Uncategorized

رواية عشق بين نيران الزهار الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سعاد محمد سلامة

 رواية عشق بين نيران الزهار الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية عشق بين نيران الزهار الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية عشق بين نيران الزهار الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سعاد محمد سلامة

فجأه إنفجرت الدموع زخات من عين مُهره، دموع كُبتت لسنوات بداخل عيناها، صمدت بعيناها أهلكت قلبها، كانت عصفوره رقيقه أمام  بحر هائج غادر  ظنت أنها قادره على تحدى طوفانه، لكن مع أول موجه له إبتلعها طوفانهُ  
نهض نعمان من مكانه وجلس جوار مهره مد يدهُ كى يزيل تلك الدمعات عن وجنتيها لكن قبل أن تصل أناملهُ لوجهها، توقف يلعن ذالك الوغد هاشم الذى فرق بينهم بالماضى والحاضر 
رفعت  مهره عيناها ورأت يد نعمان الذى يطبقها بقوه تكاد تنفُر  دماء عروق يده منها. 
تحدثت بندم: 
ياريتنى طاوعتك وهربت معاك زمان يمكن كان قدرنا إتغير، او حتى كنا موتنا سوا، بس أنا خوفت على اللى الجنين فى بطنى وقتها
بس حتى الجنين ده إتمسك بالحياه وهو فى لسه جوايا،ولما خرج منى سابنى هو كمان أعيش حسره ووجع أكبر. 
إنذهل نعمان قائلاً: قصدك أيه بالجنين اللى كان فى بطنك؟
نظرت له مهره قائله:الجنين اللى كان فى بطنى كان زى زهر النعمان وإتحرق بسرعه يا نعمان.
فلاشــــــــ،، ــــــباك 
الأسكندريه. 
قبل  تسعه وعشرون عام. 
بعد إغتصاب هاشم  بعدة أشهر 
 علمت مهره صدفه إحدى الطبيبات وهى بالمشفى وقتها أن مازال جنينها متمسك بالحياه رغم ذالك النزيف الذى حدث لها، شعرت أن هذا إشاره لها عليها التضحيه بقلبها من أجل تلك النبته التى بداخلها من نعمان وهذا ما حدث بالفعل، ضحت بحب نعمان وأحتفظت بجنيها، وتركت الزهار وذهبت للعيش بالأسكندريه هى وأختها وحدهن، لكن كانت إنعام تعلم بالقصه وبحملها، وكانت دائمة السؤال عليهن وزيارتهن، حتى يوم ولادة مهره المفاجئه السابقه لآوانها فهى مازالت بالشهر الثامن من حملها   كانت معها بالمشفى حين قرر أحد الأطباء توليدها من أجل سلامتها هى والطفل،بعمليه قيصريه،نجح الأطباء فى تخليض حياة الأثنان،لكن كان المولود ضعيف ولديه مشكله قويه بالتنفس وضع بحاضنه بالمشفى تحت جهاز تنفس خاص بيه،لعدة أيام حتى بعد إنتهاء فترة علاج مهره وخروجها من المشفى،خرجت وحيده من غيره لكن كان بداخلها الأمل أن يقاوم ذالك الصغير كما قاوم ذالك النزيف وهو برحِمها وتمسك بالحياه،كانت يومياً تذهب له بالمشفى تقوم بتعصير ثدييها وتعطيه لمن بالحاضنه يقوموا بتوصيلهُ لها عبر أنانبيب مخصصه لتغذيتهُ،كان التقدم بطئ وأحياناً يفقد الاطباء الأمل بنجاة هذا الصغير،لكن كان لديها أمل تتمناه،تُناجى الله أن يستجيب لها  
لكن لأ أحد يقدر على تغيير القدر 
بعد أيام من ولادة ذالك الطفل،دخلت مهره الى غرفة الحاضنه سمعت بنفسها صوت تصفير الأجهزه الموصوله بجسد صغيرها،تُعلن النهايه المأساويه التى كانت لا تريدها،بداخلها كانت تتمنى أن يحيي عُمر أطول بعيداً عنها أسفل تلك الأجهزه،ولا أنه يُفارق دنياها،كانت معها ذالك اليوم إنعام 
أيضاً شعرت بنفس الوجع هى عاشته سابقاً حين توفى ولدها الصغير بعمر العاشره،لم تستطيع مُهره الوقوف،وقعت جالسه على فخذيها يرفض عقلها تصديق صوت تلك الصافرات،وضعت يديها حول أذنيها كأنها تصمهم،تكذب حالها،هى مازالت تحت تأثير مخدر الولاده ستصحو منه وتجد طفلها جوارها يبتسم،أو حتى يبكى،نهضت سريعا وفتحت تلك الفتحه الزجاجيه وأدخلت يديها تضعها حول طفلها سارت على كل جسده،تستجديه بدموع:
أصحى..إصحى..إضحك…طب إبكى..إبكى 
لكن الملاك إختار أن ترحل روحه تطوف بالسماء
هيستريا عقليه مرت بها مُهره،تبكى وتنوح تصرخ وتضحك،خسرت 
خسرت كل شئ بترك هذا الملاك لها،لم تعد باقيه على الحياه،لما لا تنزل رحمه عليها وتذهب خلف هذا الملاك تطوف روحها معه فى ملكوت الجنه….
أى حياه ستعيشها بعد الآن.
دموع إنعام كانت تهطل كأمطار رعديه،طلبت من أحد الأطباء تخدير مهره.
بالفعل إمتثلوا لها وخدروا مهره 
لمدة يومان 
وباليوم الثالث منعوا عنها المخدر. 
بذالك اليوم صدفه 
كانت تسير إنعام أمام  المشفى،وجدت إمرأه حامل تسير جوار زوجها كانت تشعر بآلام المخاض لكن كانت تقاومها بشده لكن أثناء سيرها شعرت بسيلان بين ساقيها،وقفت تنظر لأسفل رأت تلك الدماء تسيل منها صرخت بألم ،كانت أنعام أقرب لهما أقتربت منهما نظرت لزوج تلك المرأه الذى إرتعب حين رأى هو الآخر تلك الدماء التى تسيل من أسفل زوجته.
تحدثت إنعام لها قائله:إهدى يا بنتى،ربنا ينتعك بالسلامه،إهدى وحاولى تاخدى نفس وتطلعيه بالراحه،وأنت يا أستاذ سيبها وأجرى بسرعه عالاستقبال بتاع المستشفى خليهم يجيبولنا كرسى وانا هسندها أنا معاها متقلقش.
وقف زوج المرأه حائر أيتركها مع إنعام أم يذهب ويدخل للمشفى ويأتى لها بمقعد متحرك،لديه خوف أن يترك زوجته التى تلد برفقة إمرأة لا يعرفها.
