Uncategorized

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل التاسع عشر 19 بقلم آية العربي

       رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل التاسع عشر 19 بقلم آية العربي

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل التاسع عشر 19 بقلم آية العربي

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل التاسع عشر 19 بقلم آية العربي

اومأ لها بطاعة وهو يردف _ حاضر … كل اللى انتى عيزاه هعملهولك … بس الاول ترتاحى لانك اكيد تعبانة وجعانة .
لم تجيبه … بل ظلت شاردة تنظر للامام بعيون دامعة … تفكر وتفكر … رأسها يدور بشدة … صداع شديد وكأنه منجم يضرب العمال كل صخوره حتى يستخرجوا تلك الألماسات ..
اما هو … حزين على حالها وما وصلت اليه وما تفكر به الان … ولكنه متأكد ان لديه قدرة ارضاؤها وتطييب جرحها … سيفعل من اجلها مالم يفعله طوال حياته يكفي ان تحيا امام عينه … يكفى ان تبتسم … يكفى ان تتدلل … عليها الاشارة وعليه التنفيذ ..
فى تلك الاثناء كانت وصلت مروة فيلا يوسف هى وزوجها الذى علم بالخبر وقد قرر اصطحابها الى الفيلا بعد عودته من عمله للاطمئنان على رفيقة دربهما ..
دلفت تتسائل بقلق بعدما القت التحية _ عمى يوسف ! … عرفتوا حياة فين ؟ 
هز يوسف رأسه مردفاً بفرحة _ ايوة يا بنتى عمران لقاها وراجعين دلوقتى ..
كان هذا يحدث امام نظرات احمد الذي يجلس ينتظر وصول حياة لا يعلم لماذا ولكن عليه رؤيتها … كانت نظرات الغضب والاتهام تفترسه ولكنه قرر تحمل ما هو قادم … اما اسلام ينتظر مجئ شقيقته … الان فقط فهم تلك المشاعر التى راودته فى قربها … لم تكن مشاعر حب لحبيبة بل كانت مشاعر اخوة … ايعقل ان من تمناها بجواره تصبح بين ليلة وضحاها شقيقته ! … لم يكن ليتخيل حتى فى منامه ..
اما الفت فهى فى غرفتها تدور مع افكارها فى حلقة لا تنتهى … ماذا ستفعل وكيف سيكون الوضع وكيف ستتقبل تلك الفتاة ؟ … هل سترث تلك الملعونة فى زوجها … هل ما جمعه فى سنين غربته ستشارك تلك الفتاة اولادها به … هل ستنعم بالثراء ! .. لااااا انها ابنه خادمة لا يحق لها مثل تلك الحياة .. ولدت وعاشت وستظل هكذا باقي عمرها هذا ان اطال .
وصل عمران امام باب الفيلا الرئيسي … فتح له الحارس سعد بفرحة مردفاً _ حمدالله على السلامة يا حياة هانم .
ابتسمت له حياة بود ثم دلف عمران بسيارته بهدوء دون اصدار صوت حتى توقف امام الفيلا …
لف اليها مردفاً وهو يطالعها بحنين _ حياة ! ..
كانت تنظر للامام لا تعطي اي رد فعل ولكنها تسمعه جيدا … اردف بحنو _ بابا قال ان عمى احمد واسلام جوة … لو مش حابة تقابليهم دلوقتى انا ممكن ا*** .
قاطعته وهو تفتح الباب وتستعد للنزول مردفة بقوة مزعومة _ هقابلهم ..
نزلت ونزل هو وراؤها … كان يمشى خلفها وكأنه عموداً فقرياً تشتد به … كانت تشعر بأنفاسه خلفها ولكنها تتقدم للأمام بقلب يكاد يتوقف … ينسحب الى الاسفل كما لو كانت تسقط من السماء بسرعة عالية ..
وقفت امام الباب … الان فقد انتابها شعور بالخوف والتردد … يفصلها عن من انجبها هذا الباب … ان فُتح ستراه … لقد رأته مرات عدة ولكن الان الوضع مختلف تماماً .
نظرت خلفها لعينه تستمد منها القوة … كانت عيناها خائفة تتجمع بها دموع الغضب والألم تأبى النزول … احس بها واردف وهو يربت على ظهرها بحنو _ انا معاكى يا حياة .
