Uncategorized

رواية عروس من باريس الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سارة علي

    رواية عروس من باريس الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سارة علي

رواية عروس من باريس الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سارة علي

رواية عروس من باريس الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سارة علي

” يعني دول ولاد عمك ..؟!”
سألها اياد مندهشا لتومأ ليديا برأسها فيصمت اياد للحظات  قبل ان يسألها :
” طب هو فيه مشكله يعني ..؟!”
هزت ليديا رأسها واجابته بجدية :
” مفيش مشكله طبعا .. انا بس متفاجئة .. متخيلتش اشوفهم مره تانيه بعد هروبي منهم ..”
رد اياد بجدية :
” هي الدنيا كده .. صدقيني مهما كنتي بعدني عنهم كان هيجي يوم وتشوفيهم ..”
ثم مازحها قائلا :
” بس انتي طلعتي ماشاءالله غنية اوي يعني ..”
نظرت اليه وهي تبتسم بتكلف قبل ان تهتف :
” انا مليش علاقة بيهم يا اياد ولا هيكون ..”
هز اياد رأسه متفهما وقال :
” انا متفهم ده .. بس كان فيه حاجة محتاج اقولها وانا واثق انك هتفهميها ..”
نظرت اليه ليديا بترقب ليقول :
” بعد ما عرفت الحكاية كلها .. انا شايف انك ظلمتي والدك وعيلته بزياده .. كان ممكن ترجعي لفرنسا بس تفضلي تتواصلي معاهم ..”
لمح اياد الرفض على ملامحها فأثر الصمت فهذا الوقت غير مناسب لحديث كهذا على الاطلاق ..
رن هاتفه فقال :
” الجماعة وصلوا .. اروح استقبلهم  بقى .. لو مش حابة تشوفيهم دلوقتي تقدري تستريحي فمكان تاني ..”
لكنها رفعت ذقنها وهتفت بلكنتها الفرنسية :
” انا لن اترك عملي بسبب اي شخص كان  ..”
ابتسم اياد وانحنى لها بطريقة مسرحية كدلالة على اعجابه قبل ان يتجه الى المكان الذي سوف يستقبل به ضيوفه ..
تقدمت دوللي ناحية ليديا وهتفت:
” اسفة لاني تأخرت عليك ..”
ردت ليديا بجدية :
” لا بأس عزيزتي .. “
مرت خمس دقائق وجدت ليديا بعدها اياد يتقدم وبجانبه شخص يسير معه يتحدثان سويا .. شخص تعرفه جيدا خلفه فتاتان تعرف احداهما وخلفيهما شخص شعرت بتوتر غريب ما ان لمحته ..
رفع ادهم بصره لتلتقي عيناه بعينيها فيتوقف الزمن عنده للحظات ..
لحظات واستوعب كل شيء واخذ يقترب منها متأملا ملامحها التي تغيرت قليلا وقد صدمه وجودها هنا ..
لم تكن صدمة يوسف اقل والذي تملكه بدوره شعور الغضب .. لقد بحث عنها وابوه كاد ان يموت بسببها ..
وقف الجميع امامها بينما تأمل ادهم شعرها الذي استطال اكثر .. وجهها وجسدها الذي نحف بشكل مبالغ فيه حيث باتت تمتلك جسدا يشبه جسد الاطفال .. شعرها المرفوع على هئة ذيل حصان .. ملامح وجهها الخالية من المكياج كالعادة والتي تغيرت قليلا بسبب تلك النحافة الغريبة التي اصابت وجهها .. 
قال اياد بمرح كعادته متصنعا عدم معرفة صلة القرابة بينهم :
” ها يا ليديا .. الحجز باسم ادهم السيوفي ..”
أومأت ليديا برأسها وهي تعبث في حاسوبها وتنظر اليه بتركيز تحت وطأة نظرات  ادهم الذي يراقبها كالصقر ونظرات يوسف الحاقدة .. صبا التي ما زالت مندهشة وشاهي التي لا تعلم عن اي شيء ..
” كل حاجة تمام ..”
ثم اشارت الى دوللي قائلة بالفرنسية :
” احضري بطاقات الأجنحة الخاصة بضيوف السيد أياد ..”
اعطتها دوللي البطاقات لتهتف ليديا :
” شكرا دوللي ..”