لكن صرخة زوجته جعلته يسلمها أمانه بين يدي إنعام،وذهب للمشفى سريعاً،وأتى بناقله لزوجته وأدخلها للمشفى منها الى غرفة الولاده مباشرةً،كانت إنعام ستترك تلك المرأه،لكن تمسكت بيدها قائله:أرجوكى متسبينيش لوحدى أنا خايفه يجرالى حاجه وأنا بولد،خليكى معايا.
ضغطت إنعام على يدها بقوه قائله:تفائلى بالخير يا بنتى هتولدى وتقومى بالسلامه إنتى واللى فى بطنك،إنتى إسمك أيه؟
ردت عليها: إسمى هاله
تبسمت إنعام قائله: خدى نفسك 
 أدعى يا هاله  وقولى يارب.
تنهدت هاله وبدأت تشعر بألم أقوى، ألم خروج جسد ضعيف  من جسد أهلكهُ الآلم، خرجت للحياه طفله صغيره. 
كانت اول يد تحملها هى يدي إنعام التى استقبلتها تبتسم على بكاء تلك الصغيره. 
نظرت لهاله قائله: مبروك، ربنا رزقك ببنت، ربنا يجعلها ذريه صالحه وتشوفيها دكتوره وعروسه زى القمر. 
تبسمت هاله بوهن قائله: يارب يسمع منك يا ست….؟ 
ردت إنعام: إسمى إنعام خدى بنتك أهي. 
تبسمت هاله  وهى تضم صغيرتها وقالت لإنعام هى إتولدت على إيدك يبقى إنتى اللى تسميها. 
ردت إنعام: أنا معرفش الاسماء اللى نازله موضه، خايفه أقولك على إسم تقولى ده إسم قديم وبلدي. 
تبسمت هاله: الإسم اللى هتقوليه، هيكون إسمها. 
تبسمت إنعام وقالت: زينب… إسم أمى الله يرحمها كان نفسى أخلف بنت وأسميها زينب على إسم أمى بس ربنا مأردش. 
تبسمت هاله قائله: زينب أهى قدامك وإتولدت على إيدك يا ست إنعام. 
تبسمت إنعام لها، وتذكرت مهره فقالت بأستئذان هطلع أبشر جوزك بره زمانه على نار. 
بالفعل  خرجت  إنعام وبشرت والد زينب بها ثم توجهت الى غرفة مهره التى إجتازت تلك الايام  بوجع ليس فقط نفسى، بل عضوى أيضاً، بسبب ثديها الذى ينضخ بداخلها يُشعرها بآلم شديد. 
فى اليوم التالى،، أثناء خروج إنعام بمهره من المشفى، كان أيضاً  خروج هاله من المشفى تقابل الأثنان ببهو المشفى، تحدثت هاله لأنعام قائله: زى ما قولتى حتى صفوت عجبهُ إسم زينب وسمينا بنتنا زينب. 
تبسمت لها إنعام وتمنت لهم السعاده مع مولودتهما الصغيره.
توقفت هاله وقالت:ست إنعام ممكن تدينى رقم تليفونك علشان أبقى أدعيكى على سبوع زينب.
تبسمت إنعام وأعطتها رقم هاتفها ثم خرجت مع مهره من المشفى،مهره التى حين رأت وجه تلك الفتاه وضعت يدها على صدرها تشعر بحنان غريب لها.
باليوم التالى،دخلت إنعام للغرفه التى تنام بها مهره فهى أخذتها معها لشقتها،وجدت مهره نائمه بوضع الجنين تضع يديها فوق صدرها،تبكى بصمت.
تعذب قلب إنعام عليها.
لكن رن هاتف إنعام الارضى،للحظه إنخضت مهره قائله:ده أكيد تليفون من المستشفى،هيقولوا إبنى صحى تانى،أنا اللى هرد عليه يا مرات خالى.
تعذب فؤاد إنعام وهى ترى مهره تهرول وترد على الهاتف،لكن بعد لحظات أعطت السماعه لإنعام قائله:دى واحده بتقول إسمها هاله عاوزاكى.
ردت إنعام،التى سمعت بكاء تلك الصغيره بالهاتف،وقول هاله لها:إلحقينى يا ست إنعام زينب مش مبطله بُكى ومش عارفه اعمل معاها أيه.
ردت إنعام:إدينى عنوانك.
بالفعل أخذت أنعام عنوان هاله وذهبت لغرفتها وبدلت ملابسها،وحين خرجت من الغرفه وجدت مهره تقف امامها قائله:هاجى معاكى يا مرات خالى.
كانت إنعام سترفض،لكن خافت ان تفعل مهره بنفسها شئ سيء أثناء غيابها فوافقت وأخذتها معها.
بالفعل دقائق كانت الاثنتان أمام تلك الشقه التى تسكن فيها هاله،فتحت لهن،ودخلن،قالت إنعام لهاله:فى ايه بتبكى إنتى كمان ليه؟
ردت هاله:زينب مش مبطله بكى معرفش ليه.
أخذت إنعام زينب من هاله وقالت لها شكلها جعانه،مرضعتهاش ليه؟
ردت هاله:أنا رفقتها على صدرى،بس للأسف لسه صدرى منزلش فيه لبن،وصفوت إستشار دكتور أطفال على نوع لبن لها وحضرته ليها بس مش راضيه ترضع من البيبرونه ومش مبطله بكى،أنا خايفه عليها قوى.
ردت إنعام:هو فى نسوان اللبن بيتأخر نزوله عندها شويه كنا زمان بنرضع لبعضنا،دلوقتي…..
لم تكمل إنعام قولها لهاله حين سمعن مهره تمد يديها تأخذ زينب من يد إنعام قائله:
هرضعها أنا.
بالفعل تركت إنعام زينب لمهره التى حملتها وسارت بضع خطوات تنظر لها ببسمه وجلست على أحد المقاعد ورفقت زينب لصدرها،التى سُرعان ما ألتهمت زينب صدرها  تتغذى من حنانهُ الى أن شبعت ونامت بين يدي مهره 
تعجب الاثنتان من ذالك لكن تبسمت إنعام وهى ترى بسمه بعين مهره.
تكرر هذا كثيراً الأيام التاليه،كانت تذهب مهره تُرضع زينب التى كانت تمتثل لصدر لمهره حتى عن صدر والداتها
الى يوم سبوع زينب 
تفاجئت إنعام بزيارة رضوان ومعه رفعت،
تبسمت إنعام وأخذت رفعت معها للسبوع 
كانت حفلة سبوع صغيره مجرد تفاريح من أجل تلك الصغيره،كانت إنعام تجلس وعلى ساقيها تحمل زينب.