طرق الباب هو ففتح فوراً … تقدم منها ودلف قبلها كأنه يخبر الجميع ان حياتى خلفى فترقبوا .
انتبه الجمبع ووقف يوسف متقدماً بلهفة يردف بحنو _ فين هي يا عمران ..
ابتعد قليلاً يسمح لها بالظهور … تقدمت ببطء تنظر لعمها … عيناها مسلطة عليه لا تريد ان تحولها لشخصٍ غيره …
تنبهت لصوت رفيقتها وثريا اللتان اتو تسرعان يحتضناها … لا تبادلهما وما زالت نظرتها على يوسف الذى يناظرها بحب وخوف ..
ابتعدتا عنها بعدما اطمأنتا … تقدمت من يوسف ببطء … ترى هيأته جانباً تعلم انه ينظر اليها ولكنها لا تريد رؤيته … كانت تريدها واصبحت لا تريد … فهمت انها لا تمتلك تلك القوة لمواجهته …
وقفت امام يوسف الذى ينظر لها بحب … اردفت دون مقدمات بعيون واسعة _ سؤال واحد بس عايزة اعرفه …. من امتى وانت عارف ؟ 
اردف يوسف بحنو ولهفة وصدق _ اليوم اللى كتبت فيه كتابك على عمران … لا انا ولا عمران كنا نعرف قبلها … بس كان دايما عندى احساس انك من دمي … وفعلا طلعتى بنتى …. وخبيت عنك لانى كنت خايف عليكي اوى .
ارتمت فى حضنه وقد انهارت قوتها المزعومة … بكت كأنها لم تبكى طوال حياتها ..
كان الجميع يبكى على بكاؤها الذى يقطع انياط القلوب … عمران ينظر لها بعجز … صحيح كان يتمنى ان تعانقه هو وتلقي بضعفها داخله ولكن يكفى ان ترتاح … يكفى ان تهدأ … يكفيه رؤيتها تبتسم ..
اما هذا الاب … فقد فهم انه خسرها للابد … بعناقها لشقيقه امام عينه اثبتت انها لن تعترف به اب … ولن تسامحه ابدا .
اردف يوسف الذى يضمها بحب وبكاء _ خلاص يا حياة … اهدى يا حبيبتى … كل حاجة هتتصلح .
هزت رأسها وهى مازالت تدفنها فى صدره مردفة بصوت متحشرج _ مينفعش … مافيش حاجة جوايا هتتصلح .. مبقاش ينفع ابدااا .
لم يتسطع عمران تمالك نفسه اكثر من ذلك بل اسرع اليها يربط على ظهرها مردفاً بوجع _ حياة اهدى علشان خاطرى … كفاية عليكي كدة النهاردة … اطلعي ارتاحى يا حبيبتى وبكرة هعملك اللى انتى عيزاه .
ايده يوسف مردفاً بحنو وهو يملس ظهرها ايضا _ اسمعى كلام عمران يا حياة … كفاية عليكي كدة النهاردة … اطلعي ارتاحي وبكرة ربك يحلها .
هدأ بكاؤها قليلا ولكنها ما زالت تتنهد فى حضن عمها .. ابتعدت قليلا ترفع نظرها اليه … عيناها حمراء كلون الدم … ملس على شعرها يردف بحنو _ كفاية حزن يا حياة … متخليش ضميري يوجعنى اكتر من كدة … من هنا ورايح مش هسمح بدموعك تنزل تانى ..
شدها عمران بغيرة وهدوء من بين يدى والده … اما هى فحالتها لم تعد تسمح بالعناد … تحركت معه تغمض عيناها لا تريد رؤية خيال ذلك الرجل حتى… هو من يوجهها الى ان وصلت للسلم تريد صعوده وهو يتمسك بكتفيها …
صعدت درجين ولكنها تصنمت حينما اردف احمد بصوت مكتوم _ حياة .
ارتعش داخل عمران خوفاً عليها والتفت ينظر لعمه نظره تحذيرية تجاهلها الاخر مردفاً وهو يقترب _ حياة اسمعيني يا بنتى ..
