Uncategorized

رواية أمير قلبي الفصل التاسع 9 بقلم إيمان محمود

 رواية أمير قلبي الفصل التاسع 9 بقلم إيمان محمود
رواية أمير قلبي الفصل التاسع 9 بقلم إيمان محمود

رواية أمير قلبي الفصل التاسع 9 بقلم إيمان محمود

-عمرو معايا!
تسائلت “هاجر” برقة وهي تنظر الى نفسها في المرآة بابتسامة متسعة، استمعت اليه يتسائل بهدوء:
-في حاجة يا هاجر؟
-وحشتني
هتفت فجأة فابتلع لعابه في صمت، أكملت حديثها غير مبالية بردة فعله الصامتة:
-اعمل حسابك، بابا عازمك على الغدا النهارده
-ان شاء الله هاجي
-تعالى بعد المغرب على طول متتأخرش 
-تمام
صمتت لثواني لتتحدث بعد ذلك بخفوت:
-عمرو
-نعم؟!
-وحشتني.. بجد
طال الصمت فتحدثت باختناق:
-طب سلام دلوقتي، اشوفك على الغدا
لم تنتظر رداً بل سارعت بإنهاء المكالمة وهي تحاول السيطرة على انفعالاتها، هي تعلم أن الطريق لقلبه طويل ومع تلك الظروف الغريبة التي يمرون بها فيبدو أنه سيطول لأكثر من ذلك!..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
في المساء..
جلس “عمرو” إلى جانب “مُسعد” بحرج طفيف اختفى سريعاً حالما بدأ الأخير بالحديث معه عن بعض الأمور العامة، مرت فترة ظهرت من بعدها “جليلة” والتي هتفت بود:
-نورت يا عمرو
-البيت منور بيكي يا أمي
ابتسمت “جليلة” باتساع لذاك اللقب في حين حك هو عنقه بتوتر، هو لا يرغب برؤية “هاجر” الآن، فهناك الكثير من الـ.. اللعنة!
توقف تفكيره وهو يراها تخرج من غرفتها بفستان بسيط من اللون الأزرق الذي التف حول خصره أنشوطة بيضاء لتظهر قوامها المعتدل، ابتلع لعابه بتوتر وهو يراقب شعرها القصير الذي وصل إلى كتفاها لتداعب خصيلاته وجهها بلطف، أزاح أنظاره عنها عُنوة ليرد علي “جليلة” بحرج:
-بتقولي اي يا امي؟
-كنت بقول يعني يابني، ما تشوفلك شغلانة بشهادتك، انت متخرج من تجارة واكيد لو دورت علي شغل هتلاقي، أهو أحسن من التاكسي، بص انا ممكن اكلمـ..
قاطعتها “هاجر” بغيظ، فلقد تحدثوا بهذا الأمر قبل مجيئه وقد طلبت منها ألا تتدخل في هذا الأمر وألا تتحدث به أمامه كي لا يشعر بالحرج لكن ها هي والدتها قد أفسدت كل شئ، تحدثت بينما تتقدم من “عمرو” الذي جلس يرمق الأرضية بشرود:
-بعد اذنك يا بابا، كنت عايزة عمرو في حاجة مهمة قبل الغدا
هتفت وسمحت لنفسها بأن تلتقط كفه لتسحبه من خلفها الي الشرفة، فتحتها وكادت تخرج لكنه جذبها بشئ من الحدة ليتحدث بقوة:
-انتي رايحة فين؟
-هطلع البلكونة يا عمرو في ايه، حاسب ايدي بتوجعني
أبعد يده عنها ليهتف بغيظ:
-اتفضلي خشي غطي شعرك ودراعاتك دول
-دنا هقف في البلكونة يعني
زفر بضيق، فهو ليس مستعدا لشجار في مثل هذا الوقت، التقط عدة أنفاس تحدث من بعدها بهدوء حاول الحفاظ عليه:
-ممكن اعرف انتي محجبة ولا لا؟
عضت لسانها قبل أن تهتف بصوت خافت:
-محجبة
-ومالك يختي موطية صوتك كدا؟!
اشتعلت وجنتاها بخجل فهتف وقد علم أنها أدركت خطأها:
-الهدوم دي آخرها هنا يا هاجر، ولا تفتحي بيها باب ولا تطلعي بيها بلكونة، شعرك دا محدش يشوفه فاهمة؟
-حاضر
هتفت بهمس فتحدث هو سريعا:
-خشي غطي شعرك وتعالي 
أمائت بإيجاب لتتركه وتتوجه إلى غرفتها في حين خرج هو الى الشرفة بانتظارها، تأمل الشارع من أسفله وابتسم بخفة وهو يراقب الأطفال يلاعبون بعضهم بمرح، ثواني وشعر بأحد يطوّق عنقه ليتفاجأ بـ”هاجر” تقف إلى جانبه وهي تلف ذراعها حول رقبته..