إقترب رفعت منها ونظر لهاقائلاً:  
دى صغننه قوى يا جدتى أنا عاوز أشيلها.
ردت مهره:لأ بلاش لا توقع منك.
تبسمت هاله امام إصرار رفعت وقالت لأنعام:خليه يشيلها وانا هسندها معاه.
بالفعل أخذت هاله زينب من إنعام واعطتها ل رفعت الذى حملها مبتسماً  وضع إبهامه بكف يدها فأطبقت عليه 
ليقول: شوفتى يا تيتا زينب فى إيدها شامه زى اللى فى أيد رحمه أختى، أنا هتجوز زينب بس لما تكبر شويه.
تبسمن له،لتمر أيام وشهور كانت مهره على تواصل مع هاله،الى أن فرقتهم الأيام لتعود الحياه وتجمع الأم وإبنتها بالرضاعه.
بالعوده للحاضرــــــــــــــــــــــــ
عادت مهره تشعر بقهر،ليس أقل من شعور نعمان،المقهور يوم ان علم أنه كان لديه طفل من حبيبة عمرهُ علم انه فقده ملاك صغير.
إزداد الحقد بقلب نعمان وقال:زمان كنت ضعيف يا مهره وهربت خوف على أمى وأختى كنت جبان  النهارده أنا مش  ضعيف  ولا جبان أطلبى الطلاق من هاشم يا مهره لازم نبدأ نصلح أخطاء الماضى وأول خطأ هو جوازك من هاشم اللى لازم ينتهى،لازم يعود الحق لأصحابه وأول حق إنتى يا مهره لازم ترجعى لمهره القديمه،المهره الآبيه. 
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالطائره 
نظر رفعت للنائمه على المقعد المجاور له تبسم وهو يتذكر قبل ساعات 
بالسرايا
فلاشــــــــــــــــــــــــــــــــــ،،، باك. 
دخل رفعت الى غرفة زينب بعد أن سمحت له بالدخول، وجدها واقفه بالقرب من المرآه تُصفف شعرها، تبسم قائلاً: 
صباح الخير. 
نظرت زينب لأنعكاسه فى المرآه قائله بتهكم: 
صباح النور… غريبه أول مره تخبط عالباب قبل ما تدخل أوضتى! 
تبسم وهو يقترب من مكان وقوفها قائلاً: مفيش زوج قبل ما يدخل أوضة مراته بيخبط عليها يا زوزى، وسبق وقولتلك دى كانت أوضتى القديمه، وأنا سايبك تنامى فى أوضه خاصه بيكى لوحدك بمزاجى، لو عاوز أجى أنام هنا مش هتقدرى تمنعينى وكمان لو عاوز أخدك تنامى معايا فى أوضتى برضو مش هتقدرى تمنعينى، إنتى مراتى. 
ردت زينب: إتفقعت مرارتك، روح للبومه ريما وخدها لأوضتك براحتك، أنا خلاص قررت فى أقرب وقت هسيب الشرقيه كلها، مشوفتش فيها يوم عِدل. 
رغم غيظ رفعت لكن تبسم قائلاً بتحدى: مين اللى هيسمحلك تسيبى الشرقيه، ناسيه إنك مرات رفعت رضوان الزهار… اللى بكلمه منه ينقل المحافظ ذات نفسهُ، بلاش تحدى يا عزيزتى وجهزى نفسك قدامنا سفر طويل. 
ردت زينب بتهكم: عزيزتك! 
وماله، سبق وقولتلك مش هسافر معاك يبقى طريقك صحراوى وبلاش تأخر نفسك بسببى. 
تبسم رفعت وهو ينظر لها وهى تنتهى من تصفيف شعرها ثم قامت ببرمه ولفه كعكه مُحكمه وثبتتها بأحدى دبابيس الشعر، ثم توجهت للفراش واخذت ذالك الوشاح وبدأت بلفه حول رأسها وتثبيته ببعض الدبابيس،ثم توجهت تجلس على أحد المقاعد  ترتدى حذائها الرياضي،ثم نهضت واقفه وتوجهت نحو تلك الطاوله وأخذت هاتفها وضعته بحقيبه صغيره،توجهت ناحية باب الغرفه لكن حين مرت من جوار رفعت،تفاجئت بلف يدهُ على خصرها أوقف سيرها
حاولت فك يدهُ قائله:سيبنى خلينى أروح للوحده وأنت كمان تشوف طريقك.
نظر لها بتحدى قائلاً:طريقنا واحد يا دكتوره،هتجى معايا سوهاج.
تبسمت ساخره تقول:”سوهاج بلد المواويل،سوهاج برج الزغاليل”
أبقى هاتليى معاك زغلولتين وانت جاي اوعى إيدك.
حاولت زينب إبعاد يد رفعت عن خصرها،لكن هو تمسك به وتبسم على قولها،وقال:
خليكى فاكره إنى حاولت معاكى بالذوق،لكن إنتى اللى إضطرتنى لكده.
لم تلحق الرد عليه حين شعرت برذاذ قريب من أنفها جعلها تغيب عن الوعى. 
حملها رفعت بين يديه وخرج من الغرفه متوجهاً لأسفل ينادى إحدى الخادمات التى آتت له مُسرعه 
حين رأتهُ يحمل زينب قالت بخضه:مالها الدكتوره هى تعبت تانى.
رد رفعت:لأ الدكتوره بخير عاوزك تطلعى أوضتها عشر دقايق تكونى نازله بشنطة هدوم فيها كم غيار داخلى وخارجى لها ومتنسيش جهاز قياس السكر وكمان علبة حُقن الانسولين.
تبسمت الخادمه وفعلت ما قالهُ لها وعادت إلى مكان وقوفه بالسياره بحديقة السرايا وأعطته الحقيبه ليغادر رفعت ومعه زينب النائمه حتى أنهما صعدوا للطائره ومازالت هى غافيه.   
بــــــــــــــاك،، 
عاد رفعت من تذكره يبتسم وهو يرى زينب  
بدأت تعود لوعيها تدريجياً، الى أن فاقت تشعر بآلم طفيف فى عُنقها، وضعت يدها تدلكهُ، نظرت لجوارها وجدت رفعت قالت بتهجم: بخيت فى وشى أيه يا همجى. 
تبسم رفعت يقول: قولتلك اللى أنا عاوزه  هو اللى هيتنفذ وأهو أنتى معايا فى الطياره هنروح سوهاج. 
ماذا قال….طائره!
فزعت ونظرت الى جوارها شباك فعلاً  الطائرة بالسماء تمُر جوار السحاب نهضت واقفه بفزع تقول بصوت عالِ: نزلنى 
أنا عاوزه أنزل دلوقتي  من الطياره  أنا مش بحب ركوب الطيارات بقولك نزلنى  فين طيار الطياره دى هاتلى سواق الطياره أنا لازم أنزل دلوقتي. 