الى هنا وصرخت حياة بوجع مردفة _ متنطقهاش … متقولش بنتى .
تقف موالياه ظهرها … عمران يقف يساندها … تريد يده لتتمسك بها والا وقعت لم تعد قادرة على الصمود … وكأنه قرأ افكارها ف لف يده حولها مردفاً برجاء وهمس _ حياة … اطلعي علشان خاطرى … اطلعي ومترديش عليه … متسمعيش غير صوتى انا بس .
كاد احمد ان يستكمل حديثه فأردف اسلام مانعاً اياه بحدة _ باااابااا … كلامك دلوقتى هيوجعها اكتر … واظن مافيش كلام اصلا يتقال … اللى انت عملته محدش هيسامحك عليه .
نظر احمد الى ابنه … ثم الى الجميع ..ثم قرر المغادرة والعودة فى وقت اخر … اما اسلام نظر لحياة التى نظرت له بقوة … كأنه يخبرها ان تهدأ … لم يحين موعد الحديث بعد … التفت ينظر لعمه ثم غادر بصمت هو الاخر ..
اما مروة التى لا تفهم ما يدور حولها … كذلك عوف الذى يرى حياة بتلك الحالة لاول مرة ولكن ردود افعال من حوله تحتم عليه الانتظار بصمت ..
نظرت حياة الى الجميع بتعب ثم التفتت تتقدم قاصدة غرفتها وعمران خلفها يساندها الا ان وصلت امام غرفتها … فتحها لها ودلفت وكاد ان يدخل خلفها ولكنها قامت بأغلاق الباب فى وجهه مما جعله يرتد للخلف ينظر حوله بحرج ..
اردف يتنهد بقوة _ اااه يا عمران … شكل حسابك لسة مجاش … ربنا يستر … اعملي فيا اللى انتى عيزاه المهم ترتاحى ..
《《》《》《》《《《》《《《《《《《《》《》《》《》
مر اليوم بحزنه وتعبه وجاء الذى يليه .
استيقظ عمران مبكراً فهو لم ينم الا ساعات قليلة …. قام متجهاً للمرحاض بعد قرار قد اتخذه ليخرج حياة من حالتها …
اما حياة التى تجلس في غرفتها تلعب مع الصغير بشرود … ذلك الطفل الذى هدأ من حالها كثيراً … فعندما ارسل عمران لها اسماء بالطعام امس حتى تأكل رفضت بشدة ولكنها طلبت من اسماء احضار الصغير اليها …وبالفعل لبت اسماء طلبها ونامت حياة تضم ذلك الطفل الذى تشعر به يشببها ..
تنكمش هي على الفراش تنظر له وهو يجلس امام عيناها يلعب بألعابه … اردفت بعيون غلفتها الدموع وقلب ينزف ألم _ يا ترى هيخف يا رومي … ياترى وجع قلبي هيخف ؟ ! ..
ابتسم لها رحيم بحب وهو ينطق اسمها مما جعلها تقبل وجنته مستكملة _ عايزة اعرف حاجات كتير اوى … اسئلة كتير اوى يا رحيم جوايا طول السنين اللى فاتت دى كنت بحاول اسكت الصوت اللى بيتكلم ده بس دلوقتى مش قادرة اسكته … معقووول … من بين كل الناس اللى دخلت الدار واتبرعت يطلع عمى يوسف هو عمى الحقيقي ! … طب وامي …. فين ؟ … معقول تكون اتخلت عنى هي كمان ! … انا متأكدة ان الست الجبارة دى لا يمكن تكون امى …. بس …. بس فين هى امي وهي مين ؟ ! … وليه سمحت يحصلي كدة ! … ليه يرميني قدام ملجأ ! … يعنى انا طلعت فعلا بنت حرام ! .
انتحبت بشدة عند تلك الكلمة … دفنت رأسها فى الفراش والصغير كأنه يحاول الوصول اليها …. يحاول اخراجها من تلك الحالة بيده التى تتلاعب فى خصلات شعرها كأنه يواسيها  ..
طرقات خفيفة على بابها علمت صاحبها جيداً … رفعت رأسها تمسح دموعها بقوة ….وقفت بترنح بسبب ذلك الصداع … اتجهت الى الباب ببطء … ادارت المفتاح حيث كانت تغلق الباب … فتحت بهدوء تنظر له مردفة بتساؤل _ خير ! 
