Uncategorized

رواية شعيب الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم شيماء عصمت

         رواية شعيب الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم شيماء عصمت

رواية شعيب الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم شيماء عصمت

رواية شعيب الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم شيماء عصمت

الخوف إذا تملّك من قلب شخص ، فهو قادر على قتله أو جعله قاتلاً!! وخاصةً إذا كان هذا الشخص يعاني من إضطربات عدة ، كـالكبر والجحود والحسد والغل ، فـتلك المشاعر وحدها قادرة على دمار عائلة بأكملها ، فما بالك إن امتزجت بالخوف؟ والرغبة في الإنتقام؟!!1
كانت تقود سيارتها بسرعة جنونية ، تدفعها غريزة البقاء دفعاً للهرب ، للإبتعاد عن محيط “شعـيب سـالم مهران” فقد أصبح وجوده خطراً على حياتها وستفعل المستحيل لكي تلوذ بذاتها حتى لو ضحّت به وبالجميع!!4
بعد مرور بعض الوقت وصلت “نـورا” لوجهتها ، ترجلت من سيارتها واندفعت بإتجاه قصرها الذي ورثته عن زوجها ، هذا القصر الذي يقبع على أطراف المدينة ، بعيداً كل البعد عن مسكن عائلتها فـبالتأكيد لن يخطر على بال أحد أنها تمكث هنا وخاصة أن المنطقة خالية من السكان إلى حد ما!!!…2
دلفت للداخل قاصدة إحدى الغرف وهي تجر حقيبتها بخطوات بطيئة مرهقة ، فجسدها يؤلمها بالكامل بعد الضرب المبرح الذي نالته من شعـيب
نفخت بضيق وهي تتلمس وجهها فقد انتفخ ببشاعة وأصابع شعـيب مطبوعة على وجهها
_وحياة أمي ما أنا سيباك يا شعـيب وهندّمك على كل عزيز وغالي.. هذلّك وأكسرك وأموتك وأنت على وش الدنيا2
همستها بغضب وجنون ، ومشاعرها الجياشة له تحولت فجأة إلى مشاعر أخرى مشبعة بالحقد والكراهية
_أنا تعمل فيها كدة؟ وعشان مين؟ عشان الزبالة لتيـن!! أنا نـورا يتعمل فيا كدة؟ أنا اللي حبيتك وعملت المستحيل علشان أوصلك علشان أبقى ليك دة يبقى جزائي؟2
صرخت بـإنفعال وأخذت تحطّم كل ما تطاله يداها كانت غاضبة وحاقدة وكارهة للجميع ، لما لا يسير أي شيء كما تخطط له؟ لما لم يعشقها شعـيب وتظفر به؟ لما الجميع سعيد سواها!!! حتى عمـاد العاجز سعيد عنها!! رأت ملامحه كيف كانت منبسطة مرتاحة ولا كأنه فقد كلتا ساقيه؟ الجميع سعيد الجميع سواها!2
ستشاركم عذابها وتستنفذ سعادتهم ستحطمهم كما حطموها!!3
××××××××××
_يعني إيه مفيش نزول؟ أنت مش سامع الصويت والضرب؟ أنا عايزة أطمّن على أهلي!