وقف رفعت يقول بذهول: زينب إهدى طياره إيه اللى تنزلى منها دلوقتي  مفكره نفسك راكبه ميكروباص. 
نظرت زينب  ل رفعت وقالت له: لازم انزل دلوقتي  هتخنق. 
قالت هذا وتركت مكانها وسارت بالطائره تبحث عن الباب 
الى ان وجدته  وضعت يدها تحاول فتح باب الطائره لكن لم يفتح تضايقت  تتحدث بتهجم وصوت عالى  بسببه أتى طيار الطائره والمضيفات وبعض الركاب أيضاً
حاول رفعت التحدث معها بهدوء يطمئنها لكن لا فائدة، حتى طيار الطائره  هو الآخر حاول تهدئتها قائلاً: 
إهدى يا مدام  إحنا خلاص قربنا كلها نص ساعه و نوصل لمطار سوهاج. 
ردت بإستهجان: لا نص ولا ربع  أنا عاوزه أنزل دلوقتى  إفتحلى باب الطياره. 
ردت الطيار: حضرتك ده باب طياره مش باب ميكروباص وهتنزلى إزاى  من الطياره هتنطى بالبراشوت. 
نظرت زينب له قائله بسب: نفس كلمة الهمجى رفعت إنت حقير وهمجى زيه وأكيد متفق معاه  بقولك نزلى من الطياره لصور لكم قتيل دلوقتي. 
ردت إحدى المضيفات: ممكن تهدى يا مدام وتجى معايا تشربى عصير وهتهدى  متخافيش إحنا خلاص قربنا….. 
قاطعتها زينب قائله: بقولكم حد يفتح  باب الطياره أنا هنزل دلوقتي  يعنى هنزل دلوقتي. 
رد الطيار: يامدام إحنا فى الجو إزاى عاوزانى أفتح باب الطياره  حضرتك بكده بتعرضى الطياره والركاب للخطر ممكن تسمعى الكلام وترجعى لمكانك وحاولى تسترخى.
ردت زينب:بقولك إفتح باب الطياره لاديك حقنة هوا أخليك أنت تسترخى انا معرفش ركبت الطياره دى إزاى أصلاً،أكيد الهمجى خدرنى.
كان رفعت يقف يحاول تهدئتها رغم شعوره بالكسوف لكن زينب أعطته الحل لتلك الهيستريا التى بها
 بكلمة
(خدرنى)….إذن المخدر..من الجيد أنه مازال بجيب بنطاله بالفعل أخرج المخدر وأحتوى جسدها  وقال: 
زينب 
نظرت له
سريعاً قام برش رذاذ على وجهها سرعان ما غابت عن الوعى وهى واقفه بين يديه.
سندها رفعت وأعتذر من الطيار وتلك المضيفات وبعض الركاب اللذين تبسموا  وتنهدوا براحه. 
رد الطيار:لأ حضرتك خلاص مش مشكله قابلت حالات زى المدام قبل كده تقدر ترجع بيها لأمكانكم لأن خلاص قربنا عالهبوط بمطار سوهاج.
بالفعل حملها رفعت وعاد لأماكنهم بالطائره 
وجلس جوارها،يُعيد ما حدث قبل دقائق وتهجمها على الطيار وإصرارها على النزول من الطائره،تبسم تلك الشرسه تُثير جنونه.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل هاشم الزهار
دخل وسيم الى غرفة مهره، نظر لوجهها تبدوا عليه الدموع وكما ان عيناها حمرواتين منتفختان كذالك أنفها. 
شعر بغصة قويه فى قلبه وأقترب منها بتلهف ووضع يدهُ فوق يدها قائلا:  ماما مهره مالك أيه اللى مزعلك قوى كده؟
نفضت مهره يدهُ قائله:مزعلنى حالك المايل  وخيبتك لما تفكر تربط حياتك بواحده من نوعية لمى بنت هشام الزهار،قولى سبب واحد يخليك ترمى نفسك فى التهلكه معاها،مش خايف تعمل فيك زى أختها مع عملت مع رفعت قبل كده وسافرت لليونان وطلبت الطلاق وهى هناك.
رد وسيم:من فضلك يا ماما بلاش طريقتك دى فى الكلام معايا،أنا مش عيل  صغير و مش عارف مصلحته، دى مجرد خطوبه مش جواز، علشان تقولى كده، ولمى مش زى ريما، حتى لو زيها حصرتك شايفه ريما راجعت تانى لهنا ندمانه واكيد لمى مش هتعمل زى أختها وترجع تندم تانى على اللى ضيعته. 
نظرت مهره له قائله: ريما ندمت بعد فوات الاوان وكفايه ربنا نجى رفعت منها وبعتله الدكتوره اللى تصون شرفه وكرامته وهيبته قدام الكل. 
صمم وسيم قائلاً: مالوش لازمه طريقتك دى يا ماما وخلاص لمى اتصلت على عمى هشام انه يجى لهنا علشان الخطوبه، ومقدرش أخلف وعدى ليها، أنا لازم أروح للاستطبل دلوقتي، مواعيد علاج الخيل المريضه. 
قال وسيم هذا وفر هارباً من أمام مهره 
التى قالت بتوعد: على جثتى لو الجوازه دى تمت، مفيش غير رفعت هو اللى يقدر يوقف المهزله دى، ياريت  ميطولش فى سوهاج ويرجع قبل النكسه دى ما تحصل. 
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد فنادق سوهاح الفاخره 
بأحد الغرف 
وضع رفعت زينب على الفراش تنهد بارتياح وهو ينظر لها، لثوانى أعاد ما فعلته بالطائره وتلك الهيستريا التى إنتابتها… ضحك
تلك الشرسه التى تناطحهُ هو وغيرهُ بلحظه كانت تشعر بالرهبه هو ظن أنها لا تخشى من أى شئ مُخطئ فلكل إنسان مهما كانت قوته نقطة ضعف  
تلك الشرسه لديها رُهاب الطائرات… 
فى ذالك  الأثناء صدح هاتف رفعت 
نهض بعيد قليلاً وقام بالرد على من يُهاتفه، وتحدث معه بترحيب، وانهى قوله: تمام ربع ساعه ونتقابل فى مطعم الأوتيل. 
اغلق رفعت الهاتف وعاد يقف أمام الفراش ينظر لتلك النائمه، فكر عقلهُ لو خرج وتركها بالغرفه وفاقت وجدت نفسها وحدها بالغرفه ماذا ستفعل
ليس عليه التفكير كثيراً  هنالك طريقه واحده لضمان بقائها نائمه الى أن يعود
أخرج ذالك المُخدر من جيبه ونظر له بإبتسام قائلاً: معليشى يا زوزى مُجبور علشان أضمن أرجع من غير ما الاقى الامن واقف فى الأوضه بتهزأيه. 