اردف وهو ينظر لعيناها بحب واشتياق وحزن بسبب حزنها وبكاؤها _ حياة ! … تحبي نخرج سوا ! … هنتمشى شوية مع بعض .
واربت الباب وهى تلتفت لتعود مردفة _ مش عايزة اخرج ..
فتحه مجدداً ودلف يردف برجاء _ حياة علشان خاطري … تعالى نخرج سوا واوعدك مش هناقشك فى اي حاجة تانية … انا جعان جداً … من امبارح الصبح مأكلتش اي حاجة … ومش هاكل يا حياة غير لما تاكلى وتوافقى تخرجى معايا .
نظرت له بقوة … هي ايضاً معدتها تؤلمها بشدة … عليها تناول اي شئ كي يهدأ هذا الألم فى معدتها ورأسها …. حولت نظرها الى رحيم مردفة بارهاق وحزن وتساؤل _ طب ورحيم ؟ 
اتجه للصغير يتناوله بحب وهو يقبل وجنته باشتياق مردفاً بأعتذار  _ حبيبي هيعد مع اسماء لحد ما نرجع … ماشي يا بابا ؟ 
اومأ الصغير الذى يردف بمرح  _ بابا ..
تنهدت حياة مردفة بهدوء _ تمام … نزل رحيم اكون انا بدلت هدومى وهنزلك .
اومأ وهو يميل عليها ليقبلها ولكنها ابتعدت مسرعة تنظر له بعيون متسعة كأنها تحذره … تحمحم يعتدل وهو يأخذ الصغير ويتجه للخارج بصمت … اردف بعدما خرج بصوت هامس _ يا خسارة هيبتك اللى وقعت فى الارض يا عمران ..
نزل للاسفل يبحث بعيناه عن والده ولكن يبدو انه لم يستيقظ بعد … لا يعلم ان والده لم ينم من الاساس …
نادا على اسماء التى اتت ملبية فأردف بهدوء _ اسماء لو سمحتى انا هخرج انا وحياة شوية ممكن تاخدى بالك من رحيم لحد ما نرجع ؟.
اومات مبتسمة تردف وهى تلتقط الصغير _ اه طبعا يا عمران بيه … تعالى يا رومي .
اردف متحمحماً _ طيب معلش قولي لدادا عفاف تحضر كوبيتين لبن وانا هاخدهم ..
اومأت وكادت ان تغادر ولكنه اردف متسائلا _ هو محدش صحى خالص ؟ 
هز رأسها بلا تردف _ لا يا عمران بيه كله صاحى بس هما قالوا ملهمش نفس يفطروا … لو تحب احضر لحضرتك الفطار ؟
هز رأسه بلا ثم اردف _ متشكر يا اسماء انا هفطر مع حياة برا .
اومأت بتفهم ثم غادرت … اما هو نظر لغرفة والده بترقب … يشاور عقله ايطرق بابه ويتحدث ام ينتظر قليلاً … 
قرر بعد ثوانى ان يترك الامر حتى عودته مع حياة … نزلت حياة الدرج … كان صوت خطواتها يدل على مدى تألمها … هادئة مرهقة … رأسها يدور بشدة ولكتها حقاً لا تريد الجلوس فى البيت ابداً … عليها سحب هواء بعيدا عن هذا المكان …
نزلت لعنده مردفة بهدوء وحزن _ يالا .
نظر لها بعيون متسعة … اردف بزهول وحب واعجاب _ ايه ده يا حياة؟ 
نظرت له بعيناها اللامعة مردفة بتعب وهى تحاول فتحهما ولكن يشتد الصداع عليها … اردفت ببطء _ في ايه ؟
ابتسم برضا مردفاً _ الحجاب ! … امتى وجبتيه منين ؟ 
رفعت يدها تتحس ذلك الحجاب الذى يغطى رأسها مردفة بشرود _ واحدة امبارح فى المسجد ادتهولي … انا خلاص قررت مش هقلعه تانى .
ابتسم لها بحب مردفاً بأعجاب واضح _ روعة يا حياة … بجد مكنتش متخيل انه يكون بالجمال ده عليكي ؟ 
اومأت مردفة بهدوء _ طب يالا نخرج … انا راسى وجعانى اوي ..