ثم اعطت المفاتيح لاياد واشارت الى العاملين الذي جاؤوا لإيصالهم واخرون لحمل الحقائب ..
تحدث بعدما اخذ اياد المفاتيح :
” اقامة سعيدة ..”
ثم عادت بنظرها نحو حاسوبها ليتجهوا هم مع اياد الذي سار بجانب ادهم والباقون خلفهم ..
نظرت اليهم لتجد تلك الفتاة الغريبة تسير بجانب ادهم ممسكة بيديه بطريقة اثارت فضولها وهي تفكر ان تلك الفتاة خطيبته او ربما زوجته ..
……………………………………………………………..
دلف ادهم الى غرفته وهو يشعر بإضطراب غريب يسيطر عليه .. لا يصدق أنه رأها بعد كل هذا الوقت .. لقد قرر ان ينساها منذ ان علم برحيلها .. منذ أن استعاد وعيه من غيبوبة مشاعره التي كادت ان تهلكه .. فمشاعره كانت من طرف واحد ولولا انه سيطر عليها في اخر لحظة لأطاحت به كليا .. لقد تناساها طوال السنوات المنصرمة .. عاد الى حياته السابقة .. عمله ونجاحاته التي ازدادت .. اغمض عينيه وهو يفكر انه عانى كثيرا في بادئ الامر .. عانى من لوعة الاشتياق لها .. عانى من لوعة خمد جميع أماله بنيلها .. حتى استعاد سابق عهده .. اشهر طويلة اخذ يعمل ليلا و نهارا حتى لا يتذكرها .. لا يفكر بها .. ونجح في ذلك في النهاية .. صحيح لم ينسها وما زالت تسكن جزءا خاصا للغاية من قلبه لكنه استطاع ان يلغيها من عقله .. استطاع ان يستمر  وأن يرتبط بشاهي ايضا .. استطاع ان يبدأ اولى خطواته نحو حياة جديدة مع إمرأة اختارها بعقله وهو يدرك جيدا انها اكثر من تناسبه ..
والان عادت من جديد .. رأها واشتعلت مشاعره من جديد .. وهي باردة جامدة كعادتها ..
التوى فمه وهو يبتسم بتهكم مرددا داخله :
” لقد ضاع ما بنيته لسنوات .. “
لتحتد ملامحه بعد لحظات وهو يأمر نفسه وقلبه قائلا :
” لن يضيع شيء .. هي ماضي .. ماضي استأصلته بنفسي .. وما إستأصل لا يمكن ان يعود ..”
……………………………………………………..
فتح يوسف باب جناحه متسائلا عن هوية الطارق ليجدها صبا ..
نظرت اليه بإرتباك غريب عليها فهي دوما كانت واثقة معتدة بنفسها ..
نظر اليها متسائلا لتسأله بتردد:
” ايه رأيك نتعشى سوا ..؟!”
اجابها رافضا دعوتها :
” لا مش عايز .. مليش نفس ..”
” بس انت مكلتش حاجة من الصبح ..”
ثم اردفت بجدية :
” مش معقول هتنام من غير عشا ..”
رد عليها بجدية :
” مليش خلق يا صبا ..”
” كل ده عشان شفت ليديا ..”
رمقها بنظرات مستاءة دون ان يرد لتقول هي :
” اعذرها يا يوسف .. اكيد كان ليها اسبابها ..”
صاح منفعلا وكأن كلماتها تلك من أشعلت فتيل غضبه :
” اعذرها ازاي ..؟! ابويا كان هيموت بسببها .. مكلفتش روحها تتصل تطمنا عليها عالاقل .. سابتنا ندور عليها زي المهابيل وهي عايشة حياتها .. وفالأخر تشوفنا وتتعامل معانا على انها متعرفناش حتى ..”
قالت صبا مبررة لها :
” يمكن اتكسفت تسلم عليكوا ..”
” هي دي وش كسوف اصلا .. دي بتتكلم وتبص بكل بجاحة .. دي مفيش حاجة تأثرت فيها لما شافتنا  .. وتقولولي مكسوفة ..”
قالت صبا محاولة امتصاص غضبه :
“طب خلاص اهدى .. تعال نشرب عصير وناكل حاجة خفيفة جوا ..”
” مش عاوز صدقيني .. روحي مع ادهم ..”
ردت بخجل :
” ادهم شفته خرج مع شاهي فمحبتش اقطع عليهم خلوتهم ..”
لم يرد عليها فأخفضت رأسها بحزن واتجهت عائدة الى جناحها ليهتف بجدية :
” استني طيب ..”
التفتت نحوه بنظرات متلهفة ليهتف بها على مضض :
” هاتعشى معاكي وامري لله ..”