قال هذا وقام برش المخدر على وجهها، خرج من الغرفه متوجهاً لمطعم الفندق للقاء ذالك الشخص . 
………….ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالاسكندرية 
رغم ان الشمس للتو غابت ومازل هنالك ضوء بسيط….  لكن ذالك المكان مُظلم بسواد كسواد قلب ذالك النائم بالغرفه
والذى نهض يُشهر سلاحه بوجه من دخل للغرفه،لكن سرعان ما أضاء نور الغرفه يرى من وقال:
إنت؟!
رد الآخر أيوا أنا يا هاشم،انا هشام أخوك،قولى سبب إصابتك برصاصه فى كتفك مصدق إنى صدقت إن طلع عليك شوية بلطجيه فى الطريق وإنت جاي لأسكندريه وكمان إتأكدت بسبب السلاح اللى معاك ده،يعنى ببساطه لو كان طلع عليك بلطجيه ومعاك السلاح ده كنت عرفت تتعامل معاهم قولى الحقيقه.
رد هاشم بتأكيد:زى ما قولتلك،هما شوية قطاعين طرق وبعدين إنت هتحقق معايا أنا غلطان إنى جيت لهنا. أنا هقوم ألبس وأرجع الزهار تانى غلطان إنى كنت جاي اطمن عليك.
ضحك هشام بسخريه:إنت كنت جاي تطمن عليا،كدبه ظريفه دى عالعموم إنت حر
أنا كنت جاي أقولك إن لمى من شويه إتصلت عليا وخلاص هى ووسيم هيعملوا حفلة خطوبه عالضيق كده بعد خمس ايام هناك فى الزهار.
ضحك هاشم ساخراً:بنتك طلعت ذكيه وعرفت توقع وسيم مش زى الغبيه التانيه اللى بدل ما كانت تضمن رفعت وتسيطر عليه،ضيعته من إيدها بسبب نزواتها وحبها لعيشة الحريه لأ وراجعه بعد ما إتجوز.
رد هشام:تفتكر فى واحده تقدر تسيطر على رفعت معتقدش،بطل كلامه ده وسيب بناتى فى حالهم،كفايه اللى حصل زمان من رضوان لما فكر يساوم چاكلين إنها تتطلق منى وتتجوزه فى مقابل إنه يجيب لها الجنسيه المصريه، حتى لو كان ده صحيح مكنش لازم أطاوعك وأشاركم فى اللى حصل، أنا بندم فى اليوم ألف مره فى النهايه خدت أيه غير الندم على مشاركتى فى جريمه، أملاك رضوان فضلت بأسم ولاده اللى رجعوا وزودوا كل الاملاك الضعف كنت شيطان ودخلتلى فى لحظة ضعف من ناحيه كنت بنتقم ومن ناحيه تانيه طمع وفى الآخر أنا اللى خسرت كل شئ وبعدها بفتره قصيره چاكلين طلبت الطلاق ورجعت لليونان.
سَخِر هاشم بتهكم قائلاً:يظهر نوع الويسكى اللى بتشربهُ اليومين دول مغشوش ولا نسيت أنا مأجبرتكش على حاجه إنت اللى طمعك عماك.
رد هشام:طب أنا  كان الأنتقام والطمع فى أموال رضوان  كانوا عامينى وقتها إنت كان إيه السبب عندك أقولك السبب كان الغِل طول عمرك كنت بتغِل من رضوان،كنت عاوز تبقى مش بس  الأقوى لأ وكمان الأفضل،بس رضوان كان صاحب شخصيه قويه على كل اللى قدامهُ وده كان سبب إن تدخل شريك تالت معانا فى تحالف الشياطين، شريكك التالت  اللى كان خايف من سطوة رضوان اللى كان بسهوله ممكن ياخد من تحت إيده مكانتهُ السابقه أو حتى الحاليه. 
نهض هاشم قائلاً: إحنا التلاته بالماضى كان لينا أسباب فى كُره رضوان
قاطعهُ هشام قائلاً:
بس أنا الوحيد  اللى طلعت خسران، بلاش تخلينى أفتح فى الماضى اللى بحاول أنساه، سواء كان بالشُرب أو حتى الراهانات اللى بدخل فيها
أنا خارج ومش هرجع غير متأخر،عندك الشغاله أما تعوز حاجه إطلبها منها. 
غادر هشام وترك هاشم يشعر بالحقد الذى يزاداد فى قلبهُ فتح هاتفه النقال، نظر لتلك الرساله المبعوثه له، هى من چاكلين التى تهاجمهُ فى الرساله ولما قام بالأتصال عليها  سابقاً اليوم ربما يكون هاتفه مُراقب، كانت رسالتها مُختصره تخبرهُ فيها أن المُخطى فى إفساد تلك العمليه الضخمه سيعاقب بما يليق  بها فالكميه لم تكُن هينه وانه ربما يوجد خائن بالمنتصف. 
رجف قلب هاشم للحظات قبل أن يعود  ويتحكم الجحود والوعيد بقلبه وعقلهُ، الذى يُعيد  تذكُر تلك العينان الذى رأها على مقربه منه تصوب النار عليه،رفعت كذب أنه ترك عملهُ بالشرطه البحريه، كان بإمكان أحدهم النيل من الآخر وقتله، لن يتوه عن عين رفعت الذى رأها من خلف ذالك القناع الذى كان على وجهه تلاقت نظرة عيناه مع رفعت الذى سيندم كثيراً  أنه لم يستغل الفرصه ويقتلهُ،الآن تضاعف الحساب رفعت سيدفع الثمن… ليس فقط بسبب تلك الرصاصه، هنالك الطبيبه التى خطفها من أمامه
  وأخيراً إفساد تلك العمليه التى قد تودى بحياتهُ رفعت هو من بدأ بالعداء.   
توعد هاشم  لن ينتهى  قبل أن يُنهى حياة رفعت ولو كان آخر شئ يفعلهُ بحياته
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسوهاج. 
بدأت زينب تستعيد وعيها  ، رويداً رويداً 
تشعر بخمول، لكن قاومته وإستقظت فتحت عيناها هى نائمه على فراش جالت عيناها بالمكان  وجدت نفسها  بغرفه تبدوا وثيره بديكور مميز تنهدت قائله:تلاقى الحقير الهمجى هو الطيار اللى زيه رمونى من الطياره،يلا أحسن  
أكيد أنا دلوقتي فى الجنه وهرتاح من وش الهمجى لأنه مستحيل يدخل الجنه.
