Uncategorized

رواية خاطفي الفصل الخامس والخمسون 55 بقلم شهد حسوب

         رواية خاطفي الفصل الخامس والخمسون 55 بقلم شهد حسوب

رواية خاطفي الفصل الخامس والخمسون 55 بقلم شهد حسوب

 رواية خاطفي الفصل الخامس والخمسون 55 بقلم شهد حسوب

“استعداد “
نظر إليها ياسين بصدمة كاد أن يذهب إليها ليصفعها علي وجهها ، أتريد أن تشوه صورته أمام والدته وإخوته ! 
ولكن جذبه محمد من مرفقه بهدوء هاتفاً 
– اهدي يا ياسين .. سيبني انا اتكلم 
ثم وجه حديثه نحو تلك المراهقة الحمقاء هاتفاً 
– انسة أروي .. احنا معترفين أننا عملنا كدا فعلا .. بس هل اللي بيستره ربنا ، بيفضح نفسه !
صاحت به الاخيرة باكية بحرقة 
– فين الستر دا .. انا طلعت من حارتي كلها بفضيحة .. وأمه مسيرها تعرف النهاردة كان أو بكرا .. وانا مش هقبل علي نفسي اني اطاطي وانا صاحبت حق 
فرد علي محمد بثبات 
– وانتي فكرك أنه اليوم دا لو جيه ياسين هيتخلي عنك .. اكيد هيكون اول واحد يدافع عنك وعن شرفك عارفة ليه ! 
– ليه ؟
– عشان انتي شرفه .. ومن الأصل شريفة وانا وهو بنشهد بكدا ..  اللي يقول غير كدا اسألي ياسين عملنا فيه اي ! 
نظرت إليه الأخيرة بضعف ثم جلست علي اقرب مقعد تبكي بألم 
– انا ليه بيحصل معايا كدا 
رتبت سعاد علي كتفها بحنان هاتفة 
– ربنا بيقول في كتابة الكريم (( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ )) _البقرة 156_
انحنت أروي علي كتفها تبكي بألم بينما أخذت ترتبت عليها سعاد بمواساه حتي هدأت ، هتفت سعاد بهدوء 
– يلا قومي اغسلي وشك ويلا عشان تفطري بسرعة وتروحي مع ياسين تجيبي الحاجات اللي ناقصاكي مافيش وقت الفرح بكرا 
مسحت أروي دموعها بباطن كفها هاتفة بصوت خافت 
– حاضر يا مدام 
_____________★ “اللهم صل على سيدنا محمد” 
تململت في نومتها اثر سماعها لصوت رنين مزعج ، فانقلبت علي الجهة الأخري آخذة الجوال ثم اغلقت المنبه ناهضة ، متوجهه ناحية المرحاض ، اغتسلت سريعا ثم اتجهت نحو الادهم كي توقظه هو الاخير ليلحق بعمله ، جلست علي جانب الفراش مائلة عليه بجزعها العلوي ، هاتفة بصوت هادي 
– ادهم …. قوم يا ادهم الساعه بقت تسعة 
تململ الاخير مغيراً اتجاه نومته دون الرد عليها فكررت رغدة باصرار 
– قوم يا ادهم بقي … ادهم 
وضع الوسادة علي رأسه مهمهما بصوت ناعس 
– هممممم
– الساعه بقت تسعة يا ادهم … يلا قوم 
فرد عليها بصوت ناعس 
– تمام تمام .. ساعة كدا 
ثرثرت الاخيرة بازعاج لدي النائم 
– ادهممم .. بقولك قووووم بقي والا ربنا هرش عليك ميه 
غير اتجاه نومته واضعا الوسادة علي راسه كي لا يزعجه ثرثرتها ، دون أن يرد عليها ، نظرت إليه رغدة بصدمة غاضبة هاتفة بتوعد 
– بقي كدا … ماااشي يا ادهم 
ثم ارتدت اسدالها سريعاً وبهدوء ، وتسللت خارجة من الغرفة ، نزلت إلي الأسفل متجهه نحو غرفة أميرة ، طرقات خفيفة ، تبعها رد الأخيرة عليها ، هتفت رغدة بابتسامة واسعة 
– صباح الخير فردت عليها أميرة بهدوء وابتسامة صغيرة 
– صباح النور 
– اخبار علي اي 
– بخير الحمدلله 
– كنت قاصداكي في طلب صغنن قد كدهون 
تبسمت الأخيرة علي تعبير وجهها هاتفة 
– اكيد طبعا اتفضلي
– عندك مسدس مية !