-اي يسطا سرحان في اي يا جميل؟
كان مستندا إلى الأمام يميل بجذعه نحو سور الشرفة فسهّل هذا عليها أن تصل إليه، اعتدل فجأة فتعلقت ذراعها برقبته لتتأوه بألم قبل أن تجذبها صارخة بحنق:
-في اي يا عم الطويل انت؟
-لمي لسانك دا شوية
لوت ثغرها بحنق قبل أن تهتف بغيظ وهي تفترش الأرض لتجلس فوق بلاطها البارد وهي تشير الي المكان بجانبها:
-تعال بس واحنا نلم كل حاجة سوا
تنهد بيأس قبل أن يجلس إلى جانبها، اقتربت منه لتلتصق به لتهتف بود:
-الا انت عامل ايه؟
راقبها بشك وهو يجيب بترقب:
-الحمد لله
-طب ما تجيب بوسة؟
-نعم؟!!
سعلت بقوة قبل أن تعاود الحديث من جديد مغيرة مجري الحديث:
-بقولك تاكل بسبووووسة؟!
-لا شكرا
أجاب باقتضار وأفكاره تعبث بعقله بقوة، نظر أمامه بشرود فتنهدت قبل أن تحتضن ذراعه لتستند برأسها عليه، انتبه لفعلتها لكنه لم يعقب، فبدأت هي بالحديث بعد فترة بثبات:
-ماما مكنش قصدها حاجة علي فكرة، هي بتحبك والله بس هي كانت بتفكر في مستقبلنا و..
-وأنا مشتكتش ولا قصّرت في حاجة يا هاجر، الحاجة الوحيدة اللي مكنتش عاجباها اني مكنتش عايز أعمل خطوبة زي بقية البنات وكدا وكنت عايز أكتب عليكي عشان أعرف أتعامل معاكي بما يُرضي الله ومع ذلك لو كانت أصرّت عليها كنت هعملك خطوبة زي ما هي عايزة، بس هي وافقت، وكتبنا خلاص ، وجهزت الشقة كلها وأظن انك شفتي كل حاجة ومعتش في حاجة ناقصة غير اوضة الأطفال، فكان ايه بقى لازمتهم الكلمتين دول؟
-هي مكنش قصدها..
قاطعها بهدوء وهو يحاول السيطرة علي أنفاسه:
-أنا فاهم، بس معلش اتعصبت شوية، أنا من يوم ما ابويا مات وانا شغّال علي عربيته والحمد لله بفضل ربنا بشغلي دا وبالجمعيات قدرت أجهّز أختي واجوزها وأديني جهزت نفسي، فبصراحة مش فاهم والدتك زعلانة من الشغل ليه؟ ولا هي زعلانة عشان سواق يعني و…
قاطعته بلهفة وهي تقترب منه باندفاع:
-وفيها ايه سواق يعني ؟ هو الشغل عيب ولا حرام؟ انت عاجبني كدا، وبعدين انا مش عايزاك تشيل كلامها في دماغك وتشيل من ناحيتها بالله، هي كان قصدها تقول كدا بحسن نية وكان قصدها تساعد فعشان خاطر ربنا بلاش دماغك توديك وتجيبك لأفكار وحشة زي دي
-طيب
أجاب باقتضاب فصمتت قبل أن تهتف فجأة:
-هو انت اتجوزتني ليه!
تفاجأ من سؤالها لكنه ابتسم قبل أن يهتف بثبات:
-صدقيني مش عارف، أنا لو كنت عايز كنت ببساطة مش هاجي تاني وسناء مكنتش هتقدر تتكلم، بس لما نزلتي يومها وعيطتي في العربية وعطيتهالك تكلميها، مش عارف بس.. يمكن حسيت بشوية مسؤلية من ناحيتك
-مسؤلية بس يا عمرو؟
تسائلت برجاء مستتر ترجوه بأن ينطق بما يريح قلبها المتيم بعشقه، لكنه ناظرها بقوة ليهتف بتأكيد:
-ايوا، مسؤلية بس..
نظرت إلى الأسفل والتمعت الدموع بعيناها لكنه أكمل:
-لحد دلوقتي يعني
رفعت رأسها إليه وكادت تتحدث لكن قاطعها نداء والدتها من خلفها:
-يلا عشان تتـ.. انتو قاعدين كدا ليه؟!
استقام “عمرو” سريعا ونفض عن ثيابه بعض الغبار في حين رفعت “هاجر” ذراعها له لتهتف متصنعة الإرهاق:
-والنبي ياسمك ايه تشدني لاحسن ضهري واجعني 
جذبها ليهمس الي جانب اذنها بخفوت:
-متحلفيش بالنبي تاني عشان حرام
-حاضر
توجها الي الداخل لينضما الى والداها ليبداوا جميعا بتناول الطعام في أجواء دافئة افتقدها “عمرو” منذ فترة!..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
-هتفضل قاعد باصصلي كدا كتير؟
هتفت “سعيدة” بحسرة وهي تراقب ابنها يناظرها بخواء، لم يرد “خالد” واكتفي بتجاهلها فتحدثت بحنق:
-انا نفسي افهم اشمعنا دي اللي عاملة فيك كل دا، يابني انت مية واحدة بتتمناك، حاططها في دماغك ليه بس؟! ، سيبها بقي في حالها دي بقت متجوزة خلاص
انتفض ليصرخ بعنف:
-بس هتكون ليا وهتشوفي، هاخدها منه وقدام عينيه، ومحدش هيلمسها غيري وهتشوفو كلكو
-يا خالد ا…
قاطعها صائحا بعنف وهو يبعثر محتويات الغرفة بهياج:
-وربنا ما هسيبهااا
تراجعت “سعيدة” سريعا وهي تراقب ثورة ابنها بعيون مصدومة لا تكاد تصدق ان كل هذا يحدث بسبب “هاجر”!..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
استندت “هاجر” إلى ظهر المقعد لتتنهد بحالمية، تحسست أطراف شعرها الذي علّق “عمرو” علي طوله سابقا قائلا:
-شعرك حلو كدا علي فكرة
تنهدت من جديد وهي تغمض عيناها بحب، لقد كان متوجدا الي جانبها حتي انها ضمت ذراعه اليها حتي وان لم يكن هذا بارادته هو، أزعجتها قليلا فكرة أنها قد تفرض نفسها عليه بأفعالها الهوجاء هذه لكن بعد تفكير دام لثوانٍ، بات هذا يناسبها فجأة، فهو حبيبها الأول والأخير والذي لن تسمح لغيرها بالحصول عليه خاصة بعدما تحقق ما كانت تصبو إليه وصارت زوجة له رغم تعقد زيجتهم بعد الشئ..
أفاقت علي رنينٍ هادئ فالتقطت هاتفها لتتسع عيناها بصدمة، الشاشة تنير باسم (قرة عيني) ذاك اللقب الذي أطلقته علي “عمرو”، أحقا يتصل بها؟!
تركت الهاتف جانبا لتفرك عيناها بقوة محاولة توضيح الرؤية، نظرت الى الهاتف مجددا لكنها رأت نفس الاسم فابتسمت ببلاهة:
-احيه دا عمرو، دا بيرن عليا
وما ان استوعبت الفكرة حتي قفزت لترد عليه، لكنها وما ان كادت تجيب حتى انتهت المكالمة فصرخت برعب:
-لا لا بالله عليك رن تاني، ورحمة امك ترن تاني هعيط وربناا
مرت ثواني ارتفعت من بعدهم نغمة رنين هاتفا من جديد فسارعت بالرد دون وضع اعتبار لما قد يفكر به اذا ردت بهذه السرعة..
-الووو
-انتي كنتي قاعدة مستنياني التليفون ولا ايه؟
مازحها فأجابت بصراحة:
-ملحقتش أرد المرة اللي فاتت فاستنيتك ترن تاني
-انتي عاملة ايه طيب؟!
جلست لتعبث بملابسها قبل ان تجيب برقة:
-بقيت كويسة لما كلمتني
صمت فلوت شفتيها بسخرية قبل ان تهتف باستهزاء مبطن بالحنق:
-ايه يا عمرو رحت فين؟
-احمم.. انا اهو، انتي كنتي بتعملي ايه؟
-ولا حاجة، كنت بفكر
تسائل بتلقائية عابثة:
-فيا؟!
صمتت بخجل لا تستطيع إنكار حديثه فابتسم ليتحدث بعد ثواني:
-فاضية بكرة يا هاجر؟!
-يا حبيبي انا فاضية اربعة وعشرين ساعة
استوقفه ندائها له بـ(حبيبي) لثوان لكنه تخطاه سريعا ليتحدث بهدوء:
-طب اي رايك تيجي تشوفي اخر التشطيبات بتاعة اوضة الأطفال بكرة؟
-عمرو
-نعم
تحدثت بحالمية وهي تتخيل مستقبل دافئ يجمعها به:
-تخيل كدا اننا نخلف توأم و..
-مش لما نتجوز الاول؟!
قاطعها سريعا فصاحت بحنق:
-تصدق بالله انك بايخ، روح نام يا عمرو انا غلطانة اني رديت أصلا..
لم تتوقف ضحكاته المتشفية في غضبها هذا فصاحت بحنق:
-طب وربنا لأطلعهم عليك لما نتجوز صبرا بس
-لا وعلي اي الطيب احسن
-ايوا اتعدل كدا
صمت لبرهة قبل ان يمازحها بعبث:
-ما تجيبي بوسة
-عمرو يا حبيبي انت شارب حاجة؟
-ليه يعني؟!
كادت تتراجع عما ستقوله لكنه سألها من جديد فأجابت بتردد:
-عادي يعني بس مستغربة شوية، رنيت عليا ودي اول مرة تحصل، وبتهزر معايا وانت اصلا ساعات بحسك.. لا هو بصراحة دايما بحسك مش طايقني، وبتاخد وتدي معايا في الكلام اهو زي اي اتنين مرتبطين عاديين، لا وعايز بوسة كمان.. النهاردة يوم غريب سيكا الصراحة
صمت قبل أن يجيبها بتساؤل:
-……
يتبع ……
لقراءة الفصل العاشر : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!