ضحك رفعت الذى دخل الى الغرفه قائلاً:للأسف إحنا سوا فى سوهاج يا عزيزتى.  
رفعت زينب رأسها عن الوساده ونظرت له قائله: أيه عزيزتى اللى طالعلى فيها دى كمان
إزاى وصلت لهنا، أنا مش فاكره غير إنى كنت واقفه وراء باب الطياره. 
تبسم رفعت ووضع يده بجيبه وأخرج ذالك البخاخ قائلاً: البركه فى ده، له مفعول سريع جداً. 
نظرت زينب ليد رفعت قائله: منوم طبعاً، يعنى جبتنى لهنا بالغصب، بس تصدق كويس أهو آخد جوله هنا يمكن يعجبنى المكان هنا أطلب نقلى من الشرقيه لسوهاج. 
نظر رفعت لها بغيظ لكن كبتهُ قائلاً: أنا من شويه طلبت عشا، انتى طول اليوم تقريباً مأكلتيش لازم تاكلى ليجيلك هبوط وكمان جبت ليكى ده. 
قال رفعت هذا وأعطى لها ما بيده، أخذته قائله: 
أيه اللى فى الكيس الأسود ده. 
رد رفعت: أفتحيه وشوفى فيه أيه. 
فتحت الكيس وجدت كيس آخر بالفطره علمت ما به،نظرت ل رفعت قائله:ده بونبونى.
جلس رفعت على الفراش قائلاً:قولت لما هتصحى أكيد من الغيظ هينخفض السكر جبت ليكى حاجه حلوه تعدل مزاجكك. 
نظرت  زينب له بغيظ وفتحت الكيس وأخذت واحده وضعتها بفمها
 قائله: بس ده نوع بونبونى مميز وكمان بنكهات مختلفه،أهو اللى يجى منك أحسن منك. 
تبسم رفعت ومد يدهُ كى يأخذ واحده من البونبون،لكن 
أغلقت زينب الكيس.
تبسم قائلاً:دا أنا اللى جايبهُ عالعموم مش عاوز،أنا هقوم آخد شاور على العشا ما يجى،وكمان حاسس هدومى ريحتها بنج،طبعاً إنتى بالنسبه ليكى البنج زى البرفان.
نظرت له ثم وضعت إحدى البونبونيات بفمها تمضُغها باستمتاع دون الرد عليه. 
ضحك ونهض ذاهباً للحمام، لكن توقف للحظه يقول: 
آه بلاش تكترى فى آكل الحلو ليسد نفسك عن العشا ولا تجيلك كريزة سكر مره تانيه. 
لم تنظر له زينب ووضعت قطعه أخرى بفمها دون الرد عليه هى تعلم أنه يستفزها بالقول. 
بينما تبسم رفعت وقال بخبث وهو ينظر لها بوقاحه:آه نسيت اقولك إبقى إلبسى بقية هدومك 
قبل ما  تفتحى الباب  للروم سرڤيس مش معقول هتفتحى لهم بهدومك الداخليه.
قال هذا  ودخل الى الحمام مباشرةً يضحك قبل أن يسمعها تسبهُ.
إنتبهت زينب ونظرت لنفسها وجدت نفسها بملابسها الداخليه فقط..
إغتاظت قائله:همجى حقير. 
ثم رمت غطاء الفراش بقوه من عليها ونهضت وجدت بقية ملابسها موضوعه على أحد مقاعد الغرفه، إرتدتها سريعاً وهى تسب رفعت، لكن قطع وصلة السَب، طرق على باب الغرفه، وضعت وشاح رأسها عليها وذهبت تفتح الباب. 
دخل فرد من العاملين، ومعه طاولة طعام صغيره. 
ثم وقف مبتسماً يقول: تأمرى بشئ تانى يا أفندم. 
ردت زينب: لأ شكراً  ، بس إستنى لحظه. 
نظرت زينب حولها بالغرفه، وجدت حافظة مال خاصه رفعت موضوعه على أحد الطاولات جوار الفراش،فتحتها وأخذت منها بعض المال وأعطته للعامل مبتسمه.
تبسم لها وشكرها وغادر.
بينما وقعت حافظة المال من يد زينب على الارض ووقع المحتوى الذى كان بها 
إنحنت تجمعهُ،لكن لفت نظرها تلك الصوره 
الصوره كانت لها وهى تدخل الى الوحده الصحيه لأول مره
إذن لم تكن المره الاولى الذى رأها فيها يوم أن كاد يدهسها بجوادُه هو كان يعرف وقتها من تكون؟ 
 تعجبت لكن سُرعان ما وضعت الصوره بالحافظه مره أخرى  هى وغيرها من المحتويات ثم وضعت الحافظه بمكانها على الطاوله مره أخرى.
فى ذالك الحين خرج رفعت من الحمام بمئزر حمام،وبيده منشفه أخرى يُجفف  بها الماء من رأسهُ. 
تبسم حين وجد طاولة الطعام 
وقال:كويس إنهم جابوا العشا بسرعه أنا جعان جداً على فطورى من الصبح، وهلكان كماز لكن إنتى طبعاً صايمه من الصبح يا بختك مقضيه اليوم كله نوم.
تبسمت له بسخافه  وخلعت الوشاح عن رأسها،وجلست أمام طاولة الطعام وبدأت تأكل 
تبسم رفعت وجلس هو الآخر يأكل معها  يحاول مشاغبتها وجذبها للحديث  معه، لكن كانت تلتزم الصمت، الى أن نهضت من أمام الطعام قائله: شبعت هروح آخد شاور، طبعاً جبتلى معاك هدوم تانيه، ولا تكون نسيت. 
تبسم رفعت يقول: لأ نسيت ممكن تلبسى من هدومى عادى جداً، أنا أما نرجع من هنا مش هلبسها تانى. 
ردت عليه بغيظ قائله: ليه شايفنى جربانه ولو لبست هدومك هسيب فيها العدوى،وانا أساساً لو هفضل من غير هدوم مستحيل ألبس من هدومك،ذوقك مش بيعجبنى أساساً.
تبس رفعت يقول:تمام يا ملكة الاناقه،وانا مش هبقي مبسوط وأنا شايفك عريانه سبق وقولت جسم بلاستيك.
أغتاظت زينب منه وقامت بزغده فى كتفه قائله:بطل طريقتك الإستفزازيه دى معايا أنا مغصبتش عليك تجيبنى معاك هنا إنت تعتبر خطفتنى أساساً وو….
قاطعها رفعت قائلاً:فى شنطة هدوم ليكى فى الدولاب.