هتفت أميرة باستغراب 
– مسدس مية ؟ هتعمليله اي ؟ 
– هصحي بيه قرة عيني 
لم تستطع أميرة كبت ضحكتها هتفت 
– لالا بجد هتعملي بيه اي 
– هصحي بيه أدهم وربنا 
– اكيد اتجننتي .. أدهم ممكن يرميكي من البلكونة بيها دي 
فردت الأخيرة 
– المهم أنه يصحي يشوف شغله + هو اصلا آللي قالي صحيني تسعة وانا بنفذ الأوامر 
هتفت أميرة محذرة لها
– رغدة ! 
– اخلصي بقي .. المهم أنه يكون علي معاه غيره عشان مااضمنش اني ارجعهولك تاني 
هتفت أميرة بسخرية 
– هو لو كان علي الرجوع فأنا مستعوضة ربنا فيه 
ضحكتا الاثنين ثم جلبت لها أميرة تلك اللعبة الصغيرة وعادت رغدة مرة أخري حيث عشها الصغيرة .
دلفت رغدة ببطئ وأملأته من المرحاض ثم خرجت وجلست بجانب الادهم هاتفة 
– ادهم هتقوم ولالا 
لم يرد عليها  ، فسحبت من يده الوسادة التي يخبئ بها رأسه ، موجهه عليه تلك اللعبة ضاغطة علي الزناد خاصتها لتتناثر قطرات المياة علي وجهه ، فتململ بضيق ، غير اتجاة نومته ، لكنها لم تيأس ، ضغت علي الزناد مرة أخري ، ومرة تلو مرة تلو مرة حتي استيقظ الادهم بغضب وهو يمسح علي وجهه ، فزعت الأخيرة راكضة اتجاة المرحاض ، ركض خلفها سريعاً ، ثم جذبها من رسغها قبل أن تدلف إلي الداخل وتغلق الباب ، جز علي أسنانه بغضب 
– اعمل فيكي اييي
هتفت بخفوت خائفة من ردت فعله 
– والله يا أدهم كنت يصحيك 
– قوم تتنيلي تكبي عليا ميه 
– اللاه ماانتا إلي مش راضي تصحي يا فتحييي 
– فتحي ؟ .. ماشي يا رغدة ماشي 
– اي دا بس كدا .. مش هتضربني ولا حاجة 
تبسم الاخير بخبث 
– عيب عليكي يا رغدة .. اضربك اي بس .. هو في حد بيضرب مراته وقرة عينيه برضو 
اتسعت ابتسامة الأخيرة هاتفة 
– كل يوم بتصدمني بردود فعالك يا أدهم  
– روحي جهزيلي هدومي حد اما اتحمي 
– اشطا اتفقنا 
هرولت سريعاً ثم أحضرت له ملابسه الخاصة بعمله ، واحضرت كل شئ ثم جلست علي مقعدها المفضل بصحبة كتابها تقرأ فيه بهدوء ، شهقة عالية خرجت من فمها اثر انسكاب دلو كبير من الماء عليها .
– ادهمممم 
تبسم الأخير باستفزاز
– سوري يا بيبي اتكب عليكي من غير ما اقصد 
جزت الأخيرة علي اسنانها بغضب 
– ادهمممم .. انتا جايب حله المية دي هنا اصلا
– عشان أرش الزرع 
– ماشي يا أدهم .. ماشي 
فرد عليها ببرود 
– يلا عشان تساعديني البس 
تحركت من أمامه بغضب ، فأمسك الادهم رسغها متحدثاً بخبث في أذنيها 
– تاني مرة ما تلعبيش في العرين يا قطة 
نظرت إليه بتحدي هاتفة 
– بحسه دافئ 
فرد باستغراب 
– اي هو 
– العرين
تبسم الاخير ثم تركها تذهب . 