صاحت فوزيـة بإستنكار من تعنت “حسـان” وإصراره على بقائها داخل شقتهم
أجابها الأخير ببرود: يعني ملناش دعوة يكش يولعوا في بعض وإحنا مالنا1
صرخت بغضب: هو إيه اللي إحنا مالنا؟ لو هما مش مهمين ليك فهما أهم حاجة عندي وأهم منك كمان يا حسـان
_فوزيـة!! شوفي أنتِ بتقولي إيه وإعدلي كلامك
_بلا عدلة بلا عوجة أنا مش هسكتلك أكتر من كدة ياحسان سنين وأنا صابرة على معاملتك اللي مترضيش حد ، سنين وأنا دايما في طوعك تقول يمين أقولك حاضر تقول شمال أقول معاك بس خلاص لحد كدة وكفاية وصلت بيك الحالة إنك مانعني عن أهلي؟ عن بنتي وأحفادي؟ عن أبويا وأمي اللي إحنا عايشين في خيرهم
زمجر حسان بحقد: والله أنا ما شحتش منهم حاجة وإن كنت باخد فلوس من أبوكي فدة حقي ، حق شغلي وتعبي في المصنع مش بيديهولي زكاة عنه3
_أنا مقولتش كدة بس خلاص تعبت من عيشتك أنا ما حيلتيش إلا لتيـن ومش مستعدة أخسرها زي أختها ، مش عشان أنت فشلت تكون أب كويس وخسرت بنتك عايز تخسرني معاك
_إخرسي
فاجآها حسـان بصفعة مدوية سقطت على وجنتها فكانت القشة التي قسمت ظهر البعير ، لقد قطع حسـان كل ما ربطهم للأن بتلك الصفعة التي سقطت على قلبها فـحطمته لأشلاء1
صرخت فوزية بقهر ودموعها تغرق وجهها: طلقني
أجابها بعنفوان ودون تفكير: أنتِ طالق9
ران الصمت لثواني معدودة قبل أن تنسحب فوزية من أمامه تفتح باب شقتها وخرجت منه وقد أقسمت داخلها بأغلظ الأيمان أنها لن تعود لتلك الشقة مره أخرى أو حتى لصاحبها “حسـان”
تطلّع “حسـان” في أثرها بذهول وعدم تصديق لقد خسر كل شيء ، ابنته و زوجته!!….6
××××××××××
انتهت وفـاء من إطعام “مالك” ودثرتّه بالغطاء جيداً قبل أن تنسحب من الغرفة بهدوء وتندفع لغرفة “نـورا” طرقت على الباب عدة مرات ولكن الأخيرة لم تجبها فأكل القلق قلبها على ابنتها .. فتحت باب الغرفة وتفحّصتها بذهول فقد كانت الغرفة مقلوبة رأساً على عقب!!
أخذت تبحث عن “نـورا” ولكن لا أثر لها ، أما ما جعل الدماء تتجمد داخل عروقها هو إختفاء بعض ملابس نـورا وإختفاء مجوهراتها!!!
صرخت وفاء بهلع واتجهت لشقة حمويها تطلب من ينجدها تطلب البحث عن ابنتها
فور إندفاعها لجلسة الرجال ، أقترب مـازن يسألها عن سبب حالتها بقلق ، أخبرته وفـاء بإختفاء نـورا وبعض أشيائها ، توقعّت قلق أبنها على شقيقته وفزع توفيق على ابنته ولكن الصمت العجيب الذي قابلها أرسل شعور بالبرودة داخل صدرها
تسائلت وفـاء بتيه: أنتوا ساكتين ليه؟ بقولكم بنتي هربت! خدت داهبها و اوراقها ومشيت! هربت بسبب أبن أخوك يا توفيق وأنت قاعد ساكت؟!3
هتف توفيق بقلق: خدت “مالك”؟
أجابته بغباء ولم تستوعب علاقة حفيدها بالموضوع: لا “مالك” فوق نايم
ضحك توفيق بقوة ، ضحك وضحك وضحك حتى بكت عيناه ويالها من دموع عاصية فضحت ضعفة وقلّة حيلته ومدى كسرته2
أشاح شعـيب بنظراته بعيداً عن عمه يشعر بالشفقة من أجله وكرهه اتجاه نـورا يزيد وكلّه في ميزان عقابها
أما مـازن فاقترب من والده يحتضنه بقوّة وقلبه يشاركه البكاء
صرخت وفـاء بإنقباض: هو فيه إيه؟ ما حد يفهمني؟ توفيق أنت .. أنت بتعيّط!!(همستها بإرتجاف وقد دارت بها الدنيا وكانت على وشك السقوط لولا شعـيب الذي اقترب منها وساعدها في الجلوس على إحدى المقاعد
رمقته وفـاء بتيه وعقلها يُنبؤها بأنَّ القادم أسوء بكثير مما مضى!!
××××××××××
رغم تفاجئها بزيارة والدتها إلا أن حالتها الغريبة هي ما شغلت عقلها1
تسائلت فوزيـة بثبات وهي تجلس مقابل لتيـن في غرفة الصالون: أنتِ والبنات كويسين؟
أومأت لتيـن موافقة: الحمدلله يا ماما إحنا بخير (وأكملت بقلق) بس مش عارفة إيه اللي بيحصل برة؟ وشعيب منبه عليا ما اخرجش من باب الشقة بس هموت من القلق وصوت زعيقه رعبني شعـيب غضبان لدرجة خايفة عليه منها
إبتسمت فوزيـة ببطء حتى شملت الإبتسامة وجهها
لتيـن بـإستغراب: ماما!! حضرتك بتبتسمي على إيه؟
_لسة بتحبيه يا لتيـن؟ لسة بتخافي عليه من غضبه!! بعد كل السنين دي طلع شعـيب لسة ساكن جوة قلبك
اتسعت عيناها بذهول قبل أن تقول بإرتجاف: أنتِ بتتكلمي عن إيه؟ أنا مش فاهمة!!