نظرت له بغيظ وذهبت الى الدولاب وفتحته وأخرجت منه حقيبه صغيره،أخرجت منها منامه وبعض الملابس الداخليه وذهبت الى الحمام،ولم تغيب كثيراً،خرجت لم تجد طاولة الطعام بالغرفه،حتى رفعت لم يكن بالغرفه لكن باب الشرفه مفتوح وتسمت صوته، ربما يتحدث مع أحداً بالهاتف 
صففت شعرها وتوجهت الى الفراش ونامت عليه.
بينما رفعت كان يتحدث بالشرفه قائلاً: 
خير يا محمود بتتصل عليا ليه؟ 
رد محمود: بتصل انبهك الراجل اللى فى اليونان بيقول إن فابيو بنفسه نازل مصر الأسبوع ده، وأكيد أنت أول واحد فى قايمة زيارته لمصر بسبب ريما اللى قاعده عندك فى السرايا. 
رد رفعت: يشرف حتى ياخد أمانته معاه انت عارف إن ريما خلاص مبقتش يهمنى أمرها، هى اللى اختارت فابيو من البدايه وسابتنى وراحت لعنده، بتحب الراجل اللى يمشيها على هواها، بس وقعت فى جحيم فابيو، بس غريبه أنا توقعت چاكلين هى اللى تنزل لمصر؟ 
رد محمود:  وانا كمان كنت متوقع كده، بس الراجل اللى لينا هناك بيقول إن نزول فابيو هيحط هاشم فى خط المواجهه، لو چاكلين اللى كانت نزلت هاشم كان هيلعب على نقطة ضعفها معاه، لكن فابيو معندوش نقطة ضعف، وعنده إستعداد يقتل حتى أبوه زى ما عمل إبن القبطان قبل كده،نزول فابيو هيقلب الدنيا،وكمان هو عامل زى البركان  ماكان ما بيروح لازم يحصل فوران وكوارث. 
رد رفعت: فعلاً  فابيو، ملقب بالبركان وأكيد مش السبب الرئيسى وجود ريما فى مصر، فابيو نقطة ضعفه الوحيده هى ريما، وأنا مش ناوى أقف قصادها علشانها أنت عارف إنها متهمنيش من الأساس. 
رد محمود: تمام أنا بس حبيت اعرفك بأخر الاخبار اللى وصلتنى ونكون على تواصل. 
تبسم رفعت يقول: تمام. 
أغلق رفعت الهاتف ونظر أمامهُ لمياه النيل الامعه تنهد وتنفس ذالك الهواء المُنعش وتبسم وهو يتخيل عصبية زينب حين ينام لجوارها على الفراش، يعلم بالنهايه ستسمح له، لكن هو يعشق مشاكستها معه 
بعد لحظات
  دخل  الى الغرفه وأغلق باب الشرفه وأطفئ نور الغرفه وظل ضوء خافت بالغرفه،خلع عنه ذالك المئزر وتسطح على الناحيه الأخرى من الفراش،كانت لا تزال زينب مستيقظه،نهضت جالسه تقول له:
إنت هتنام جانبى عالسرير.
تحدث ببرود:شايفه فى سرير تانى فى الاوضه أنام عليه،متخافيش مش هقرب منك ماليش مزاج،بقول تنامى  أفضل ليكى.
ردت زينب:مالكش مزاج لأيه وأيه تنامى أفضل ليكى،وإن منمنتش هتعملى أيه،ليه محجزتش لينا أوضتين من البدايه.
تنهد رفعت قائلاً:أنابعد اليوم الطويل المرهق ده محتاج أنام مش أتجادل معاكى فى تفاهات ،فانا هديكى ضهرى وهنام تصبحى على خير.
ردت زينب:يكون أفضل برضو،متصبحش على خير وتحلم بكوابيس تقومك من النوم مفزوع.
تبسم رفعت دون رد وهو يشعر بإستلقاء زينب على الفراش،توقع أنها لن تنام لكن كعادتها مجرد أن تضع رأسها تنعس،
إستدار ينظر لوجهها مبتسماً وأقترب يستنشق أنفاسها بقبله هادئه ليغوص بعدها فى نوم هانئ.
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 بسرايا الزهار 
بجناح رامى.
خرج رامى من الحمام،يرتدى شورت فقط،نظر لمروه التى تجلس على الفراش تتابع شئ على هاتفها،حتى أنها لم تنتبه لخروجه،صعد لجوارها على الفراش وقام بضم جسدها له.
إنخضت مروه.
تحدث رامى: أيه اللى فى الموبايل سرحانه  فيه كده لدرجة محستيش بيا لما جانبك عالسرير؟!
ردت مروه:سرحانه فى خالو نعمان وعمتك مهره،أنا نفسى أعرف حكايتهم القديمه،وكنت هعرف بس تيتا إنعام قالتلى سيبهم لوحدهم وتعالى معايا،أنا لاحظت عمتك مهره كانت بتعيط وكمان خالى كانت عنييه مدمعه،نفسى اعرف سر الماضى اللى بينهم.
رد رامى وهو يجذب مروه لصدره وينام على الفراش قائلاً: وأنا كمان عاوز اعرف من باب الفضول حتى لكن واضح أنه سر يخصهم لوحدهم.
تبسمت مروه قائله:فعلاً حتى لما سألت ماما اتهربت منى ومجاوبتش عليا، بس مقولتليش عمتك مهره كانت عاوزه رفعت ليه، أكيد قالتلك. 
رد رامى:ده موضوع خاص ب وسيم هيخطب لمى توأم ريما وهى مش موافقه على كده،وكانت عاوزه رفعت يقنع وسيم ينهى الخطوبه دى قبل ما تتم.
ردت مروه:فعلاً عندها حق أكيد لمى نفس نوعية ريما البومه بالظبط،شخصيه مستفزه صعب تتعاشر معاها،وملهاش غير فى التفاهات زى أختها اللى بتلقح عليا أنا وزينب.
تبسم رامى يقول:وده نفس رأيي أنا ورفعت،لمى مش اللى تنفع تشارك وسيم حياتهُ،بس هو مصمم أنا مستنى رفعت يرجع وهحاول انا ورفعت نقنعه يعدل عن الخطوبه دى،لمى مش من النوعيه اللى تحترم فكرة إن الجواز حياه كامله،مش مظاهر فارغه أو سرير بس زى نوعية لمى وريما،أنا عاشرت ريما ولمى لفتره فى إسكندريه وقت ما كان رفعت متجوز ريما،مكنوش على إتفاق بسبب شُغله فى الشرطه والبحر هى عاوزه زوج متفرغ لها،وفسح ومناسبات إجتماعيه ومظاهر فارغه،زى الهدايا الغاليه اللى طبعاً قصادها لحظات رومانسيه،انا معرفش سبب قبوله بالجواز من ريما من البدايه متأكد أنه مكنش بيحبها،ومع ذالك إتجوزوا لفتره مش طويله أقل من ست شهور وفجأه طلبت الطلاق ورفعت وافق بدون ندم وبعدها ريما سافرت اليونان ولحقتها لمى،ومرجعوش غير من فتره صغيره،لمى حاولت معايا قبل كده وقت ما كان رفعت متجوز من ريما،بس أنا وقفتها عند حدها وقولت لها إن قلبى مع غيرها،تعرفى ردها وقتها كان أيه؟
قالتلى عادى جداً فى جوازات كتير قامت من غير حب وإستمرت وبدأت تزيد فى وتيرة إغرائها ليا،بس فشلت فى كده،أنا مش من النوع اللى بيجرى وراء غرايزه وقولت لها تريح نفسها أنا راسم فكره تانيه عن الجواز فى دماغى.