____________★ “اللهم صل على سيدنا محمد”
كانت سعاد تقف في منتصف الحديقة تلقي الاستعلامات علي المساعدات المنزلية لكي تكون علي أتم استعداد لاستقبال عائلة ياسين الصغيرة ، دلف ياسين إلي الداخل متوجهاً نحو تلك الأم الثانية الحنونة  ، ناظراً إليها نظرت امتنان عميقة ، هاتفاً بصوت يملؤه الامتنان والحب الصادق 
– حقيقي يا مدام سعاد انا مش عارف اشكر ربنا علي نعمه وجودك في حياتنا ازاي .. دائما بحسك بتعامليني وكأني ابنك حقيقي 
تبسمت إلي كلماته الاخيرة من وسط ملامحها الحزينة ثم مدت إليه يدها كي تحتضنه حضن أموي صادق تنبع بالحنان ، حنانها الذي يفيض علي جميع من يعاشرها ، هاتفه بصوت خفيض 
– عارف يا ياسين من لما ابوك اجبرك انك تشتغل شيال في مخازن آل نصار .. واحمد شافك بتعيط جامد وكنت عايز ترجع مدرستك تاني عشان تبقي حاجة ، وقتها احمد شاف فيك محمد ابنه ومن وقتها وبقيت انتا ابننا التاني 
ثم اخرجته من بين ذراعيها هاتفه 
– ابننا اللي مخلفناهوش .. حتي لما احمد ساب الشركة أصر أنه يجيبك معاه .. عشت معانا علي الحلوة والمرة زي عيالنا بالضبط .. وكملت تعليمك .. وانا متأكدة أنه طالما نيتك خير في زواج وستر البنت دي صدقني ربنا هيكرمك خير .. انتا مش اكرم من ربنا 
تذكر الاخير ذكرياته القاسية وكيف كان الغريب احن عليه من والده الذي ألقاه في أحد المخازن كعامل بأجرة يوميه دون أن يسأل عليه لشهور عده ، مسح دمعه حارقة قبل نزولها من عينيه ثم قبل جبين الأخيرة هاتفاً 
– ربنا يحفظك ليا يا امي .. اوعدك حق الحج احمد هيرجع وهطفي نارك .. 
ثم قبل كلتا يديها هاتفاً 
– بس دعواتك ..
تبسمت ، بينما انزرفت دمعه حارقة من عينيها هاتفى بألم يجلدها علي قلبها 
– ربنا يقف معاك أنت ومحمد ويجعلكم في كل خطوة سلامة 
– امين يارب يا امي 
هتفت سعاد متسائلة 
– مامتك وأخواتك وصلوا حد فين ؟
– اخر مرة كلمت رقيه قالتلي أنهم خلاص قربوا علي محطة الباص 
فاستعجلته الأخيرة هاتفة 
– طب يلا الحقهم بسرعة … وانا ههتم بالترتبيات حد اما يجوا 
– تمام ياريت لو تبلغي أروي تجهز 
– حاضر 
تركها ورحل بينما هي ذهبت إلي المطبخ لإلقاء نظرة أخيرة علي الطعام قبل الانهاء .
بعد مرور نصف ساعة من الزمن دلف ياسين بسيارته إلي المنزل بصحبة عائلته الصغيرة ، وابتسامته تكسو وجهه ، ترجل من السيارة بعدما استقبلتهم سعاد بابتسامتها البشوشة وترحابات كثيرة ، جلسوا جميعاً في حديقة المنزل التي سبق واعدتها لهم سعاد ، بعد سيل من التعارف والضحكات والضيافة ، تساءلت والدة ياسين 
– اومال فين العروسة ؟ 
تبسمت إليها سعاد هاتفة 
– لحظة اناديهالكم 
دقائق قليلة مرت عليهم في الانتظار حد أتت إليهم أروي بتوترها وخجلها المعتاد ، جلست علي أحد المقاعد تفرك في يديها بتوتر ، تنظر إلي الأرضية الخضراء دون التفوه بكلمة ، هتفت رقية بثرثرتها المعتادة 
– بقي هي دي أروي يا ياسين ؟ 
تبسم إليها الاخير 
– اة 
نهضت رقية ذاهبة إليها هاتفة بترحاب 
– دي عسولة اوي 
تبسمت إليها أروي هاتفة بابتسامة شكر 
– ميرسي انتي اللي قمر 
– لالا بجد قمر و من  غير مجامله ماشاء الله .. يكفي بس انك ملتزمة بحجابك 
فدفعتها زينب -شقيقة ياسين الكبري- هاتفة بضجر مصطنع 