جاءت عفاف تحمل كوبين اللبن .. تناولهما عمران منها وهو يردف _ شكرا يا دادا …
اومأت عفاف وهى تربط على كتف حياة بحنو مردفة _ عاملة ايه النهاردة يا حبيبتى ؟ 
ابتسمت حياة بوهن مردفة  _ انا بخير يا دادا متشكرة .
ابتسمت لها عفاف بحنو ثم غادرت … اما عمران فناول كوب الحليب لحياة مردفا _ اشربي ده قبل ما نمشي .
لوت فمها مردفة باعتراض وتعب _ لاء مش عايزة ماليش نفس .
اردف بلغة آمرة وتهديد _ حياة اشربي بدل ما اشربهولك انا … انا كمان هشرب معاكى لانى حاسس انى خلاص هقع ف الارض .
نظرت له بعمق … لا تريد مجادلته … وايضا هى بحاجة لهذا الكوب كثيراً … تناولته منه وبدأت ترتشفه بهدوء  وهو يتابعها بحب وقد بدأ هو ايضا يرتشف كوبه … هو لن يسقط ارضاً … لن تنهار قوته بتلك السهولة … ولكنه يعلم قلبها ان اخبرها بضعفه ستستسلم لاوامره ..
خرجا معاً بعدما انتها وركبا السيارة وغادرا الى وجهتهما ..
اما فى الاعلى فتردف عبير بحقد ظاهر _ انا مش مصدقة يا يحيى …. حاسة انى بحلم … معقول بنت الملجأ دى تطلع بنت عمك ؟ … علشان كدة ابوك جوزها لاخوك عمران ! … وطبعا كالعادة من غير ما يقولك … ويقولك ليه اصلا مانت مش فى دماغه … بس تعرف البت اللى اسمها حياة دى … طلعت فعلا مش سهلة … شوفتها امبارح وهى بتمثل قدامنا كلنا انها زعلانة … بقى معقول تعرف انها هتورث كل ده وتزعل ؟ … دى طلعت مش سهلة لا هي ولا عمك … ياااا هموت واعرف ازاي رماها قدام الملجأ زمان وليه ؟ … ومين هي امها ؟ … هههههههه اكيد مش الفت هانم …
كان ينظر لها بهدوء … انتهت فأردف متسائلا _ خلصتى ! ؟ … لسة عايزة تقولي حاجة ؟ … لعلمك بقى انا عرفت كل حاجة قبل ما حياة تعرف … بابا قالي قبلها بيوم وحكالى كل حاجة .
اتسعت عيناها بزهول ممزوج بغضب مردفة _ نعم ! … ازاي … ومتقوليش ! … من امتى  وانت بتخبي حاجة عنى يا يحيى ؟ .
وقف متجاهلاً اياها وهو يكاد يغادر يردف ببرود _ من هنا ورايح يا عبير … طول مانتي مش همك لا انا ولا عيالك يبقى ملكيش عندى حاجة …وكمان بابا طلب منى معرفش حد … وكان لازم اثبتله انى اد ثقته
خرج وتركها تغلى حقداً … ان استمر الامر هكذا فستخسر بكل تأكيد .. وهى لن تسمح بذلك 
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
اما عند مروة التى لم تتوقف عن البكاء حيث لم يذهب عوف الى عمله بسبب حزنها .
يجلس على الاريكة يحتضنها بتملك مردفا بحب _ يا مروة كفاية بقى يا حبيبتى …. من وقت ماعرفتى  وانتى مبتلطيش عياط ..
اردفت مروة بصوت متحشرج _ مش قادرة اصدق يا عوف … لسة مش مستوعبة … معقول حياة طلعت بنت عم عمران ! ؟ … ازااااي ؟ … يعنى ممكن اطلع انا كمان اختك ؟ .. يا مصبتى .
ابتسم بألم يدارى حزنه مردفاً _ لاء مش اختى طبعاً …. الحب اللى في قلبي ليكي ده مش حب اخوى … وبعدين ياستى ليه بتفكرى كدة ؟ ..