_ولسة بردوا عنيكِ بتوسع لما تكدبي ، أوعي تفكري إني مكنتش عارفة اللي جواكي من كام سنة فاتوا من قبل ما نصيبه ييجي مع زهرة ويتجوزها ، أنا عارفة إنك بتحبي شعـيب من وأنتِ لسة عيّلة ، خوفك عليه نظراتك ليه وسمعانك كلامه في كل صغيرة وكبيرة كان كله مكشوف قصادي كنت عارفة باللي في قلبك وكله كوم وكلامك اللي في كرّاسة المرتبة كوم تاني .. أيوو ما تستغربيش شفت الكرّاسة وقريت اللي فيها وقعت تحت إيدي بالصدفة وأنا برتب سريرك .. كان حب طاهر ومشاعر صافية بس للأسف مكنش ينفع أدعمك ولا أشجعك تكملي في مشاعر مكتوب عليها الموت ، عشان زي ما كنت عارفة مشاعرك كنت عارفة مشاعر زهرة تجاه شعـيب (إبتلعت غصّة مسننة وأكملت) كان فارس كل أحلامها ما كانتش شايفة غيره ويمكن كلنا ساعدناها تحطّه في المكانة دي .. ماهي زهرة لشعيب كلمة جدك رددها من بعد ما زهرة أتولدت ورددناها من بعده رددناها لحد ما بقت أمر واقع وبقى من المستحيل نغيّر الفكرة دي عند زهرة لأن خلاص الأوان فات واتورطت مشاعرها في الموضوع وزهرة عكسك تماما أنتِ أقوى منها تقدري تسيطري على عواطفك لكن هيَّ كانت رقيقة ، هشة وقلبها مسيطر عليها3
هتفت لتيـن ببكاء وخزي وكأنها قد أجرمت: ماما كفاية لو سمحتِ1
أكملت فوزيـة وكأنها لم تستمع إليها: لما شعـيب ابتدى يبعد عنّها ويتجاهل وجودها بعد ما كان بيتعامل معاها عادي كـبنت عمته ، تعبت زهرة دبلت وكأنها حست بالخطر فإنعزلت عن الكل وبقت ساكنة أوضتها طول الأربعة وعشرين ساعة ما بقيتش عارفة أعمل إيه ولا أتصرف إزاي؟!! لحد ما في يوم جدك بلغني إن عمـاد إتقدملك وشعيب إتقدم لزهرة مش قادرة أوصفلك فرحتها كانت عاملة إزاي ، فرحت لفرحتها وأتقهرت عليكِ بس قولت يمكن مشاعرك تكون مشاعر بنت مراهقة ومسيرها هتروح واتمنيت يكون تفكيري صح ، رغم صدمتي لما وافقتي على عماد بس حمدت ربنا وقولت خلاص يا فوزية كسبتي بناتك الأتنين واطمنتي عليهم أيوة إنكسرت لما سبتي تعليمك و بعدك عني بس قولت دا آمن حل1
نشجت لتيـن بصوت عالي فأحاطت فوزية بوجهها: كنتِ دايما كتومة اللي جواكي بتاعك وبس. حتى لما انضربتي أول مرة نار يا لتيـن قلبي ولع نار عليكِ يا بنتي بس سكت .. سكت وخوفت أتكلم لترجعيلي وقلبك يتشعلق بشعيب من تاني بس كل حاجة وقتها اتغيرت الكلام اللي كان هيتقال ليكِ لو حد شم خبر بمشاعرك ليه كان هيقتلك كنتي هتخسري عيلتك وأختك اللي معندكيش غيرها ، فبلعت ناري وسبتها في جوفي تحرقني بلوعتي عليكِ1
همست لتيـن بصعوبة: ماما كفاية أنا مش عايزة أسمع حاجة ، أنا عارفة إني وحشة وإني بصيت للراجل اللي كان هيبقى زوج أختي بس صدقيني أنا والله ما كان قصدي أنا .. أنا
_شششششش متقوليش على نفسك كدة أنتِ ونعمَ البنات يا لتيـن ، أنتِ دة أنتِ بنت قلبي ، مشاعرنا مش بإيدينا بس أنتِ كنتِ واقفالها منعتيها تدمرك وتدمّر كل اللي حوليكِ ودي قوة أنا بحييكي عليها ، أنا فخورة إن أنتِ بنتي ، فخورة بيكِ يا لتيـن2
إحتضنتها لتيـن وانهارت باكية وشعور خبيث بالخزي يتسلل إلى قلبها شعور عانت منه سنون ولم يتركها حتى الآن ، ترى هل ستتخلص منه أم سيجلدها دون رحمة!!!1
×××××××××
كانت تغلي من الغيظ لقد أوشكت وفـاء على صفع ولدها “شعـيب” كيف تجرؤ على مجرد التفكير في أذيته؟!! وذلك الغر مـازن كيف تجرأ وتشابك مع ولدها!
صرخت حنـان بغضب: تقى!! كفاية عياط هتجلطيني
هتفت تقى من بين شهقاتها: يعني يا ماما مش شايفة اللي إحنا فيه؟ البيت مولع نار وشعيب ومازن بيتخانقوا!! أنا مش عارفة إيه اللي حصل؟ أنا مش فاهمة حاجة؟ شعـيب إزاي يمد إيده على نـورا؟ أنا لحد دلوقتي مش مستوعبة اللي حصل!
_ولا عمرك هتفهمي ، أكيد مقصوفة الرقبة نـورا عملت مصيبة سودا وخلت أخوكي اتعصب بالشكل دة، وبدل ما المحروس مـازن يربي أخته رايح يضرب أخوكي؟! (وأكملت بتحذير) إسمعي أما أقولك جواز من ابن توفيق مفيش “مـازن” ده تشيليه من دماغك تماما آه ما أنا مش مستغنية عنك!! كل واحد من عيال توفيق يبان موسى وبعد كدة يطلع فرعون .. أقولك قومي لمي شبكته وأي حاجة جبهالك خلينا نلحق نفسنا وإحنا لسة على البر6
هتفت تقى بإستنكار: إيه اللي بتقوليه دة يا ماما؟ أنا مستحيل طبعاً أتخلى عن مـازن ، مـازن مش زي عماد ولا زي نـورا مازن في حتة لوحده وأنا لا يمكن أسيبه
_هتسبيه ورجلك فوق رقبتك يا تقى سامعة ولا لا؟ قال مش هسيبه قال؟ أومال لو كان عدل يابنتي دة شغال في مستشفى حكومي ومهمل لعيادته؟ دة مش بعيد يجوعك
أجابتها بحمائية: مـازن عنده كرامة يا ماما رافض ياخد فلوس ما تعبش فيها ودي حاجة رافعة قيمته عندي وأنا بحبه وواثقة فيه صدقيني هو عمره ما هيخذلني .. مـازن فيه من صفات شعـيب كتير إن مكنش أحسن2
شهقت حنـان بذهول: مين دا اللي أحسن من ابني؟ مـازن ابن وفـاء
_أنتِ على طول شايفة شعـيب أحسن من الكل رغم إنه إنسان طبيعي ميكنش كامل وطبيعي يغلط
_بس بس بس قال أحسن من ابني قال!! أنا أصلاً ما خلفتش غير شعـيب وبعد الجملتين اللي أنتِ قولتيهم دول رأيي ما اتغيرش بالعكس أنا بقى مش هأهدى ولا يهدالي بال إلا لما الجوازة دي تبوظ ولما يجي أبوكي يابنت أبوكي أنا ليا كلام تاني معاه3
××××××××××
أسدل الليل سدوله ولم ترَ شعـيب بعد ، فبعد محاولتها للسيطرة على ذاتها بعد إنهيارها أمام والدتها انسحبت فوزيـة تترك لها مساحة خاصة تلملم بها شتات ذاتها المبعثرة
تنفست لتيـن بعمق وهي تتطلع لإنعكاس صورتها على مرآة غرفتها همست بعذاب وهي تنكس رأسها خجلة: عشقه ذنب ، ذنب لا راضية تتوبي عنه ولا قادرة تتعايشي معاه .. عايزاه ورافضاه مش عشان مش حابة وجوده ، لا دة عشان خايفة يعرف إنك خاينة ، خنتي زهرة يا لتيـن خنتيها زمان ودلوقتي أخدتي مكانها ، أخدتي جوزها و بناتها ، سكنتي في شقتها إحتليتي مملكتها5
نشجت ببكاء صامت مؤذي لروحها قبل أن تشهق بصدمة وهي تشعر بمن يحتضنها من الخلف
قبل دقائق
عاد شعيب لشقته مرهق وغاضب لدرجة لم يصلها من قبل فبعد بحث دام لساعات عن نـورا لم يجدها وكأنها فصٌ من ملح ذاب في كوب ماء
دلف لشقته ومنها لغرفة لتيـن كان يحتاجها وبشدة يحتاج عناقها ويشتاق لوصالها ولكن رؤيتها وهي بهذا الضعف كادت أن تصيبه بذبحة صدرية إقترب منها وإحضتنها من الخلف فأصبح ظهرها ملاصق لصدره ، لثم عنقها بحنان جارف قائلاً: بتبكي وأنا موجود؟!! هان عليكِ تفرطي في حبات اللؤلؤ حقي؟ طب والله ما ليكِ حق! أعوض الثروة اللي خسرتها دي إزاي؟4
لم تبتسم بل زادت دموعها إنهماراً وسقطت كسوط مدبب على قلبه المدنف بحبها ، فتلوى بين ضلوعه يطلب الرحمة .. يكفي ، يكفي بكاءً يا مالكة قلبي ألم تشفقي على حالي؟ أتهوي لوعتي وإحتراق فؤادي؟
_لا لا هتدفعي تعويض يا لوليتا تعويض عن الثروة اللي خسرتها بسببك تعويض كبيييير عشان تحرمي تفرطي في حبات اللؤلؤ عشان تحرمي تبكي من تاني3
وكم كان التعويض مرضي بالنسبة له ، وكان لها كطوق نجاة عثرت عليه وسط دوامات عنيفة كادت أن تبتلعها
×××××××××
صاحت صباح بذهول: يعني إيه إتطلقتي؟!!
أجابتها فوزيـة ببلادة: يعني إطلقت ياحاجة ، خلاص طرقنا مبقاش واحد
تسائل مهران بصبر: إيه اللي حصل يا فوزيـة
_محصلش حاجة أنا طلبت الطلاق وهو نفذ وعشان خاطري يا بابا بلاش مماطلة على الفاضي خلينا زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف أنا خلاص تعبت فـيا ترى ليا مكان هنا ولا إيه ياحاج
صوتها المرتجف وكأنها على وشك الإنهيار باكية خلع قلبه من مكانه أما سؤالها فأوجعه وبشدة
هتف مهران بصدق وحنان جارف: لو ما شالتكيش الأرض أشيلك جوة قلبي يا فوزية دة أنتِ بنتي الوحيدة ونور عينيا1
كلمات والدها أصابتها في الصميم فانهمرت دموعها بسهولة وارتمت تحتضنه بقوة ترتشف أماناً وحنان حرمت منه كثيراً
همست صباح بتضرّع: هونها علينا يا كريم يارب
×××××××××
همست لتيـن بأسمه فهمهم دون رد
_شعـيب إيه اللي حصل النهاردة؟
لاحظت تشنجه المفاجئ فمسدت على صدره بحنو .. تنفس الأخير بعمق واعتدل جالساً ثم جذبها يحتضنها بقوة وأخذ يسرد لها كل ما حدث منذ البداية .. منذ مشاجرته مع عماد وكلامه الغير منطقي عنهما مروراً بالصور التي تركها فتى الدراجة حتى وصل لعثوره على هذا الفتى وإعترافه على من حرضته ألا وهي “نـورا”
إبتعدت لتيـن عنه بقوة رغم إعتراضه وأخذت تدور داخل الغرفة بعجز تحت نظراته القلقة همس شعـيب بترقب: لتيـن؟!
_لا لا ياشعيب لااا مش ممكن ، مش ممكن أبداً
_حبيبتي إهدي
_لا مش حاهدى متقوليش الكلمة دي
صرخت بإنهيار فاقترب يحاول إحتضانها ولكنها رفضت قائلة: مستحيل كل العذاب اللي أنا شفته على إيده يكون بسبب شوية صور مالهمش لازمة!! صور مفبركة!! أنا اتهانت واتضربت عشان صور مفبركة!! أنا اتدبحت ميت مرة بسبب صور مفبركة يا شعـيب؟! أنا أنا اتضربت كتير أووي واتشتمت أكتر ، لساني مش قادر ينطق اللي مريت بيه مش قادرة ألاقي كلام يوصفلك بشاعة اللي حصلي ، أنا هموت والله هموت .. أنا مقهورة ، أنا عايزة حقي حقي منهم من عماد توفيق مهران ونورا توفيق مهران .. أنا عايزة حقي ، عايزة حق سنين عمري اللي عشتها في ضرب وإهانة وإغتصا
دفن وجهها داخل صدره يحتضنها بحمائية يمنع سيل كلماتها التي تعذبها وتقتله ، تحرقها فتحوله إلى رماد
هدر شعـيب بشراسة: حقك هجيبه وحياة لتيـن لهندمها على كل حاجة مريتي بيها.
يتبع…..
لقراءة الفصل الخامس والعشرون : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!