– وسعي كدا ياختي خلينا نسلم علي العروسة 
تبسمت إليهم أروي بسعادة بينما أكملت زينب 
– انا زينب اخت ياسين 
احتضنها الأخيرة هاتفة 
– حبيبتي .. ياسين حكالي عندك قبل كدا 
نظرت إليها رقية بضيق هاتفة 
– خلصتي ؟ .. وسعي بقي عشان انا وهي هنبقي صحاب 
قلبت زينب نظرها بين أروي وشقيقتها واخيها هاتفة 
– شووووووف البت .. وربنا اخدها معايا الصعيد وما اخلي حد يطول يشوفها ولا حتي العريس نفسه 
فجاءت إليهم الشقيقة الوسطانية -ميادة- 
– بقي كدا .. لا انتي ولا هي .. هي هتكون صحبتي انا وبس مش كدا يا ريري 
تبسمت إليها أروي هاتفة بابتسامة واسعة 
– انتي ميادة صح 
فتحتضنتها الأخيرة هاتفة بود 
– صح 
ولكن جذبتها رقية من ذراعها هاتفة بضجر مصتنع 
– ايدك لو سمحت دي هتبقي صحبتي انا وبس 
صاحت زينب في شقيقها الذي يصغرها بثلاث سنوات 
– ياسين تعالي لم المعزة دي بدل ما المها في بيوت الناس 
علت ضحكات ياسين مع ضحكات الباقين ثم أمسك  أروي من كف يدها متجهاً بها نحو والدته التي تجلس علي أحد المقاعد تراقب الحديث في صمت مع ابتسامة صغيرة تزين وجهها 
– لا انتي  ولا هي ولا هي .. تعالي اما اعرفك علي ماما .. ماما دي أروي 
ثم نظر إلي الأخيرة التي بان عليها بعض علامات القلق 
– أروي دي ماما 
مدت أوري يدها للسلام بتردد فقابلتها الأخيرة بابتسامة واسعة 
– ازيك يا بنتي 
اتسعت ابتسامة أروي هاتفة 
– بخير الحمدلله يا طنط 
فجذبتها والدته ياسين من يدها برفق واجلستها بجانبها بينما اتخذ كل واحد مقعده وعاودوا الجلوس مرة أخري ، مشاجرات ، مشاكسات ، حديث هنا وهناك ، ذكريات طفولية ، منها المرحة ومنها الحَزِنه ، كانت أروي تستمع إليهم في صمت مع ابتسامة صغيرة علي وجهها ، شعرت بروح التجمع العائلي الجميل الذي افتقدته طوال حياتها بين جدران بيت والديها ، قاطعتهم سعاد بجملتها التي لا نقاش بعدها 
– يلا يا جماعه الغدا جاهز 
هتف ياسين بتساؤل 
– مش هنستني محمد 
– لا قال إنه هيتغدي في الشغل 
دلف الجميع إلي الداخل ملتفين نحو المائدة الكبيرة ، جلست الطعام لم تخلو من بعض الأحاديث واقاويل النساء وبعض الاسترشادات والنصائح للصغيرات ، انتهوا من الطعام واحداً تلو الآخر ، غسلت أروي يدها ثم اتجهت سريعاً نحو غرفتها كي تستعيد قوتها مرة أخري ، ولكن طاقتها طرقات رقية علي باب الغرفة هاتفة يتساؤل 
– ممكن ادخل 
– اكيد طبعا اتفضلي 
– قاعدة لوحدك هنا ليه 
– ولا حاجة .. منتظراكم بس تخلصوا اكل 
لم تكمل حديثها حتي دلف ياسين 
– أروي انتي هنا ؟ 
فردت الأخيرة بخجل 
– ايوا 
استأذنت رقية هاتفة 
– بعد اذنكم 
عقب خروجها دلفت والدت ياسين ، بان ملامح القلق علي وجه أروي ، جلست والدته علي أحد المقاعد مقابل الاخيرة هاتفة بتساؤل
– عرفيني عليكي يابنتي .. انتي مين وأهلك مين وناسك وارضك 
هتفت أروي بتوتر 
– اسمي أروي محمود حسن الصعيدي .. اااا بابا من الشرقية بس عايشين في القاهرة 
استرسلتها الأخيرة 
– عايشين فين في القاهرة 
فرد عليها ياسين بضجر 
– واي لزمة الكلام دا يا امي 
– مش لازم اعرف هي مين ومن فين وأصلها وفصلها يا ياسين ولا اي 
فرد عليها الاخير باحترام 
– مش القصد يا امي .. بس أروي بنت محترمة وانا حررت عن دا بنفسي 
– ماشي يا ولدي بس..
فقاطعها ياسين بجدية 
– من فضلك يا أمي اقفلي عن الموضوع دا خلاص .. الفرح بكرا 
فردت الام بقلة حيلة من رأس ابنها الناشف 
– الامر لله يا ولدي 
_____________★ “اللهم صل على سيدنا محمد”
دلفت السكرتيرة إلي غرفة المكتب بعد عدة طرقات خفيفة هاتفة بجدية 
– أدهم بيه .. الاستاذ محمد أحمد الطوخي عايز يقابل حضرتك 
نظر إليها الادهم باستغراب هاتفاً
– غريبة اول مرة يعملها 
فردت عليه السكرتيرة بتلقائية
– صدقني اول مرة يكلمني باحترام يا فندم .. كل مرة بيدخل وكأنه الشركة بيت ابوه ولما أكلمه يرد بعجرفه ولا كأني عايشة معاه علي الكوكب مِنه 
ضحكة صغيرة خرجت من الادهم هاتفاً 
– طب دخليه قبل ما يعمل مشكلة زي كل مرة 
كادت أن توليه ظهرها لتنفيذ الاوامر ولكنها تفاجأت بالاخير في وجهها هاتفاً
– عالم استغفر الله العظيم .. ونعاملهم بادب مش عاجب ، نعاملهم بقلة الادب برضو مش عاجب 
– افندم ؟ 
نظر إليها باسمئزاز متصنعاً استنشاق ما يحتويه الجو من رائحة 
– اففففف .. انتي راشة برفان بيبي المعزة يا بت 
نظرت إليها الأخيرة بصدمة هاتفة 
– لو سمحت انا ما اسمحلكش وربنا ارفع عليك قضية  
نظر إليها محمد باشمئزاز هاتفاً 
– روحي ارفعي يا اختي .. وهتقوليله اي بقي أن شاء الله .. شم ريحة برفان المعزة اللي انا حاطاها عشان اغري بيها الناس .. ولا عشان اداري ريحة عرقي 
نظرت إليه الأخيرة بصدمة غير قادرة علي الرد بينما جاهد الادهم كتم ضحكاته علي ذلك المستفز ، فأكمل محمد حديثه 
– روحي استري جسمك بدل جو الكاسيات العاريات اللي انتي فيه دا وبلاش برفان ووقتها مش هتلاقي اللي يفكر أنه يقرب منك يا اختي 
– علي فكرة بقي انتا مريض وانا هبلغ عنك 
هتف محمد بتحدي 
– وانا موافق وان ما لبستك قضية محترمة زي لبسك ما ابقاش محمد الطوخي 
– انتا متحرش وكمان بتهددني 
هتف محمد بصوت عالي نسبياً ونبرة يكسوها الحدة والجدية 
– لو كررتي الكلمة دي تاني ورحمة ابويا لالبسك قضية توديكي في ستين داهيه بجد 
شعر الادهم بجدية الموقف فنهض سريعاً كي يفك النزاع 
– آنسة سهر اتفضلي علي مكتبك .. وانتا ورايا 
فردت عليه الأخيرة وقد اجتمعت الدموع في مقلتيها 
– لو سمحت يا بشمهندس انا اتهنت في مكتبك وعايزة حقي 
– حقك عليا يا استاذة سهر .. اوعدك لو اتكررت تاني انا هجيبلك حقك بايدي 
هتفها موجهاً حديثه نحو الأخير الذي ينظر إليهم رافعاً حاجب ومُخفض الاخر ، ثم ذهب الادهم وجلب إليها بعض المناديل الورقية ، ثم اعطاها إياها هاتفاً بهدوء 
– اتفضلي امسحي دموعك ويلا علي شغلك و بعتذرلك مرة تانية عن اللي عمله الاستاذ محمد 
هتف محمد بصوت خفيض ساخر 
– ننننننننننننننننن 
– اتفضلي علي مكتبك يا استاذة سهر 
خرجت سهر من المكتب وهي تمسح دموعها بحزن من كلمات الاخير الجارحة ، نظر محمد إلي رحليها باشمئزاز ثم عاود النظر إلي الادهم الذي كان ينظر إليه نظرات متفحصة غاضبة ، تبدلت ملامح محمد إلي ابتسامة ساذجة واسعة 
– حبيببي 
نظر إليه الاخير بضجر هاتفاً 
– خير .. جايلي بمصيبة جديدة ولا أسر عمل حاجة 
قالها بلامبالاة وهو يتجه نحو مقعد مكتبه ، ضحكة ساخرة ، عالية خرجت من محمد قبل أن يهتف باستفزاز 
– تقريبا كدا من لما نزلت مصر وانا مش بجيلك غير في الاحزان قولت اجيلك في الافراح مرة 
فرد عليه الاخير بغضب 
– اخلص عايز اي ! 
– كل خير يا كبير 
– اتفضل غور مش عايزين من وشك حاجة 
فرد عليه الاخير باستفزاز 
– ومين قالك اني جايلك اصلا  .. انا جاي عشان اخد اختي 
قهقه الاخير عالياً هاتفاً بسخرية 
– اه .. تاخد اختك .. حلوة دي .. 
فنظر إليه محمد باستحقار 
– انا جاي عشان أعزمها علي الفرح وتقعد معانا شوية .. واظن دا من حقنا 
صمت الادهم قليلاً يرتب الحديث ، ثم هتف بجدية 
– فرح مين ؟ 
– صاحبي 
– فين ؟
– عندنا في الفيلا 
– امتي ؟ 
– بكرا 
– تمام 
– رقم فونها بقي عشان اتطمن عليها وابلغها بنفسي 
فرد عليه الاخير ببرود 
– مش معاها 
– كتلة برود .. اديني اي زفت أوصلها بيه 
فنظر إليه الاخير بقرف ثم هتف 
– اصبر 
أخذ هاتفه من علي المكتب ثم طلب أحد ارقام المنزل ، ثواني واتاه الرد من أحدي الخادمات ، طلب منها الحديث علي زوجته التي ما مكثت ثوانٍ وكانت ترد علي الهاتف 
– السلام عليكم 
– وعليكم السلام يا حبيبتي .. في حد عايز يكلمك 
فردت الأخيرة باستغراب 
– يكلمني انا ؟ 
ثوانٍ وآتاها صوت شقيقها من الجهه الاخرى 
– ازيك يا حبيبتي عامله اي 
ردت الأخيرة بصدمة وقد تجمعت دموع الاشتياق في مقلتيها 
– محمد ! 
فنهض الاخير وتحرك عدة خطوات حتي توقف أمام الشرفة متحدثاً باشتياق حقيقي يكاد أن نتزرف اليه دموعه 
– وحشتيني اوي يا زئردة 
سقطت دموعها متحدثة باشتياق أكثر 
– يااااه .. حاسة أنه ليا زمن طويل ما سمعتش الاسم دا منك يا غالي 
– البيت مطفي من غيرك .. تخيلي مش لاقي حد يعملي كيكة معجنة 
ضحكة صغيرة خرجت من بين دموعها هاتفة 
– يا بارد هو في زي كيكتي 
فرد عليها الاخير باستخفاف وهو يمسح تلك الدمعه الحبيسة المتمرة علي النزول 
– طبعا هو في حد بيختلف علي كدا .. اموت واعرف بتعمليها ازاي .. حتي العلماء لسا ماكتشفوش سر الصنعة بتاعك الي بتخلينا بعد ما نأكلها بدقائق نقعد في الحمام بالساعتين والتلاتة 
استمع الى ضحكاتها الصغيرة التي خرجت إليه من سماعة الهاتف ، ترنم بسماعها ، هاتفاً باشتياق 
– وحشتني ضحكتك اوي يا اغلي ما ليا 
بكت الاخير هاتفة 
– وانتا كمان وحشتني اوي .. نفسي اوي اترمي في حضنك انتا وماما .. وحشتوني اوي يا محمد 
– بكرا أن شاء الله هتيجي تقعدي معانا اشوية وكمان تحضري فرح ياسين 
هتفت الأخيرة بفرحة تكاد أن تقفز لها 
– بالله عليك يا محمد .. أدهم وافق 
– وافق .. حتي لو ما كانش وافق كنت هرنهولك علقه واخدك منه غصب عنه كمان 
تبسمت الأخيرة هاتفة 
– لو قربت من أدهم شوية هتعرف أنه كويس 
ضجر الأخير من كلماتها فهتف بضيق 
– المهم يا حبيبتي طمنيني عنك 
– عندي ليك خبر جميل هبلغهولك بكرا 
– بجد .. خير 
– احذر ! 
– طب ماتقولي وتخلصي 
– محمد بقي .. احذر انتا وماما حد اما اجيلك .. وعايزاك تبوسهااالي جامد اتفقنا 
– اتفقنا يا حبيبتي
– خلي بالك من نفسك يا غالي 
– لا اله الا الله
– محمد رسول الله 
اغلق الخط ثم نظر أمامه قليلاً يفكر فيما مضي وفيما سيفعل قاطعة وقوف الادهم خلفه متحدثاً 
– خلصت 
فقدم إليه هاتف بهدوء 
– اة 
شعر بالاستغراب من هدوئه الغير معتاد فهتف 
– للدرجادي اتوحشتها ؟ 
فرد عليه الاخير بكلمات غير مفهومة 
– لما هتجرب الاحساس هتفهم 
فنظر إليها الادهم بتساؤل ، قاطعها محمد برحيله الصامت دون أي كلمة .
نظر الادهم إلي طياته في استغراب من شأنه ثم عاود الي عمله مرة أخري .
خرج محمد من باب المكتب فرأي تلك السكرتيرة تبكي بصمت ، فذهب إليها هاتفاً بهدوء 
– كلامي وجعك اوي .. ولا خايفة احطك في دماغي واوديكي وري الشمس 
نظرت إليه دون التفوه بكلمة ، فهم ما ترمي إليه بنظراتها فهتف 
– عالعموم انا مش تافه اوي وفاضي لدرجة اني احطك في دماغي وكلام من الفاكس دا .. اما بالنسبة للكلام اللي قولته لك فأعتبريني كنت بفكر فيكي بصوت .. وتمني تفهمي نظرتي ليكي كويس ونظرة شباب كتير مش بس انا 
فردت الأخيرة بصوت متحشرج 
– اصلا احنا عايشين في مجتمع ذكوري .. دائما بيحط علي البنت 
فرد الأخيرة بثقة 
– وياتري بقي لما هتقابلي ربنا يوم القيامة ويقولك اي اللي كنتي لابساه في الدنيا دا وكام شاب اتغر بيكي وكام شاب ارتكب الفاحشة بسببك وسبب لبسك وكام شاب جاهد علي غض البصر ولكن بسبب لبسك انتي اديتي للشيطان فرصة أكبر أنه يغوية ويبث عليكي وتفسدي توبته ، هتقوليله اي .. اصل احنا يا ربي عايشين في مجتمع ذكوري بيحط علي البنت ! 
صمتت فلم تجد ما تقوله من حديث ، فأكمل الأخيرة مسترسلا حديثه 
– ربنا بيقول في كتابه الكريم : ” وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) ” -النور-
اظن أنه الآية مفسرة نفسها دا غير لما ربنا قال : ” وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281) ” -البقرة- 
فكري فيها وفكري لما هتقفي قدام ربنا ويستعرض أعمالك كلها في الدنيا وقتها مش هتقدري تلاوعي ولا تنكري الحديث وربنا يجعلنا من من أُوتي كتابه بيمينه 
تركها وذهب دون أن يستمع إليها بينما هي ظلت تفكر في حديثه .
______________★ “اللهم صل على سيدنا محمد”
دلف أسر علي مكتب والده صافعاً الباب خلفه بقوة ، هاتفاً بصوت عالي ، غاضب 
– انا هفضل حد امتي عايش تحت رحمة الادهم 
 فرد عليه والده بهدوء 
– لما تفكر صح وتبطل تسرعك دا شوية 
فصاح الاخير بصوت غاضب 
– امممم .. طب لعلمك بقي وربنا لو مارجعتش الشركة والبيت تاني لاقلبها عاليها واطيها وما اهدي غير بموتي يا بموت أدهم 
فرد الاب نفس النبرة 
– اهو تسرعك دا اللي هيوديك وري الشمس 
– وانا عايز اروح 
– اهدي يا أسر خليني اعرف افكر وانا هخليك تتنيل ترجع 
فجلس علي المقعد يهز قدميه بغضب 
– اتنليت .. فكر  
صمت الاب قليلاً ثم هتف 
– انا هخليك ترجع البيت والشركة 
– ازاي 
– بتعرف تمثل ؟ 
تبسم الأخيرة بثقة ثم هتف بخبث 
– هه عيب عليك يا حج دي موهبتي 
– يبقي تنفذ اللي هقولك عليه بالحرف الواحد 
يتبع…..
لقراءة الفصل السادس والخمسون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية صغيرتي أنا للكاتبة سهيلة السيد

تعليق واحد

اترك رد