو مقالش عايزني ليه وكدا..!!
ابتسمت نهال على خجلها وأردفت بمرح:-
– عريس يا ست رقرق .. وهيقولي ليه يعني .. بس جايب حاجة كدا معاه متحمسة أعرف هي أيه .. يلا يا بت قومي كلمي جوزك .. أقصد إللي هيبقى جوزك بكرا..

 

لكزتها رِفقة تردف بخجل:-
– بطلي يا نهال .. دا إنتِ فظيعة.. إنتِ كدا بتكسفيني بجد..
– طب يلا يا أخت المكسوفة الراجل برا مستني وأظن عيب نسيبه كدا وهو واقف والباب مفتوح، والله جنتل أووي وذوق ومحترم…
– نهاااااال افصلي..
– سكتنا يا ست رقرق محدش هيعرف يكلمك بقاا.. يلا يلا تعالي نطلع…
خرجت بصحبة نهال تشعر بالخجل والتوتر وتختبر تلك المشاعر العذرية للمرة الأولى…
رفع يعقوب وجهه الذي ينبثق منه مشاعر السعادة والارتياح للمرة الأولى بعد الشقاء والقيود الذي عَان منها كل تلك السنوات الثقال وأخيرًا يشعر بالحرية، فتقع أعينه فوق وجهها الذي أضاء بشعاع من الطُهر والنقاء كان كفيل بأن يُبدد ظُلمته لأخر نقطة..
تأملها بدون تصديق، وجهها النقي الذي تُلطخه حُمرة الورد برداء الصلاة الأبيض المزركش بالزهور، تأتي على استحياء مضطربة خافضة الرأس حتى وقفت أمامه، إنها جائزة صبره، حقًا يعقوب الأسير يستحق كل هذا النقاء والطُهر…
وزادت هي الأمر سوءًا على صبره حين ابتسمت برِقة غير مصطنعة وخجل وهمست:-
– نعم .. نهال قالت إنك عايزيني..
ابتلع ريقه وهمس يعقوب بتلقائية وهو يُترجم عن قلبه:-
– وسط حياة مليئة بالقيود، كُنتِ أنتِ الشعاع الذي انبثق ودكَّ جميع العُقد.
ارتفعت وتيرة أنفاسها ورددت بعدم فهم وهي تكتم صدمتها:-
– نعم .. مش فاهمة .. قصدك أيه.!!

 

تنحنح وهو يقول بتدارك:-
– مفيش .. أنا بس كنت جاي أقولك إن بكرا إن شاء الله هنروح العصر وهنكتب كتابنا في بيت خالك قدام الناس كلها وقدام الحرباية عفاف وبناتها الأفاعي .. والكل هيبقى شاهد..
هتبقى فترة زي الخطوبة هنتعرف فيها على بعض بس هنكتب الكتاب علشان أبقى بحريتي معاكِ…
رددت بصدمة وتوجس:-
– نعم … قصدك أيه..
أغمض أعينه وعاد مسرعًا يُعيد صياغة حديثه:-
– يعني أقصد علشان أقدر أحميكِ وتكوني قدامي عالطول ونتكلم براحة أكتر … يعني أقصد أكيد لغاية ما ترتاحي وساعتها هنعمل فرح وكدا…
لم يمر هو بتلك المشاعر والأضطرابات، من يراه الآن وهو كالطفل أمامها ينتقي مفرداته ويسعى لِلَحظ الرضى منها لا يُصدق أنه ذاته يعقوب المتعجرف المتكبر، بالتأكيد إذا رأته لبيبة الآن ستصاب بذبحة صدرية..
قالت رِفقة مبتسمة تخبره بأول ملاحظة لها عليه:-
– على فكرا إنت جريء أوي..
رفع يعقوب كفه يتحسس نهاية شعره وعنقه ونطق بأول كلمات قالتها له وأحبها:-
– جزاكِ الله خيرًا…
كتمت رِفقة الضحك بشق الأنفس ليُسرع يعقوب يقول قبل أن يتفوه بحماقات أخرى فهي حقًا خطر على قلبه:-
– أنا جبت كل الحاجات إللي هتحتاجيها بكرا، ولو ناقصك أيه حاجة قوليلي….
وأكمل يقول قبل أن يهرع هاربًا:-
– أنا في الشقة المقابلة لكم عالطول لو احتاجتكي أي حاجة أنا موجود…
تصبحي على خير..

 

وخرج وقد أغلق الباب من خلفه ليتوقف يتنفس بعمق واضعًا كفه فوق قلبه وهتف بجدية:-
– ما تِركَز يا يعقوب في أيه…
بينما في الداخل ضحكت رِفقة بشدة لتأتي نهال مسرعة تفتح الأشياء التي جاء بها يعقوب…
– تعالي يا بت يا رِفقة نشوف هو جايب أيه…
فتحت مغلف كبير لتشهق بانبهار وقد اتضح أمامها فستان باللون الأبيض رقيق ناعم جدًا، رغم جماله فهو بسيط..
صاحت تقول بحماس:-
– فستان يا رِفقة …فستان أبيض جميل أوووي..
لم تُنكر رِفقة سعادتها كطفلة سعيدة بملابس العيد، تلك اللافتة قد جبرت جزء كبير جدًا من قلبها، ترقرق الدمع بأعينها بفرح وهي تهمس بعدم تصديق:-
– بجد يا نهال .. بجد فستان .. يعني أنا هلبس فستان…
احتضنتها نهال بسعادة وقالت بحنان:-
– جد الجد يا حبيبتي، إنتِ تستاهلي كل ما هو جميل يا رِفقة وإنتِ مش أقل من أي عروسة تلبس فستان يوم كتب كتابها…
ثم سحب أيدي رفقة ووضعتهم فوق الفستان لتبدأ يدها ترى تفاصيله بينما تشرح لها نهال تصميمه بدقة…
وأردفت تقول:-
– كمان موجود معاه جذمة بيضا بكعب صغير مربع شكلها قمر أووي … اااه علشان كدا عرفت البت آلاء قبل ما تمشي كانت بتبص على قفا جزمتك ليه … والله ما حد سهل وخصوصًا يعقوب بتاعك ده..
أشرق وجه رِفقة بالسعادة وهي تتحسس الحذاء والحجاب الطويل المرفق لهم فرحة طفولية…
أردفت نهال وهي ترى سعادة رِفقة:-

 

– حقيقي واضح أووي عليه إنه واقع فيكِ يا رِفقة وبيحبك … جوازه منك مش شفقة ولا ليه أي سبب ألا كدا ودا هو إللي مأجل يقولهولك بعد الجواز…
للمرة الأولى تغفو رِفقة بتلك السعادة تنتظر الغد بفارغ الصبر…
تتمد فوق الفراش الناعم ليس فوق الاريكة الضيقة بمنزل خالها أو الفراش الخشن بتلك الشقة المهجورة، وأمامها مُعلق فستانها وحجابها وأسفلهم حذاءها ينتظروها من أجل الغد…
وكذلك استغرق يعقوب في النوم بينما يحتضن الوسادة سابحًا ببحر أحلامه المتدفق وملامح وجهه منفرجة مرتاحة…
******************
– عملتي أيه يا ماما .. ومال وشك كدا .. أيه إللي حصل .. سجنوا إللي اسمه يعقوب ده..
رمقتها عفاف بسخرية وقالت:-
– سجنوه .. دا أنا إللي كنت هتسجن وهتسحل يا روح أمك … إنتِ متعرفيش يعقوب ده طلع مين..
ناولتها أمل كوب ماء بارد لتتسائل بسخرية:-
– وطلع مين يعني … ابن رئيس الوزراء…
قالت عفاف بخبث وحقد:-
– طلع حاجة هتخدمنا جدًا … يبقى حفيد عيلة كبيرة أووي في البلد اسمها بدران، ناس متعنظين ومناخيرهم في السحاب، وليه جِده أجارك الله…
رددت شيرين بحقد:-

 

– يعني أيه …عايزه تفهميني إن رِفقة العاميه هتتجوز واحد بالهيلمان ده كله…
دا جاي يتجوزها هنا بكرا في المنطقة وقدام كل الناس!!!
أردفت عفاف بشر متوعدة:-
– على جثتي لو ده حصل ولا إن هنيت بنت نرجس في حياتها … اصبروا على إللي هعمله بكرا، هقلب الترابيزة عليها وهخليها نُكته ومسخره قدام الكل …هتبقى فضيحة للرُكب وإللي يسوى وميسواش هيتفرج…
*********************
مات الليل وانبعثت شمس النهار ليوم جديد يترقبه قلبان لا يطيقان صبرًا…
كانت تجلس بوجه متجهم تحتسي قهوتها بوجوم وغضب من تصرفات حفيدها الأكبر يعقوب الذي لا نهاية لعناده ولا لتصلب عقله…
أصبح لا يرضخ لأي تهديد واهٍ منها وهي التي تموت إن أصاب مكروه لخصلة من خصلات شعره لذلك تُمسك نفسها بشق الأنفس..
قطعت عليها خلوتها مساعدتها الشخصية التي قالت بوقار:-
– بعتذر جدًا من حضرتك يا لبيبة هانم، بس في حاجة مهمة جدًا لازم حضرتك تعرفيها…
نطقت بصرامة وهي مازالت على حالتها:-
– قولي…

 

أردفت الأخرى بتردد:-
– هي بصراحة حاجة غريبة شوية…
في رسالتين وصلوا لحضرتك على أرقام الشركة..
الأولى بتقول إن يعقوب باشا كان في مركز الشرطة ليلة إمبارح … احممم علشان يعني…
التفتت لبيبة ترمقها بنظرات نارية وصاحت:-
– كملي…
– بيقولوا إن هو اتهجم على بيت في أحد المناطق المتوسطة واعتدى على بنتين…
صرخت لبيبة بغضب أعمى:-
– إنتٍ اتجننتي…يعقوب بدران مستحيل يعمل القذارة دي …اعرفي مين بعت الرسالة دي ويكون قدامي في أقرب وقت…
رددت المساعدة بتوتر من حالتها التي لا تُبشر بالخير بينما تدك الأرض بعصاها:-
– بس في حاجة تانية يا فندم أفظع…
ثم وضعت الجهاز أمامها لتتبين محتوى الرسالة أمام أعين لبيبة التي توسعت بصدمة…
“حفيدك الغالي يعقوب هيبقى كتب كتابه على بنت عامية معدومة فقيرة النهاردة بعد العصر، لو حابة تشوفي جنون عشق حفيدك والحياة الغرامية إللي عايشها من ورا ضهرك تعالي على العنوان ده وإنتِ هتشوفيه وأنا واثقة إنك هتفرحي بيه أوي”
صرخت لبيبة صرخة هزت أرجاء القصر:-
– لااااااا … مُــــــســـــــــتـــــــــحـــــــيــــل..

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء)

اترك رد