ابتسمت بسعادة بينما خرج هو من جناحه بعدما اغلق الباب وتوجه نحوها الى احد المطاعم كي يتناولان طعاميهما وهو يتسائل في داخله عن سبب تغيير رأيه ولم يجد جوابا على سؤاله سوى انه لم يشأ ان يتركها حزينة وقد ازعجه هذا الجواب بشدة ..
………………………………………………………….
” عازمك عالعشا ..”
قالها اياد الى ليديا التي كانت تستعد لمغادرة الفندق فمنحته ابتسامة وهي ترد :
” انت عزمتيني كتير وانا ولا مره .. ايه رأيك اعزمك انا المرة دي ..؟!”
” مفيش رجل يقبل تعزمه ست على حسابها ..”
قالها وهو يغمز لها لترد وهي تمط شفتيها بإستياء :
” انت بردوا زيهم ..”
ثم قالت بلكنتها الفرنسية :
” تخلف ورجعية ..”
ضحك بقوة وقال :
” معلش انا متخلف ورجعي .. اعمل ايه يا ستي ..؟! جينات ابويا سيطرت عليا ..”
منحته ابتسامه خافتة بينما قال بجدية :
” يلا بقى .. انا هموت من الجوع ..”
” يلا …”
قالتها بإستسلام وهي تسير معه ..
دلفا الى احد المطاعم الخاصة بالفندق ..
سارت بجانبه بذلك الفستان الصيفي البسيط بينما هو يتحدث معها وتبتسم هي بدورها وترد على حديثه ..
” مش ده ادهم ..؟”
اختفت ابتسامتها وهي تستمع الى قوله بينما سار امامها قائلا :
” تعالي نسلم عليه ..”
سارت خلفه على مضض بينما انتبه ادهم لأياد يتقدم نحوه وخلفه ليديا ..
عقد حاجبيه متسائلا بداخله بضيق عن سر العلاقة بين الاثنين ..
نهض ادهم من مكانه مبادلا اياد تحيته ..
حيا اياد شاهي بلباقة بينما تبادلا ادهم وليديا النظرات قبل ان يشيح ادهم بنظراته عائدا بها الى شاهي التي سلمت على ليديا وردت عليها ليديا التحية ..
” اتفضلوا اقعدوا معانا ..”
قالتها شاهي بترحيب صادق ليجيبها اياد بجدية :
” لا معلش انا مش عايز اقطع عليكوا قعدتكم ..”
” بالعكس .. دي فرصة كويسة نتعرف فيها على بعض ..”
قال ادهم بدوره :
” بالعكس يا اياد مش هتقطع علينا قعدتنا ولا حاجة .. “
قالت شاهي بدورها تحت انظار ليديا التي تنقل بصرها بينهم بحيرة :
” خلاص يا ادهم .. ممكن يكونوا حابين يفضلوا لوحدهم .. واحنه اللي هنقطع عليهم قعدتهم ..”
تجهمت ملامح ادهم بشكل اثار انتباه اياد الذي رد بسرعة :
” لا يا ابدا يا انسة شاهي .. بالعكس والله ..”
ثم سأل ليديا :
” فيه مشكلة اننا نقعد معاهم يا ليديا ..؟!”
هزت ليديا رأسها نفيا دون ان ترد ليسحب لها اياد الكرسي الذي بجانبه فتجلس بجانب شاهي بينما جلس اياد مقابلها بجانب ادهم ..
تحدثت شاهي بلباقتها المعهودة :
” مبسوطة اني اتعرفت عليك يا اياد بيه .. انا سمعت كتير عنك وعن مشاريعك الناجحة وقبلها عن والدك الله يرحمه ..”
ابتسم اياد وهو يرد :
” وانا سمعت بردوا عن والدك كتير وعن حضرتك وبداياتك من فترة في مجال الاعمال ..حقيقي رغم انك لسه جديدة فمجالنا بس عملتي شغل هايل ..”
ابتسمت شاهي وهي تشكره :
” ميرسي اوي يا اياد بيه .. الفصل يعود لادهم بعد ربنا .. حقيقي هو ساعدني ووقف جنبي طول الفتره اللي فاتت ..”
قالت جملتها الاخيرة وهي تلمس كف ادهم الموضوع على الطاولة ليسألهما اياد بفضول :
” مكنتش اعرف انكم مرتبطين ..”
لمح اياد نظرة فضوليه بعيني ليديا التي استمعت لجواب ادهم الجاد :
” مرتبطين من فترة وقريب اوي هنعلن ارتباط رسمي ..”
” هايل بجد .. انتوا مناسبين لبعض جدا ..”