اردفت بحزن _ زعلانة على حياة اوى يا عوف …امبارح كانت موجوعة اوى … تفتكر فعلا يوسف بيه وعمران مكنوش يعرفوا ولا كذبوا ؟ .
هز رأسه مردفاً بثقة _ لاء طبعا مكنوش يعرفوا … انتى مش واثقة فى عمك يوسف ولا ايه ؟ … الراجل ده مستحيل كان يبقى عارف ان حياة تبقى بنت اخوه ويسبها كل كدة … ده اول ما عرف جوزها لابنه فورا علشان يربطها اكتر بيه  ..
اردفت بألم _ ياريت يا عوف انا كمان اعتر فى اهلى … معقووول … اعرف مين امى وابويا ؟ … بس تعرف هسامحهم … هزعل شوية وبعدين اسامحهم ..
احتضنها بشدة مردفاً بحب _ ياستى انا اهلك واخوكى وابوكى وجوزك وكل حاجة ليكي زيك بالضبط يا مروة … وبطلى زعل بقى علشان واضح كدة نور هتطلع نكدية وتقرفنا ..
اومأت له بحب مردفة بصدق _ ربنا يخليك ليا يا عوف … انت كل حاجة ليا فعلا .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى فيلا احمد 
الكل بعيدا عن بعضهم 
احمد فى غرفة منعزلة منذ امس … لا يتكلم …لا يأكل … فقط يفكر ويحارب افكاره …. يحاول الوصول الى حل يريح ضميره الذى ظهر حديثاً ويتآكله … يسعى لطلب الغفران …. يعلم ان هذا مستحيل ولكنه سيحاول مراراً وتكراراً … ادرك كم اخطأ فى حقها وكم تألمت بسبب جبنه وخوفه وعليه اصلاح الامور حتى وان كان هذا لا يجدى نفعاً …. عليه اعطاؤها حقوقها التى سلبت منها … هى ابنته من لحمه ودمه …ابنته من تلك الانسانة التى احبها والتى اعطته كل الحب دون مقابل … اخطأ وغواه شيطانه واطاع كلام زوجته خوفاً من غضبها ولكن خطأه خسره الكثير ..
فكر طوال الليل ووصل لقرار عليه اخذ رأي اولاده به ثم تنفيذه فوراً دون علم احد ..
اما سارة …. فقد بدأت تهدأ قليلاً … بدأت تفكر بإيجابية وتعقل نوعاً ما … ترى الجزء الممتلئ من الكوب … حيث ان اصبح لها شقيقة .. واي شقيقة انها حياة … تلك الفتاة التى كانت تتمنى ان تدخل عائلتها … كم سعدت عندما اخبرها اسلام انه يريد الزواج بها … هى تحتاج هكذا انسانة فى حياتها … تحكى لها ما يسكن فى قلبها … لا تعلم ان بين ليلة وضحاها ستصبح تلك الفتاة الرائعة شقيقتها .. عليها ان تسعد بهذا الجزء وان توقف التفكير مؤقتا فى ما حدث فى الماضي ..
عن اسلام يجلس بشرود منذ امس … شقيقتى ! … اختى ! … نصفي الاخر ؟ … ياااااه يا حياة … اكانت مشاعر اخوة فسرتها بطريقة خاطئة ! … يا لي من غبى … ولكن من اين كنت سأعلم ؟ … وانا الذى عشت حياتى فى الخارج وعندما عدت رأيتكِ … كنتى جميلة …رائعة … ممتعة … مرحة … فاتخذتك  حبيبة … رأيت ذلك الاسهل … لو كنت اعلم انكى شقيقة … لكنت شققت البحر لاجلك … الان فقط انا اقوى بكى … سأكون نعم الاخ يا حياة … سأكون العوض لما حرمكى ابي وامى منه …. لن اخذلكى يوماً صدقي …
اما تلك التى لن يغيرها الزمن ابداً … فقد ذهبت مبكراً الى شقيقها كي تقص له ما حدث … هو يعلم منذ البداية حتى انه من اقترح فكرة ان تلقى بها فى الدار .. وها هي تذهب لتستشيره فى الامر … حيث يحيكان كل السوء والمكر لحياة ..
《》《》《》《》《》《》《》《》
فى الحديقة الدولية توقف عمران بسيارته … التفت الى حياة التى تجلس بشرود … نداها بحب مردفاً _ حياة …. وصلنا .
تطلعت حولها تردف بتساؤل وهدوء _ وصلنا فين يا عمران ؟ .
فك حزام الامان الخاص به واردف وهو يستعد للنزول _ يالا بقى يا توتو محكش وانت نكدى .
نزل يلف لها وفتح بابها ومد يده اليها … نظرت له بتعجب ثم نزلت متجاهلة يده مما جعله ينفخ بحنق ويستغفر فى سره ..
اغلق سيارته واتجها معاً للداخل حيث الحديقة والاطفال يلهون من حولهما  كذلك البائعة الجائلين بعضهما يبيع الصميت والمخبوزات والمناديل الورقية والشاي .
اتجه عند شجرة كبيرة وجلس تحتها مستندا على جذعها …شدها تجلس بجواره ثم اردف بمرح وهو يغمز لها متسائلا _ ايه رأيك بقى ؟ 
نظرت حولها بتعجب … لقد ظنت انه سيأتى بها الى مكان مرفهه كعادته … ولكنه خالف توقعاتها … لماذا جاء بها الى هنا ؟ 
نظرت لعيناه بعمق … تنهدت بتعب ثم اردفت بعد مدة  بألم وقد التمعت عيناها بالدموع _ عمران ! … تفتكر كدة الوجع اللى جوايا هيخف … مقصدش ع المكان ! .. انا عارفة انى مهما روحت هيفضل قلبي واجعنى … تعرف انى طول عمرى نفسي اعرف مين اهلي … مين الست اللى خلفتنى واتنازلت عنى بالسهولة دي … جالها قلب ازاي ترمى حتة منها ! … نفسي اشوف مين الراجل اللى اجبر امى تعمل كدة فيا …. كنت مفكرة انى نتيجة غلطة من واحد جبان ميعرفش حاجة عن الرجولة … كنت بشغل نفسي مع الاطفال اللى معايا فى الدار … كل اللى انا اتحرمت منه كنت بحاول اديهولهم … اتحرمت من فرشة نظيفة انام عليها … دانا حتى اوقات كنت بنام على البلاط فى عز البرد لما يحبوا يعاقبونى … اتحرمت من انى اكل لقمة حلوة وبقينا ناكل اللى يتحطلنا … اكل بايظ بقى او صلاحيته انتهت مش مشكلة … وسبحان الله بقى عندنا مناعة … انا ومروة وعوف وغيرنا شوفنا ايام لو تتحكى تتعمل مسلسلات … وياريت بعد ده كله بيرحمونا بنظراتهم … 
كان يستمع لها وهو يحاوط كتفيها بذراعه … تناست غضبها منه ومالت برأسها على كتفه تبكى وتخرج كل ما فى جوفها … كان يستمع لها بهدوء تام … يريدها ان ترتاح وان يهدأ قلبها قليلا ..
اردفت مستكملة بدموع وألم وضحكة تؤكد مدى وجعها  _ هههه تخيل ان اسلام لما حكيت له انى من الميتم قالي بلاش اهلى يعرفوا … يعنى علشان ميبصوليش بطريقة مهينة او انى اقل منهم … مكنش يعرف ان ابوه هو الراجل اللى جابني ع الدنيا ورمانى بنفسه … 
بكت بشدة عندما تذكرت فضم رأسها بشدة يربت على ظهرها بحنو وهو يردف بحزن _ كفاية يا حبيبي علشان خاطرى … كفاية انتى كدة بتعذبي نفسك ..
رفعت رأسها تنظر له مردفة برجاء _ قولي الحقيقة يا عمران علشان خاطرى … قولي تعرف امى ! … تعرف هو عمل كدة ليه !… لو تعرف حاجة متخبيش عنى .
تنهد عمران بشدة وهو يردف بترقب _ ايوة يا حياة عرفت كل حاجة … بس خلى بابا هو اللى يحكيلك زى ما قالي … بلاش انا يا حياة … انا مقدرش احكى …. والاحسن انك تعرفي من بابا ..
قاطع خلوتهما دخول تلك الطفلة التى تبلغ من العمر ١٢ عاماً تحمل صندوق به مناديل ورقية وترتدى ملابس شبه ممزقة ووشاح على رأسها بطريقة مهملة .. اردفت بابتسامة طفولية جميلة _ ازيك يا عمران بيه .
اردف عمران بتفاجئ وفرحة _ اهلااااا يا فطومة … عاملة ايه ؟
اردفت الطفلة بحنان _ انا كويسة .. وانت ؟
نظر لحياة بحب مردفاً بسعادة _ كويس جداا جداا … تعالى اعرفك على حياة .
اشار بيده الى حياة مردفا _ دى بقى حياتى … مراتى وكل ما ليا … 
ثم نظر لفاطمة مردفاً بحب _ ودى يا ستى فاطمة .. بنوتة جميلة بتبيع مناديل وتصرف على اخواتها التوأم … شوفتى بقى فاطمة جدعة ازاي ؟
نظرت لها حياة مطولاً مردفة بحنو _ فعلا جميلة جدااا ..
ناولته فاطمة علبتا مناديل فاخرج من جيبه بعض العملات الورقية ولفها بيمناه بهدوء ثم ناولها اياهم دون لفت الانتباه مردفاً باحترام _ اتفضلي يا فاطمة .. وشكرا على المناديل ..
تناولت منه الفتاة النقود بفرحة وودعتهما يبدو ان هذه عادته معها … اردفت حياة بتساؤل _ مين دى يا عمران ؟ … وعرفاك ازاي .
اردف عمران بشرود _ دى ياستى امها وباباها اتوفوا فى حادثة وسابوها هي واخين توأم … عمهم اللى مفروض يحميهم  اخد ورثهم ورماهم فى الشارع … ودلوقتى قاعدين فى الدار اللى انتى كنتى فيها بس فاطمة بتخرج تشتغل علشان خاطر تجيب لاخواتها اللى نفسهم فيه … انا لما شوفتها اول مرة فى الشارع خدتها ع الملجأ ولما سألتها عن اخواتها قالت انها نفسها تطلعهم دكاترة .. وان فلوسهم عمها اخدهم بس عرفت بعد كدة انه بيصرف على تعب اولاده للاسف … وبتقول انها مسمحاه …. تخيلي طلفة صغيرة زى دي تفكر التفكير الجميل ده ! … انا بجد من اول يوم شفتها وانا معجب بيها جدااا..
نظرت له حياة بهدوء … الآن فهمت لما جاء بها الى هنا … هو بذلك يريد ان يثبت لها انها ليست الوحيدة من تعرضت لهكذا ألم فى هذا العالم المظلم …. انها ارادة الله …يختار كيفما يشاء لحكمة هو يعلمها جيداً … كل ما علينا هو حمده على ما نمر به … وان كان سراء زدناه حمداً فزادنا وان كان ضراء رضينا صبراً فيسر امورنا … هو يعلم الخير ويختاره لنا كيفما يريد ..
اردفت برضا وابتسامة هادئة _ الحمد لله دائما وابداً .
اردف بمرح كي يلهيها ويشغل عقلها عن التفكير _ بصى بقى يا حياة … انا جعااان جدااا … فيه هنا واحد اسمه ابراهيم بيعمل شاي عسل هنجيب منه اتنين شاي … وهنجيب من الست حميدة ٢ بقسماط ونفطر حاجة كدة خفيفة علشان لسة هنروح مكان تانى .
نظرت له بتساؤل مردفة _ مكان تانى فين ؟ 
اردف مساكشاً بمرح _ مفاجأة … خاصة .
》《《》《》《》《》《》《》《》《》《《《《《《
عند الفت التى ما زالت تجلس مع شقيقها يتحدثان عن امر حياة بخبث … 
اردفت بشرود وهى تنظر للامام _ يبقى دلوقتى كله هيتوقف على اللى احمد هيعمله … لو عقل كدة وبطل شغل دراما هنسيبها فى حالها وكفاية عليها اللى هتلهفه من عمران … اما بقى لو اتهبل وفكر يديلها مليم من فلوس ولادى وقتها ننفذ اللى اتفقنا عليه … مهو انا مش هسيب بنت حنان الخدامة تلهف فلوس ولادى وتشوه صورتى قدام الهوانم .
يتبع…..
لقراءة الفصل العشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد