Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم فاطمة أحمد

           رواية ملك للقاسي الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم فاطمة أحمد

اعتراف
_________________________
انتفضت رهف تصاحت بخوف :
– يارا حامل يا ابيه…. يارا حامل !!
لقد وقعت الفأس بالرأس ، لا مهرب من قول الحقيقة ، وعندها خرجت تلك الكلمات المرعوبة مكملة :
– كانت حامل من قبل ما تتخانقو و تمشي ….. و اصرت تخبي الحقيقة ديه… انا اسفة.
نظر اليها لوهلة بجمود وكأن جملتها المكونة من كلمتين كانت عبارة عن تعويذة سحرية نجحت في تكبيل كل خلية في جسده حال تناهيها الى مسامعه ، قفصه الصدري كان وكأنه عالق بأغلال وهمية تمنعه عن البوح بمكنوناته ، عيناه التهبتا بلون الجمر القاني واستنفرت عروق رقبته وساعديه بشكل جعل شقيقته رهف تفكر بأنه ربما يتعرض لأزمة قلبية !! و اخيرا رمش بأهدابه محاولا انتزاع نفسه من الأسر الذي رمته داخله تلك الكلمات ليدير ظهره و يسند يديه على الطاولة امامه مدركا تماما ….. زوجته حامل منذ اكثر من شهرين وهو آخر من يعلم !!
اما رهف فكانت تراقب بتوجس كل حركة تبدر عنه خيفة من أن يفعل شيئا بها وهو في هذه الحالة ، لكن جاء الاخلاص عندما نادتها أمها حنان بهدوء :
– رهف جوزك برا روحيله وانا هتكلم مع ادم شويا…. تصبحي على خير سلميلي على زياد.
اومأت هي بخفوت :
– تصبحو على خير.
اقتربت حنان من ادم و ظلت تطالعه بصمت حتى تمتم :
– الكلام اللي سمعته صحيح ؟ ياريت تشرحيلي.
تنهدت حنان مجيبة :
– قبل مايحصل اللي حصل يارا كانت حامل و فشهرها الأول وانا بس اللي كنت عارفة وده بيفسر تعبها بالفترة الاخيرة ويوم اللي اتخانقتو فيه يعني يوم عيد ميلادك كامت مخططة تعرفك بحملها و مشيت قبلها للدكتورة بتاعتها بس في شاب اتعرضلها وكمان صوروها وهي معاه والباقي انت عارفه.
طالعها ادم بحدة وقال من بين اسنانه :
– انا ليه حاسس انك بتكلميني على عربية خدتها يارا من غير ما تعرفني ؟ ماما احنا هنا بنتكلم على ولد ! انا لسه من شويا عارف ان مراتي حامل حضرتك فاهمة يعني ايه ده ؟
لم تجبه فتابع ضاحكا باستهزاء :
– الصراحة انا مش فاهم السبب اللي خلاكي تخبي عن ابنك موضوع انه هيبقى اب ، طفلة لسه 20 سنة بتطلب منك تخبي عليا وانتي موافقة و راضية حطيتوني فموضع الغبي قدام نفسي و قدام العيلة كلها اللي عرفت قبلي ان يارا حامل !!
تجهمت ملامحها و هاجمته :
– هو ده اللي هامك انهم يعرفو قبلك ؟ عمتا محدش عارف بقصة الحمل غيري انا و ابوك و اختك رهف…. و انت.
ضحك ادم بتهكم :
– لا بس انا فرحت جدا دلوقتي تصدقي.
– ادم انت لازم تفهم….
قاطعها وهو يبذل جهدا عارما لكي يتحكم بأعصابه امام والدته :
– افهم ايييه هااا افهم ايييه ؟ الهانم سابت البيت من غير حس ولا خبر وكانت حامل و حضرتك ساعدتيها ولو اني مسمعتش بالصدفة كنتو هتفضلو تستغبوني كده هي البنت ديه فاكرة القصة لعب عيال في حد عاقل يعمل اللي عملته ؟ ماما احنا مش ف افلام ولا مسلسلات احنا عايشين في الواقع و يارا واخدة حريتها زيادة عن اللزوم فاكرة نفسها ملهاش راجل يحكمها بس ولا يهمك انا هرجع افكرها انها لسه متجوزة ومش ادم الشافعي اللي بيتعمل معاه كده و يسكت.
صمت واخذ يتنفس بسرعة وغضب شديد فسألته حنان بترقب :
– ايوة يعني هتعمل ايه دلوقتي ؟
عاد ادم لبروده المستفز في ثانيتين واجابها :
– طبعا هروحلها وهجيبها غصبا عنها برضو.
كاد يذهب لكن حنان امسكت كتفه وقالت :
-ادم اللي بتعمله غلط كبير انت مفكرتش هي خبت عليك ليه لانك ببساطة قلتلها انا مش عايز اولاد و اذا حملتي هتنزليه قولتلها كده ولا لأ ؟
جفل لثواني ليتلعثم :
– هو… هو كان مجرد كلام يا امي و شرحتلها ان الوقت مش مناسب بس يعني…. انا مستحيل متقبلش ابني.
ابتسمت و اردفت بتريث :
– كان مجرد كلام بالنسبالك مش بالنسبة لواحدة ست مستنية تحمل من جوزها وهو قالها انه رافض…. انت تتوقع بعد ما قولتلها مش هتجيب ولاد حاليا المفروض يارا تعمل ايه ؟ تقولك عشان تكسر فرحتها من غير ما تراعي مشاعرها …..فوق يا ادم هي من خوفها خبت عليك اكبر فرحة بالنسبالها قسوتك وجبروتك خلوها ترتعب منك و قبل ما تعمل حاجة تحسبلك الف حساب لانك ببساطة معيشها فرعب دائم للاسف هضطر اقلك انك واحد ملكش قلب مبترحمش حد حتى مراتك وابنك……وقفت امامه واردفت مكملة :
– الواحدة مننا لما تتجوز بيبقى حلمها تبني بيت صغير ليها هي و جوزها يعيشو فيه مش محتاجين فلوس ولا قصر ولا عربية بس راجل يحبها و يخاف عليها و يتقي ربنا فيها ، راجل مستعد يجوع و يعطش عشان مراته تشبع…. واحد بيسهر عشان هي تنام واحد يمسك ايديها و يكمل حياته معاها و يربو عيالهم سوا الست بتحتاج حنان و حب و احترام جوزها ليها هو ده كل اللي الست بتحتاجه بس انت يا ادم….. انت مقدمتلهاش حاجة لا حب ولا حنان ولا أمان بس قوانين و نظام و خوف من انها تخسرك و تفضل عايشة لوحدها في الدنيا ديه بعد ما خسرت اهلها…. يارا معاها حق تخبي اكبر فرحة فحياتها عليك يا ادم مهما ادايقت ومهما اتعصبت متنساش انها كانت دايما الطرف اللي بيتنازل عشان العلاقة تمشي اللي بتقول عليها طفلة استحملت كتير و بعد ما كنت بقول انك الوحيد اللي تقدر تعوضها على اللي خسرته اتأكدت انك أذيتها نفسيا و جسديا.
جالت عيناه في محجريهما وهو يشعر بضغط كبير على صدره يكاد يخنقه هو لم يتخلى عن يارا لم يتخلى عن زوجته ينتظر فقط الوقت المناسب ليعيدها لكن معرفته الان بحملها شوشت عقله و افكاره و اخفاؤها الأمر عنه طوال هذه المدة اغضبه مهما يكن فلا يجب عليها اخفاء مثل هذا الخبر و فوقها قضاء شهرين تحت نفس السقف مع ذلك البغيض المدعو بعمر !!
زفر ادم بخنق ووضع يده على عنقه وهو يتنفس بعمق يطلب اكبر قدر من الاوكسجين ف الهواء بين هذه الجدران لم يعد يكفيه……
اما حنان عندما رأت حالته ادركت ان افكاره تتصارع ولا يدري ما يجب عليه فعله لذلك فكرت بأن تجس نبضه قليلا فهمهمت بنبرة حازمة :
– ادم انت ظلمتها بعيشتها معاك وحتى انت مظلوم في القصة ديه احنا فكرنا انكم هتقدرو تكملو حياتكم مع بعض خليناكم تتجوزو رغم اننا عارفين انك مبتحبهاش بس خلاص انت مبقتش مضطر تعيش حياة مش عايزها….. انا فاهمة انك من قبل انجذبت ليها وده مش عيب مفيش راجل يبقى متجوز واحدة لطيفة و حلوة زي يارا ويقدر يسيطر على نفسه وميقربش منها خاصة اذا كان عارف انها بتحبه ومش هترفض القرب بس الجواز مش كده يا ادم الجواز مش رغبات متبادلة وبس لأ هو حياة مشتركة بين اتنين بيقضوها مع بعض في الفرح و الحزن و يعيشو التقلبات و يواجهو المشاكل و يحلوها بس انتو مقدرتوش تعملو كده و بمعنى أصح انت اللي رفضت تعيش حياة طبيعية مع مراتك بسبب حاجة انا معرفهاش بس المهم احسن حل انك تطلقها حررها من قيدك وصدقني مش هتشوف وشها تاني وهتخلص منها و متقلقش بخصوص الولد يارا مش هتع…..
عند هذا الحد وفقد ادم اعصابه فصرخ بقوة كبيرة :
– انت بتقولي اييه انا مش هطلقها سواء على ذمتي او لأ او فبيتي او لأ محدش هيعرف يقرب منها غيري لانها مراتي فاااهمة يا ماما يااااارااا مرااااتي و هتفضل مرلتي لحد اخر يوم فعمري و ملكي انااا !!!.
انتفضت حنان من صراخه فاردف بنبره حادة وهو يرى شياطين رأسه تحوم حوله : ومش معنى اني سايبها يعني تعمل اللي عايزاه لا ده بعدها……اخذ نفسا عميقا ثم تابع مغمغما باقتضاب :
– الترابيزة اللي قدامك ديه بتلزمك في حاجة ؟
رمشت حنان بعينيها مستغربة و سرعان ما شهقت بذهول عندما رأت ابنها يحمل الطاولة و يقلبها بمحتوياتها على الارض !! حملقت به وقبل ان تتكلم زفر ادم وبثانية عادت ملامحه للجمود :
– انا كده ارتحت…. هبقى ابعت واحدة تنظف اللي اتكسر ده و اجبلك ترابيزة احلى من ديه يلا عن اذنك.
غادر المنزل سريعا تاركا والدته تتابع خطواته حتى تمتمت بغيظ :
– كل مرة يكسر حاجة و يقولي هجبلك غيرها يا سيدي مش عايزة منك حاجة كفاية تبطل تكسر اللي قدامك ده… قليل رباية.
ابتسمت و استطردت بحنو :
– بس اعمل ايه ده ابني حبيبي.
انحنت لكي تجمع ما استطاعت من القطع الزجاجية لكن ابراهيم الذي دخل للتو و رآها نبهها قائلا :
– حنان انتي بتعملي ايه سيبي اللي ف ايدك هتتأذي.
اقترب منها و سألها مندهشا :
– هو ايه اللي حصل هنا ؟ استني انا شوفت ادم طالع من هنا من شويا هو اللي عمل كده صح ؟
هزت رأسها مجيبة :
– ايوة عرف ان يارا حامل وكنا مخبيين عليه قام جن جنانه و حدف الترابيزة باللي عليها…. ماشاء الله هو طالع ليك حتى انت زمان لما كنا نتخانق كنت ترمي اللي جه ف ايدك عشان تهدا.
لوى ابراهيم شفته بعدم رضى :
– ايوة بس انا كنت بفرغ غضبي ف اي حاجة عشان لما اواجهك بكون رايق و مزعلكيش انما الحيوان ده مش همه غير نفسه….. قولتيلي عرف بحمل يارا طيب هيعمل ايه دلوقتي ؟
ردت عليه حنان بجهل :
– الله اعلم يمكن ينزل البلد عشان يرجعها يلا يعمل اللي عايزه هو ومراته بقى انا تعبت منهم هما الاتنين ومن دماغهم الناشفة.
** قصص رومانسية بقلمي فاطمة احمد**
_______________________
اما ادم فدخل الى غرفته وصفق الباب بقوة ثم جلس على فراشه وهو يهز قدميه بعصبية ، حامل زوجته تحمل طفله في جوفها ولم تخبره الجميع كان يعلم ما عداه هو ولو لم يستمع لكلام شقيقته بالصدفة فالله وحده يعلم الى متى كانوا سيخفون عنه ! نعم من الممكن ان يكون ادم قد ظلمها لكن ما عساه يفعل عندما يرى صور زوجته مع رجل اخر وحتى عندما سألها ظلت تكذب هو مثله مثل اي زوج كان سيشك بها حتما لكن الجميع مصمم على انه المخطئ الوحيد…. و اي خطأ هذا يجعل يارا تخفي عنه خبر حملها طوال هذه المدة أليس من حقه ان يعرف بأنه سيصبح أبا…. أب !!
تمتم بهذه الكلمة ببطئ يدرس نغمتها جيدا على شفتيه و كم بدت له هذه الحروف غريبة لكن جميلة في نفس الوقت ما اروع ان يعلم الانسان انه سيصبح والدا ، ترى كيف استطاع ادم رفض فكرة الانجاب من قبل كيف ضيع عيش هذه التجربة من بين يديه !!
تنهد ووضع يده على رأسه و بدأ كلام أمه منذ قليل يمر على ذاكرته عن انه كسرها عندما ظل يعاملها بجفاء ويبعدها عنه و عن انهما مظلومان بقصة الزواج ولذلك يجب ان ينفصلا….. انتصب واقفا و صاح بعصبية :
– ايوة اطلقها ليه لا عشان يستفرد بيها اللي اسمه عمر و بالمرة يربي ابني وانا بقى مليش لازمة صح كده هه يبقى لازم تحلمي كتير يا يارا لان الطلاق هيحصل فأحلامك الوردية وبس.
” مفيش راجل يبقى متجوز واحدة لطيفة و حلوة زي يارا ويقدر يسيطر على نفسه وميقربش منها بس الحياة مش مجرد رغبات متبادلة… احسن حل انك تطلقها… ” ، وضع يداه على رأسه الذي يكاد ينفجر من كثرة الغضب ثم تابع :
– علاقتي بيها مش مجرد رغبة هي اكتر من كده بكتير مشاعري ليها مش تملك بس….المشاعر اللي جوايا حتى انا معرفش ايه هي بس انا ع ع عايزها فحياتي !!
مسح على وجهه ولف انظاره في الغرفة التي كان ينام فيها في بداية زواجه اي قبل ان يجعل يارا زوجته شرعا وقانونا… نعم فهو منذ رحيلها لم يستطع النوم في الغرفة التي جمعتهما سوى ليلة واحدة وبعدها نقل اغراضه الى هنا… رغم انه يكره التفكير بهذا لكن حقا كل شيء بدون يارا ليس له اي طعم !!
اخرج ادم هاتفه و دخل الى معرض الصور لتقابله صورهما معا فابتسم وراح يتذكر….
Flash back
( كان ادم جالسا في غرفة مكتبه يراجع أعماله وبعدما انتهى خرج الى الصالون وشغل التلفاز يتابع الأخبار بملل حتى جاءت يارا وجلست بجانبه :
– انت بتعمل ايه ؟
رد عليها بهدوء :
– انا بتفرج زي مانتي شايفة.
– طيب انت عايز تشرب حاجة ؟
– لا.
هزت كتفها و بدأت تعبث بهاتفها و تلتقط صورا لنفسها و ادم غير منتبه لها حتى شعر بها توكزه بغيظ :
– ادم انت مش معايا انا بقالي ساعة بكلمك !
تأفف ونظر اليها منزعجا :
– ايه عايزة ايه خير ؟
مطت يارا شفتيها بحنق :
– انا بقولك شوف الصور ديه حلوة ولا لأ بس انت مش مركز معايا خالص.
ادرك انه لن يتخلص من ثرثرتها فأخذ الهاتف من بين يديها و القى عليه نظرة سريعة :
– ايوة الصور حلوة خدي.
اعاد هاتفها و حول ناظريه الى الشاشة مجددا وهو يشعر بالصداع يتفاقم لانه لم يرتح منذ ساعات طويلة ، تأفف بألم و قبل ان ينهض ليشرب الدواء الخاص بآلام الرأس نطقت يارا :
– ادم انا….
قاطعها فجأة بغضب :
– وبعدين بقى معاكي مش ناوية تسكتي بقالك ساعة بترغي انتي ايه مبتتعبيش !!
انتفضت يارا و دمعت عيناها اخفضت رأسها و تهدجت بصوت مختنق :
– كنت هقولك بلاش تتعب نفسك انا اللي هقوم و اجبلك حباية عشان الصداع… مش قصدي ادايقك.
ارتخت عضلات وجهه ونظر لها وهي تكاد تبكي لانه صرخ عليها دون سبب ، زفر بعمق و همهم :
– انا دماغي وجعاني لدرجة العصبية و طلعت عصبيتي عليكي معلش… م م مش قصدي.
هزت كتفيها ولم تجبه بل ازدادت الدموع المحتجزة بمحجريها وضغطت على شفتها السفلى كعادتها عندما تريد كتم شهقاتها فقال ادم بضجر :
– هو انتي على اقل حاجة بتعيطي يا يارا انا قولتلك اني مصدع خلاص بقى.
شهقت وهمهمت ببكاء :
– انا صعبت عليا نفسي لانك زعقتلي كده من غير سبب وانت اساسا من لما قعدت بتتجاهلني و اخر حاجة انفجرت فيا.
اعتدل في جلسته و هتف بارتباك :
– لا انا كنت يعني…. انا مش بتجاهل بس يعني مكنتش مركز مع اي حاجة لاني…. طيب بطلي عياط و امسحي دموعك.
فعلت يارا ما قاله و نظرت الى التلفاز بحزن فحمحم ادم :
– طيب ما توريني الصور اللي خدتيهم انا مشوفتهمش كويس من قبل.
ضحكت يارا بسعادة متناسية ما حدث قبل ثوان :
– اه هوريهملك بص حلوين ؟
قلب في الصور مبتسما :
– ايوة بيجننو.
– ايه رايك تاخد صور معايا ؟
قالتها وهي تتطلع له بطفولية فرفع ادم حاجبه ساخرا :
– اخد صور سيلفي ؟ انا ! لا مليش فيه.
مطت شفتيها متذمرة :
– يوووه ادم دول صورتين بس مش هتحصل حاجة يعني.. يلا بقى علشان خاطري علشان خاطري.
زفر ادم و تمتم :
– مش هخلص من الزن بتاعك ده انا عارف.
ضحكت الاخيرة بفرحة و التصقت به رفعت الهاتف و بدأت بأخذ صور كثيرة معه بأوضاع مختلفة وكلما يقول لها كفى تجيبه بأنها الصورة الأخيرة ، وبعد دقائق طويلة ابعدها ادم بحدة :
– خلاص كفاية بقى !
ضحكت يارا وهي تطالع الصور بحالمية :
– شوف الصور ديه طلعت حلوة اوي…. على فكرة انت بتطلع وسيم جدا لما تتصور استنى كده.
انحنت عليه فجأة و التقطت صورة سيلفي لهما وهي تقبل وجنته ثم ابتعدت بخجل….. وضع ادم يده على مكان قبلتها ثم تنحنح بجدية :
– الصور ديه متوريهاش لأي حد مفهوم و خاصة رهف انا بحذرك من دلوقتي !
– اووف حاضر حاضر…. تحب ابعتلك الصور يا ادم ؟
اجابها بعدم اهتمام :
– لا مفيش داعي….. ممكن تجيبيلي كوباية ماية ؟
اومأت بنعم و نهضت ليأخذ هو هاتفها على حين غرة و ينقل جميع الصور الى هاتفه حتى صورها وهي بمفردها وعندما انتهى وضعه مكانه كأن شيئا لم يكن….. )
تنهد ادم بحرارة وبقي يتأمل شكلها و ابتسم بخفة عندما رأى صورته معها كانت تتعلق بعنقه و تضحك اما هو فكان يجاهد ليخفي ابتسامته و يظهر بشكله الجدي دائما و اخيرا نظر الى صورتهما وهي تقبله بخجل ثم اغلق هاتفه ومسح على وجهه هامسا :
– اهدى بقى ايه اللي بيحصلك ده اللي يشوف حالتك هيقول انك…انك…
لم يتجرأ على انهاء كلمته ففتح اول زرين من قميصه بعدما شعر بالاختناق و العرق يتصبب من جبينه و عنقه…. تحرك ادم فجأة و اتجه الى غرفتهما دخل بعد تردد دام لثوان و لف انظاره في المكان بشوق نال منه… و من قلبه !! تلمس الفراش الذي جمعهما سويا ليالي طويلة و ناما عليه في حضن بعضهما البعض وهو نفس السرير الذي سلمت فيه يارا نفسها اليه عديد المرات و اعترفت فيه بعشقها له مئات المرات !
كل شئ الآن يذكره بها بكاؤها و حزنها سعادتها و ضحكاتها المجنونة مشاكساتها و نظراتها الصافية و العاشقة و خجلها من تطليعاته الوقحة احيانا ، وقف ادم امام التسريحة وتذكر كيف كانت تمشط شعرها الحريري و تقيس الملابس على جسدها ملتفة حول نفسها اكثر من مرة لتتأكد ان كان يليق بها ام لا ثم تسأله ان كانت تبدو جميلة…. ليته اخبرها انها كانت دائما فاتنة و لطالما ابهرته بجمالها !!
تذكر ابتسامتها اللطيفة التي تظهر غمازتها وعيناها العسليتان الامعتان تذكر كيف كانت تنفخ خديها عندما تتذمر و تحمران عندما تخجل منه …..حول بصره ببطئ لمكان معين في الغرفة وتذكر كيف كانت تستيقظ باكرا لتصلي الفجر ودعاءها الدائم بالرحمة لوالديها و حفظ الله لزوجها وكل احبتها…. تذكر صوتها الملائكي وهي تقرأ القرآن بفصاحة كم انبهر بها واحترم التزامها وتدينها وقربها من الله تذكر كيف كانت تبكي في صلاتها وفي ترتيلها للقرآن خشوعا لخالقها كل شئ بها كان مميزا شخصيتها المرحة والمحبة ثرثرتها المحببة الى قلبه رغم انه كان يتذمر منها احيانا و اهتمامها بحالاته و ارهاقه وكيف كانت تحاول دائما التخفيف عنه ، وبدلا من ان يسعدها جرحها كثيرا وكسرها اكثر من مرة عندما حاول تجاهل مشاعرها اليه و تهرب منها كان يجب ان يكون سعيدا لانه سيصبح له طفل من زوجته لكنه ببساطة كسر فرحتها عندما رفض وجوده لم يراعي ضعفها وبراءتها وهو اقل بكثير من ان تحبه ملاك مثلها كل هذا الحب.
زفر بقوة كبيرة عله يخرج مافي قلبه ونهض ليغادر لكنه لمح بخاخها ملقيا في الارض اسفل الخزانة….عقد حاجباه باستغراب فكيف لم يلحظه من قبل اخذه وفتح الدرج ووضعه هناك كاد يغلقه لكنه لمح كتاب صغير باللون الابيض يبدو انه كتاب مذكراتها…
تردد ادم قليلا ثم اخذه و جلس على السرير ، فتحه ببطئ وجد مكتوبا في الصفحة الاولى ” أسرت بعيني ادم السوداوتين “.
تنهد بألم وقلب الصفحة وجد ” حتى لو لم تبادلني حبي فسأبقى احبك واعشقك دائما لايهمني الا وجودك بقربي”…..”عشقتك بقسوتك بحنانك النادر بغموضك بسحرك بوسامتك بعيناك الحادتان بجفائك في التعامل معي ربما يكون هذا جنونا لكن لايهمني فأنا مجنونتك”……قبض ادم على يده وشعر بغصة مؤلمة في قلبه تنفس بعمق وقلب الصفحة وكان مكتوبا
“احببتك وسأظل احبك ساكتب لك عن حنيني واشتياقي اليك وحبي لك ومايدور في خلدي لعلك تعلم انك ملكت عرش قلبي….
ساكتب لك دوما انك حبي وعشقي كلماتي ارويها لك من قلبي….. قلب يناجيك ويشعر بالحنين اليك هذا عقلي ترك لقلبي الحديث هذا قلبي يحمل حبا وحنين فهل تقبل بي…هذا قلب ينبض من اجلك فهل ستعود لي….حمقاء انا حقا حمقاء لاني وقعت في حبك دون ان انتبه و هل يدرك المرء شيئا عندما يقع في الحب…..انني يا حبيبي كنت اعتقد اني احبك فقط ولكن اكتشفت انني اعشقك انني اتنفسك لدرجة انني لا استطيع بدونك ان اتنفس….انت الهواء الذي بدونه افقد الحياة!!! حتى لو رفضتني حتى لو ابعدتني عنك لكنني لن استسلم حتى لو زدت جرعة قسوتك سأشربها بصدر رحب……
“حبك فلا تسألني مالدليل….فهل سمعت رصاصة تسأل القتيل”…..”كن كما تكون فأنا عاشقة لك ولعينيك…..عاشقة حد النخاع”
اغلق ادم المذكرات وهو مصدوم تماما لم يعلم انها تعشقه لهذه الدرجة هي بريئة لدرجة انه لا يمكن ان يصفها بمجرد كلمات…….اغمض عيناه بقوة وهو يشعر بحقارته يشعر ببشاعة مافعله اذاها بدون اي حق شك دائما بها و بماهية مشاعره حتى مع اعترافها الدائم بحبها له ظل يشك بحقيقة ما تكن له لكن الآن لم يعد لشك و جفائه مكان لم تعد لقسوته مكان في حياتهما …. فتح عيناه وكانتا حمراوتان للغاية ضم دفترها الى صدره كأنه يضم يارا اليه و نطق بغير وعي :
– و انا بحبك يا يارا انا بحبك اوي… انا حبيتك من زمان اوي بس كنت بعند معاكي حبيتك لدرجة متوقعتهاش و اتعلقت بيكي…. اتعلقت بيكي و حبيت وجودك معايا…. وحبيتك !!
ابتسم على اعترافه ووضع يده على صدره مكان قلبه يتنفس بشدة اخيرا نطق هذه الكلمة اخيرا اصبح صريحا ونهض توضأ وسجد لخالقه يصلي ويدعو اختنق صوته وهو يطلب من الله مسامحته وتقصيره في حق زوجته لكن من الان وصاعدا لن يكون هناك سوى الحب انه يعترف انه يحبها بل يعشقها يعترف انه تعلق بها وتعود على وجودها ولن يتركها ابدا…
____________________
في الصعيد.
بعدما اغلقت يارا مع رهف وضعت هاتفها بجانبها و نزلت الى المطبخ ، دخلت ووجدت جدتها زهرة ف ابتسمت :
– مساء الخير يا تيتا.
استدارت لها بحنو :
– مساء النور حفيدتي الجميلة الوكل هيتحط ع السفرة بعد شويا اجعدي ارتاحي.
اومأت ببطئ وجلست تعبث بهاتفها نظرت لها زهرة لتكلمها لكنها صمتت عندما وقع بصرها على بطنها المنتفخة قليلا وحتى جسدها الذي ظهر ازدياد وزنه بشكل ملحوظ بعدما ارتدت ثوبا يناسبها وليس بضعف حجمها كما تعودت يارا الارتداء هذه الايام ، شهقت وهمست بذهول :
– يارا بتي انتي حبله ؟
انتفضت يارا ورمقتها بتوجس :
– انا ؟ اا…. ايه الكلام ده يا تيتا هي مين ديه اللي حامل لا طبعا.
عبست ملامحها و اتجهت لتغلق باب المطبخ ثم عادت اليها و اوقفتها امامها تتأمل وجهها الممتلئ وكل جسدها حتى همهمت بذهول :
– انتي حبله اني كيف ملاحظتش طول الوجت ده ! اني من نظرة واحدة بفهم اذا الست كانت حبله ولا له كيف ملاحظتش كيف.
توترت يارا و ازدادت وتيرة تنفسها بعدما عجزت عن الانكار فقالت زهرة فجأة :
– انتي كنتي خابرة بحبلك ورغم اكده خبيتي علينا وكنتي بتلبسي حاجات جد حجمك مرتين مشان تخفيه اتجننتي اياكي من مينتي الكلام ده جاوبيني ؟
دمعت عيناها و اجابت بخفوت :
– انا حامل فالشهر التالت….. و عارفة بحملي من زمان قبل خناقتي مع ادم و جيتي على هنا.
فغرت فاهها بذهول من كلام حفيدتها وسألتها مباشرة :
– و ادم خابر ب حبلك ؟ جاوبيني !
انتفضت من صرامة جدتها الغير معهودة و ردت عليها :
– لا… لا هو مش عارف…. محدش عارف بالموضوع ده غيري.
لم تشأ يارا ان تخبرها بأن زوجة عمها تعلم بحملها منذ البداية فإذا كان هذا رد فعل جدتها عليها فكيف ستتصرف مع حنان اذا علمت بأمر اخفائها ، اما زهرة فوضعت يدها على فمها بذهول و عدم استيعاب لما تسمعه وما لبثت عن همست بصوت غاضب استطاعت اخفاضه بصعوبة :
– انتي يا يارا اللي كنتي طول عمرك بت عاقلة تعملي اكده ! مخبية حبلك عن عيلتك و جوزك فاكراه لعب عيال اياك ؟ اني مش مصدجة المسخرة ديه في ست تعمل اللي حضرتك عملتيه ؟
انهمرت دموعها واجابتها بصوت مبحوح متألم :
– ادم مكنش عايزني احمل يا تيتا كان رافض فكرة الخلفة و في اليوم اللي كنت هعرفه فيه اني حامل اتخانقنا والباقي حضرتك تعرفيه… انا مكنتش عايزة اخبي الموضوع بس استنيت الوقت المناسب و….
قاطعتها زهرة بعصبية :
– مستنية لحد ميتى ؟ لحد ما توصلك ورجة طلاجك و بطنك تكبر الناس هيجولو ايه ها مفكرتيش ؟ انتي رايدة تطلجي و تربي ابنك لوحدك اهنيه يا يارا ؟ مفكرتيش ف نتايج تصرفاتك ديه ادم لو عرف كان رجعك من وجت طويل بس انتي…
صمتت تستغفر ربها فقالت يارا سريعا :
– وانا عارفة ان ادم لما يعرف بحملي هيرجعني غصب عنه مش لانه عايزني لا هو اصلا مبيحبنيش هيرجعني لاني أم ابنه وانا…. انا مبقتش عايزة اعيش معاه تحت سقف واحد وانا عارفة انه مجبور عليا.
– ومين اللي جالك ادم مجبور عليكي هو في حد يجدر يجبر ادم على حاجة ؟
تمتمت بها زهرة باستخفاف فأردفت يارا :
– البيبي اللي فبطني جه غصب عنه كان رافضه يا تيتا حتى جوازنا ادم مكنش عايزه من الاول والدليل اني اول ما جيت البلد هو مسألش عليا ومطمنش حتى ب اتصال… ازاي عايزاني حضرتك اعرفه بحمل بعد اللي عمله فيا وبعد اهماله وبعد عني.
اختنقت كلماتها و نزلت عبراتها من عينيها فاحتضنتها زهرة و بدأت تربت على ظهرها….. ارادت اخبارها ان ادم جاء اكثر من مرة لزيارتها وهي نائمة وحتى انه كان يدخل غرفتها و يمضي وقتا طويلا معها دون ان تشعر ارادت اخبارها انه يتصل بها دوما تقريبا و يسأل عن زوجته و احوالها لكن عندما تذكرت تحذيره بعدم اخبارها مهما حدث التزمت الصمت ، ابعدتها برفق و همهمت :
– الوضع ده زاد عن حده جدك لازمن يعرف و يتصرف كفاية اكده انتو مش هتجيبوها لبر بتصرفاتكم و العند بتاعكو.
استدارت لتغادر لكن يارا اوقفتها بذعر :
– لا يا تيتا بالله عليكي انا مش عايزة حد يعرف ارجوكي مش دلوقتي لو جدو عرف هيخليني ارجع غصب عني فوق ما ادم الغلطان انا اللي هضطر اروحله بنفسي وانا مش عايزة كده مش عايزة اتهان اكتر من…..
شهقت ببكاء ووضعت يديها على وجهها فتنفست زهرة بعمق و قالت مستسلمة :
– طيب يابتي مش هجول لحد بس لازمن الكل يعرف ف اسرع وجت فاهماني ؟
هزت رأسها بسرعة :
– حاضر يا تيتا…. متشكرة اوي.
احتضنتها بامتنان ليظخل عليهما عمر فجأة وعندما رأى دموع يارا تساءل مستغربا :
– خير يا حجة يارا بتبكي اكده ليه ؟
كفكفت يارا دموعها مجيبة :
– مفيش حاجة… عن اذنكم.
_________________________
كان الليل قد اسدل ستاره معلنا عن قرب نهاية اليوم ، جلست تقي تنظر من نافذة غرفتها الى السماء التي غزتها النجوم و القمر المضيء بشكل جميل و ساحر ، ابتسمت فجأة وهي ترى شهابا مر بسرعة الضوء فهتفت بسعادة :
– يا الله ايه الجمال ده معقول انا بقالي فترة طويلة مشوفتش شهاب !!
اعتدلت في جلستها و بقيت تطالع السماء بحماس طفولي حتى تسلسلت بعض الذكريات اليها…..
Flash back
( في شقة كبيرة في نيويورك.
كانت تريح جسدها على الكرسي في البلكونة المطلة على المدينة المنير اضواؤها الملونة في تلك الليلة من فصل الصيف و طبعا الحياة الليلة لا تنتهي في هذه المدينة ابدا و سكانها لا ينامون حتى في الايام العادية فمابالك بأيام الاحتفالات من الصعب على احد شرح مدى جمالها حقا.
تنهدت تقي مبتسمة عندما شعرت به يأتي من خلفها و يحضنها مرددا :
– القمر ام عيون ملونة قاعدة بتعمل ايه هنا ؟
رمقته بحب قبل ان تجيبه :
– بشوف المدينة من هنا شكلها حلو جدا جدا يا آسر.
وافقها الرأي فتابعت :
– بس طبعا مش احلى من بلدنا الاصلي.
رفع حاجبه مستهزئا :
– لا يا شيخة ؟ ديه نيويورك يا بنتي مش اي مدينة عادية متقارنيهاش ب اي مدينة تانية.
هزت تقي كتفها :
– وبعدين ؟ انا بحب بلدي و مدينتي اكتر ، صحيح فيها حركة كتير وحر و برد و اكتظاظ بس فيها الدفى و الناس اللي بتحبها و روابط مستحيل تلاقيها هنا…. انا لو كنت متصالحة مع عيلتي كنت خدتك معايا و نزلنا مصر عشان تشوف جمال الاسكندرية في الشتا حاجة زي الخيال كده….. عدى وقت طويل على اخر مرة نزلت انت صح ؟
هز رأسه وهو يرد :
– ايوة من ساعة وفاة بابا و ماما جينا انا و اخويا زياد ع اميركا ومن وقتها مرجعتش شوفتها…. طبعا زياد بينزل كل فترة و التانية و حتى عنده صحابه مصريين اتعرف عليهم لما جم يدرسو هنا في نيويورك بس انا معنديش علاقة قوية بيها…..و كمان بسببي خليتك زيي يا تقي لو انك متجوزتنيش اا….
قاطعته بحب :
– لو اني متجوزتش كنت هضيع على نفسي حبيب و صديق و زوج زيك…. صحيح انا متخانقة مع عيلتي و هصالحهم باذن الله بس كسبت راجل زيك يا حبيبي انا هعوز ايه اكتر من كده.
ابتسم بعشق جارف لها و فجأة صاح عندما لمح خيطا رفيعا و مضيئا يظهر في السماء و يسقط بلمح البصر كما أتى !!
نظرت تقي الى ما يطالعه بفرحة خاصة عندما سقط شهاب اخر :
– آسر شوف ده واحد تاني اهو !!
وضعت يدها على فمها وهي تضحك ثم اغمضت عينيها ورغم عدم تصديقها لبعض الاحاديث عن تحقق الامنيات عند ظهور الشهاب ، الا انها وافقت روح الطفلة التي داخلها و تمنت :
– يارب علاقتي مع عيلتي تتصلح ، و اعيش انا و آسر بسعادة و نجيب ولاد نربيهم على قيمنا و مبادئنا يارب آمين….. )
Back
استفاقت عند سقوط الدموع من خرزتيها على يدها فهمست :
– أمنيات الشهاب مبتتحققش !!
” احببتك حبا فاق حجم قلبي… فأوجعني ! “
** من جهة اخرى كان آسر يدخن و بيده كأس خمر عندما سقط الشهاب ، اعتدل في جلسته متمتما :
– قد ايه حلو الواحد يقعد مع حبيبه و يبص للسما.
فور انهاء جملته جاءت رولا و قبلت وجنته ف ابتسم لها و طبع قبلة خفيفة على يدها….
_____________________
في صباح اليوم التالي.
اشرقت الشمس لتغزو اشعتها غرفة ادم النائم ، استيقظ بنشاط و اتجه الى الحمام اغتسل سريعا ثم ارتدى بدلة فورمال باللون الكحلي و نظر الى المرآة و ابتسامته تعلو شفتيه فهو سيراها اليوم اخيرا بعد غياب طويل اهلك قلبه… يا الله كم اشتاق لها ، رغم انه رآها عدة مرات وهي نائمة عندما كان يذهب اليها خفية لكنه اشتاق لسماع صوتها… نبرتها الرقيقة التي تدغدغ احاسيسه… حسنا يبدو ان ادم الشافعي قد جن بها رسميا !!
تنحنح واختفت ابتسامته لترتسم الجدية على وجهه ويغمغم :
– هنشوف مراتي الحامل هتعمل ايه بقى لما تلاقيني واقف قدامها.
عدل خصلات شعره المصفف بعناية و خرج ليركب سيارته و وجهه يملؤه الحزم والتصميم… سيعيدها اليوم الى المنزل يقسم انه سيبيت معها هذه الليلة تحت نفس السقف حتى لو كان اجبارا عنها !!
**** بعد ساعات.
استيقظت يارا بعدما قضت الليلة في غرفة جدتها تنام معها ف الجد سليم كان لديه عمل في الخارج و زهرة طلبت منها النوم معها….. ذهبت الى غرفتها و طلبت رقم حنان عدة مرات لكنها لم تجب فعلت المثل مع رهف لكنها لم تجب ايضا فهمست متعجبة :
– خير يارب هما مبيردوش ليه مش من عوايدهم معقول يكون في حد منهم حصله حاجة.
شهقت فجأة ووضعت يدها على فمها :
– معقول ادم يكون تعبان و المشفى… لالا بعيد الشر عليه اكيد لو في حاجة كان هيوصلنا الخبر.
صمتت قليلا ثم زفرت بضجر :
– طيب وبعدين بقى من امتى رهف مش بترد على اتصالاتي يعني اكيد مش ادم اللي هيطلب منها تبطل تتواصل معايا… هه لا يعملها مش غريبة عليه انا بتوقع منه اي حاجة.
انتصبت واقفة واتجهت الى النافذة لتفتحها ظلت تطل منها عدة دقائق حتى لمحت سيارة سوداء تظهر من بعيد وتقترب شيئا فشيئا فيركنها صاحبها اما باب الفيلا الكبيرة…. وتلك السيارة هي تعرفها جيدا !
انتفضت يارا بصدمة وهمست :
– ديه عربية ادم معقول ؟ لالا انا اكيد بتخيل مستحيل مستحيل.
فركت عينيها جيدا ثم اخرجت رأسها من النافذة اكثر لتتبين وجهه وقد كان هو…. ادم جاء اليها والان يخرج من سيارته ويرمقها بنظرات حارقة و نارية …. انه زوجها !!
عادت للخلف خطوتين متلعثمة :
– لالا هو ايه اللي جابه فجأة معقول عرف بخبر حملي ؟ لا ازاي تيتا من امبارح وهي معايا و رهف و ماما حنان مستحيل يقولوله اساسا لو كان عارف كان اتصل…. بس هو بجد هنا.
وضعت يدها على صدرها ودموعها تنهمر بشدة لتسمع ضجيج في الاسفل و اصوات شجار عالية….. اخذت نفسا عميقا و خرجت نزلت على الدرج ببطئ وهي تطالع ادم الذي كان يوليها ظهره و يكلم عمها و جدها الغاضبين منه وعندما وصلت اليه سمعته يتمتم ببرود :
– اللي سمعتوه بقى وانا جاي اخد مراتي معايا والا مش هيحصل طيب.
– بس انا مش جاية معاك يا ادم !!
يتبع…
لقراءة الفصل الخامس والعشرون : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!