قالها اياد بإعجاب بهذا الثنائي المثالي من وجهة نظره لترد شاهي بسعادة :
” فعلا ادهم مناسب ليا من جميع النواحي وانا مناسبة ليه كمان بس الاهم من ده كله اننا بنحب بعض .. “
منحها ادهم ابتسامة هادئة وهو يقول :
” شاهي فيها كل المواصفات اللي اي رجل يتمناها .. الجمال والنسب والذكاء والواجهة الاجتماعية .. هي اكتر حد ينفع ليا ..”
جاءه صوت ليديا الذي بدا له ساخرا قليلا :
” اهم حاجة عندكوا فمصر  التوافق الاجتماعي بين الزوجين .. الحاجات اللي اتقالت دلوقتي .. النسب والواجهة وكده يعني .. “
اتبعت كلامها بضحكة متهكمة سريعة لم تلحظها  شاهي بينما تكمل بلهجة انكليزية :
” كأن الزواج مشروع او صفقة تجارية يسعى كلا الطرفين لإنجاحها ..”
تجهمت ملامح ادهم بينما اندهشت شاهي من حديثها .. ابتسم اياد بخفه قائلا :
” يمكن معاكي حق نوعا ما بس ..”
الا ان شاهي قاطعتها :
” لا مش معاها حق يا اياد بيه ..”
نظر اياد الى شاهي الواجمة بقلق بينما قالت هي بنبرة قوية :
” الكلام ده مش صحيح على فكره .. الحب هو اهم حاجة فالجواز .. الحاجات التانيه دي مكملات وجودها كويس بس مش اساسي ولا واجب ..”
لمعت السخرية في عيني ليديا اللي قالت بينما قصة والدها مع والدتها قد عادت الى الاذهان :
” مظنش .. والدليل اي اتنين حبوا بعض قصتهم مش هتكمل من غير توافق اجتماعي ومادي بينهم .. مظنش عندكوا وحدة غنية ممكن تتجوز واحد فقير والعكس صحيح ..”
” لا طبعا فيه ..”
قالتها شاهي بإصرار تحت انظار اياد و ادهم اللذان يتابعان الحوار ليجدا ليديا ترد بهدوء وقد خلى حديثها من اي سخرية :
” تسمحيلي اسألك سؤال .. لو ادهم كان شخص عادي .. حالته المادية متوسطة .. موظف مثلا .. اقل منك بكتير بكل حاجة .. كنتي هتحبيه ..؟!”
ظهر الارتباك جليا على ملامح شاهي .. ارتباك اخفته بمهارة وعلى الفور فلم يلحظه سوى اياد الخبير في هذه الامور :
”  اه طبعا .. “
ابتسمت ليديا بهدوء وردت :
” امم جايز انتي مختلفة او نادرة ..”
قالت شاهي بهدوء :
” لا فيه كتير زيي ..”
ردت ليديا بنفس الهدوء :
” مفيش صدقيني طب انا اعرف ناس عاشوا حياتهم كلها مع اشخاص مش حابينهم لمجرد المظهر الاجتماعي .. وفيه ناس سابوا ناس بيحبوهم بردوا بسبب ده ..”
فهم اياد انها تقصد والدها في جملتها الاخيرة ، هم بالرد لكن جواب ادهم الصادم أنبأه بجدال قوي سيحدث وربما رد من ليديا سوف يقلب الطاولة فوقهم جميعا :
” المستوى الاجتماعي مطلوب يا انسه .. مهو مش معقولة  اتولد و اعيش  فمستوى معين .. مستوى مثالي فيه كل حاجة مثالية .. اكلي لبسي .. حياتي ودراستي .. حتى طريقة كلامي .. وعاوزاني فالاخر اتزوج  وادي اسمي لوحده مش هتعرف تتكلم حتى بنفس طريقتي … وقال ايه عشان الحب .. الحب اللي يجي منه وجع قلب وقلق بلاش منه .. الست اللي هتجوزها لازم تكون تستحق تشيل اسمي .. ست بتفهم فالعادات والاصول .. يمكن انتي شايفة الجواز مجرد مشاعر وحب مع انوا معروف يعني الغرب عموما علاقاتهم بتعتمد على حاجة واحدة بلاش اقولها بس اكيد كلكم عارفينها .. 
لكن فالنهاية لا الحب بيدوم ولا المشاعر .. “
يتبع ….
لقراءة الفصل السادس والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية توأمان وقلب واحد للكاتبة إيمان المهدي

تعليق واحد

اترك رد

error: Content is protected !!