نظرت مروه ل رامى بسؤال قائله:أيه فكرتك عن  الجواز  يا رامى؟ 
رد رامى: فكرتى نفس اللى شوفته وأتربيت عليه بين بابا وماما،زوجين متافهمين ومتألفين بينهم موده وحب،أنا مش عاوز جسم ست علشان أكمل بيه غريزه 
 أنا مجتاج لست تشاركنى كل دروب الحياه،سعاده وحزن وأمل وتفاؤل،مش ست انا بالنسبه لها بنك يكلف على مظاهر فارغه قصاد شوية لحظات رومانسيه،سهل أخدها من أى عاهره ووفر على نفسى أنى أنسبها لنفسى زوجه.
نظرت مروه ل رامى بأعجاب قائله: وأنا بالنسبه لك كنت الزوجه دى؟
نظر رامى لمروه قائلاً:أنا بعترف إنى وافقت رفعت لما قالى نرجع لهنا فى البدايه علشان أشوفك تانى،مكنش فى بالى إنى بحبك،كنت مفكر إنك مجرد صديقة الطفوله،لحد لما إتقابلنا صدفه،وقتها ملامحك كانت إتغيرت للأجمل بس عرفتك وناديت عليكى ولما وقفتى قدامى وعملتى نفسك متعرفنيش حسيت بغربه فى قلبى  وقتها وإضايقت جداً،وبدأت أطاردك فى السكك فى البدايه علشان بس أفكرك بيا،ولما قولتلى أبعد عن طريقك وأخلى ذكريات الطفوله اللى بينا بنفس النقاء القديم قولت تبقى لسه فاكرانى مع الوقت كنت بغرق قصاد رافضك المستميت كان عشقك بيتوغل فى قلبى مروه انا معرفش أمتى عشقتك من وإحنا لسه أطفال ولا لما رجعت هنا وشافت عنيا أجمل صبيه.
تبسمت مروه قائله: يعنى انا الوحيده اللى سكنت قلبك مفيش أى بنت أيام ما كنت فى إسكندريه فكرت إنك تحبها،ولا حتى مشاعرك إتحركت ناحيتها. 
تبسم رامي قائلاً: أبقى كذاب  لو قولتلك مفيش بنات دخلت حياتى وفكرت فى وقتها إن ممكن تجمعنى بها قصة حب، بس دايماً كان فى لحظه فارقه مع كل قصه فى نهايتها كانت بتجى صورتك قدامى وبعمل مقارنه، بعدها كنت بحس إن الأفضل التراجع، نهاية القصه معروفه يومين تسالى وبعدها كل واحد هيكمل فى طريق تانى. 
ردت مروه:  وأنا مش يمكن مع الوقت تكتشف…… 
لم تُكمل مروه حديثها حين أكمل  رامى حديث من نوع آخر بقُبلاته العاشقه، ثم ترك شفاها ينظر لعينيها قائلاً: سبق وقولت الوحش المسخ عشق الجميله وكان فى إنتظارها علشان يقدر يسترد جزء من وسامته بس هى غابت عنه كتير وكانت عاوزه تهرب منه وفكرت فى الإنتحار. 
ردت مروه بغصه: هتصدقنى يا رامى أنا مش فاكره إزاى وقعت من على سطح البيت، كل اللى فاكراه أنى  كنت عالسطح بتاع البيت بمشى قصاد القمر وبعدها مش فاكره أيه اللى حصل كأن عقلى فصل بعدها، بس أنا متأكده إنى….. بحبك يا مسخ ومن زمان يمكن من قبل إنت ما تفكر تحبني،حبيت رامى صديق الطفوله،إبن الزهار الصغير المتواضع اللى كان بيلعب مع بنت السايس اللى بيشتغل عنده فى الأستطبل. 
تبسم رامى قائلاً:الكل قدام العشق بيتساوى يا مروه،وأنا عشقتك.
قال رامى هذا وأنهى قوله بقُبلات شغوفه بالعشق تبادلها هو ومروه يعزفان ألحان سيمفونية عشق بليلة عشق هانئه.  
….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أشرقت شمس صباح يوم جديد 
بسوهاج. 
أستيقظ رفعت من نومه المُريح ليلة أمس، نظر لجوارهُ على وجه تلك الشرسه صاحبة ملامح تمزج بين الملامح الرقيقه والشرسه، تعجب كيف مازالت نائمه بعد نومها لٔاوقات طويله بالأمس، لكن تبدوا هذه عادتها هى تنام سريعاً وبراحه. 
إقترب منها ولف يديه حول جسدها. 
شعرت زينب بيدي رفعت فتحت عيناها وتبسمت ثم غفت عيناها مره أخرى. 
تبسم رفعت همس بالقرب من أذن زينب: صباح الخير، يا زوزى. 
تنهدت زينب وفتحت عيناها قائله: صباح النور. 
تبسم رفعت وهو ينظر لشفاها بعطش.
ضم جسدها بين يديه وإلتقط شفاها يُقبلها بنهم يستقى  من نداها، للعجب زينب لم تمانع هى الأخرى، ظلا يُقبلها لوقت ترك شفاها ودفن رأسه بعنقها يقبله هو الآخر، يستنشق أنفاسه على عنقها، وهى ممتثله له، بل مستمتعه بقبلاته الذى يوزعها على عنقها ومقدمة صدرها، حتى أنها لم تشعر بيده التى فتحت أزرار منامتها، شعرت بأناملهُ التى بدأت تسير، على جسدها، 
شتت بلماساته بين عقلها وقلبها، قلبها الخائن لعقلها الذى يعلم بمجرد ان تنتهى رغبته فيها، سيعود لوقاحته معها ويقول أنه لم يشعر بالأكتفاء وهو معها، لكن قلبها  يريد أن يخرجه من تلك النيران الذى  يسعى لها. 
…….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع ……
لقراءة الفصل السادس والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد